الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ففي حديث معاذ رضي الله عنه حين أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن .. أرسله داعية، ومعلمًا، وَرَتَّبَ له الأولوياتِ، وَبَيَّنَ له الطريقة الْمُثْلَى في تجميع الناس، ودعوتهم، فقال له صلى الله عليه وسلم:
((إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فَإِنْ هُمْ أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فَإِنْ هُمْ أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تُؤْخَذُ من أغنيائهم، فَتُرَدُّ في فقرائهم، فَإِنْ هُمْ أطاعوا لذلك فإياك وكرائمَ أموالهم، وَاتَّقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)) (1).
فجعل صلى الله عليه وسلم الأولوية التي ليس قبلها ولا بعدها أولوية هي ((التوحيد))، ثم القيام بالعبادات، وهو ما يُعَبَّرُ عنه بـ: تصحيح العقائد، وإصلاح العبادات.
التوازن المطلوب:
إن على المسلم العاقل المتزن أن يراعي القواعد الدينية في الإيمان، والعمل، والدعوة، والمنهج .. فلا يقدِّم الفروع عل الأصول، ولا العبادات على الإيمانيات، ولا الجزئيات على الكليات، بل يُعطى كل ذي حق حقه، حسب منهج الأنبياء في ذلك.
ومعظم الناس في هذا -للأسف الشديد- على غير هُدًى:
فمنهم من لا يفرق بَيْنَ أصل عقدي أو منهجي وَبَيْنَ خلاف فقهي، ولا يفرق بين ركن وسنة، ولا بين صغيرة وكبيرة، ولا كلية ولا جزئية، فمنهم من يفرط بالتوحيد على حساب التجميع، وبعضهم يتفرقون في سنة،
(1) البخاري رقم (1496)، ومسلم (1/ 50).