الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شبهة شائعة:
إلى متى نربي
! !
يحسن أن نذكر ههنا شبهة عند بعض الإخوان، ثم نذكر ما هو الصواب من منهج سلفنا الصالح في ذلك، والله المستعان، وعليه التوفيق والسداد.
يقول بعض الإخوة:
((إلى متى نربي))؟ !
((كيف نبني، وهم يهدمون))؟ !
وبناء على هذا يقولون:
((لا بُدَّ -إذن- من مواجهتهم أولًا، ثم البناء ثانيًا .. إذ إننا لو استمررنا بالبناء أولًا، لَمَا استطعنا أن نبني شيئًا، وهم في مواجهتنا، ويهدمون ما بنينا)).
والجواب من وجوه:
الأول: إن المسلم مُلْزَمٌ بمنهج الكتاب والسنة، وما كان عليه سلف هذه الأمة، وما عليه إلا السير على هذا الصراط، غير مُبَالٍ بنتيجة، ولا عدو، ولا شبهة، ولا تجربة، فإن الحق لا يتعلق بهذه الأمور، ولن يسألنا الله عَمَّا بنينا، وإنما يسألنا عن صواب طريقنا، وصدق نياتنا.
الثاني: إَنَّ ما يطرأ من شبهات لا يجوز أَنْ يُؤَثِّرَ في الأصل، والأصل -وهو الطريق- أعظم، وأوضح مِنْ أَنْ يعرقل السيرَ عليه شبهةٌ، أو تقطع به عقبةٌ.
أَوَكُلَّمَا اعْتَرَضَتْنَا عَقَبَةٌ تَرَكْنَا الصراط .. وكلما جاءتنا شبهة شككنا في الطريق؟ !
الثالث: لقد كان هذا واقعَ الأنبياء عامة، وحالَ رسولنا خاصة -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين- فكانوا يَبْنُونَ، ويحاول الكفار أن يهدموا ..
فما تنكّب الأنبياء -لفعل الأعداء- الصراطَ المرسومَ، ولا خرجوا عن السبيل المعلوم.
ولذلك نجدهم -صلوات الله عليهم- لم ينتصروا لظلم وقع عليهم، ولا أراقوا قطرة دم واحدة في الدعوة قبل التمكين، بل ولا لطموا أحدًا قَطُّ.
وما قالوا: ((نحن نبني، وهم يهدمون))! !
إن لازم هذه المقولة تخطئة الأنبياء، وعلى رأسهم نوح عليه السلام، الذي مكث تلك السنين الطوال دون أن يقول:((نحن نبني، وهم يهدمون))، ولم يطلب من رَبِّهِ حَمْلَ السلاح، ولا مقارعة الأعداء، فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ؟
الرابع: إننا لو كنا نبني بقوة وثبات -كما كان يبني الأنبياء من قبلنا، وكما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه- لَمَا استطاعوا أن يهدموا .. وهذه سُنَّةُ الله في خَلْقِهِ.