الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصواب عندي ما قاله بعضهم: أن المقيس الفعالة فقط لغلبتها، دون الفعولة لقلتها، كالجنابة والصلابة والسماجة والسماحة والصباحة والفصاحة والملاحة والوقاحة والبلادة والطهارة والقذارة والنضارة والنجاسة والفراسة والتعاسة والشناعة والفظاعة والوساعة والحصافة والسخافة والنحافة والثقافة والقيامة والكثافة واللطافة والنظافة والحماقة والصفاقة والبسالة والجزالة والرذالة والجسامة والحزامة والضخامة والملامة والحضانة والرفاهة والفراهة والنباهة، وأما الفعولة فقليل، كالصعوبة والجمودة والبرودة والحموضة والسهولة والخشونة.
الثاني: لم أر من نبه على مجيء المصدر منه على فعل
وهو كثير جداً، بحيث إن يقول بأنه مقيس أولى من الفعولة، وذلك كالقرب والبعد والرحب والخبث، والفسح والكبر والبؤس والفحش والرخص والغلظ والسخف والطرف والظرف والقبح والحسن والطول والعرض والقصر والصغر والعسر واليسر والكفر والحمق والخرق والسحق والنبل والعظم واللؤم والجبن والثخن والنبه. وعلى فعلة كالبردة والسرعة والحرمة والهجنة. ويجئ أيضاً على فعل كعنب بكثرة كالقصر والصغر والكبر والعوض والغلظ والثقل والعظم والقدم والثخن. وعلى فعل محركاً كالأدب والخطر والشرف والضنك والكرم والسفه. وعلى فعل بالفتح، كالفقر والخفض والبهجة والنجدة والكثرة. وعلى غير ذلك كالرفاهية والفراهية والحلم. ثم أشار بقوله:
(و
ما سوى ذاك مسموع)
إلى أن هذه الستة أوزان التي ذكرها هي المقيسة، وسائر الأوزان السابقة
/ سماعية، فيحفظ المسموع ولا يقاس عليه. ثم أشار بقوله:
(وقد كثر الفعيل في الصوت)
إلى ما ذكرناه من قبل: أن شرط اطراد فعول بالضم في فعل المفتوح اللازم ألا يكون فعل صوت، وأن فعل الصوت قياسه: إما فعال بالضم، وقد سبق، أو فعيل وهو هذا، كالضجيج، والأجيج، والأنين، والحنين، والرنين، والأليل، والشخير، والنخير، والزفير، ونقيق الضفدع، وهرير الكلب، وفحيح الأفعى، وزئير الأسد، ونهيق الحمار وشهيقه، ونعيب الغراب ونعيقه، وسحيل وصهيل الفرس، ونئيم الظبي، وهدير الإبل والحمام، وقصيف الوعد، وطنين الطست. وكذا أشار بقوله:
(
…
...
…
...
…
والداء الممض جلا)
(معناه وزن فعال فليقس
…
...
…
...
…
)
إلى ما ذكرناه من قبل: أن شرط اطراد فعول فيه ألا يكون فعل داء، فإن كان فعل داء فقياسه الفعال بالضم، كالعطاس والزكام. والممض: الموجع، وجلا معناه وزن فعال: أظهر مصدره، فالمعنى هو المصدر، وهو مفعول به، ووزن فعال؛ فاعله. وكذا أشار بقوله:
(
…
...
…
ولذى
…
فرارٍ او كفرارٍ بالفعال جلا)
إلى ما ذكرناه من أن شرط اطراد فعول فيه ألا يكون فعل فرار وشبهه؛ فإن كان كذلك فمصدره بالفعال بالكسر جلا بالقصر والمد؛ أي وضوح