الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثاني: قال في التسهيل: ولا يفتح عين مضارع فعل دون شذوذ
، إن لم تكن هي أو اللام حرف حلق. انتهى، ففهم منه أمران: أحدهما: أن وجود حرف الحلق شرط للفتح، ولا يوجد الفتح بدونه؛ لأنه سبب موجب للفتح؛ إذ يوجد الضم والكسر مع وجود حرف الحلق كيدخل ويبغى. والثاني: أن ثم أفعالاً شذت بالفتح دون حرف الحلق، ولم يذكر هو وغيره سوى أبى بالموحدة يأبى، ولم أظفر أيضاً بغيره، نعم، أطلق في القاموس أفعالاً أن وزنها كمنع يمنع وهي غير حلقية، ولم ينبه على أنه على الجمع بين اللغتين، وهو محمول على ذلك، كقوله: هلك كضرب ومنع وعلم، وركن إليه كنصر وعلم ومنع، وقد حكى في الصحاح ركن يركن بفتحهما عن أبي زيد، وحمله على الجمع بين اللغتين، وحكى في القاموس في قنط يقنط ست لغات: كنصر وضرب وكرم وفرح ومنع وحسب، ثم قال: وهاتان اللغتان؛ أي الأخيرتان على الجمع بين اللغتين، ومعناه: أن يكون في ماضي الفعل لغتان، فتركب بينهما ثالثة: تأخذ ماضي إحداهما ومضارع الأخرى، والظاهر أن ذلك مقيس غير مقصور على السماع، وعلى هذا فقد سبقت أمثلة اشترك فيها فعل المضموم والمكسور كرحب المكان يرحب بضمهما، ورحِب يرحب بكسر الماضي، وفتح المضارع على القياس في اللغتين، ويتولد بينهما لغتان: رحُب المكان يرحب بضم الماضي وفتح الآتي، ورحِب يرحب بكسر الماضي وضم الآتي، وكذا سائر الأمثلة المشتركة، مما في ماضيه لغتان مما سبق ومما سيأتي.
الثالث: قد يتنوع فعل المفتوح الحلقى بالنسبة إلى مضارعه
إلى سبعة أنواع: مفتوح المضارع وهو القياس كيسأل ويمنع. ومشهور بكسر أو ضم كيبغى ويدخل. وهذه مذكورة في النظم، ووارد بالكسر والضم معاً على
الشذوذ أو بهما مع الفتح، فيكون مثلث المضارع. وهذان ذكرهما أيضاً في التسهيل؛ فالأول نحو: كعب ثدى الجارية يكعِب ويكعُب كضرب ونصر؛ أي نهد فهو كاعب. ومهرها يمهِرها ويمهُرها: جعل لها مهراً كأمهرها، ونغض ينغِض وينغُض: تحرك، وأنغض رأسه: حركه، ونخر بالخاء المعجمة ينخِر وينخُر نخيراً: أخرج الصوت من منخره، وهو الأنف، ونعم ينعِم وينعُم نعمة بالفتح من التنعم. وقد سبق فيه لغة كيحسب، ونغم بالغين المعجمة ينغِم وينغُم: غنى بصوت خفى. الخامس وارد بالفتح والكسر والضم جميعاً فيكون مثلث المضارع، وقد نبه عليه في التسهيل أيضاً، نحو نغب الريق بمعجمة ينغَبه وينغُبه وينغِبه كمنع ونصر وضرب؛ أي ابتلعه، ونحت الجوز؛ أي براه، وجنح إليه؛ أي مال، ومخض اللبن، ونبع الماء، ونبغ أيضاً بالمعجمة والمهملة، ظهر، وصبغ الثوب، وبغمت الظبية بالموحدة والمعجمة بغاماً: صوتت لولدها.
فهذه خمسة أنواع. ولم يذكر في التسهيل وروده بالفتح والضم، ولا وروده بالفتح والكسر، وقد ظفرت من النوعين بأفعال:
فالأول نحو: شحي لونه يشحَب ويشحُب كمنع ونصر: تغير من سفر أو هزال، وفيه لغة أخرى ككرم. وشخب اللبن يشخَبه ويشخُبه: حلبه، ونهبه ماله ينبهَبه وينهُبه: أخذه، والنهب: الغنيمة. وفيه لغة أخرى كفرح، وملح الماء يملَح ويملُح، وفيه لغة ككرم، وطبخ اللحم يطبَخه ويطبُخه، ورعد الرعد
يرعَد ويرعُد، ونهد ينهَد وينهُد، وفغر فاه يفغَر ويفغُر: فتحه وسعطه الدواء يسعَطه ويسعُطه: أدخله في أنفه، ومخط السهم يمخَط ويمخُط: نفذ، ونخس الدابة ينخَسها وينخُسها: غمزها بعود، وطلع سن الصبي بدا، وكذا النخل؛ أي خرج طلعه، يطلَع ويطلُع كأطلع. وأما طلعت الشمس فبالضم لا غير كما سبق. وهمعت عينه: جرى دمعها، تهمَع وتهمُع، ودمغه يدمَغه ويدمُغه: شجه على دماغه، وفرغ الإناء يفرَغ ويفرُغ: خلا، ورعف يرعَف ويرعُف: خرج الدم من أنفه، وفيه لغتان ككرم وفرح. وكحل عينه يكحَلها ويكحُلها، ونحل جسمه ينحَل وينحُل: هزل، وفيه لغتان ككرم وفرح. وطعنه بالرمح يطعَنه ويطعُنه، وفي السن أيضاً، وفيه بالقول: عابه. ودخنت النار تدخَن وتدخُن: ارتفع دخانها، ومهنه يمهَنه ويمهُنه: ابتذله.
والثاني نحو: نعب الغراب ينعَب وينعِب كمنع وضرب: صوت ومد عنقه في صياحه. ومنحه يمنَحه ويمنِحه: أعطاه، ونبح الكلب والظبي والصبي والتيس أيضاً: ينبَح وينبِح، ونزح عن مكانه ينزَح وينزِح: بعد، والبئر: استقى ماءها حتى أنفده، ونطحه الثور ينطَحه وينطِحه ونكح ينكَح وينكِح نكاحاً، وهو العقد والوطء أيضاً. ورضخ له بسهم يرضَخ ويرضِخ: أعطاه، والشيء: دقه. وشهق [يشهَق ويشهِق] أخرج صوتاً مع ترديد النفس. ونعق بغنمه ينعَق وينعِق: صاح بها، ونغق الغراب بالمعجمة ينغَق وينغِق: صاح، وسحل البغل بمهلتين يسحَل ويسحِل: صوت، وصهل الفرس يصهَل ويصهِل، ونأم
الظبي، ينأم وينئم: صوت، ونهم إبله ينهمها وينهماها: زجلاها لتأتيه، ونكه عليه ينكه وينكه: تنفس على أنفه، والنكهة: رائحة الفم.
؛ قحضيه إلى أنواع أيضاً: مفتوح المضارع غير مشارك لفعل المضموم ولا فعل المكسور كمنع يمنع، وقد سبق. ومشارك لأحدهما، ومشارك لهما معاً فيكون مثلث الماضي، ولم يذكر ذلك في التسهيل.
مثال المشارك لفعل المضموم: شحب لونه يشحب، وملح الماء، ورعف أنفه، ونحل جسمه، كما سبق أن في كل منهما لغتين كمنع وكرم، وكذا صبأ وصبو: خرج من دين إلى دين، فهو صابئ. ونشأ ونشؤ: ربا وشب، وصلح أمره وصلح، وشعر به وشعر: فطن، ومحلت الأرض بالمهملتين ومحلت: انقطع عنها المطر كأملحت. وشأم عليهم وشؤم: ضد يمن. فهذه عشرة يختلف ماضيها ومضارعها.
ومثال المشارك لفعل المكسور: حنأ عليه وحنئ حنوءاً: أكب، كمنع وفرح. وشنأه وشنئه: أبغضه، وفجأه وفجئه: هجم عليه، ولطأ بالأرض ولطئ بها: لصق، وشغبهم وشغبهم بالمعجمتين: هيج الشر عليهم، وقرح الفرس والبغل والحمار وقرح فهو قارح، بمنزلة البازل من الإبل، وربخت المرأة وربخت بالمعجمة فهي ربوخ: يغشى عليها عند الجماع. ودخر بالخاء المعجمة ودخر دخوراً فهو داخر: صغر وذل، وتعس الماشي وتعس تعساً:
عثر، ونهس اللحم بالمهملة ونهسه: أخذه بمقدم أسنانه، وجهش إليه وجهش: فزع مريداً للبكاء كأجهش، ورعش ورعش: رعد وتحرك كارتعش، ومخضت المرأة ومخضت: أخذها المخاض، وهو الطلق، وشحط عن وطنه وشحط: بعد، وقحط العام وقحط احتبس فيه المطر، وجرع الماء وجرعه: شربه جرعاً كتجرعة، ودمعت عينه ودمعت، وكرع في الماء وكرع: شرب بفمه، وزهقت نفسه وزهقت: خرجت. وأما زهق الباطل، فكمنع لا غير كما سبق. ونهكته الحمى ونهكته: أضنته، وقحل العود بالقاف وقحل: اشتد يبسه، وجهمه وجهمه: عبس في وجهه، وأبه له وأبه: فطن، وفي الحديث ((لا يؤبه له)) وعمه وعمه: تحير وضل، ونقه من مرضه ونقه: صح مع بقاء الضعف. فهذه خمسة وعشرون يختلف ماضيها ويتفق مضارعها.
ومثال المشارك لهما معاً، وهو المثلث الماضي لكنه مثنى المضارع؛ لاتفاق مضارع فعل المكسور وفعل المفتوح الحلقى على الفتح، وذلك نحو: مرأ الطعام ومرؤ ومرئ كمنع وكرم وفرح: صار مريئاً محمود العاقبة، ولغب الماشي: أي أعيا، ورجح الميزان، وزهد في الشيء، وبرع الرجل: فاق أصحابه، ورأف به؛ أي رحمه، ورعف أنفه؛ أي خرج منه الدم، ونحل جسمه: هزل كما ذكرنا، ورعن رعونة فهو أرعن: الأهوج المسترخى في منطقه. وسخن سخونة؛ أي حر. فهذه عشرة، وهذا كله إذا كان مضارع الحلقى مفتوحاً على الأصل، أو جاء مع الفتح غيره كما في رعف أنفه، ونحل جسمه، وشحب لونه، ونهب ماله، وملح الماء. وقد يكون مشاركاً لأحدهما من غير مجيء الفتح في الحلقى، كما سبق في نعم نعمة بالفتح