المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌تنبيهان: أحدهما: المتحصل من ذلك أن المصدر مفتوح مطلقا إلا - فتح الأقفال وحل الإشكال بشرح لامية الأفعال المشهور بالشرح الكبير

[بحرق اليمني]

فهرس الكتاب

- ‌باب أبنية الفعل المجرد وتصاريفه

- ‌مبحث الفعل الرباعي اللازم:

- ‌مبحث الفعل الرباعي المعدّى:

- ‌مبحث أوزان الاسم الرباعي:

- ‌مبحث الرباعي المضارع من اسم رباعي والمعاني التي ذكرها في التسهيل ستة:

- ‌مبحث فعل المضموم:

- ‌مبحث فعل المكسور:

- ‌ أمثلة فعل المكسور لازماً:

- ‌ أمثلة فعل المكسور متعدياً:

- ‌(تنبيهان)

- ‌الأول: قال في التسهيل: ولزوم فعل المكسور أكثر من تعديه

- ‌[فَعَل المفتوح]

- ‌تنبيهان: الأول: قال في التسهيل: لفعل تعد ولزوم

- ‌الثاني: قد يشترك فعُل وفعِل وفعَل فيصير الفعل الواحد مثلث الماضي

- ‌تتمة:

- ‌[تصاريف الفعل]

- ‌تنبيهان:

- ‌[مبحث فعل المفتوح]:

- ‌مبحث ما فاؤه واو من فعل المفتوح:

- ‌تنبيه: صرح في التسهيل بأن سائر العرب غير بني عامر يلتزم كسر مضارع هذا النوع

- ‌مبحث ما عينه ياء من فعَل المفتوح:

- ‌تنبيه: ذكر في التسهيل أن العرب جميعاً التزمت كسر مضارع هذا النوع ولم يشذ عنه شيء

- ‌مبحث ما لامه ياء من فعل مفتوح:

- ‌تنبيه لم يشذ من هذا النوع إلا

- ‌مبحث المضاعف اللازم من فعل المفتوح:

- ‌تنبيه: أشار في الصحاح

- ‌تنبيهان:

- ‌الأول: كلامه يوهم الحصر

- ‌الثاني: أشار في الصحاح

- ‌تنبيهان:

- ‌الأول: كلامه أيضاً يوهم الحصر

- ‌ الثاني: اعلم أن العلة في التزامهم ضم عين مضارع المضاعف المعدى

- ‌مبحث المضاعف من فعل المكسور:

- ‌مبحث ما عينه واو من فعل المفتوح:

- ‌تنبيه: لا أثر لكون لام هذا النوع حرف حلق [

- ‌مبحث ما لامه واو من فعل المفتوح:

- ‌تنبيه: شرط في التسهيل للزوم الضم

- ‌تنبيه: مقتضى الصحاح موافقة الكسائي في أن حروف الحلق مانع من الضم

- ‌مبحث ما عينه أو لامه حرف حلق من فعل المفتوح:

- ‌شروط فعل المفتوح الحلقى العين:

- ‌ الأول: اقتصاره على استثناء هذه الثلاثة

- ‌الثاني: قال في التسهيل: ولا يفتح عين مضارع فعل دون شذوذ

- ‌الثالث: قد يتنوع فعل المفتوح الحلقى بالنسبة إلى مضارعه

- ‌(تتمة) وجه المناسبة في اختلاف حالات مضارع فعل المفتوح

- ‌ ما يجوز فيه الضم والكسر

- ‌مبحث ما اشتهر فيه استعمال الضم من فعل المفتوح:

- ‌مبحث ما اشتهر فيه استعمال الكسر من فعل المفتوح:

- ‌مبحث ما يجوز في عين مضارعه الكسر والضم من فعل المفتوح:

- ‌تتمة: قد سبق أن فعل المفتوح الحلقى قد يشارك بالنسبة إلى ماضيه فعل المضموم أو فعل المكسور أو يشاركهما معاً، فيكون مثلث الماضي

- ‌فصل: في حكم اتصال تاء الضمير أو نونه بالفعل الماضي الثلاثي المعتل العين

- ‌تنبيه: إنما حكمنا على طال بأن أصله طول بالضم ككرم

- ‌باب أبنية الفعل المزيد فيه

- ‌إشارات:

- ‌الأولى: اعلم أن الزائد نوعان:

- ‌الثانية: اعلم أنه لا يعرف الأصل من الزائد إلا بمعرفة الميزان

- ‌الثالثة: أنه لا يحكم بزيادة حرف إلا بدليل

- ‌الرابعة: اعلم أن العرب لا تزيد غالباً الحرف إلا لدلالة

- ‌[أفعل ومعانيه]

- ‌[فاعل ومعانيه]

- ‌[فعل ومعانيه]

- ‌[استفعل ومعانيه]

- ‌[افعنلل]

- ‌[انفعل]

- ‌[افعل وافعال]

- ‌[افعيل]

- ‌[افتعل]

- ‌[تفعلل]

- ‌[فعيل]

- ‌[افعوعل]

- ‌[افعلل]

- ‌[تفاعل]

- ‌[تفعل]

- ‌[فعلس]

- ‌[سفعل]

- ‌[افعنلأ]

- ‌[افونعل]

- ‌[ا‌‌فعنلى]

- ‌فعنل

- ‌[تمفعل]

- ‌[فعلى]

- ‌[فوعل]

- ‌[فعول]

- ‌فصل في المضارع

- ‌فائدة: إنما زادوا حرف المضارعة

- ‌تنبه: اعلم أن الناظم رحمه الله أطلق في القسم الأول جواز كسر

- ‌ حركة ما قبل آخر المضارع

- ‌تتمات:

- ‌فصل في فعل ما لم يسمّ فاعله

- ‌تنبيهان:

- ‌أحدهما: لو عَبَّر بالتاء المزيدة لكان أشمل

- ‌ثانيهما: إنما ضموا الثاني مما أوله تاء مزيدة

- ‌(تنبيه) من العرب من يقول: بيع وقيل بإشمام الفاء الضمة

- ‌فصل في فعل الأمر

- ‌تنبيهات:

- ‌تتمات:

- ‌الأولى: اعلم أنَّ كون الكلمة وردت عن العرب شاذة عن القياس

- ‌الثانية: ما ذكره النظم رحمه الله في الفصل هو الأمر بالصيغة، وهو يختص بالمخاطب

- ‌الثالثة: الأمر بالصيغة مبني على الراجح، وهو مذهب البصريين

- ‌باب أبنية أسماء الفاعلين والمفعولين

- ‌مبحث أسماء الفاعلين [بما في ذلك الصفات المشبهة]

- ‌ من فَعُلَ المضموم

- ‌إن قصد بصيغة اسم الفاعل الدلالة على الحدوث والتجدد

- ‌تنبيه: يرد على إطلاق عبارته أشياء:

- ‌مبحث أسماء المفعولين:

- ‌تنبيهان:

- ‌أحدهما مجيء فعيل بمعنى مفعول كثير في كلامهم

- ‌الثاني: إذا كان "فعيلاً" بمعنى مفعول وصفا لموصوف قبله

- ‌ أوزان وردت بقلة

- ‌تنبيه: لم يذكر نيابة فعلة بضم الفاء وسكون العين عن مفعول

- ‌(تنبيه) ما ذكره الناظم رحمه الله هو مذهب الجمهور، وظاهر عبارته شمول فعيل وغيره

- ‌باب أبنية المصادر

- ‌مصادر الثلاثي

- ‌قياس المصدر من فعل المفتوح اللازم

- ‌ مصدر فعل المكسور اللازم

- ‌(تنبيه) أطلق الناظم كذلك

- ‌ مصدر فعل المضموم

- ‌تنبيهان:

- ‌الأول: ظاهر كلامه أن كلا من المصدرين مقيس

- ‌الثاني: لم أر من نبه على مجيء المصدر منه على فعل

- ‌ما سوى ذاك مسموع)

- ‌تنبيه: أهمل الناظم رحمه الله ما دل على سير أو تقلب

- ‌اسم المرة واسم الهيئة

- ‌تنبيه: شرط بناء المرة والهيئة

- ‌فصل في أبنية ما زاد على الثلاثي

- ‌تنبيهان:

- ‌أحدهما: إنما كسروا ما قبل الأخير من معتل هذا النوع

- ‌الثاني: ما ذكره في مصدر المبدوء بالتاء هو المصدر المقيس

- ‌تنبيهات:

- ‌تنبيه

- ‌تنبيهان:

- ‌تنبيهات:

- ‌الأول: احترز بالإفعال والاستفعال عن مصدري الخماسي المبدوء بهمزة وصل

- ‌ثانيها: اختلفوا في المحذوف من نحو الاقامة والاستقامة من الألفي

- ‌ثالثهما: ربما حذفوا التاء من نحو الإقامة فقالوا: إقاما وإجابا

- ‌رابعها: ربما جاءوا بالمصدر المعتل من الإفعال والاستفعال

- ‌باب المفعَل والمفعِل

- ‌تنبيه: شمل إطلاقه

- ‌تنبيهان:

- ‌تنبيه: إنما ذكر الناظم رحمه الله المفعل بالضم استطراداً

- ‌تنبيه: اعلم أني تتبعت مواد هذا الباب من الصحاح فرأيت العلماء لم يمعنوا النظر فيه؛ فلهذا كثر بينهم الاختلاف في مصدره الميمي

- ‌فصل في بناء المفعلة

- ‌تنبيه: كما تبنى المفعلة للدلالة على الكثرة تبنى أيضاً وصفاً لما هو سبب نحو "الولد مبخلة مجبنة

- ‌فصل في بنا الآلة

- ‌تنبيه: أما المسعط والمكحلة والمدهن فلم يسمع فيها غير الضم

الفصل: ‌ ‌تنبيهان: أحدهما: المتحصل من ذلك أن المصدر مفتوح مطلقا إلا

‌تنبيهان:

أحدهما: المتحصل من ذلك أن المصدر مفتوح مطلقا إلا في/ نحو وعد يعد موعداً فمكسور، وأما الظرف فمفتوح فيما مضارعه مضموم أو مفتوح، ومكسور فيما مضارعه مكسور، إلا إذا كان معتل اللام مطلقا كرمى ووقى فمفتوح أيضا.

الثاني: وجه المناسب لما ذكر في الباب أنهم جعلوا الظرف من يفعل بالفتح مفتوحاً، ومن يفعل بالكسر مكسورا، للتوافق بين الظرف وفعله، وألحقوا المضموم بالمفتوح، فجعلوا الظرف من المضموم مفتوحا، لقلة المفعل بالضم في كلامهم، وكان إلحاقه بالمفتوح أولى من إلحاقه بالمكسور لخفة الفتح، لكن لما كان الموعد ونحوه بالكسر أخف من الموعد بالفتح بشهادة الذوق التزموا فيه الكسر مطلقا؛ مصدراً كان أو ظرفا، وعكسه المولى ونحوه حيث التزموا فيه الفتح مطلقا، لخفة الفتح فيه، ولإفضاء الكسر إلى صيرورة الاسم منقوصا.

ثم أشار إلى القسم الثاني، وهو السماعي، بقوله:

(

...

... وشذ الذي عن ذلك اعتزلا)

أي: وما خرج عن الضابط فشاذ يحفظ ولا يقاس عليه. ثم إن الشاذ على ضربين: ضرب جاء فيه مع الشذوذ القياس أيضا، وضرب جاء شاذاً فقط، وقد أشار إلى الضرب الأول بقوله:

(مظلمة مطلع المجمع محمدة

مذمة منسك مضنة البخلا)

(مزلة مفرق مضلة ومدب

محسر مسكن محل من نزلا)

(ومعجز وبتاء ثم مهلكة

معتبة مفعل من وضع ومن وجلا)

(معها من احسب وضرب وزن مفعلة

موقعة، كل ذا وجهاه قد حملا)

ص: 204

فقوله: "مظلمة" بالرفع: إما بدل من فاعل شذ، أو خبر مبتدأ محذوف تقديره: وهي مظلمة، وما بعده معطوف بحذف العاطف، وقوله:

"معها من احسب" متعلق بقوله: "وزن مفعلة" وهو معطوف أيضاً على مظلمة، وكذا: موقعة، وحمل بضم الحاء؛ أي فهذه كلها قد حمل الرواة فيها عن العرب وجهين، فمن ذلك المصدر من ظلم يظلم، يقال فيه: مَظْلَمة ومَظْلِمة؛ بالفتح على القياس، والكسر شاذ، وقياس الظرف منه الكسر؛ لأن مضارعه يفعل بالكسر. وفي القاموس: المظلمة بكسر اللام: ما يظلمه الرجل، فجعلها مفعولاً به لا مصدرا، ومنه المصدر من طلع يطلع، قالوا فيه: المَطْلَع والمَطْلِع، والقياس فتح مصدره وظرفه معا؛ لأن مضارعه يفعل بالضم، قال بدر الدين: وإذا أريد المكان قيل المَطْلِع بالكسر لا غير. وهو يقتضي أن ظرفه مما شذ بالكسر منفردا، فيكون من الضرب الثاني، ولم يذكره الناظم، وفي القاموس: طلع مطلَعا ومطلِعا، وهما للموضع، انتهى. فنقل بوجهين في ظرفه أيضا، وإطلاق النظم يقتضيه. ومنه المكان من جمع يجمع قالوا: المجمَع والمجمِع، والقياس فتح مصدره وظرفه معا؛ لأن مضارعه يفعل بالفتح. ومنه المصدر من حمد يحمد كفرح يفرح، ومن ذم يذم كنصر ينصر، قالوا فيهما: المحمَدة والمحمِدة، والمذَمة والمذِمة، والقياس الفتح في مصدره وظرفه. ومنه المكان من نسك ينسك كنصر ينصر، بمعنى عبد. قالوا فيه: المنسَك والمنسِك، والقياس فتح مصدره وظرفه معا، ولهذا إذا أرادوا المصدر قالوا: المنسك بالفتح

ص: 205

لا غير. ومنه المصدر من ضمن بالشيء يضن، كحن يحن، بمعنى بخل به، قالوا فيه: المضَنة والمضِنة، فقياس مصدره: الفتح، وظرفه: الكسر، كضرب يضرب، وفيه لغة كفرح يفرح، فقياس المصدر والظرف معاً عليهما الفتح. ولعل الناظم أضافه إلى البخل لئلا يشتبه بالمظنة؛ من ظن بمعنى حسب. وسيأتي. ومنه المكان من زل يزل، كجن يجن؛ بمعنى أخطأ، قالوا فيه: مزلة أقدام ومزلة. فالكسر هو قياس ظرفه كضرب يضرب، وقياس مصدره الفتح، لكن في القاموس زللت مزلة بكسر الزاي وزللا، ومقتضاه: أن المصدر جاء منه مكسوراً، فيكون من الضرب الثاني. ومنه المكان من فرق بين الشيئين يفرق، كنصر ينصر، بمعنى فصل بينهما، قالوا فيه: المفرَق والمفرِق، والقياس فتح مصدره وظرفه معا؛ لأنه مضموم، قال الله تعالى {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 25] ومن ذلك المصدر من ضل يضل، كحن يحن، ضد اهتدى. قالوا فيه: مضَلة ومضِلة، وقياس مصدره الفتح، وظرفه الكسر، كضرب يضرب، وفيه لغة كفرح يفرح؛ فقياس مصدره وظرفه عليهما الفتح، وفي القاموس أرض مضَلة ومضِلة يضل فيها، فجعل الوجهين في المكان. ومنه المكان من دب/ على الأرض يدب كحن يحن، قالوا فيه: مَدَب النمل ومَدِب النمل، وقياسه فتح مصدره، وكسر ظرفه؛ فالفتح فيه هو الشاذ، وقد جاء المصدر منه بالفتح لا غير، على القياس. ومنه المكان من حشر يحشر، كنصر وضرب؛ بمعنى جمع، ومن سكن الدار يسكنها، ومن حلها يحلها، بمعنى نزلها، قالوا فيه: المحشَر والمحشِر والمسكَن والمسكِن والمحَل والمحِل، وقياس المصدر والظرف معاً

ص: 206

منها الفتح، نعم جاء أيضاً في مضارع حل بالمكان، إذا لم يتعد بنفسه- الكسر، كما في مضارع حشر، فعليها يكون قياس الظرف منهما الكسر، وقيد الناظم حل بالنزول احترازاً من حل الدين ونحوه اللازم فإنه على القياس: المصدر منه مفتوح، والظرف مكسور، فتقول: حل الأجل مَحَلاً بالفتح؛ أي حلولا، وبلغ الأجل محِله بالكسر؛ أي وقته. قال الله تعالى {حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [البقرة: 196] أي مكانه الذي ينحر فيه. ومن ذلك المصدر من عجز يعجز [كضرب يضرب، ومن هلك يهلك مثله، ومن عتب عليه يعتب كذلك]، قالوا فيه: المعجَز والمعجِز بالفتح والكسر مجرداً عن التاء، وكذا المعجَزة والمعجِزة. والمعتَبَة والمعتِبَة، والمهلَكة والمهلِكة بتاء التأنيث فيها، والقياس فيها الفتح في المصدر، [والكسر في الظرف، وربما قالوا: عتب عليه يعتب كنصر ينصر، وعجز يعجز، كفرح يفرح، وكذا هلك يهلك، وذلك يقتضي الفتح في المصدر والظرف معا]، وإنما قيد الناظم المعتبة والمهلكة بالتاء؛ لأن المعتب بمعنى العتاب لم يأت إلا بالفتح على القياس، وأما المهلك فسيأتي أنه مثلث العين وكذا المهلكة. ومنه المكان من وضع يضع ووجل يوجل، قالوا فيه: الموضَع والموضِع، والموجَل والموجِل، وقد سبق أن ظاهر عبارة الناظم فيما فاؤه واو أن المصدر والظرف منه معاً مفعل بالكسر؛ سواء كان مضارعه مكسوراً كوعد يعد، أو مفتوحاً كوجِل يوجَل ووضَع يضع، وعلى هذا فالشاذ في الموضع والموجل الفتح، ولكن سبق أن المختار اختصاص ذلك بمكسور المضارع، كوعد دون مفتوحه، وعليه فالشاذ فيهما الكسر، كما في فرح يفرح

ص: 207

وذهب يذهب، وقضية النظم أن الوجهين في ظرفه، لكن في القاموس، وجِل وجلا وموجلا كمقعد، وللموضع كمنزل، فجعل المصدر مفتوحاً، والظرف مكسورا، فالشذوذ فيه، ويكون من الضرب الثاني. ومنه المفعلة من حسب يحسَب ويحسِب بمعنى ظن، قالوا فيه: المحسَبة والمحسِبة، فإن كان الوجهان في ظرفه، كما هو ظاهر كلام بدر الدين، فالوجهان فيه على اللغتين في مضارعه، وإن كانا في مصدره، كما هو ظاهر القاموس حيث قال: حسبه محسَبة ومحسِبة وحساباً بالكسر: ظنه، فالشاذ هو الكسر، لأن قياس مصدره الفتح مطلقا، ومنه المفعلة من ضرب، قالوا فيه: مضربة السيف ومضربته، جعلوها اسماً لحديدته التي ضرب منها، وأصلها المكان، والشاذ فيها هو الفتح؛ لأن قياس ظرفه الكسر، ومصدره الفتح، ومنه المكان من وقع يقع، قالوا فيه: موقعة الطائر وموقعته: للموضع الذي يقع عليه، وهو نظير وضع يضع، وقد سبق ما فيه. فعلى ظاهر النظم الشاذ فيه الفتح، وعلى المختار، وبه صرح بدر الدين هنا، الشاذ الكسر، فهذه اثنان وعشرون، جاء في المفعل منها وجهان: الفتح والكسر. والناظم لم يبين كون الشذوذ ورد في مصادرها أو ظروفها، وكذا في التسهيل، وما قيدته به من كون الشذوذ مرة في المصدر ومرة في الظرف تبعت فيه بدر الدين وبعض شروح التسهيل ونقلت ما اقتضى مخالفة ذلك في القاموس في المظلمة والمطلع والمزلة والمضلة والموجل والمحسبة- ليعلم ذلك- والله أعلم.

ثم أشار إلى الضرب الثاني، وهو ما جاء شاذاً فقط بقوله:

(والكسر أفرد لمرفقٍ ومعصيتةٍ

ومسجد مكبرٍ مأوٍ حوى الإبلا)

ص: 208

(من ائو واغفر وعذر واحم مفعلةٍ

ومن رزا واعرف اظنن منبتٍ وصلا)

(بمفعل اشرق مع اغرب واسقطن رجع

اجزر .. .. .. .. .. .. .. )

أي جاء الكسر في هذه الأوزان مفرداً مع أنه شاذ. وقوله: "من ائو" متعلق بقوله: "مفعلة" وهي مجرورة بالعطف على المرفق؛ أي: والمفعلة من ائو. وكذا قوله: "منبت" مجرور بتقدير العطف على المرفق. "وصل" فعل أمر: أي وصل ما سبق بمفعل اشرق؛ فمن ذلك أنهم قالوا في المصدر من رفق يرفق كنصر ينصر: المرفق بالكسر بمعنى الرفق، وقياسه فتح مصدره وظرفه. وفي المصدر من عصى يعصى كرمى يرمي مرمى: المعصية، وقياس معتل اللام فتح مصدره وظرفه مطلقا، كالمرمى والمولى. وقالوا في المكان من سجد يسجد كنصر ينصر: المسجد، وقياسه فتح مصدره وظرفه معا، وقالوا في المصدر من كبر يكبر كفرح يفرح؛ بمعنى أسن: المكبر؛ أي الكبر، وقياسه فتح مصدره وظرفه، وقالوا في المكان من أوت الإبل بقصر/ الهمزة تأوى كرمى يرمي: المأوى بكسر الواو منقوصا، وقياسه الفتح مطلقاً لأنه معتل اللام. وفي غير الإبل: المأوى بالفتح على القياس، كذا ذكره الناظم هنا، وفي التسهيل أن في مأوى الإبل وجهين: فجعله من الضرب الأول. وقالوا في المصدر من أويت له بقصر الهمزة بمعنى رثيت له: مأوية، والقياس فتح مصدره وظرفه معا، كرمى يرمي. وقالوا في المصدر من غفر يغفر كضرب يضرب:

ص: 209

المغفرة، وكذا من عذره يعذره كضرب يضرب: المعذرة، وقياسهما فتح المصدر وكسر الظرف. وقالوا في المصدر من حمى عن كذا يحمى كرضى يرضى؛ بمعنى: أنف منه: المحمية. ومن رزأه يرزؤه كمنعه يمنعه؛ بمعنى نقصه أو أصابه بمصيبة: المرزئة، وقياسهما فتح المصدر والظرف معا. وقالوا: في المصدر من عرف يعرف كضرب يضرب: المعرفة، والقياس فتح مصدره وكسر ظرفه، وقالوا في المكان من ظن يظن كنصر ينصر، بمعنى حسب: هذا مظنة كذا؛ أي موضعه الذي يظن وجوده فيه. وكذا في المكان من نبت البقل ينبت كنصر ينصر، وغربت تغرب كنصر ينصر: المنبت والمغرب. وفي المكان من سقط يسقط كنصر ينصر: هذا الدار مسقط رأس، وقياسها جميعها فتح المصدر والظرف معا، وقالوا في المصدر من رجع يرجع كضرب يضرب: المرجع، ومنه {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا} [المائدة: 48] أي رجوعكم، وقياسه فتح مصدره وكسر ظرفه. وقالوا في المكان من جزر الإبل أي ذبحها: المجزر، وقضية الحكم بشذوذه: أن مضارعه مضمون كنصر ينصر، ومقتضى القاموس أن المشهور فيه الكسر؛ لأن وزنه ضرب يضرب، ثم قال: وقد يضم آتيه، أي مضارعه، فعلى ما في القاموس كسر ظرفه هو القياس، نعم في نسخ من التسهيل بدل المجزر: المزجر، بتقديم الزاي؛ من زجر الكلب يزجر كنصر ينصر، وقد

ص: 210

قالوا فيه: قعد مني مزجر الكلب، بالكسر، فوجه شذوذه ظاهر. وهذه أيضاً ثمانية عشر وزناً شاذة بالكسر، على ما في المأوى والمجزر من الاضطراب.

ثم أتبعها الناظم رحمه الله تعالى بما جاء مع شذوذه مثلث العين، فقال:

(

...

... ثم مفعلة اقدر واشرقن يخلا)

(وقبر ومن أرب وثلث اربعها

كذا لمهلك التثليث قد بذلا)

أي ثم صل أيضاً بمفعلة اقدر، فقالوا في المصدر من قدر يقدر كضرب يضرب: المقدرة، ومن أرب الرجل يأرب كفرح يفرح، بمعنى صار أريباً عاقلا: المأربة، وفي المكان من شرقت الشمس تشرق كنصر ينصر: المشرقة، لموضع القعود فيها عند شروقها، وفي المكان من قبر الميت يقبُره ويقبِره أيضا: المقبرة، لموضع دفن الموتى، بتثليث العين في هذه الأربعة الأوزان: فالضم شاذ مطلقا، وكذا كسر المصدر من قدر وأرب؛ لأن قياس قدر فتح مصدره وكسر ظرفه، وقياس أرب فتح مصدره وظرفه معاً، وكذا كسر الظرف من شرق شاذ؛ إذ قياسه فتح مصدره وظرفه معا، وأما قبر ففتح ظرفه قياس ضم مضارعه، وكسر قياس كسره، ففي إيراد الناظم له فيما شذ بالكسر نظر، وقوله:"وثلث اربعها" بنقل فتح الهمزة من "اربعها" إلى ثاء "ثلث". وقالوا أيضاً في المصدر من هلك يهلك كضرب يضرب على المشهور: المهلك بمعنى الهلاك مثلثا؛ فالضم فيه شاذ، وكذا الكسر؛ لأن قياسه فتح مصدره وكسر ظرفه، وسبق أن فيه لغة كفرح، وعليها فالقياس فتح مصدره وظرفه

ص: 211