الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المكسور فمواده أقل منه: والمكسور أثقل من المفتوح فمواده أقل منه أيضاً.
[تصاريف الفعل]
ثم لما أنهى الناظم رحمه الله حكم أبنية الفعل المجرد، وهو الأربعة السابقة: فعْلل وفعُل وفعِل وفعَل، شرع في تصاريفه، وهو اختلاف حال مضارعه بضم أو كسر أو فتح. وبدأ بمضارع فعُل المضموم ثم المكسور لقلة الكلام عليهما، فقال:
(فالضم ومن فعُل ألزم في المضارع وافـ
…
تح موضوع الكسر في المبني من فَعِلا)
أي: وألزم ضمة العين التي في فعُل المضموم في مضارعه أيضاً، فنقول في كرم يكرم وفي شرف يشرف، وهكذا سائر الأمثلة السابقة وغيرها. ولم يشذ من ذلك شيء أصلاً إلا ما جاء على تداخل اللغتين.
ثم قال: وافتح موضع الكسر وهو العين من فعل المكسور في المضارع المبني منه، فنقول في فرح يفرح وفي سمع يسمع، وهكذا سائر الأمثلة السابقة. هذا هو الأصل فيه.
وقد شذت منه أفعال محصورة جاء في مضارعها الكسر وهي ضربان: ضرب جاء مع الكسرة فيه الفتح أيضاً الذي هو الأصل، وضرب انفرد فيه الكسر على الشذوذ.
فإلى الضرب الأول أشار بقوله:
(وجهان فيه من أحسب مع وغرت وحر
…
ت أنعم بئست يئست أوله يبس وهلا)
أي: في عين المضارع من الأفعال المذكورة وجهان: الفتح على القياس،
والكسر على الشذوذ. وهي تسعة: الأول: حسب بمعنى ظن يقال حسبه يحسَبه ويحسِبه؛ بالفتح على القياس والكسر على الشذوذ، مع أنه أفصح؛ لأنه لغة أهل الحجاز، وبهما قرئ، والفتح قراءة ابن عامر وحمزة وعاصم. الثاني: وغر بغين معجمة؛ يقال: وغر صدره يغر ويوغر؛ إذا توقد غيظاً من قولهم وغرت الهاجرة تغر بفتح الماضي كوعد يعد؛ إذا اشتد حرها، وغراً بالفتح، ووغراً محركاً. الثالث: وحر بحاء مهملة، يقال: وحر صدره أيضاً يحر ويوحر وحراً بالفتح، ووحراً محركاً، إذا امتلأ من الحقد. والرابع: نعم ينعم نعمة؛ بفتح النون، وهو التنعم وحسن الحال. والخامس: بئس بالباء الموحدة، ثم همزة مكسورة. يقال: بئس منه يبأس ويبئس بؤساً بالتنوين، وبؤسي، فهو بائس، إذا ساءت حاله، ضد التنعم. السادس: يئس بالمثناة، ثم همزة مكسورة. يقال: يئس منه يبئس وييأس يأساً، إذا انقطع رجاؤه، والفتح أفصح، وعليه أجمع القراء نحو {وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ} [يوسف: 87]. السابع: وله، يقال: وله يله ويوله ولها بالتحريك فهو واله وولهان: إذا كان يفقد عقله لفقد محبوب من أهل أو مال. الثامن: يبس بالمثناة تحت، ثم الموحدة. يقال: يبس الشجر ونحوه، ييبس وييبس يبساً، بالضم، فهو يابس، ويبس بالفتح، ويبس محركاً، ويبس ككتف، إذا ذهبت رطوبته. التاسع: وهل، يقال: وهل الرجل يهل ويؤهل وهلا محركاً، إذا فزع، ووهل أيضاً عن الشيء: نسيه.
وإلى الضرب الثاني أشار بقوله:
(وأفرد الكسر فيما من ورث وولى
…
ورم ورعت ومقت مع وفقت حلا)
(وثقت مع وري المخ احوها
…
.. .. .. )
أي: وأفرد الكسر على الشذوذ في المضارع المبني من الأفعال المذكورة، وهي ثمانية: الأول: ورث المال من الميت وورثه أيضاً يرثه إرثاً ووراثة بكسرهما. الثاني: ولى، يقال: ولى الأمر يليه وَلاية وِلاية بالفتح والكسر، وبهما قرئ {مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الأنفال: 72] و {هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ} [الكهف: 44] وقيل: الولاية بفتح: النصرة، وبالكسر: الإمارة. ويقال أيضاً: ولى منه ووليه ولياً، أي: قرب. والثالث: ورم، يقال: ورم الجرح ونحوه يرم ورماً بالتحريك إذا انتفخ، وورم أنفه إذا تكبر وغضب. الرابع: ورع، يقال: ورع الرجل عن الشبهات يرع ورعاً محركاً ورعة إذا عف عنها. الخامس: ومق، يقال: يمقه، مقه وومقاً إذا أحبه، فهو وامق. السادس: وفق، يقال: وفق الفرس يفق إذا حسن. كذا قال بدر الدين ابن مالك تبعاً لوالده فس شرح التسهيل رحمهما الله. ولم يذكر ذلك في الصحاح ولا في القاموس، وإنما قالا ووفقت أمرك تفقه بالسكر فيهما؛ أي صادفته موافقاً. السابع: وثق، يقال: وثق به يثق ثقة إذا أئتمنه واعتمد عليه. الثامن: ورى، يقال: ورى المخ فيه يرى إذا اكتنز، وهو من علامة السمن، يقال أيضاً: وربت الإبل ترى إذا سمنت، وإنما قيده بالمخ ليحترز به من ورى الزند إذا خرجت ناره، فإن الأصل فيه أن يقال: ورى الزند يرى كرضى يرضى على القياس، وفيه لغة ثانية: ورى الزند بالفتح يرى