الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
[الحجر: 9] قال: القرآن، [35] قال: وهو الذكر، وهو الروح» (1).
2 - السنة النبوية:
للتابعين في اعتماد السنة النبوية طريقان:
الأول: أن يذكروا السند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويَعُدُّ بعض الباحثين هذا النوع من تفسير التابعين (2)، والصحيح أنه من التفسير النبوي؛ لأن التابعي ذَكَرَ ما بلغه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يفسر.
والثاني: أن يذكر ما بلغه عن النبي صلى الله عليه وسلم دون ذكر السند، وهذا وإن كان مرسلاً إلا أنه يدل على اعتماد التابعين التفسير النبوي في تفسيرهم، ومن ذلك ما أخرجه الطبري عن الحسن في تفسير قوله تعالى:{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ} [المائدة: 27]، قال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ضرب لكم ابني آدم مثلاً، فخذوا من خيرهم ودعوا الشر» (3).
(1)«تفسير الطبري» (28/ 152)، وانظر له:(30/ 16، 21، 39، 49)، ولغيره من التابعين (30/ 31، 32، 55).
(2)
أورد الدكتور محمد عبد الرحيم في كتابه (تفسير الحسن البصري جمع وتوثيق ودراسة)(1/ 220)) عند تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: 85] ما رواه الإمام أحمد بسنده عن الحَسَن، حَدَّثنا أَبُو هُرَيْرَةَ، إذْ ذَاكَ وَنَحْنُ بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تَجيءُ الأعْمَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَتَجِيءُ الصَّلاةُ فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصَّلَاةُ. فَيَقُولُ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ. فَتَجِيءُ الصَّدَقَةُ فَتَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنَا الصَّدَقَةُ. فَيَقُولُ: إِنَّكِ عَلَى خَيْرٍ. ثُمَّ يَجِيءُ الصِّيَامُ فَيَقُولُ: أَيْ يَا رَبِّ، أَنَا الصِّيَامُ. فَيَقُولُ: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ. ثُمَّ تَجِيءُ الأعْمَالُ، كُل ذَلِكَ يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: إِنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، ثُمَّ يَجِيءُ الإسْلامُ فَيَقُولُ: يَا رَب، أَنْتَ السَّلامُ وَأَنَا الإسْلامُ. فَيَقُولُ اللهُ [تَعَالَى]: إَنَّكَ عَلَى خَيْرٍ، بِكَ الْيَوْمَ آخُذُ وَبِكَ أُعْطِي، قَالَ اللهُ فِي كِتَابِهِ:{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .
وأنت تعرف أن الحسن (ت:110) هنا إنما هو ناقل، وليس قائلاً، ومثل هذا لا يسمى على الصحيح، تفسيره، بل هو تفسير منقول عمَّن فسَّر، وهو النبي صلى الله عليه وسلم؛ كما في هذه الرواية.
(3)
«تفسير الطبري» (6/ 199).
وقال في قوله تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: 17]، بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«قال ربكم: أعددت لعبادي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر» (1).
3 -
الصحابة:
تتلمذ التابعون على يد الصحابة، واشتهر بعضهم بالأخذ عن بعض الصحابة؛ كسعيد بن جبير، ومجاهد، والضحاك (2)، أخذوا التفسير عن ابن عباس، ومن المرويات الدالة على اعتماد التابعين تفسير الصحابة ما رواه الطبري بسنده عن الضحاك في تفسير قوله تعالى:{يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلأتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ} [ق: 30] قال: كان ابن عباس يقول: «إن الله الملك قد سبقت منه كلمة {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ} [الأعراف: 18] لا يُلقى فيها شيء إلا ذهب فيها، لا [36] يملؤها شيء، حتى إذا لم يبق من أهلها أحد إلا دخلها ـ وهي لا يملؤها شيء ـ أتاها الرب فوضع قدمه عليها، ثم قال لها: هل امتلأت يا جهنم؟ فتقول: قط قط، قد امتلأت ..» (3).
4 -
اللغة:
لا يزال التابعون في عصر الاحتجاج اللغوي، وقد كان لهم في تفاسيرهم اعتماد على اللغة، وهذا ظاهر في تفاسيرهم ومن ذلك:
قوله تعالى: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ} [ق: 10] قال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: الباسقات: «الطوال» (4).
(1)«تفسير الطبري» (21/ 106).
(2)
الضحاك لم يأخذ التفسير عن أحد من الصحابة، وروايته عن ابن عباس منقطعة، قال في تهذيب الكمال (13/ 295):«وقيل: لم يثبت له سماع من أحد من الصحابة» .
(3)
«تفسير الطبري» (26/ 169، 170).
(4)
«تفسير الطبري» (26/ 153).