الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: هذا الاختلاف إنما هو من شريك؛ فقد كان سيئ الحفظ، وهو حديث منكر؛ حيث تفرد به: عاصم بن عبيد الله العمري، وهو: منكر الحديث [التهذيب (2/ 254)، الميزان (2/ 353)]، وإنما المعروف في هذا ما جاء عن رفاعة بن رافع، كما في الحديث السابق (773)، والله أعلم.
• وفي الباب أيضًا: عن عبد الله بن عمرو [عند: أحمد (2/ 175 و 221)، وابن أبي شيبة في المسند (2/ 331/ 1813 - إتحاف الخيرة)، والبزار (6/ 443/ 2480)، وأبي العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (1112)، وابن المنذر (3/ 85/ 1275)، والطبراني في الكبير (13/ 567/ 14466)، وفي الدعاء (514)، والبيهقي في الدعوات (130)، وفي الأسماء والصفات (1/ 244)][وفيه مقال، انظر للإيضاح: الحديث المتقدم برقم (249)].
[وله إسناد آخر لكنه شاذ] [عند: الطبراني في الكبير
(13/ 496/ 14370)].
***
122 -
باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك
775 -
. . . جعفر، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكِّل الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر، ثم يقول:"سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرُك"، ثم يقول:"لا إله إلا الله" ثلاثًا، ثم يقول:"الله أكبر كبيرًا" ثلاثًا، "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه، ونفخه، ونفثه"، ثم يقرأ.
قال أبو داود: وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي عن الحسن، مرسلًا، الوهمُ من جعفر.
• حديث شاذ، صوابه عن الحسن مرسلًا.
سبق تخريجه في الذكر والدعاء (1/ 153)، تحت الحديث رقم (78)، وقد تفرد بوصله عن علي الرفاعي بهذا الإسناد: جعفر بن سليمان الضبعي [وهو: صدوق].
وخالفه: علي بن الجعد [ثقة ثبت]: حدثنا علي بن علي الرفاعي، عن الحسن، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل، قال:"لا إله إلا الله" ثلاثًا، "الله أكبر كبيرًا" ثلاثًا، "اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه".
قال: فسئل عنها؟ قال: همزه موتة الجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فالكبر.
أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (434).
وقول ابن الجعد هو الصواب: عن الحسن مرسلًا، وهِم بوصله عن أبي سعيد الخدري: جعفر بن سليمان الضبعي، والله أعلم.
• وهو معروف عن الحسن مرسلًا من وجوه متعددة، فقد رواه عنه جماعة من ثقات أصحابه:
رواه هشام بن حسان، وعوف بن أبي جميلة، ومعمر بن راشد عمن سمع الحسن:
عن الحسن، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبر ثلاثًا، وسبح ثلاثًا، وهلل ثلاثًا، ثم يقول:"اللَّهُمَّ إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه"، قالوا: ما أكثر ما تستعيذ من هذا! قال: أما همزه فالجنون، وأما نفثه فالشعر، وأما نفخه فالكبر. لفظ هشام بن حسان.
أخرجه عبد الرزاق (2/ 82 و 84/ 2572 و 2573 و 2580)، ومسدد (4/ 30/ 457 - مطالب)(2/ 333/ 1816 - إتحاف الخيرة).
ورواه عمران بن مسلم أبو بكر، عن الحسن؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يريد أن يتهجد، قال قبل أن يكبر:"لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، والله أكبر كبيرًا، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم من همزه ونفثه ونفخه"، قال: ثم يقول: "الله أكبر"، ورفع عمران بيديه يحكي.
أخرجه أبو داود في المراسيل (32).
***
776 -
. . . طَلْق بن غَنَّام: حدثنا عبد السلام بن حرب المُلائي، عن بُدَيل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة، قال:"سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرُك".
قال أبو داود: وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب، لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بديلٍ جماعةٌ؛ لم يذكروا فيه شيئًا من هذا.
• حديث شاذ.
سبق تخريجه في الذكر والدعاء (1/ 152)، تحت الحديث رقم (78).
وهو حديث شاذ، وسيأتي تخريج حديث أبي الجوزاء عن عائشة مفصلًا، قريبًا برقم (783) إن شاء الله تعالى.
وقد خرجت شواهد هذين الحديثين ومتابعاتهما في الذكر والدعاء (1/ 152 - 158)، ثم علَّقت على بعض المواضع منها، وزدت عليه.
وقد ختمت كلامي على طرق هذا الحديث وشواهده في تخريجي المذكور (1/ 158) بخلاصة أقوال الأئمة، وقد زدت عليه:
قلت: وحاصل ما تقدم: أن الثابت في هذا الذكر بالأسانيد الصحيحة: موقوف على عمر قوله، ولا يصح مرفوعًا من وجه.
قال ابن خزيمة في صحيحه (1/ 238 - 240)(1/ 529 - 533)[ط ماهر الفحل]: "أما ما يفتتح به العامة صلاتهم بخراسان من قولهم: سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك: فلا نعلم في هذا خبرًا ثابتًا عن النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل المعرفة بالحديث، وأحسن إسناد نعلمه رُوي في هذا خبرُ أبي المتوكل عن أبي سعيد".
ثم استنكره بعد روايته له، فقال:"وهذا الخبر لم يُسمع في الدعاء عالمًا في قديم الدهر ولا في حديثه استعمل هذا الخبر على وجهه، ولا حُكِي لنا عن من لم نشاهده من العلماء أنه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات، ثم يقول: سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، إلى قوله: ولا إله غيرك، ثم يهلل ثلاث مرات، ثم يكبر ثلاثًا".
ثم أخرجه من حديث حارثة عن عمرة عائشة مرفوعًا، وضعَّفه، ثم قال:"وهذا صحيح عن عمر بن الخطاب؛ أنه كان يستفتح الصلاة بمثل حديث حارثة؛ لا عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولست أكره الافتتاح بقوله: سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، على ما ثبت عن الفاروق رحمه الله أنه كان يستفتح الصلاة، غير أن الافتتاح بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر علي بن أبي طالب وأبي هريرة وغيرهما بنقل العدل عن العدل موصولًا إليه صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ وأولى بالاستعمال؛ إذ اتباع سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وخير من غيرها".
وقال سحنون في المدونة (1/ 62): "وكان مالك لا يرى هذا الذي يقول الناس: سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جاك، ولا إله غيرك، وكان لا يعرفه".
وقال أيضًا: "وقال مالك: ومن كان وراء الإمام، ومن هو وحده، ومن كان إمامًا، فلا يقل: سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، تبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، ولكن يكبروا، ثم يبتدؤوا القراءة".
وقال الإمام أحمد في مسائل ابنه عبد الله (270): "أما الذي نذهب إليه في الافتتاح: فإنه إذا كبر أو رفع يديه، فإنا نذهب إلى ما روينا عن عمر؛ أنه كان يقول إذا افتتح الصلاة، قال: سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
وقال عبد الله أيضًا عن أبيه (271): "وقال: أختار افتتاح الصلاة بسبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك، أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، إن الله هو السميع العليم، هذا أعجب إليَّ، وحديث أبي المتوكل عن أبي سعيد، كأنه لم يحمد إسناده".
وقال أبو داود في مسائله لأحمد (208 و 209): "قلت لأحمد: استفتاح الصلاة: سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدُّك، ولا إله غيرك؟ قال: نعم.
وسألته مرة أخرى؟ فقال: نحن نذهب إلى استفتاح عمر".