المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌127 - باب في تخفيف الصلاة - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٨

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌109 - باب ما ينهي عنه من المرور بين يدي المصلي

- ‌110 - باب ما يقطع الصلاة

- ‌111 - باب سُترة الإمام سترةُ مَن خلفَه

- ‌112 - باب من قال: المرأة لا تقطع الصلاة

- ‌(1/ 462)].***113 -باب من قال: الحمار لا يقطع الصلاة

- ‌114 - باب من قال: الكلب لا يقطع الصلاة

- ‌115 - باب من قال: لا يقطع الصلاة شيء

- ‌أبواب تفريع استفتاح الصلاة

- ‌116 - باب رفع اليدين

- ‌117 - باب افتتاح الصلاة

- ‌118 - باب من ذكر أنَّه يرفع يديه إذا قام من اثنتين

- ‌119 - باب من لم يذكر الرفع عند الركوع

- ‌120 - باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة

- ‌121 - باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء

- ‌(13/ 496/ 14370)].***122 -باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك

- ‌123 - باب السكتة عند الافتتاح

- ‌124 - باب ما جاء في من لم ير الجهر بـ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

- ‌125 - باب ما جاء في من جهر بها

- ‌126 - باب تخفيف الصلاة للأمر يحدث

- ‌127 - باب في تخفيف الصلاة

- ‌128 - باب ما جاء في نقصان الصلاة

- ‌(1/ 116/ 444)].***129 -باب ما جاء في القراءة في الظهر

الفصل: ‌127 - باب في تخفيف الصلاة

رجب: "وفيه نظر؛ فإن الداخل لم يدخل بعدُ في الائتمام بالإمام، وفي الانتظار تطويلٌ على المأمومين لمراعاة من ليس بمؤتمٍّ، فهذا لا يشبه تخفيف الصلاة لأجل أم الصبي، بل هو عكسه في المعنى"، قلت: والأول عندي أولى بقيده المذكور، وبه قال أحمد وهو مذهب أبي مجلز والشعبي والنخعي وعبد الرحمن بن أبي ليلى وإسحاق وأبي ثور [انظر: مشكل الآثار للطحاوي (14/ 215)، أعلام الحديث للخطابي (1/ 482)، معالم السنن (1/ 174)، شرح البخاري لابن بطال (2/ 336)، المغني (2/ 36)، الفتح لابن رجب (4/ 223)، الفتح لابن حجر (2/ 244)، عمدة القاري (5/ 246)].

د- إذا صلى بقوم يعلم من حالهم أنهم يؤثرون التطويل لم يكره التطويل، إلا إذا كان فيهم من لا يؤثره فلا يطوِّل، أو كان المسجد مطروقًا من ذوي الحاجات، ونحو ذلك؛ فيراعي الإمامُ حالَ المأمومين، وتأتي أدلة هذه المسألة في الباب الآتي بعد هذا [انظر: فتاوى ابن الصلاح (83)، المجموع شرح المهذب (3/ 337) و (4/ 199)، شرح مسلم للنووي (4/ 174)، مجموع الفتاوى (22/ 317 و 409 و 597)، طرح التثريب (2/ 311)] [المغني (1/ 237 و 334)].

هـ- جواز إدخال الصبي في المسجد، وشهود النساء لصلاة الجماعة [شرح مسلم للنووي (4/ 187)، الفتح لابن حجر (2/ 202 و 346)، عمدة القاري (5/ 246)].

***

‌127 - باب في تخفيف الصلاة

790 -

. . . سفيان، عن عمرو، سمعه من جابر، قال: كان معاذٌ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع فيؤمُّنا -قال مرةً: ثم يرجع فيصلي بقومه- فأخَّر النبي صلى الله عليه وسلم ليلةً الصلاةَ -وقال مرةً: العشاء-، فصلى معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم جاء يؤمُّ قومَه، فقرأ البقرة، فاعتزل رجلٌ من القوم فصلى، فقيل: نافقتَ يا فلانُ؟ فقال: ما نافقتُ، فأتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن معاذًا يصلي معك، ثم يرجع فيؤمُّنا يا رسول الله، وإنما نحن أصحابُ نواضحَ، ونعمل بأيدينا، وإنه جاء يؤمُّنا فقرأ بسورة البقرة، فقال:"يا معاذ! أفتَّان أنت؟ أفتَّانٌ أنت؟ اقرأ بكذا، اقرأ بكذا".

قال أبو الزبير: بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} ، فذكرنا لعمرو، فقال: أُراه قد ذكره.

• حديث صحيح، متفق عليه من حديث جابر.

وقد تقدم برقم (600).

***

ص: 580

791 -

. . . موسى بن إسماعيل: حدثنا طالب بن حبيب: سمعت عبد الرحمن بن جابر، يحدِّث عن حزم بن أَبي كعب: أنه أتى معاذ بن جبل وهو يصلي بقومٍ صلاة المغرب، في هذا الخبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا معاذُ! لا تكن فتَّانًا؛ فإنه يصلي وراءَك الكبيرُ، والضعيفُ، وذو الحاجة، والمسافر".

• حديث ضعيف مضطرب، وفيه نكارة.

تقدم تحت الحديث السابق برقم (600).

***

792 -

. . . سليمان، عن أبي صالح، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجلٍ: "كيف تقول في الصلاة؟ " قال: أتشهَّدُ، وأقول: اللَّهُمَّ إني أسألك الجنة، وأعوذ بك من النار، أما إني لا أُحسِنُ دَنْدَنتَك، ولا دَنْدَنةَ معاذٍ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"حولها نُدَنْدِن".

• حديث صحيح.

تقدم تحت الحديث السابق برقم (600).

***

793 -

. . . يحيى بن حبيب: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا محمد بن عجلان، عن عبيد الله بن مقسم، عن جابر، ذكر قصة معاذ، قال: وقال -يعني: النبي صلى الله عليه وسلم للفتى: "كيف تصنعُ يا ابنَ أخي إذا صليتَ؟ "، قال: أقرأُ بفاتحة الكتاب، وأسألُ اللهَ الجنةَ، وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دَنْدَنتُك ولا دَنْدَنةُ معاذ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إني ومعاذ حول هاتين"، أو نحو هذا.

• حديث صحيح.

تقدم تحت الحديث السابق برقم (599).

***

794 -

. . . مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا صلَّى أحدُكُم للناس فليُخفِّفْ؛ فإنَّ فيهم الضعيفَ والسقيمَ والكبيرَ، وإذا صلى لنفسه فليُطوِّلْ ما شاء".

• حديث صحيح، متفق عليه من حديث أبي الزناد.

أخرجه مالك في الموطأ (1/ 195/ 355).

ص: 581

ومن طريقه: البخاري (703)، وأبو عوانة (1/ 421/ 1561)، وأبو داود (794)، والنسائي في المجتبى (2/ 94/ 823)، وفي الكبرى (1/ 434/ 899)، وابن حبان (5/ 56/ 1760)، والشافعي في الأم (1/ 161)، وفي السنن (120)، وفي المسند (50)، وأحمد (2/ 486)، وابن وهب في الجامع (363)، وأبو العباس السراج في مسنده (206)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (330)، والجوهري في مسند الموطأ (523)، وابن حزم في المحلى (4/ 99)، وفي الاحكام (7/ 410)، والبيهقي في السنن (3/ 117)، وفي المعرفة (2/ 392/ 1522)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 408/ 843)، وقال:"هذا حديث متفق على صحته".

[وانظر فيمن وهم فيه على مالك: مسند البزار (12/ 335/ 6209)، مسند السراج (219)، علل الدارقطني (8/ 8/ 1375)، تاريخ بغداد (3/ 232)].

• تابع مالكًا عليه:

1 -

المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أمَّ أحدُكم الناسَ فليخفِّف، فإن فيهم الصغيرَ، والكبيرَ، والضعيفَ، والمريضَ، فإذا صلى وحده فليصلِّ كيف شاء".

أخرجه مسلم (467/ 183)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 84/ 1031)، والترمذي (236)، وقال:"حسن صحيح".

2 -

6 ورقاء بن عمر، وشعيب بن أبي حمزة، ونافع بن أبي نعيم القارئ، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني:

عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا صلى أحدكم للناس فليخفِّف؛ فإن فيهم الكبير والضعيف السقيم، فإذا صلى [أحدكم] وحده فليُطِلْ ما شاء"، وذكر ابن أبي الزناد [في رواية عنه]"ذا الحاجة"، بدل:"الكبير"، وهي رواية شاذة من حديث أبي الزناد.

أخرجه أبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 84/ 1031)، وأبو يعلى (11/ 216/ 6331)، وأبو العباس السراج في مسنده (205 و 207 و 208)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (329 و 331 و 332)، والطبراني في مسند الشاميين (4/ 285/ 3314)، وتمام في الفوائد (1122).

[وانظر فيمن وهم في إسناده على شعيب: مسند الشاميين (4/ 243/ 3192)، علل الدارقطني (8/ 9/ 1375)].

***

795 -

. . . عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، وأبي سلمة، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا صلى أحدُكُم للناس فليُخفِّفْ؛ فإنَّ فيهم السقيمَ والشيخَ الكبيرَ وذا الحاجة".

• حديث صحيح.

أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 362/ 3713)، ووقع عنده:"عن ابن المسيب وأبي سلمة، أو أحدهما".

ص: 582

ومن طريقه: أبو داود (795)، وأحمد (2/ 271)، بالشك، وقال:"الضعيف" بدل: "السقيم". والبزار (14/ 130/ 7639)، بغير شك، وأبو العباس السراج في مسنده (210 و 218)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (333)، بغير شك، والدارقطني في العلل (8/ 9 / 1375)، وابن أبي الصقر في مشيخته (37)، بالشك.

وهو حديث صحيح؛ وشك الراوي في تعيين شيخ الزهري لا يضر، فإنه كيفما دار دار على ثقة.

• ورواه يونس بن يزيد [من رواية ابن وهب عنه]، ومحمد بن الوليد الزبيدي، وعقيل بن خالد:

عن ابن شهاب، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا هريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدُكم للناس فليخفِّف، فإن في الناس الضعيفَ، والسقيمَ، وذا الحاجة".

أخرجه مسلم (467/ 185)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (2/ 83/ 1033)، وابن حبان (5/ 508/ 2136)، وأبو العباس السراج في مسنده (211)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (334)، والطبراني في مسند الشاميين (3/ 28/ 1738)، والدارقطني في العلل (8/ 9 و 10/ 1375)، والبيهقي (3/ 115).

• ورواه أيضًا: يونس [من رواية الليث بن سعد عنه]، عن ابن شهاب: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

بمثله، غير أنه قال بدل "السقيم":"الكبير".

أخرجه مسلم (467/ 185)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 85/ 1034)، والبيهقي (3/ 115).

[وانظر فيمن وهم فيه على الزهري: المعجم الأوسط للطبراني (4/ 280/ 4199)].

• وله طرق أخرى عن أبي هريرة، منها:

1 -

عبد الرزاق: حدثنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة، عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا ما قام أحدكم [وفي رواية: إذا أمَّ أحدكم، للناس فليخفِّف الصلاة؛ فإن فيهم الكبير، وفيهم الضعيف، [وفيهم السقيم]، وإذا قام وحده فليُطِلْ صلاته ما شاء".

أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 362/ 3712)، ومن طريقه: مسلم (467/ 184)، وأبو عوانة (1/ 421/ 1560)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 84/ 1032)، وأحمد (2/ 317)، وأبو العباس السراج في مسنده (209)، والبيهقي (3/ 117)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 407/ 842)، وهو في صحيفة همام برقم (104).

2 -

وكيع بن الجراح، وجرير بن عبد الحميد، وأبو عوانة، وإسرائيل بن أبي إسحاق، وداود بن نصير الطائي:

ص: 583

عن الأعمش، عن [وفي رواية: حدثنا] أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تجوَّزوا في الصلاة؛ فإن خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة".

أخرجه أحمد (2/ 472 و 525)، وإسحاق بن راهويه (3/ 733/ 418 - مطالب)، وابن أبي شيبة (1/ 405/ 4656)، والبزار (11/ 245/ 5024)، وأبو العباس السراج في مسنده (199 - 202 و 204)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (322 - 325 و 327 و 328)، وابن الأعرابي في المعجم (2/ 518/ 1004)، والطبراني في الأوسط (2/ 203/ 1728)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 477)، وأبو نعيم في الحلية (7/ 364)، والخطيب في التاريخ (7/ 416).

وهذا إسناد صحيح، على شرط الشيخين.

وانظر فيمن وهم فيه على وكيع: تاريخ بغداد (7/ 415).

• ورواه أيضًا: أبو عوانة، عن الأعمش، قال: وحدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.

أخرجه أحمد (2/ 525)، وإسحاق بن راهويه (3/ 733/ 420 - مطالب)، والبزار (11/ 245/ 5025)، وأبو العباس السراج في مسنده (203 و 204)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (326)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 477).

وهذا الإسناد على شرط مسلم [انظر: صحيح مسلم (705 و 1194)]، رجاله رجال الشيخين، وهو صحيح غريب، تفرد به أبو عوانة عن الأعمش، وهو: ثقة ثبت.

• ورواه أيضًا: أبو عوانة، عن الأعمش، قال: وحدثنا إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله بمثل ذلك.

أخرجه أحمد (2/ 525)، وإسحاق بن راهويه (3/ 733/ 419 - مطالب)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 477).

وهذا موقوف بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

هكذا رواه أبو عوانة عن الأعمش بهذه الأسانيد الثلاثة، وصرح فيها الأعمش بالسماع من شيوخه.

والأقرب عندي أنه محفوظ عن الأعمش بهذه الأسانيد الثلاثة؛ فإن أبا عوانة ثقة حافظ متقن، والأعمش واسع الرواية جدًّا، يحتمل منه التعدد في الأسانيد، والله أعلم.

3 -

محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان أحدكم إمامًا فليخفِّف؛ فإنه يقوم وراءه الضعيفُ، والكبيرُ، وذو الحاجة، وإذا صلى لنفسه فليطوِّل ما شاء".

أخرجه أحمد (2/ 502)، وعلي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (143)، والبزار (14/ 325/ 7987)، وأبو علي الطوسي في مختصر الأحكام (2/ 73/ 220)، وأبو العباس السراج في مسنده (270 و 277)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (680 - 682

ص: 584

و 688)، وابن عبد البر في التمهيد (19/ 4)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (1/ 378).

وهذا حديث صحيح، وقد توبع عليه محمد بن عمرو بن علقمة، كما تقدم.

وذِكرُ معاذِ بن جبل في حديثه شاذ؛ فقد رواه عن محمد بن عمرو جماعة من الثقات الحفاظ فلم يذكروا معاذًا، منهم: زائدة بن قدامة، ويزيد بن هارون، وإسماعيل بن جعفر، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وأما الذي ذكره فهو: عبثر بن القاسم أبو زبيد، وزفر بن الهذيل أبو الهذيل.

4 -

الليث بن سعد، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إذا أمَّ أحدُكم الناس فليخفِّف، وإذا صلى وحده فليُطوِّلْ إن شاء".

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (272)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (684).

وهذا إسناد صحيح.

5 -

ابن أبي ذئب، قال: أخبرني أبو الوليد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أممتم الناس فأخِفُّوا [وفي رواية: فخفِّفوا]؛ فإن فيهم الصغيرَ، والكبيرَ، والضعيفَ".

أخرجه أحمد (2/ 256 و 393 و 537)، والطيالسي (4/ 125/ 2491)، وابن ماسي في فوائده (8).

هكذا رواه عن ابن أبي ذئب: أبو داود الطيالسي، وأبو النضر هاشم بن القاسم، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، والحسين بن محمد بن بهرام التميمي [وهم ثقات]، وفي رواية الحسين في المسند:"وقال في حديث آخر: عن أبي الوليد عمرو بن خِداش"، كذا.

وأخرجه ابن وهب في الجامع (362)، عن ابن أبي ذئب، عن الوليد بن أبي الوليد، عن أبي هريرة به مرفوعًا.

وقول الجماعة هو المحفوظ، وأبو الوليد هذا: في عداد المجاهيل، لم يرو عنه سوى ابن أبي ذئب، وهو قليل الرواية، لكن حديثه هذا صحيح، وقد سبق أن تكلمت عن قبول حديث المجهول إذا لم يرو منكرًا تحت الحديث رقم (759 و 788)[حديث هلب الطائي، وحديث يعلى بن مملك عن أم سلمة]، قال البخاري وابن أبي حاتم:"أبو الوليد مولى عمرو بن خراش: سمع أبا هريرة، روى عنه ابن أبي ذئب"، قال أبو حاتم:"شيخ لابن أبي ذئب، لا أعلم روى عنه غير ابن أبي ذئب، وهو شيخ مستقيم الحديث"، وذكره ابن حبان في الثقات، لكن قال:"مولى عمرو بن حريث"[كنى البخاري (77)، كنى مسلم (3482)، الجرح والتعديل (9/ 450)، الثقات (5/ 566)].

• وله طرق أخرى عن أبي هريرة بأسانيد تحتمل، أو فيها مقال، وبعضها واهي [عند: أحمد في المسند (2/ 336 و 376 و 437 و 472 و 496)، وأبي يوسف في الآثار

ص: 585

134 -

، وابن أبي شيبة (1/ 406/ 4669 و 4670)، والسراج في مسنده (273 - 276)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (685 - 687)، وابن عدي في الكامل (6/ 68)، وأبي نعيم في مسند أبي حنيفة (265 - 266)، والبيهقي في السنن (3/ 116)، وفي المعرفة (2/ 394/ 1527)].

• وفي الباب أيضًا [غير ما تقدم ذكره في قصة معاذ برقم (599 و 600 و 790 - 793)، وفي حديث عثمان بن أبي العاص برقم (531)]:

1 -

حديث أبي مسعود الأنصاري:

يرويه زهير بن معاوية، وسفيان الثوري، وشعبة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله بن المبارك، وزائدة بن قدامة، وهشيم بن بشير، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير، وسفيان بن عيينة، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن يزيد الواسطي، وجعفر بن عون، ويزيد بن هارون، ويعلى بن عبيد الطنافسي، وعبد العزيز بن مسلم القسملي، وزيد بن أبي أنيسة:

عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رجل: يا رسول الله! لا أكاد أدرك الصلاة مما يطوِّل بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظةٍ أشدَّ غضبًا من يومئذ، فقال:"أيها الناس! إنكم منفِّرون، فمن صلى بالناس فليخفِّفْ، فإن فيهم المريضَ، والضعيفَ، وذا الحاجة".

وفي رواية: أن رجلًا قال: والله! يا رسول الله! إني لأتأخر عن صلاة الغداة من أجل فلانٍ مما يطيل بنا، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في موعظةٍ أشدَّ غضبًا منه يومئذٍ، ثم قال:"إن منكم منفرين، فأيُّكم ما صلى بالناس فليتجوَّز [وفي رواية ابن المبارك وهشيم: فليوجز]، فإن فيهم الضعيفَ والكبيرَ وذا الحاجة".

وقال ابن عيينة: "فإن فيهم الكبير والسقيم والضعيف وذا الحاجة".

أخرجه البخاري (90 و 702 و 704 و 6110 و 7159)، ومسلم (466)، وأبو عوانة (1/ 419 و 420/ 1553 - 1555)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 83/ 1030)، والنسائي في الكبرى (5/ 384/ 5860)، وابن ماجه (984)، والدارمي (1/ 322/ 1259)، وابن خزيمة (3/ 48/ 1605)، وابن حبان (5/ 509/ 2137)، وابن الجارود (326)، والشافعي في السنن (116)، وأحمد (8/ 114 و 119) و (5/ 273)، والطيالسي (2/ 5/ 641)، وعبد الرزاق (2/ 366/ 3726)، والحميدي (453)، وابن أبي شيبة (1/ 405/ 4657)(3/ 497/ 4691 - ط عوامة)، وأبو العباس السراج في مسنده (198)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 198/ 2028)، والطبراني في الكبير (17/ 206 - 208/ 555 - 563)، وفي الأوسط (2/ 339/ 2161)، وابن حزم في المحلى (4/ 99 و 206)، والبيهقي في السنن (3/ 115)، وفي المعرفة (2/ 394/ 1526)، والخطيب في التاريخ (8/ 181)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 408/ 844)، وقال:"هذا حديث متفق على صحته".

ص: 586

وانظر أسانيد أخرى لا تثبت عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود بهذا الحديث: المجروحين (1/ 161)، المعجم الأوسط للطبراني (5/ 291/ 5348).

2 -

حديث أنس بن مالك:

موسى بن إسماعيل: ثنا أبان بن يزيد: نا قتادة، عن أنس؛ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول:"من كان من الناس لسبيل [لعله: بسبيل] فليقتصد بهم؛ فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة".

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (215)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (342)، قال: حدثنا عبيد الله بن جرير [هو: ابن جبلة بن أبي رواد العتكي البصري، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الخطيب: "كان ثقة"، الثقات (8/ 428)، تاريخ بغداد (10/ 325)]: ثنا موسى بن إسماعيل به.

وهذا إسناد بصري صحيح غريب.

3 -

حديث أنس بن مالك، وله طرق:

أ- حماد بن زيد، وإسماعيل ابن علية، وشعبة، وعبد الوارث بن سعيد، وحماد بن يحيى الأبح:

عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوجز في الصلاة، ويُتِمّ [وفي رواية: ويكملها].

أخرجه البخاري (706)، ومسلم (469/ 188)، وأبو عوانة (1/ 422/ 1564 و 1565)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 86/ 1037)، وابن ماجه (985)، وأحمد (3/ 101 و 281)، وابن أبي شيبة (1/ 405/ 4654)، والبزار (13/ 55/ 6377) و (13/ 70/ 6411)، وأبو يعلى (7/ 9/ 3897 و 3898) و (7/ 30/ 3933)، وأبو العباس السراج في مسنده (223 - 226)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (563 - 567)، وأبو القاسم البغوي في الجعديات (1430 و 1431)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 615)، وأبو الحسن الحربي في الفوائد المنتقاة (55)، وأبو طاهر المخلص في السابع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (28)(1359 - المخلصيات)، والبيهقي (3/ 115).

وانظر: علل الدارقطني (12/ 123/ 2509).

ب- شعبة، وهشام الدستوائي، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو عوانة، وأبو هلال الراسبي محمد بن سليم، وغيرهم:

عن قتادة، عن أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفَّ الناسِ صلاةً في تمام.

أخرجه مسلم (469/ 189)، وأبو عوانة (1/ 422/ 1566 - 1568)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 86/ 1038)، والترمذي (237)، وقال:"حسن صحيح"، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(2/ 75/ 221)، والنسائي في المجتبى (2/ 94/ 824)، وفي الكبرى (1/ 315/ 612) و (1/ 435/ 900)، والدارمي (1/ 322/ 1260)،

ص: 587

وابن خزيمة (4/ 48/ 1603)، وأحمد (3/ 170 و 173 و 179 و 231 و 234 و 276 و 277)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (3/ 279)، والطيالسي (3/ 492/ 2109)، وابن أبي شيبة (1/ 405/ 4660)، والبزار (13/ 437/ 7191)، وأبو يعلى (5/ 239/ 2852) و (5/ 248/ 2864) و (5/ 400/ 3068) و (5/ 453/ 3168) و (6/ 26/ 3262)، وأبو العباس السراج في مسنده (227 - 231 و 242)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (568 - 572 و 583)، والطبراني في الأوسط (2/ 16/ 1078)، وابن عدي في الكامل (3/ 48)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 83 و 278)، والدارقطني في الأفراد (1/ 213/ 1019 - أطرافه)، وتمام في الفوائد (648 و 649)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 120)، والبيهقي (3/ 115)، وابن عبد البر في التمهيد (19/ 5)، والخطيب في الموضح (2/ 142)، وفي تاريخ بغداد (10/ 82).

ج- ولشعبة فيه إسناد آخر عن أنس:

فقد رواه خالد بن الحارث، وغندر محمد بن جعفر:

عن شعبة، عن [وفي رواية غندر: سمعت، حمزة [الضبي]، قال: سمعت أنسًا يقول: ما صليتُ وراءَ إنسانٍ قطُّ أخفَّ صلاةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم[في تمام].

أخرجه النسائي في الكبرى (1/ 315/ 613)، وفي الإغراب (61 - الرابع)، وأحمد (3/ 282)، والبزار (14/ 80/ 7546).

وهذا إسناد بصري صحيح، حمزة الضبي هو: حمزة بن عمرو العائذي، وهو: ثقة.

وانظر فيمن وهم فيه على شعبة: المعجم لابن الأعرابي (2/ 793/ 1622).

وانظر فيمن وهم في اسم حمزة: المتفق والمفترق (2/ 817/ 481).

د- شريك بن عبد الله بن أبي نمر، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول: ما صليت وراءَ إمامٍ قطُّ أخفَّ صلاةً ولا أتمَّ من النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان ليسمعُ بكاء الصبي فيخفِّفُ مخافةَ أن تُفتَنَ أُمُّه.

أخرجه البخاري (708)، ومسلم (469/ 190)، وتقدم ذكره تحت الحديث السابق برقم (789).

هـ- حماد بن سلمة، ومعمر بن راشد:

عن ثابت [وقرن به حماد بن سلمة في روايةٍ: حميدًا][وقرن به معمر في روايةٍ: أبان بن أبي عياش، وهو: متروك]، عن أنس، قال: ما صليت خلف أحدٍ أوجز [وفي رواية: أخفَّ] صلاةً من صلاةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمامٍ، كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم متقاربةً، وكانت صلاة أبي بكر متقاربة، فلما كان عمر بن الخطاب مدَّ في صلاة الفجر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال:"سمع الله لمن حمده" قام حتى نقول قد أوهم، ثم يسجد، ويقعد بين السجدتين حتى نقول قد أوهم. لفظ حماد.

ولفظ معمر: ما صلَّيتُ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاةً أخفَّ من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمامِ ركوع وسجود.

ص: 588

أخرجه بتمامه، أو بموضع الشاهد: مسلم (473) واللفظ له، وأبو عوانة (1/ 423/ 1571)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 88/ 1045)، وأبو داود (853)، وأحمد (3/ 162 و 197 و 203 و 247)، والطيالسي (3/ 516/ 2142)، وعبد الرزاق (2/ 363 - 364/ 3718)، وعبد بن حميد (1250)، وأبو يعلى (6/ 99/ 3360)، وأبو العباس السراج في مسنده (237 و 238 و 278)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (578 و 579 و 689)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (3347 - 3349)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 198/ 2027)، وابن حزم في المحلى (4/ 121)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 111/ 629).

و- هشيم بن بشير، ويحيى بن سعيد القطان، وخالد بن الحارث، ومعتمر بن سليمان، وابن أبي عدي، وإسماعيل بن جعفر، ويزيد بن هارون، وسفيان بن عيينة، وابن أبي زائدة، وأبو شهاب الحناط موسى بن نافع، ورقبة بن مصقلة، وغيرهم [وألفاظهم متقاربة]:

عن حميد، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخفِّ الناس صلاةً، وأوجَزِه. وفي رواية: ما رأيت أحدًا أتمَّ صلاةً من النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أوجز. وفي رواية: ما صليتُ مع أحدٍ أوجزَ صلاةً ولا أكملَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن حبان (5/ 55/ 1759)، وأحمد (3/ 100 و 182 و 205)، وابن أبي شيبة (1/ 406/ 4674)، وأبو يعلى (6/ 368/ 3699) و (6/ 382/ 3722)، وأبو العباس السراج في مسنده (279 و 280)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (1157 و 1158)، والطبراني في الأوسط (7/ 97/ 6967)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (2/ 167)، والدارقطني في الأفراد (1/ 181/ 799 - أطرافه)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (81 - 85)، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 150)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 406/ 840)، وقال:"هذا حديث متفق على صحته، أخرجاه من طرق عن أنس".

وهو حديث صحيح.

ز- أشعث بن عبد الملك الحمراني، عن الحسن البصري، عن أنس، قال: ما صليتُ خلف أحدٍ بعدَ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتمَّ صلاة وأوجَزَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أحمد (3/ 182 و 207)، والبزار (13/ 199/ 6662)، وأبو يعلى (5/ 173/ 2787).

وهذا إسناد بصري صحيح.

وروي عن يونس بن عبيد عن الحسن به نحوه، ولا يصح [انظر: الكامل (4/ 331)، علل الدارقطني (12/ 207/ 2623)، اللسان (5/ 319) ترجمة عبيد الله بن تمام، وهو: ضعيف، روى عن يونس بن عبيد مناكير].

ح- إسماعيل بن جعفر، قال: أخبرني العلاء بن عبد الرحمن، عن أنس، بمثل حديث شريك بن أبي نمر، ولفظه: ما صليت وراءَ إمامٍ قطُّ أخفَّ وأتمَّ من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ص: 589

أخرجه أحمد (3/ 262)، وعلي بن حجر في حديثه عن إسماعيل بن جعفر (386)، وأبو يعلى (6/ 368/ 3698).

وهذا إسناد حسن، وهو حديث صحيح.

ط- الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: سمعت أنس بن مالك يقول: ما صليت خلف إمامٍ قطُّ أخفَّ صلاةً ولا أتمَّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن حبان (5/ 510/ 2138)، والبزار (13/ 75/ 6419)، وأبو العباس السراج في مسنده (236)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (577)، وأبو طاهر المخلص في الأول من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (6).

وهذا إسناد صحيح، على شرط الشيخين.

وانظر فيمن وهم فيه على الأوزاعي: معجم ابن المقرئ (959).

ي- زائدة بن قدامة، عن المختار بن فلفل، عن أنس، قال: ما صليتُ مع أحدٍ أتمَّ صلاةً وأوجَزَ من النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو عوانة (1/ 423/ 1569)، بإسناد صحيح إلى زائدة به.

وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

• وانظر طرقًا أخرى لحديث أنس هذا، وفي بعضها مقال، عند: ابن خزيمة (3/ 107/ 1717)، وابن حبان في الصحيح (5/ 165/ 1856)، وفي الصلاة (2/ 1407/140 - إتحاف المهرة)، والحاكم (1/ 216)، والضياء في المختارة (6/ 311 و 312/ 2333 - 2335)، وأبي يعلى (7/ 221/ 4219)، والدولابي في الكنى (2/ 534/ 969)، والعقيلي في الضعفاء (2/ 289)، والطبراني في الأوسط (4/ 280/ 4199) و (8/ 353/ 8852) و (9/ 90/ 9218)، وفي الكبير (1/ 252/ 726)، وابن عدي في الكامل (4/ 188 و 199)، والدارقطني في الأفراد (1/ 242/ 1240 - أطرافه)، وهلال الحفار في جزئه عن الحسين بن يحيى القطان (157)، وأبي نعيم في الحلية (7/ 232)، وفي تاريخ أصبهان (9/ 201)، والبيهقي (2/ 182).

4 -

حديث جابر بن سمرة:

أ- روى سفيان الثوري، وشعبة، وزكريا بن أبي زائدة، وأبو الأحوص، وزائدة بن قدامة [وهم ثقات أثبات]، وشريك بن عبد الله النخعي، وعمرو بن أبي قيس، وقيس بن الربيع [وهم من أهل الصدق، متكلَّم في حفظهم]، وعمرو بن ثابت [رافضي متروك]:

عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، قال: كنت أصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلوات، فكانت صلاته قصدًا، وخطبته قصدًا.

أخرجه مسلم (866)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 1949/454 و 1950)، وأبو داود (1101)، والترمذي (507)، وقال:"حسن صحيح"، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(3/ 20/ 474)، والنسائي في المجتبى (3/ 110/ 1418)

ص: 590

و (3/ 191/ 1582) و (3/ 192/ 1584)، وفي الكبرى (2/ 308/ 1800) و (2/ 309/ 1802)، وابن ماجه (1106)، والدارمي (1/ 440/ 1557)، وابن خزيمة (2/ 350/ 1448)، وابن حبان (7/ 41/ 2802)، وابن الجارود (296)، والحاكم (1/ 286 - 287)، وأحمد (5/ 91 و 93 و 95 و 98 و 100 و 102 و 106 و 107)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (5/ 94 و 99)، وعبد الرزاق (3/ 187/ 5256)، وابن أبي شيبة (1/ 405/ 4655) و (1/ 450/ 5198)، والبزار (10/ 177/ 4253)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (2723)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 60/ 1796) و (4/ 63/ 1801)، وابن الأعرابي في المعجم (1/ 351/ 677)، والطبراني في الكبير (2/ 216/ 1884) و (2/ 224/ 1928) و (2/ 229/ 1949) و (2/ 236/ 1984) و (2/ 240/ 2005) و (2/ 243/ 2021) و (2/ 250/ 2051)، وأبو طاهر المخلص في الثالث من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (136)(502 - المخلصيات)، وتمام في الفوائد (198)، والبيهقي (3/ 207)، وابن عبد البر في التمهيد (2/ 166)، والخطيب في الموضح (1/ 450)، والبغوي في شرح السُّنَّة (4/ 251/ 1077).

ب- ورواه وكيع: ثنا الأعمش، عن المُسيَّب بن رافع، عن تميم بن طَرَفَةَ، عن جابر بن سمرة، قال: كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم قصدًا، وخطبته قصدًا.

أخرجه أحمد (5/ 107).

وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم.

ج- وروى سفيان الثوري، وأبو الأحوص، وأبو عوانة، وإسرائيل بن أبي إسحاق، وأسباط بن نصر، وعمرو بن أبي قيس، وأيوب بن جابر السحيمي [ضعيف]:

عن سماك، عن جابر بن سمرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الصلوات نحوًا من صلاتكم، وكان يؤخر العتَمة بعد صلاتكم شيئًا، وكان يخفِّف الصلاة.

زاد الثوري وإسرائيل: كانت صلاته أخفَّ من صلاتكم، وكان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور.

أخرجه مسلم (643)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 238/ 1427 و 1428)، والنسائي (1/ 266/ 533)، وابن خزيمة (1/ 265/ 531)، وابن حبان (4/ 394/ 1527) و (4/ 401/ 1534) و (5/ 131/ 1823)، والحاكم (1/ 245)، وأحمد (5/ 89 و 95 و 104 و 105)، وابنه عبد الله في زياداته على المسند (5/ 93 و 95)، وعبد الرزاق (2/ 115/ 2720)، وابن أبي شيبة (1/ 290/ 3333)، وأبو يعلى (13/ 445/ 7447)، وأبو العباس السراج في مسنده (140 و 141 و 251 و 252 و 597 و 598 و 965 و 1040 و 1142 و 1143 و 1150)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (509 و 655 و 656 و 1155 و 1156 و 1328 و 1558 و 2012 و 2013 و 2522)، وابن المنذر في الأوسط (2/ 370/ 1034)، والطحاوي في المشكل (9/ 400/ 3787)، والطبراني في الكبير (2/ 222/ 1914) و (2/ 231/ 1959) و (2/ 234/ 1974) و (2/ 236/ 1983) و (2/ 252/ 2055)، والبيهقي (1/ 451) و (3/ 119).

ص: 591

وانظر: صحيح ابن خزيمة (532).

د- وروى زائدة بن قدامة، وزهير بن معاوية، وإسرائيل، وأبو الأشهب جعفر بن الحارث، ويزيد بن عطاء [اليشكري: لين الحديث]:

قال زائدة: حدثنا سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في [صلاة] الفجر بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ، وكان صلاتُه بعدُ تخفيفًا.

ولفظ زهير: عن سماك، قال: سألت جابر بن سمرة: عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان يخفِّف الصلاة، ولا يصلي صلاة هؤلاء، قال: وأنبأني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} ونحوها.

أخرجه مسلم (458)، وأبو عوانة (1/ 482/ 1790 و 1791)، وأبو نعيم في المستخرج (2/ 77/ 1015 و 1016)، وابن خزيمة (1/ 264/ 526)، وابن حبان (5/ 124/ 1816)، وأحمد (5/ 90 و 91 و 102 و 103 و 105)، وابن أبي شيبة (1/ 310/ 3543)، وأبو يعلى (13/ 453/ 7459)، وأبو العباس السراج في مسنده (143 و 144)، والطبراني في الكبير (2/ 225/ 1929) و (2/ 226/ 1937) و (2/ 227/ 1938) و (2/ 239/ 2000) و (2/ 251/ 2052)، والبيهقي (2/ 389).

5 -

حديث ابن عباس:

يرويه أبو عوانة، عن الأعمش، قال: وحدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثل حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة المتقدم:"تجوَّزوا في الصلاة؛ فإن خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة".

أخرجه أحمد (2/ 525)، وإسحاق بن راهويه (3/ 733/ 420 - مطالب)، والبزار (11/ 245/ 5025)، وأبو العباس السراج في مسنده (203 و 204)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (326)، والطبراني في الكبير (12/ 17/ 12338)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 477).

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن الأعمش عن حبيب إلا أبا عوانة".

قلت: هو ثقة ثبت، ولأجل تفرده به، فهو حديث صحيح غريب، وهذا الإسناد على شرط مسلم [انظر: صحيح مسلم (705 و 1194)]، رجاله رجال الشيخين.

6 -

حديث أبي واقد الليثي:

يرويه ابن جريج، وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، وزائدة بن قدامة، وداود بن عبد الرحمن العطار، ووهيب بن خالد [وهم ثقات]، وإسماعيل بن عياش [حديثه عن أهل الشام مستقيم، وحديثه عن أهل العراق والحجاز فيه ضعف]:

عن عبد الله بن عثمان [بن خثيم]، عن [وفي رواية: حدثني] نافع بن سرجس [أبي سعيد]، قال: عُدْنا أبا واقد البكري [وقيل: البدري، وقيل: الكندي، وقيل: الليثي] في

ص: 592

وجعه الذي مات فيه، [وذُكرَت الصلاة عنده] فسمعته يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخفَّ صلاةً على الناس [في تمام]، وأطولَ الناسِ صلاةً لنفسه [وفي رواية: وأدومَه على نفسه].

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 258)، وأحمد (5/ 218 و 219)، والشافعي في السنن (392)، وعبد الرزاق (2/ 364/ 3719)، وابن أبي شيبة (1/ 405/ 4662)، والفاكهي في أخبار مكة (3/ 89/ 1842)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (1/ 173/ 566 - السفر الثاني)، وأبو يعلى (3/ 31/ 1442) و (3/ 1448/35) و (3/ 36/ 1449)، وابن قانع في المعجم (1/ 172 - 173)، والطبراني في الكبير (3/ 250 و 251/ 3310 - 3314)، والبيهقي في السنن (8/ 113)، وفي المعرفة (2/ 393/ 1523).

وهذا حديث حسن؛ أبو سعيد نافع بن سرجس مولى بني سباع، سمع أبا واقد الليثي، وروى عنه ابن خثيم، قال ابن سعد:"كان ثقة، قليل الحديث"، وقال أحمد:"ما أعلم إلا خيرًا، روى عنه ابن خثيم"، وذكره ابن حبان في الثقات [الطبقات الكبرى (5/ 477)، العلل ومعرفة الرجال (1620 و 4405)، التاريخ الكبير (8/ 84)، كنى مسلم (1285)، الجرح والتعديل (8/ 452)، الثقات (5/ 468)، فتح الباب (3221)، الأنساب (3/ 208)، التعجيل (1092)]، وعبد الله بن عثمان بن خثيم: مكي صدوق.

7 -

حديث مالك بن عبد الله الخزاعي:

يرويه منصور بن حيان الأسدي [ثقة، من الخامسة]، قال: أخبرني سليمان بن بُسر [ووقع في أكثر المصادر: بِشر، بالشين المعجمة] الخزاعي، عن خاله مالك بن عبد الله [وفي رواية البخاري في التاريخ: حدثني خالي، وكان غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم]، قال: غزوتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أُصلِّ خلف إمامٍ كان أخفَّ صلاةً في المكتوبة منه، وفي رواية: كان أوجزَ منه صلاةً في تمام الركوع والسجود.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (4/ 5) و (7/ 303)، وأحمد (5/ 225 و 226)، وابن سعد في الطبقات (6/ 62)، وابن أبي شيبة (1/ 4653/404)، ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (1/ 164)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (3/ 37/ 3726) و (1/ 45 و 46/ 33 و 34 - السفر الثاني) و (1/ 540/ 2204 - السفر الثاني)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 290/ 2311) و (5/ 242/ 2771)، وابن قانع في المعجم (3/ 35)، والطبراني في الكبير (19/ 292 و 293/ 651 و 652)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (5/ 2462/ 6005).

وسليمان بن بُسر الخزاعي، هكذا ضبطه بالباء الموحدة من تحت، والسين المهملة: عبد الغني بن سعيد الأزدي في المؤتلف (1/ 77/ 74)، وابن ماكولا في الإكمال (1/ 271)، وقال:"وقال عبد الواحد بن زياد: سليمان بن بِشر، وهو خطأ"، وابن ناصر الدين في التوضيح (1/ 523)، وهكذا وقع في المطبوعة من التاريخ الكبير في الموضعين، والظاهر أن البخاري ذكر اختلاف الرواة عن منصور بن حيان، فمنهم من قال: سليمان بن

ص: 593

بُسر، وهم الأكثر، وقال عبد الواحد: سليمان بن بِشر، وهذا ما دل عليه كلام ابن ماكولا وابن عبد البر في الاستيعاب (3/ 1354)، في ترجمة مالك بن عبد الله الخزاعي، وممن ترجم له أيضًا بالسين المهملة: ابن أبي حاتم، وابن حبان، وسليمان بن بُسر الخزاعي هذا: ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يرو عنه سوى منصور بن حيان [التاريخ الكبير (4/ 5)، الجرح والتعديل (4/ 102)، الثقات (4/ 313)، التعجيل (414)]، فهو في محداد المجاهيل، وحديثه هذا حسن، ولا يُعرف لمالك بن عبد الله هذا غير هذا الحديث، قاله ابن معين [تاريخ ابن معين للدوري (3/ 148/35)]، وقد ذكره في الصحابة جماعة، وممن صرح بإثبات الصحبة له: البخاري، وأبو حاتم، وابن حبان [التاريخ الكبير (7/ 303)، الجرح والتعديل (4/ 102) و (8/ 211)، الثقات (4/ 313)]، والله أعلم.

8 -

حديث طارق بن أشيم:

يرويه القاسم بن مالك المزني [صدوق، ليَّنه أبو حاتم. التهذيب (3/ 419)]، قال: أخبرنا أبو مالك الأشجعي [سعد بن طارق: ثقة]، عن أبيه، قال: مما صليتُ خلف أحدٍ أخفَّ من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام.

وفي رواية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخفِّ الناسِ صلاةً في تمام.

أخرجه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (1/ 315/ 1170 - السفر الثاني)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (3/ 21/ 1306)، والبزار (7/ 200/ 2770)، والطبراني في الكبير (8/ 318 و 320/ 8189 و 8201).

قال البزار بعد أن روى حديثين بهذا الإسناد هذا أحدهما: "وحديثا أبي مالك اللذان رواهما القاسم، لا نعلم حدَّث بهما عن أبي مالك غيره".

• قلت: كان يمكن أن يقال: هو حديث حسن، فإن طارق بن أشيم له صحبة، سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وصلى خلفه، وأخرج له مسلم حديثين (23 و 2697)، لكن القاسم بن مالك المزني سلك فيه الجادة والطريق السهل، وخالفه الحفاظ فأتوا به على الصواب:

رواه يحيى بن زكريا بن أبي زائدة [ثقة متقن]، ومروان بن معاوية الفزاري [ثقة حافظ]، وعباد بن العوام [ثقة]، ومحمد بن فضيل [صدوق]:

عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق، عن نافع بن خالد الخزاعي، قال: حدثني أبي -وكان من أصحاب الشجرة-؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى والناس ينظرون صلى صلاةً خفيفةً تامةَ الركوع والسجود. لفظ ابن أبي زائدة مختصرًا، ورواه مروان بن معاوية وعباد بن العوام وابن فضيل مطولًا بحديث:"سألت الله تعالى ثلاثًا: فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة"، وفيه قصة.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (3/ 138)، وأبو علي بن شاذان في الثامن من حديثه (81)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 308/ 2333)، والبزار (4/ 99/ 3289 - كشف)(14/ 647/ 3602 - المطالب)، وأبو يعلى في المفاريد (113)، وفي

ص: 594

المسند (14/ 647/ 3602 - المطالب)، وابن جرير الطبري في التفسير (7/ 223)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (2/ 237/ 594)، والطبراني في الكبير (4/ 192 و 193/ 4112 - 4114)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 410)، وابن منده في معرفة الصحابة (1/ 457)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 946/ 2446 و 2447).

قال ابن حجر في الإصابة (2/ 257): "رجاله ثقات".

قلت: نعم؛ رجاله ثقات، غير نافع بن خالد، قال العجلي:"نافع بن خالد الخزاعي: كوفي تابعي ثقة، وأبوه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم"، وذكره ابن حبان في الثقات، ولم يرو عنه سوى أبي مالك سعد بن طارق الأشجعي، ولم يثبت أن أبا حاتم جهَّله [التاريخ الكبير (8/ 85)، الجرح والتعديل (8/ 457) و (3/ 362)، الثقات (7/ 532)، معرفة الثقات (1833)، اللسان (8/ 248)]، وحديثه هذا حديث حسن، والله أعلم.

9 -

حديث عدي بن حاتم:

يرويه عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب:

عن يحيى بن الوليد بن المسيَّر الطائي، عن محِلِّ بن خليفة الطائي [ثقة، سمع جده عدي بن حاتم، وروى له البخاري عن جده. صحيح البخاري (1413) وأطرافه]، عن عدي بن حاتم، أنه خرج إلى مجلسهم فأقيمت الصلاة، فتقدم إمامُهم فأطال الصلاة والجلوس [وفي حديث السراج: فأطال القيام والسجود]، فلما انصرف قال [له عدي بن حاتم]: مَن أمَّنا منكم فليتم الركوع والسجود [وليتجوَّز في الصلاة]؛ فإن خلفه الصغير والكبير والمريض وابن السبيل وذا الحاجة، فلما حضرت الصلاةُ تقدَّم عديُّ، وأتم الركوع والسجود، وتجوَّز في الصلاة، فلما انصرف قال: هكذا كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم. لفظ ابن مهدي.

أخرجه أحمد (4/ 257)، وابنه عبد الله في زيادات المسند (4/ 257)، وابن أبي شيبة (1/ 405/ 4663)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 436 و 437/ 2488 و 2489)، والدولابي في الكنى (2/ 563/ 1011)، وأبو العباس السراج في مسنده (222)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (562)، والطبراني في الكبير (17/ 93/ 222)، والخطيب في تلخيص المتشابه في الرسم (2/ 810).

قال الخطيب عن يحيى بن الوليد: "حدث عن محل بن خليفة، روى عنه: عبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، ولا أعلم روى عنه غيرهما".

قلت: روى عنه جماعة غيرهما، وقال فيه النسائي:"ليس به بأس"، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن حجر:"لا بأس به"[التهذيب (4/ 397)، التقريب (669)].

وهو حديث صحيح، وانظر ما تقدم برقم (376).

10 -

حديث ابن مسعود:

روى أبو أحمد الزبيري [ثقة ثبت]: ثنا عبد الجبار بن عباس الهمداني [صدوق،

ص: 595

تكلموا فيه]، عن عمار بن معاوية الدهني [ثقة]، عن إبراهيم التيمي، قال: كان أبي قد ترك الصلاة معنا، فقلنا له: ما لك يا أبة؟ قد تركت الصلاة معنا!. قال: إنكم تخففون الصلاة، قلت: فأين قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن فيكم الضعيف والكبير وذا الحاجة"، قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول ذلك، ثم صلى [بنا] ثلاثة أضعاف مثل ما تصلون.

أخرجه ابن خزيمة (3/ 49/ 1607)، وأبو العباس السراج في مسنده (241)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (582)، وأبو جعفر ابن البختري في جزء فيه مجلسان من أماليه (27)(191 - مجموع مصنفاته)، وابن الأعرابي في المعجم (2/ 494/ 958)[وفي سياقه سقط، وإدراج]، والطبراني في الأوسط (2/ 96/ 1368) و (8/ 46/ 7915)، وفي الكبير (10/ 214/ 10507)، وأبو نعيم في الحلية (4/ 218).

قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عمار الدهني إلا عبد الجبار، تفرد به: أبو أحمد [الزبيري] ".

وقال أبو نعيم: "غريب من حديث عمار الدهني وإبراهيم، لم نكتبه إلا من هذا الوجه".

وتابعه على هذه الرواية: أبو جعفر الرازي [ليس بالقوي]، فرواه عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه [يزيد بن شريك التيمي الكوفي: ثقة]، عن ابن مسعود، ورفعه.

ذكره الدارقطني في العلل (5/ 44/ 690).

• وقد وهِم فيه: عبد الجبار بن عباس الهمداني، وأبو جعفر الرازي، فقد خالفهما في إسناده، وأوقفه على ابن مسعود، فأتى به على الصواب:

أ- أبو عوانة [الوضاح اليشكري: ثقة ثبت]، فرواه عن الأعمش، قال: وحدثنا إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله بمثل ذلك. يعني: بمثل حديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة المتقدم، ولفظه: تجوَّزوا في الصلاة؛ فإن خلفكم الضعيف والكبير وذا الحاجة.

أخرجه أحمد (2/ 525)، وإسحاق بن راهويه (3/ 733/ 419 - مطالب)، وأبو بكر الإسماعيلي في معجم شيوخه (1/ 477).

وهذا موقوف بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

ب- ورواه أيضًا موقوفًا على ابن مسعود قوله بهذا الإسناد عن الأعمش:

زائدة بن قدامة [ثقة ثبت]، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، قال: كان عبد الله يقول: تجوَّزوا في الصلاة؛ فإن خلفكم الكبير والضعيف وذا الحاجة.

وكنا نصلي مع إمامنا وعلينا ثيابنا، فيقرأ السورة من المئين، ثم ننطلق إلى عبد الله فنجده في الصلاة.

أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (9/ 258/ 9282).

ص: 596

هذا هو المحفوظ عن ابن مسعود قوله موقوفًا عليه، بإسناد صحيح على شرط الشيخين.

وقد ذكر الدارقطني في العلل (5/ 44/ 690) الاختلاف في هذا الحديث بأكثر من ذلك، وذكر من رواه عن الأعمش به مرفوعًا، ثم قال:"والقول عندي: قول زائدة".

وله أسانيد أخرى عن ابن مسعود موقوفًا عليه [عند: أحمد (2/ 525)، وإسحاق (3/ 733/ 419 - مطالب)، والطبراني في الأوسط (8/ 31/ 7871)، وفي الكبير (9/ 97/ 8522)].

11 -

حديث ابن عمر:

روى ابن أبي ذئب، قال: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن، عن سالم بن عبد الله، عن عبد الله بن عمر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف، ويؤمُّنا بالصافات [في صلاة الفجر].

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 826/95)، وفي الكبرى (1/ 435/ 902) و (10/ 231/ 11368)، وابن خزيمة (3/ 49/ 1606)، وابن حبان (5/ 125/ 1817)، وأحمد (2/ 26 و 40 و 157)، والشافعي في السنن (118 و 119)، والبزار (12/ 6059/272)، وأبو يعلى (9/ 334/ 5445) و (9/ 407/ 5553)، وأبو العباس السراج في مسنده (135)، وأبو القاسم البغوي في مسند ابن الجعد (2763)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 198/ 2029)، والطبراني في الكبير (12/ 306/ 13194)، والبيهقي في السنن (3/ 118)، وفي المعرفة (2/ 1529/394)، وابن عبد البر في التمهيد (19/ 8).

هكذا رواه عن ابن أبي ذئب: خالد بن الحارث، ويزيد بن هارون، وابن أبي فديك، وحجاج بن محمد المصيصي، وعلي بن الجعد، ووكيع بن الجراح، وحماد بن خالد الخياط، وأبو عاصم النبيل الضحاك بن مخلد، وشبابة بن سوار، وعثمان بن عمر.

زاد فيه: يزيد بن هارون، وحجاج، وشبابة، والطيالسي: في الفجر، أو: في الصبح، وهي زيادة محفوظة، والله أعلم.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن ابن عمر إلا من هذا الوجه، ولا نعلمه يروي عن غير ابن عمر أيضًا".

قلت: هو حديث مدني حسن، ولا يضره تفرد ابن أبي ذئب به، والحارث بن عبد الرحمن القرشي العامري، خال ابن أبي ذئب: صدوق، والله أعلم.

• خالفهم فوهم في إسناده، ولم يضبطه: أبو داود الطيالسي [ثقة حافظ]، قال: حدثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، أو غيره، عن سالم -شك أبو داود- عن ابن عمر، قال: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأمرنا بالتخفيف في الصلاة، وإن كان ليؤمنا في الصبح بالصافات.

أخرجه الطيالسي (3/ 358/ 1925).

ص: 597