المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(1/ 116/ 444)].***129 -باب ما جاء في القراءة في الظهر - فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود - جـ ٨

[ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌109 - باب ما ينهي عنه من المرور بين يدي المصلي

- ‌110 - باب ما يقطع الصلاة

- ‌111 - باب سُترة الإمام سترةُ مَن خلفَه

- ‌112 - باب من قال: المرأة لا تقطع الصلاة

- ‌(1/ 462)].***113 -باب من قال: الحمار لا يقطع الصلاة

- ‌114 - باب من قال: الكلب لا يقطع الصلاة

- ‌115 - باب من قال: لا يقطع الصلاة شيء

- ‌أبواب تفريع استفتاح الصلاة

- ‌116 - باب رفع اليدين

- ‌117 - باب افتتاح الصلاة

- ‌118 - باب من ذكر أنَّه يرفع يديه إذا قام من اثنتين

- ‌119 - باب من لم يذكر الرفع عند الركوع

- ‌120 - باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة

- ‌121 - باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء

- ‌(13/ 496/ 14370)].***122 -باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك

- ‌123 - باب السكتة عند الافتتاح

- ‌124 - باب ما جاء في من لم ير الجهر بـ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}

- ‌125 - باب ما جاء في من جهر بها

- ‌126 - باب تخفيف الصلاة للأمر يحدث

- ‌127 - باب في تخفيف الصلاة

- ‌128 - باب ما جاء في نقصان الصلاة

- ‌(1/ 116/ 444)].***129 -باب ما جاء في القراءة في الظهر

الفصل: ‌(1/ 116/ 444)].***129 -باب ما جاء في القراءة في الظهر

حبان في الثقات [التاريخ الكبير (3/ 198)، الجرح والتعديل (3/ 383)، الثقات (4/ 210)].

• وأما حديث: "ليس للعبد من صلاته إلا ما عقل منها"، فلم أقف له على إسناد، قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء: "لم أجده مرفوعًا،

" [المغني عن حمل الأسفار ‌

(1/ 116/ 444)].

***

129 -

باب ما جاء في القراءة في الظهر

797 -

قال أبو داود: حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا حماد، عن قيس بن سعد، وعُمارة بن ميمون، وحبيب، عن عطاء بن أبي رباح؛ أن أبا هريرة قال: في كل صلاة يُقرأُ، فما أسمعَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أسمعْناكم، وما أَخفَى علينا أَخفَينا عليكم.

• حديث صحيح، متفق عليه من حديث عطاء.

أخرجه عن موسى بن إسماعيل به: البخاري في القراءة خلف الإمام (14).

قال البخاري: حدثنا موسى، قال: حدثنا حماد، عن قيس، وعمارة بن ميمون، وحبيب بن الشهيد، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: في كل صلاة يُقرأ، فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى علينا أخفينا عليكم.

هكذا وقع تمييز حبيب في رواية البخاري بأنه ابن الشهيد، خلافًا لتصرف المزي في التحفة (10/ 64/ 14172 - ط الغرب) حيث أورد الحديث من طريق أبي داود في ترجمة حبيب المعلم، وتبعه على ذلك ابن حجر في الفتح (2/ 252).

• كذا رواه موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي [وهو: ثقة ثبت]، عن حماد به، فجمع بين هؤلاء الثلاثة من شيوخ حماد، وهم ثقات؛ عدا: عُمارة بن ميمون، ففيه جهالة [الميزان (3/ 178)، التهذيب (3/ 214)، التقريب (451)، وقال: "مجهول"].

ورواه عفان بن مسلم [ثقة ثبت]، قال: حدثنا حماد، عن قيس، وحبيب، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة مثله.

أخرجه أحمد (2/ 343 و 416).

ورواية حماد بن سلمة عن قيس بن سعد متكلَّم فيها [راجع ذلك فيما تقدم تحت الحديث رقم (296) و (684)]، كما أن حماد بن سلمة كان إذا جمع الشيوخ لم ينبه على اختلافهم [انظر: شرح علل الترمذي (2/ 782 و 815)]، فيحتمل أن يكون حمل لفظ حديث حبيب على لفظ حديث عمارة أو قيس، لكنه احتمال ضعيف؛ فإن الحديث مروي عن حبيب بن الشهيد من طرق كثيرة بنفس هذا اللفظ، وهو أيضًا مشهور عن عطاء بن أبي رباح من طرق كثيرة بنفس هذا اللفظ، وقد اتفق الشيخان على إخراجه من طريق ابن جريج عن عطاء به، فصح بذلك حديث حماد.

ص: 608

• تابع حماد بن سلمة على روايته عن حبيب بن الشهيد بنفس هذا اللفظ:

شعبة، وسعيد بن أبي عروبة، ويحيى بن سعيد القطان [ثقات حفاظ أئمة]، وعبد الواحد بن واصل أبو عبيدة الحداد [ثقة]، وخالد بن ذكوان أبو الحسين المدني [صدوق]، وأبو بحر البكراوي عبد الرحمن بن عثمان [ضعيف]:

عن حبيب بن الشهيد، عن عطاء، قال: قال أبو هريرة: كل صلاة يُقرأ فيها، فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى علينا أخفينا عليكم.

أخرجه أحمد (2/ 258 و 301 و 411 و 435)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (2514)، وابن عدي في الكامل (3/ 7)، وأبو نعيم في الحلية (9/ 322)، وفي مستخرجه على مسلم (2/ 19/ 878)، والخطيب في الموضح (2/ 9).

تنبيه: كنى شعبة وسعيد بن أبي عروبة حبيب بن الشهيد بأبي محمد، ولم يذكرا اسمه في الرواية، وقد جزم الإمام أحمد والخطيب بأن أبا محمد هذا هو حبيب بن الشهيد، قال عبد الله بن أحمد:"سمعت أبي يقول في حديث سعيد بن أبي عروبة عن أبي محمد عن عطاء عن أبي هريرة: في كل الصلوات يُقرأ، قال أبي: أبو محمد هو حبيب بن الشهيد"[المسند (2/ 411)، العلل ومعرفة الرجال (2/ 416/ 2858)، الموضح (2/ 9)].

• قال مسلم في صحيحه (396/ 42): حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير: حدثنا أبو أسامة، عن حبيب بن الشهيد، قال: سمعت عطاء، يحدث عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لا صلاة إلا بقراءة"، قال أبو هريرة: فما أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلناه لكم، وما أخفاه أخفيناه لكم. وعلقه أبو عوانة في صحيحه (1/ 451/ 1671).

ورفْعُ هذه الجملة الأولى وهمٌ؛ إنما هي موقوفة من قول أبي هريرة، كما رواه جماعة الثقات الحفاظ السابق ذكرهم عن حبيب بن الشهيد:

قال الدارقطني في التتبع (20) بعد ذكر رواية أبي أسامة عند مسلم: "وهذا لم يرفع أوله إلا أبو أسامة، وخالفه يحيى القطان، وسعيد بن أبي عروبة، وأبو عبيدة الحداد، وغيرهم: رووه عن حبيب بن الشهيد، عن عطاء، عن أبو هريرة قال: في كل صلاة قراءة، فما أسمعناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم.

جعلوا أول الحديث من قول أبي هريرة، وهو الصواب، وكذلك رواه: قتادة، وأيوب، وحبيب المعلم، وابن جريج".

وأقره أبو مسعود الدمشقي على ذلك في أجوبته (1)، حيث قال: "هو لعمري كما ذكر، لا يُعرف فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا من رواية مسلم عن ابن نمير، من حديث أبي أسامة، فقد رواه الناس على الصواب عنه، ولم أره من حديث ابن نمير إلا عند مسلم، ولعل الوهم فيه من مسلم، أو ابن نمير، أو من أبي أسامة، لما حدَّث به ابن نمير؛ لأن هذا كله يحتمل.

فأما أن يلزم مسلمًا فيه الوهم من بينهم فلا، حتى يوجد من غير حديث مسلم عن ابن نمير على الصواب، فحينئذ يلزمه الوهم، وإلا فلا".

ص: 609

وقال عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الكبرى (2/ 220) متعقبًا رواية مسلم: "أوقفه يحيى بن سعيد القطان، وابن أبي عروبة، وأبو عبيدة الحداد، ويزيد بن زريع، وغيرهم، عن عطاء، عن أبي هريرة قوله: لا صلاة إلا بقراءة".

قلت: لم ينفرد مسلم برفعه عن ابن نمير، فقد توبع على ذلك بما يبرئ ساحة مسلم من هذه التبعة، وأنه قد روى الحديث عن ابن نمير كما تحمله عنه:

فقد رواه محمد بن عمر بن العلاء الجرجاني الصيرفي، عن ابن نمير به مثله برفع أوله، كما وقع في رواية مسلم عن ابن نمير.

أخرجه البيهقي في السنن (2/ 193)، وفي القراءة خلف الإمام (9):

بإسناد صحيح إلى الجرجاني، وهو: محمد بن عمر بن العلاء بن عمر بن الحباب، من قيس عيلان، وكان من رؤساء أهل جرجان، وكان فصيحًا جوادًا مقدامًا، وقد رحل وسمع هدبة بن خالد وأبا الربيع الزهراني وجماعة، ولقي ابن معين وسأله، روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وابن عدي وأبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم وغيرهم، وكان معدِّلًا للرواة، مقبول القول فيهم، وقد ترجم له الإسماعيلي في معجم شيوخه، وسكت عنه، وقد التزم الإسماعيلي في مقدمته بيان حال المجروحين من شيوخه، وفي هذا تعديل ضمني له [تاريخ جرجان (390 و 469)، معجم شيوخ الإسماعيلي (1/ 487)، فتح الباب (4731)، تاريخ الإسلام (22/ 285)]، فمثل هذا الذي يروي عن طبقة ابن نمير من المشاهير المكثرين، ثم لا تؤخذ عليه جُرحة لمن دلائل توثيقه، لا سيما وهو نفسه ممن كان يوثِّق الرواة ويعدِّلهم، ويُقبل قوله فيهم، فهو أحرى أن يقال فيه: ثقة، والله أعلم.

• والأقرب عندي أن الوهم في رفع هذه الجملة من ابن نمير نفسه:

فقد رواه أبو بكر ابن أبي شيبة [ثقة حافظ]، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج [ثقة، مذكور بالحفظ]، ومحمد بن رافع النيسابوري [ثقة مأمون]:

عن أبي أسامة، عن حبيب بن الشهيد، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: في كل صلاة أقرأ، فما أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلنَّا، وما أخفى أخفينا. لفظ ابن أبي شيبة، ولم يرفعوا أوله، بل أوقفوه على أبي هريرة.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 318/ 3638)(3/ 243/ 3658 - ط عوامة)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (2515)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 19/ 878).

• وممن روى هذا الحديث أيضًا عن عطاء عن أبي هريرة:

1 -

إسماعيل ابن علية، وعبد الرزاق بن همام، وخالد بن الحارث، وسفيان الثوري، ومحمد بن بكر البرساني، ومحمد بن جعفر غندر، وسفيان بن عيينة، وابن وهب [وهم ثمانية من الثقات]، ويحيى بن أبي الحجاج [ليس بالقوي. التهذيب (4/ 347)]:

رووه عن ابن جريج، قال: أخبرني عطاء، أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه، يقول: في كل

ص: 610

صلاة يُقرَأُ، فما أسمعَنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أسمعْناكم، وما أخفى عنا أخفينا عنكم، [فقال له رجل: إن لم أزد على أم القرآن؟ فقال:] وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت، وإن زدت فهو خير.

أخرجه البخاري في الصحيح (772)، وفي القراءة خلف الإمام (9)، ومسلم (396/ 43)، وأبو عوانة (1/ 451/ 1668 - 1670)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 19/ 879)، والنسائي في المجتبى (2/ 163/ 970)، وفي الكبرى (2/ 9/ 1044)، وابن خزيمة (1/ 275/ 547)، وابن حبان (5/ 163/ 1853)، وابن الجارود (188)، وأحمد (2/ 273 و 285 و 348 و 487)، وعبد الرزاق (2/ 120 و 363/ 2743 و 3715)، والحميدي (2/ 205/ 1020)، والطحاوي (1/ 208)، والبيهقي في السنن (2/ 61 و 62)، وفي القراءة خلف الإمام (15)، وعلقه العقيلي (1/ 48).

وحديث ابن جريج هذا مطول خارج الصحيح، وهو صحيح ثابت بتمامه، رواه عن ابن جريج جماعة من أصحابه الثقات، ولفظه: قال أبو هريرة رضي الله عنه: إذا كنت إمامًا فخفف؛ فإن في الناس الكبير والضعيف وذا الحاجة، وإذا صليت وحدك فطوِّل ما بدا لك، وفي كل صلاة اقرأ، فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى عنا أخفينا عنكم، فقال له رجل: أرأيت إن لم أزد على أم القرآن؟ قال: إن زدت عليها فهو خير، وإن انتهيت إليها أجزأ عنك [عند: عبد الرزاق والبيهقي].

وزاد ابن عيينة قبل سؤال الرجل: كل صلاة لا يُقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج [عند: الحميدي].

وشذ يحيى بن أبي الحجاج [عند: أبي عوانة] فزاد في آخره: سمعته يقول: "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب"؛ يعني: مرفوعًا، وإنما الجملة كلها لأبي هريرة من قوله، ليس فيها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وزاد بعضهم عن عبد الرزاق في آخره: فسمعته يقول: "لا صلاة إلا بقراءة"[عند: عبد الرزاق (2743)، وابن الجارود]، وهي شاذة أيضًا من حديث عبد الرزاق، فقد رواه عنه بدونها جماعة من أصحابه القدماء، مثل أحمد بن حنبل وغيره.

2 -

يزيد بن زريع، وعبد الوهاب بن عطاء:

عن حبيب المعلم، عن عطاء، قال: قال أبو هريرة: في كل صلاة قراءة، فما أسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى منا، أخفيناه منكم، ومن قرأ بأم الكتاب فقد أجزأت عنه، ومن زاد فهو أفضل.

أخرجه مسلم (396/ 44)، وأبو عوانة (1/ 451/ 1672)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 19/ 880)[وتصحفت عنده حبيب إلى حسن]، والطحاوي (1/ 208)، والبيهقي في السنن (2/ 40)، وفي المعرفة (1/ 537/ 751) و (2/ 206/ 1185)، وفي القراءة خلف الإمام (10 و 11).

ص: 611

هكذا رواه عن يزيد بن زريع: يحيى بن يحيى النيسابوري [وهو: ثقة ثبت]، وإسماعيل بن مسعود [الجحدري: ثقة]، فقالا: عن حبيب المعلم [وتصحفت رواية إسماعيل من حبيب إلى حسن].

وخالفهما فوهم: أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي [وهو صدوق]، قال: حدثنا يزيد بن زريع: ثنا حبيب بن الشهيد، عن عطاء، عن أبي هريرة به.

أخرجه أبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (2513).

3 -

رقبة بن مصقلة [ثقة مأمون]، عن عطاء، قال: قال أبو هريرة

فذكر مثله.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 163/ 969)، وفي الكبرى (2/ 9/ 1043)، وابن حبان (5/ 80/ 1781)، والطحاوي (1/ 208).

وهذا إسناد صحيح.

4 -

داود بن أبي الفرات [ثقة]، عن إبراهيم [بن ميمون] الصائغ، عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه: في كل صلاة قراءة، ولو بفاتحة الكتاب، فما أعلن لنا النبي صلى الله عليه وسلم[في الصلاة] فنحن نُعْلِنُه، وما أسرَّ فنحن نُسِرُّه.

أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (16)، وأبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (2516)، والطبراني في الأوسط (8/ 92/ 8066)، والخطيب في الموضح (1/ 373).

قال الطبراني: "لم يرو هذين الحديثين عن إبراهيم الصائغ إلا داود بن أبي الفرات وعون بن معمر".

قلت: وإسناده صحيح.

5 -

هارون الثقفي، قال: سمعت عطاء، عن أبي هريرة نحوه.

أخرجه أحمد (2/ 446).

وإسناده صحيح؛ هارون بن أبي إبراهيم البربري الثقفي أبو محمد: ثقة ثقة [التاريخ الكبير (8/ 224)، الجرح والتعديل (9/ 96)، التهذيب (4/ 259)، التعجيل (1121)].

6 -

زكريا بن الحارث القيسي: ثنا معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن عطاء بن أبي رباح، عن أبي هريرة قال: ما أعلن لنا النبي صلى الله عليه وسلم أعلنا لكم، وما أخفى علينا أخفينا عليكم؛ أي: من القراءة في الصلاة.

أخرجه أبو العباس السراج في حديثه بانتقاء الشحامي (2517)، قال: حدثنا زكريا به.

وهذا إسناد صحيح غريب، رجاله ثقات مشهورون، وزكريا بن الحارث بن ميمون أبو يحيى البصري، المعروف بشريك البسري: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الخطيب:"وكان ثقة"[الثقات (8/ 255)].

وانظر: أطراف الغرائب والأفراد (1/ 491 / 2762).

ص: 612

7 -

سفيان الثوري، ووكيع بن الجراح، وعبيد الله بن موسى، ومحاضر بن المورع، وعلي بن هاشم بن البريد:

عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤمُّنا في الصلاة فيجهر ويُخافت، فجهرنا فيما جهر فيه، وخافتنا فيما خافت فيه، فسمعته يقول:"لا صلاة إلا بقراءة".

أخرجه أحمد (2/ 308 و 443)، وعبد الرزاق (2/ 121/ 2746)، وابن أبي شيبة في المسند (2/ 342/ 1831 - إتحاف الخيرة)، والطحاوي (1/ 208)، وتمام في الفوائد (1747 و 1748)، والبيهقي في القراءة خلف الإمام (12).

وهذه الجملة الأخيرة ظاهرها الرفع [فإن ضمير سمعته يعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال ابن حجر في الفتح (2/ 252)، وجاء صريحًا في رواية الحارث بن أبي أسامة عن عبيد الله بن موسى عند تمام في فوائده (1748)، بقوله: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إلا صلاة إلا بقراءة"]، وهي من أوهام ابن أبي ليلى، وقد كان سيء الحفظ جدًّا.

قال ابن رجب في الفتح (4/ 459): "وابن أبي ليلى: سيئ الحفظ جدًّا، ورفعه وهم".

8 -

مروان بن جناح؛ أن عطاء بن أبي رباح كان يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه كان يقول: في كل الصلوات يُقرأ، فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، ومما أخفى علينا أخفينا عليكم.

أخرجه الطبراني في الصغير (2/ 279/ 1166)، وفي مسند الشاميين (2/ 159/ 1105)، وتمام في الفوائد (1697)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (57/ 221).

من طريقين [أحدهما صحيح] عن محمد بن شعيب بن شابور: حدثنا مروان به.

قال الطبراني: "لم يروه عن مروان إلا محمد بن شعيب".

وهذا إسناد جيد.

• وانظر فيمن رواه عن عطاء به من الضعفاء: تاريخ أصبهان (2/ 39)، تاريخ بغداد (4/ 216)، العلل المتناهية (1/ 415/ 703)، التحقيق (470 م).

• وأما الجملة التي رفعها ابن نمير عن أبي أسامة، فقد رُويت مرفوعة:

أ- من حديث أبي الدرداء:

رواه عبد الرحمن بن مهدي، وبشر بن السري، وعبد الله بن وهب، وحماد بن خالد، وزيد بن الحباب، وعبد الله بن صالح كاتب الليث:

عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية حُدير بن كُريب، عن كثير بن مرة الحضرمي، قال: سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه يقول: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أفي كل صلاة قراءة؟ قال: "نعم"، فقال رجل من الأنصار: وجبت هذه.

زاد في روايةٍ عن زيد بن الحباب: [قال كثير بن مرة:] فالتفت إليَّ أبو الدرداء،

ص: 613

وكنت أقربَ القوم منه، فقال: يا ابن أخي! ما أرى الإمام إذا أمَّ القوم إلا قد كفاهم.

وفي رواية ابن مهدي وابن وهب وحماد بن خالد وعبد الله بن صالح [في رواية عنه]: فالتفت إليَّ أبو الدرداء، وكنتُ أقربَ القوم منه، فقال: يا كثير! ما أرى الإمام إذا أمَّ القوم إلا وقد كفاهم. لفظ ابن خالد.

أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (17 و 18 و 89 و 288)، وفي خلق أفعال العباد (513)، والنسائي في المجتبى (2/ 142/ 923)، وفي الكبرى (1/ 476/ 997)، وأحمد (5/ 197) و (6/ 448)، وابن أبي شيبة في المسند (34)، والبزار (10/ 56/ 4120)، والطحاوي (1/ 216)، والطبراني في مسند الشاميين (3/ 141/ 1955)، والدارقطني (1/ 332 و 333 و 338 - 339 و 403)، وابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس (1/ 221)، والبيهقي في القراءة خلف الإمام (377 - 382)، وفي السنن (2/ 162 و 163)، وفي الخلافيات (2/ 132 - مختصره).

هكذا رواه الإمام أحمد [ثقة حجة، إمام فقيه]، والفضل بن أبي حسان [صدوق. الجرح والتعديل (7/ 61)، تاريخ بغداد (12/ 363)، تاريخ الإسلام (18/ 392)]، ومحمد بن الحسين بن إشكاب [ثقة]، عن زيد بن الحباب موقوفًا على أبي الدرداء.

ورواه ابن أبي شيبة عنه بلفظ موهم، فلم يصرح بوقفه ولا برفعه، ولكنه مدرج.

ورواه هارون بن عبد الله الحمال [ثقة]، وعباس بن محمد الدوري [ثقة حافظ]، وشعيب بن أيوب [صدوق]، وغيرهم، عن زيد بن الحباب به، وقال في آخره: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت أقرب القوم إليه:"ما أرى الإمام إذا أمَّ القوم إلا كفاهم"، كذا عند الدارقطني وابن الفرضي، وفي رواية النسائي في الكبرى: فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليَّ، وكنت أقرب القوم منه، فقال:"ما أرى الإمام إذا أم القوم إلا قد كفاهم".

وتابعه على هذا الوجه في روايةٍ عنه: عبد الله بن صالح فرفع آخره، وأدرجه في الحديث.

قال النسائي في المجتبى: "هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: خطأ، إنما هو قول أبي الدرداء".

وقال في الكبرى: "خولف زيد بن حباب في قوله: فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إليَّ".

وقال ابن صاعد بعد أن رواه موقوفًا من طريق زيد: "فجعله من قول أبي الدرداء، وهو أشبه".

وقال الدارقطني في السنن: "كذا قال، وهو وهمٌ من زيد بن الحباب، والصواب: فقال أبو الدرداء: ما أرى الإمام إلا قد كفاهم".

وقال أيضًا: "والصواب أنه من قول أبي الدرداء، كما قال ابن وهب، وهم فيه زيد بن الحباب"[السنن (1/ 339)، القراءة خلف الإمام للبيهقي (381)، سنن البيهقي (2/ 163)].

ص: 614

وقال في العلل (6/ 218/ 1084): "وهذا من قول أبي الدرداء لكثير بن مرة، ومن جعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء فقد وهم".

وجزم بالوقف أيضًا: ابن خزيمة وأبو عبد الله الحاكم، وأطال ابن خزيمة في بيان استحالة إضافة هذا القول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن هذا القول إنما يليق بأبي الدرداء دون النبي صلى الله عليه وسلم[القراءة خلف الإمام للبيهقي ص (172)].

وقال البيهقي في جزء القراءة: "كذا رواه أبو صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، وغلط فيه، وكذلك رواه زيد بن الحباب في إحدى الروايتين عنه عن معاوية بن صالح، وأخطأ فيه"[وكذا قال في السنن، وزاد: "والصواب أن أبا الدرداء قال ذلك لكثير بن مرة"].

ثم قال: "قال أبو عبد الله رحمه الله: في متن هذا الخبر وهم من الراوي في قوله: ما أرى الرجل إذ أم القوم إلا قد كفاهم؛ فإنه من قول أبي الدرداء، وزيد بن الحباب حدثني بهذا الحديث مرتين، وهم في رفعه هذه اللفظة مرة، وحفظها أخرى".

وقال البيهقي أيضًا: "فثبت براوية عبد الرحمن بن مهدي الإمام، وعبد الله بن وهب الحافظ المتقن، وحماد بن خالد، وإحدى الروايتين عن زيد بن الحباب: أن هذا الكلام من قول أبي الدرداء، دون النبي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه".

وقال ابن كثير في الأحكام الكبير (2/ 473): "فالظاهر -والله أعلم-: أنها من قول أبي الدرداء نفسه، وهي مدرجةٌ في الحديث، لا مرفوعة، والله أعلم".

وانظر أيضًا: الأحكام الوسطى (1/ 382)، بيان الوهم (3/ 371/ 1114) و (5/ 692)، فتح القدير لابن الهمام (1/ 341).

قلت: وهو كما قالوا: فإن شطره الأخير موقوف على أبي الدرداء قوله، وهِم زيدٌ في إدراجه في المرفوع، وكان يفصله أحيانًا، وقد اضطرب فيه زيد، وحفظه غيره موقوفًا، وهو الصواب، والله أعلم.

وحديث أبي الدرداء: حديث حسن.

قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسناد بمثل هذا اللفظ إلا عن أبي الدرداء، وإسناده حسن، معاوية بن صالح: ثقة، وأبو الزاهرية: مشهور، حدَّث عنه الناس، وكثير بن مرة: مشهور أيضًا، حدَّث عنه الناس".

• وله طريق أخرى:

يرويها إسحاق بن سليمان [الرازي: ثقة]، قال: حدثنا معاوية بن يحيى، عن يونس بن ميسرة، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي الدرداء، قال: سأله رجل فقال: أقرأ والإمام يقرأ؟ قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم: أفي كل صلاة قراءة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم"، فقال رجل من القوم: وجب هذا. زاد يحيى الحماني: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أرى الإمام إذا قرأ إلا كان كافيًا".

أخرجه ابن ماجه (842)، والطبراني في مسند الشاميين (3/ 265/ 2223)، والبيهقي في القراءة خلف الإمام (383).

ص: 615

قال البيهقي: "تفرد به معاوية بن يحيى الصدفي، وهو: متروك، جرحه يحيى بن معين، وعلي بن المديني، والبخاري، وأبو عبد الرحمن النسائي".

قلت: وهذا منكر من حديث أبي إدريس الخولاني، ومعاوية بن يحيى الصدفي: ضعيف، روى عنه إسحاق بن سليمان الرازي أحاديث منكرة [التهذيب (4/ 113)].

ب- ومن حديث أبي أمامة:

رواه محمد بن القاسم الأسدي: ثنا عيسى بن يونس، عن جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال قائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أفي كل صلاة قراءة؟ قال: "نعم".

أخرجه ابن عدي في الكامل (2/ 135)، ومن طريقه: البيهقي في القراءة خلف الإمام (13).

وهذا باطل من حديث أبي أمامة، ومن حديث القاسم بن عبد الرحمن الدمشقي؛ فإن جعفر بن الزبير الباهلي الدمشقي: متروك، ذاهب الحديث، قال ابن حبان: "يروي عن القاسم وغيره أشياء كأنها موضوعة،

، وروى جعفر بن الزبير، عن القاسم، عن أبي أمامة: نسخة موضوعة" [التهذيب (1/ 304)، المجروحين (1/ 212)].

ومحمد بن القاسم الأسدي: متروك، منكر الحديث، كذبه أحمد والدارقطني [التهذيب (3/ 678)، الميزان (4/ 11)].

• وأما ما يدل على معنى هذه الجملة فهو مرفوع صحيح مروي من أحاديث متعددة، يأتي المرور عليها قريبًا، قال البخاري في القراءة خلف الإمام (19):"وتواتر الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا صلاة إلا بقراءة أم القرآن"".

***

798 -

قال أبو داود: حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله، قال: وحدثنا ابن المثنى: حدثنا ابن أبي عدي، عن الحجاج -وهذا لفظه-، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، - قال ابن المثنى: وأبي سلمة، ثم اتفقا -، عن أبي قتادة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأولَيَين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويُسمِعُنا الآيةَ أحيانًا، وكان يُطوِّلُ الركعةَ الأولى من الظهر، ويُقَصِّرُ الثانيةَ، وكذلك في الصبح.

قال أبو داود: لم يذكر مسدد فاتحة الكتاب وسورة.

• حديث صحيح، متفق عليه من حديث يحيى بن أبي كثير.

• أخرجه من طريق هشام الدستوائي:

البخاري (762 و 779)، وأبو عوانة (1/ 474/ 1756)، والنسائي في المجتبى (2/ 165/ 976)، وفي الكبرى (2/ 11 - 12/ 1050)، وابن ماجه (829)، وابن خزيمة

ص: 616

(3/ 40/ 1588)، وابن حبان (5/ 166/ 1857)، وأحمد (5/ 295 و 301)، والطيالسي (1/ 509/ 626)، وابن أبي شيبة (1/ 312/ 3571) و (2/ 170/ 7759)، وأبو العباس السراج في مسنده (110 و 111 و 113)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (104 و 105 و 107)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 300/ 1682)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 206)، وفي المشكل (12/ 43/ 4623 و 4624)، وأبو بكر القطيعي في جزء الألف دينار (152)، والبيهقي (2/ 65 و 347).

ولفظه مطولًا عند النسائي [بإسناد صحيح]، وبنحوه عند أحمد [بإسناد صحيح أيضًا]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بنا في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر، ويُسمِعنا الآية أحيانًا، ويطوِّل في الأولى، ويقصِّر في الثانية، وكان يفعل ذلك في صلاة الصبح: يطوِّل في الأولى ويقصِّر في الثانية، وكان يقرأ بنا في الركعتين الأوليين من صلاة العصر: يطوِّل الأولى ويقصِّر الثانية.

• وأخرجه من طريق حجاج بن أبي عثمان الصواف [وهو ثقة حافظ، من أصحاب يحيى بن أبي كثير]:

مسلم (451/ 154)، وأبو نعيم في مستخرجه عليه (2/ 70/ 1000)، والنسائي في المجتبى (2/ 166/ 978)، وفي الكبرى (2/ 12/ 1052)، وابن ماجه (819)، وأحمد (4/ 383) و (5/ 311)، والدارقطني في الأفراد (2/ 240/ 4912 - أطرافه)، وابن حزم في المحلى (4/ 108).

من طريق ابن أبي عدي، عن الحجاج به.

قال الدارقطني في الأفراد: "تفرد به حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة وعن أبي سلمة"، وقال في العلل (6/ 136/ 1029):"فزاد أبا سلمة في الإسناد".

***

799 -

. . . يزيد بن هارون: أخبرنا همام، وأبان بن يزيد العطار، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، ببعض هذا، وزاد: في الأخرَيَين بفاتحة الكتاب.

وزاد همام: قال: وكان يُطوِّل في الركعة الأولى ما لا يُطوِّل في الثانبة، وهكذا في صلاة العصر، وهكذا في صلاة الغداة.

• حديث صحيح، متفق عليه من حديث يحيى بن أبي كثير.

• أخرجه من طريق يزيد بن هارون:

مسلم (451/ 155)، وأبو عوانة (1/ 473/ 1754)، وأبو نعيم في مستخرجه على

ص: 617

مسلم (2/ 71/ 1001)، والدارمي (1/ 336/ 1293)[ولم يذكر أبانًا]، وابن خزيمة (1/ 254/ 503)، وابن حبان (5/ 137/ 1829)، وأحمد (5/ 308)، وابن أبي شيبة (1/ 327/ 3741)، وأبو العباس السراج في مسنده (112)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (106)، والبيهقي (2/ 63)، والبغوي في شرح السُّنَّة (3/ 64/ 592)، والجوزقاني في الأباطيل (2/ 36/ 404).

ولفظه عند مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة، ويُسمِعنا الآية أحيانًا، ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب.

• وأخرجه من طريق همام بن يحيى:

البخاري في الصحيح (776)، وفي القراءة خلف الإمام (227 و 228 و 282)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 71/ 1001)، وابن الجارود (187)، وأحمد (7/ 305)، والطيالسي (1/ 513/ 632)، وابن المنذر في الأوسط (3/ 111/ 1328)، والبيهقي في السنن (2/ 66 و 193)، وفي المعرفة (1/ 535/ 747).

ولفظ البخاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر في الأوليين بأم الكتاب وسورتين، وفي الركعتين الأخريين بأم الكتاب، ويُسمِعنا [الأحيان] الآية، ويطوِّل في الركعة الأولى ما لا يطوِّل في الركعة الثانية، وهكذا في العصر، وهكذا في الصبح.

ولفظه عند ابن الجارود [بإسناد صحيح]: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الظهر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة في كل ركعة، وكان يُسمِعنا أحيانًا الآية، وكان يطيل في الأولى ما لا يطيل في الثانية، وكان يقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب في كل ركعة، قال: وكذلك في صلاة العصر، قال: وكذلك في صلاة الفجر.

• وأخرجه من طريق أبان:

البخاري في القراءة خلف الإمام (227)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 71/ 1001)، والنسائي في المجتبى (2/ 165/ 977)، وفي الكبرى (2/ 12/ 1051)، وأحمد (5/ 300 و 305)، والطحاوي في المشكل (12/ 42/ 4622)، وابن عبد البر في التمهيد (20/ 195).

ولفظه عند النسائي [بإسناد صحيح]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بأم القرآن وسورتين، وفي الأخريين بأم القرآن، وكان يُسمِعنا الآية أحيانًا، وكان يطيل أول ركعة من صلاة الظهر.

ولفظه عند أحمد [بإسناد صحيح]: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، فيقرأ في العصر والظهر في الركعتين الأوليين بسورتين وأم الكتاب، وكان يسمعنا الأحيان الآية، ويقرأ في الركعتين الأخريين بأم الكتاب، وكان يطيل أول ركعة من صلاة الفجر، وأول ركعة من صلاة الظهر [وصلاة العصر].

***

ص: 618

800 -

. . . عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: فظننا أنه يريد بذلك أن يُدرِكَ الناسُ الركعةَ الأولى.

• حديث صحيح، وهو متفق عليه من حديث يحيى بن أبي كثير أخرجه عبد الرزاق في المصنف (2/ 104/ 2675).

ومن طريقه: أبو داود (800)، وعبد بن حميد (198)، وأبو العباس السراج في مسنده (114)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (108)، والبيهقي (2/ 66).

ولفظه في المصنف: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الظهر، فربما أسمعنا الآيةَ، وكان يطوِّل الركعة الأولى من صلاة الفجر، ويطوِّل الركعة الأولى من صلاة الظهر، فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناسُ الركعةَ الأولى.

• ورواه سفيان الثوري [وعنه: أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، وقبيصة بن عقبة]، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل في أول ركعه من الفجر والظهر، فكنا نرى أنه يفعل ذلك ليتدارك الناسُ.

أخرجه ابن خزيمة (3/ 36/ 1580)، وعنه: ابن حبان (5/ 164/ 1855)، وأبو العباس السراج في مسنده (115)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (109).

• ورواه ابن المبارك، عن هشام الدستوائي، ومعمر، والأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: ربما يسمعنا النبي صلى الله عليه وسلم الآية أحيانًا في الظهر والعصر.

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (113)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (107).

وهو حديث صحيح.

• رواه أيضًا عن يحيى بن أبي كثير:

1 -

شيبان بن عبد الرحمن النحوي، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين، يطوِّل في الأولى، ويقصِّر في الثانية، ويُسمِعُ الآية أحيانًا، وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وصورتين، وكان يطوِّل في الأولى، وكان يطوِّل في الركعة الأولى من صلاة الصبح، ويقصِّر في الثانية.

أخرجه البخاري (759)، وأبو عوانة (1/ 474/ 1755)، والبيهقي (2/ 59).

2 -

الأوزاعي: حدثني يحيى بن أبي كثير: حدثني عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بأم الكتاب وصورة معها في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر وصلاة العصر، ويسمعنا الآية أحيانًا، [وفي الركعتين الأخريين بفاتحة الكتاب]، وكان يطيل في الركعة الأولى.

ص: 619

أخرجه البخاري في الصحيح (778)، وفي القراءة خلف الإمام (280)، وأبو عوانة (1/ 474/ 1757 و 1758)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (2/ 70/ 1000)، والنسائي في المجتبى (2/ 165/ 975)، وفي الكبرى (2/ 11/ 1049)، والدارمي (1/ 335/ 1291 و 1292)، وابن خزيمة (1/ 254/ 504) [وسقط من إسناده رجلان: الأوزاعي، والوليد بن مسلم، واستدركه ماهر الفحل في طبعته (1/ 556/ 504)] و (1/ 507/255)، وابن حبان (5/ 139/ 1831)، وابن الجارود (187 م)، وأحمد (5/ 305 و 311)، وأبو العباس السراج في مسنده (108)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (100 - 102)، وابن المنذر في الأوسط (4/ 194/ 2019)، والطحاوي في شرح المعاني (1/ 206 و 207)، وفي المشكل (12/ 41/ 4621)، وابن حزم في المحلى (4/ 112)، والبيهقي (2/ 348)، والجوزقاني في الأباطيل (2/ 35/ 403).

3 -

أبو إسماعيل القنَّاد إبراهيم بن عبد الملك [صدوق، يهِم على قتادة]، قال: حدثنا يحيى بن أبي كثير؛ أن عبد الله بن أبي قتادة حدثه، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: كان يصلي بنا الظهر فيقرأ في الركعتين الأوليين، يسمعنا الآية كذلك، وكان يطيل الركعة في صلاة الظهر، والركعة الأولى -يعني- في صلاة الصبح.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 164/ 974)، وفي الكبرى (2/ 10 - 11/ 1048).

وهذا إسناد حسن.

تنبيه: وقع في إسناد المجتبى زيادة: خالد، بين أبي إسماعيل القناد وبين يحيى بن أبي كثير، وأظنه مدرجًا مقحمًا في الإسناد؛ فإن أبا إسماعيل القناد مشهور بالرواية عن يحيى بن أبي كثير، مكثر عنه، وقد سمع منه، وهو آخر من روى عنه، ولا يُعرف ممن اسمه خالد من يروي عن يحيى بن أبي كثير، أو فيمن روى عنه أبو إسماعيل القناد، والله أعلم [انظر: تحفة الأشراف مع النكت الظراف (9/ 12108/255 - ط المكتب الإسلامي)(8/ 542/ 12108 - ط دار الغرب)، وليس فيه هذه الزيادة].

4 -

علي بن المبارك [ثقة]، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر، يُسمِعنا الآية أحيانًا، فيُطيل في الركعة الأولى، ويقصِّر في الثانية، ويقرأ في الركعتين الأوليين من العصر، ويطيل في الركعة الأولى من الفجر، ويقصر في الثانية.

وفي رواية: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسمِعنا الآية في الظهر والعصر أحيانًا.

أخرجه أحمد (5/ 297 و 310).

وهذا إسناد صحيح.

5 -

حرب بن شداد [ثقة]: حدثنا يحيى بن أبي كثير به، مثل حديث يزيد بن هارون.

أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (227)، وأحمد (5/ 309).

وهذا إسناد صحيح.

ص: 620

6 -

معاوية بن سلام [ثقة، سمع يحيى بن أبي كثير. التاريخ الكبير (7/ 335)، تاريخ ابن معين للدوري (3/ 8/ 28) و (4/ 207/ 3983)، معرفة الثقات (1744 و 1994)، التهذيب (4/ 108)]: أخبرني يحيى بن أبي كثير: أخبرني عبد الله بن أبي قتادة؛ أن أباه أخبره؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر سواء [وفي رواية: يقرأ في الظهر والعصر سرًّا]، وكان يطوِّل في الركعة الأولى، ويقصِّر في الثانية، ويسمعنا الآية.

أخرجه أبو العباس السراج في مسنده (109)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (103)، والطبراني في مسند الشاميين (4/ 103/ 2857).

وإسناده صحيح.

• وحديث أبي قتادة هذا سيأتي ذكر شواهده عند أبي داود تباعًا، ما عدا الفقرة المتعلقة بالجهر بالآية في الصلاة السرية، ومن شواهدها:

1 -

حديث البراء بن عازب:

يرويه عقبة بن مكرَم [ثقة]، ومحمد بن إبراهيم بن صُدران [صدوق]:

عن سلم بن قتيبة [الشعيري: صدوق]، قال: حدثنا هاشم بن البريد [ثقة، من السادسة]، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم الظهر، فنسمع منه الآية بعد الآيات، من سورة لقمان، والذاريات.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 63/ 971)، وفي الكبرى (2/ 9/ 1045) و (10/ 271/ 11461)، وابن ماجه (830)، وأبو العباس السراج في مسنده (127)، وابن عدي في الكامل (7/ 116)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (3/ 622)، وابن حزم في المحلى (4/ 109).

قال النووي في الخلاصة (1208)، وفي المجموع (3/ 334):"رواه النسائي وابن ماجه بإسناد حسن".

وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 437): "هذا حديث حسن".

وانظر: تحفة الأشراف (2/ 58/ 1891).

2 -

حديث أبي مالك الأشعري:

يرويه قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري أنه قال لقومه: اجتمعوا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاجتمعوا، فقال: هل فيكم أحد؟ فقالوا: لا؛ إلا ابن أختٍ لنا، قال: فذلك من القوم، فدعا بجفنة فيها ماء، فتوضأ وهم شهود، فمضمض واستنشق ثلاثًا، وغسل وجهه ثلاثًا، وذراعيه ثلاثًا، ومسح برأسه وظهر قدميه، ثم صلى بهم الظهر، فكبر فيها ثنتين وعشرين تكبيرة، يكبر إذا سجد وإذا رفع رأسه، وقرأ بهم في الركعتين الأوليين، وأسمع من يليه.

ص: 621

وهو حديث حسن، والمحفوظ فيه: غسل القدمين، لا مسحهما، كما أن الجملة موضع الشاهد خولف فيها قتادة:

خالفه: من هو أثبت منه في شهر: عبد الحميد بن بهرام، فقال في روايته: فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة يُسِرُّهما.

وقد تقدم برقم (677).

3 -

حديث أنس بن مالك:

يرويه محمد بن معمر بن ربعي القيسي [صدوق]: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا حماد بن سلمة: ثنا قتادة، وثابت، وحميد، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسمعون منه النغمة في الظهر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} .

أخرجه ابن خزيمة (1/ 257/ 512)، وابن حبان (5/ 132/ 1824)، والضياء في المختارة (7/ 116/ 2540 و 2541)، والبزار (13/ 470/ 7262)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (2/ 665/ 991).

قال ابن خزيمة: "حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي بخبر غريب غريب"، وساق هذا الخبر [المختارة (7/ 116/ 2540)، الإتحاف (1/ 473/ 485)، نتائج الأفكار (1/ 438)].

وقال ابن رجب في الفتح (4/ 485): "ووقفه أصح؛ قاله أبو حاتم والدارقطني وغيرهما".

• ورواه عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، قال: أخبرني أبو عبيدة -وهو: حميد الطويل-، عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} .

أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام (283 و 285)، والطحاوي (1/ 208)، والطبراني في الأوسط (5/ 249/ 5224)، وابن عدي في الكامل (2/ 268)، والخطيب في الموضح (2/ 28).

قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به: عباد بن العوام".

قلت: هذان الحديثان عن أنس أعلهما أبو حاتم والدارقطني بالوقف، وهو الصواب:

قال ابن أبي حاتم في العلل (1/ 122/ 334): "سألت أبي عن حديث رواه روح، وعارم، ويحيى بن إسحاق السالحيني، عن حماد بن سلمة، عن ثابت وقتادة وحميد والبتي، عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر.

ورواه أبو سلمة [موسى بن إسماعيل التبوذكي: ثقة ثبت]، عن حماد، عن ثابت وقتادة وحميد والبتي، عن أنس موقوفًا؟

قال أبي: موقوفًا أصح؛ لا يجيء مثل هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم".

وقال أيضًا (1/ 87/ 231): "سألت أبي عن حديث رواه سفيان بن حسين، عن حميد، عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ؟

ص: 622

قال أبي: هذا خطأ؛ حميد يروي هذا الحديث: أنه صلى خلف أنس، فكان يقرأ

، ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وسفيان بن حسين: يخطئ في هذا الحديث".

وقال الدارقطني في العلل (12/ 53/ 2405): "يرويه سفيان بن حسين، عن أبي عبيدة -وهو حميد الطويل-، عن أنس.

وحدَّث به محمد بن معمر البحراني، عن روح، عن حماد بن سلمة، عن قتادة وثابت وحميد، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولم يتابع عليه.

والمحفوظ: عن حميد الطويل، عن أنس موقوفًا، من فعله.

كذلك رواه يحيى القطان، ومعتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس فعله، وهو المحفوظ".

• ومما وقفت عليه ممن رواه موقوفًا على أنس:

أ- معمر بن راشد [ثقة ثبت، في حديثه عن ثابت مقال]، عن ثابت؛ كان أنس يصلي بنا الظهر والعصر، فربما أسمعنا من قراءته:{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} .

أخرجه عبد الرزاق (2/ 107/ 2687).

ب- حماد بن مسعدة [ثقة]، عن حميد، قال: صليت خلف أنس الظهر، فقرأ بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، وجعل يُسمِعنا الآية.

أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 313/ 3575) و (1/ 319/ 3643).

ج- أبو شهاب الحناط [عبد ربه بن نافع: صدوق]، عن حميد وعثمان البتي، قالا: صلينا خلف أنس بن مالك الظهر والعصر، فسمعناه يقرأ:{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} .

أخرجه الطبراني في الكبير (1/ 678/242).

د- وعلقه ابن حزم في المحلى (4/ 104) موقوفًا على أنس، فقال: وعن حماد بن سلمة، عن قتادة وثابت البناني وحميد وعثمان البتي كلهم، عن أنس بن مالك؛ أنه كان يقرأ في الظهر والعصر {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} ، ويسمعنا النغمة أحيانًا.

• وهذا الموقوف عن أنس يُعِلُّ أيضًا: ما رواه عبد الله بن عبيد: أخبرني أبو بكر بن النضر بن أنس، قال: كنت عند أنس، فصلى بهم صلاة الظهر، فأسمعهم قراءته في الركعة الأولى، فلما قضى صلاته أقبل إليهم بوجهه، فقال: عمدًا أسمعتكم قراءتي هاتين السورتين؛ إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر فقرأ هاتين السورتين: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} ، و {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} . اختصره بعضهم.

أخرجه النسائي في المجتبى (2/ 163/ 972)، وفي الكبرى (2/ 10/ 1046)، مختصرًا، والضياء في المختارة (7/ 289/ 2746)، واللفظ له.

وأبو بكر بن النضر بن أنس: مجهول الحال، لم يرو عنه سوى عبد الله بن

ص: 623

عبيد الحميري البصري المؤذن، ولم يوثقه أحد، وعليه فالموقوف أصح، وهو كما قال أبو حاتم:"لا يجيء مثل هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم"، إنما هو موقوف على أنس فعله، أراد به التعليم، والله أعلم.

• وانظر أيضًا فيما روي عن أنس في هذا: آخر باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر، بعد الحديث رقم (809).

• قال ابن رجب في الفتح (4/ 484): "قوله: "كان يسمعنا الآية أحيانًا" ظاهره: أنه كان يقصد ذلك، وقد يكون فعَلَه ليعلِّمهم أنه يقرأ في الظهر والعصر، فإنه حصل لبعضهم شك في ذلك كما تقدم، وقد يكون فعله ليعلمهم هذه السورة المعينة، كما روي ذلك عن أنس وغيره، أو ليبيِّن جواز الجهر في قراءة النهار، وأن الصلاة لا تبطل به، وقالت طائفة من العلماء: لم يكن إسماعهم الآية أحيانًا عن قصد، إنما كان يقع اتفاقًا عن غير قصد؛ فإنه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ لنفسه سرًّا، فربما استغرق في تدبر ما يقرأه، أو لعله كان يقصد تحقيق القراءة، فيقع سماع قراءته للآية أحيانًا لذلك من غير أن يتعمد إسماعهم، أو أن يكون وقع الإسماع منه على وجه السهو؛ وفي هذا نظر".

***

ص: 624