الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. أما بعد:
فإنه مما لا شك فيه ولا ريب أن للعلم أثراً على أصحابه ويزيد على ذلك الأثر بحسب همة صاحبه فمن مستقل ومستكثر.
وأعظم العلوم أثراً على صحابها بل هو أصل العلم وأساسه "علم التوحيد" فهو الذي يزيد العبد معرفة بربه وينير الطريق لسالكه، وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة لأنه لا حياة للقلوب، ولا نعيم ولا طمأنينة، إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها بأسمائه وصفاته وأفعاله ويكون مع ذلك كله أحب إليها مما سواه ويكون سعيها فيما يقربها إليه دون غيره من سائر خلقه"1". لكن الشيطان أجلب بخيله ورجله على كثير من الناس فخالط توحيدهم شوائب متنوعة منها ما ينافي كمال التوحيد ومنها ما ينافيه بالكلية.
فتخبط كثير من الناس في أمور ما أنزل الله بها من سلطان وحكّموا عقولهم دون غيرها فضلوا وأضلوا كثيراً.
1 مبدأ شرح الطحاوية.
لهذا وذاك قام سلف هذه الأمة وبينوا أمر التوحيد أتم بيان وأوضحه في أجلى صورة وفق كتاب الله تعالى وسنة رسوله –صلى الله عليه وسلم وكان من أولئك الأفذاذ الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وجمعنا به في فردوسه الأعلى. نشأ رحمه الله تعالى في بيئة يتخبط كثير من أهلها في ظلمات الشرك وأوحال المعاصي والضلالات فشمر عن ساعد الجد في بيان الحق وتقريره فنفع الله به أمماً من الناس فهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط العزيز الحميد.
وشرِق بدعوته آخرون فرد الله كيدهم وأبطل مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال.
رحم الله هذا الإمام وجزاه خيراً على ما قدّم.
وكان كتاب التوحيد الذي صنفه هذا الإمام من أعظم كتبه نفعاً. تداوله العلماء وطلاب العلم شرحاً وتدريساً وتقريراً وكتابة فتعددت شروحه وحواشيه والتعليقات عليه. وهذا دليل على صدق نية الشيخ رحمه الله تعالى.
وكان من أولئك العلماء الذين قاموا بشرح هذا الكتاب شيخنا أبو عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين حفظه الله تعالى ورعاه ووفقه لما يحبه ويرضاه.
بدأ أثابه الله شرحه في يوم الأحد الثاني من شهر شعبان، سنة ثمان وأربعمائة بعد الألف 2/8/1412هـ من الهجرة النبوية على صاحبها أتم الصلاة والتسليم. وانتهى في يوم الأحد الثامن من شهر
ذي القعدة سنة ثنتي عشرة وأربعمائة بعد الألف 8/11/1412هـ1 فأجاد أثابه الله وأفاد في شرحه باسطاً ذلك ومبيناً له بالأدلة الكثيرة من القرآن والسنة وأقوال سلف هذه الأمة، ولما كان الشرح نفيساً مليئاً بالفوائد والمسائل العلمية أحببت أن أجمع بعض ما علّقته من شيخنا من فوائد وما فاتني أكثر بل لا يقارن بما قيدته عدداً.
والله تعالى المسئول أن يوفقني وطلاب شيخنا في إخراج علمه للناس خاصة أن كثيراً من دروسه لا تزال حبيسة في الأشرطة التي يجهلها كثير من طلاب العلم وكثير من من تعليقاته لا تزال أيضاً حبيسة في كتب من كان يحضر دروسه ومجالسه ويعلّق معه.
ولعل هذه الفوائد المنتقاة تكون نواة في إخراج كثير من كلام الشيخ في دروسه وستتبعها إن شاء الله تعالى فوائد من دروس كتاب الاعتصام ومنار السبيل وغير ذلك أسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في السر والعلن في القول والعمل وأن يجزي شيخنا خيراً ويزيده علماً وعملاً وتوفيقاً إنه تعالى سميع مجيب.
وختاماً لا أنسى أخي أبا عبد الرحمن سعد العدواني الذي نسخ تلك الفوائد وقابلها. فشكر الله صنيعه.
وكتب
عبد العزيز بن محمد بن عبد الله السدحان
الرياض
1في درسه في مسجد ابن برغش في حي شبرا وكان شيخنا قد شرع في شرح كتاب التوحيد مرات عديدة في دروس كثيرة لكنه لم يكمله إلا في هذا الدرس.
مصطلحات الكتاب
1-
الرقم العلوي رقم مسلسل للفوائد.
2-
الرقم السفلي رقم الصفحة التي يوجد فيها النص المشروح في حاشية ابن قاسم على كتاب التوحيد لأنها هي النسخة التي اعتمدها الشيخ عند شرحه للكتاب.
3-
ما بين القوسين [] يعني أنه نص في كتاب التوحيد.
4-
قال الشيخ أثابه الله أي فضيلة الشيخ عبد الله ابن جبرين حفظه الله وأثابه.
5-
قول [حاشية رقم 1
…
] أي حاشية ابن قاسم على كتاب التوحيد.
6-
كل كتاب يبدأ بقول كتاب كذا وكذا إلا بضعة كتب ميزنا بدايتها بخطين ==.
7-
تم وضع فهرس تفصيلي للفوائد على أبواب الكتاب.