الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والواجب على الإنسان أن يجمع بين الخوف والرجاء لأنه إذا غلب جانب الخوف وقع في اليأس والقنوط، وإذا غلب جانب الرجاء وقع في الأمن من مكر الله.
قال العلماء إن على الإنسان أن يجمع بين الخوف والرجاء والمحبة، فالمحبة بمنزلة الرأس والخوف والرجاء بمنزلة الجناحين. فإذا قطع أحد الجناحين اختل طيرانه، فالخوف يبعده عن المعاصي، والرجاء يحمله على الطاعات، ومن العلماء من يقول لا بد أن يستوي الخوف والرجاء، ويستدل بالآيات التي فيها جمع الخوف والرجاء، كقوله تعالى:{نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ} [الحجر: 49-50] . وقوله: {غَافِرِ الذَّنْب وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ} [غافر: 3] وقوله: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ} [الرعد: 6] وقيل إنه في حال الصحة يغلب جانب الخوف، وفي حال المرض يغلب جانب الرجاء.
* * *
[باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله]
183: 258 قال الشيخ أثابه الله:
وإذا أتتك مصيبة فاصبر لها
وفي الحديث: "نهى أن تصبر البهائم" أي تحبس وترمى حتى تموت.
* * *
184: 258 [1 حاشية: وحبس اللسان عن التشكي والتسخط، والجوارح عن لطم الخدود وشق الجيوب ونحوهما] .
قال الشيخ أثابه الله: وهذا صبر خاص على المصيبة، ويندب للمريض ألا يشكي مرضه إلى الآخرين، وإذا سئل عن مرضه فينبغي أن يكون كلامه إخباراً لا شكاية.
قال الشيخ أثابه الله: ومن الصبر أيضاً الصبر على التردد على المساجد والطهارة في البرد.
قال الشيخ أثابه الله: ومن الصبر كف النفس عن ما تهواه من المحرمات كالخمر والمعازف والكبرياء.
قال الشيخ أثابه الله: ومنه الصبر على ما يصيبه من المصائب في الأهل والنفس والمال.
* * *
185: 258 "فائدة": في قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 157] .
قال الشيخ أثابه الله: قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه: نعم العدلان والعلاوة. والمراد بالعدلين الصلوات والرحمة، والمراد بالعلاوة أنهم مهتدون.
* * *
186: 259 [
…
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اثنتان في الناس هما بهم كفر
…
"] . الحديث.
قال الشيخ أثابه الله: قيل المراد بالكفر كفر النعمة، وقيل الشرك الأصغر، وقيل من استحل ذلك خرج من الملة، والصحيح أنها من خصال الكفر لكنها ليست كفراً بواحاً تخرج من الملة، فالقتل لا
يخرج من الملة بل سماه الله أخاً {فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} [البقرة: 178]{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا} [الحجرات: 9] وقد سمى النبي –صلى الله عليه وسلم ذلك كفراً كما في الحديث: "لا ترجعوا بعدي كفّاراً يضرب بعضكم رقاب بعض". فتبين أن القتل من خصال الكفر.
* * *
187: 260 [الطعن في النسب، والنياحة على الميت"
…
] .
قال الشيخ أثابه الله: وجاء في رواية أخرى زيادة على ما هنا: "النائحة إذا لم تتب يوم القيامة أقيمت وعليها درع من جرب وسربال من قطران
…
".
فدل الحديث على أن التوبة تمحو الذنوب.
وفسِّر قوله تعالى: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة: 12] بأن المراد ترك النياحة.
* * *
188: 260 [
…
ولهما عن ابن مسعود مرفوعاً: "ليس منا من ضرب الخدود وشقّ الجيوب"] .
قال الشيخ أثابه الله: ومن الناس من تأولها فقال: المعنى ليس مثلنا، وقيل ليس من أهل ملتنا، وقيل غير ذلك.
قال الشيخ أثابه الله: ويقول العلماء ليس ذلك خاصاً بالجيب بل شق الكم وغيره داخل في ذلك، ومما يدل على ذلك حديث أبي موسى أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم برئ من الصالقة –من ترفع صوتها- والحالقة –من تحلق شعرها- والشاقّة –من تشقّ ثوبها-.
189: 262 [وقال النبي –صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط" حسنه الترمذي] .
قال الشيخ أثابه الله: [إن عظم] مفهوم الحديث أن قلة الجزاء مع قلة البلاء.
والابتلاء هو الامتحان والاختبار، وقد أخبر الله أن له أسباباً، وأهمها اختبار صبر العبد وثباته {الم، أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} إلى قوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ
…
} [العنكبوت: 1-10] وتارة تكون المصائب من الله مباشرة: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ
…
} [الحج: 11] فمثلاً إذا أصابه مرض في نفسه أو أهله أو ماله، فإذا كان ضعيف الإيمان، فإن يسب الدين ويتعلل بأن هذه المصائب ملازمة له منذ التزم بدين الإسلام، فهذا قد انقلب على وجهه لأنه غير ثابت على إيمانه، فمثلاً لو كان في حال الصحة والنعمة وجدته شاكراً ذاكراً.
ويُذكر أن رجلاً من الأعراب لما أُمر بالصلاة بدأ يصلي، وكان عنده إبلٌ ففي ذات يوم بينما كان يصلي هربت إبله، وبقي بعير واحد قد أوثقَه فتذمر الأعرابي من ذلك وقال: هذا من أثر الصلاة –أن الجمال قد ذهبت- وبعد مدة رأى الأعرابي أن بعيره الوحيد بدأ يضطرب، فقال الأعرابي: إن لم تسكت صليت ركعتين، وألحقت بأمّاتك اللاتي ذهبن.
وقال أثابه الله: الذي يُبتلى بالفقر ويصبر خير ممن ابتلي بالغني ويشكر لأن هذا حال الأنبياء –أي الفقر مع الصبر-.
ورأى أحدهم في يد محمد بن واسع قرحة، ففزع منها، فقال