الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الشيخ أثابه الله: الاستعاذة بكلماته استعاذة به، واستدل الإمام أحمد رحمه الله تعالى بهذا الحديث على أن القرآن غير مخلوق. وقال إن المخلوق لا يستعاذ به –ولا شك أنها حجة قوية- ووردت الاستعاذة بوجه الله وبعزة الله.
من استعاذ بلسانه دون أن يتفكر بقلبه في معنى استعاذته لم تنفعه تلك الاستعاذة، لكن إذا تفكر بقلبه فيما قاله بلسانه فهناك إن شاء الله يرى أثر استعاذته، وهؤلاء الذين يأتون إلى القبور ويدعون الأموات فلا شك أنهم يستعيذون بأصحابها، ولو لم ينطق بكلمة "أعوذ" فإن قوله: أنا في حمايتك يا فلان. معناه أعوذ بك يا فلان، فليس الشأن فقط في ذكر لفظ الاستعاذة، وعلى ذلك فمن استعاذ بالله تعالى فعليه أن يستحضر معنى الاستعاذة.
يرحل: في صحيح مسلم "يرتحل".
* * *
[باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره]
74: 113 قال الشيخ أثابه الله: وجمع بين الدعاء والاستغاثة في هذا الباب لتداخلهما. فالاستغاثة الدعاء في حال الشدة. ومنه سميت الاستسقاء استغاثة "اللهم أغثنا" لأن ذلك في وقت الشدة. وكذلك المؤمنون في غزوة بدر، لما كان المشركون أكثر منهم عدداً وعدة اشتد ذلك عليهم فدعوا ربهم فسمى الله دعائهم استغاثة {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ} [الأنفال: 9] لأن الدعاء كان في وقت الشدة.
الاستغاثة: دعاء في حال شدة.
وتجوز الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه كما في قصة موسى –عليه السلام مع صاحبه {فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ} [القصص: 15] وأما ما لا يقدر عليه المخلوق فالاستغاثة به في هذه الحالة شرك.
* * *
[وقول الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِن دُونِ اللهِ مَا لَا يَنفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ، وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَاّ هُوَ} الآية [يونس: 106-107] . وقوله: {فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ} . الآية [العنكبوت: 17] .
75: 113 قال الشيخ أثابه الله: الدعاء لغة: النداء.
وشرعاً: طلب النفع من الله أن ينفع ويدفع عنه الضرر.
الاستعاذة: طلب الحماية. فالمستعيذ يطلب حفظه من شر.
الاستغاثة: طلب العون والمستغيث يطلب نصرة على عدو.
الدعاء لغة: النداء. قال الشاعر: وداع يا من يجيب إلى النداء
…
قوله تعالى: {فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ} لأن الذي يضع العبادة في غير موضعها يعد من الظالمين.
قال الشيخ أثابه الله: دعاء المسألة مستلزم لدعاء العبادة ودعاء العبادة متضمن لدعاء المسألة.
* * *
76: 114 [ {إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا
…
} [العنكبوت: 17] .
قال الشيخ أثابه الله: تخلقون أي تكذبون. من الاختلاق وهو الكذب.
[ {وَاعْبُدُوهُ} ] .
قال الشيخ أثابه الله: العبادة: غاية الذل مع غاية الحب. فإذا مد العبد يديه يدعو فلا يستجاب له إذا تواضع وخضع وعلم ما ينطق به وقد ورد في الحديث "إن الله لا يستجيب داء من قلب غافل لاه".
قال أيضاً أثابه الله: ومن دعاء العبادة: حضور مجالس العلم فلو سألت أحد الحاضرين في تلك المجالس لماذا حضرت؟ فسوف يقول حضرت لأتعلم وأستفيد. فلو قلت له: وما الفائدة من ذلك؟ لقال لك: أرجو ثواب الله. فهو إذاً بلسان حاله داعٍ.
قال الشيخ أثابه الله: ومن ذبح عند الأموات أو جلس عندهم فقد دعاهم، فلو قال: ولكني لم أقل يا فلان ويا فلان. فيقال إنك بلسان حالك قد دعوتهم لأنك لم تذبح عنده إلا وأنت تريد منه شيئاً. وهذا دعاء العبادة.
* * *
77: 115 [ {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَومِ الْقِيَامَةِ} [الأحقاف: 5] .
[وقوله: {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: 62] .
قال الشيخ أثابه الله: والمراد بالاستجابة هنا: الاستجابة النافعة التي تجلب نفعاً، أو تدفع ضراً.
قال الشيخ أثابه الله: ولو قال قائل كيف استمر المشركون على دعاء هذه الأوثان مدة طويلة وهم عقلاء إذاً فلا بد أنهم رأوا نتيجة ذلك؟