المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبواب فضائل الجهاد - قوت المغتذي على جامع الترمذي - جـ ١

[الجلال السيوطي]

الفصل: ‌أبواب فضائل الجهاد

"‌

‌أبواب فضائل الجهاد

"

ص: 417

448 -

[1620]"حدثني مرزوق" أبو بكر، هو باهلي، بصري، مولى طلحة بن عبد الرَّحمن الباهلي، لا يعرف اسم أبيه وليس له عند المصنف إلَاّ هذا الحديث، وقد روى المصنف في أبواب البر حديثًا آخر من رواية مرزوق لم يسم أباه، وكناه أبا بكر فتوهم صاحب الإكمال أنه هو، وغلطه المزي في ذلك، وذكر أنَّ ذاك تيمي، وأن المعروف في كنيته أبو بكير بالتصغير.

ص: 417

449 -

[1621]"ثنا أحمد بن محمَّد" هو ابن موسى المروزي الملقب مَرْودويه.

ص: 417

"يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ".

قال العراقي: " وقع في رواية الترمذي بياء في آخره وفي رواية أبي داود، ينمو بالواو، والأفصح ما هنا وهو الذي ذكرهُ ثعلب في الفَصيح.

"المجاهد من جاهد نفسه" يريد أنَّ هذا أفضل الجهاد، كقوله:"ليس الشديد بالصّرعة" الحديث.

"عن يُسير" بضم الياء المثناة من تحت وفتح السين المهملة، وآخره راء، ابنُ عُمَلية بضم العينْ المهملة، وفتح الميم، وليس له في الكتب إلَاّ هذا الحديث، ولا يعرف روى عنه إلَاّ أخوه الربيع بن عُميلة، عن خُرَيمِ بضم الخاء المعجمة، وفتح الراء مُصغَّر.

ص: 418

"خِدْمةُ عبدٍ في سبيل الله" معناه أن يُمْنَح الغازي عبدًا يخدمه في الغزو.

"أو ظل فسطاط" معناهُ أن ينصب خباء للغزاة يستظلون فيه، والأشهر فيه ضم الفاء.

وحكى كسرها.

"أو طروقة فَحْلٍ في سبيل اللهِ" بفتح الطاء معناه أن يمنح الغازي فرسًا، أو ناقةً بلغت أن يطرقها الفحل ليغزو عليها.

ص: 419

451 -

[1634]"حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر" أي من أن تغير شيئًا من ألفاظه.

"من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورًا يوم القيامة".

قال العراقي: "قد يقال الشيب ليس من اكتساب العبد، فما وجه

ص: 419

ثوابه عليه؟ قال: والجواب أنه إذا كان بسبب الجهاد أو غيره من أعمال البر كالدؤب في العمل، والخوف من الله كان له الجزاء المذكور.

قال: والظاهر أنَّ المراد أن يصير الشيب بنفسه نورًا يهتدى به صاحبه".

ص: 420

452 -

[1641]"إنَّ أرواح الشُّهداء في طير خضر تَعْلُق" بضم اللام.

قال في النِّهاية: " أي: تأكل وهِيَ في الأصل للإبل إذا أكلت العضاة، يقال؛ علَقَتْ، تعْلُق عُلُوقا، فنقل إلى الطير"

ص: 420

453 -

[1640]"القتل في سبيل الله يكفر كل خطيئة إلَاّ الدَّين "

قال الإمام كمال الدِّين الزملكاني في كتابه المسمى "تحقيق الأولى عند أهل الرفيق الأعلى": "فيه تنبيه على أنَّ حقوق الآدميين لا تكفر،

ص: 420

لكونها مبنية على المشاحة والتضييق، ويمكن أن يقال: أنَّ هذا محمول على الدَّين الذي هو خطيئة وهو الذي استدانهُ صاحبه على وجه لا يجوز له فعله بأن أخذه بحيلة أو غصبه، فثبت في ذمَّته البدل، أو ادَّانَ غير عازم على الوفاء لأنه استثنى ذلك من الخطايا.

والأصل في الاستثناء أن يكون من الجنس، ويكون الدَّين المأذون فيه مسكوتًا عنه في هذا الاستثناء، فلا يلزم المؤاخذة به لما يلطف الله بعبده من استيفائه له، وتعويض صاحبه من فضل الله تعالى، فإن قيل فكيف تقول فيمن تاب وهو عاجز عن الوفاء ولو وجد وفاء وفى؟.

قلتُ: إن كان المال الذي لزم ذمته إنما لزمها بطريق لا يجوز تعاطي مثله، مثل: غصب أو إتلافٍ مقصود، فلا تبرأ الذمة من ذلك إلَاّ بوصوله إلى من وجب له، أو بإبرائه منه، ولا تسقطه التوبه وإنما تنفع التوبة في إسقاط العقوبة الأخرويَّة على ذلك الدَّين فيما يختص بحق الله تعالى لمخالفته إلى ما نهى الله عنه، وإن كان ذلك المال لزمه بطريق سائغ، وهو عازم على الوفاء ولم يقدر، فهذا ليس بصاحب ذنب حتى يتوب عنه، ويرجى له الخير في العقبى ما دام على هذه الحالة" انتهى.

ص: 421

454 -

[1645]"ثَبج هذا البحر" بفتح المثلثة، ثم الموحدة،

ص: 421

وجيم أي وسطه ومعظمه.

ص: 422

455 -

[1651]"لَغَدوة" بفتح الغين المعجمة السير من أول النَّهار إلى الظهر.

"روحة" هي السير من الزوال إلى الغروب.

"ولقاب قوس أحدكم" أي قدره.

"أو موضع يدِه". قال العراقي: " وهكذا وقع في أصل سماعنا من الترمذي "يده" بالياء المثناة من تحت وتخفيف الدال، والصواب المعروف أو موضع قِدِّه؛ بكسر القاف وتشديد الدال. والقد: هو السوط، وهكذا ذكره الهروي في الغريبين وغيره، وأصله أن يقد السَّير الذي لم

ص: 422

يدبغ نصفين".

"ولنصيفها" بفتح النون وكسر الصَّاد المهملة، خِمار المرأة.

ص: 423

456 -

[1650]"عن ابن أبي ذياب" بضم الذال المعجمة،

وباءين موحدتين بينهما ألف، اسمه: عبد الله بن عبد الرَّحمن.

ص: 423

457 -

[1652]"رجلٌ يسأل بالله ولا يعطى به".

ص: 423

قال العراقي "ببناء يُسأل للمفعول، وببناء يُعطي للفاعل، هكذا هو مضبوط في الأصول الصحيحة من الترمذي، ووقع في بعض النسخ الصحيحة من سنن النسائي بناؤهما للفاعل؛ أي: أنه يطلب بالله فإذا سئل به لا يعطى، قال وله وجه صحيح.

قال: "ورأيتُ من يجوِّز فيه بناء الأول للفاعل، والثاني للمفعول، ومعناه أنه يعرض اسم الله لأنه لا يسأل به فلا يعطى فكأنه هو الذي أوقع غيره في هذا المحذور ولكنه مخالف للروايتين معًا" انتهى.

ص: 424

458 -

[1657]"فواق ناقة" بالضم، والفتح؛ أي قدره، وهو ما بين الحلبتين.

"أو نُكِبَ نَكْبَةً" هي ما تصيب الإنسان من الحوادث.

ص: 424

459 -

[1656]"يُكْلَم".

ص: 424

أي يجرح.

"والريح ريحُ المِسْكِ".

قال الإمام كمال الدِّين الزملكاني في كتابه المسمَّى تحقيق الأولى من أهل الرفيق الأعلى: " فإن قيل فقد قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: "لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". و"دم الشهيد ريحه ريح المسك"، وما كان أطيب من ريح المسك كان أعلى مما ريحه ريح المسك؛ قلتُ: الفرق بين الموضعين من وجوه:

أحدها: أنَّ هذا الخلوف قال فيه: عند الله تعالى، ودم الشهيد ريحه ريح المسك عند النَّاس، ولم يذكر كيف هو عند الله تعالى، فلا جامع بين الأمرين، ولا يخرج هذا عن أن يكون خصوصيَّة للشهيد.

الثاني: أنَّ الخلوف لم يتغيَّر عن رائحته المكروهة عند النَّاس، لكن الله تعالى أخبر أنَّ ذلك الذي يكرهونه يعامله معاملَة من حصل له ما هو أطيب من المسك، ودم الشهيد أحاله الله تعالى طيبًا، ريحه ريح المسك، وأين ما أحيل طَيِّبًا إلى ما عومل معاملة الطَّيِّب، مع بقائه على

ص: 425

حاله؟.

الثالث: أنَّ طيب الخلوف ينقطع بانقطاع الخلوف، إذ الخلوف يزول بزوال سببه، وهو الصوم، ودم الشَّهيد يحصل له الطيب بعد انقضاء سببه، فَتَرَجَّحَ من هذا الوجه " انتهى.

ص: 426

460 -

[1659]"بِحَضْرَةِ العَدوِّ" مثلث الحاء، والفتح أفصح.

"إنَّ أبواب الجنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيوفِ" معناه إنَّ الجهاد وحضور معركة القتال طريق إلى الجنَّةِ وسببٌ لدخولها.

"جَفْنَ سيفه"؛ بفتح الجيم، وسكون الفاء، ونون؛ غِمده.

ص: 426