المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

"‌ ‌أبواب الولاءِ " - قوت المغتذي على جامع الترمذي - جـ ١

[الجلال السيوطي]

الفصل: "‌ ‌أبواب الولاءِ "

"‌

‌أبواب الولاءِ

"

ص: 491

565 -

[2127]"المدينةُ حرَمٌ مَا بين عَيرٍ إِلى ثورٍ" قال

مصعب الزبيري: "ليس بالمدينة عَيْرٌ ولا ثور، وإنما هما بمكة"، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام:"قوله: "ما بين عير إلى ثور" هذه رواية أهل العراق، فأما أهل المدينة فلا يعرفون جبلاً عندهم يقال له ثور،

ص: 491

وإنما ثور بمكة ويرون أنَّ أصل الحديث: "ما بين عير إلى أحد".

وقال القاضي عياض: "لا معنى لإنكار عير بالمدينة فإنه معروف، وقد جاء ذكره في أشعارهم، وأنشد أبو عبيد البكري في ذلك عدة شواهد".

وقال ابن السِّيد في المثلث: "عير اسم جبل بقرب المدينة معروف".

وقال ابن الأثير في النِّهاية: "وأما عير فجبل معروف بالمدينة، وأما ثور، فالمعروف أنه بمكة، وفي رواية قليلة: "ما بين عير وأحد" وأحد بالمدينة، فيكون ثور غلطًا من الراوي، وإن كان هو الأشهر في الرواية والأكثر. وقيل: إنَّ عيرًا جبل بمكة، ويكون المراد أنه حرم من المدينة قدر ما بين عير وثور من مكة، أو حرَّم المدينة تحريمًا مثل ما بين عير وثور بمكة على حذف المضاف، ووصف المصدر المحذوف".

وقال النووي: "يحتمل أنَّ ثورًا كان اسمًا لجبل هناك إما أحد أو غيره فخفي اسمه".

وقال المحب الطبري في الأحكام -بعد حكايته كلام أبي عبيد ومن تبعه-: "أخبرني الثقة العالم أبو محمَّد عبد السَّلام البصري، أنَّ

ص: 492

حِذَاء أحُد عن يساره جانحًا إلى وَرائه جبلٌ صغير يقال له: ثورٌ، وأخبر أنه تكرر سُؤاله عنه لطوائف من العرب العارفين بتلك الأرض ومَا فيها من الجبال، كلٌّ أخبر أنَّ ذلك الجبل اسمُهُ ثور، وتواردوا على ذلك، قال: فعلمنا أنَّ ذكر ثور في الحديث صحيح، وأنَّ عدَم علم أكابرِ العُلماء؛ لعدم شهرته، وعدم بحثهم عنه، قال: وهذه فائدة جليلة" انتهى.

وقال الحافظ قطب الدِّين الحلبي في شرح البخاري: "حكى لنا شيخنا الإمام أبو محمَّد [محمَّد] عبد السلام بن مزْرُوع البصري أنه خرج رسُولاً إلى العراق، فلما رجع إلى المدينة كان معه دليل، فكان يذكر الأماكن والجبال، فلما وصلنا إلى أحد إذا بقربه جبل صغير، فسألته عنه فقال: هذا يسمى ثورًا، قال: فعلمتُ صحة الرواية".

وقال الإمام زين الدِّين المراغي في كتاب أخبار المدينة:

"خَلَفُ أهل المدينة ينقلون عن سلفهم: أنَّ خلف أُحدٍ من جهة الشمال جبلاً صغيرًا إلى الحمرة بتدوير يسمَّى ثورًا، قال: وقد تحققته

ص: 493

بالمشاهدة".

وقال صاحب القاموس: "ثور: جبل بمكة فيه الغار المذكور في التنزيل، وجبل بالمدينة، وفيه الحديث الصحيح: "المدينة حرمٌ ما بين عَيْر إلى ثور". وأما قول أبي عبيد بن سلام وغيره من الأكابر الأعلام: أنَّ هذا تصْحِيف، والصواب "إلى أُحد"؛ لأنَّ ثورًا إنما هو بمكة [فغيرُ] جيِّد، فما أخبرني الشيخ الزاهد عن الحافظ أبي محمَّد عبد السلام البصري أنَّ حِذَاء أُحُدٍ جانحًا إلى ورائه جبل صغير يقال له ثور، تكرر سؤالي عنه لطوائف من العرب العارفين بتلك الأرض، فكلٌ أخبر أنَّ اسمه ثور.

ولما كتب إلى الشيخ عفيف الدِّين المطري عن والده الحافظ الثقة، قال: إن خَلْفَ أُحد من شماليه جبلا صغيرًا مدورًا يسمى ثور يعرفه أهل المدينة خلفًا عن سلف" انتهى.

ْ566- 2130 "وحَرَ الصَّدرِ" بفتح الواو، والحاء المهملة

ص: 494

وراء: غِشَّه ووساوسه، وقيل: الحقد والغيظ، وقيل: العداوة، وقيل: أشد الغضب.

ص: 495