المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبواب البر والصلة - قوت المغتذي على جامع الترمذي - جـ ١

[الجلال السيوطي]

الفصل: ‌أبواب البر والصلة

"‌

‌أبواب البر والصلة

"

ص: 465

528 -

[1897]"من أبرُّ؛ قال: أُمَّكَ" قال العراقي: المعروف في الرواية النصب.

ص: 465

529 -

[1900]"الوالد أوسط أبواب الجنَّة" قال أبو موسى المديني: أي خيرها، يقال: هو من أوسط قومه؛ أي من خيارهم.

ص: 465

قال العراقي: " معناه أنَّ برَّه مُؤَدٍّ إلى دخولِ الجنَّة من أوسط أبوابها ".

ص: 466

530 -

[1906]"لا يجزي" بفتح أوله من غير همز.

ص: 466

531 -

[1910]"إنَّكم لتبخِّلون وتجبِّنون، وتجهِّلون" بكسر ثالث الأفعال الثلاثة، وتشديده.

"وإنَّكم لمن رَيحانِ اللهِ" أي: رزقه.

ص: 466

532 -

[1918]"أنا وكافل اليتيم في الجنَّةِ كَهَاتَيْنِ" قال ابن

ص: 466

حبان في صحيحه: " أراد به في دخول الجنَّة والسبق لا أنه تكون مرتبته مع مرتبةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنَّةِ واحدة".

" الرَّحمُ شُجْنَة من الرَّحمنِ " أي: مشتقة من اسمه، وقال في النِّهاية:" أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبه بذلك مجازًا أو اتساعًا وأصل الشِجنة؛ بالكسر، والضم شعبة من غصن من غصون الشجر ".

"إنَّ أحدكم مرآة أخيه" هي مفعلة من الرؤية وإلى هذا الحديث انتهى ما كتبه الحافظ زين الدِّين العراقي من الشرح.

قال الطيبي: "أي المؤمن في إراءة عيب أخيه كالمرآة

ص: 467

المجلوة الي تحكى كل ما ارتسم فيها من الصور، ولو كان أدنى شيء".

ص: 468

533 -

[1930]"من نفَّس عن مؤمنٍ" أي فَرَّج.

533 م- 1933 "وضَر من صُفْرَةٍ" بفتح الواو والضاد

ص: 468

المعجمة، وراء: أي لطخ من خلوق أو طيب له لون.

ص: 469

534 -

[1945]"إخوانُكُمْ".

قال الطيبي: " فيه وجهان:

أحدهما: أن يكون خبر مبتدإٍ محذوف؛ أي مماليكُكم إخوانُكم، واعتبار الأخوة إمَّا من جهة آدم؛ أي إنكم متفرقون من أصل واحد، أو من جهة الدِّين، فيكون قوله:" جعلهمُ اللهُ تحت أيدِيكُمْ " بيانًا لما في الكلام من معنى التشبيه، ويجوز أن يكون مبتدأ، و"جعلهم الله" خبره، فعلى هذا "إخوانكم" مستعار لطي المشبه ".

ص: 469

535 -

[1946]"لا يدخل الجنَّةَ سيءُ المَلَكَةِ" قال في النِّهاية:

ص: 469

"أي الذي يسيء صحبة المماليك، يقال: فلان حسن الملكة إذا كان حسن الصنيع إليهم". وقال الطيبي: " يعني سوء الملكة، يدل على سوء الخلق، وهو شؤم، والشؤم يورث الخذلان، ودخول النَّار ".

- 1947 "من قذف مملوكه بريئًا مما قال: أقام الله عليه الحد يوم القيامة. إلَاّ أن يكون كما قال"

قال الطيبي: " الاستثناء مشكل؛ لأنَّ قوله بريئًا يأباه، اللَّهم إلَاّ أن يؤول؛ أي يعتقد ويظن براءته ويكون العبد كما قال في الواقع، لا ما اعتقده، فحينئذٍ لا يجلد لكونه صادقًا فيه ".

- 1948 "إذا ضرب أحَدكمْ خَادِمَهُ فَذَكَرَ اللهَ" عطف على الشرط.

"فارفعوا أيدِيكمْ" جوابه.

ص: 470

538 -

[1957]"أو هدى زُقَاقًا" قال في النِّهاية: " هو بالضم: الطريق، يُريد من دلَّ الضَّال، [و] الأعمى على طريقه.

وقال: أراد من تصدق بزقاق من النَّخل؛ وهي السِّكة منها قال: والأول أشبه؛ لأنَّ هدى من الهِداية، لا من الهَدِيَّه ".

ص: 471

539 -

[1959]"إذا حدَّث الرَّجل الحديث ثم التفت فهي أمانة".

قال المظهري: " أي: إذا حدث أحد عندك حديثًا ثم غاب صار حديثه أمانة عندك، ولا يجوز إضاعتها ".

قال الطيبي: "والظاهر أن "التفت" هنا عبارة عن التفات خاطره إلى ما تكلم، فالتفت يمينًا وشمالاً احْتياطًا".

ص: 471

540 -

[1961] "السَّخِيُّ قريبٌ من اللهِ

" الحديث.

قال الطيبي: " التعريف للسخي والبخيل للعهد الذهني، وهو مما عرف شرعًا أنَّ السخيَّ من هو، والبخيل من هو، وذلك أنَّ من أدى [زكاة] ماله فقد امتثل أمر الله وعظمه، وأظهر الشفقة على خلق الله وواساهم بماله فهو قريب من الله، وقريب من النَّاس، فلا يكون منزله إلَاّ الجنَّة، ومن لم يؤدها فأمْرهُ على عكس ذلك، ولذلك كان جاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل ".

ص: 472

542 -

[1962]"خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤمِنٍ البُخْلُ، وسُوءُ الخُلُقِ".

قال في النِّهاية: "المراد من ذلك اجتماع الخصلتين فيه مع بلوغ النِّهاية فيهما بحيث لا ينفك [عنهما ولا ينفكان عنه، فأما من فيه بعض

ص: 472

هذا، وبعض هذا، أو ينفك] عنه في بعض الأوقات فإنه بمعزل عن ذلك".

ص: 473

542 -

[1963]"لا يدخل الجَنةَ".

قال التوربشتي: " أي مع الداخلين في الرعيل الأول، من غير ما بأس بل يصاب منه بالعذاب ". "خبٌّ" قال في النِّهاية: "بالفتح، الخداع الذي يسعى بين النَّاسِ بالفساد".

"ولا مَنَّانٌ" قيل: يتأول على وجهين:

أحدهما: من المنة وهي الاعتداد بالضيعة.

والثاني: من المن وهو النقص والقطع يريد الخيانة والنقص من الحق.

ص: 473

543 -

[1964] "حدثنا محمَّد بن رافع، حدثنا عبد الرزاق، عن بشر بن رافع، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي

ص: 473

سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمنُ غرٌّ كريم، والفاجر خبّ لئيم" هذا حديث غريب لا نعرفه إلَاّ من هذا الوجه".

هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدِّين القزويني على المصابيح وزعم أنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدِّين بن العلائي في أجوبته: " بشر بن رافع هذا ضعفه أحمد بن حنبل، وقال ابن معين ليس به بأس. وقال ابن عدي لم أجد له حديثًا منكرًا، وتابعه حجاج بن فرافصة عن يحيى بن أبي كثير، أخرجه أبو داود، والبيهقي في الأدب، وحَجِّاجُ هذا قال فيه ابن معين: لا بأس به.

وذكره ابن حبان في الثقات، وقال أبو حاتم: هو شيخ صالح متعبد.

وقال أبو زرعة: ليس بالقوي؛ وتوثيق الأولين مقدم على هذا الكلام وحصلت برواية حجَّاج المتابعة لبشر بن رافع في الحديث، وخرج به عن الغرابة التي ذكرها الترمذي، وعن قول البخاري في بشر هذا لا يتابع في حديثه وكأنه يعني غالبًا، والحديث بروايتهما لا ينزل على درجة الحسن" انتهى.

ص: 474

قال: وأخرجه ابن المبارك في الزهد: حدثنا أسامة بن زيد عن رجل من بلحارث بن كعب عن يحيى بن أبي كثير به، وله طريق آخر عن كعب بن مالك أخرجه الطبراني، قال: حدثنا محمَّد بن أبي زرعة الدمشقي حدثنا هشام بن خالد الأزرق، حدثنا يوسف بن السفر، حدثنا الأوزاعي عن يونس بن يزيد، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن غر كريم، والفاجر خب لئيم".

[المؤمن غر كريم] قال الحافظ صلاح الدِّين العلائي أي: ليس بذي مكر فهو ينخدع لانقياده، ولينه، يقال: فتى غر، وفتاة

ص: 475

غرو؛ والمعنى أنَّ المؤمن المحمود من طبعه الغرارَة وقلة الفطن للشر، وترك البحث عنه وليس ذلك منه جهلاً، ولكنه كرم، وحسن خلق، ولذلك أتبعه صلى الله عليه وسلم بالوصف بالكرم، وعكسه صفة الفاجر.

"والفاجر خب لئيم" قال ابن سيده: " رجل خب: خبيث، خداع، مُنكر، يقال: رجل خبٌّ وامرأة خبَّةٌ، وقد تكسر خاؤه، والتخبيب: إفساد زوجة الغير، أو عبده أو أمته ".

ص: 476

544 -

[1979]"مَثْرَاةٌ في المَالِ" بالمثلثة مفعلة من الثروة الكثرة.

"منسأة في الأثر" مفعلة من النَّسَأ في العمر؛ أي مظنة له وموضع.

ص: 476

545 -

[1986]"على كثبان المِسك" جمع كثيب بالمثلثه وهو الرمل المستطيل المحدودب.

ص: 476

546 -

[1989]"النُّغَيرُ" مصغر نغر بنون وبغين معجمة وراء؛ طائر صغير.

ص: 477

547 -

[1993]"في رَبضِ الجنة" بفتح الراء والموحدة، وضاد معجمة ما حَوْلها خارجًا عنها تشبيهًا بالأبنية التي تكون حول المدن، وتخط القلاع.

ص: 477

548 -

[1997]"أحبب حبيبك هونًا ما" قال في النِّهاية: "أي حبًّا مقتصدًا لا إفراط فيه، وإضافة "ما" إليه يفيد التقليل؛ يعني؛ لا يسرف في الحب والبغض، فعسى أن يصير الحبيب بغيضًا، والبغيض حبيبًا، فلا تكون قد أسرفت في الحب فتندم، ولا في البغض فتستحي".

ص: 477

549 -

[1999]"من بطرَ الحقَّ" هو أن يجعل ما جعله الله حقا من توحيده وعبادته باطلاً، وقيل: هو أن يتكبر عن الحق فلا يقبله.

"وَغمص النَّاس" بغين معجمة، وميم، وصاد مهملة؛ أي احتقرهم ولم يرهم شيئًا.

ص: 478

550 -

[2000]"لا يزال الرَّجل يذهب بنفسه" قال المظهري:

"الباء تحتمل أن تكون للتعدية، أي يرفع نفسه، ويبعدها عن النَّاس في المرتبة ويعتقدها عظيمة القدر. وللمصاحبة؛ أي يوافق نفسه، ويعززها ويكرمها كما يكرم الخليل الخليل حتى تصير متكبرة؛ وفي الأساس "ذهب به: قرنه مع نفسه، ومن المجاز ذهبت به الخيلا".

ص: 478

551 -

[2002]"البذي" من البذاء بموحدة وذال معجمة ومد؛ وهو الفحش في القول.

ص: 479

552 -

[2004]"تقوى الله وحسن الخلق" قال ابن القيم:

"جمع بينهما لأنَّ تقوى الله يصلح ما بين العبد وبين ربه وحسن الخلق يصلح ما بينه وبين خلقه".

"إمَّعةً" بكسر الهمزة وتشديد الميم؛ الذي لا رأي له فهو يتابع كل أحد على رأيه. والهاء فيه للمبالغة.

ص: 479

553 -

[2007]"الحَياء، والعِيُّ شعْبَتَانِ من الإيمانِ"

ص: 479

قال البيضاوي: "لما كانا باعثين على التحفظ في الكلام والاحتياط فيه عُدَّا من الإيمان، وما يخالفهما من النفاق وعلى هذا يكون المراد بالعِيِّ ما يكون سبب التأمل والتحرز عن الوبال، [لا الخلل] في اللِّسان، وبالبيان ما يكون بسبب الاجتراء وعدم المبالاة بالطغيان، والتحرز عن الزور والبهتان".

"والبذَاء، والبيانُ شعبتان من النِّفاقِ" قال في النهاية: "أراد أنهما خصلتان منشؤهما النفاق، أما البذاء؛ وهو الفحش، فظاهر، وأما البيان؛ فإنما أراد منه بالذم التعمق في النطق، والتفاصح وإظهار التقدم فيه على النَّاس، وكأنه نوع من العجب، والكبر، ولذا قال في روايةِ أخرى: " بعض البيان " لأنه ليس كل البيان مذمومًا".

ص: 480

554 -

[2033] "عن دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد

ص: 480

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حليم إلَاّ ذُو عثرة، ولا حكيم إلَاّ ذو تجربة، هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ".

هذا أحد الأحاديث التي انتقدها الحافظ سراج الدِّين القزويني على المصابيح، وزعم أنه موضوع، وقال الحافظ صلاح الدِّين العلائي: أبو الهيثم اسمه سُليمان بن عمرو، وثقه ابن معين ولم يتكلم فيه، وأما دراج فقد انفرد عنه بنسخة كبيرة، هذا الحديث منها، وهو مما أنكر عليه، وقد وثقه ابن معين في رواية عنه فاعترض عليه فضْلَكُ الرازيُّ، فقال: ما هو بثقة ولا كرامة.

وقال أحمد بن حنبل: أحاديثه مناكير، ولينه، وضعفه الدارقطني وغيره.

وقال النسائي: ليس بالقوي ومع ذلك أخرج له في سننه كثيرًا والترمذي حسن هذا الحديث مع تفرده به، وقال أبو داود حديثه مستقيم، وحامل الأمر أنَّ هذا الحديث من أول درجات الحسن، أو هو ضعيف ضعفًا يحتمل، وأما أن يقال: إنه موضوع فلا". انتهى.

وقال الطيبي: "أي لا يحصل له الحلم ويوصف به حتى يرى

ص: 481

الأمور ويعثر فيها، فيستبين موضع الخطأ، ويدل على قوله:"ولا حكيم إلَاّ ذو تجربة".

وقال المظهري: "أي: لا حكيم كاملاً إلَاّ وقع في زلة وحصل منه خطأ، فحينئذٍ يخجل فيجب لذلك أن يستر من رآه على عيبه، فيعفو عنه، فإذا أحب ذلك علم أنَّ العفو عن النَّاس والستر على عيوبهم محبوب للنَّاس، وكذلك من جرب الأمور نفعها وضرها، والمصالح والمفاسد، لا يفعل ما يفعل إلَاّ عن حكمة".

ص: 482