المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التمرد على الدجل والشعوذة والمشاليح - لعنة جماعة الأمة القبطية

[أمجاد]

فهرس الكتاب

- ‌تأسيس جماعة الأمة القبطية

- ‌الصراع داخل الكنيسة

- ‌اختطاف البابا

- ‌الاستيلاء على كرسي البابوية

- ‌ البابا كيرلس السادس

- ‌السحر الأسود

- ‌تعميم السحر الأسود

- ‌ولاية البابا كيرلس السادس

- ‌الخيانة العظمى وظهور العذراء

- ‌العذراء تشاطرنا الأحزان

- ‌عودة الابن الضال

- ‌تمرد شنودة

- ‌الموت بالجملة

- ‌ولاية الأنبا شنودة وسيرته

- ‌مدارس الآحاد

- ‌من أين لك هذا وأشياء أخرى

- ‌اقتصاد الكنيسة

- ‌السادات والكنيسة

- ‌الدولة تترك العنان للكنيسة وتكبت الإسلاميين

- ‌وعن ميزانية الكنيسة وإنفاقاتها حدث ولا حرج

- ‌التمرد على الدجل والشعوذة والمشاليح

- ‌مطاريد الكنيسة والشلح

- ‌لعن الله من أيقظ الفتنة

- ‌أوتار الفتنة

- ‌ حادثة أبي قرقاص

- ‌ حادثة الكشح

- ‌ القتل العلني لمن يدخل في الإسلام

- ‌ حوادث ومسيرات قبطية

- ‌ إيواء الخارجين عن القانون

- ‌وعي المسلمين بما يحدث بديارهم واجب ديني وفرض عليهم

- ‌مُلحَقَات مُهِمَّة

- ‌التيار الانقلابي في الكنيسة المصرية .. إلى أين

- ‌مَسِيحِيُّو بلادنا ليسوا مصريين أصلاء

- ‌نقاء العنصر

- ‌كثرة اليهود والإغريق بمصر

- ‌أوضاع طبقات المجتمع المصري

- ‌الهوية الحقيقية لمسيحيِّي مصر

- ‌الغرباء يُكرهون أهل البلاد على ترك ديانتهم

- ‌ولكن .. كلمة أخيرة

- ‌مراجع الملحق رقم (2):

الفصل: ‌التمرد على الدجل والشعوذة والمشاليح

بمنشورات .. (إذا كنت تبحث عن وظيفة أو لديك مشكلة اتصل بنا وسوف يصلك رسل يسوع) ونشرت جرائد المعارضة في شهر مايو 2006 عن تلك الجماعات التنصيرية

• أما عن مخصصات رحلات كهنة الكنيسة ورهبانها خارج البلاد فإنها فاقت لأبعد الحدود الرحلات الديبلوماسية لحكومة مصر .. بل وتعدت بمراحل رحلات الفئات الديبلوماسية لأكبر دول العالم بما فيها أمريكا .. ولا نعرف ما سبب كل تلك الرحلات خارج البلاد الَّتِي فاقت أي دوله .. والأغرب والأعجب والأكثر إثارة أن يسأل المصريون عن أسباب تفرعن كنيسة شنودة وازدياد نفوذها .. بل ويستكثرون عليه كل أوامره وطلباته ..

الحمد لله أنه لم يطردنا خارج البلاد بعد أن أمسك ورعاياه أكثر من 75% من اقتصاد مصر ..

ولكن هيهات فليجلبوا الأموال وينفقوها كيفما يحلوا لهم {فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً} ..

وليتعاظم ساويرس وأشباهه وإخوانه على الإسلام والمسلمين في المرئيات وعلى مواقع النت والإعلام .. وليعملوا بأقصى جهودهم دعما لأفكار شياطينهم ورهبانهم وكنيسة شنودة العنصرية المتطرفة والمرتدة عن المسيحية ..

ليفعلوا ما يحلوا لهم .. لن تكون أفعالهم إلَّا سرابًا بقيعة يحسبه الظمآن ماء .. ولنا عودة لأفعال الكنيسة خارج عالم الاقتصاد لا يمكن تصور مدى بشاعتها وقبحها ..

‌التمرد على الدجل والشعوذة والمشاليح

عندما قام القمص (باخوم عبده جرجس) بالتصدى لأساليب السحر الأسود والدجل والشعوذة الَّتِي يمارسها كهنة كنيسة الأنبا شنودة الَّتِي يعمل بها بأبو دياب مركز دشنا محافظة قنا .. لم يكن يتصور نهاية محاولاته وتمرده .. هو كان أحد تلامذة شنودة والمواليين لأفكار الكنيسة ونشأ على تعاليمها وتلقي دروس ومهارات في السحر الأسود على أيدي رهبانها والذي تناسبت وقدراته الَّتِي أهلته لتلك المهمة لخدمة كنيسة الرب المزعومة ..

عرف عنه ممارسته للسحر داخل الكنيسة وقصده العشرات والمئات واعتمدت عليه الكنيسة مثلما اعتمدت على المئات من كهنة السحر الأسود المتواجدين بجميع كنائس مصر منذ أن اعتمد كيرلس السادس السحر الأسود كوسيلة للسيطرة على رعايا الكنيسة ..

ص: 115

وبعهد شنودة تعدت أهداف السحر الأسود المعتمد من رهبان كنيسته المرتدة عن المسيحية رعايا كنيسته لتشمل المسلمين .. ولكن ليست دائما تجرى الرياح بما تشتهي السفن .. فجأه تمرد القمص باخوم عبده على تلك المهام الشيطانية وأراد أن يعلن توبته عن أفعاله وممارسته للدجل والشعوذة وتطهير كنيسته من القيام بتلك المهام النجسة الخاصة بالسحر الأسود ..

لم يكن الأمر بتلك السهولة قامت إدارة كنيسته بإبلاغ قيادتها بتمرد القمص .. وأصدرت الأوامر بتوبيخه ونهره وإنذاره عن التصريح بالاعتراف باعتماد الكنيسة للسحر الأسود في سياسة إدارتها .. وتركت له الأمر إن أراد أن يتوقف عن ممارسته ويكتفي بعمله دون أن يعلن التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر الخطير .. وتم نقله إلى كنيسة الأقصر ليراجع توجهاته ويبدأ من جديد .. وانتقل القمص باخوم إلى كنيسة الأقصر وتوقف عن تلك الأعمال ..

لكن الأوضاع بكنيسة الأقصر أسوأ وأضل سبيلا .. رؤيته ومشاهدته لتلك الممارسات الشيطانية وتغرير الكهنة لزوار الكنيسة أقباط ومسلمين فاقت كل الحدود ولم يستطع أن يحتفظ بصمته طويلا وهو يرى المئات بل الآلاف من البسطاء يفتنون بأعمال شيطانية لا تمت إلى المسيحية ومرفوضة ومسمومة لكونها أعمال سحر وكفر ولا تليق بكهنة من المفترض أن تقتصر أعمالهم على الصلوات بدلا من التماس الحوائج بالسحر والشعوذة ..

هب القمص باخوم بكل قوته وأعلن تمرده واحتجاجه علانية .. وهدد باللجوء إلى القانون وفضح الأمور .. وبكل سرعة وقوة تم تجريده وطرده من السلك الكهنوتي .. وبدأت المفاوضات معه لالتزام بيته وترك الكنيسة وشئونها وسياستها في إدارة الأمور ..

لم يذعن لنصائح الكهنة ورفض محاولاتهم وأعلن تمرده واستنكاره لأفعال الكنيسة وقيادتها .. تركت أمور المفاوضات لبلطجية من العلمانيين (خارج سلك الكهنوت) من تلامذة شنوده ورهبانه والمخلصين لفكر كنيسة الأمة القبطية .. من المتحمسين لكل أفكارها ..

أرسلت الكنيسة أحد البلطجية من حماة الكنيسة والذي كان أحد العاملين بكنيسة دشنا .. وتعهد بالقيام بتلك المهمة ونهر القمص باخوم عن مواصلة تمرده المعلن .. واستمرت المفاوضات والَّتِي باءت بالفشل إثر إصرار القمص باخوم عبده جرجس 60 عاما على رفضه لممارسات الكنيسة وأي تهديدات من قبلها .. تم ممارسة الضغوط عليه بمحاضر (ممارسات تأخذ صفة قانونية) واتهامه بالابتزاز وتهم أخرى .. لم يستسلم وأصر على التصدى لأعمال الكنيسة .. ووضعت نهاية للمفاوضات في 17 سبتمبر 2002 بإشعال النار في منزل القمص بعد أن قتله مبعوث الكنيسة ملاك زكريا أرمانيوس 33 عاما خدمة لكنيسة الرب وأشعل النار بجثته ومنزله وانتهت التحقيقات بإجماع شهود الكنيسة على أن القاتل مختل عقليا ومريض نفسيا وغير مسئول عن أفعاله .. وألقوا على القتيل بالتُّهم والمسئولية ..

ص: 116

لم يكن باخوم عبده جرجس أول ولا آخر من أعلنوا تمردهم واستنكارهم لممارسات الكهنة وعمل كنيسة شنودة بالسحر الأسود ..

بل كان هناك أحد الشمامسة في إحدى كنائس مصر القديمة المعروفة بارتياد المئات لها والاستعانة بكهنتها في أمور الشعوذة والَّتِي ما زالت تقوم بتلك المهام الشيطانية على قدم وساق .. والذي ذهل لرؤية أحد الكهنة الكبار المرافقين لشنودة ومن ذائعي الصيت في شفاء المرضى وفك السحر .. رآه يذهب ببعض الحيوانات النجسة في مكان ملحق بالكنيسة وذبحها وأخذ دمائها .. وخلطها بنجاسات أخرى من نجاساته لاستخدام هذا الخليط الدنس في أعمال خاصة بمريديه من المسلمين الراغبين في مساعدته ومعجزاته ..

لازم الشاب كاهنه (من كبار كهنة كنيسة شنوده) وراقبه وهو يرسم الصليب على وجوه وأجساد سيدات وفتيات مسلمات ويمسح عليهن بتلك النجاسات .. وبعد الانتهاء وانصراف المريدين الَّتِي انتابتهن أعراض إغماء وصراخ وأفعال غريبة داخل أرض الكنيسة ومكان المفترض أنه للعبادة وإقامة الصلوات لا ترتاده الشياطين من وجه نظر عقيدتهم وغير مخصص لتلك الأمور ..

سأل الشاب الكاهن: (أليس مكتوبا أنه يشفيك إيمانك .. كيف تشفي هؤلاء المسلمين بالصليب وهم لا يؤمنون به)

ضحك العجوز ساخرا وقال: (أنا أرضي شياطينهم الَّتِي أتت بهم حتَّى يعتادوا على المجىء ثم أطردهم بعد أن تدمن أنفسهم الكنيسة) ..

لم يستطع الكاهن الصغير الجامعي تقبل هذا التحليل واعترض بشدة وتقدم بالشكاوى وانضم إليه بعض الكهنة القليلون جدا وتم تجريدهم ورفضوا مغادرة الكنيسة وأبلغوا قيادات الكنيسة بتلك الأعمال الشيطانية وكانت الصاعقة حيث فوجئوا باستعانة كهنة الكنيسة بالشرطة لإخراجهم بالقوة وبمباركة شنودة لكهنته وإبلاغه للسلطات ..

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل نفي الشاب لدير المحرق باسيوط .. وقتل أثناء محاولة هربه ووجدت جثته بالمزارع خارج الدير وهو بملابس الرهبان وقيدت الحادث ضد مجهول .. واقفلت الكنيسة المحاضر وتكتمت على الأحداث رغم نشر الصحافة للحادث بالجرائد من سنوات قليلة ..

تعتمت الكنيسة على قتل راهب من كهنة كنيستها وهي الَّتِي تتصيد الأحداث للخروج بمظاهرات ..

وممارسة السحر الأسود ليس بالأمر الجديد على كهنة الكنيسة القبطية كما شرحنا سابقا عن براعتهم بكل فنون السحر الَّتِي توارثوها وتعلموها من كتب اليهود والتلمود المحرف ومن موروثات الفراعنة .. ولكن لم يكن معتمد بالكنائس ولا

ص: 117

الأديرة ولم يكن يجرؤ كهنة الأقباط عن ممارسته في عصور الخلافة الإسلامية بهذا الشكل المعلن .. ولم يكن ليسمح بارتياد المسلمين لكنائسهم ولا السماح لكهنتهم بافتتان المسلمين في دينهم والسيطرة عليهم بأمور الكفر من السحر والشعوذة ..

وكان يطبق عليهم حد الشريعة الإسلامية في التعامل مع السحرة إذا ثبت تورط أحد كهنتهم في تلك الأمور .. ولا يتكاسل ولاة أمور المسلمين ولا يتهاونوا في سحب الاعتراف بالكنيسة أو الدير الممارس لأعمال الكفر هذه مع من ليس على ملتهم ولا يدين بشريعتهم من المسلمين .. كما أن السحر كان مستنكرًا من قيادات الكنيسة والبطاركة السابقين لكيرلس السادس حيث كانوا يقرون بمخالفته للتعاليم المسيحية رغم علم الكثير منهم بكل أساليبه ودراسته من قبل بعض الرهبان .. والَّتِي فسرت على أنها كانت بغرض الاحتفاظ بمعرفته كأحد العلوم المتوارثة ولا يشترط استخدامه ..

وقيل أنه كان من الأهمية لدى الرهبان والكهنة للسيطرة على النفس وقهر الشياطين بالأماكن المهجورة الَّتِي يرتادونها ويقيمون بها في مجاهل الصحراء اللَّاساكنة البعيدة .. وهذا ما كان ينكره عليهم أتباع الكنائس الأخرى الكاثوليكية والبروتستانتية حيث لا يقرون بتلك الأساليب في الرهبنة ويعتبرونهم متلبسين بشياطينهم ..

واستخدام كنيسة الأمة القبطية الَّتِي يحكمها شنودة الثالث للسحر الأسود هو من أهم المحاور الأساسية في سياسة كنيسة الأقباط النصارى للعمل من أجل أهداف الجماعة .. والَّتِي قامت على تعميم ونشر ممارسة كهنة الكنائس للسحر الأسود بجميع بلدان وقرى ومدن مصر واعتبارها مراكز جذب للمسلمين للتأثير عليهم وأقصر الطرق لتنصيرهم

أو الإضرار بهم .. واعتمدت الكنيسة ميزانية كبيرة لتأهيل أعدادًا من الكهنة والرهبان الذين لديهم مهارات خاصة وقدرات شخصية تساعدهم على إتقان تعلم ومزاولة السحر وممارسته بأعلى كفاءة ..

بدأ الأمر تدريجيا ببعض كنائس مصر القديمة والكنيسة المعلقة وكنيسة السيدة العذراء بمصر وبعض الأديرة ثم أضيف إليهم سنويا أعدادًا أخرى من الكنائس بشتَّى المحافظات الَّتِي اتقن كهنتها ممارساته

و. يتطلب إعداد الكاهن الإقامة بكثير من الأديرة للإلمام بكل دروب السحر والَّتِي يتناول رهبانها تدريسها بشكل متخصص وبعناية فائقة .. كما أن هناك الكثير من المخطوطات والكتب المتنوعة بمكتبات الأديرة المختلفة في هذا المجال .. ويتطلب الأمر تدريبات قاسية في كثير من الأمور كالإقامة لفترات طويلة بمغارات وقلَّايات منفردة في عزلة (مصطلح يستخدمه الرهبان وهو مكان للإقامة الفردية مثل الحفر الضيقة)

ص: 118

قلَّايات الرهبان محفورة على جنبات بئر عميق داخل (الكنيسة المعلقة) بحيّ مصر القديمة.

ويقضى بها أيام يردد ترنيمات معينة ولا يحمل من الماء إلَّا القليل جدا الكافي لمعيشته وبالتأكيد بعيد عن أي مصادر للماء للاستحمام أو الطهارة .. مع تأكيد معلميهم من كبار الرهبان على ذلك وتفسيرهم لهذا الأمر على أنه يجب أن ينسى كل ما يتعلق بجسده ولا يشغل فكره وتركيزه واهتماماته إلَّا بالترانيم الَّتِي تلقاها من كهنته:

{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} .

والترانيم باللغة القبطية (الفرعونية القديمة) وليست من الإنجيل في شيء بل هي ترانيم متوارثة عن رهبانهم من القرن الرابع الميلادي .. وهناك اختبارات لا بد أن يتخطاها لاعتماده لممارسة السحر الأسود بإحدى الكنائس .. وفور اجتيازه لتلك الاختبارات واعتماده بإحدى الكنائس .. توضع اسم الكنيسة على خريطة خاصة توضح توزيع تلك المراكز ويكون هناك متابعة لنشاطات الكاهن ورصد لأعداد المسلمين المترددين عليه والإعلان والدعاية له من قبل الأقباط النصارى ومتابعة جوانب القصور في أدائه وصقل مهاراته بمزيد من الدروس لإتقان هذا المجال الأسود .. ومن المتابعين والمنظمين لهذا المجال والمشرفين عليه لإلمامهم بالتفاصيل الخاصة به القمص مرقص عزيز وباخميوس:

{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ

ص: 119

وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}.

ولدى قائمة بأسماء الكهنة الأقباط النصارى والكنائس والأديرة العاملة بالسحر الأسود والمزاولة له والمفتتنة المسلمين في دينهم وخاصة النساء .. ولكن لا ارى في نشر الأسماء غير الدعاية لهؤلاء الملعونين وأماكنهم وكنائسهم الملعونة الَّتِي خرجت عن كونها دور المفترض أنها للصلوات والعبادة وليس لإخراج الشياطين أو مصاحبتهم ..

ومن أكثر الأغراض الَّتِي استخدمتها الكنيسة هي التفريق بين الأزواج المسلمين وإرضاء الشياطين بأفعال نجسة ترسم على هيئة صلبان على أجساد المترددين على كنائسهم والَّتِي لم يعرف عن المسيح استخدامه لصلبان ولم تكن متواجدة بعهده .. وكذلك استخدامهم لنجاسات من دماء الحيوانات ورجس ونجاسات الكهنة لإرضاء الشياطين وتهدئتهم حتَّى يعتادوا على الذهاب للكنائس ..

بالإضافة إلى أعمال الربط والتفريق وغيرها من الخزعبلات الشيطانية الَّتِي تنال ضعاف النفوس .. والغريب أن كهنة الكنائس استطاعت السيطرة على كثير من أصحاب النفوذ وسيداتهم بادعاء إمكانية شفائهم للأمراض .. واعتقاد الكثير منهم في قدراتهم ..

وافتضاح أمر استخدام الكنيسة القبطية للسحر الأسود وتعميمه بكنائسها ليس بالشيء الجديد .. الجديد هو خروج تلك الفضيحة للعلانية .. ولم يكن القمص باخوم عبده جرجس أول من تمرد على اعتماد كنيسة شنوده للسحر والشعوذة في سياستها لإدارة الكنيسة والتوسع في استخدامه وتعميمه بكل كنائس مدن وقرى مصر كأحد محاورها الهامة لبسط نفوذ الكنيسة على البلاد .. ولم يكن أول كاهن أعلن توبته ..

ولكن الغريب أن أول من تصدى لإسراف شنوده وتوسعه في استخدام السحر الأسود وتعميمه بالكنائس هم معلمه متَّى المِسكين .. أحداث غريبة وتفاصيل وتحولات أغرب ونهايات أشدّ غرابة لكبار رهبان جماعة الأمة القبطية بعد بذلهم الجهد لترسيخ تعاليم تلك الجماعة العنصرية الباطلة واستيلائهم على حكم كنيسة الأقباط النصارى .. مع نهاية السبعينيات ولأسباب مجهولة حدث للراهب متَّى المِسكين ردة وانفلات عن أي ولاء لتعاليم كنيسة الأقباط النصارى وتمرده على فكر جماعة الأمة القبطية وشنودة الممثل لها وإعلانه التوبه عن أفعاله وتاريخه ..

وكانت المواجهة الصعبة بين الأستاذ والتلميذ بين الراهب متَّى المِسكين وتلميذه النجيب شنودة الثالث الذي شرب منه كل التعاليم والأفكار العنصرية .. بل وتعلم على يد متَّى المِسكين كل فنون السحر الأسود ودروبه .. حتَّى أن البطاركة

ص: 120

يوساب الثاني وكيرلس السادس أطلقوا عليه لقب متى المسكون بشياطينه .. علاقة وصحبة بينهما تعدت علاقة أستاذ بتلميذه .. سنوات طويلة جمعتهما من الذكريات والآمال والطموحات والسعي والجهد المتواصل لتحقيق الأهداف واخضاع الكنيسة لفكر الجماعة .. رحلة طويلة بمراحلها ومحطاتها وصراعتها انتقلوا فيها بين الأديرة والخرابات والصحارى والمجاهل البعيدة عن العمران .. علاقة وصحبة وصف فيها شنودة معلمه متَّى المِسكين في كتاباته بأنه الأب الروحي له حتَّى قبل انضمامه لسلك الرهبنة. . لهذا الحد كانت قناعة شنوده بمعلمه وحبه وافتخاره للانتساب إليه ..

وإذا بتلك المشاعر والولاءات كأن لم تكن .. سراب بقيعة .. انقلب كل منهما على الآخر في حرب سرية حاولت الكنيسة تكتم أحداثها ولكن فاحت رائحتها الكريهة وطافت برياحها كل كنائس مصر ..

تغيرات لم تعرف أسبابها ولا دوافعها غير هجوم متواصل من الراهب متى على سياسة شنوده وإحساس كبير بالندم والمرارة لمساعدته على توليه حكم الكنيسة .. وعندما سئل عن أسباب تمرده على سياسة شنودة ولم يكن شنودة قد وصل إلى تلك المرحلة الَّتِي هو عليها الآن من التبجح في إعلانه على مطامعه في جرأة ووقاحة .. قال متَّى المِسكين دون أن يفصح عن التفاصيل الَّتِي مؤكد أنها تدينه ..

قال: (حين تتحجب الحقيقة تتعتم الرؤية فتتعثر المسيرة ويضيع الهدف) ..

لم يستطع الإعلان عن الحقيقة الَّتِي هو جزء أساسي فيها .. ولم تكن له الجرأة لكشف الرؤية بوضوح وسرد التفاصيل الَّتِي تدينه أخلاقيًا وقانونيا ودينيا .. ولم يكن ليفصح عن نوعية تلك المسيرة الَّتِي جمعته بشنودة والإعلان عن أهدافها .. فقط ألقى بعبارة من الفلسفات والألغاز الَّتِي لم يفهم أحد مغزاها ولا إلى أي شيء ترمي .. والَّتِي كان يعيها شنودة وتلاميذه وبطانته وهو على يقين أن الراهب متَّى المِسكين لن يستطع أن يبوح بأي تفاصيل تدينه وتلعنه وهو المعلم والأب الروحي والسبب فيما وصل إليه حال شنوده وتلاميذه الآخرين والذين ما زالوا الاعمدة الهامة والمسيطرين على مقاليد حكم الكنيسة .. والأمر الذي أدَّى أيضًا بشنودة إلى حرق جميع كتب متَّى المِسكين علانية بجميع كنائس مصر وعزله بأحد الأديرة ..

ووصلت اصداء تلك النزاعات في تقارير اعدتها الجهات الأمنية تلبية لرغبة السادات في الاطلاع على الأحوال الخاصة بالكنيسة .. وكانت من أهم الأسباب الَّتِي غيرت نظرة السادات للراهب متَّى المِسكين ..

ص: 121

(متَّى المِسكين) وتحسُّن علاقته مع (السادات) بعد نزاعاته مع (شنودة).

والَّتِي ضمنت احتجاج متَّى المِسكين على انزلاق بابا الأقباط النصارى بكنيسته في المسائل المتعلقة بالسياسة وعلى ضرورة حياد الكنيسة والابتعاد عن التوجهات الَّتِي تحيد بها عن الروحانيات الَّتِي هي عماد المسيحية .. وكذلك اعتراضه على استخدام الكنيسة للسحر الأسود في السيطرة على البلاد والَّتِي قيل أنها طالت بعض الشخصيات حتَّى من خارج مصر ..

هذا السحر اللعين المحرم في تعاليم المسيحية وكل الأديان السماوية .. والذي أدَّى بالكهنة إلى الإلمام بكثير من الأسرار والخصوصيات ومنها بالصوت والصورة والَّتِي صرح به مريديهم وخاصة من سيدات ورجال السلطة وأصحاب النفوذ الذين وضعوا كل ثقتهم وأمانيهم واعتقادهم في مساعدة الكهنة والرهبان لبراعتهم في استخدام السحر والروحانيات كما يدعون في فك الأعمال ونيل المطالب والشفاء من الأمراض ..

تلك الأسرار المسجل بعضها بالصوت والصورة استخدمها كهنة كنيسة شنودة كإحدى وسائل الضغط على بعض المسئولين بنشر فضائحهم وإلزامهم بتنفيذ مطالبهم .. وهذا الأمر لم يفلح مع السادات رغم تورط بعض المقربين منه في الاستعانة بالكهنة ولكنه لم يكن من هذا النوع الذي يرضخ لسياسة لَيّ الذراع والعنق كما يحدث الآن ..

وهذا ما يفسر تحول نظرة السادات للراهب متَّى المِسكين بعد أن كان من أشدّ الكارهين والمبغضين له وأيضًا من أسباب اختياره ضمن اللجنة الخماسية الَّتِي شكلها لإدارة شئون الكنيسة بعد عزل شنودة .. وأيضًا من أسباب قبول السادات في وساطته لعدم تصعيد الأمور ومعاقبة شنودة بالسجن والاكتفاء بعزله إلى أحد أديرة وادي النطرون حيث كان السادات ينوي بمحاكمة شنودة محاكمة علنية وفضح كل ممارساته وكنيسته الإجرامية وتوقيع أقصى العقوبة عليه وعلى كهنته المتورطين معه ..

وكان السادات يأمل في تعيين الراهب متى بطريركا للأقباط ولكن متَّى المِسكين اعتذر للسادات قائلا له أنه ليس بالإمكان حيث يخالف ذلك قوانين الكنيسة الَّتِي تمنع اختيار بطريرك في حياة بطريرك آخر ولن يعترف به أحدا من الأقباط

ص: 122

النصارى واقتنع السادات بعزل شنودة والأخذ بنصيحة متَّى المِسكين بتعيين لجنة خماسية لإدارة شئون الكنيسة كما حدث عهد يوساب الثاني ..

وعلاقة السلطة ومراكز النفوذ بكهنة الكنيسة والاستعانة بهم في مجال السحر الأسود والأعمال أو الادعاء بفك السحر والتخلص من الأعداء وتثبيت كرسي الحكم والشفاء من المرض ظهرت بوادره عصر عبد الناصر حيث كان الأنبا كيرلس السادس كثير التردد عليه بمنزله .. وهو الأمر الذي لم يكن مألوفا لولاة أمور مصر وحكامها .. كما أنه من المفترض أن تأخذ تلك الزيارات الشكل الرسمي تبعا لحاجة ممثل الأقباط النصارى لمقابله رئيس الدولة وليس العكس ..

(كيرلس السادس) و (عبد الناصر) ابتسامات ومودَّة حقيقية!!!

وماحدث أن تلك الزيارات اتخذت شكلا بعيدا جدا عن الرسميات زيارات مباشرة لمنزل الحاكم ومتكررة مما وضع الكثير من الألغاز عن طبيعتها والَّتِي تعلقت بحالة عبد الناصر الصحية والَّتِي كان يخفي الكثير عنها إعلاميا للتظاهر بالقوة .. وهذا ما فسر على استعانته بكيرلس السادس الذي عرف عنه استخدامه لأساليب سحر وشعوذة في علاج الأمراض ..

وشهدت نهاية الراهب متَّى المِسكين نهاية لا تقل في غرابتها عن سابقيه فقد انعزل عن كل شيء وتمرد على كل شيء حتَّى الرهبانية .. حيث اختار أن يترك حياة الدير وأقام بفيلا أحد الأثرياء بالقاهرة واشتاق فيها لاسم سعد عزيز (بفترة العلمانية قبل ترسيمه راهبا) ..

ص: 123