الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والذي لقب كراهب بأسم (أنطونيوس السرياني) .. والملقب حاليا بالأنبا شنودة بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الحالية .. وبنهاية عهد الأنبا يوساب تبدأ أخطر مراحل الكنيسة القبطية ..
صورة مدرس التاريخ (نظير جيد) - في الفصل أمام السُبُّورة -؛
والذي ترهبن باسم (أنطونيوس السرياني) ثم (شنودة الثالث) البطريرك الـ 117 فيما بعد.
الاستيلاء على كرسي البابوية
بإزاحة الأنبا يوساب الثاني عن كرسي البابوية بعد رحلة من النزاعات والصراعات دامت سنوات .. اسدل الستار عن فترة حكم الأنبا يوساب بنهاية ما زالت ألغازها تبحث عن إجابات إلى يومنا هذا .. وما زال بقلوب ومشاعر بعض ممن عاصروه إحساس بالذنب والمرارة والألم والتقصير في حق هذا الرجل الذي ظلم كثيرًا ولم تنصفه الكنيسة الحاليه ولا رعاياها .. ويذكر أن عدد ليس بالقليل من الأقباط النصارى المعاصرين لتلك الأحداث فقدوا الثقة والولاء لكنيستهم وفضلوا ترك البلاد والهجرة للخارج عن الاعتراف بأي راهب يعتلى كرسي البابوية بعد يوساب الثاني .. وما زال أبنائهم إلى الآن بالولايات الأمريكية يتناقلون عن آبائهم ويعتقدون أن بابا الأقباط النصارى يوساب الثاني ظلم كثيرًا وأن كل من جاء بعده ليس له الحق ولا الشرعية لاعتلاء كرسي البابوية ولا يعترفون بالصفة الكنائسية لرجال الدين الذين تولوا حكم الكنيسة بعد يوساب الثاني .. بل ومنهم من اسس كنائس قبطية غير خاضعة للكنيسة القبطية بمصر ومنشقين عنها ..
وبغياب الأنبا يوساب الثاني خلت الساحة لجماعة الأمة القبطية الإجرامية المتطرفة ذات النفوذ في غفوة القانون والسلطات عن جهل أو تجاهل .. ليفقد رجال الكنيسة القبطية من الحرس القديم عهد الأنبا يوساب الحماية الَّتِي تمكنهم من اتمام عملية ترشيح بطريريك جديد خلفا للأنبا يوساب في جو من الأمان دون تهديدات شباب جماعة الأمة القبطية الجامعيين تلامذة رهبانها القابعين بأديرة مشبوهة .. بعضها سحب الاعتراف به والبعض الآخر في مجاهل الصحراء بعيدا عن العيون .. ولكن لم تصفى لهم الأمور بسهولة رغم تهديداتهم الإجرامية لارغام رجال الكنيسة على تنصيب أحدهم ..
وتمسك كبار السن من رجال الدين الأقباط النصارى بتعاليم وقوانين الكنيسة القبطية .. وفتح باب الترشيح .. دخلت الكنيسة بعدد من رجال الدين كبار السن ورشح أتباع الجماعة ثلاثة من رهبانها من الشباب الجامعيين المتحمسين والمسممين بتعاليم الجماعة العنصرية الإرهابية المتطرفة .. وعلى رأسهم الأب متَّى المِسكين (الذي عزله الأنبا يوساب قبل اختطافه بخمسة أشهر والذي اتهم في حادثة الاختطاف) .. والراهب أنطونيوس السرياني (الملقب حاليا بالأنبا شنودة وأحد تلامذة الراهب متَّى المِسكين المخلصين) .. والراهب مكارى السرياني (الأنبا صموئيل فيما بعد) وهو أيضًا أحد تلامذة متَّى المِسكين في دير السريان .. واستبعدوا الثلاثة من قبل رجال الكنيسة القبطية الذين أظهرو تمسكهم بتعاليم وقوانين الكنيسة بكل قوة .. لأن قوانين الكنيسة لا تنطبق على أي من الثلاثة .. حيث أن تعاليمها وقوانينها تشترط أن يكون البطريرك من كبار السن وأمضى سنوات طويلة في سلك الرهبانية حتَّى يليق بتلك المكانة الروحانية ويكون أيضًا جديرا بالمسئولية عن رعايا الكنيسة ورجالها .. شأن كل بطاركة الكنيسة السابقين البابا يوساب الثاني والبابا مكاريوس الثالث وقبله البابا يؤانس التاسع عشر وأيضًا البابا كيرلس الخامس وجميعهم بلا استثناء كانوا من كبار السن منذ أن أنشئت الكنيسة القبطية إلى نهاية عهد الأنبا يوساب الثاني .. وبممارسة الضغوط وبمساعدة اصوات رجال الدين المواليين للجماعة تم اصدار لائحة 1957 وتشترط أن يكون المرشح قد تجاوز 15 عام في الرهبانية .. لتعطى الفرصة للراهب متَّى المِسكين وآخرين من جماعة الأمة القبطية للترشيح والفوز .. ومرة أخرى استبعد الراهب متَّى المِسكين حيث اسقطت السنوات الَّتِي عوقب فيها وطرد اثنائها من سلك الرهبانية .. وبذلك أصبحت مدة رهبانيته أقل من 15 عاما ..
كل تلك الأحداث والكنيسة القبطية تحكمها لجنة كنائسية وما زال الصراع قائم من قبل رهبان الكنيسة ورهبان الجماعة لتنصيب بطريركا جديدا خلفا للأنبا يوساب .. وتدفع الجماعة بالراهب مينا المتوحد من تلامذة رهبان الأمة القبطية المخلصين والمعلمين لتعاليمها .. وهو أيضًا معلم الراهب متَّى المِسكين والأب الروحي له والذي تتلمذ الأخير على يده في دير مار مينا بمصر القديمة والذي سحب الاعتراف به وطرد الرهبان منه .. ورغم انطباق شرط عدد سنوات الرهبنة 15
عاما حتَّى بعد اسقاط السنوات الَّتِي طرد منها الراهب مينا المتوحد وتلاميذه وسحب الاعتراف بالدير .. ولكن كان هناك من هم أحق وأصلح منه لهذا المنصب من منظور رجال الكنيسة وقوانينها ..
وبإصرار وتصميم من جماعة الأمة القبطية ولأول مرة تعمل الكنيسة بالقرعة الهيكلية لاختيار بطريركا .. ولم يسبق في تاريخ الكنيسة أن استعانت بتلك الطريقة لاختيار بطريركا لها على مر عصورها .. حيث أن مبدأ القرعة الهيكلية يهوديا لم تقره الكنيسة في تلك الأحوال ولم تعمل به من قبل لاختيار البابا ..
وكانت أن طبق نظام القرعة كوسيلة مكر وخداع حيث دفعت بالاصوات لصالح الراهب مينا المتوحد دون أي اعتبارات أخرى لصفات كهنوتية رغم وجود عدد من المرشحين من رهبان الكنيسة من هم أحق منه ولم يتلوث تاريخهم الرهباني مثلما حدث بتاريخ الراهب مينا المتوحد من عقوبات وصلت لحد الطرد من الأديرة .. ولتنتهي تلك الصراعات الطويلة على منصب البابوية لصالح الراهب مينا المتوحد ..
ليفاجأ كل من عرفوه وعاصروه بالدير بتنصيبه بطريركا للكنيسة الأرثوذكسية القبطية .. وبذلك استقرت الأمور للجماعة المنحرفة عقائديًا والعنصرية وليصبح الراهب مينا المتوحد الأنبا كيرلس السادس بابا الأقباط النصارى وسط ذهول كل من عرفوه من رجال الكنيسة القبطية.
وباعتلاء الأنبا كيرلس السادس (الراهب مينا المتوحد سابقا) كرسي البابوية وضعت جماعة الأمة القبطية المتطرفة قبضتها على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر .. وليصبح البابا كيرلس السادس البطريرك رقم 116 في تاريخ الكنيسة وكان ذلك يوم 10 مايو 1959 .. وليصبح أيضًا الواجهة واليد المنفذة لكل أفكار ومباديء جماعة الأمة القبطية العنصرية .. والصوت الناطق لأسياده ومعلميه من رهبان الجماعة المقيمين بالأديرة .. وخاصة أديرة الصحراء الغربية حيث تحكم وتدار أمور الكنائس القبطية من خلال رهبانها لتمتعها بالخصوصية والسرية والبعد عن المدن وعيون المتطفلين .. وأيضًا لأن موقعها هي الأقرب للمقر البابوي من حيث المسافة إذا قورنت بالأديرة البعيدة والمتناثرة بالصحارى القاصية .. والَّتِي استخدمت هي أيضًا لأغراض أخرى لخدمة أهداف الجماعة .. وليصبح حاشية البابا الجديد ورجاله من تلاميذه وتلامذة قرنائه من رهبان الجماعة من زملائه الذين عاصروه وتتلمذوا معه على أفكار وتعاليم معلميه ومرشديه من رهبان جماعة الأمة القبطية الأكبر سنا .. وبذلك تمكنت الجماعة المنحرفة عقائديًا من السيطرة على مقاليد الأمور ولتحل تعاليمهم محل تعاليم الكنيسة ..