الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واعتبروها أيضًا دعوة إلى انشغال الكهنة بأمور تخالف طبيعة وظيفتهم ومهامهم الأصلية .. وأبعد شنودة هؤلاء الكهنة إلى الأديرة ..
غير أن أخطر أنواع الشلح الصورى (غير الحقيقي) هذا النوع الذي طال برسوم المحروقي أشهر المشلوحين من رهبان دير المحرق بأسيوط والذي قدم نفسه كبش فداء في سبيل خدمة أهداف الكنيسة بعد إعلان فضائح ممارساته للزنا والرذيلة بهيكل الدير وتم نشر تلك الأحداث المصورة في 17 يونيو الموافق للعام 2001 بجريدة النبأ المصرية ..
لعن الله من أيقظ الفتنة
غير أن أهم المحاور الَّتِي انتبه إليها السادات هو تعمد كنيسة شنودة إشعال فتيل الفتنة بين المسلمين والأقباط النصارى منذ بداياتها والَّتِي بدأها شنودة بأحداث الخانكة في 6 نوفمبر 1972 والذي تقارب وعيد الفطر المبارك حيث تعمد شنودة بالتعدى السافر على قوانين البلاد الَّتِي تنظم بناء دور العبادة الخاصة بملل أهل الكتاب في ظل دولة أغلبيتها مسلمة .. والَّتِي التزمت بها الكنيسة القبطية منذ إبرامها للعهود مع الفتح الإسلامي لمصر عهد عمرو بن العاص .. عهود ضمنت السلامة والأمان ونظمت العلاقة بين المسلمين وأصحاب الملل الأخرى من أهل الكتاب مما حفظ الاستقرار بالبلاد طيلة قرون طويلة .. افتتحها شنودة في عهده بنقض كل تلك المواثيق والتبرؤ منها بما فيها شروط بناء دور العبادة العشرة وقوانين الخط الهمايوني الذي صيغت في العهد العثماني ..
بداية لشنودة حفلت بالتحدى والاستفزاز حيث قام بإنشاء كنيسة دون ترخيص في منطقة أغلبيتها مسلمة وقام مجهولون باحراقها (قيل أنهم بإيعاز من الكنيسة ضمن مخططها في حياكة المؤامرات) .. فخرج بشكل علني ومجاهرة بالعداء في مظاهره قادها سيرا على الاقدام يتقدم عددا من القساوسة والرهبان مما استفز أعدادًا كبيرة من المسلمين وحدث التصادم ..
واحتوت الحكومة تلك الأحداث بتشكيل لجنة برلمانية برئاسة د. جمال العطيفي الذي أصدر تقرير تضمن توصيات ورغبة الكنيسة في إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة أسوة بالمسلمين ..
الوضع بالنسبة لشنودة لا يعني حاجة الأقباط النصارى لدور عبادة ولكن الكنائس بالنسبة لجماعته تمثل مراكز ومناطق نفوذ حتَّى لو كان عدد الأقباط النصارى بحي أو منطقة معينة لا يستكفي العدد الذي يستوجب إقامة دور عبادة ..
والمعروف أن الأقليات الدينية بكل بلاد العالم تلتزم أماكن تجمعات وأحياء خاصة بها بأعداد تسمح بإقامة دور عبادة لهم ..
وكان الأمر يسري على الأقباط النصارى حتَّى أن هناك بلاد بالصعيد كانت أغلبيتها مسيحية لالتصاقهم بدور العبادة الخاص بهم والسكن بالقرب منه وكذلك بالنسبة للأقباط بالمدن حيث كانوا يسكنون بالقرب من كنيستهم ..
ولكن شنودة ابتدع خطة ماكرة حث فيها الأقباط النصارى على الانتشار في الأحياء والبلاد بحيث يتم ممارسة الضغوط على الحكومة بإنشاء الكنائس بأماكن حتَّى لو كان المتواجد فيها أسرة أو اثنتين من الأقباط النصارى ..
الأمر بالنسبة لجماعة الأمة القبطية هو امل وهدف أن تقرع أجراس الكنائس القبطية بكل بقاع مصر وألَّا ينقطع صوت الأجراس بل يتواصل بتواصل بناء الكنائس على أبعاد ومسافات معلومة تفصل بينها .. لا يكاد المار أن تغيب عنه أصوات أجراس إحدى الكنائس حتَّى تليه أصوات الأخرى ..
الهدف بالنسبة لشنودة أبعد من احتياج الأقباط النصارى للكنائس والَّتِي معظمها فارغة من المصلين بل ومن رجال الدين الذين انشغلوا عن العبادة بالأمور السياسية والتخطيط للعداء وصياغة المؤامرات .. وحتى تلك الَّتِي يرتادها مصلين فإن مساحتها تتسع لأضعاف العدد الموجود ..
هي سياسة كنائسية ماكرة الغرض منها سحر الأعين وإيهام الغرب والسائحين وحتى القاطنين باتساع نفوذ كنيسة الأقباط النصارى وتعدادهم وتواجدهم على أرض مصر ..
وكانت حادثة الخانكة بداية أتت ثمارها للكنيسة وكانت بدايات لمحور انطلاق الأقباط النصارى في مظاهرات وتفنن كهنتهم في إشعال الفتن الَّتِي أخذت في التصاعد الرهيب داخل وخارج مصر عهد السادات حتَّى اختتمت عهده بحادث الزاوية الحمراء في 17 يونيو 1980 والذي أدَّى بنشوء عنف طائفي بين المسلمين والأقباط النصارى لمدة ثلاث أيام متتالية وكانت النتيجة حسب التقرير الأمني 17 قتيلا و112 جريحا .. والذي أدَّى بالسادات إلى سرعة حفظ الاستقرار والأمن بالبلاد واصدار قرار عزل وتنحية شنودة وتحديد إقامته بأحد أديرة وادي النطرون ..
لم يخطئ السادات عندما أخذ بحيثيات الحكم في التهم الموجه إلى شنودة
((إن البابا خيب الآمال وتنكب عن الطريق المستقيم الذي تمليه عليه قوانين البلاد ، واتخذ الدين ستارا يخفي أطماعا سياسية - كل أقباط مصر منها براء - وأنه يجاهر بتلك الأطماع واضعا بديلا له - بحرا من الدماء تغرق فيها البلاد من أقصاها
إلى أقصاها - باذلا قصارى جهده في دفع عجلة الفتنة بأقصى سرعة وعلى غير هدى في ارجاء البلاد - غير عابيء بوطن يؤويه ودوله تحميه - وبذلك يكون قد خرج من ردائه الذي خلعه عليه أقباط مصر))
نعم شنودة غير عابيء بوطن يؤويه ودولة تحميه ..
وكيف يعبأ وهو الذي اعتاد على حياة الصحارى والخرابات والأماكن المهجورة ..
كيف يعبأ وهو تلميذ لمعلميه من مطاريد الأديرة (كيرلس السادس ومتَّى المِسكين) ورهبان عصابة الأمة القبطية المتطرفين والخارجين على القانون والمنحرفين عن الدين ..
ولكن أخطأ السادات وسلطاته عندما ظن أن شنودة تنكب عن الطريق المسقيم وكيف له وهو لم يكن يومًا يعرف الاستقامة في توجهاته ونزعاته العنصرية الَّتِي بدأها مع جماعة من الرهبان منبوذة مطرودة ومنحرفة عقائديًا ..
أخطأ السادات وسلطاته الَّتِي تغافلت عن عمد أو جهل بمجريات الأحداث بكنيسة من الملل الَّتِي من المفترض أن تكون خاضعة للسيادة المصرية .. وما زالت السلطات إلى الآن جاهلة بمجريات الأحداث بالكنيسة القبطية وتقف عاجزة غير مدركة لخطط كنيسة الأمة القبطية الَّتِي يتزعمها شنودة ..
ما زالت السلطات تقف موقف المدافع لصد الهجوم والتهديدات الَّتِي تشنها كنيسة الأقباط النصارى ..
ما زالت تلك الدولة العلمانية غير واعية ولا مدركة بمسئولياتها تجاه الإسلام والمسلمين ومدى الخطورة الَّتِي تحيط بشعب أغلبيته يدين بالإسلام وليس بالديمقراطية ولا العلمانية ولا الاشتراكية ..
كان قرار السادات بعزل شنودة وتحجيم نشاطات الكنيسة السياسية ووضع رهبانها بجميع فئاتهم ورتبهم في حجمهم الحقيقي وفضح نواياهم وحصرهم في مهامهم العبادية الَّتِي لا تخرج عن تعاليم المسيحية {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كثيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} ولكن هذا القرار جاء متأخرا ..
كثيرًا ما انتاب السادات الحيرة والتعجب بشأن تصرفات شنودة ولكن تلك التصرفات لم تستوقفه ولم يعطى لها وقتا واهتماما ..
فور عودة السادات من كامب ديفيد مع بطانته وعلى رأسهم بطرس غالي (مبعوث الكنيسة الغير معلن) وإعلانه لمعاهدة السلام مع إسرائيل ..
تلقى السادات تأييدا من كنيسة الأقباط النصارى حيث أعلن المجمع المقدس مباركته وتأييده التام للتسوية والسلام مع إسرائيل ..
وأرسل شنودة برقية تهاني إلى السادات يحي فيها جهوده الرائعة لأجل السلام وختم تهنئته في البرقية بترشيحه للسادات لنيل جائزة نوبل للسلام ..
وفور توقيع السادات لاتفاقية السلام نشرت مجلة الكرازة في 23 مارس 1979 إعلانا بفرحتها بالمعاهدة .. مما دفع السادات للمبادرة بإرسال وفد إلى بابا الأقباط النصارى شنوده يدعوه لإعداد وفود قبطية لزيارة القدس تدعيما لجهود السادات لسياسة السلام والتطبيع مع إسرائيل والَّتِي باركتها الكنيسة في أعقاب اتفاقية السلام والَّتِي على أساسها وعد السادات بيجن بأنه لا يمانع من زيارة الأقباط النصارى للقدس .. وكان الرد بمثابة صاعقة للسادات حيث اعتذر شنودة بابا الأقباط النصارى عن أعداد أي وفود قبطية للحج إلى القدس أو حتَّى زيارتها حيث قال لمبعوثي السادات: (أرجوكم إبلاغ الرئيس أنني لا أرى الوقت مناسبا لتنفيذ اقتراحه) ..
وضع هذا الرد المفاجىء السادات في حرج .. وضع مؤسف مع قيادات إسرائيل الَّتِي وعدها بقدوم وفود قبطية للحج وزيارة بيت لحم والقدس في إطار مجهودات التطبيع بين مصر وإسرائيل ..
حرج لم يفهم السادات مغزاه غير أن شنودة خدعه عندما أعلن مباركته للسلام ثم وضعه في حرج مع إسرائيل وعلى المستوى الإقليمي والعالمي ..
جهل السادات وسلطاته الذي أعماهم عن الإلمام بشئون الكنيسة والتحري عن أحوال قيادتها ونزعاتهم وولائهم ومخططاتهم لم يسعفهم لكشف لغز مباركة شنودة وكنيسته للسلام مع إسرائيل وفي نفس الوقت رفضه للذهاب للقدس وهي تحت السيادة اليهودية ..
إغفاء الدولة عن مسئولياتها تجاه دولة غالبيتها مسلمة اعماها عن معرفة انتماء شنودة وكنيسته ورهبانه لجماعة الأمة القبطية المتطرفة الَّتِي تعتبر اليهود على قائمة أعدائها وكذلك المسلمين .. الاثنين في سلة واحدة ..
اليهود لمسئوليتهم عن صلب المسيح وعدم اعترافهم به ..
والمسلمين المصريين لاعتناقهم الإسلام بعد المسيحية ..
لم يفهم السادات أن مباركة شنودة للسلام بين اليهود والمسلمين لادخالهم لحلبة المصارعة واحكام المواجهة بينهم والتربح والاستفادة من أموال الصهاينة وطعن المسلمين بهم .. والإضرار بالمسلمين .. وكذلك تمويل التيارات الرافضة لهذا التطبيع (تمويل من الباطن) ..
لم يعلم السادات وسلطاته ووزارة داخليته المبدأ الذي يعتنقه شنودة وكهنته ورهبان جماعة الأمة القبطية المؤسسين لكنيسته .. المبدأ والشعار الذي يدين له شنودة بكل كيانه والقائل: (اطعن عدوك بخنجره أو بعدو لكما) ..