الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقضاء الوتر يكون شفعًا فإذا كان من عادته أن يوتر بثلاث، فإنه يوتر بأربع قضاء، وهكذا (1) لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة (2).
المسألة الرابعة: ابتداء وقت سنة الفجر:
ركعتا الفجر آكد السنن الرواتب (3) لقوله صلى الله عليه وسلم وفعله: روى مسلم في صحيحه (4) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ركعتا الفجر: خير من الدنيا وما فيها» .
(1) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم (2/ 369) الشرح الممتع على زاد المستقنع (4/ 17).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (294) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض (140)(746).
(3)
انظر: المبسوط (1/ 157) بداية المجتهد (1/ 477) البيان (2/ 273، 274) المغني (2/ 540) الروض المربع (3/ 54).
(4)
(286) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما (96)(725).
وعنها رضي الله عنها قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد منه تعاهدًا على ركعتي الفجر» (1).
وفي رواية قالت: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من النوافل أسرع منه إلى الركعتين قبل الفجر» (2).
قال الإمام النووي رحمه الله: "فيه دليل على عظم فضلهما، وأنهما سنة وليستا واجبتين، وبه قال جمهور العلماء (3).
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله: "وكان تعاهده صلى الله عليه وسلم ومحافظته على سنة الفجر أشد من جميع النوافل، ولذلك لم يكن يدعهما هي والوتر سفرًا وحضرًا (4).
وقال ابن عبد البر رحمه الله: "ولم يُخْتَلَف عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أضاء له الفجر صلى ركعتين قبل صلاة الصبح، وأنه صلى الله عليه وسلم لم يترك ذلك حتى مات؛ فهذا عمله"(5).
(1) أخرجه البخاري في صحيحه (282) كتاب التهجد باب تعاهد ركعتي الفجر ومن سماهما تطوعًا، (1169) ومسلم في صحيحه (286) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما (94)(724).
(2)
أخرجه مسلم في صحيحه (286) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما، (95)(724).
(3)
شرح النووي على صحيح مسلم (2/ 353).
(4)
زاد المعاد (1/ 315).
(5)
التمهيد (5/ 240).
وانظر: المغني (2/ 540) مراتب الإجماع (60).
ووقت ركعتي سنة الفجر: من بعد طلوع الفجر الثاني، إلى أن يصلى الصبح، باتفاق أهل العلم (1).
لما روى ابن عمر رضي الله عنه قال: «حفظت من النبي صلى الله عليه وسلم عشر ركعات: ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح، وكانت ساعة لا يُدْخَل على النبي صلى الله عليه وسلم فيها، حدثتني حفصة: أنه كان إذا أذن المؤذن وطلع الفجر، صلى ركعتين» (2).
فمن فاتته ركعتا الفجر قبل صلاة الصبح، وأقيمت الصلاة، استحب له أن يقضيها بعد صلاة الصبح، أو بعد طلوع الشمس، وخروج وقت النهي (3)؛ والأصل في قضائها: صلاته صلى الله عليه وسلم لها بعد طلوع الشمس، حين نام عن الصلاة:
(1) انظر: المبسوط (1/ 157) عقد الجواهر الثمينة (1/ 187) التمهيد (5/ 240) بداية المجتهد (1/ 479، 480) البيان (2/ 264) المغني (2/ 539، 544) زاد المعاد (1/ 315) مراتب الإجماع (60).
(2)
أخرجه البخاري في صحيحه (284) كتاب التهجد باب الركعتين قبل الظهر (1180، 1181) ومسلم في صحيحه (285) كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب استحباب ركعتي سنة الفجر والحث عليهما (87)(723).
(3)
انظر: المبسوط (1/ 153) عقد الجواهر الثمينة (1/ 188) بداية المجتهد (1/ 481) المجموع (1/ 130) المغني (2/ 531، 544) الروض المربع (3/ 58 - 59).