الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: الحلف بأسماء الله
الحلف هو: تأكيد الخبر بذكر اسم الله العظيم الذي يوقع بالكاذب العقوبة، ففي ضمن ذلك أن المحلوف به مطلع على حقيقة الأمر ولذلك صار الحلف بغير الله شركاً. (1)
قال عليه الصلاة والسلام " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك". ولما سمع ابن عمر رجلاً يحلف بالكعبة قال: لا يحلف بغير الله، ثم استشهد بالحديث السابق. (2) وأخرج البيهقي رحمه الله عن الشافعي، قال: قال الشافعي رحمه الله: من حلف بالله أو باسم من أسمائه فعليه الكفارة، ومن حلف بشيء غير الله مثل أن يقول الرجل [والكعبة] وأبي وكذا وكذا ما كان فحنث فلا كفارة عليه ومثل ذلك قوله: لعمري، لا كفارة عليه ويمين بغير الله فهي مكروهة منهي عنها من قبل قول الرسول صلى الله عليه وسلم:[إن الله عز وجل نهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفاً فليحلف بالله أو ليسكت](3). (4)
وهذا هو مراد البخاري رحمه الله في إيراد هذا الحديث في باب السؤال بأسماء الله والاستعاذة بها من أن ذكر اسم الله - تعالى- أو صفته لتأكيد الخبر مشروع بالجملة وأنه لا يجوز ذلك لغير الله فيكون ذلك من العبادة بأسماء الله تعالى. (5)
(1) شرح كتاب التوحيد للغنيمان (1/ 240).
(2)
رواه أحمد ح (5336) والترمذي ح (1455).
(3)
رواه البخاري (3624).
(4)
مناقب الشافعي للبيهقي 1/ 405.
(5)
انظر شرح كتاب التوحيد للغنيمان 1/ 240.
وقد بوب البخاري رحمه الله في كتاب الإيمان والنذور بقوله: " باب الحلف بغير الله وصفاته وكلماته، ومثله في كتاب التوحيد، قال: من حلف بغير الله وصفاته" وأورد أحاديث تدل على الحلف بغير الله كقول جهنم: (قطٍ قطٍ وعزتك) وقول الرجل الذي يكون آخر من يدخل الجنة: (لا وعزتك لا أسألك غيرها).
وقول أيوب صلى الله عليه وسلم: "وعزتك لا غنى بي عن بركتك".
وغيرها من الأحاديث الدالة على أن الحلف بالله أو بأسمائه أو بصفاته فقط.
وتنبيه البخاري وتبويبه يدل على إهتمامه بهذه المسألة من ناحيتين:
الأولى: حماية جناب التوحيد من أن الحلف بغير الله شرك.
الثانية: أن الحلف بأسمائه وصفاته دالٌ على أنها غير مخلوقة.
الباب الثاني الصفات الالهية
الفصل الأول: الصفات الذاتية
الفصل الثاني: الصفات الفعلية
الفصل الثالث: ماورد في الرؤية
الفصل الرابع: ماورد في صفة الكلام
الفصل الخامس: ماورد في أفعال العباد