الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المقدمة والنتيجة
ترد هاتان الكلمتان في كتب العقائد، فيقال _ على سبيل المثال _: الكلام ههنا من مقدمتين ونتيجة.
ويكثر إيرادهما في مواطن الرد، والحجاج؛ فما معنى المقدمة، وما معنى النتيجة؟
أولاً: معنى المقدمة: يقول الجرجاني رحمه الله: "المقدمة تارة تطلق على ما يتوقف عليه الأبحاث الآتية، وتارة على قضية جعلت جزء القياس، وتارة تطلق على ما يتوقف عليه صحة الدليل"1.
وقال الكفوي رحمه الله: "المقدمة: ما يتوقف عليه المسائل بواسطة"2.
ثانياً: النتيجة: هي ثمرة الشيء، وما تفضي إليه مقدمات الحكم3.
ثالثاً: مثال على المقدمات والنتائج: المتكلمون ينفون صفات الله _ عز وجل _ ويثبتون كلامهم على مقدمتين ونتيجة.
يقولون في المقدمة الأولى: الصفات لا تقوم إلا بجسم.
والمقدمة الثانية: أن الأجسام متماثلة.
والنتيجة عندهم: أن إثبات الصفات يستلزم التمثيل، والتمثيل كفر؛ فالواجب نفي الصفات.
1_ التعريفات ص225.
2_
الكليات ص869.
3_
انظر المعجم الوسيط 2/899.
وهذه مقدمات باطلة، ونتائج المقدمات الباطلة باطلة.
مثال ثان: الرافضة يقولون: لا ولاء إلا ببراء، أي لا ولاء لعلي إلا بالبراءة من الشيخين أبي بكر وعمر _ رضي الله عنهم _.
ويبنون كلامهم على مقدمتين ونتيجة كما سيأتي:
المقدمة الأولى: من تولى الشيخين فقد أبغض علياً.
المقدمة الثانية: بغض علي نصب، أي أن مبغض علي ناصبي، أي من النواصب الذين يناصبون أهل البيت العداء.
النتيجة: من تولى الشيخين فهو ناصبي.
فالمقدمة الأولى: باطلة؛ لأنه لا يلزم مِنْ تَوَلِّي الشيخين بغض علي.
والمقدمة الثانية صحيحة؛ فبغض علي نصب.
والنتيجة باطلة؛ لأن تولي الشيخين ليس نصباً؛ إذ النصب بغض علي؛ لأن متولي الشيخين لا يلزم أن يبغض عليّاً؛ لأن السني يتولى الشيخين وعليّاً؛ فأهل السنة يتولون الجميع، ويترضون عن الجميع _ رضي الله عنهم _1.
1_ انظر التوضيحات الأثرية ص230.