الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موانع إنفاذ الوعيد
هذه مسألة ترد في كتب العقائد خصوصاً في باب الإيمان، وحكم مرتكب الكبيرة، وعند مناقشة الوعيدية كالخوارج والمعتزلة.
وهذه المسألة تسمى: موانع إنفاذ الوعيد، وتسمى بـ: الأسباب التي تندفع بها العقوبة.
ومما يوضح هذه المسألة أن يقال: إن الذنوب موجبة لدخول النار، وصاحبها متوعد بالعذاب إلا أن هناك أسباباً تندفع بها العقوبة، وينتفي بسببها الوعيد، ويزول موجب الذنوب.
وهذه الأسباب تسمى موانع إنفاذ الوعيد، أي موانع إيقاع العذاب على مستحقه.
وهذه الأسباب عشرة عرفت بالاستقراء من الكتاب والسنة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على أن عقوبة الذنوب تزول عن العبد بنحو عشرة أسباب: أحدها: التوبة، وهذا متفق عليه بين المسلمين"1.
ثم شرع رحمه الله في ذكر باقي الموانع بالتفصيل.
وقال في موضع آخر: "والمؤمن إذا فعل سيئة فإن عقوبتها تندفع عنه بعشرة أسباب:
1_ مجموع الفتاوى 7/487.
1_
أن يتوب فيتوب الله عليه؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
2_
أو يستغفر، فيغفر الله له.
3_
أو يعمل حسناتٍ تمحوها؛ فإن الحسنات يذهبن السيئات.
4_
أو يدعو له إخوانه المؤمنون، ويستغفرون له حياً وميتاً.
5_
أو يهدون له من ثواب أعمالهم ما ينفعه الله به.
6_
أو يشفع فيه نبيه محمدٌ ".
7_
أو يبتليه الله ـ تعالى ـ في الدنيا بمصائب تكفَّر عنه.
8_
أو يبتليه في البرزخ بالصعقة، فيكفر بها عنه.
9_
أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفِّر عنه.
10_
أو يرحمه أرحم الراحمين.
فمن أخطأته هذه العشرة فلا يلومن إلا نفسه، كما قال ـ تعالى ـ فيما يرويه عنه ـ رسول الله " "يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم أياها؛ فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".1 2
وقال في الاستقامة: "فإن الذنوب التي يُبتلى بها العبادُ يسقط عنهم عذابُها إما بتوبة تَجُبُّ ما قبلها، وإما باستغفار، وإما بحسنات ماحية يذهبن السيئات، وإما بدعاء المسلمين وشفاعتهم، أو بما يفعلونه له من البر، وإما بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم
1_ رواه مسلم 2577.
2_
مجموع الفتاوى 10/45_46.
وغيره فيه يوم القيامة، وإما أن يكفِّر الله عنه خطاياه بما يصيبه من المصائب"1.
ومما يحسن التنبيه عليه ههنا أن التوبة وحدها هي التي يزول بها موجب الذنوب للمؤمن والكافر، أما باقي الموانع فهي خاصة بالمؤمن.
1_ الاستقامة 2/184_185.