الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفيبة والرجعة
مدخل
…
الغيبة والرجعة
هذان المصطلحان يردان في كتب العقائد خصوصاً في كتب الشيعة، أو في كتب أهل السنة إذا أرادوا أن يردوا على الشيعة.
وفيما يلي نبذة عن هذين المصطلحين اللذين هما من عقائد الشيعة.
أولاً: الغيبة:
وهي "من العقائد الأساسية عند الشيعة الإمامية؛ وذلك أن الشيعة تعتقد أن الأرض لا تخلو من إمام لحظة واحدة، ولو بقيت بغير إمام لساخت"1.
ولكن أين إمامهم المزعوم؟ وفي أي مكان يقيم؟
الجواب أن الشيعة الإمامية تسمى الاثني عشرية؛ لاعتقادهم إمامة الاثني عشر إماماً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فالإمامة عندهم منحصرة بهؤلاء الأئمة وهم:
1_
علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد قبل البعثة بعشر سنوات، واستشهد سنة أربعين.
2_
الحسن بن علي الزكي 3 _50هـ.
3_
الحسين بن علي سيد الشهداء 4 _61هـ.
4_
أبو محمد علي بن الحسن زين العابدين 38 _95 هـ.
5_
أبو جعفر محمد بن علي الباقر 57_114 هـ.
6_
أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق 83 _ 148 هـ.
7_
أبو إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم 128_183هـ.
1_ مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة د. ناصر القفاري 1/349.
8_
أبو الحسن علي بن موسى الرضا 148_202 أو 203 هـ.
9_
أبو جعفر محمد بن علي الجواد 195_220 هـ.
10_
أبو الحسن علي بن محمد الهادي 212_254هـ.
11_
أبو محمد الحسن بن علي العسكري 232_260هـ.
12_
أبو القاسم محمد بن الحسن المهدي.
ولكن هل استمرت على النحو الذي ذكروه، وهل سارت في طريقها الذي زعموه؟
الجواب لا؛ لأن إمامهم الحادي عشر _ الحسن العسكري _ توفي سنة 260هـ بلا عقب، كما قاله كبار المؤرخين، واعترفت به كتب الشيعة بأنه لم يُرَ له خلف، ولم يعرف له ولد ظاهر؛ فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمه.
ولقد تحير الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري بلا ولد، وتفرقوا _ فيمن يخلفه _ فرقاً شتى، بلغت _ كما قال المسعودي _ عشرين فرقة، أو خمس عشرة فرقة _كما يقول القمي_1.
"حتى إن بعضهم قال: إن الإمامة انقطعت، وكاد أن يكون موت الحسن بلا عقب نهاية للشيعة والتشيع؛ حيث سقط عموده وهو الإمام"2.
إلا أن فكرة الغيبة _ غيبة الإمام _ وهي عقيدة يهودية3_ "كانت هي القاعدة التي قام عليها كيان الشيعة بعد التصدع، وأمسكت ببنيانه عن الانهيار؛ ولهذا
1_ انظر منهاج السنة 4/87 و1/113_114 ومسألة التقريب 1/350.
2_
مسألة التقريب 1/350.
3_
انظر بذل المجهود في مشابهة الرافضة لليهود، لعبد الله الجميلي.
أصبح الإيمان بغيبة ابن الحسن العسكري هي المحور الذي تدور عليه عقائدهم، ودان بها أكثر الشيعة بعد تخبط واضطراب فلم يكن لهم من ملجأ إلا ذلك"1.
ومن هنا ادعوا أن للحسن العسكري ولداً، وقالوا: "إنه غاب عن الأعين، وله غيبتان: الغيبة الصغرى، والغيبة الكبرى.
كما كذبوا على جعفر أنه قال: للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة، والأخرى طويلة، والغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته، والأخرى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه"2.
ولقد اضطربت الشيعة في مسألة غيبة الإمام؛ فهي "في أركان المذهب الشيعي من المسائل التي حيرت كثيراً من الشيعة؛ لشكهم في أمره، وطول غيبته، وانقطاع أخباره"3.
ولعل هذا الاضطراب في مسألة غيبة الإمام _ يرجع إلى أن الأسباب التي يذكرها الشيعة علة لغيبته _ لا يقتنع بها عاقل؛ فالشيعة يعللون سبب غيبته بأنه يخاف القتل، مع أنهم يقولون: بأن الأئمة يعلمون متى يموتون، ولا يموتون إلا باختيار منهم، فكيف يحتجب خوفاً، وأمر الموت بيده؟! 4.
أما مكانه الذي غاب فيه فيزعمون أنه في سرداب سامراء؛ حيث دخل فيه وسيخرج منه في آخر الزمان.
1_ مسألة التقريب 1/350_351.
2_
الشيعة والتشيع ص351_352، وانظر الثورة الإيرانية في ميزان الإسلام للشيخ منظور نعماني ص146_147.
3_
مسألة التقريب 1/254.
4_
مسألة التقريب 1/354.