الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْيَحيَى:
من أهل بريدة.
وكان يقال لهم الكرداء تميزًا عن اليحيى الآخرين من أهل بريدة، وكان أسلافهم قبل ذلك في (وهطان) أحد خبوب بريدة الشرقية.
أطلعني الأستاذ عبد العزيز بن محمد اليحيى منهم أنه قد وجد وثيقة تبين أن أوائلهم كان يقال لهم الفَلْي على لفظ تصغير الفلو من الخيل في العامية أو الفليان وأنهم من أهل وهطان، وأخبروني أنهم يرجع نسبهم إلى الوهبة.
ورأس الأسرة هو (يحيى بن محمد الكردا) والكردا لقب عليه قيل: إن
سببه أنه سئل عما يعمل وكان يقطع العشب من الأرض فقال نكرد ها الأرض، والكرد هو الحك ولذلك جاء في مثل عامي (كرد علبا) وبعضهم يقول (والله لاكرد علباك) والعلبا هي ظهر الرقبة من جهة الخلف.
فقوله: أكرد الأرض يريد أنه يأخذ منها الحشيش الذي ليس طويلًا ولا كثيرًا.
وقد علق به هذه اللقب وبأسرته، ثم تركوه وترك الناس تلقيبهم به، واقتصروا على تسميتهم باسم (اليحيى).
ورأس الأسرة (يحيى بن محمد الكردا) ورد في وثائق عديدة سنورد بعضها، ولكنني رجعت إلى وصيته التي أملاها بنفسه لأرى كيف يسمى نفسه فوجدته يذكر اسمه فيها بلفظ (يحيى بن محمد الكردا) ولكنه ذكر أن جده والد والده أي جده القريب اسمه (فليان) فصح أن لقب الكردا كان عليه خاصة، لأنه لو كان لقبًا لأسرته قبله لذكره.
وسوف يأتي نقل وصيته والكلام عليها فيما بعد.
وقد قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن صالح بن رأس الأسرة يحيى الكردا يخاطب ابنه ويذكر أنه سماه على اسم جدهم يحيي:
يحيى على الجد سسميتك
…
واسمك هو اصل اسم الأجدادِ
بالدين والخير وصيتك
…
وأحذرك عن درب الاضدادِ
على المواجيب وصيتك
…
واسلك طواريق الأجوادِ
والضيف لي حل في بيتك
…
قدم له البن والزادِ
تراه لو يرتفع صيتك
…
لي صرت محروم وشي عادِ
وشتاك ما يضمنه صيفك
…
ومن قال أنا ضامنه غادي
دنياك ما هي عليّ كيفك
…
كل على الحوض ورَّادِ
مير اسمع يوم ناديتك
…
لا تتبع الكبر وعنادِ
وقد تردد اسم (يحيى الكردا) كثيرًا في الوثائق والمعاملات التي يكون طرفًا فيها أو شاهدًا عليها واستمر ذلك لأكثر من ستين سنة حسب ما رأيته، وقد نقلت أكثر ذلك في مواضعه من أسماء الأسر التي كتبت لها الوثائق أو شهدت فيها.
ولذلك يصعب عليّ متابعته هنا.
كما أنني نقلت بعضها في رسم (الكردا) في حرف الكاف، وذلك لورود الاسم في الوثائق، وكون الذي يطلع عليها لابد له من أن يتساءل عن (الكردا) هذا لأن هذا الاسم لهم نسبي كما قدمت.
من ذلك هذه الوثيقة الواضحة الخط والأسلوب، لأنها بخط كاتب حسن الخط هو لبيدان بن محمد (البيدان) كتبها في 27 ربيع سنة 1269 هـ.
وهي مدينة بين يحيى بن محمد الكردا وبين محمد آل عبد الرحمن الربدي.
والدين فيها ألفان وستون وزنة تمر منه ستمائة وزنة موجلات يحل أجل الوفاء بها في المحرم افتتاح سنة 1271 هـ. والباقي حالّ أي واجب الأداء حالًا، فليس بمؤجل وأيضًا تسعمائة وخمسة وستون صاعًا برًا نقيًا، ومائتا صاع شعير البر حالّ، والشعير مؤجل يحل في رجب عام 1269 هـ.
وأيضًا أربعة وأربعون ريالًا ونصف ريال سلف بمعنى أنه ليس فيها ربح للدائن وهو الربدي وليس لها أجل معين كما هي حال السلف الذي هو القرض الحسن.
وكما تنوع الدين تنوع الرهن به فهو نخله في وهطان جذعه وفرعه، ومعنى ذلك أن يحيى الكردا كان يملك هذا النخل، ولو كان فلاحًا فيه يملك غيره أصل نخله لما كان الرهن لجذعه وأصله بمعنى أصل النخل.
وكذلك من الرهن قليبه في الباطن والباطن ذكرته في (معجم بلاد القصيم) وإنه جزء من مجرى وادي الرمة العظيم، وكان الناس يزرعون على الآبار فيه الطيب أرضه ووفرة الماء في آباره، وأوضح بأنه ليس المراد بالقليب مجرد البئر، وإنما المراد زرعها في الأرض التي تتبعها وأصلها كذلك.
ومن الرهن أيضًا دبشه، وهي الحيوان الذي لديه وقد فصلت الوثيقة ذلك وهو أنه خمس نياق ملحاوين أي اثنتان منها لونها أملح وهو الأسود وواحدة حمراء وواحدة شعلا أي بيضاء اللون، وواحدة زرقاء، وزرقة الناقة ليست كزرقة القماش، بل هي تميل إلى السواد الخفيف.
وكذلك بقره، أي البقرات التي عنده وهي اثنتان حمر، وأيضًا حمارة سمراء، والشاهد على ذلك حسين الهديب.
وتحتها وثيقة مداينة أخرى الدين فيها ألف وثمانمائة واثنتان وثلاثون وزنة تمر شقر منها ألف ومائة وزنة يحل أجلها في المحرم افتتاح سنة 1271 هـ.
وهذه الوثيقة المكتوبة في عام 1255 هـ. فيما يظهر من حلول الدين فيها الذي أوله يحل في سنة 1256 هـ. والعادة أن الأجل الأول للدين يكون بعد سنة أو نحوها من كتابته، وهي بخط عبد الله بن رواف.
والوثيقة مبايعة بين (يحيى الكردا) وبين متيعب بن عمران، وأقول: إن الذي أعرفه عن هذا الرجل أن اسمه متعب بالتصغير وربما كان الكاتب عدل عن التصغير إلى التكبير في اسمه.
فباع متعب على يحيى نصف قليبه المعروفة بالمتينيات، والثمن خمسة وعشرون ريالًا، والذي وصله من هذا الثمن هو ثمانية أريل والباقي مؤجل ثلاثة مواسم والمواسم جمع موسم وهو إبان جداد النخل وصرامة وأيضًا هو زمن طيب القمح وجني محصوله.
وذكر أن نجم الثالث سنة ثمان وخمسين بعد الألف والمائتين من الهجرة النبوية.
ثم قالت الوثيقة: ويحيى اشترى نصف هذا القليب حيَّه وميته أي ما يتبعها من أرض معمورة بالزراعة وغير عامرة بالزراعة ثم ذكر تحديدها.
الشهود: خضير بن خميس وهو شخص له أهمية، وإبراهيم القاضي وحفير بن هاشل من الهاشل أبناء عم المشيقح.