الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- صلى الله عليه وسلم؟ ولقد برهن على وجود ذلك فيه: صحة رأيه، وصواب تدبيره، وحسن تأليفه، ومكارم أخلاقه، صلى الله عليه وسلم (1).
فإذا قام الداعية بسلوك هذا المسلك بإخلاص، وصدق وعزيمة، اكتسب من الحكمة في الدعوة إلى اللَّه مكتسباً عظيماً.
و
طرق السياسة الحكيمة في الدعوة إلى اللَّه عز وجل
- كثيرة، منها ما يأتي:
1 - تحري أوقات الفراغ، والنشاط
، والحاجة عند المدعوين حتى لا يملوا عن الاستماع، ويفوتهم من الإرشاد والتعليم النافع، والنصائح الغالية الشيء الكثير، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتخول أصحابه بالموعظة كراهة السآمة عليهم، فعن عبد اللَّه بن مسعود رضي الله عنه قال:((كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا)) (2).
ولهذا طبق الصحابة هذه السياسة، فقد كان عبد اللَّه بن مسعود يذكِّر الناس في كل خميس، فقال له رجل: يا أبا عبد الرحمن، لوددت أنك ذكرتنا كل يوم، قال: أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم، وإني أتخولكم بالموعظة كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بها
(1) انظر: هداية المرشدين، للشيخ علي بن محفوظ، ص24 و31.
(2)
البخاري مع الفتح، كتاب العلم، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا، 1/ 162، (رقم 68)، وباب من جعل لأهل العلم أياماً معلومة، 1/ 163، (رقم 70)، ومسلم، كتاب صفات المنافقين، باب الاقتصاد في الموعظة، (رقم 2821).