الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أولاً: أساليب الدعوة:
الأسلوب: الطريق والفن. يقال: هو على أسلوب من أساليب القوم: أي على طريق من طرقهم. ويقال: أخذنا في أساليب من القول: فنون متنوعة (1).
وأساليب الدعوة: هي العلم الذي يتصل بكيفية مباشرة التبليغ، وإزالة العوائق عنه.
والمصادر الأساسية التي يستمد الداعية ويتعلم أساليب دعوته الحكيمة منها هي: كتاب اللَّه - تعالى -، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وسيرة السلف الصالح: من الصحابة الكرام، والتابعين لهم بإحسان من أهل العلم والإيمان.
وتقوم أساليب الدعوة الحكيمة الناجحة المؤثرة على الأساليب الآتية:
1 -
تشخيص وتحديد الداء في المدعوين، ومعرفة الدواء: فإن طبيب الأبدان الحاذق الحكيم يشخص ويعرف الداء أولاً، ثم يصف ويُعيِّن العلاج ثانياً على حسب الداء. والداعية إلى اللَّه - تعالى - هو طبيب الأرواح والقلوب فعليه أن يسلك هذا الأسلوب في معالجة الأرواح. والداء عند الناس قد يكون كفراً، وقد يكون
(1) انظر: القاموس المحيط، فصل السين، باب الباء، ص125، والمصباح المنير، مادة >سلب<، 1/ 248، والمعجم الوسيط، مادة >سلب<، 1/ 441.
معصية، فعلى الداعية أن يعطي الدواء على حسب الداء؛ فإن دواء الكفر الإيمان باللَّه، وبما جاء عنه وعن رسوله صلى الله عليه وسلم. ودواء المعاصي كبائرها وصغائرها التوبة إلى اللَّه - تعالى - والإقبال إليه، والإكثار من الطاعات المكفِّرة للسيئات، وهكذا لكل داء دواء.
2 -
إزالة الشبهات التي تمنع المدعوين من رؤية الداء والإحساس به: ولاشك أن الشبهات: هي ما يثير الشك والارتياب في صدق الداعية وحقيقة ما يدعو إليه، فيمنع ذلك من رؤية الحق والاستجابة له، أو تأخير هذه الاستجابة.
3 -
ترغيب المدعوين وتشويقهم: إلى استعمال الدواء، والاستجابة وقبول الحق، والثبات عليه. وترهيبهم من ترك الدواء بكل ما يخوف ويحذر من عدم الاستجابة، أو عدم الثبات على الحق بعد قبوله.
4 -
تعهد المستجيبين من المدعوين: بالتربية والتعليم، والتوجيه؛ لتحصل لهم المناعة ضد دائهم القديم. ومن أعظم وسائل
التربية المؤثرة: الاتصال بكتاب اللَّه - تعالى - تلاوةً،
وتدبراً، وفهماً، والاتصال الدائم بالسنة النبوية، وسيرة السلف الصحابة رضي الله عنهم. فعلى الداعية أن يعين المستجيبين على هذه الأمور العظيمة.
5 -
تقوم جميع الأساليب على: أسلوب الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن، ثم استخدام القوة للمعاندين