الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنا يزيد بن هارون، أنا ابن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي، قَالَ: زعم أبو محمد أن الوتر واجب، فقال عبادة بن الصامت كذب أبو محمد. . . . . الحديث.
وَمِمَّنْ وَافَقَ مَالِكًا وَأَبَا غَسَّانَ عَلَى ذَلِكَ زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، رَوَاهُ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، كَذَلِكَ ذَكَرَهُ أَبُو عَلِيِّ بْنُ السَّكَنِ وَذَكَرَ أَيْضًا أنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: أنا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الصُّنَابِحِيِّ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ
الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنْ قَرْنِ الشَّيْطَانِ فَإِذَا طَلَعَتْ قَارَنَهَا، وَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ثُمَّ قَالَ: هَؤُلاءِ
مَالِكٌ وَأَبُو غَسَّانَ وَزُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَحَفْصُ بْنُ
مَيْسَرَةَ كُلُّهُمْ يَقُولُ فِيهِ: عَبْدُ اللَّهِ الصُّنَابِحِيُّ، نَصَّ حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ عَلَى سَمَاعِهِ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هَذَا الْحَدِيثِ، وَتَرْجَمَ ابْنُ السَّكَنِ لاسْمِهِ فِي الصَّحَابَةِ، وَقَالَ: يُقَالُ: لَهُ صُحْبَةٌ، مَعْدُودٌ فِي الْمَدَنِيِّينَ، رَوَى عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، قَالَ: وَيُقَالُ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ الصُّنَابِحِيَّ غَيْرُ مَعْرُوفٍ فِي الصَّحَابَةِ
وسأل عباس الدوري يحيى بن معين عن هذا فقال: عبد الله الصنابحي روى عنه المدنيون، يشبه أن تكون له صحبة.
ثم قَالَ الشيخ أبو الحسن بن القطان رحمه الله: والمتحصل من هذا أنهما رجلان: أحدهما أبو عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي ليست له صحبة يروي عن أبي بكر وعبادة، والآخر عبد الله الصنابحي يروي أيضًا عن أبي بكر وعن عبادة، والظاهر منه أن له صحبة ولا أبت ذلك، ولا أيضا أجعله أبا عبد الله عبد الرحمن بن عسيلة، فإن توهيم أربعة من الثقات في ذلك لا يصح، فاعلمه.
قال القاضي أبو عبد الله بن المواق رحمه الله: تكلم أبو الحسن على هذا الحديث كلاما جيدا، ومع ذلك فعليه فيه أدراك.
أحدها: عدة حديث صلاة أبي بكر وقراءته في المغرب {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا} [آل عمران: 8] مما رواه مالك، فقال فيه عن عبد الله الصنابحي فإنه وهم، وإنما قَالَ فيه مالك «عن أبي عبد الله الصنابحي» ، روى الرواة عن مالك، عن أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عبادة بن نسي، عن قيس بن
الحارث، عن أبي عبد الله الصنابحي، أنه قَالَ: قدمت المدينة في خلافة أبي بكر الصديق، فصليت وراءه المغرب، فقرأ في الركعتين الأوليين بأم القرآن و { [من قصار المفصل، ثم قام في الثالثة فدنوت منه حتى أن ثيابي لتكاد أن تمس ثيابه، فسمعته قرأ بأم القرآن وهذه ال::] رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} [آل عمران: 8]، الثاني: قوله: عبد الله الصنابحي روى عن أبي بكر فإنه أيضًا وهم جره وهمه الأول، فإنه لما اعتقد أنه الراوي حديث صلاة أبي بكر في المغرب عد فيمن روى عنه عبد الله الصنابحي أبا بكر وليس كذلك، فإن عبد الله الصنابحي لا تعرف له رواية إلا في الأحاديث الثلاثة: حديث الوضوء، وحديث إن الشمس تطلع، وحديث الوتر، فاعلمه.
الثالث: قوله إن مالكا لم يعرفه فأسماه عبد الله، فإن الناس كلهم عبيد الله، ونسبه هذا إلى من يقوله ولم يسم أحدًا وهو خطأ من قائله، فإن مالكا رحمه الله أشد الناس تحفظًا وتورعًا في رواية الحديث والإتيان به على نص ما سمعه، ويشهد على صحة ما قلناه وخطأ من قَالَ ذلك أنه ذكره في حديث صلاة أبي بكر المغرب على ما سمعه من أبي عبيد، فقال عن أبي عبد الله الصنابحي، فدل ذلك أنه في الحديثين أتى به على ما سمع من زيد بن أسلم والله أعلم، وقد قَالَ أبو عمر بن عبد البر: ما أظن هذا الاضطراب جاء إلا من زيد بن أسلم، قَالَ القاضي أبو عبد الله محمد بن أبي يحيى: لو كان مالك هو الذي أسماه في الحديثين لأنه لم يعرفه كما زعم هذا القائل لأسماه في هذا أيضًا كذلك، وإنما نقل رحمه الله ما سمع.
الرابع: أنه أغفل من قول ابن معين وغيره في عبد الله الصنابحي ما يقوي مذهبه فيه، وذلك ما روى ابن أبي خيثمة، قَالَ: قَالَ لي يحيى بن معين: الصنابحي عبد الرحمن بن عسيلة لم يلق النبي صلى الله عليه وسلم، وعبد الله الصنابحي، ويقال أبو عبد الله الصنابحي لقي النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ القاضي أبو عبد الله: ففرق ابن معين بينهما، وأثبت لأحدهما الصحبة ونفاها عن الآخر، وذكر البخاري في التاريخ حديث مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الوضوء، ثم قَالَ وتابعه ابن أبي مريم، عن أبي غسان، عن زيد، قَالَ القاضي أبو عبد الله: وأخرج النسائي، الحديثين في مسند مالك، ولو كانا عنده على الوهم ما أخرجهما، وكذلك خرجهما في المصنف ولم يذكر أنهما مرسلان، وذكر مسلم في التمييز أحاديث نسب الوهم فيها إلى مالك، ولم يذكر هذين الحديثين فيها، وذكره أبو القاسم ابن عساكر في الأطراف فجعله في عداد الصحابة من العبادلة، وذكر ابن ماجه القزويني روى حديث الوضوء منها عن سويد بن سعيد، عن حفص بن ميسرة، عن زيد بن أسلم، نحو رواية مالك، وأنه روى حديث «إن الشمس تطلع ومعها قرن الشيطان» ، عن إسحاق