المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة»والحمد لله حق حمده وفيه أيضا سمع من البلاغ - ملء العيبة بما جمع بطول الغيبة - جـ ٥

[ابن رشيد]

فهرس الكتاب

- ‌سَتَأْتُونَ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يَضْحَى النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا فَلا يَمَسَّنَّ مِنْ

- ‌«مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي»ومما قرئ عليها، وأنا أسمع بالروضة

- ‌«لا يَدْخُلُ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ النَّارَ»

- ‌خَيْرَ مَا رُكِبَتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ مَسْجِدِي هَذَا وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ»

- ‌صَلاةٌ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِي مَا سُوَاهُ إِلا مَسْجِدَ الْكَعْبَةِ» .قُلْتُ: كَذَا سَمِعْنَا هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى

- ‌اقْرَءُوهَا عَلَى مَوْتَاكُمْ يَعْنِي يس» هَذَا أَوَّلُ حَدِيثٍ مِنَ الْجُزْءِ

- ‌لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ يَنْظُرُ إِلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا تَحْتَ قَدَمْيَهِ، فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ

- ‌«مَنْ رَآنِي بَعْدَ مَوْتِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي»

- ‌«مَنْ زَارَ قَبْرِي وَجَبَتْ لَهُ شَفَاعَتِي»وبه أنا شيخ الإسلام، أنا أبو الحسن علي بن أبي طالب الخوارزمي

- ‌نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ إِذَا تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ»

- ‌أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلاةَ عِنْدَ هَذِهِ الأُسْطِوَانَةِ، قَالَ: فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى الصَّلاةَ

- ‌كَانَ جِدَارُ الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْمِنْبَرِ مَا كَادَتِ الشَّاةُ تَجُوزُهَا» ، قُلْتُ: يَعْنِي الْجِدَارَ الْقِبْلِيَّ، وَكَذَلِكَ كَانَ أَيْضًا

- ‌مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ، وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي»فائدة في الاقتداء بشيوخ الاهتداء:

- ‌نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ إِذَا تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ» قَوْلُهُ: إِذَا تَوَارَتْ يَعْنِي الشَّمْسَ

- ‌إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَلا يَسْعَى وَلَكِنْ يَمْشِي وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ وَلْيُصَلِّ مَا أَدْرَكَ وَلْيَقْضِ مَا

- ‌إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ خَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ فِيهِ وَخَرَجَتْ خَطَايَاهُ مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ خَرَجَتْ

- ‌إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فَمَضْمَضَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ فِيهِ، فَإِذَا اسْتَنْثَرَ خَرَجَتِ الْخَطَايَا مِنْ أَنْفِهِ، فَإِذَا

- ‌الشَّمْسَ تَطْلُعُ مِنْ قَرْنِ الشَّيْطَانِ فَإِذَا طَلَعَتْ قَارَنَهَا، وَإِذَا ارْتَفَعَتْ فَارَقَهَا» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ثُمَّ قَالَ: هَؤُلاءِ

- ‌الشَّمْسَ تَطْلُعُ بِقَرْنَيِ الشَّيْطَانِ» فَذَكَرَ الْحَدِيثَخرجه الدراقطني في اختلاف الموطآت فقال: أنا أحمد بن

- ‌أَنَا فِرْطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ، وَأَنَا مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلا تَرْجِعَنَّ بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضَكُمْ

- ‌أَرَاكَ تَتَحَرَّى الصَّلاةَ عِنْدَ هَذِهِ الأُسْطِوَانَةِ، قَالَ: «فَإِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى الصَّلاةَ

- ‌مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي»

- ‌كَانَ جِدَارُ الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْمِنْبَرِ مَا كَادَتِ الشَّاةُ تَجُوزُهَا»

- ‌مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي»ذكر سفرنا من المدينة إلى مكة شرفها

- ‌الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنِ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»هذا الحديث وهو مخرج في

- ‌رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فَقَالَ: اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ

- ‌رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً فِي وَجْهِهَا سَفْعَةً فَقَالَ: اسْتَرْقُوا لَهَا فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ "فالأول من المشائخ

- ‌الْمُلْتَزَمُ مَوْضِعٌ يُسْتَجَابُ فِيهِ الدُّعَاءُ، وَمَا دَعَا عَبْدٌ اللَّهَ تَعَالَى فِيهِ دَعْوَةً إِلا اسْتَجَابَهَا» أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ

- ‌مَا مِنْ أَيَّامٍ أَحَبَّ إِلَيْهِ الْعَمَلَ، أَوْ أَفْضَلَ، مِنْ أَيَامِ الْعَشْرِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ

- ‌إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّي فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ

- ‌مَنْ كَانَ لَهُ ذَبْحٌ يَذْبَحُهُ فَإِذَا أَهَلَّ هِلالَ ذِي الْحِجَّةِ فَلا يَأْخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ»

- ‌كُلُّ شَيْءٍ بِقَدَرٍ حَتَّى الْعَجْزَ وَالْكَيْسَ أَوِ الْكَيْسَ وَالْعَجْزَ» ، قَالَ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ خَلْفُونٍ: هَكَذَا رَوَى

- ‌نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ»ومنه

- ‌شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِطْرًا أَوْ أَضْحًى، فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمْ خَيْرًا، فَمَنْ أَحَبَّ

- ‌شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَيْ عِيدَيْنِ فِطْرٍ وَأَضْحًى، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلاةِ أَقْبَلَ عَلَيْنَا

- ‌مَنْ يَقُلْ عَلَيَّ مَا لَمْ أَقُلْ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ»هذا أول حديث منها، ولنا منها نسخة، وهي عشرون

- ‌بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ»والحمد لله حق حمده وفيه أيضا سمع من البلاغ

- ‌لِكُلِّ شَيْءٍ زَكَاةً وَزَكَاةُ الدَّارِ بَيْتُ الضِّيَافَةِ»هذا الحديث آخر ما في الجزء، وعندي منه نسخة.ومن

- ‌كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لا يُبْدَأُ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ فَهُوَ أَقْطَعُ»بهذا الحديث افتتح خطبة الكتاب، وقفت على

- ‌بَخٍ بَخٍ بِخَمْسٍ مَا أَثْقَلُهُنَّ فِي الْمِيزَانِ» ! قَالَ، قُلْتُ: وَمَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ

- ‌بَزَقَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ثَوْبِهِ وَحَكَّ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ» .نا مُوسَى، نا حَمَّادٌ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ

- ‌طَبَقَاتُ أُمَّتِي خَمْسُ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ مِنْهَا أَرْبَعُونَ سَنَةً، فَطَبَقَتِي وَطَبَقَةُ أَصْحَابِي أَهْلِ الْعِلْمِ وَالإِيمَانِ

- ‌دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ»قال محمد بن رشيد: لا نعلم في

- ‌مَنْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ عَرَفَةَ الَّتِي بَعْدَ يَوْمِ عَرَفَةَ قَبْلَ أَنْ يَطْلُعَ الْفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ»

- ‌{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة: 3] قَالَ عُمَرُ:

- ‌مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِجِنَازَةٍ، فَقَالَ: كَمْ تَرَكَ؟ قَالُوا: تَرَكَ دِينَارَيْنِ: قَالَ: كَيَّتَيْنِ

- ‌الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتَّوَلَةَ شِرْكٌ» ، فَقُلْنَا: هَذِهِ الرُّقَى وَالتَّمَائِمُ عَرَفْنَاهَا، فَمَا التَّوَلَةُ؟ قَالَ: شَيْءٌ تَجْعَلُهُ

- ‌مَنْ أَصْدَقَ امْرَأَةً صَدَاقًا، وَهُوَ مُجْمِعٌ أَنْ لا يُوَفِيَهَا إِيَّاهُ ثُمَّ مَاتَ وَلَمْ يُوَفِّهَا إِيَّاهُ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل وَهُوَ

- ‌مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ عَلِيٌّ مَوْلاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ»

- ‌اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ كُلِّ شَرٍّ، وَلا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ، فَإِنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ

- ‌عُرِضْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَنَا ابْنُ ثَلاثَ عَشْرَةَ، فَرَدَّنِي وَعُرِضْتُ عَلَيْهِ يَوْمَ

- ‌قَدِمَ رَجُلانِ مَعِي مِنْ قَوْمِي، قَالَ: فَأَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَا وَتَكَلَّمَا فَجَعَلا يَعْرِضَانِ

- ‌أَخَذَ سَيْفًا وَأَصْحَابُهُ حَوْلَهُ، فَقَالَ: مَنْ يَأْخُذُ هَذَا السَّيْفَ؟ فَبَسَطُوا أَيْدِيَهُمْ، يَقُولُ هَذَا أَنَا وَهَذَا أَنَا

- ‌أَحَبُّ الأَيَّامِ إِلَى اللَّهِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَأَحَبُّ الْبِقَاعِ إِلَى اللَّهِ الْمَسْاجِدُ، وَأَبْغَضُ الْبِقَاعِ إِلَى اللَّهِ

- ‌لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مِنَ الْوِحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا أَسْرَى رَاكِبٌ بِلَيْلِ وَحْدَهُ أَبَدًا»

- ‌الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا أَهْلَ الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»قال الحافظ أبو طاهر: قَالَ لي

- ‌الْتَمِسُوا الرِّزْقَ فِي خَبَايَا الأَرْضِ»

- ‌الْوَلاءُ لِمَنْ أَعْتَقَ»

- ‌نَهَى عَنْ بَيْعِ الْوَلاءِ وَعَنْ هِبَتِهِ»تنبيه: ابن أبي شريح هذا شيخ مشهور صحيح السماع من البغوي وغيره

- ‌الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»

- ‌الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ»

- ‌مَنْ أَضَافَ مُؤْمِنًا فَكَأَنَّمَا أَضَافَ آدَمَ، وَمَنْ أَضَافَ اثْنَيْنِ فَكَأَنَّمَا أَضَافَ آدَمَ وَحَوَّاءَ، وَمَنْ أَضَافَ ثَلاثَةً

- ‌فِي الْمُحَرَّمِ يُدْخَلُ الْبُسْتَانُ؟ قَالَ: نَعَمْ وَيُشَمُّ الرَّيْحَانُ "انتهت الأحاديث ونقلتها من خطي الذي كنت

- ‌كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ إِلا الْمُرَابِطَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ تَعَالَى فَإِنَّهُ يَنْمُو لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ

- ‌الْفِطْرَةُ خَمْسٌ: الاخْتِتَانُ، وَالاسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأَظَفَارِ، وَنَتْفُ الإِبِطِ "أنشدنا شيخنا

- ‌لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا تُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» رَوَيْنَا عَنْ

- ‌نَهَى عَنْ ثَمَنِ الْكَلْبِ وَمَهْرِ الْبَغِيِّ وَحُلْوَانِ الْكَاهِنِ»

- ‌لا تَبِيعُوا الذَّهَبَ بِالذَّهَبِ إِلا مِثْلا بِمِثْلٍ، وَلا تَشُفُّوا بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ وَلا تَبِيعُوا مِنْهَا غَائِبًا بِنَاجِزٍ»

- ‌مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ، وَأَنِّي مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ»قلت: أبا الطاهر

- ‌لا يَخَافَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا ذَنْبَهُ، وَلا يَرْجُوَنَّ إِلا رَبَّهُ، وَلا يَسْتَحِي مَنْ لا يَعْلَمُ أَنْ يَتَعَلَّمَ، وَلا يَسْتَحِي مَنْ

- ‌سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ لا تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ كَمَا تَنْظُرُونَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ لا يُغْلَبَ

- ‌لا إِلَه إِلا اللَّهُ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فَتْحٌ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمْأَجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ وَحَلَّقَ

- ‌يُنَزِّلُ رَبُّنَا تبارك وتعالى، كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَي ثُلُثُ اللَّيْلِ فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي

- ‌مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ، لا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ

- ‌«اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ»

- ‌إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، قَالَ: اللَّهُمَّ خِرْ لِي وَاخْتَرْ لِي

- ‌يُكْثِرُ هَذَا الدُّعَاءَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ وَاسِعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي»وهذا الجزء العاشر معظمه في الدعاء

الفصل: ‌بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة»والحمد لله حق حمده وفيه أيضا سمع من البلاغ

وَسِتِّ مِائَةٍ أَوَّلُهُ الْخُطْبَةُ وَآخِرُهُ بَابٌ يَتْلُوهُ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، عَنْ جَرِيرٍ، قَالَ: «

‌بَايَعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلاةِ»

والحمد لله حق حمده وفيه أيضا سمع من البلاغ

بخط الجمال القاري عند قوله: عن أنس بن مالك، قَالَ: " كان أبو ذر يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فرح عن سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم» الحديث إلى آخره، وهو حديث جابر بن عبد الله يَقُولُ عن النبي صلى الله عليه وسلم:

ص: 177

«لكل نبي دعوة قد دعا بها في أمته وخبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» .

على المشائخ الثلاثة عشر ثم ذكر المشائخ العشر، وزاد فيهم تاج الدين أبا الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن عَلِيٍّ القرطبي، والصالح أبا عبد الله محمد بن حميد بن مسلم بن الكميت، وضياء الدين أبا بكر عتيق بن أبي الفضل بن مُحَمَّدِ بْنِ سلمان السلماني.

وذكر سماع القرطبي من أبي عبد الله محمد بن عَلِيِّ بْنِ صدقة الحراني، عن أبي عبد الله الْفُرَاوِيّ سماعا، وذكر سماع الضياء عتيق من الحافظ أبي القاسم علي بن الْحَسَنِ بْنِ عساكر، وذكر سماع بن الكميت، من المؤيد الطوسي ثم أكمل الطبقة.

وفي الجزء الثاني: سمع الجزء على المشائخ الأحد عشر، فذكر السخاوي، وابن الصلاح وابن مميل، والمالقي، والبكري، وابن الأزهر، وأبا العز مفضلًا، وابن الكميت، والصوري، والصفار الإسفرايني، وعتيقا السلماني، ثم ذكر أسانيدهم، وذكر السماع إلى نصف الجزء عند قوله: " وناه إسحاق بن إِبْرَاهِيمَ التاجر، قَالَ: أخبرنا

ص: 178

جرير.

ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا حسين بن عَلِيٍّ، عن زائدة كلاهما، عن المختار، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ الله: {إِنَّ الشِّرْكَ} [لقمان: 13] الحديث.

ثم ذكر السماع أيضا إلى آخر الجزء على هذه الصورة.

ص: 179

وفي الجزء الثالث: سمعه على المشائخ الثلاثة عشر: السخاوي، وابن الصلاح، وابن مميل، والبكري، وابن الأزهر، والقرطبي، والمالقي والعسقلاني، وابن الكميت، وأبو العز، والاسفرايني، والصوري، وعتيق، ثم ذكر الأسانيد وذكر السامعين، وأول الجزء، باب الوضوء.

انتهى ما وجدته بخط صاحبنا، وبإفادته لنا ذلك، ولم يتأت له نقل ما في بقية الأجزاء لعارض السفر، أو لشاغل شغله، ولم يبين آخر هذا الجزء الثالث، إما غفلة وإما لأنه اعتمد على بيان الأوائل بحسب ترتيب الأجزاء إذ ببيان ما في أول الجزء والثاني يتبين آخر ما قبله، والله المرشد.

وقد أفادني صاحبنا ورفيقنا في هذه الوجهة الكريمة المقري الفاضل الصالح أبو محمد عبد الله بن عَلِيِّ بْنِ سليمان القاضي الأنصاري، الكحال في ما أطلعنا عليه من ثبت أسمعته بدمشق إذ كان قد أقام بها مدة طويلة، بعد قفوله من الحج معنا، فتمتع بلقاء كثير ممن لم يقدر لنا لقاؤه أو الاستكثار مما عنده، فكان من جملة ذلك سماعه لصحيح مسلم، عن ابني سباع: الإمام العالم المفتي العلامة تاج الدين أبي محمد عبد الرحمن بن الفقيه المقري أبي إسحاق إبراهيم بن سباع بن ضياء الفزاري البدري الشافعي، وعلى أخيه شقيقه إمام القراء صدر النحاة شرف

ص: 180

الدين أبي العباس أحمد، بحق سماعهما من الحافظين أبي عمرو بن الصلاح وتقي الدين أبي إسحاق إبراهيم بن مُحَمَّدِ بْنِ الأزهر الصريفيني، والحافظ الشريف صدر الدين أبي على الحسن بن مُحَمَّدِ بْنِ محمد بن البكري التيمي، والمحدث النحوي زين الدين أبي زكريا يحيى بن على بن أَحْمَدَ غالب الضرمى، والفقيه الرحال بدر الدين أبي العز المفضل بن عَلِيِّ بْنِ عبد الواحد القرشي، والمحدث الزاهد مجد الدين أبي عبد الله محمد بن عُمَرَ بْنِ الصفار الإسفراييني، وجمال الدين أبي الحسن علي بن يوسف بن أبي الحسن الصوري التاجر، وأبي عبد الله محمد بن حميد بن مسلم بن الكميت الحراني، بسماعهم من أبي الحسن المؤيد بن مُحَمَّدِ بْنِ علي الطوسي المقري بنيسابور جبرها الله تعالى.

وبسماعهما من الشيوخ القاضي تاج الدين أبي المعالي أحمد بن مُحَمَّدِ بْنِ هبة الله بن مُحَمَّدِ بْنِ الشيرازي، والحافظ تاج الدين أبي الحسن محمد بن أبي جعفر أحمد بن عَلِيٍّ القرطبي، والصدر الكبير نجم الدين أبي محمد الحسن بن سالم بن عَلِيِّ بْنِ سلام الدمشقي، بسماعهم من أبي عبد الله محمد بن عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحسن بن صدقة الحراني.

وبسماعهما من الشيخ جمال الدين أبي عبد الله محمد بن عَلِيِّ بْنِ محمود العسقلاني، بسماعه من أبي الفتح منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن الْفُرَاوِيّ الصاعدي.

وبسماعهما من الشيخ الإمام العلامة علم الدين أبي الحسن علي بن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الصمد السخاوي، بإجازته وإجازة الشيخ تقي الدين بن الصلاح من منصور بن الْفُرَاوِيّ هذا، بسماعهم ثلاثتهم من الإمام الفقيه أبي عبد الله محمد بن الفضل بن

ص: 181

أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُرَاوِيّ، بسماعه من أبي الحسين عبد الغافر بن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الغافر الفارسي، وبسماع الشيخ علم الدين السخاوي، من الإمام الزاهد أبي القاسم بن فيره الشاطبي، بسماعه من أبي الحسن علي بن هذيل، بسماعه من أبي داود المقري، بسماعه من أبي العباس العذري، بسماعه من أبي العباس الرازي، بسماعهما من الجلودي، بسماعه من ابن سفيان الفقيه، عن المصنف.

وبسماعهما من الشيخ ضياء الدين أبي بكر عتيق بن أبي الفضل سلامة السلماني للجزء الأول والنصف الأخير من الجزء الثاني والجزء التاسع والعاشر، ومن أول الجزء السابع عشر إلى آخر الحادي والثلاثين، ومن أول الرابع والثلاثين إلى آخر السابع والثلاثين، من مقدار الربع الأول من الجزء التاسع والثلاثين إلى آخر الثالث والأربعين.

وبسماعهما من الشيخ العدل صفي الدين أبي البركات عمر بن عبد الوهاب بن أبي عبد الله محمد القرشي، من أول الجزء التاسع عشر، إلى آخر الحادي والعشرين، من منتصف السادس والعشرين إلى آخر الثالث والثلاثين، ومن أول السادس والثلاثين إلى آخر الأربعين.

وبسماعهما من الحافظ الكبير مؤرخ الشام أبي القاسم علي بن الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشافعي، وهذه التجزئة المشار إليها تجزئة أصله، وهو أربعة وأربعون جزءا بحق سماع الحافظ رحمه الله لجميع الصحيح بقراءته بنيسابور على أبي عبد الله الْفُرَاوِيّ عن الفارسي عن الجلودي، عن ابن سفيان، عن مسلم، وكمل ذلك لصاحبنا أبي محمد في تسعة عشر مجلسا، أولها يوم الأحد ثاني شهر رمضان وآخرها يوم الأحد ثامن شوال عام ستة وثمانين وست مائة، بقراءة صاحبنا علم الدين البزرالي.

ص: 182

قال محمد بن رشيد: نقلت طبقة السماع مختصرا من خط أبي الوليد محمد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الله التجيبي بن الحاج، والتصحيح عليها بخط ابني سباع عبد الرحمن وأحمد، والله ينفع بذلك.

قال ابن رشيد وفقه الله: وقد كنت لقيت بدمشق عام أربعة وثمانين تاج الدين أبا محمد عبد الرحمن، وهو المعروف بتاج الدين الفركاح، وهو أحد أعلام فقهاء دمشق وعلمائها، لقيته بجامع دمشق، الأعظم فأعلمت به، فسلمت عليه ولم يقض منه سماع البتة ولا إجازة في ما علمت الآن، والسماع رزق، وكان ذلك لما لزمني من المرض بدمشق، مما قطعني عن نيل آمالي بها إلى أن أعجل رحيل الحاج، والله المحمود والمشكور، على كل حال.

وإنما كتبنا هذا الطبقة هنا لينظر هل سماع شيخنا أبي اليمن في الأجزاء الباقية التي لم تسم موافق لهذا أم لا؟ وإن كان وقع في المسماة بعض اختلاف.

ومن خط صاحبنا أبي عبد الله: قرأت على شيخنا أبي اليمن رضي الله عنه بمنه وجزاه خيرا الجزاء القصيدة الموسومة بحرز الأماني ووجه التهاني إنشاء أبي القاسم ابن فيره، وأذن لي في روايتها عنه، عن الإمام العالم أبي الحسن علي بن مُحَمَّدِ بْنِ عبد الصمد السخاوي، سماعا غير مرة، عن المنشئ المذكور سماعا وشرحا وقراءة وعربية، وكملت قراءتها في الثاني لذي حجة من سنة أربع وثمانين وست مائة تجاه الكعبة المعظمة شرفها الله، قاله محمد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن الحكيم وفقه الله وكتب حامدا لله ومصليا على رسوله ومسلما.

ص: 183

وقرأت له في هذا اليوم بعض كتاب مقامات الحريري، وناولني جميعها وأذن لي في روايتها عنه، عن شيخه الإمام أبي عبد الله الحسين بن إِبْرَاهِيمَ الإربلي، سماعا عليه بقرءاته، عن أبي طاهر بركات بن إِبْرَاهِيمَ القرشي الخشوعي، سماعا، قلت: يعني عن الحريري إجازة.

قال ذلك محمد المذكور حامدا لله ومصليا على رسوله ومسلما بالمسجد الحرام، وكتب الشيخ ما نصه: صحيح ذلك، كتبه أبو اليمن عفا الله سبحانه عنه حامدا ومصليا ومسلما.

ومن خط صاحبنا الوزير أبي عبد الله حفظه الله ما نصه: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله وصلواته على سيدنا محمد رسوله الكريم، وعلى آل محمد وصحبه وسلم تسليما.

المملوك المستحق بالفضائل التي يعجز عن شكرها لسانه، ولو أربى على الغاية بيانه، محمد بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن إبراهيم بن يحيى اللخمي بن الحكيم، وفقه الله تعالى إلى العمل بطاعته، يرغب من شيخه وإمامه ومفيده جار الله أبي اليمن رعى الله جواره، ورفع في أعلى منازل أوليائه المتقين مقداره، وجزاه خيرا ما به جزى أهل الإحسان، وتغمده في الآخرة والأولى بالرحمة والرضوان، وبلغ به وبلغه، وأضفى عليه لبوس اعتنائه به وأسبغه، أن ينعم عليه ويسدي الجميلة إليه بأن يخط فيما تيسر من هذه الأوراق بيده الكريمة مكتوبا يتضمن إطلاق الإذن للمملوك في الرواية

ص: 184

العامة عنه لجميع ما يرويه وينقله ويدريه، ويحمله من العلوم الدينية التي خص بها ووصل أسباب الأعمال الصالحة بسببها، وأن يسمى من أمكن من مشاهير أعلام شيوخه، الذين بهم يقتدى، وبأنوار معارفهم في ظلمات الجهل يهتدي، وأن يعين وقت مولده، وأن يكون ذلك كله بخط الكريمة المباركة يده، ليجد المملوك إن شاء الله تعالى بركة ذلك في الحال والمال، والحال والترحال، والله يبقي إنعام مولاي على من قصده، ولجأ إليه في طلب العلم واعتمده، وبمنه وكرمه، والسلام الكريم يخص مقامه الكريم كثيرا ورحمة الله تعالى وبركاته، كتب في الرابع لذي حجة، عرفنا الله بركته، من سنة أربع وثمانين وست مائة، وكتب الشيخ بخط يده المباركة ما نصه:

أحمد الله وهو للحمد أهل

وأثنى أثنى عليه بشكري

وأصلي على الذي خص حقا

بالمقام المحمود يوم الحشر

أحمد المصطفى وعترته الغرر

وأصحابه النجوم الزهر

وسلام على الألى شيدوا العلم

وشادوا بناه من كل حبر

العدول الأيقاظ من كل جيل

الثقات الحفاظ في كل عصر

أثروه وآثروه وأدوه

كما حملوه جوزوا بخير

نضرت منهم الوجوه وحازوا

قصب السبق من وجوه البر

بلغوه كما وعوه وقرت

يا لعمري عيونهم بالنشر

حبذا فعلهم، وشكر لمسعاهم

ونبلا بهم، ورفعة قدر

قد أجزت اللخمي محمدا الخير

ربيب الحجي، رفيع الذكر

ما اقتضاه استدعاؤه من سماع

ومجاز وكل نظم ونثر

دأب أهل الأداء بالشرط في التصحيح

والضبط وابتغاء التحري

لافظا بالذي أجزت علاه

زاده الله من علاء وفخر

ومبيحا له الرواية عني

حسبما قد رويت غير موري

غير راو من غير أصل ولا فرع

لأصل بغير علم وخبر

شكر الله سعية وتولاه

ووقاه كل سوء وضر

ص: 185

وعليه إذا روى ذاك عني

طاب ذكراه أن يطيب ذكري

لست أعني الثناء لكن عساه

أن يوالي بغفر ذنب وستر

هذه نفثة لمضنى وأنى

لي بالشعر بعد وخط الشعر؟

زبرتها يدا أبي اليمن جار الله

ما بين زمزم والحجر

نجل عبد الوهاب والحسن الجد

وسقى الله تربهم صوب قطر

عام سبعين قد تقضت مئينا

ثم يا أربع مضين وعشر

حامدا ربه منيبا إليه

مستعينا بالله في كل أمر

انتهى ما وجدته بخط صاحبنا الوزير الكاتب الماجد أبي عبد الله بن أبي القاسم، ووقع هذا البيت الذي قبل الأخير من هذه القطعة الرائية بخط الشيخ رحمه الله غير بين المعنى مع إبهام اللفظ، ولعل الشيخ تركه ليكشطه ويصلحه فنسي، وقد يمكن أن يصلح بأن يقال:

عام سبعين ثم ست مئين

بعدما أربع مضين وعشر

وأنشدنا صاحبنا رفيقنا الوزير أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن أبي القاسم، وكتبه لنا بخطه قَالَ: وهو مما سمعته، من لفظ شيخنا أبي اليمن رضي الله عنه، ومن خطه نقلته، مجيزا للفقيه أبي محمد الطبيري:

أجزت الطبيري الندب ذا المنهج الحسن

كدأب شيوخ العلم في سالف الزمن

رواية ما عني يجوز لناقل

روايته مما صحيح من حسن

مجازا ومسموعا على وسع خطره

ونظما ونثرا وهو في ذلك مؤتمن

على الشرط في التصحيح والضبط لافظا

به من مسانيد الصحاح أو السنن

وما هو موصول وما هو مرسل

وما فيه تعليق وما فيه عن وعن

أجزت له والله يشكر سعيه

ويرعاه للتبليغ في الحل والظعن

أفدناه هذا وهو لو قد أفادنا

لكان له أهلا وكان به قمن.

ص: 186

وهذا لعمري خط نجل عساكر

أبي اليمن جار الله وابن أبي الحسن

لسبعين عاما بعد عشر وأربع

وست مئين قد تقضت من الزمن

بمكة ما بين الحطيم وزمزم

شكورا لما أولاه مولاه ذو المنن

نجزت وهي من الشعر النفيس في معناه.

وقد وقفت له رحمه الله ونفعه، على قصيد كتبه للقاضي سراج الدين عمر بن الفقيه أبي العباس أحمد بن الشيخ كمال الدين الخضر الأنصاري الشافعي، إمام مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطيبه، في طبقة ساع صحيح البخاري عليه، رحمه الله ونفعه، بطيبه، زادها الله تشريفا وتطييبا، وهي:

سمع السراج إمام دار الهجرة

عمر بن أَحْمَدَ ذي الفنون الحجة

مني البخاري الصحيح مكملا

جمع الإمام إمام أهل الصنعة

ومن الزبيدي الحسين سمعته

عن شيخه السجزي بأعلى رتبة

ورواته من بعد أعلام رضا

أضربت عن ذكري لهم للشهرة

أسمعته وأجزته ما عنّ في

إسماعه من سقطة أو غفلة

وأجزته ما صح عني عنده

فليروه لرواية وردية

وأفادنا ضعفي إفادتنا له

مما لديه من فواضل عدة

فلنا به منها إنالة موسع

وله به منا عجالة مسنت

والله ينفعه، وينفعنا بما

يروي ويسمع خالصا من سمعة

فإذا روى عني أطيل بقاؤه

فعساه يخلصني بصالح دعوة

زبرته يمنى خادم الآثار جار

الله ما بين الصفا والمروة

أعني أبا اليمن المؤمل أمنه

في طيبة أحبب بسكنى طيبة

من بعد ست مائة وسبعين فلت

شفعت بعشر بعد خمس وفت

مستغفرا مما جناه وحامدا

مولاه معترفا له بالنعمة.

أنا شيخا أبو اليمن، كتبا، قَالَ: كتب إلينا الشيخ أبو زكرياء يحيى بن أبي

ص: 187

الحسن العلبي رحمه الله، من بغداد، قَالَ: أنا أَبُو الْوَقْتِ عَبْدُ الأَوَّلِ بْنُ عِيسَى بْنِ شعيب السجزي، قَالَ: أنا أبو إسماعيل عبد الله بن مُحَمَّدِ بْنِ علي الهروي، أنا محمد بن أَحْمَدَ الجارودي، قَالَ: أنا أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ، نا أبو يحيى الساجي، قَالَ: نا أبو داود السجزي، قَالَ: نا أحمد بن حنبل، قَالَ: نا الشافعي، قَالَ: أنا مالك، عن ابن عجلان، عن أبيه، قَالَ:«إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله» .

قال أبو اليمن: أنشدنا صاحبنا الشيخ أبو المظفر يوسف بن الْحَسَنِ بْنِ النابلسي الحافظ رحمه الله لنفسه فيما أذن لنا في روايته عنه في معنى هذا الإسناد.

ص: 188

أرى أثرا عليه النور باد

فدونكه سراجا في الظلام

تجمع فيه حفاظ علاهم

إمام عن إمام عن إمام

قلت: كذا وقع ولعله علاوة أو سرة أو ثقات، وأقربه للتصحيف، علاة جمع عال، مثل رام ورماة وقاض وقضاة.

ومما ورد عن شيخنا أبي اليمن في كتابه ونقلته من عند صاحبنا أبي عبد الله بن أبي القاسم، وأنشده لي عنه، قَالَ: أنشدني شيخنا أبو اليمن، أنشدنا شيخنا أبو محمد عبد العظيم المنذري، قَالَ: أنشدنا شيخنا الحافظ أَبُو الْحَسَنِ علي بن المفضل المقدسي، لنفسه في أسماء العشرة رضي الله عنهم:

لقد بشرت من غر أصحاب أحمد

بجنة عدن زمرة شهداء

سعيد وسعد والزبير وعامر

وطلحة والزهري والخلفاء

وبالإسناد إلى المقدسي لنفسه في أسماء الفقهاء السبعة رضي الله عنهم.

ألا كل من لا يقتدي بأئمة

فقسمته ضيزى عن الحق خارجه

فخذهم عبيد الله عروة قاسم

سعيد وأبو بكر سليمان خارجه

ص: 189

أنشدنا صاحبنا الوزير الكاتب الأديب أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن الوزير أبي القاسم بن الحكيم، قَالَ: أنشدنا أبو اليمن، عن الشيخة أم المؤيد زينب ابنة أبي القاسم الشعري في كتابها إلى من نيسابور، قَالَ: وأنشدنا عنها شيخنا أبو عمرو ابن الصلاح، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بدمشق قالت: كتب إلينا أَبُو الْقَاسِمِ محمود بن عُمَرَ الزمخشري.

أربعة للدين أركان

حبهم يمن وإيمان

أربعة أول أسمائهم

عين وهم في الناس أعيان

عتيق والفاروق والمجتبي

منهم وذو النورين عثمان

وأخبرنا أبو اليمن إذنا في كتابه، ونقلته من خط صاحبنا أبي عبد الله، قَالَ: أنشدنا شيخنا الفقيه الحافظ المفتي أبو نصر محمد بن هِبَةِ اللَّهِ، قَالَ: أنشدنا ملك النحاة أبو نزار الحسن بن صافي بن عبد الله، لنفسه يعارض الحريري في بيته:

خليلي إن راعتك يوما فصاحتي

وهالك أصناف الكلام المحبر

فسل منصفا عن قالتي غير جائر

يحبك بأن الفضل للمتأخر

ص: 190

ومما أذن لنا في روايته عنه في الجملة شيخنا أبو اليمن رضي الله عنه كتاب الصحيح المسمى بكتاب التقاسيم والأنواع، لأبي حاتم بن حبان البستي رضي الله عنه، ومؤلفه أحد الأئمة الكبار، والكتاب أحد جلة المصنفات الجامعات المفيدات، بحق سماعه على شيخه الإمام العالم الرحال شرف الدين أبي عبد الله بن أبي الفضل المرسي، عن أبي روح عبد المعز بن مُحَمَّدِ بْنِ أبي الفضل البزاز الصوفي، عن أبي القاسم تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس الجرجاني سماعا عن الحاكم أبي الحسن على بن محمد البحاثي، سماعا عن أبي الحسن محمد بن أَحْمَدَ هارون الزوزني، سماعا عن الحافظ أبي حاتم بن حبان مؤلفه رحمه الله ورضي عنه.

قال شيخنا أبو اليمن رضي الله عنه: وقد أجازه لي أبو روح رحمة الله.

ص: 191

قلت: وحبان بحاء مهملة مكسورة بعدها باء موحدة مشددة قلت: والله المرشد، هكذا أطلق صاحبنا عن أبي اليمن في رواية هذا الكتاب المسمى ب التقاسيم والأنواع، ولا أدري هل اقتصر في المسموع على الحديث دون الكلام عليه، أو هو عنده مسموع بجملته؟ أو هل له فيه قراءة أو لشيخه أبي عبد الله بن أبي الفضل؟ وكذلك أطلق أيضا في جميع الكتاب في تحديثه به عن أبي روح بالإجازة.

وفيما كتب لنا به شيخنا إمام المقام أبو أحمد وأَبُو إِسْحَاقَ إبراهيم بن مُحَمَّدِ بْنِ إبراهيم بن أبي بكر الطبري المكي الشافعي، من مكة شرفها الله مما قَالَ في فهرسة روايته، قَالَ رحمة الله ما نصه: سند المسند لأبي حاتم بن حبان: أخبرني به شرف الدين محمد بن أبي الفضل السلمي قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ تجاه الكعبة المعظمة سنة أربع وأربعين وست مائة، قَالَ: أنا أبي روح عبد المعز بن مُحَمَّدِ بْنِ أبو الفضل البزاز الصوفي الهروي سماعا لجمعية ما خلا أشياء يسيرة من أول القسم الثالث من أقسام السنن، وهو أخبار النبي صلى الله عليه وسلم عما احتيج إلى معرفتها إلى إثناء النوع العاشر من هذا القسم عند قوله: ذكر الأخبار عن تمام حج الواقف بعرفة ليلًا أو نهارا، فإن شيخنا شرف الدين أنابه عنه إجازة إن لم يكن سماعا والذي سمعناه من هذا الكتاب إنما هو الحديث المسند غير الكلام عليه، وكذلك سمعه شيخنا من أبي روح، وكذلك سمعه أبو روح من أبي القاسم تميم بن أبي سعيد، قَالَ أبو روح: أنا أَبُو الْقَاسِمِ تميم بن أبي سعيد الجرجاني نزيل هراة، قَالَ: أنا الحاكم أَبُو الْحَسَنِ علي بن محمد البحاثي، قَالَ: أنا أَبُو الْحَسَنِ محمد بن أَحْمَدَ بْنِ هارون الزوزني، قَالَ: أنا المصنف.

ص: 192

قلت: ذكر ابن نقطة أن تميم بن أبي سعيد روى كتاب التقاسيم والأنواع لأبي حاتم البستي عن أبي الحسن علي بن مُحَمَّدِ بن عَلِيِّ بْنِ عبد الله البحاثي، عن أبي الحسن محمد بن أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هارون الزوزني، عن مؤلفه، وقال في اسم عبد المعز يروي كتاب التقاسيم والأنواع لأبي حاتم بن حبان بن أَحْمَدَ بْنِ حبان البستي يعني عن تميم هذا، فأطلق.

وأخبرنا أبو اليمن فيما أنشدني فيه ونقلته من خط صاحبنا أبي عبد الله، قَالَ: أنشدنا شيخنا أَبُو الْحَسَنِ محمد بن الْحَسَنِ بْنِ علي البغدادي الأديب الفاضل رحمه الله، قَالَ: أنشدنا أبو محمد عبد الله بن عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ المقري الحنبلي، لنفسه.

أشح على الكتب من لمسة

بمس ومن نظرة تنظر

وتبصر مجهولة بعدنا

بأيدي الجهول ومن يخبر

كذا سيرة الكتب، يا ذا الذي

لها من جميع الورى يذخر

كذا وقع ولعله تسخر: أنشدني صاحبنا الوزير أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن أبي القاسم، قَالَ: أنشدني شيخنا وسيدنا وإمامنا وقدوتنا الأوحد الكامل والأديب الحافل، جار الله ووليه، وعامر حرمه وأمين دينه، أبو اليمن عبد الصمد بن عبد الوهاب بن عساكر رضي الله عنه ونفع به لنفسه قِرَاءَةً عَلَيْهِ بباب الصفا، تجاه الكعبة المعظمة شرفها الله في ثامن شوال سنة أربع وثمانين وست مائة قلت: وهو لي من الشيخ إجازة.

ص: 193

بين نعمان منزل وكساب

جادت السحب رسمه بانسكاب

معهد للرباب سقيا لعهدي

في رباه، سقته ذات الرباب

مربع للهوى ومرتبع الحبب

قديما، ومجمع الأحباب

ومغاني العشاق يصبوا إليها

كل صب فدمعه في انصباب

تربة تكحل النواظر منها

من عماها وملعب الأتراب

ولديها الأرواح قد خوطبت قد

ما فلبت طوعا لخير مجاب

وأقرت بالحب حقا لمحبوب

بديع الصفات سامي الجناب

فاجتباها بقربه وسقاها

من صفا حبه طهور الشراب

ثم آبت فألقيت ثم سكرى

منه حتى تلقاه يوم المآب

وهي ترتاح كل عام إليها

كلفا بالتذاذ ذاك الخطاب

أيها الساطر الفلا بحروف

كحروف قد سطرت في كتاب

فهي تهوى إلى تهامة شوقا

جاد تلك الرسوم هامي السحاب

أنت إما عرضت عرض بذكري

في سراة النادي وبين صحاب

أهل ودي والنازلون بقلبي

وإليهم في النازلات انقلابي

بيننا ذمة وعهد وداد

قد صفا بالصفا من الأشواب

ما تناسيته لعمري، وظني

أنهم في الهوى بهم مثل ما بي

بث شوقي إن أنت آنست منهم

شرح شكوى أو نلت رجع جواب

ناد باسمي بين المشاعر وأنشد

عن فؤادي ما بين تلك الشعاب

لا خلت منك مكة يا أبا اليمن

تلقى رحبا بتلك الرحاب

حيث تضحى وأنت لله جار

عائذ الله بين ركن وباب

ماسحا تارة وملتزما أخرى

تمد الأستار بالأطناب

إن خلا منك مشعراها فقد كنت

قطينا بها مدى أحقاب

طالما قد نعمت عينا بنعمان

وشطي إلال بين الهضاب

ولكم عوارف حين عرفت

تعرفتها حسان عذاب

ص: 194

حيث تستنزل المواهب من بر

رحيم ومنعم وهاب

بين شعث غبر أفاضوا عشاء

قد أفاضوا دموعهم بانسكاب

فلكم نلت جمع شمل بجمع

بجدا محسب بغير حساب

وبرمي الجمار وفيت نذرا

بانقضاء الأتفاث والآراب

ثم وافيت فاستلمت وجددت

متابا للغافر التواب

ورقيت الصفا فأحرزت سعيا

صالحا إذ سعيت سعي مثاب

ثم ودعت وانصرفت ترجي

عودة في تأسف واكتئاب

يا رعى الله عهد وصل تقضى

بالغزال الربيب بين الروابي

إذ مصيفي على العذيب ونجعي

بين ياج إلى صفاء السباب

وسقى ليلة على عذب السقيا

سقينا بها كئوس عذاب

إذ تنص الركاب يجرين شوقا

يتخللن بين بيض القباب

ثم زاحمن في المضيق إلى أن

بعد لأي أجزن نجد الحقاب

يا ليالي منى لعمري لفيكن

منال المنى ونيل المتاب

ولأنتن غرة لليالي

في وجوه الأيام كالأذهاب

تتقضى بالذكر والشكر لله

وجمع الأصحاب والأحباب

هل إلى عودة سبيل لنلقى

ملطفات العتاب بالأعتاب

طال عهدي بها فهل لي إليها

من معاد يطفي حريق التهاب

ظلت تشتاقها وأنت نزوح

شوق صب إلى الأحبة صاب

شمت برقا يمانيا من شام

من تهام على نوى واغتراب

بت تستنشق الجنوب وقد هبت

بليل بليلة الأثواب

كيف جانبتها وأنت محب

هل محب رأيته ذا اجتناب

فاحمد الله إذ بطيبة طابت

أنت ثاو فكنت طاب ابن طاب

بين قبر ومنبر أنت منها

غاديا رائحا بلا إغباب

في رياض من جنة الخلد تمشي

في ممر من رسمها وذهاب

جار خير الأنام والمصطفى الهادي

إلى الله الكريم والنصاب

ص: 195

أفضل المرسلين حقا بلا شكك

وخير الورى بغير ارتياب

صفوة المصطفين أفرد بالحب

وبالقرب فهو لب اللباب

مخلص من شوائب وحظوظ

معرق الخيم طاهر الأنساب

حين قدرا فلم يكن من سفاح

بل نكاح مؤكد الأسباب

من خيار القرون قرنا فقرنا

وكرام الأرحام والأصلاب

في الصبا قد حمي نهى عن تعريه

وعن وقفة لدى الأنصاب

غصن ماد بين غصنين حسنا

أتلع الحيد أوطف الأهداب

وجبين كأنه فلق الصبح

يجلي حنادس الغيهاب

وله منطق ألذ إلى السمع

من المسمعات بالإطراب

بخطاب جزل وقول بليغ

منه فصل من غير ما إغراب

وإذا ساقط الحديث حسبت الدر

حسنا تساقطت من سخاب

من فم أشنب اللثات ضليع

بارد الظلم واضح الأنياب

وثنايا كاللؤلؤ الرطب منظوما

عذاب معسلات الرضاب

شيم قدست وتمم منها

كل نقص للعنصري التراب

وخلال ما شانها خلل

لا في اكتهال ولا بحال شباب

فهو بدر في جنح ليل تجلى

وهو شمس بدت خلال سحاب

وهو نور في لمعة قد تراءى

قد توارى من ظله في حجاب

شرح الصدر منه فهو مصفى

قد تزكي من كل ذام وعاب

أول الناس عنه تنحسر الأرض

وأولاهم بقرع الباب

عقدت في يديه ألوية الحمد

لأمر فأعجب لأمر عجاب

فعلى جاهه أولو العزم جمعا

قد أحالوا في المعضلات الصعاب

وإلى ظله أووا فتراهم

في جنوح إلى جناح العقاب

والمقام المحمود ما قام فيه

غيره من أولئك الأنجاب

كاشفا كل كرب خطب عن الناس

برجع لربه وخطاب

وبشير عند الإياس بفضل

وخطيب لهم بفضل الخطاب

ص: 196

وإلى الله صحبة الروح أسرى

فحباه بزلفة واقتراب

كم محي له وكم من ملاق!

إذ سما في السماء بالترحاب

كم مراق إلى العلا قد ترقى!

فتحت بالمنى له كل باب

فانتهى منتهى به قد تناهى

بالقضايا مطالب الطلاب

ثم أدنى حبا وأزلف حتى

كان أدنى إليه من قدر قاب

وله البدر شق إذ سألوه

آية جهرة بنص الكتاب

ليس فيها للخلق صنع فتلفي

شبهة ما لمنكر الحق آب

شاهدته قريش والسفر أنيا

أنهم شاهدوه عند الإياب

وله الكوثر الروي من معين

سلسبيل يمد في ميزاب

وعداد الكواكب الزهر فيه

من أباريقه ومن أكواب

طينه المسك حف من حافتيه

بقصور من لؤلؤ وقباب

رب أبرد ظما أبي اليمن ريا

بورود من شرب ذاك الشراب

لا تحلئه باقتراف لسوء

عن ورود من مائه واكتساب

وحمام على فم الغار عششن

فأعشين عين المرتاب

وكذا الراه إذ تولج فيه

نبتت ثم فهي ذات انشعاب

قد توارى من كيدهم ثاني اثنين

فكانا عن مكرهم في حجاب

واسأل المدلجي سراقة عنهم

آب عنهم وحد عداوة ناب

إذ يَقُولُ الصديق إنا أتينا

فانبرى عنه طرفه وهو كاب

جاء يسطو فعاد قد عاذ منه

بأمان لنفسه، وكتاب

وإليه الأشجار مما دعاها

قد أتته تخد خد التراب

ثم عادت إلى المنابت سعيا

ساريات العروق في أسراب

وبكفيه سبحت حصيات

أسمعتهم فهن ذات اصطخاب

نبع الماء من أنامله الخمس

غزيرا مدغفقا ذا عباب

ص: 197

وبتصديقه قد اعترف الضبب

مقرا فآمن الأعرابي

وبصاع وبهمة أشبع الألف

فشادوا نقاب تلك الجوابي

زود الجيش مرملين حييسا

فضل تمر أحصوه ملء جراب

وعلى فقده فقد ردد الجذع

حنينا لبعده بانتحاب

وحقيق لأعين فارقته

أن تسح الدموع سح السحاب

فعلى فرقة الأحبة يبكي

كل ناء المزار بعد اقتراب

فانثنى نحوه يسكن منه

باحتضان له جوى الأوصاب

أين منا النشيج خوف نواه

من أنين الجماد والأخشاب

فض جمع الأعداء يوم حنين

إذ رماهم بقبضة من تراب

وإذا ما نوى قتال عدو

قذفوا في القلوب بالإرعاب

وثلاث في أمر زينب آيات

عظام منها نزول الحجاب

جاءها فابتنى بها حكمة الله

بلا شاهد ولا خطاب

بل خصوصية بها خصه الله

فكانت تسمو على الأتراب

ولكم آية وكم من دليل

قد أزالت عماية الارتياب

ذاكم الفخر لا ممالك سابور

ولا الهرمزان في الأحقاب

فأطل أو فأقصر لمدح فيه

بارتجال للنظم أو باقتضاب

وصفه بين لكل رسول

نعته مثبت بكل كتاب

خصه الله بالمحبة والخلة

مع رفع ذكره المستطاب

ورؤوف بالمؤمنين رحيم

غير فظ جاف ولا صحاب

وهدانا به الإله فجلى

ظلم الظلم فهي ذات انجياب

فعلا دينه على كل دين

مذهبا باقيا بغير ذهاب

وحبيب مدلل بالأماني

ورسول مظلل بالسحاب

ذاكم المصطفى المحب ومن ذا

لسواه في فضله بالمحاب

أو حبا له سلام محب

شفه شوقه إلى الأحباب

غض صوتا لدى السلام وكن منه

لرد عليك في الارتقاب

ص: 198

لا تطأ أرضه بنعل وطأها

بجفون العيون والأهداب

انتشق تربه وقبله واخضع

وتوسد شريف تلك القباب

وتضرع والصق به القلب كيما

ينثني عن ولوعه ذا انقلاب

لا تضمخ منك الترائب طيبا

بل تضمخ بطيب ذاك التراب

وتشفع به إلى الله تسلم

من عذاب خزي وخزي عذاب

عذ به في النجاة فهو معاذ

وتوسل ولذ بذاك الجناب

وتأدب فلا يكن منك إخلال

وزم الخلال بالآداب

إن حبي له لزام ولما

يزل الحب لازم الأحباب

واشتياقي إليه شوق معنى

مفرط في صبابة واكتئاب

رب أنعم عيني برؤياه لا عن

جنب منه بل بغير اجتناب

واشف بالقرب منه غلة شوقي

فلبعدي عنه لقد جل ما بي

يا شفيع العصاة كن لي إلى الله

شفيعا من الأليم العذاب

فبحسبي بأن تكون شفيعي

عند رب العباد يوم الحساب

جئت أشكو بثي لعلك تشكي

لمرزا في دينه ومصاب

قد توالت إلى الخطايا خطاه

وأقل الأعباء من كل عاب

مسرفا في ارتكابها ومصرا

والجا في الذنوب من كل باب

فأعنه بعطفه لتقوي منه

عزما على التقى باحتساب

عله أن ينيب منها إلى الله

بصدق مستعصما بمتاب

وحنان برأفة منك تهديه

وتنجيه من شديد العقاب

أرتجي وصلة لديك وما لي

سبب موصل من الأسباب

غير حبي له وأرجو بحبي

ولآل النبي والأصحاب

فاسأل الله لي صلاح فسادي

وادع لي بالهدى دعاء مجاب

صلوات الإله تترى عليه

باقيات على مدى الأحقاب

وعلى آله الذي تزكوا

ليس فيهم لعائب من معاب

حبهم مذهبي بغير غلو

وإليهم إما دعيت انتدابي

ص: 199

ورضاه ورحمة من لدنه

تتوالى على جميع الصحاب

يا آلهي وأنت ربي وحسبي

بك ربا أحسن إليك مآبي

وأجزني على الصراط برحمي

منك أنجو بها ويسر حسابي

لا كتابي تنشره إي رب واصفح

عن طوايا صحائف الكتاب

فذنوبي كثيرة ليس تحصى

وعيوبي شتى ملأن عيابي

فأقل عثرتي وثبت فؤادي

لا يزغ في مواطن الإرهاب

واعف عني وارحم وسامح وأعتقني

من النار يوم فك الرقاب

وله رحمه الله وهو مما أجازه لنا وأفاده لنا صاحبنا الوزير الكاتب أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن أبي القاسم بن الحكيم، رفيقنا قَالَ الشيخ رحمه الله ما نصه: قَالَ أبو اليمن عبيد الله عرف بابن عساكر، عفا الله عنه، ورحمه ووالديه ومشائخه وكافة المسلمين، يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

أرحها على ريم فقد جاوزت كشدا

وأنجد بلاغا قد بلغت بها نجدا

على تعهن أرسلتها في عواهن

تجد فلا تألو ولا تأتلي جدا

أجازت فلفت ما لها لفت ناظر

سوى ما إليه وجهها وجه القصدا

ومرت على ودان عجلى مشيحة

وأنزلها من وقع أخفاقها ودا

لما شفها برح الجوى مسها الوجى

ومذ عاينت نجدا بها عانت الوجدا

فألق العصا بين العقيق إلى قبا

إلى أحد واجعل لها أحد حدا

أنخ بالعوالي تعل بالقرب رتبة

فقد جد ثاو حل من رسمها جدا

ورد بقناة أو فحل أذاخرا

وشأ خطة نعمان والأنعم الفردا

ص: 200

على إضم قد كان مورد ظمئها

فعنه لقد صدت إلى مقمر صدا

وخيم على بطحانها إن تربه

شفاء لذي الود الذي داؤه أودى

وعن عدوتي سلع فلا تعد واتبع

مرابع ما للقلب عن حبها مغدا

وعرض بذكري بالعريض وخيفة

عسى سائل عني وسل لي بها عودا

فثم لبانات لقلبي قديمة

بلاباتها ما تنقضي قد صفت ودا

وفيها لأبناء الهوى إن عرفتهم

معاهد عرفان بها كرمت عهدا

هي الدار نعم الدار أشرب طيبها

قلوب محبيها فهاموا بها وجدا

ومن حرتيها برد نيران شوقها

فواعجبا من حرة أسأرت بردا

فلا تحسبنها سبخة هي إثمد

فكم قد شفت مما بها أعينا رمدا

وما هن لابات ولكن لحسنها

فرشن من الديباج إستبرقا بجدا

كأن سناها في سواد حرارها

صباح من الليل البهيم ارتدى بردا

فحل حماها واستخل من جنابها

منى طائرا يمنا هدى طالعا سعدا

وسف تربها تشف الجوى فبجوها

شفاء جو قد شفه شوقها جهدا

وألصق بها قلبا وداو بها شجا

وعفر بها وجها وصعر لها خدا

فأرواحها طيب يضوع لناشق

يضمخ منه العطف والردن والبردا

وتربتها من طيبها إن شممتها

عبيرا وندا خالطا عنبرا وردا

فمن طيبها للطيب طيب بطيب

كريم ثوى فيها بأنفسنا يفدى

عليها جمال أو لديها لناظري

جلال سناء والظلال به يهدي

قديم مقيم حبها واشتياقها

قدمت بها عهدا فجدد بها عهدا

ألكني إليها قد تمادت بي النوى

فلست على بعدي ووجدي بها جلدا

ففي الحب ما لاقيت من شحط دارها

ولله شوقي ما أعاد وما أبدى

ص: 201

وذرني وإياها ووجدي فللهوى

ولي ولها شأن وما سره يبدى

معاهد لا عهدي بمصر وجلق

فحسبي جنات وحسبي بها عدا

تعوضت من مقرا برسمها

فقرت به عيني وما سخنت سهدا

وطاب لها عيش على عوز به

فلم نذكر عيشا بغوطتها رغدا

ونالت بها ما لم تمن لأجله

منى في حفافي نيلها ظلها امتدا

فلا تلحني في حبها إن حبها

لزام لقلبي ليس منها له بدا

وإن شميما من نشام وإذخر

لأشهى لها من شمها البان والوردا

وأصبو إلى حوذائها وجليلها

ولا أبتغي شيح الشآم ولا الرندا

فدعني وحصباء العقيق فلي به

هوى بجواه للمحبين قد أعدى

أهيم عسى جد إليه مبلغ

أحوم على ورد لعل به وردا

ويا حبذا لثمي ثراه أسوفه

أبرد من شوق حمى طرفي البردا

فكم سح في ساحاتها سيح عبرتي

ونظم جزع الدمع في جزعه عقدا

حنيني إليها غارب في كلفي بها

لك الله عن ذكر الرباب ودع دعا

وكم زرتها شوقا على بعد شقة

على رحل من سرت نصا ولا وخدا

ومن دونها تلقى حماة حقائق

مسومة حردا مطهمة جردا

أعاود من شوقي فلا القلب يشتفي

ولا حبها يسلى ولا قلقي يهدا

وما نزعتني حاجة غير حبها

وشوقي إليها لا سعاد ولا سعدى

يطيب بها وردي وأصبر صاديا

بفلسة ظام عله وقدا

فيا مصدرا ما طاب عن طيب مورد

أمر مذاقا حين أعذبه وردا

فكم لي بها من وقفة وسط روضة

تبوأت من أرجائها جنة خلدا

وكم من مقام قمته في مقامها

به ظل مني ظل أمني ممتدا

فيا سعد جدي إن ثويت بربعها

ويا جد سعدي إن سعيت بها جدا

ويا فوز سعيي إن ترسمت رسمها

ونعمى لعيني حين أسعى بها حفدا

ص: 202

فطوبى لمن يقضي بطيبة عمره

وإما قضى نحبا يبوأ بها لحدا

فسرح سوام الطرف في جنباتها

تجد طرفا تهدي عماك بها يهدى

ويمم بها خير الأنام مسلما

فكرر على بدء تحيته عودا

فطأ يجفون العين منك ولا تطأ

بنعلين أرضا حل من لحدها مهدا

وردد تحيا الشوق واسمع لأمره

وألق لديه السمع تستمع الردا

وقم نادما أو باكيا شاكيا له

تحول حال مد فيها الهوى مدا

وتب من ذنوب قد جنيت عديدة

ذنوب لعمري لست تحصي لها عدا

تشفع به فيها عساها بجاهه

تكفر واسأل من مواهبه الرفدا

ولا تعتذر بل واعترف متنصلًا

وأوف بعهد الله لا تنقض العهدا

بمثواه طابت طيبة وتشرفت

بتشريفه حتى أغتدت للورى قصدا

فكان تمام الحج أن يقفوا بها

مطاياهم يأتون من حبها وفدا

هو المصطفى بالحب والقرب مرتضى

لمنحة ما أولاه مولاه أو أسدى

وخاتم رسل الله وهو إمامهم

وأولهم في الفضل قد فاقهم مجدا

ومسراه يرقى في السماوات معجز

به قد تحداهم فجاوزهم حدا

فأيهم في فعله كان مثله

تردد في التخفيف عنا فما ردا

ومن ظل منهم والغمام تظله

وفاء إليه الفيء يعمده عمدا

من ذا الأشجار منهم فأقبلت

إليه تخد الأرض طوعا له خدا

ومن خص بالحوض الروي يورد الورى

ويصدرهم ريا وقد وردوا وردا

ونال من الله الوسيلة فاعتلى

على كل عال منهم سيدا جعدا

ومن ذا الذي أعطى الشفاعة فاغتدى

بزلفتها ما منهم أوحدا فردا

فقام مقام الحمد يحمده الورى

شفيعا لهم من بعد ما أجهدوا جهدا

أحيلوا عليه بعد لأي فأقبلوا

إليه عجالا يصمدون له صمدا

وكان لها أهلا وقال أنا لها

ووفى عريض الجاه قد أمن الردا

ص: 203

فحن لذاك القدس لما بدا له

تقدس وصفا ساجدا خاضعا عبدا

وألهمه الله المحامد فانثنى

بتمجيد تقديس يوالي له الحمدا

وقال له ارفع وقل يسمع، وفيهم تشفع

وسل تعطه، وأعطي وما أكدى

فحد له حدا لقوم وكلما

أتى شافعا فيهم يحد له حدا

فأخرج من في النار من كان مؤمنا

ولم يبق إلا من قد استوجب الخلدا

فمن ذا له جاه لديه كجاهه

ومن ذا الذي أجدى علينا كما أجدى

وآيته في الغار إذ أجلب العدى

عليه ليروده وكادوا له كيدا

فأعشيت يا نور الهدى أعين العدى

فردوا وهم حقا بذاك الردى أردى

فيا ويلهم ساموه سوءا وسماهم

بحسنى ودادا فيهم وهم الأعدا

أتاهم بقرآن ليرشدهم به

فردوا عليه القول كفرا به ردا

يبشر ذا تقوى وينذر من طغا

وعيدا لمن يخشى، ومن يرتجي وعدا

فصدوا عن الحق الذي جاءهم به

وضلوا غلوا منهم وطغوا جحدا

وقالوا ولو شئنا لجئنا بمثله

فصدوا عن الإفصاح عن زعمهم صدا

أقروا على عجز بإعجاز نظمه

فحادوا عدولا عن معارضة حيدا

وهم مالكو فصل الخطاب وفاصلوا

عرى كل خطب في جدالهم لدا

فما منهم باد أبان بيانه

ولا حاضر عن مثل إبداعه أبدى

فيا ضلة الأحلام ضلوا بجهلهم

عكوفا على الأصنام قد عبدوا ودا

وهم كفروا بالله مالك أمرهم

وخالقهم يدعون من دونه ندا

وكم آية دلت وكم من دلائل

بصدق رسول الله أوضحت الرشدا

وكم من براهين تواتر نقلها

لتخصيصه نصا قد انتقدت نقدا

أعد ذكره بالله يا ذاكر اسمه

على كبد المشتاق إن له بردا

وعن بذاكره القلوب فإنه

قلوب محبيه بتذكاره تحدى

فقد صديت منا قلوب لبعده

تقاعدها في الحب عن قربه صدا

ص: 204

وجل به أحوالنا واجل منعما

بأنواره قلبا من الرين مسودا

فمن لي بأن أمسي وأصبح جاره

فأحبب إليه بالمراح وبالمغدى

أيا رب أوردنا حنانيك حوضه

لنسقى شرابا مازح المسك والشهدا

ولا تختلج من دونه فتكن كمن

لما راق من دنياه عن دينه ارتدا

وأنعم برؤياه عيونا مشوقة

لرؤيته واجعل لنا عنده ودا

وشفعه فينا فاعف عنا ونجنا

من النار منا منك من قبل أن نردى

وبلغه عنا كل لحظة ناظر

صلاة وتسليما إذا انتهيا ردا

وهبنا يقينا من عذاب جهنم

يقينا وتسديدا يكن دونها سدا

ولا تخزنا عند الحساب وهننا

بإكرام مثوانا وهي لنا رشدا

فأشهد أن الله أهداه رحمة

لنا فهدانا من لدنه بما أهدى

فبلغ ما أوحى إليه وحضنا

عليه وأدى بالأمانة ما أدى

فصلى عليه الله ما وقب الدجى

وما متعت شمس ضحى اليوم فامتدا

صلاة دراكا ديمة وعميمة

فلا فرعها يذوي كما عرفها يندى

وأهدى التحايا الطيبات لفضله

ومثل التحايا الطيبات له يهدى

وصلى على الآل الكرام الألى زكوا

أبا وصفوا أمّا لهم وسموا جدا

أولو الفضل والإفضال لا ظلم عندهم

ولا بغي فاسرد آي سؤددهم سردا

وعدد له ما شئت من رتب العلى

فإنك لا تحصي مآثرهم عدا

فحيهلا بعد الرسول بذكرهم

ومن قبل حب الصحب حبهم يبدى

حقيق علينا حبهم واتباعهم

إذا ما هدوا قصدوا وهم بالهدى أهدى

لحب رسول الله حقا نحبهم

بذلك أوصانا به نحكم العقدا

وألحق بهم أهل السوابق والنهى

صحابته فامحض لكلهم الودا

بصحبته خصوا وفي الله هاجروا

إليه وفيه فارقوا الأهل والولدا

أشداء في دين الإله أئمة

وشادوه بالتأييد والنصر فاشتدا

عدولا رضا فازوا من الله بالرضى

جهادا وفي إرضائه بلغوا الجهدا

وهم شهداء الله والوا وعزروا

وآووا وواسوا واعتزوا في الشرى أسدا

ص: 205

وقل ربنا أرحمنا وإخواننا الألى

بالايمان حازوا الخصل في سبقهم شدا

وبينهم فاجمع لديك وبيننا

بدارك قد أعطيتنا الملك والخلدا

ألا يا أخا الإحسان لا تنس وامقا

بصدق وداد منك ما زال معتدا

فقف لمشوق بين قبر ومنبر

وقوف شج يبكي أحبته فقدا

وقل مبعدا أقضاه في الحب أنه

بذلك أهل فاقتضى حظه البعدا

ولو أنه للقرب أهل لناله

وبل صدا من شوقه ولما صدا

عساه على علاته ولعله

إذا جاءه مستغفرا أنجز الوعدا

فكم توبة قد تابها فأضاعها

فمن سيء أخفى بما حسن أبدى

عسى رحمة لله يرحمه بها

تكفر من زلاته الخطء والعمدا

تمحضه عفوا يكون بفضله

لما قد جنى عمدا مجلله غمدا

مدحتك يا خير البرية أرتجي

به منك قربا لا أرى بعده بعدا

في الأخرى وفي الدنيا وأدنى لشيق

بلقياك أن يلقى الأماني والسعدا

وما يحتوي نظمي ولا نظم مادح

محامدك اللائي جمعن لك الحمدا

ولكن من حبي له إذا ذكر اسمه

فأشدو به شفعا وأشدوا به فردا

أحلى به نظمي وأطرب مسمعي

وأجلو صدا قلب بأشواقه التدا

إذا صح ودي فيك أو صح منك لي

وداد فوجد الفقد قد فقد الوجدا

عليك سلام الله بدءا وعودة

يروح ويغدو طيبة الختم والمبدا

وقال رحمه الله ورضي عنه، وهو مما أجازه لي، وقال لنا صاحبنا الوزير أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن أبي القاسم بن الحكيم حرس الله معاليه وكتب في الصالحات مساعيه: سمعتها على ناظمها رضي الله عنه:

ص: 206

أنخ مطاياك بلغت المقصدا

بين ثنيات كداء وكدى

أرود بها سوقكها فطالما

نهنهها زجر الحداة والحدا

أربع عليها ترتبع سائبة

فحل أنساعا وأرخ مقودا

وخلها بالأخشبين ترتوي

علا وذرها منه تشفي العمدا

تروع مرعاه وترتاد لها

بين رباه مرتعا وموردا

ما وردت صداء من كاظمه

لكنها صدت على كظ الصدا

كم شاقها محصب وأبطح

فظل ذكراها له مرددا

إن لها بين الحجون والصفا

معاهدا تصبوا إليها أبدا

منازل قد شفها ادكارها

وكاد يبليها هواها كمدا

لها وللأحباب فيها موعد

للوصل وافته توفي الموعدا

هوى قديم ووداد أول

إذا انتهى عاد لها كما بدا

وفي حماها أنست عن جانب

فأنسيت عن جانب نار هدى

وكم لها في حبها علاقة

أقامها الوصل لها وأقعدا

ما فارقت مربعها مشيحة

تفري الفلا شوقا لمغناها سدى

ونكبت عن مائة وظله

إلا ليهديها الطريق الأقصدا

إن أنت لم تشف بذاك شوقها

لم تدر كيف الشوق فت الأكبدا

عاذت بذياك الحمى وفسحت

لا تأتلي في رسمه ترددا

والتزمت ضربة حب لازم

جد بها نحو حماها وحدا

وجددت ميثاقها ولم يزل

ميثاقها مؤكدا مجددا

وحصبت بالشعب ثم أصعدت

لا تنقضي أنفاسها تصعدا

حازت مناها إذ أجازت بمنى

تؤم جمعا وتريد النجدا

وما شكت حيفا ملما إذ غدت

ملمة بالخيف تسمو صعدا

تعرفت في عرفات موطنا

ما أنكرته الروح في طول المدى

فاض عليها إذ أفاضت فائض

من منعم جم النوال والجدا

ص: 207

وقت نذور أو قضت عن تفث

أوطارها وقد تلقت أسعدا

ثم ثنت عنانها لطيبة

تؤم خير العالمين أحمدا

المصطفى على الورى والمحتبى

بالحب والقرب الرضى محمدا

حنت إلى لثم الثرى من يثرب

لم تغتمض بالنوم ليلًا أرمدا

فأوبت في سيرها وما وفت

تفري الفيافي وتجوب الفدفدا

فأصبحت كالسطر في طرس الفلا

من كل نون تحت راء قد بدا

مذ سلكت وادي العقيق ناثرت

سلوك جمع كالعقيق بددا

حتى أتت بطحان لا تشكو وجا

ولا تخاف دركا من الردى

ويممت خير الورى فسلمت

تسليم صب شوقه توقدا

وقبلت ذاك الثرى وصافحت

بالترب منه طرفها المسهدا

عاذت به وإن من عاذ به

مسترشدا فقد تحرى رشدا

تشفعت بجاهه ومن غدا

له شفيعا ينج من النار غدا

واستغفرت لذنبها وجددت

توبة خطاء عدا أو اعتدى

وأصبحت في روضة من جنة

من حلها حل جنانا خلدا

وشاهدت آثاره فعاينت

منبره وقبره والمسجدا

صفوة خلق الله خير رسله

أتزر الحمد وبالمجد ارتدى

له مقام الحمد عند ربه

يقام بالتخصيص فيه أوحدا

يقوم فينا شافعا مشفعا

مراجعا لربه مرددا

يشفع فينا عودة لبدأة

وكان أولى وعلينا أعودا

يسمو إلى وسيلة خص بها

ينال فيها سؤله ممجدا

ويغتدي والرسل أتباع له

بالحب والقرب مخصا مفردا

يصدر إذ يصدر أمر مالك

من في الجحيم مالك قد أوردا

يا صفوة الله ومن أصفيته

صفو الوداد في الهوى مؤكدا

ص: 208

كن لي إلى الله شفيعا إن لي

جرائما أخافها من الردى

ظلمت نفسي واعتديت ظالما

وجئت من الذنب كثيرا عددا

قد أثقلت ظهري ذنوب فانثنى

بونيها عن كل حد مقعدا

وقد أتيت تائبا مستغفرا

فاقبل معاذيري، وكن لي مسعدا

واشفع فأنت شافع مشفع

فيمن غدا بذنبه مصفدا

أقبل علي قد أتيت مقبلا

بوجهك المسعود حتى أسعدا

فلا تخيبني فإني مرتج

جداك يا رب النوال والندى

ها أنذا معترف بما جنت

يدي فحسبي منك حسبي مقصدا

لا عمل يزلفني ولا يد

تسعفني أرجو بها منك يدا

إلا حنان من لدنك أرتجي

به جنانا ونعيما سرمدا

فاشفع إلى الله بأن يجيرني

لا يسلكن بي عذابا صعدا

فلا تخيب أملي يا أملي

فقد أتيت وافدا مسترفدا

إني محب والمحب دائما

يذكر من يهوى ولوعا قد غدا

مقصر عن اللحاق بالذي

أحبه فما بلغت أمدا

لكنني أرجو بحبي لهم

بأن أكون منهم حيا غدا

والمرء مع من في الدنا أحبه

كذا روينا عنك ذاك مسندا

وأرتجي منك بأن تسقيني

من حوضك العذب الروي وتوردا

صلى عليك الله ما هبت صبا

وما تغني طائر وغردا

وما دجا ليل وذر شارق

وما لوخد عيسه حاد حدا

وخصك الله بما أنت له

أهل كما هديتنا سبل الهدى

وزادك الله علا ورفعة

وشرفا على الورى وسؤددا

ومما وجدته متصلا بهذه القصيدة، عند صاحبنا الوزير أبي عبد الله منسوبه بغير خطه للناظم رحمه الله:

قضى شجونا وما قضى له شجنا

وكم تمنى وهل يعطى المحب منى

صب ترسم رسم الدار يندبها

بعد الأحبة لما فارق السكنا

ص: 209

ويسأل الربع عنهم أيه سلكوا

وليس نافعه أن يسأل الدمنا

يا دار ما فعل الأحباب أين ثووا

أأشأموا أم بيمنى قد نووا يمنا

يا طول وجدي بهم واوحشتي لهم

وفرط شوقي إلى من عنك قد ظعنا

سقيا لعهدك يا دار الهوى فلقد

بوصلهم فيك بلغنا المنى زمنا

يا منتدى الحي هل من عودة لهم

تدني بها وطرا من نازح وطنا

هم الأحبة كم أبقوا لدي لهم

آثار حسنى وكم قد آثروا حسنا

تالله ما نقضوا عهدي ولا رفضوا

ودي ولا أتبعوا في منهم مننا

لا تبعدوا وبلى والله قد بعدوا

وشطت الدار والمثوى بهم وبنا

دع عنك ندب المغاني وانتدب عجلا

فليس يغنيك ندب غادر البدنا

وسر إلى المصطفى الهادي الورى فله

تزجى المطي فنهنهها بغير ونى

الهاشمي رسول الله سيدنا

فهو الرءوف بنا وهو الشفيع لنا

صلى عليه إلاه العرش ما وخدت

عيس وما أشعرت حجاجة بدنا

ومن نظمه رضي الله عنه وهو من جملة المجاز:

يا من تبوأ من مشاعر مكة

متبوأ بين الصفا والمروة

ألقى العصا فيها وأوضع كي بها

تضع الخطا والحوب عنه بتوبة

فأوى إلى حرم ولاذ بمأمن

مستوثقا منها بأوثق عروة

وغدا يجدد في معاهد رسمها

عهد الأحبة بعد طول المدة

عهد وميثاق لهم ما قطعت

أسبابه وحباله ما رثت

فمقبل طورا وطورا ماسح

أركانها ومردد لتحية

حتى إذا ما قيل صفى سره

وتقدست أوصافه وترقت

ص: 210

بمواهب جادت له بعوارف

قد أشرقت أنوارها بأشعة

أضحى بعيدا عن حماه محجبا

عن باب مولاه بكل تعلة

يا ويحه قد أوثقته حظوظه

في حيث يطلق من وثاق الزلة

غلقت لديه رهونه بعلائق

علقت به وجرائر قد جرت

بمقر أمن عينه سخنت به

ولديه قرة كل عين قرت

فمسود بين الورى ومسود

وجه النهى بصحائف مسودة

أيان يونس من صلاحك بعدما

أشفيت لا تشفى هوى من علة

متقسم العزمات لست بمزمع

ما فيه عائدة عليك بوصلة

ومتى ترجى منك يا متلون

عتبى منيب أو إنابة مخبت

قد شبت غدرا بعد شيب غدائر

لمم الخطا من بعد وخط اللمة

فدراك معترك المنون فقد أتت

ودع المنى واهبب لأخذ الأهبة

وانظر لأمرك حيث أمرك منظر

لابد من بعد الكرى من يقظة

وارفع إلى مولاك شكواك التي

طالت بها نجواك أبعد شقة

واخضع له واضرع إليه وناده

متنصلا مما جنيت بذلة

وأبسط له كف السؤال فإنه

جم النوال ببسط ظل النعمة

واغسل ذنوبك بالدموع لعله

أن يجتبيك من لدنه برحمة

نوحوا على من هذه أنحاؤه

وابكوا ورثوه بأوجع ندبة

ومن نظمه رضي الله عنه وهو من جملة المجاز

بأستار بيت الله قم متمسكا

وبالله عذ من ناره أن تمسكا

ولا تعتصم إلا بحبل اعتصامه

فلا بسوى توفيقه لا تمسكا

ولذ بحماه فاستلم ثم فالتزم

وعظم على التقوى شعائر ربكا

وجدد عهودا في معاهدها التي

إلى من بها برح اشتياقك شفكا

معاهد للأرواح فيها معارف

غذاك هواها إذ سقاك فعلكا

ص: 211

فمن حبها وافيت أشعث أغبرا

تلبي لرب باللطائف ربكا

عليك شعار الحب تزهى ببذلة

تبذلتها لله من زهو ملككا

فجددت رسم الوصل بعد دروسه

وطفت كما طاف المحبون قبلكا

فقرة عين منك كم سخنت شجى

بمنية قرب نلته بعد بعدكا

ويا برد حر الشوق منك بوقفة

بملتزم تنهي وتشرح ما بكا

فصافح يمين الله ذكرى لعبده

وقل آبق وافى وفاء بعهدكا

وقض بما بين الحجون إلى الصفا

شجون هوى من أجلها طال شجوكا

نعمت بنعمان فظل أراكها

مقيلك طوبى ثم طوبى ليهنكا

فبشراك منها موقف عز موقفا

تنال به الزلفى ويغفر ذنبكا

يباهي بك الله الملائكة العلى

ظفرت لعمري ثم قد جد جدكا

وعرفت تعريف الألى عرفوا الهوى

وما أنكروا من بعد ذاك فمن لكا

بشطي إلال ثم في سفح نابت

تراوح كي يرتاح في الحب قلبكا

ومن عجب أن الأعاجيب جمة

طلوع لسعد في أفول لشمسكا

فلما قضى منها هواك شجونه

دفعت إلى جمع بطائر يمنكا

أفضت وقد فاضت عليك إلى منى

مواهب أسرار بها بر حجكا

فوفيت نذرا ثم قضيت للمنى

بها تفثا من رمي جمر وحلقكا

فإن لم تكن أهلا لذ حق أهله

فقل رب أهلني لذاك بفضلكا

وقفت لتوديع وقوف شجٍ جوٍ

تودعها حزنا وتسأل عودكا

وهل يرحم البين المجد أخا أسى

شكا فرقة الأحباب أو موجعا بكى

ولكن سفح الدمع يشفي صبابة

لذي لوعة فاسفح لنأيك دمعكا

تزود فقد أعجلت منها بنظرة

عسى عودة من قبل ترحل عيسكا

فما في الدنا وقت كوقتك في منى

ولا مثل نعمان الأراك بأرضكا

ص: 212

وله رضي الله عنه مما ضمنه صدر رساله كتب بها من المنصورة في أثناء كتاب لبعض إخوانه من أولي النهي والآداب أنشدها لنا صاحبنا ورفيقنا الوزير الأجل الكاتب الأحفل أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن أبي القاسم بن الحكيم، قَالَ، أنشدها لي وأنشدتها عليه غير مرة.

أما شاقكم روض القتال وقد سرى

إليكم نسيم النصر وهو معطر

وعارض نقع صابهم وبل نبله

فشاموا به برق الصوارم تشهر

دجا ليله بأسا وقد طلعت به

نجوم نصال وهو بالبيض مقمر

ففاضت سرابيل المفاضات أبحرا

ببحر سيول العسكر المجر تزخر

ومالت غصون السمر وابتسمت به

أقاحي ثغور البيض بالنصر تثمر

وحدق نوار الشيات وقد بدا

له ورق تحت الجواشن أخضر

فمن دمهم فوق الأباطح والربى

شقيق ومن زرق الأسنة نوفر

سقيناهم خمر الردى فانتشوا بها

فكل بأقطار البلاد مقطر

وطلت على تلك الطلول دماؤهم

ولم يبق من يحمى ذمارا ويثأر

فلا ظل إلا تحت خفاق راية

ولا ماء إلا جوهر السيف يقطر

أقام سناد المجد ضرب مصرع

يقطع أجزاء القوافي ويبتر

ولا مهد إلا صهوة البيد أجردا

يمر مرور الريح بالهام يعثر

لتهنكم هذي الفتوح التي غدا

وراح بها الإسلام وهو مظفر

ومن نظم شيخنا أبي اليمن رضي الله عنه مما قاله عند موافاته المنصورة، تحريضا للمجاهدين، وتحضيضا للمتثاقلين إلى الأرض، أن ينفروا في سبيل الله، والقاعدين، من قصيد في قضية دمياط عام 647، أفادها لنا صاحبنا الوزير أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بن أبي القاسم عنه:

ص: 213

جلل أصابك والخطوب جسام

فالقلب دام والدموع سجام

ومصيبة عظمت وخطب فادح

ذهلت له الألباب والأفهام

أضحى به الإسلام منفصم العرى

يجنى عليه برغمها ويضام

وشكت شريعة أحمد لمديلها

جور الألى إذلالها قد ساموا

كسفت له الشمس المنيرة واغتدى

وجه الصباح وقد علاه ظلام

لبست له الأيام ثوب كآبة

فلحزنها حتى الممات دوام

ذهبت بشاشة كل عيش ناضر

فعلى التهاني والسرور سلام

فالروض لا نضر ولا خضل الربى

ما ماس فيه للغصون قوام

لم يسر فيه لنا النسيم معطرا

والدوح ما غنى عليه حمام

وتعطلت سبل اللسان فلا هوى

مستعذب فيه جوى وغرام

هجر الحبيب فلا وصال يرتجى

منه ونقض وداده إبرام

وتقطعت ذمم المودة وانقضى

زمن السرور كأنه أحلام

وغدا الزمان كما تراه وثغره

لا ضاحك فرحا ولا بسام

يا ناصري الدين الحنيف أهكذا

عنكم يجازى ديننا الإسلام

أسلمتموه إلى الصغار وأبتم

والعار مقترن بكم والذام

خارت عزائمكم وشتت جمعكم

وتقطعت ما بينكم أرحام

أين الحروب المتقى سطواتها

منكم؟ وأين الكر والإقدام؟

أين الصواهل ضمرا؟

أين البواسل زؤرا والفارس المقدام؟

أين الصوارم شرعا؟ أين

الذوابل رعفا؟ أين الفتى الهمام؟

أين الذي قد باع مهجة نفسه

لله؟ فهو على الردى حوام؟

أين الكريم الخيم؟ أين أخو الوغى؟

أين الذين عن العدى ما حاموا؟

لا تضعفوا جبنا ولا تتهيبوا

من شأنه الإذلال والإرغام

ص: 214

لكم الكرامة والمهابة والحجا

والأيد والآراء والأحلام

لكم المثوبة والجزاء المرتضى

وعليهم الآصار والآثام

أنتم برضوان الإله وقربه

منهم أحق وفيكم الأعلام

كم فيكم من باسل فتكاته

يحنو لديها الصارم الضمضام

ومدجج يوم الكريهه ما اجتلى

إلا وقد نثرت عليه الهام

خواض غمرة كل موت كافل

دين الإله بنصره قوام

يردي الفوارس معلما لا ناكصا

يوم الهياج إذا الحروب تقام

ويشن في الأعداء غارة بأسه

فلنار عزمته يشب ضرام

ومدرعين إذا الردى يوم الوغى

شيمت بوارقه وحم حمام

لبسوا القلوب على الدروع وجردوا

العزمات فهي لهم لعمرك لام

بذلوا نفوسهم لنصرة دينهم

فلهم عليه حرمة وذمام

راموا النعيم السرمدي فأبعدوا

في نيله مرمى وعز مرام

جنحوا إلى العلياء فاهتجروا المنى

فعلى جفونهم المنام حرام

قد أعربوا لغة الردى في لحنهم

فلهم بألسنة الرماح كلام

أفعالهم تبنى على حركاتها

كسر العدى والحذف والإدغام

إخوان صدق منهم من قد قضى

نحبا ومنهم من له يستام

باعوا النفوس فحبذا من مشتر

رب لديه البر والإنعام

فعلى نفوسهم الزكية رحمة

من ربهم وتحية وسلام

وعلى وجوههم البهية نضرة

الإجلال موصول بها الإكرام

جنات عدن فتحت أبوابها

لهم ومثوى حظوة ومقام

أرواحهم تحيا وتحبر بالمنى

وكأنما لم تألم الأجسام

وسقوا شرابا من رحيق سلسل

عذب له المسك السحيق ختام

ص: 215

يستبشرون بنعمة وكرامة

من ربهم هذا النعيم التام

حضروا حظيرة قدسه فتنعموا

بجواره فهم لديه كرام

هذي المعالي هل لها من طالب؟

ها أنتم عنها الغداة نيام

هذي السعادة قد أضل سحابها

بدت الطلول ولاحت الأعلام

هذي جنان الخلد تحت سيوفكم

وبها إليكم لوعة وهيام

تجلى عليكم حورها وقصورها

ويشوقها شعث بكم وكلام

وتنفست أنفاسها مسكية

النفحات لا ضال الحمى وخزام

ربحت تجارتكم ألا فاستبشروا

هاتيك سوق المكرمات تقام

يا أخوة الإسلام كيف قعدتم

عن نصرة وأرى العدى قد قاموا

ورقدتم عنه، وعين عدوه

بالبغي والظفران ليس تنام

عدمت نفوسكم الأبية نخوة

الإيمان فهي لذاك ليس تلام

أم هل ترى رضيت بذلة دينها

فلها المذلة منه والإجرام

أمست مساجدكم كنائس لا يرى

فيها لكم عند الصلاة زحام

لا يسمع التأذين في عرصاتها

خوف العداة، ولا الصلاة تقام

رفع الصليب على المنابر وانبرى

الناقوس فيه بشركهم إعلام

وغدا منار الحق منهدم البنا

فالحرم حل والحلال حرام

درست رسوم العلم فهي محيلة

وتبدلت من بعده الأحكام

وتحكمت فرق الضلالة في الهدى

فتصيدت آساده الآرام

فالبيت والأركان يندب ركنه

الواهي القوى والحج والإحرام

والحجر والمسعى ومروة والصفا

والأبطحان وزمزم ومقام

ما طل نعمان الأراك ولا سقى

من بعده وادي العقيق غمام

وتغيرت صفة الزمان لأجله

وتنكرت من بعده الأيام

فالشمس تبدو اليوم غير منيرة

حزنا، وما زان الهلال تمام

ونبيها الهادي بطيبة قد شكا

بث الجوى، فجواه ليس يرام

نسخت شرائعه، وبدل دينه

وانحل من سلك الزمان نظام

ص: 216

يا عصبة التوحيد كيف تحكم

الثالوث فيكم والعلى أقسام

وعلا على الحق اليقين لديننا

من دينه البهتان والإيهام

ميلوا عليه واستعينوا واصبروا

لا تدبروا ولتثبت الأقدام

وترقبوا النصر العزيز وأوبة

الفرج القريب فربنا علام

لابد من يوم يشيب لهوله

فود الوليد ويفشل الضرغام

لا تمتروا في هلك قوم كذبوا

فلسوف يا قومي يكون لزام

يا مدعي دين المسيح وإنه

ليطول منه لما ادعوه خصام

غيرتم دين المسيح وما انتحى

موسى وما قد سن أبراهام

وحسدتم خير البرية أحمدا

فلنعته في كتبكم إبهام

هيهات نور الشمس ليس بمختف

والمسك كيف كتمته نمام

منا عليه صلاة صادٍ صادق

ولنا به برق السعود يشام

يا باعث المختار من خير الورى

فهو الذي للمتقين إمام

يا خير مسئول وأكرم منعم

ومريد ما تجرى به الأقلام

يا كاشف الغماء يظلم خطبها

فلها على سعة الفضاء ركام

انصر شريعتنا، وسدد أمرنا

فلنا الحراسة منك والإعظام

عجل دمار الكافرين وأردهم

حتى يكون لهم بنا استعصام

وأتح لهم محنا تأجج نارها

يبدو عليها زفرة وقتام

واحلل عزائمهم، وشتت جمعهم

حتى يرى لوجودهم إعدام

وأذل عزتهم، وخيب سعيهم

ليكون منهم للردى استسلام

وارأب ثأى الإسلام واجبر كسره

حتى يعود وشمله ملتام

نجزت ومنه بالإسناد فيما أنا به أبو اليمن قَالَ: إنه لما كان في وقيعه دمياط

ص: 217

عام هياط ومياط، واشتد الحال في بعض الأيام، وعاين الناس وقع الحمام، تقدم رضي الله عنه للقتال مع رفيق كان له، وهبا أنفسهما له، فاستشهد رفيقه وخلص هو جريحا، بالعوم فقال: شيء وهبته لله فلا أرجع فيه فغادر الأهل والوطن، واقتعد غارب الغربة إلى محل الأنس، حرم الله الشريف، فتبوأه دارا ووالي مدة عمره حجا واعتمارا، وزيارة إلى المصطفى، إلى أن توفي على ذلك، وقد قضى من ذلك لبانات وأوطارا رحمه الله عليه.

ومما قرأته بخط شيخنا أبي اليمن ابن عساكر رضي الله عنه، مما نسبه لنفسه، وقد أورده أيضا في الجزء الذي خرجه في صفة النعل الكريمة معرفا بأنه من نظمه، وبينه وبين هذه التي نقلت من خطه بعض اختلاف، وكانت تلك النسخة مسموعة عليه، وأنا أورد بحول الله هذه الأبيات على ما نقلته من خطه، ثم أتبع ذلك بما وقع من الاختلاف بينه وبين المسموع عليه، وقال فيما خطه بيده أنه قاله حين شاهد مثال نعل سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم:

يا منشدا في رسم ربع خال

ومناشدا لدوارس الأطلال

دع ندب آثار وذكر مآثر

لأحبة بانوا وعصر خال

والثم ثرى الأثر الأثير فحبذا

إن فزت منه بلثم ذا التمثال

قبل، لك الإقبال، نعل أخمص

حل الهلال به محل قبال

أثر له بقلوبنا أثر بها

شغل الخلي بحب ذات الخال

ألصق بها قلبا يقلبه الهوى

وجدا على الأوصاب والأوجال

ص: 218

ستبل حر جوى ثوى بجوانح

في الحب ما جنحت إلى الإبلال

صافح بها خدا وعفر وجنة

في تربها وجدا وفرط تغال

يا شبه نعل المصطفى نفسي الفدا

لمحلك الأسمى الشريف العالي

هملت لمرآك العيون وقد نأى

مرمى العيان بغير ما إهمال

وتذكرت عهد العقيق فناثرت

شوقا عقيق المدمع الهطال

وصبت فواصلت الحنين إلى الذي

في الحب بالي منه في بلبال

أذكرتني قدما لها قدم العلا

والجود والمعروف والإفضال

ولها المفاخر والمآثر في الدنا

والدين في الأقوال والأفعال

لو أن خدي يحتذى نعلا لها

لبلغت من نيل المنى آمالي

أو أن أجفاني لموطئ نعلها

أرض سمت عزا بذا الإذلال

انتهت القطعة التي وجدت بخطه رضي الله عنه، وأما التي في النسخة المنقولة من المسموعة على من سمعها عليه فتوالت فيها الأبيات الثلاثة الأولى، والبيت الرابع فيها:

أثر له فقلوبنا أثر بها

شغل الخلي بحب ذات الخال

وبعده:

قبل، لك الإقبال، نعلي أخمص

حل الهلال به محل قبال

كذا بغير زحف، وبعده:

ألصق بها قلبا يقلبه الهوى

وجدا على الأوصاب والأوجال

وبعده:

صافح بها خدا وعفر وجنة

في تربها وجدا وفرط تغال

ص: 219

وبعده:

ستبل حر جوى ثرى بجوانح

في الحب ما جنحت إلى الإبلال

ثم توافقت موالاة الأبيات وقال:

يا شبه نعل المصطفى روحي الفدا

لمحلك الأسمى الشريف العالي

وقال في الثاني بعده:

عملت لمرآك العيون وقد نأى

مرقى العيان بغير ما إهمال

وزاد فيها بيتا بعد قوله:

وصبت فواصلت الحنين

وقال فيه:

وصبت فواصلت الحنين إلى الذي

ما زال بالي منه في بلبال

أذكرتني من لم يزل ذكري له

يعتاد في الأبكار والآصال

وقال في الذي بعده:

أذكرتني قدما لها قدم العلا

بفتح القاف

والجود والمعروف والأفضال

وقال في البيت الآخر لو أن ولو قَالَ: ولو أن بنقل الحركة لكان أفصح ومما قرأته بخط صاحبنا الوزير الجليل أبي عبد الله محمد بن الفقيه الوزير الفاضل أبي القاسم بن أبي إسحاق اللخمي بن الحكيم، رفيقنا: أنشدنا صاحبنا أثير الدين أبو حيان الأثري، قَالَ: أنشدنا أمين الدين جار الله أبو اليمن لنفسه في وصف كتاب:

ص: 220

وجاءت إلينا من لدنك رسالة

على فترة في آيها الذكر محكم

تحديت فيها بالبلاغة معجزا

لمن رامها فاللفظ در منظم

كتيبة فصل أم كتابة فاضل

أولو الفضل فيها للفواضل ألهموا

أخط يراع أم قنا الخط أشرعت

يراع لها قلب الكمي المصمم

أسحر حلال، أم هي الخمر حللت

لشاربها لا لغو فيها يؤثم

أروضة حزن ثم مذ نمنم الندا

خمائلها عنها النسيم المهينم

وهي من أبي اليمن إجازة رحمه الله ورضي عنه وآتاه رحمه واسعة من لدنه.

ومن خطب شيخنا أبي اليمن رحمه الله وهو ما أجازه لي وأخبرني بها رفيقي الوزير الجليل الفاضل السري الكامل أبو عبد الله بن الفقيه الوزير أبي القاسم بن الحكيم، حفظه الله وتولاه، سماعا من لفظه قَالَ: قرأت على شيخنا أبي اليمن بن عساكر رضي الله عنه بباب الصفا تجاه الكعبة المعظمة زادها الله شرفا، هذه الخطبة من إنشائه.

الحمد لله المنزه عن سمات النقص بصفات الكمال، المتعالي، في أحدية ذاته وتقدس، وحدانية صفاته عن الأشباه والأمثال، الذي نصب أدلة ما في الوجود من آيات قدرته وبدائع صنعته وأسرار حكمته دليلا على وجوده فضرب للناس الأمثال، له الأسماء الحسنى والصفات العلى والمثال الأعلى وهو الكبير المتعال، لا نلحد في آياته ولا نعدل بصفاته بل نؤمن بما وردت النصوص الصريحة والأخبار الصحيحة من نفي ذلك وإثباته ولله سبحانه من ذلك ما يليق بصفات العصمة ونعوت الجلال.

أحمده بجميع محامده ولا أحصى ثناء عليه، وأحمده بما حمد به على ما استحمد عليه، وأحمده على حمده حمدا يبلغ حق حمده وأحمده حمد من قدر قدر نعمه فشكر لربه، وأشهد أنا لا إله إلا الله شهادة من شرح الله صدره للإسلام.

ص: 221

فهو على نور من ربه، وكتب في قلبه الإيمان فلن يمحوه برحمته بعد كتبه، وأوقن به إيقان من وفقه فاعتصم بحبل عصمته فأمن به إذ أمن به من سلبه، وألجأ إليه لجأ من عاذ من مكره بقوته وحوله، ولاذ من الحور بعد الكور بمواهب إتمام إحسانه القديم وفضله، واشهد أن محمد عبده ورسوله المخصوص برفع الذكر، ووضع الوزر، وشق القلب، وشرح الصدر، المقدم في تأخر وقته على النبيين، المصلي بجميعهم في عليين، المنتهي في مسراه إلى سدرة المنتهى، المستوي بزلفته في مستوى، يسمع فيه ويرى حق اليقين وعين اليقين الشفيع في زحمة العصاة من أمته المذنبين المشفع في إلحاق المسيئين منهم بالمحسنين، رحمة لهم ومنة من رب العالمين، وجاها له ومكنة عند ذي العرش فهو عند ذي العرش مكين، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين ورضوان الله عن الصحابة والتابعين، ورحمة الله على سلف الأمة أجمعين، وعلى علمائنا ومشائخنا ووالدينا وإخواننا والمسلمين، والسلام عليهم وعلينا معهم وعلى عباد الله الصالحين آمين.

ومما أفاده صاحبنا عنه: قَالَ شيخنا أمين الدين أبو اليمن رضي الله عنه، وكان السلطان قد قبض على جماعة من عمد الأمراء الذين كانوا مرابطين بدمياط فصلب منهم جماعة وافرة نيف وخمسون رجلًا، في ليلة واحدة، ونالت الشفاعة واحدا منهم يعرف بابن النقيب فسلم، قَالَ فأنشدني لنفسه في ذلك:

أنا الذي حقق مسموعه

عند جميع الناس مرآه

فقال إن شئت هذا الذي

أماته الله وأحياه

ص: 222

وأخبرني صاحبي ورفيقي الوزير أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عن شيخنا أبي اليمن رضي الله عنه ومن تصانيف شيخنا أبي اليمن: كتاب إتحاف الزائر وإطراب المقيم والسائر، ولم أقف عليه: وقد وقع إلينا أجزاء حديث من سماعات شيخنا أبي اليمن رضي الله عنه، رأينا أن نثبتها هنا ونختم بها اسمه المبارك.

فمن ذلك الجزء الذي تروية أم الفضل بيبي ابنة عبد الصمد الهرثمية عن أبي محمد عبد الرحمن بن

ص: 223