الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مُقَدِّمَة
الطبعَة الثَّالِثَة
انتصار الإسلام في يوم بدر
بقلم
اللوَاء الرُّكن
محمُود شيت خَطَّاب
عضو المجْمَع العِلمي العِراقي
- 1 -
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي سيدي ومولاي رسول الله وعلى آله وأَصحابه أَجمعين ورضي الله عن قادة الفتح الإسلامي وجنوده الغر الميامين.
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فترة حياته المباركة في مكة المكرمة من بعثته رحمة للعالمين إلى هجرته إلى المدينة المنورة في الجهاد الأكبر لوضع الأُسس السليمة لدولة الإسلام موحدًا من أجل الجهاد.
وفي هذه الفترة لاقى المسلمون أَذى كثيرًا: طوردوا وعذابوا، وأُخرجوا من ديارهم وأموالهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله.
وهاجر المسلمون إلى المدينة بأنفسهم تاركين ذويهم الأقربين تحت رحمة أعدائهم في خطر داهم مقيم، فابتدأَت في المدينة فترة الجهاد الأصغر من حياة سيد القادات وقائد السادات عليه أفضل الصلاة والسلام، فكانت حياته الغالية في المدينة من هجرته إليها حتى التحاقه بالرفيق الأعلى جهادًا من أجل التوحيد.
وأُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ، فركبات خيل الله عليها فرسان النهار ورهبان الليل: البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس لهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، لا مدد لهم ولا كمين، يهدرون بالقرآن الكريم وبذكر الله ويرددون في دعائهم:"يا نصر الله اقترب".
وفي بدر، التقى الظلام بالنور، والكفر بالإيمان، والباطل بالحق، والتقت الجاهلية بالإسلام، فجاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقًا.
ودارت في بدر رحى معركة طاحنة بين فئتين غير متكافئتين: فئة قليلة مؤمنة، وفئة كثيرة كافرة، فانتصرت الفئة القليلة على الفئة الكثيرة بإذن الله:{وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ} .
ولست أعرف معركة حاسمة من معارك الحرب الحاسمة، كيوم بدر، انتصرت فيه العقيدة السليمة على العقيدة الفاسدة، فكانت العقيدة وحدها هي السلاح الأول والأخير للمنتصرين.
كان المشركون أكثر عددًا من المسلمين، وكانوا أحسن عددًا وأغنى في قضاياهم الإدارية: كان عدة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وبضعة عشر، وكان عدة المشركين ألفًا، وكان مع المسلمين فرسان، وكان مع المشركين مائة فرس، وكان المسلمون حفاة عراة جياعًا، وكان المشركون ينحرون في يومًا عشرًا ويومًا تسعًا من الإبل، وكان المسلمون من قبائل شتى، وكان المشركون من قريش! ! .
إنه انتصار عقيدة لا مراء، فكيف كان ذلك؟
لقد بدل الإسلام العقول والنفوس من حال إلى حال! كان الرسول القائد صلى الله عليه وسلم مثالًا شخصيًا رائعًا لأصحابه في التضحية والفداء.
كان المسلمون يوم بدر كل ثلاثة على بعير، فكان إذا كانت عقبة النبي صلى الله عليه وسلم قال له صاحباه:"اركب حتى نمشي عنك"، فيقول:"ما أنتما بأقوى على المشي مني، وما أنا بأغنى عن الأَجر منكما".
وعند نشوب القتال يوم بدر، خرج ثلاثة من رجالات المشركين وقادتهم فدعوا إلى البراز، فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون أول قتال لقى فيه المسلمون المشركين في الأنصار، وأحب أن تكون الشوكة ببني عمه وقومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا بني هاشم! قوموا قاتلوا بحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاؤوكم بباطلهم ليطفئوا نور الله".
وفي المعركة كان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب بنفسه لأصحابه في الشجاعة والإقدام أروع الأمثال. قال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ولمَّا كان يوم بدر وحضر البأس، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أشد الناس بأسًا، وما كان أحد أقرب إلى المشركين منه".
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أثر المشركين بعد انهيار صفوفهم يتلو الآية الكريمة: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} ، فأجاز على جريحهم وطلب مدبرهم.
وبعد المعركة سلم صلى الله عليه وسلم الغنيمة للمسلمين الذين حضروا بدرًا، وأخذ سهمه مع المسلمين، لا فرق بينه وبين أي مسلم آخر.
لم يستأثر بالدعة والأمن بل قاتل هو قتال الأبطال الصناديد أمام المقاتلين من أصحابه، ولم يؤثر ذوي قرباه بالراحة والاطمئنان بل آثرهم بالنزال والطعان، فلما انتصر المسلمون كان نصيبه من الغنائم نصيب أحدهم لا يزيد.
لقد كان الرسول القائد صلوات الله وتسليمه عليه أُسوة حسنة لأصحابه بأعماله لا بأقواله، وشتان بين الأعمال والأقوال، فلا موعظة في كلام لم يمتلئ من نفس صاحبه ليكون عملًا، ليتحول في النفوس الأُخرى عملًا ولا يبقى كلامًا.
ذلك هو الرسول القائد صلى الله عليه وسلم، أما جنوده فكان أمرهم كله عجبًا.
آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، فآخى مثلًا بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع رضي الله عنهما، فقال سعد لعبد الرحمن:"إني أكثر الأنصار مالًا. فأُقسم مالي إلى نصفين، ولى امرأتان فانظر أعجبهما إليك قسمها لي أطلقها، فإذا انقضت عدتها فتزوجها".
هذا مثال واحد للإيثار الذي كان نتيجة من نتائج هذا التآخي.
وفي الطريق إلى بدر، هتف متكلم المهاجرين:"والذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك حتى تنتهي إليه". وهتف متكلم الأنصار: "فامضںى يا نبي الله لما أردت، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت هذا البحر فخضته لخضناه معك، ما بقى منا رجل واحد".
ويوم بدر، قتل أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أباه، وكان أبو بكر رضي الله عنه مع المسلمين، وكان ابنه عبد الرحمن مع المشركين، وكان عتبة بن ربيعة مع قريش، وكان ولده أبو حذيفة مع المسلمين.
في هذه المعركة التقى الآباءُ بالأبناءِ، والإخوة بالإخوة! .
خالفت بينهم المبادئ، ففصلت بينهم السيوف! ..
وفي يوم بدر تسابق المسلمون إلى الشهادة، وكان كل واحد منهم يتمنى أن يموت قبل صاحبه، وكان كل واحد من المشركين يتمنى أن يموت صاحبه قبله، وكان الشهيد يردد وهو يحتضر: " {وَعَجِلْتُ إِلَيكَ رَبِّ لِتَرْضَى} .
وبعد معركة بدر، استشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه في مصير الأسرى، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "أرى أن تمكني من فلان - قريب عمر - فأضرب عنقه، حتى يعلم الله أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين، وهؤلاء صناديادهم وأئمتهم وقادتهم".
وكان فداء أسرى بدر أربعة آلاف إلى ما دون ذلك، فمن لم يكن عنده شيء كان فداؤه أن يعلم غلمان الأنصار الكتابة.
هكذا كان جنود الرسول القائد عليه الصلاة والسلام يؤثرون على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة، ويؤثرون عقيدتهم على آبائهم وأبنائهم وإخوانهم وعشيرتهم وأموالهم، بل يؤثرون عقيدتهم على أنفسهم، فيتسابقون إلى الشهادة، فيقول أحدهم للآخر:"هنيًا لك الشهادة"، وتقول الأُمهات والأخوات والزوجات حين يعلمن باستشهاد ذويهن:"الحمد لله الذي أكرمهم بالشهادة".
وهؤلاء قادة وجنودًا، يبنون للمستقبل، فيعتبرون العلم فريضة لا نافلة، ويعتبرونه عبادة لا تجارة، ويعتبرونه غاية لا وسيلة .. ! .
كانوا إخوة في الله يحب أحدهم لأخيه ما يحبه لنفسه، وكانوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا، وكانوا كالجسد السليم المعافى إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي!
…
هؤلاء قادة وجنودًا، كانوا يبنون ولا يهدمون ويعمرون ولا يخربون ويفعلون ولا يقولون ..
كان انتصار المسلمين في بدر، إيذانًا بمولد دولة الإسلام عمليًّا، فقاد المسلمون بعدها العالم إلى الخير والصلاح والمدينة والنور قرونًا طويلة.
وكان انتصارهم بالإسلام، ولن ينتصروا بغيره، وتاريخ المسلمين خير دليل على ذلك.
كان العرب في الجاهلية متفرقين فتوحدوا بالإسلام، وكانوا أعداء فأَلف الإسلام بين قلوبهم، وكانوا على شفا حفرة من النار فأنقذهم الإسلام منها، فأصبح العرب بالإسلام (وحدة) رصينة، و (دولة) عظيمة و (أُمة) متماسكة و (قوة) ضاربة وجدت لها متنفسًا بالفتح الإسلامي العظيم، فسارت رايات العرب المسلمين تهدى الدنيا وتحضِّر العالم وتمدِّن الناس، فامتدت دولة الإسلام من سيبيريا شمالًا إلى فرنسا غربًا إلى الصين شرقًا إلى المحيط جنوبًا.
كانوا ضعفاء فأصبحوا بالإسلام أقوياء، وكانوا أعداء فأصبحوا إخوة، وكانوا مستعبدين فأصبحوا فاتحين .. ! .
ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات، فأصبحوا مستعمرين مستعبدين أذلاء غثاء كغثاء السيل، والله لا يغيِّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
أصبح هؤلاء الخلف يستوردون المبادئ من الشرق والغرب مبهورين متخاذلين، وأَصبحوا يتعشقون تراث الأجنبي ويحتقرون تراثهم، ويتدارسون تاريخ أعدائهم ويتركون تاريخ هم وراءَهم ظهريًا، حتى أصبحنا نسمع بعض العرب والمسلمين يقولون ويكتبون ويذيعون علنًا
باسم الثقافة وباسم التحرر ما لم يستطع أن يقوله أو يكتبه أو يذيعه المبشرون وأعداء الإسلام! ! ..
وإذا كان أكثر المستشرقين قد بذلوا قصارى جهودهم لتعميق آثار الاستعمار الفكري بين العرب والمسلمين، فما عذر المستغربين من العرب المسلمين؟ ! .
إن الدعوة إلى تبناها المبشرون وعملاء الاستعمار وأذنابهم في أبعاد الدين الإسلامي عن الحياة، دعوة مريبة هدفها إبعاد العرب عن الناحية المعنوية في حياتهم، فالعرب جسم والإسلام روحه، ولا بقاء للجسم بدون روح.
والدعوة التي تبناها هؤلاء لاستعمال العامية بدل العربية الفصحى دعوة مريبة، هدفها أن يجعلوا من الأُمة العربية أُممًا، ومن الشعب العربي شعوبًا ، لأَن العربية لغة القرآن الكريم ولغة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولغة قادة الفتح وجنوده ولغة الفكر وجنوده.
والدعوة التي تبناها هؤلاء لإشاعة الفحشاء والتخنيث في العرب خلافًا لعقيدتهم وتقاليدهم، دعوة مريبة لا تخدم غير الاستعمار وأعداء العرب وإسرائيل، وكيف تنتظر من الديوثين والبغايا أن يبذلوا أرواحهم في ميادين الشرف والفداء لا؟ ! !
إني أتحدى كل من يزعم أن هناك عقيدة أفضل من عقيدتنا، وأن هناك رجالا أعظم من رجالنا وأن هناك تاريخًا أنصع من تاريخنا، وأن هناك تراثًا أروع من تراثنا ..
والذين يزعمون أنهم طردوا الاستعمار العسكري والاستعمار السياسي والاستعمار الاقتصادي من بلادهم ثم يعملون ليلًا ونهارًا
على ترسيخ الاستعمار الفكري في بلادهم، لم يصنعوا شيئًا أكثر من إخراج الاستعمار من باب ضيق، وإدخاله بمحض إرادتهم من باب فسيح.
نطرد الاستعمار ثم نترجم قوانينه ونعمل بها نصًّا وروحًا، فنشيع في بلادنا فجور القانون
…
!
ونتخلص من الاستعمار ثم نستورد مبادئه ونطبقها حرفيًّا.
فنستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.
ونحارب الاستعمار ثم نستورد منه التحلل الخلقي، فنفسد جيلنا الصاعد ونشيع بينهم الفاحشة والمنكر! عقوبة السارق في الإسلام قطع اليد، فيقول عن ذلك الجهلاء منا: أن ذلك رجعية، وهذا همجية وهو لا يتفق مع روح القرن العشرين! !
وعقوبة السارق في أعظم دول الاشتراكية الإعدام، فيقول عن ذلك الجهلاء منا: هذه تقدمية، وهذه مثالية، وهذا يتفق مع روح القرن العشرين! !
فلمصلحة من هذا التهافت الذليل؟ ؟ ! ! وأَي استعمار فكري شنيع نعاني؟ ؟ ! !
أن الذين يدّعون بأن السلوك السياسي لا علاقة له بالسلوك الشخصي التزامًا بالمبادئ الخلقية الرفيعة، واهمون كل الوهم أو أغبياء كل الغباوة أو عملاء كل العمالة.
والذين يريدون إشاعة الفحشاء والتخنث في أبنائنا لا يخدمون غير الاستعمار وإسرائيل.
إن عقيدتنا المستمدة من رسالة السماء، وتاريخنا الذي هو التطبيق العملي لتعاليم الإسلام، ورجالنا الذين هم الترجمة العملية لروح
الإسلام، وتراثنا الذي هو حصيلة الفكر الإسلامي، هي أَعظم وأَرفع وأَنصع وأَروع وأَنقى وأَطهر وأَسمى وأَبهر من كل ما وجد على الأَرض من عقائد وتواريخ وتراث.
وأَتحدى كل من يدعي خلاف ذلك، إلا أَن يكون جاهلًا أَو غبيًا أَو عميلًا، فلا يجدى شيء مع الجهلاء والأَغبياء والعملاء ..
إن الماضي هو أَساس الحاضر والمستقبل، فكيف نتنكر لماضينا الجيد؟ .
وهل هناك عاقل يبدأُ ببناء البنيان أَول ما يبدأُ من قمته؟ ! !
إننا سدنا بالإسلام عقيدة وعملًا وتضحية وفداء، ولن نسود بغيره أَبدًا مهما نحاول من محاولات ..
إن الإسلام مفخرة الدنيا ومعجزة العالم، فيجب أَن نهاجم به أَعداء الإسلام.
يا أَتباع محمد صلى الله عليه وسلم في كل مكان من دار الإسلام:
يجب أَن تهاجموا بالإسلام أَعداء الإسلام، فلا يقولن قائل بعد اليوم، إني أُدافع عن الإسلام، لأَن الإسلام أَقوى من أَن يدافع عنه إنسان:{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39)} .
تمسكوا بالإسلام بما فيه من تكاليف التضحية والفداء، وبذلك وحده تعودوا إلى قيادة العالم كما فعل أجدادكم من قبل، وصدق الله العظيم:{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (96)} .
رددوا معي ما كان يردده السلف الصالح من رجالنا الغر الميامين: "يا نصر الله اقترب".
إننا مع المسلمين في كل مكان على أعدائهم في كل مكان فهم إخوتنا في الدين، وهم إخوتنا في الله، والله يقول:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} ، وعلينا واجب نصرهم، والذي لا ينصر أخاه ظالمًا أو مظلومًا عليه ألا يدّعى الإسلام.
إننا مع لغة القرآن، لغة النبي صلى الله عليه وسلم، ولغة العرب الفاتحين، على دعاة العامية الذين يتظاهرون بالشعارات الزائفة ويخفون ما لا يظهرون.
وكل من لا يكون مع مبادي القرآن ولغة القرآن، منحرف عن الحق، يعمل لحساب الاستعمار وإسرائيل ولو تظاهر بالعروبة والإسلام.
وإلى هؤلاء المنحرفين، أقول مذكرًا ومنذرًا ما قاله الله في القرآن الكريم:{وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَال} .
وحّد الله العرب من المحيط إلى الخليج تحت لواء الإسلام، وجعل وحدتهم قاعدة رصينة لوحدة المسلمين من المحيط إلى المحيط، فالعرب بالاسلام كل شيء، والعرب بغير إسلام لا شيء
…
والحمد لله كثيرًا، وصلى الله على سيدي ومولاي رسول الله: سيد القادات وقائد السادات، ورجل الرجال وبطل الأبطال، ورضي الله عن أصحابه وعن كل من يخدم العرب والإسلام بأمانة وإخلاص.