الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بل لقد بلغ بهم النبل إلى التعاهد على تحقيق هذا المطلب الشريف، حتى ولو أَدى بهم الأمر إلى أَن يمزقوا بأَيديهم صحيفة المقاطعة الظالمة المعلقة في جوف الكعبة.
النبلاء الخمسة
وكان الدين فكروا في هذا العمل النبيل ونفذوه في النهاية هم:
1 -
هشام بن عمرو بن ربيعة العامري (1).
2 -
زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي (2).
3 -
المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف (3).
(4)
- البختري بن هشام (4).
5 -
زمعة بن الأَسود بن المطلب الأسدي (5).
فقد عقد هؤلاء الخمسة النبلاءُ، اجتماعًا سريًا فيما بينهم (ليلا) في منطقة الحجون بأَعلى مكة، وتم الاتفاق فيما بينهم على تمزيق الصحيفة ليكون ذلك نهاية المقاطعة الآثمة.
(1) أسلم هذا الرجل النبيل (هشام بن عمرو) وحسن إسلامه، وقد أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم من غنائم معركة حنين خمسين من الإبل.
(2)
هو زهير بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي، أسلم هذا الرجل النبيل بعد الفتح، وهو أخو أم سلمة (زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
(3)
مات مطعم هذا كافرًا على ما ذكر ابن حجر في الإصابة.
(4)
قتل هذا الرجل الشهم (أبو البختري) يوم بدر مشركًا، وقد كان النبي أمر الجند الإسلامي بعدم قتله اعترافًا له بالفضل لما له من موقف مشرف في إلغاء هذا الحصار الآثم، ولكن لأمر بريده الله قتله المجذر بن زياد البلوى بعد أن رفض أبو البختري إلا القتال.
(5)
قتل زمعة بن الأسود مشركًا يوم بدر، وقد كان هذا الشاب من أحب أبناء أبيه إليه:
وقد رسموا لتنفيذ ذلك محكمة حيث اتفقوا على أن يقف زهير بن أَبي أُمية بين أَندية قريش في المسجد ويشجب ما تضمنته تلك الصحيفة من مقاطعة بنى هاشم وبنى عبد المطلب ويدعوا إِلى إِنهاء هذه المقاطعة، وإِذا ما عارضه أَحد من زعماء مكة سارع إِلى تأْييده بقية الخمسة حسب تكتيك منظم اتفاق عليه الخمسة في اجتماعهم السري بالحجون.
هذا أمر قضي بليل
ففي صبيحة تلك الليلة غدا كل من النبلاءِ الخمسة إِلى نادى قومه بالمسجد، وغدا زهير بن أَبي أُمية فطاف بالبيت سبعًا، ثم أقبل على أَندية قريش ونادى بصوت يسمعه الجميع:
يا أهل مكة، أَنأْكل الطعام ونلبس الثياب وبنو هاشم هلكى لا يباع ، ولا يبتاع منهم؟ ، والله لا أَقعد حتى تشق هذه الصحيفة القاطعة الظالمة (1).
وهنا ثار أَبو جهل غاضبًا وصاح بزهير بن أَبي أُمية
…
كذبہت والله لا تشق، فقاطع أَبا جهل (حسب الخطة المرسومة) زمعة بن الأسود قائلًا .. أَنت والله أَكذب، ما رضينا كتابتها حيث كتبت، ثم ساند زمعة في قوله أبو البختري بن هشام قائلا
…
صدق زمعة، لا نرضي ما كتب فيها ولا نقرّ به، ثم ساند الثلاثة في رأْيهم المطعم بن عدي فقال - معقبًا بالتأْييد على قول زمعة وأَبي البخترى - صدقتما وكذب من قال غير ذلك، نبرأُ إلى الله منها، ومما كتب فيها ولا نقر به.
(1) سيرة ابن هشام ج 1 ص 376.