الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فبعد رحلة مضنية محاطة بالأَخطار استغرقت أكثر من أَحد عشر يومًا، تشرّفت يثرب بطلعته الشريفة وعم المسلمين في المدينة الفرح والسرور بقدوم الرسول صلى الله عليه وسلم.
وكان أَهل المدينة قد ترامى إليهم خبر هجرته مع صاحبه الصديق إلى يثرب، قبل أن يصلا إليها، ولذلك كان المسلمون فيها و (خاصة: الذين لم يسبق لهم رؤية طلعتة الكريمة) يتلهفون شوقًا لرؤيته صلى الله عليه وسلم، ولهذا فقد كانوا (منذ ترامى إليهم نبأ هجرته) يخرجون كل يوم بعد صلاة الصبح إلى ظاهر المدينة يتلمسون النبي صلى الله عليه وسلم حتى تغلبهم الشمس فيعودوا إلى بيوتهم.
وبينما هم على هذه الحال من التلهف والشوق، إِذ صاح يهودي (وكان أَول من رأَى النبي وصاحبه قادمين) صاح منبها الأنصار إِلى قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم: يا بني قيلة (يعني الأَنصار) هذا صاحبكم قد جاءَ (1).
اليوم التاريخي في المدينة
وهنا زحفت المدينة كلها لاستقبال رسول الإنسانية ومنقذ البشرية محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، فكان يومًا تاريخيًا أغرًّا لم تشهد المدينة مثله في تاريخها.
وكانت قباء (وهي من ضواحي المدينة) أَول منزل نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منازل بني عمرو بن عوف من الأَنصار، وقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم بينهم أربعة أيام، دخل بعدها إلى قلب المدينة المنورة.
أول مسجد في المدينة
وفي تلك الأيام القلائل إلى أقامها النبي في قباء، أسس صلى الله عليه وسلم،
(1) سيرة ابن هشام ج 1 ص 492، وفيها جدكم بدل صاحبكم.