الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خَاتمة وَرَجاء
وختامًا فإنا (في محاولة لرفع طبقات الأَتربة السميكة التى أهالها خصوم الإسلام على كنوز تاريخنا الإسلامي الثمينة) نتقدم بهذه الرسالة إلى الشباب المسلم المثقف من كل جنس ولون، ونهيب به أن يحطم الحواجز والسدود التي أَقامها المخربون بينه وبين النظر الجدي في صفحات هذا التاريخ المشرق الخالد، فركزوا اهتمامه علي تاريخ غير أمته، وأشغلوه بالنظر في سير أبطال ومفكرين لا ترابطهم أَية صلة بحاضره أو ماضيه، أو أعطوه صورة مشوهة عن تاريخه الإِسلامي فجعلوه يزهد فيه وينفر من النظر فيه، فحرموه من الانتفاع بكنوز هذا التاريخ الثمين.
كما أننا في الوقت نفسه، نتوجه إلى المسئولين عن التربية والتعليم في جميع البلاد الإسلامية - أن يعيدوا النظر في برامج تعليمهم وخاصة فما يتعلق منها بالتربية الدينية والتاريخ الإسلامي الصحيح.
فإن هاتين الناحيتين الهامتين (بالنسبة لنا كأُمة إسلامية) قد تم إهمالهما وعدم الاعتناء بهما في جميع مراحل التعليم في أكثر الأَقطار الإسلامية، وذلك تنفيذًا لمخطط تخريبي تم رسمه ضد الإسلام
وتاريخه الخالد، قبل أن تحصل أكثر البلاد الإسلامية على حريتها واستقلالها.
ولقد ظل كثير من الأَقطار الإسلامية (بعد انتزاعها استقلالها السياسي من الغاصبين) تسير -مع الأَسف الشديد- في برامجها التعليمية حسب هذا البرنامج التخريبي الذي وضعه المحتلون قبل رحيلهم، ولهذا ترى برامج التعليم في كثير من الأَقطار الإِسلامية مجردة تمامًا من التربية الدينية وخالية من حصص التاريخ الإِسلامي الصحيح.
وإذا ما احتوت بعض هذه البرامج في بعض البلاد العربية على بعض حصہص التربية الدينية والتاريخ الإسلامي، فإن تدريس هذه الحصص يتم بطريقة سطحية وبدون أي حماس أو تركيز بحيث لا يعلق بذهن الطالب أَي شيء يذكر من هذه الحصص أَثناء تدريسها، لا سيما وأن الرسوب فيها لا يعد رسوبا بالنسبة لغيرها من الحصص، فلا يؤثر رسوب الطالب في الحصص الدينية والتاريخ الإِسلامي على شهادته كما يؤثر فيها رسوبه في اللغة الإنكليزية والرسم والجغرافيا وما شابهها.
فهل هنالك تخريب أعظم من سلوك هذا الطريق، بالنسبة لنا كأمة إسلامية يستحيل عليها أن تعيش عزيزة مستقرة من غير السير على هدي دينها والاعتزاز بتاريخها؟ ؟ .
ولعله من المؤلم جدًّا، أن بعض الأقطار التي لم تخضع طيلة تاريخها للاستعمار قد أخذ يصيبها ما أصاب غيرها حيث سرى نفس ذلك الداء إلى كيانها التعليمي، وأخذت في اغتيال بعض الحصص الدينية من برامج تعليمها تدريجيًا.
فلا تمر سنة إلا ونرى تخفيضًا لهذه الحصص واستبدالها بحصص
ليس فيها أية تقوية أو تعضيد لكيانها السياسي، كحصص الرسم وتربية الدواجن وغيرها من الأُمور الثانوية التي يمكن إضافتها إلى حصص التدريس دون اللجوء إلى اغتيال الحصص الدينية.
ويخطيء - بل يساهم في تخريب الكيان - من يزعم أَن إضعاف الحصص الدينية وعدم الاهتمام بالتاريخ الإسلامي فيه تقوية لكيان الدولة السياسي أو رفع لمنزلتها بين الأُمم المتحضرة.
إن هذا الزعم والترويج له هو من جانب حملات التخريب التي يقوم بتنفيذها قوم دربوا خصيصًا لتنفيذها، وقدر لهم في غفلة من الزمن أن يشغلوا مناصب قيادية حساسة في حقول التعليم.
وإلَّا فهل يعقل أن دولة قامت، أول ما قامت على أساس من الإسلام والدعوة إليه وتقوية جانبه والتمسك بآدابه وتنفيذ أحكامه، ولم يبن لها كيان ولم يكن لها شأْن إلا عندما أَخذت تسير على هديه وتحمل رايته .. هل يعقل أن الدولة التي هذا شأنها سيكون في مصلحتها اغتيال الحصص الدينية من برامج التعليم فيها؟ .
نقولها صريحة مرة أخرى، للمسئولين عن التربية والتعليم في البلاد الإسلامية - العربية منها وغير العربية - إن تجريد برامج التعليم من حصص التربية الدينية والفقة الإسلامي، وعدم الاهتمام بالتاريخ الإسلامي لن يكون إلا عونًا لانتشار المذاهب الهدامة المخربة بين الشباب المثقف الذي -باتباع هذه السياسة التعليمية الخطيرة- سيتجرد بالتدريج من كل وازع ديني أو حافز خلقي، وهذا لن تكون له نتيجه في البلاد الإسلامية إلا القلاقل والفتن التي لا ثمرة لها إلا الكوارث والنكبات التي كادت أن تكون العلامة الفارقة كما هو الواقع المشاهد.
فما يعيشه العالم العربي اليوم من قلق واضطراب، لا سبب له إلا الانحراف بالشباب - في مراحل التربية والتعليم - عن الطريق المستقيم الذي رسمه الإسلام ودعا أمته إلى السير عليه في جميع مراحل حياتها.
وإني هنا أقسم بالله ثلاثًا، غير حانث ولا آثم - أن الأمة الإسلامية (سواءٌ كانت عربية أو غير عربية) لن تذوق الاستقرار طعمًا ولن تعرف للهدوء والطمأْنينة معنى إذا لم ترجع إلى الإسلام وتتمسك به دينًا ودولة وخلقًا ومعاملة، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها .. والله حسبنا ونعم الوكيل.
ـ
[صورة]
العدوة الدنيا، وهي الممر بين الجبلين المشار إليه بالسهم، وهذه العدوة هي التي سلكها الرسول صلى الله عليه وسلم في طريقه إلى بدر، والتي عناها الله تعالى بقوله {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ} (أي المشركين){بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ} (أي العير التي نجا بها أبو سفيان){أَسْفَلَ مِنْكُمْ} .
[صورة]
العدوة القصوى، وهي الكثيب الذي بين الجبلين المشار إليه بالسهم، وهذا الكثيب هو الذي سلكهـ المشركون بجيشهم في طريقهم إلى بدر، والذي لما رآهم الرسول صلى الله عليه وسلم: ينحدرون منه قال: اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك، اللهم نصرك الذي وعدتنى اللهم أحنهم الغداة. ومن الجدير بالذكر أن المسافة بين العدوتين حوالي خمسة كيلو مترات كما أن المساحة التي دارت فيها المعركة تقدر بميل مربع.
[صورة]
منظر آخر لجانب من قرية بدر اليوم وفي هذا المكان بالذات دارت المعركة حوالي مقر قيادة الرسول المبني اليوم مكانه مسجد كما هو واضح في الصورة، وقد قام ببناء هذا المسجد السيد حسن الشربتلى، كما ظهرت في هذه الصورة سلسلة الجبال التي توارى خلفها أبو سفيان بعير قريش هاريا، والتي عناها الله تعالى بقوله {وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ} لأن هذه السلسلة تقع أسفل العدوة الدنيا التي كان بها المسلمون، وقد ظهر الجبل الذي يقال أن الملائكة نزلت عليه يوم بدر لتقوية روح المسلمين المعنوية، وقد رسمنا لهذا الجبل بسهم كما يراه القارئ. ومن الجدير بالذكر أن النخيل والمنازل المشاهدة في الصورة هي حادثة بعد المعركة بعدة قرون.
[صورة]
منظر عام لقرية بدر اليوم، وقد ظهر فيه الجبل الواقع غربي العدوة الدنيا والعرصة التي سلكها الرسول في طريقه من العدوة الدنيا إلى مكان المعركة الواضح في المنظر الآخر لجانب من قرية بدر، كما ظهر في هذا المنظر طريق السيارات المعبد المؤدى إلى المدينة من مكة.
[صورة]
فج الروحاء الذي سلكه الرسول بجيشه في طريقه إلى بدر.
[صورة]
بئر الروحاء الذي استراح عندها الرسول صلى الله عليه وسلم ثم غادرها منحرفا إلى فج النازية تاركا طريق مكة بيسار يريد بدرًا.
[صورة]
فج النازية الذي سلكهـ الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه عندما غير خط سيره بعد أن استراح عند بئر الروحاء وترك الطريق الرئيسى المؤدى إلى مكة بيسار.
[صورة]
مضيق الصفراء المشهور الذي انصب منه الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه إلى وادي الصفراء بعد أن قطع وادي النازية ثم وحقان يريد بدرًا. وقد ظهر فيه طريق السيارات المعبد المؤدي من مكة إلى المدينة.
[صورة]
منظر آخر لجانب من النخيل الواقع في الطرف الجنوبي لقرية بدر. وقد ظهر أيضًا في هذه الصورة جانب من المكان الذي دارت فيه المعركة والذي يقوم عليه اليوم جانب من هذا النخيل الذي لم يكن موجودا قبل معركة بدر. كما ظهر أيضًا في الصورة جانب من سلسلة الجبال الغربية التي توارى خلفها ركب أبي سفيان عندما هرب بالعير لئلا تقع في قبضة جيش المدينة.
[صورة]
عرق الظبية المشهور الذي يقال أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر عنده بضرب عنق مجرم الحرب الثاني (عقبة بن أبي معيط الأموي) وقد أشار الرجل الواقف بأصبعه إلى المكان الذي يقال أنه الموضع بالذات الذي ضربت فيه عنق ابن أبي معيط. . ومن الغريب أنه قد أقيم - منذ العصور السحيقة - قبر في هذا المكان ظل غرب البادية المحيطين به يقصدونه للتبرك حتى جاء العهد السعودي فهدم هذا القبر وأزيلت معالمه.
[صورة]
وادي الصفراء المشهور الذي سلكهـ الرسول صلى الله عليه وسلم بجيشه إلى بدر، وهو الوادي الذي أمر فيه بضرب عنق مجرم الحرب (النضر بن الحارث العبدرى) في رجوعه منتصرًا من بدر، ومن هذا الوادي انحرف بجيشه ذات اليمين تاركاهذا الوادي وطريق مكة الرئيسي بيسار سالكا - في خروجه إلى بدر - وادي ذفران الذي عقد عند خروجه منه مجلسه العسكري المشهور قبل أن يصل بدرا عندما بلغه زحف جيش مكة لإنقاذ العير.
[صورة]
الفج المؤدي إلى وادي ذفران، وهو الفج الذي اتجه إليه الرسول بجيشه بعد أن قطع وادي الصفراء وتركهـ عن يساره ليختصر الطريق إلى بدر عن طريق وادي ذفران الواقع غربي وادي الصفراء.