الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والنضر هذا، هو الذي قالت ابنته قتيلة فيه تلك الأَبيات. المشهورة التي تعد من أروع الشعر المؤثر:
يا راكبًا إن الأَثيل مظنة
…
من صبح خامسة وأَنت موفق
أبلغ بها ميتًا بأَن تحية
…
ما أَن تزال به النجائب تخفق
منى إليك وعبرة مسفوحة
…
جادت بواكفها وأخري تخنق
هل يسمعني النضر إن ناديته
…
أم كيف يسمع ميت لا ينطق
أَمحمد يا خير ضنء كريمة
…
في قومها والفحل فحل معرق
ما كان ضرك لو منَنْت وربما
…
منَّ الفتى وهو المغيض المحنق
أَو كنت قابل فداية فلينفقن
…
بأَعز ما يغلو به ما ينفق
فالنضر أقرب من أَسرت قرابة
…
وأَحقهم إن كان عتق يعتق
ظلت سيوف بني أَبيه تنوشه
…
لله أَرحام هنالك تشقق
صبرًا يقاد إلى المنية متعبًا
…
رسف القيود وهو عان موثق
ويقول بعض الرواة إن النبي صلى الله عليه وسلم لما بلغه هذا الشعر الجزل تأثر وقال، لو بلغني هذا قبل قتله لمننت عليه، وتفيد رواية ابن هشام عدم صحة هذه الرواية، وهو المعقول لأن الرسول لم يأْمر بقتله إلا وهو مستحق، فلا تكون أَبيات من الشعر مغيرة لحكم مشروع.
قتل عقبة بن أبي معيط
ولما وصل صلى الله عليه وسلم إلى عرق الظبية أمر بقتل عقبة بن أبي معيط،
وهو من بني أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف، قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح (1).
ويقول بعض الرواة إن النبي صلى الله عليه وسلم لما أَمر بقتل عقبة قال .. أتقتلني يا محمد من بين قريش؟ قال نعم، ثم قال الرسول لأَصحابه. أَتدرون ما صنع هذا بي؟ .
جاءني وأنا ساجد خلف المقام فوضع رجله على عنقي وغمزها، فما رفعها حتى ظننت أَن عيني ستندران من رأْسي، وجاء مرة أُخرى بسلا شاة (2) فألقاه على رأْسى وأَنا ساجد فجاءت فاطمة (3) فغسلته عن رأْسى.
(1) هو عاصم بن ثابت بن الأفلح الأنصاري، كان من السابقين الأولين، وكان محاربًا فذًا، روي أن النبي - ليلة بدر - سأل من معه، كيف تقاتلون، فأخذ عاصم بن ثابت القوس والنبل، وقال، إذا كان القوم قريبًا من مائتي ذراع كان الرمي، وإذا دنوا حتى تنالهم الرماح كانت المداعسة حتى تقصف فإذا تقصفت وضعناها وأخذنا السيوف وكانت المجالدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا نزلت الحرب من قاتل فليقاتل كما يقاتل عاصم، قتل عاصم غدرًا في يوم الرجيع أرض هذيل بالحجاز وذلك في السنة الثالثة من الهجرة، والقصة مفصلة في سيرة ابن هشام.
(2)
السلا -بكسر السين- ما يعقب الولادة من أوساخ وقاذورات:
(3)
هي فاطمة الزهراء بنت إمام المتقين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أصغر بنات النبي وأحبهن إليه ولدت والكعبة تبنى والنبي صلى الله عليه وسلم ابن خمس وثلاثين سنة، تزوجها علي رضي الله عنه في أوائل سنة اثنتين من الهجرة، وذلك بعد مضى أربعة أشهر على تزوج أبيها صلى الله عليه وسلم من عائشة، وقد أجمع المؤرخون على أن نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد انقطع إلا من فاطمة، قالت عائشة ما رأيت أحدًا أفضل من فاطمة بعد أبيها، وروى عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أفضل نساء العالمين أربع: مريم، وآسيا، وخديجة، وفاطمة، توفيت فاطمة رضي الله عنها يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شهر رمضان سنة إحدى عشرة من الهجرة.