الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظرتهم إِلى المشكلة، وهذا التطور هو نجاح النبي صلى الله عليه وسلم في الاتصال بأَهل يثرب وإِقناع الكثير منهم باعتناق الإِسلام، ثم إِقامة حلف عسكري بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم يہمنعونه بموجبه كمھايھمنعون أَنفسهم ونساءَهم وأَولادهم.
فقد كان من عادة النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتنم فرصة كل موسم من مواسم الحج فيعرض نفسه على قبائل العرب ويشرح لهم دعوته وأَهدافها، ويدعوهم إلى الإِسلام.
وأَثناءَ هذا العرض اتصل ببعض رجالات قبيلتى الأَوس والخزرج (1) من سكان يثرب، وهم من قبائل قحطان، وأَقوى القبائل العربية وأَمنعها في الجزيرة.
أَول لقاء بين النبي صلى الله عليه وسلم والأَنصار
وكان أَول من لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل المدينة ستة نفر من شباب الخزرج، التقى بهم صلى الله عليه وسلم في موسم الحج عند العقبة من منى، فقال لهم .. من أَنتم؟ ؟ .
قالوا .. نفر من الخزرج ..
قال .. أَمن موالى يهود؟ ؟ . أَى حلفاءِهم.
قالوا: نعم. قال: أَفلا تجلسون أَكلِّمكم؟ .
قالوا: بلى .. فجلسوا معه، فشرح لهم حقيقة دعوته، ودعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإِسلام، وتلا عليهم القرآن، فوقع قوله من نفوسهم موضع الرضى والقبول، واستبشروا به خيرًا.
(1) انظر ترجمة هاتين القبيلتين في كتابنا (غزوة أحد).
وكان هؤلاءِ الرهط من عقلاءِ يثرب التي أَنهكتها الحرب الأَهلية المستعر لهيبها بين الأَوس والخزرج، فأَمَّلوا أَن يضع الله بدعوته حدًّا للحرب الأَهلية المدمرة الناشبة في يثرب.
فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أَن قبلوا ما عرض عليهم من الإِسلام -: إِنا قد تركنا قومنا ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أَن يجمعهم الله بك.
وأَبدوا استعدادهم للنبي صلى الله عليه وسلم أَن يكونوا رسل دعوته إِلى أَهل يثرب قائلين:
فسنقدم عليهم، فندعوهم إِلى أَمرك، ونعرض عليهم الذي أَجبناك إِليه من هذا الدين، فإِن يجمعهم الله عليه فلا رجل أَعز منك، فكان هؤلاء النفر أول من أَسلم من الأَنصار.
وكان هذا اللقاءُ بين النبي وأَهل يثرب سنة ثلاث قبل الهجرة (على أَغلب الظن).
وبعد أن أسلم هؤلاء، حملوا إلى المدينة (ولأَول مرة) رسالة الإِسلام، وصاروا يبثونها (بكل جد وإِخلاص) بين قبائلهم في يثرب فلم يستدر العام إِلا وقد انتشر ذكر النبي في كل دار من دور أَهل المدينة.
وأَسماءِ رجال هذه الطليعة المباركة هم:
1 -
أَسعد بن زرارة (من بنى النجار). (1)
(1) هو أَسعد بن زرارة بن عبدس بن عبيد، الأنصاري النجارى الخزرجى، كان طليعة الشباب اليثربى المسلم. شهد بيعة العقبة الأولى والثانية، وكان نقيبًا على قبيلته في بيعة العقبة الثانية (وهي المعاهدة العسكرية الأولى التي عقدت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الأنصار)، ولم يكن في نقباء الأنصار الإثنا عشر أصغر سنًّا من أسعد.