الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصادر:
(1)
ابن قتيبة: المعارف، القاهرة سنة 1353، ص 125 - 126.
(2)
ابن سعد: الطبقات، جـ 7، قسم 1، ص 8 - 9، 138، 139.
(3)
البلاذرى: فتوح البلدان، ص وما بعدها.
(4)
الطبرى: جـ 1، ص 9، 25 وما بعدها. جـ 3، ص 477 وما بعدها.
(5)
ابن الفقيه، ص 188.
(6)
الأغانى، الطبعة الأولى، جـ 2، ص 48، جـ 7، ص 141، جـ 11، ص 100، جـ 14، ص 69.
(7)
النووى: تهذيب، ص 378 - 379، 677 - 678.
(8)
ابن الأثير: أسد الغابة، جـ 1، ص، 38، 151،، جـ 2، ص 215.
(9)
ابن حجر: الإصابة، رقم 8794.
(10)
ياقوت، جـ 1، ص 638 - 644، وفى مواضع مختلفة.
خورشيد [هوتسما وبلا Houtsma - Pellal]
أبو تمام
حبيب بن أوس: شاعر عربى من أصحاب المجاميع الشعرية، يذكر ابنه تمام أنه ولد عام 188 هـ (804 م)، وفى قول عن أبى تمام نفسه أنه ولد عام 190 هـ = 806 م (انظر كتاب أخبار أبى تمام، ص 272 - 273) فى بلدة "جاسم" بين دمشق وطبرية. ويروى ابنه أنه توفى سنة 231 هـ (845 م)، وفى رواية آخرين أن وفاته كانت فى الثانى من المحرم سنة 232 هـ (29 أغسطس سنة 846 م، انظر الكتاب المذكور). وشاعرنا أبوه نصرانى اسمه "ثاذوس"(ثديوس، ثيودوسيوس؟ ) كان خمارا بدمشق، وغير ابنه اسم ابيه فجعله "أوس"(كتاب أخبار أبى تمام، ص 246) ، ولفق لنفسه نسبة تصله بقبيلة طيئ، وسخر شعراء به من أجل هذه النسبة وقالوا فى هجائه أبياتا (أخبار أبى تمام، ص 235 - 238). علي أن هذه النسبة حازت فيما يظهر القبول من بعد، ومن ثم كان يقال لأبى تمام فى كثير من الأحيان: الطائى أو الطائى الكبير. وقضى شبابه مساعدا لنساج
فى دمشق (ابن عساكر، جـ 4، ص 19)، ثم شخص الى مصر وأخذ يقتات من سقى الناس بالمسجد الجامع، على أنه آنس أيضا فرصة لدراسة الشعر العربى وقواعده. ومن العسير أن نستعيد بدقة التواريخ التى مرت بها مراحل حياته، وهذا يصدق على كل حال حتى تثبت الوقائع التى ذكرت فى شعره وسير الرجال الذين مدحهم ثباتا لا بلبلة فيه، وقد جاء فى رواية أنه نظم مدائحه الأولى بدمشق فى محمد بن الجهم أخى الشاعر على بن الجهم (الموشح ص 324). على أن هذه الرواية يتعذر الأخذ بصحتها، لأن محمدا هذا لم يقمه المعتصم واليا على دمشق الا سنة 225 هـ فحسب (خليل مردم بك فى مقدمته لديوان على بن الجهم، ص 4) ويقول الشاعر نفسه (كتاب أخبار أبى تمام، ص 121) إن أول شعر قاله كان بمصر فى مدح صاحب الخراج عياش بن لهيعة (البديعى، ص 181). ولكن عياشا خيب ظنه فرد له الصاع، كما جرت الحال فى كثير من الأحوال، بقصائد فى هجائه (البديعى، ص 174 وما بعدها).
ويروى الكندى فى كتابه عن ولاة مصر وقضائها (Governors and Judges of Egypt، طبعة غست Guest، ص 181، 183، 186، 187) بعض أبيات لأبى تمام تشير الى حوادث وقعت فى مصر بين سنتى 211 - 214 هـ.
وعاد أبو تمام من مصر إلى الشام، وإلى هذا الوقت ترجع فيما يظهر قصائد المدح والهجاء التى قالها فى أبى المغيث موسى بن إبراهيم الرافقى. ولما عاد المأمون من حملته على الروم (215 - 218 هـ) سعى إليه أبو تمام مرتديا زى البدو الذى كان يؤثره طوال حياته، وقدم إليه قصيدة، إلا أنها لم ترق للخليفة لأنه وجد أنه مما يخالف طبيعة الأشياء أن يقول بدوى شعرا فى حياة الحضر (أبو هلال العسكرى، ديوان المعانى، جـ 2، ص 120). وربما كان هذا الوقت هو الذى اتصل فيه البحترى الشاب بشاعرنا فى حمص (أخبار أيى تمام. ص 66، وانظر ص 105).
"وبلغ أبو تمام مرتبة الشهرة أول ما بلغ وأصبح معروفا بين الناس فى
خلافة المعتصم، ولما دمرت عمورية سنة 223 هـ (838 م) بعث به قاضى القضاة أحمد بن أبى دؤاد المعتزلى إلى سر من رأى ليمثل بين يدى الخليفة. وتذكر الخليفة صوت الشاعر الأجش، وكان قد سمعه بالمصيصة، فلم يسمح له بالمثول فى حضرته إلا بعد أن استوثق أنه قد صحب معه راويا حسن النشيد (أخبار أبى تمام، ص 143 - 144)، وهنالك أخذ أبو تمام يتبوأ مكانته كأشهر مداح فى عصره. ولم تقف قصائده عند مدح الخليفة بل تجاوزت ذلك الى مدح أكابر أعيان زمنه، ومن بين هؤلاء أحمد بن أبى دؤاد، وإن كان أغضبه إلى حين بقصيدة كال فيها المديح لعرب الجنوب الذين تنتسب اليهم قبيلة طيئ وانتقص من قدر عرب الشمال الذين كان قاضى القضاة يربط نسبه بهم. ولم يكن بد من أن يقول الشاعر قصيدة أخرى فى مولاه يعتذر بها عن هذه السقطة حتى يرده إلى سابق عطفه (أخبار أبى تمام، ص 147 وما بعدها) وثمة شخصيات أخرى مدحها أبو تمام نذكر منها على سبيل المثال: القائد أبا سعيد محمد بن يوسف المروزى الذى كان أبلى بلاء حسنا فى حرب الروم وفى الحملات التى شنت على بابك الخرمى، وابنه يوسف الذى قتله الأرمن سنة 237 هـ وهو يلى أمر أرمينية، وأبادلف القاسم العجلى المتوفى سنة 225، وإسحق بن ابراهيم المصعبى صاحب جسر (أى صاحب الشرطة) بغداد من سنة 207 إلى سنة 235 هـ وكان الحسن بن وهب كاتب الوزير محمد بن عبد الله الزيات من المعجبين بأبى تمام خاصة.
وارتحل أبو تمام عسدة مرات ليزور ولاة الأقاليم أمثال والى الجبل محمد بن الهيثم (أخبار أبى تمام، ص 188)، وخالد بن يزيد والى أرمينية فى خلافة الواثق المتوفى سنة 230 هـ (أخبار أبى تمام ص 188 وما بعدها) وغيرهما. وكان شخوصه إلى عبد الله بن طاهر فى نيسابور أشهر رحلاته، على أنه لم ينل من عبد الله ما كان يرجوه من عطاء كما أن الجو البارد لم يلائمه فأسرع بالعودة أدراجه، ولكن الثلج احتجزه فى همذان فاستغل الوقت المتاح له وصنف أشهر دواوينه "الحماسة"
مستعينا بمكتبة أبى الوفا بن سلمة، وقد عنى الحسن بن وهب بأبى تمام قبل وفاة الشاعر بنحو سنتين فولاه بريد الموصل. ويظن أن الفيلسوف الكندى تنبأ له بالموت المبكر من شدة الفكر (ومن الواضح أن ابن خلكان قد نقل عن الصولى، ومع ذلك فإن الفقرة المناسبة قد سقطت، وانظر أخبار أبى تمام، ص 231 - 232)، وفى الموصل أدركت المنية أبا تمام. وقد بنى أبو نهشل بن حميد، أخو محمد الذى هلك سنة 214 هـ فى الحملة على بابك، قبة على قبر أبى تمام زارها ابن خلكان. وكان أبو تمام أسمر طوالا يرتدى زى الأعراب حلو الكلام فصيحا، منكر الصوت جدا، يعانى حبسة قليلة فى لسانه ولذلك فإن شعره كان ينشده راويه صالح (أخبار أبى تمام، ص 210).
وتتناول قصائد أبى تمام الحوادث التاريخية الهامة مثل فتح عمورية، والحملة على بابك وقتله سنة 223 هـ (837 - 837 م) وقتل الإفشين سنة 226 هـ (840 م) الذي كان الشاعر نفسه مدحه من قبل، وغير ذلك. وتكمل القصائد فى نواح معينة رواية المؤرخين (انظر الطبرى - The reign of al Mu'tasim. ترجمة وتعليق مارتن. E Martin نيوهافن سنة 1951، الفهرس؛ Les allusions a la guerre byz-: M. Canard Tammam et antine chez les Pontes Abu Buhturi في Vassiliev. Byzance et: A.A les Arabes جـ 1 - La Dynastie d'Am corium بروكسل، سنة 1935، ص 397 - 403).
وقد اختلفت الآراء فى القيمة الجمالية لشعر أبى تمام حتى فى حياته؛ قال الشاعر دِعْبِل، الذى كان يُخشى من سلاطة لساَنه، إن شعر أبى تمام ثلثه سرقة، وثلثه غث، وثلثه صالح (اخبار أبى تمام، ص 244)؛ وقال تلميذه البحترى الذى كان يقدره أعظم التقدير، إن جيد شعر أبى تمام خير من جيده، وردئ البحترى خير
من رديئه (أخبار أبى تمام، ص 67)؛ وكان الشاعر على بن الجهم المتوفى سنة 249 هـ (أخبار أبى تمام، ص 61 - 62) صديقًا لأبى تمام معجبًا به.
وإلى هذا الشاعر ترجع الرواية التى تنبئنا بحضور أبى تمام لأول مرة اجتماع الشعراء فى القبة المعروفة بهم من جامع بغداد (تاريخ بغداد، حـ 8، ص 249 نقلا عن المعافى بن زكريا؛ ديوان على بن الجهم، المقدمة، ص 6 - 7).
وبعد موت أبى تمام بزمن طويل كتبت المقالات فى مدحه والقدح فيه؛ ونوقشت فى هذه المقالات سرقاته الأدبية أيضًا؛ من ذلك أن أبا العباس أحمد بن عبيد الله القُطْرَبُلّى عابه (كتاب الموازنة، ص 56)، ومدحه أبو بكر محمد الصولى الذي، يعد كتابه أخبار أبى تمام بلا شك أقدم المصادر عن حياته وأكثرها تفصيلا. ويجب أن نضيف إلى المدافعين عنه: المرزوقى المتوفى سنة 421 هـ الذى صنف "كتاب الانتصار من ظلمة أبى تمام"(انظر Oriens سنة 1949، ص 268)؛ والقاضى أبا الحسن على الجرجانى فى كتابه "الوساطة بين المتنبى وخصومه"(صيداء سنة 1331، ص 58 وما بعدها)؛ والآمدى المتوفى سنة 381 هـ فى كتابه "الموازنة بين الطائيين أبى تمام والبحترى"(إستانبول سنة 1287 هـ؛ الترجمة التركية بقلم محمد ولد، إستانبول سنة 1311 هـ) يزن محاسنه ومعايبه؛ أما المرزبانى المتوفى سنة 384 فإنه يجنح إلى إبراز معايبه فى كتابه "الموشح"(القاهرة سنة 1343 هـ، ص 303، 329)؛ ويدفع الشريف المرتضى فى كتابه "الشهاب فى الشيب والشباب"(إستانبول سنة 1303 هـ) المآخذ التى أخذها عليه الآمدى. ويستطيع القارئ الحديث أن يتتبع نقد القدماء.
وفى قصائد أبى تمام ترد الأخيلة البارعة التى قررت شهرته جنبًا إلى جنب مع كثير مما لا ترتاح له النفس؛ وله ولع بالألفاظ الغريبة بل وبالتراكيب المفتعلة، المضنية فى كثير من الأحيان التى عانى فى شرحها الراسخون فى العربية. وترهق قارئه تجسيدات غير موفقة لأفكار مجردة واستعارات متكلفة متصيدة غير مقنعة تتوالى عليه كثيرا فى عدة أبيات متصلة حتى يقع على صورة شعرية بارعة. أضف إلى
ذلك نزوع من الشاعر مؤسف إلى الجناس والجمع بين المتناقضات فى تبرير محكم (عبد القاهر الجرجانى: أسرار البلاغة، طبعة Ritter، ص 15).
وقد جمع الصولى ديوان أبى تمام مرتبًا على أحرف الهجاء، وجمعه على ابن حمزة الإصفهانى حسب الموضوعات، وكذلك نقله إلينا السكرى (Oriens سنة 1949، ص 268) وغيره. ونشر فى طبعات غير جيدة فى القاهرة سنة 1299 هـ؛ وفى بيروت سنة 1889، 1905، 1923، 1934. ونشر ماركوليوث فهرسًا له فى. J.R.A.S سنة 1905، 763 - 782. ولم تطبع بعد الشروح العديدة التى لا غنى عنها بحال لفهم شعره، وهى الشروح التى كتبها الصولى، والمرزوقى، والتبريزى وابن المستوفى (أخبار أبى تمام، المقدمة، ص 8؛ Ritter .H: Philolgika، جـ 13 في Oriens سنة 1949، ص 266 - 269؛ حاجى خليفة تحت ديوان أبى تمام، وإسماعيل باشا: إيضاح المكنون فى ذيل على كشف الظنون، جـ 1، إستانبول، سنة 1945، ص 422). [ويطبع الآن فى القاهرة شرح التبريزى، جـ 1، سنة 1952).
ولأبى تمام بالإضافة إلى ديوانه مجاميع شعرية أخرى، أشهرها مجموع من "المقطعات" لشعراء أقل من ذلك صيتًا، جمعه وقت أن كان محتجزًا فى همذان، وهو ديوان الحماسة، نشره مع شرح التبريزى فريتاغ (Hamasae Carmina cum Te-: G. Freytag brisii Scholiis بون سنة 1828 الترجمة اللاتينية 1847 - 1851 م) وقد أعيد طبعه بجميع أخطائه فى بولاق سنة 1284، وفى القاهرة سنة 1938؛ وانظر فيما يتعلق بشروحه العديدة بروكلمان (كتابه المعروف، جـ 1، ص 134 وما بعدها)؛ وريتر (Philologika: H. Ritter . جـ 3 في Oriens، سنة 1949، ص 246 - 261)؛ وحاجى خليفة (كشف الظنون، مادة حماسة)؛ وإسماعيل باشا (إيضاح المكنون، جـ 1، ص 422). ولا يزال مخطوطًا من مجاميع الشعر الأخرى التى جمعها أبو تمام: "الحماسة
الصغرى" أو"الوحشيات" (انظر oreiens، سنة 1949، ص 261 - 262) وهي لا تنطبق على أية اختيارات ذكرها الآمدى؛ "اختيار الشعراء الفحول" وهو فى مشهد (انظر مجلة المجمع العلمى العربى بدمشق، جـ 24، ص YVI) . ونحن لا نعرف من المجاميع الأخرى إلا أسماءها: "الاختيارات من شعر الشعراء ومدح الخلفاء وأخذ جوائزهم" (الفهرست، ص 165؛ معاهد التنصيص، ص 18)؛ "الاختيارات من أشعار القبائل" (الفهرست) = "الاختيار القبائلي الأكبر" و"الاخيار القبائلى" (الموازنة، ص 43)؛ "اختيار المقطعات" ويبدأ بالغزل (انظر المصدرالمذكور)؛ "الاختيار من أشعار المحدثين" (المصدر المذكور)؛ وكذلك يستقى منه "نقائض جرير والأخطل" طبعة صلحانى، بيروت سنة 1922.
المصادر:
(1)
أبو بكر محمد بن يحيى الصولى: أخبار أبى تمام، طبعة خليل محمود عساكر، ومحمد عبده عزام، ونظير الإسلام الهندى، القاهرة سنة 1937.
(2)
نظير الاسلام: Die Akhbar uber abu suli - Tammum uon as، رسالة علمية قدمت لجامعة برسلاو سنة 1940.
(3)
الأغانى، جـ 15، ص 100 - 108.
(4)
الخطيب البغدادى: تاريخ بغداد، جـ 8، ص 248 - 263.
(5)
ابن عساكر: التاريخ الكبير (بدران)، جـ 4، ص 18 - 26.
(6)
ابن الأنبارى: نزهة الألباء، ص 213 - 216.
(7)
ابن نباته: سرح العيون، القاهرة، مطبعة على صبيح، ص 205 - 210.
(8)
العباسى: معاهد التنصيص، القاهرة، ص 18 - 20.
(9)
ابن خلكان، رقم 146.
(10)
يوسف البديعى: هبة الأيام فيما يتعلق بأبى تمام، القاهرة سنة 1934.