الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهاجر الأرقم إلى المدينة مع النبى صلى الله عليه وسلم، وشهد بدرًا وغيرها من الوقائع الكبرى ولكنه لم يبرز فيها أى تبريز. وظلت داره -التى اشتملت على مسجد أوقبَّة- فى يد الأسرة حتى اشتراها منها الخليفة المنصور، ثم انتقلت إلى الخيزران أم هارون الرشيد، وأصبحت مشهورة بدار الخيزران.
المصادر:
(1)
ابن سعد، جـ 3، قسم 1، ص 172 - 174.
(2)
ابن الأثير: أسد الغابة، جـ 1، ص 59.
(3)
ابن حجر: الإصابة، طبعة كلكتة سنة 1856 - 1873 م، جـ 1، ص 205.
(4)
الواقدى (ترجمة J. well- hausen بعنوان Mohammed in madina برلين سنة 1882 م، ص 67).
(5)
Chroniken der: F. Wustenfeled Stadt Mekka 1861 م، جـ 3، ص 112 - 440.
(6)
Annali: Caetani جـ 1، ص 261 وبه مصادر أخرى.
خورشيد [مونتجمرى وات Montgomery Watt .w]
إرم ذات العماد
لم ترد فى القرآن الكريم إلا فى سورة الفجر، الآية الثامنة:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ} . ويمكن أن تفسر الصلة بين عاد وإرَم فى هذه الآيات على وجوه مختلفة كما فعل المفسرون فى إفاضة: فإذا اعتبرت إرم مقابلة لعاد، فإنه من الواضح أن تعتبر إرم أيضًا اسمًا لنفس القوم من الناس. ويمكن والحالة هذه أن يفهم من العماد معنى قوائم الخيام. ويقول مفسرون آخرون إن العماد إنما تشير إلى الشأن الرفيع الذى كان لقوم إرم، وهو أسلوب فى توكيد هذه الرفعة؛ أما إذا كانت الصلة بين إرم وعاد صلة إضافة، فالراجح أن تكون إرم ذات العماد تعبيرا جغرافيا يدل على مكان الاستيطان، وهذا هو الرأي السائد بين المسلمين. على أن الآراء قد اختلفت اختلافًا كبيرًا فى الشرق والغرب فيما يشير إليه هذا التعبير. ويرى ياقوت أن الرأى الغالب هو أن ذات العماد صفة لدمشق ويقال إن جَيْرون بن سعد بن عاد نزل بها وابتنى مدينة تحليها عمد من الرخام، وقد استغل لوث loth هذه
الرواية فى تدعيم رأيه القائل بأن اسم إرم لا يتصل إلا بالروايات الآرامية.
على أن المسلمين كثيرًا ما يجعلون إرم تشير إلى جنوب بلاد العرب الذى كان قوم عاد ينتسبون إليه أيضا. وكان لعاد ابنان: شدَّاد وشدَيد، فلما مات شديد خلص الأمر لشداد وملك المعمورة ودانت له ملوكها. ولما سمع بحديث الجنة ابتنى على مثالها مدينة فى بعض صحارى عدن، وكانت حجارتها من الذهب والفضة وأسوارها محلاة بالحجارة الكريمة
…
الخ. ولما أنكر شداد ما دعاه إليه النبى هود وعزم على الخروج إلى مدينته، جاءته صرخة من السماء قضت عليه وعلى قومه وهم على مسيوة يوم من إرم، وغارت تلك المدينة فى جوف الرمل.
وفى الرواية التى ذكرها المسعودى (جـ 3، ص 421) لا ينتهى تاريخ هذه المدينة على هذا الوجه المحزن، فقد رغب شداد فى أن يبتنى ما يماثلها فى موضع مدينة الإسكندرية. فلما أسس الإسكندر الأكبر مدينة الإسكندرية بعد ذلك، وجد فيها آثار بناء عظيم ذى عمد كثيرة من الرخام على أحدها نقش اسم شداد بن عاد بن شداد بن عاد، وأنه شيد هذه المدينة على مثال إرم ذات العماد، ولكن الله أهلكه وحذر كل إنسان من القيام بمثل هذا العمل العظيم. ومن اليسير أن نلاحظ أن هذه الرواية قد أخذت من قصة الإسكندر (Callisthenes Pseudo، طبعة ميلر، جـ 1، ص 33) التى تذهب إلى أنه قد كشف عند تشييده الإسكندرية معبداً فيه مسلات عليها نقش يشير إلى الملك سيسنخيس Sesonkhis الذى حكم المعمورة. يضاف إلى هذا أن التحذير الذى ورد فى النقش الذى يشير إليه المسعودى يتمشى مع قصة الإسكندرية إلى حد بعيد: ومن ثم يجب أن لا ننتظر من هذه الرواية أن تدلنا على موقع إرم. على أنه لا بد أن نلاحظ كذلك أن الطبرى أيضًا فى تفسيره يذكر ذلك الرأى القائل بأن إرم هى عين الإسكندرية. وروى أيضًا أن رجلا يقال له عبد الله بن قلابة كان يطلب جملين ندّا منه فوقف صَدفة على مكان تلك المدينة التى ساخت فى الأرض، فحمل إلى معاوية من خرائبها شيئًا من المسك والكافور واللؤلؤ، ولكن كل هذه الأشياء استحالت ترابا عند تعرضها للهواء. فاستدعى معاوية كعب الْأَحبار وسأله عن خبر هذه المدينة فأجاب كعب على
الفور: إنها إرم ذات العماد، يدخلها فى زمانك رجل صفته كذا؛ وكانت تلك الصفات تنطبق كل الانطباق على عبد الله.
ومما تجدر ملاحظته تلك السخرية التى لم يستطع المسعودى إخفاءها عند روايته هذه القصة (المروج، جـ 4، ص 88) ويقول علماء الإسلام إن إرم ذات العماد كانت قرب عدن، أو بين صنعاء وحضرموت، أو بين حضرموت وعُمان. ويجب أن نلاحظ أن صيغة إرم من لغة أهل اليمن، فقد ذكر الهمدانى جبلا وبئرا يعرفان بنفس الاسم فى جنوبى بلاد العرب. وهذا الرأي يدفع ما ذهب إليه لوث Loth من وجود صلة بين إرم والآراميين.
وواضح أنه ليس لنا أن نسلّم بما ذهبت إليه الرواية الإسلامية من أن هناك صلة بين قوم إرم (آرم) وإرم ذات العماد.
وتاريخ الكشف عن قبر أسرة عاد بن إرم أورده ميلر فى Akad. Wien .Sitz. ber المجلد 86، ص 134 وما بعدها).
المصادر:
(1)
تفاسير سورة الفجر، الآية 8.
(2)
المسعودى طبعة باريس، جـ 2 ص 421؛ جـ 3، ص 271؛ جـ 4، ص 88.
(3)
الطبرى، جـ 1، ص 214، 220، 331، 784.
(4)
القزوينى: آثار البلاد، طبعة قستنفلد، ص 9 - 10.
(5)
ياقوت: المعجم، مادة إرم.
(6)
الديار بكرى: خميس، القاهرة سنة 1283، جـ 1 ص 76.
(7)
الثعلبي: قصص الأنبياء، القاهرة سنة 1290 هـ، ص 125 - 130.
(8)
الهمداني، طبعة ميلر، انظر الفهرس.
(9)
D. H. muller: .Die Burgen u Schlosser ص 418.
(10)
Essai sur: Caussin de Perceval L'histoier. جـ 1، 14.
(11)
Leben: Sprenger جـ 1، and lehre Muhammeds ص 505 - 518.
(12)
Loth فى. Zeitschr.d Deutsch Ges .Morg جـ 35، ص 625 وما بعدها.
(13)
La ville d` Iram: Mlle. groff الجزائر سنة 1891 م، ص 50 - 64.
[فنسنك A. J. Wensinck]