الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
15 جوان 1917 م بحجز أمواله في تونس، وبيعها (1).
تعلم اللغة الألمانية وأجادها في مدة قصيرة، واطلع على الآداب والفنون، ودرس الحالة الاجتماعية وعادات الشعوب وتقاليدها وأخلاقها هناك، وشارك في الدراسات الإسلامية، وتباحث فيها مع علمائهم. ودرس علوم الطبيعة والكيمياء على البروفسور الألماني (هاردر) أحد العلماء الألمان المستشرقين.
يقول الإمام في مشاهداته عند حديثه عن ترجمة القرآن للمستشرق الألماني (ركرت): "وقد تتبعته في كثير من السور بالمقدار الذي وقفت عليه من هذه اللغة، مع الاستعانة بالكتب اللغوية الألمانية العربية". ويقول في مشاهداته أيضاً: "أما في صناعة الخطابة، فإني كنت شهدت محاضرات وخطباً
…
".
وسعى مع الدولة الألمانية لإنشاء مسجد تقام فيه فرائض الصلاة والعبادة للأسرى المسلمين، وافتتح في غرة شهر رمضان 1333 هـ، وألقى الإمام خطاباً في حفل الافتتاح نورده في نهاية هذا الكتاب.
*
من ذكرياته وأقواله في ألمانيا:
إن مهمته الوطنية في ألمانيا لم تكن مانعة له من البحث العلمي والكتابة، ونجده ينظم الشعر البديع، ويسجل خواطره، ويدون مشاهداته. وكثيراً ما نراه يستشهد من خلال مقالاته التي سطرها فيما بعد بوقائع وأحداث له في ألمانيا. ومن المفيد أن نورد الفقرات التي تتعلق لإقامته في ألمانيا، وشعره الذي قاله
(1)"الرائد التونسي" -النسخة الفرنسية- الصادر في 20/ 6/ 1917 م، والذي تضمن:"حجزت بقصد بيعها أملاك الأخضر بن الحسين المدرس السابق في الجامع الأعظم الذي ثبت عصيانه".
هناك من خلال مقالاته التي بين أيدينا، وديوانه "خواطر الحياة".
يقول الإمام:
- "ولما كنت بألمانيا، سمعت أناساً من أوربا وأمريكا يدَّعون أنهم يستحضرون أرواح الموتى، ويخبرونهم عن حالهم، وبعض ما يقع لهم في الحياة، فأقول: إن هذه الواقعة باطلة بنفسها"(1).
- "واجتمعت بقسيس في بلد "لنداو" من ألمانيا، وسألته: هل حضر جلسة من جلسات هؤلاء الذين يدعون استحضار الأرواح؟ قال القسيس: هذه دعوى باطلة، والعلماء ينكرون ذلك"(1).
- "وأذكر أني حين كنت في ألمانيا أيام الحرب الأولى حضرت حديثاً يدور بين مدير الاستخبارات الألمانية وسكرتيره أثناء سفرنا إلى قرية "ويزندرف"، سألني المدير في نهايته فقال: أليس كذلك يقرر ابن خلدون؟ قلت: وماذا يقرر؟ قال: إن العرب لا يصلحون لملك، ولا يحسنون حكماً للأمم. قلت: إنما خص ذلك بعهد الجاهلية، وقرر أنهم في الإسلام أحسنوا السياسة، وقاموا بأعباء الملك خير قيام
…
" (2).
- "وأذكر بهذه المناسبة: أني لقيت مستشرقاً ألمانياً أثناء مقامي في ألمانيا دخل الإسلام؛ لمعاشرته عالماً مسلماً، وصَلَه بالثقافة الإسلامية، ووقفه على شيء من أسرار كتاب الله وسنة رسوله، فانشرح صدره للإسلام
(1) مجلة "لواء الإسلام "- العدد التاسع من السنة الثامنة. الصادر بالقاهرة في جمادى الأولى 1374 هـ - يناير 1955 م. من مقال: "استحضار الأرواح".
(2)
مجلة "لواء الإسلام" - العدد الثامن من السنة التاسعة الصادر بالقاهرة في ربيع الثاني 1375 هـ - نوفمبر 1955 م من مقال: "العرب والسياسة".
لما آنس من رشده وحكمته، وقد وصف صديقه العالم فقال: ما رأيت عالماً مثله قط" (1).
- "وتقترب الأمة من الحرية بقدر ما تقل فيها المظالم، وقد قضيت في ألمانيا سنة وأربعة أشهر لم أر أحداً يرفع صوته على آخر بالشتم، أو يرفع يده لأذيته، فأقول: هذا من خلق القرآن الكريم
…
" (2).
- "وأخبرت وأنا في ألمانيا: أن هناك جمعية خيرية ترسل في البريد إلى المحتاجين من غير أن يعلموا من أين جاءتهم. وهذا المعنى وجد في جزيرة العرب قبل ما يزيد على ألف سنة، فقد جاء في تاريخ أحد أهل الخير: أنه كان يرصد المعونة إلى المحتاجين من غير أن يعرفوه، ولما مات، وانقطعت عنهم المعونة، عرفوا أنه هو الذي كان يرسل إليهم المعونة"(3).
- "وأذكر أني حين كنت في ألمانيا لم آكل من لحوم حيوانهم؛ لأني عرفت أنهم لا يذبحون الحيوان بالطريق الشرعي، إنما يقتلونه بالضرب على رأسه، أو بالخنق، وأخذت في ذلك بقوله تعالى عند تعداد المحرم من الحيوان: {وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ} [المائدة: 3] ، وهو منطبق على ما يفعلون"(4).
(1) مجلة "لواء الإسلام" -العدد الحادي عشر من السنة التاسعة- الصادر بالقاهرة في رجب 1375 هـ - فبراير 1956 م. من مقال: "ما يلاقيه العلماء من سماحة الأمراء".
(2)
مجلة "لواء الإسلام" - العدد السادس من السنة العاشرة الصادر بالقاهرة في صفر 1376 هـ - سبتمبر 1956 م. من مقال: "مكافحة المظالم موجبة للسلام".
(3)
مجلة "لواء الإسلام" - العدد الثامن من السنة العاشرة الصادر بالقاهرة في ربيع الثاني 1376 هـ - نوفمبر 1956 م - من مقال: "الرفق بالضعفاء".
(4)
مجلة "لواء الإسلام" - العدد الحادي عشر من السنة العاشرة، الصادر بالقاهرة في رجب 1376 هـ - فبراير 1957 م من مقال:"المال المباح في الإسلام".