الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذات أوراق طرية ليضعنها على القبور، باعتقاد أنها تنفع الموتى كما تنفعهم الصدقات، ويستندون في هذا إلى حديث: غرز النبي عليه الصلاة والسلام عودين من جريد على قبر من لا يستتر من بوله، ومن كان يمشي بنميمة، وقوله:"لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا".
وقد فاوضني في هذه العادة أحد الفضلاء من الأرناؤوط يوم العيد، وذكر الحديث، فقلت له: إن غرز النبي صلى الله عليه وسلم للعود الرطب لداعٍ غيبي، ومعنى يختص به، مثل أن تكون مدة بقاء الطراوة فيه غاية لما وقع فيه الطلب من تخفيف العذاب عنهما.
وما يفعله عليه الصلاة والسلام لعلة غائبة عن أبصارنا لا ينبغي لنا أن نقدم إلى فعل مثله؛ فإن العلة غير متحققة بالنسبة لنا، ونظير هذا: حديث نزوله عليه الصلاة والسلام والصحابة معه بالوادي، واستمرار النوم به إلى أن طلعت الشمس؛ فإنه عليه الصلاة والسلام أمر بالرحيل، وقال:"إن هذا واد به شيطان"، فلا يصح لنا أن نقيس عليه حالتنا، حتى إذا طلعت الشمس علينا، ونحن بواد، تحاشينا أن نصلي فيه؛ لأن العلة التي استند عليها عليه الصلاة والسلام لا طريق لنا إلى معرفتها كما قال أبو الوليد الباجي.
وبعد هذه المفاوضة اطلعت على إنكار أبي بكر الطوطوشي لهذه العادة، ومتابعة صاحب "المدخل" على هذا الإنكار.
*
محاورة مع الشاعر خير الدين الزركلي:
ومن أدباء دمشق: الشاعر المجيد السيد خير الدين الزركلي، رأيته ينحو في شعره نحو فلسفة المعري، فخاطبته بقولي:
يا محضراً في برد شعر للنهى
…
روح المعرّي كي تغازل بالحِكَمْ