الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كالقطعة ذات ثلاثة أو خمسة ماركات من (900) قسم من الفضة، و (100) قسم من النحاس، ويتركب الفينش من (95) قسماً من النحاس، و (4) أقسام من القصدير، وقسم من الزنك، وهناك قطع من النيكل ذات خمسة فينيشات، و (10) فينيشات، وتتركب من (25) قسماً من النيكل، و (75) قسماً من النحاس.
ولا فرق في المعاملة عندهم ما بين الأوراق النقدية والمسكوكات الذهبية والفضية، وكثيراً ما تعطى ورقة ذات الخمس ليرات لمن يستحق مقدار عشر متليكات؛ كصاحب القهوة، فيمسكها من غير أن يشمئز منها قلبه، ولا يعز عليه أن يصرفها بأوراق صغيرة، وكثير من المسكوكات الفضية.
*
كلمة في الموسيقى:
اقتبسوا أنغامهم الموسيقية وتلاحينهم من الأوضاع الإنكليزية، وقد هموا هذه الآونة أن يهجروها، ويستبدلوا غيرها بها؛ قطعاً الآثار الإنكليز من بينهم، وأكبر موسيقي ظهر لديهم الشاعر (فكنر) - المتوفى سنة 1883، وله روايات شعرية تستعمل في الملاهي التي تجري فيها الروايات مقارنة لأنغام موسيقية.
وتستعمل عندهم روايات (شاكسبير) الإنكليزي من شعراء المئة السادسة عشرة، وقد أحب بعضهم طرحها، والاستغناء عنها بالروايات التي هي من أوضاعهم، ورأى آخرون إبقاءها؛ لأن (شاكسبير) لم يقل في الأمة الألمانية سوءاً.
*
اللغة ونبذة من آدابها:
تنقسم اللغة الجرمانية إلى قسمين:
شمالية، وتندرج فيها الدنيماركية، والنرويجية، والسويدية.
وجنوبية، وتدخل فيها الإنكليزية، والهولاندية، والألمانية.
واندمج في اللسان الألماني مفردات كثيرة من اللسان الفرنسي والإنكليزي، وكان فيما ولد عن هذه الحرب أن أخذوا في إلغائها، والاستغناء عنها بما يقوم مقامها من الأوضاع الألمانية، ولا يعز عليهم ذلك ما دامت لهم جمعية لغوية قائمة بإصلاح اللغة، وتكميل نواقصها.
بني اللسان الألماني على وضع الإعراب؛ مثل اللغة العربية، وينقسم الاسم فيه إلى: مذكر، ومؤنث، وواسطة يسمى: بالمجرد، وعلامات الإعراب في الأنواع الثلاثة مختلفة، ومن خواص هذا اللسان: أن يضع المتكلم أداة التعريف، ويذكر عقبها أوصاف المعرف مفرداً وجملاً، ثم يأتي بالاسم المعرّف من بعدها، وربما اشتملت تلك الجمل المتوسطة على أدوات تعريف ومعرفاتها، ويماثل هذا: أن لهم أفعالاً كثيرة تتركب مع كلمتين، وتدل على معنى واحد، فيأتي شطر الفعل في صدر الجملة، وتلقى القطعة الثانية في آخرها، وقد يفصل بين القطعتين بما ينوف على عشر كلمات.
وهذه الوجوه هي التلى يلاحظها من يرى في تعلم هذا اللسان صعوبة تستدعي مدة أوسع من أوقات تعلم كثير من الألسنة، ولكنها من جهة الكتابة سهلة المأخذ جداً؛ لأن الأحرف المرسومة هي المنطوق بها من غير تفاوت.
ويلتزمون التعبير عن المفرد المخاطب بضمير الجمع، إلا أن يكون من صغار أقاربه، أو يكون الخطاب في شعر، وإيراد ضمير الجمع للمفرد المخاطب تعظيماً له لم يكن معتاداً للعرب قبل هذه العصور، وإنما يعرف منهم هذا الأسلوب في حال المتكلم، فيستعمل المتكلم ضمير الجمع مكان ضمير المفرد؛
تعظيماً لنفسه، وورد عنهم ضمير الجمع المخاطب في الواحد بقلة، ومن شواهده قوله تعالى:{قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ} [المؤمنون: 99] الآية. حيث وقع خطاب الله تعالى بواو الجماعة؛ إجلالاً وأدباً.
وقفت لهم فيما يستعملون من محاسن البديع على مثل: الجناس، والتورية، وكانوا يعتبرون في طريقة شعرهم اتفاق الكلمات في أحرفها الأولى، وأصبحت اليوم مراعاتهم لهذا الشرط نادرة.
أما صناعة الخطابة، فإني كنت شهدت محاضرات وخطباً كان أصحابها ينظرون عند إلقائها إلى أوراق نصب أعينهم، فوقع في خاطري أن هذه الصناعة لم تبلغ عندهم أشدها، ولكني حضرت مسامرة موضوعها:"الإسلام في عالم الحرب"، فقام بعد المسامر ثلاثة خطباء من غير أوراق، وألقوا خطباً مسهبة بترسل في القول وتؤدة، ولا يشير الخطباء بأيديهم كثيراً حال الخطبة، بل سمعت منهم من ينكر ذلك الصنيع، ولا سيما حركة لا يكون وضعها مناسباً للمعنى الذي يقترن بها، وهذا ما كان العرب ينقدونه على خطبائهم أيضاً، قال الحجاج لأعرابي: أخطيب أنا؟ قال: نعم، لولا أنك تشير باليد، وتقول: أما بعد.
ويعدون (بسمارك) من أبلغ خطبائهم الذين يخطبون بلهجة شديدة، ولبلاغته في لسانهم يستشهد مؤلفو الكتب اللغوية ببعض عباراته.
يوجد في أدبائهم من يقول الشعر ارتجالاً، كنت حضرت لشاعر يقف في مشهد عظيم، فيلقي عليه طوائف من الحاضرين جملاً منثورة في معان متباينة، وهو يكتبها في أوراق بيده جملة بعد أخرى، وبأثر الفراغ من الكتابة ينطق بكل جملة مثها شعراً، يؤديه في صوت جهوري، ولهجة قوية.