الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الشيخ الأستاذ: كنت أجبت عن هذا؛ بأن اسم الشفا قد وقع موقع الوقف؛ حيث أتى خاتمة فاصلة، والممدود يوقف عليه بالقصر، كما هو مقرر في علم القراءة.
فذكرت في هذا المجلس: أن الإمام ابن عرفة نقل عن الشهاب القرافي اعتراضه على الإمام المازري في تسمية كتابه "المحصول"، وقال: إن المحصول اسم مفعول، وفعله قاصر، فالصواب أن يسمّى: المحصول فيه، وقال الشيخ ابن عرفة: وهذا غير لازم؛ فإنه علم، والأعلام لا تجري تحت ضابط، وقد قال تعالى:{سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى} [النجم: 14].
ولو كانت مراعاة القاعدة لازمة هنا، لقال: المنتهى إليها. فيصح أن يقتبس من هذا التقرير جواب ثان عن التسمية بالشفا، فقال الأستاذ: وهذا أيضاً جواب يحل الاعتراض.
*
عيادة مريض:
خرجت ليلة صحبة فضيلته لزيارة أحد الأصدقاء، والسبلُ وعرة، والمطر يرشح، فكنت أقتفي أثره وأتمهل في الانحدار، فقال لي: سر على أثري، وقد قرئ قوله تعالى:{عَلَى أَثَرِي} [طه: 84] بسكون الثاء وفتحها، فقلت: يؤخذ من الآية: أن الإنسان يخبر بما يظنه واقعاً، ولا حرج عليه أن يبرز الخبر في صورة القطع؛ فإن سيدنا موسى عليه السلام كان يظن أن قومه في أثره، وألقى الخبر، وذلك من غير أن يسنده إلى ظن، فقال الشيخ الأستاذ: هذا حسن، ورتب عليه قول الفقهاء: واعتمد البات على ظن قوي.
زار فضيلة الأستاذ منزل الزكي السيد محمد بلكباش التونسي عائداً له، فلم يوافق حضوره في البيت، فلما حدثني الأستاذ بذلك، أنشدت البيت: