الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذم الجدل والخصومات في الدين
قال سبحانه وتعالى: {وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} .
* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6 ص48):
حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ} إلى قوله: {أُوْلُواْ الألْبَابِ} فقال: «إذا رأيتم الذي يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم» .
*قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص169):
ثنا أبو سلمة الخزاعي ثنا سليمان بن بلال حدثني يزيد بن خصيفة أخبرني بسر ابن سعيد قال حدثني أبو جهيم أن رجلين اختلفا في آية من القرآن فقال هذا: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقال الآخر: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقال الآخر: تلقيتها من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فسألا النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال:«القرآن يقرأ على سبعة أحرف فلا تماروا في القرآن فإن مراء في القرآن كفر» .
هذا حديث صحيح.
وقد اختلف فيه على بسر بن سعيد فقال الإمام أحمد (ج4 ص304) ثنا أبو سعيد (1) مولى بني هاشم قال ثنا عبد الله بن جعفر - يعني المخرمي- قال ثنا يزيد ابن بد الله بن أسامة بن الهاد عن بسر بن سعيد عن أبي قيس مولى
(1) في الأصل: ثنا سعيد، والصواب ما أثبتناه. واسم أبي سعيد: عبد الرحمن بن عبد الله.
عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «نزل القرآن على سبعة أحرف فأي حرف قرأتم فقد أصبتم فلا تتماروا فيه فإن المراء فيه كفر» .
فلعله روى عن بسر بن سعيد على الوجهين. والله أعلم.
* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج9ص130):
حدثنا عبد بن حميد أخبرنا محمد بن بشر العبدي ويعلى بن عبيد عن حجاج بن دينار عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الآية: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} .
هذا حديث حسن صحيح إنما نعرفه من حديث حجاج بن دينار وحجاج ثقة مقارب الحديث، وأبو غالب اسمه حزور.
الحديث أخرجه ابن ماجه (ج1 ص19).
* وقال البخاري رحمه الله (ج8ص209):
حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن ابن أبي مليكة عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: تلا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الآية: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} إلى قوله: {أُوْلُواْ الألْبَابِ} ، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم» .
وأخرجه مسلم في أول كتاب العلم من «صحيحه» (ج4 ص2053).
هذا وقد رواه ابن أبي مليكة عن عائشة ورواه القاسم عن عائشة ولا ضرر في ذلك فابن أبي مليكة قد سمع من عائشة فالحديث كيفما دار دار على ثقة.
* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج3ص10) حديث (1127):
حدثنا أبواليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني على بن حسين أن حسين بن علي أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم طرقه وفاطمه بنت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ليلة فقال: «ألا تصليان؟» فقلت: «يا رسول الله أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا، فانصرف حين قلت له ذلك ولم يرجع إليّ شيئاً ثم سمعته وهو مولٍّ يضرب فخذه وهو يقول:{وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} .
أخرجه مسلم (ج1ص537) فقال رحمه الله: وحدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن عقيل عن الزهري به.
* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج9ص104) حديث (5036):
حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرنا حميد بن أبي حميد أنه سمع أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا: وأين نحن من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد غفر الله له ماتقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبداً، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً، فجاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال:«أنتم الذين قلتم كذا وكذا أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني» .
أخرجه مسلم (ج2ص1020).
* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج9 ص101):
حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد لاله عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «اقرأوا القرآن ما ائتلفت قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه» .
حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سلام بن أبي مطيع عن أبي عمران الجوني عن جندب قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه» .
تابعه الحارث بن عبيد وسعيد بن زيد عن أبي عمران ولم يرفعه حماد بن سلمة وأبان.
وقال غندر عن شعبة عن أبي عمران سمعت جندباً قوله: وقال ابن عون عن أبي عمران عن عبد الله بن الصامت عن عمر قوله.
وجندب أصح وأكثر.
الحديث أخرجه مسلم (ج4ص2053) و (2054).
* قال البخاري رحمه الله (ج8 ص188):
حدثنا قبيصة حدثنا سفيان عن ابن جريج عن ابن أبي ملكية عن عائشة ترفعه قال: «أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم» .
وقال عبد الله: حدثنا سفيان حدثني ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
الحدث أخرجه مسلم (ج4ص2054).
قال الحافظ رحمه الله في «الفتح» قوله: وقال عبد الله: هو ابن الوليد العدني وسفيان هو الثوري وأورده لتصريحه برفع الحديث عن النبي صلى الله علي وعلى آله وسلم وهو موصول بالإسناد في «جامع سفيان الثوري» من رواية عبد الله بن الوليد هذا.
ويحتمل أن يكون عبد الله هو الجعفي شيخ البخاري وسفيان هو ابن عيينة فقد أخرج الحديث المذكور الترمذي وغيره من رواية ابن عيينة (1).
* قال اللإمام مسلم رحمه الله (ج4ص2053):
حدثنا أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا حماد بن زيد حدثنا أبو عمران الجوني قال: كتب إليّ عبد الله بن رباح الأنصاري أن عبد الله بن عمرو قال: هجّرت إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوماً قال: فسمع أصوات رجلين اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعرف في وجهه الغضب فقال: «إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب» .
* قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج1 ص33):
حدثنا علي بن محمد ثنا أبو معاوية ثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على أصحابه وهم يختصمون في القدر فكأنما يُفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب فقال: «بهذا أمرتم - أو لهذا خلقتم - تضربون القرآن بعضه ببعض بهذا هلكت الأمم قبلكم» .
قال: فقال عبد الله بن عمرو: ما غبطت نفسي بمجلس تخلفت فيه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما غبطت نفسي بذلك المجلس وتخلفي عنه.
قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسن.
وأخرجه أحمد (ج2ص178).
(1) في «الفتح» : ابن علية، وهو تصحيف والصواب: ابن عيينة كما يقتضيه السياق وهو في الترمذي (ج5ص204): حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن جريج وابن أبي عمر وهو محمد بن يحيى العدني يروي عن سفيان بن عيينة فعلم أن ابن أبي علية في «الفتح» تصحيف.
* قال البخاري رحمه الله (ج9 ص101):
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة عن عبد الله أن سمع رجلاً يقرأ آية سمع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قرأ خلافهما فأخذت بيده فانطلقت به إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «كلاكما محسن فاقرآ» أكبر علمي قال: «فإن من كان قبلكم اختلفوا فأهلكهم» .
* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج9 ص130):
حدثنا عبد بن حميد أخبرنا محمد بن بشر العبد ويعلى بن عبيد عن حجاج بن دينار عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل» ، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية:{مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} .
هذا حديث حسن صحيح، إنمما نعرفه من حديث حجاج بن دينار وحجاج ثقة مقارب الحديث وأبو غالب اسمه حزور. اهـ.
الحديث أخرجه ابن ماجه (ج1ص19).
* قال البخاري رحمه الله (ج9ص23):
حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني الليث حدثني عقيل عن ابن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبدٍ القاري حدثاه أنهما سمعا عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه فقلت: من أقرأك
هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: كذبت، فإن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها، فقال رسول الله صلى الله علي وعلى آله وسلم: «أرسله، اقرأ يا
هشام»، فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«كذلك أنزلت» ، ثم قال: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«كذلك أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه» .
أخرجه مسلم (ج1 ص560) و (ص561).
* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج1 ص561):
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن جده عن أبي بن كعب قال: كنت في المسجد فدخل رجل يصلي، فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فلما قضينا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ودخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقرءا، فحسّن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري ففضت عرقاً، وكأنما انظر إلى الله عز وجل فرقاً، فقال لي: «يا أبيّ أرسل إليّ أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه: أن هون على أمتي، فرد إلى الثانية: اقرأه على حرفين،
فرددت إليه: أن هون على أمتي، فرد إلى الثانية: اقرأه على حرفين، فرددت إليه: أن هون على أمتي، فرد إلى الثالثة: اقرأه على سبعة أحرف، فلك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، فقلت: اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إليّ الخلق كلهم حتى إبراهيم صلى الله عليه وعلى آله وسلم».
* قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج12 ص353):
حدثنا أحمد بن حنبل أخبرنا يزيد بن هارون قال أنبأنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
قال: «المرء (1) في القرآن كفر» .
هذا حديث حسن.
الحديث أخرجه الإمام أحمد (ج14ص240): أخبرنا يزيد بن هارون قال أنبأنا محمد بن عمرو الليثي حدثنا أبو سلمة به.
و (ص241): حدثنا يحيى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة به.
فإن قال قائل: فإن الله عز وجل يقول {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ؟ قلنا: هذا إذا كان للجدال ثمرة، والمقصود منه إظهار الحق، وأما إذا كان المقصود به التلبيس وإظهار الغلبة على أصحاب الحق فالواجب هو ترك الجدل والله أعلم.
* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2 ص181):
حدثنا أنس بن عياض حدثنا أبو حازم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: لقد جلست أنا وأخي مجلساً ما أحب أن لي به حمر النعم، أقبلت أنا وأخي وإذا مشيخة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم جلوس عند باب من أبوابه فكرهنا أن نفرق بينهم فجلسنا حجرة إذ ذكروا آية
(1) قيل: الشك، وقيل: المجادلة.
من القرآن فتماروا فيها حتى ارتفعت أصواتهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مغضباً قد أحمر وجهه يرميهم بالتراب ويقول: «مهلاً يا قوم بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتب بعضها
ببعض، إن القرآن لم ينزل بكذب بعضه بعضاً بل يصدق بعضه بعضاً فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه».
* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج2 ص195):
ثنا إسماعيل ثنا داود بن أبي هند عن عمرو بن شعيب عن أبه عن جده أن نفراً كانوا جلوساً بباب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا، وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وكذا، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فخرج كأنما فقئ في وجهه حب الرمان فقال:«بهذا أمرتم - أو بهذا بعثتم - أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض؟ إنما ضلت الأمم قبلكم في مصل هذا إنكم لستم مما ههنا في شيء، انظروا الذي أمرتم به فاعملوا به والذي نهيتم عنه فانتهوا» .
* قال البخاري رحمه الله (ج13ص251):
حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «دعوني ما تركتكم فإنا أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم» .
الحديث أخرجه مسلم (ج4ص1830).
* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج13ص282):
حدثنا عبدان أخبرنا أبو حمزة سمعت الأعمش قال: سألت أبا وائل هل شهدت صفين؟ قال: نعم، فسمعت سهل بن حنيف يقول:(ح): وحدثنا
موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل قال قال سهل ابن حنيف: يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أستطيع أن أرد أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لرددته وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه غير هذا الأمر.
قال: وقال أبو وائل: شهدت صفين وبئست صفين.
الحديث أخرجه مسلم (ج3ص1411 - 1412):
* قال الدارمي رحمه الله (ج1ص78):
أخبرنا عفان ثنا حماد بن زيد ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله ابن مسعود قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوماً خطاً ثم قال: «هذا سبيل الله» ثم خط خطوطاً عن يمينه وعن شماله ثم قال: «هذه سبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه» ثم تلا: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} .
* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج1 ص194):
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله علي وعلى آله وسلم يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» .
قال الفربري: حدثنا عباس قال حدثنا قتيبة حدثنا جرير عن هشام نحوه.
وأخرجه مسلم (ج4ص3058).
صحيح الآثار من الشريعة للآجري وغيرها
* قال الإمام أبو بكر محمد بن الحسين الآجري في «الشريعة» (ص56):
حدثنا الفريابي قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن واسع عن مسلم بن يسار أنه كان يقول: إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم وبها يبتغي الشيطان زلته.
وحدثنا أبو بكر (1) عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال حدثنا زهير بن محمد المروزي قال حدثنا سريج (2) بن النعمان قال حدثنا حماد بن زيد عن محمد بن واسع عن مسلم بن يسار أنه كان يقول: إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم بها يبتغي الشيطان زلته.
* قال الإمام الدارمي رحمه الله (ج1 ص120):
أخبرنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا محمد بن واسع قال: كان مسلم ابن يسار يقول: إياكم والمراء فإنها ساعة جهل العالم وبها يبتغي الشيطان زلته.
* قال الآجري رحمه الله (ص56):
حدثنا عمر بن أيوب السقطي قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة ققال حثدنا هشيم بن بشير عنالعوام بن حوشب عن معاوية بن قرة قال: الخصومات في الدين تحبط الأعمال.
عمر بن أيوب السقطي ترجمه الخطيب في «التاريخ» (ج11 ص219) وقال: وكان ثقة وذكر عن الدارقطني أنه وثقه.
وأخرجه اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (ج1 ص129) من طريق يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب به.
(1) في الأصل: أبو بكر بن عبد الله ولفظة: «ابن» زائدة وكذا تقدم أبو بكر محمد بن عبد الله، والصواب ما أثبتناه كما في «تاريخ بغداد» .
(2)
في الأصل: شريح بالشين المعجمة وآخره حاء مهملة، والصواب: بالسين المهملة وآخره جيم.
وحدثنا الفريابي قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى ابن سعيد (1) قال: إن عمر بن عبد العزيز قال: من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل.
حدثنا أيضاً الفريابي قال حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا معن بن عيسى قال: انصرف مالك بن أنس رضي الله عنه يوماً من المسجد وهو متكئ على يدي فلحقه رجل يقال له: أبو الحورية كان يتهم بالارجاء، فقال: يا عبد الله اسمع مني شيئاً أكلمك به وأحاجك وأخبرك برأيي، قال: فإن غلبتني؟ قال: إن غلبتك اتبعني، قال: فإن جاء رجل آخر فكلمنا فغلبنا؟، قال: نتبعه، فقال مالك رحمه الله تعالى: يا عبد الله بعث الله عز وجل محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم بدين واحد وأراك تنتقل من دين إلى دين، قال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل.
* قال الآجري رحمه الله (ص57):
وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي قال أخبرنا محمد ابن المثنى قال حدثنا حماد بن مسعدة (2) قال: كان عمران القصير يقول: إياكم والمنازعة والخصومة وإياكم وهؤلاء الذي يقولون: أرأيت أرأيت.
وحدثنا الفريابي قال حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى قال حدثني سعيد بن عامر قال حدثنا سلام بن أبي مطيع قال: إن رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر أسالك عن كلمة، فولى أيوب وجعل يشير بأصبعه: ولا نصف كلمة.
(1) هو: الأنصاري.
(2)
في الأصل: محمد بن مسعدة والصواب ما أثبتناه كما في ترجمة محمد بن المثنى من «تهذيب الكمال» وحماد بن مسعدة ثقة كما في «التقريب» .
* قال الآجري رحمه الله في «الشريعة» (ص61):
وحدثنا الفريابي قال حدثنا محمد بن داود (1) قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثني مهدي بن ميمون الأزدي قال سمعت محمداً - يعني ابن سيرين - وما رآه رجل في شيء فقال له محمد: إن قد أعلم ما تريد وأعلم بالمماراة منك ولكني لا أماريك.
* قال اللالكائي (ج1 ص145):
أخبرنا أحمد بن عبيد قال أخبرنا محمد بن الحسين قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا يحيى بن معين حدثنا عثمان بن صالح قال حدثنا بكر بن مضر عن الأوزاعي قال: إذا أراد الله بقوم شراً ألزمهم الجدل ومنعهم العمل. اهـ.
عثمان بن صالح بن صفوان السهمي مولاهم أبو يحيى المصري صدوق.
اهـ «تقريب» .
وبكر بن مضر ثقة ثبت كما في «التقريب» أيضاً، والبقية مترجمون.
* قال اللالكائي (ج1 ص147 - 148):
أخبرنا أحمد بن عبيد حدثنا محمد بن الحسين حدثنا أحمد بن زهير قال مصعب يعني الزبيري ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذى يعني في القرآن فناظرته فقال: لم أقل على الشك ولكني أسكت كما سكت القوم فبكى فأنشدته هذا الشعر فأعجبه وكتبه وهو شعر قيل من أكثر من عشرين سنة:
أأقعد بعدما رجضت عظامي
…
وكان الموت أقرب ما يليني
أجادل كل معترض خصيم
…
وأجعل عرضه غرضاً لديني
وأترك ما علمت لرأي غيري
…
وليس الرأي كالعلم اليقين
(1) محمد بن داود هو: أبو جعفر المصيصي، ومسلم بن إبراهيم من شيوخه كما في ترجمة محمد بن داود من «تهذيب الكمال» .
وما أنا والخصومة وهي لبس
…
يصرف في الشمال وفي اليمين
وقد سنت لنا سنن قوام
…
يلحن بكل فج أو وجين
وكان الحق ليس به خفاء
…
أغر كغرة الفلق المبين
وما عوض لنا منهاج جهم
…
بمناهج ابن آمنة الأمين
فأما ما علمت فقد كفاني
…
وأما ما جهلت فجنبوني
فلست بمكفر أحداً يصلي
…
ولم أجرمكم أن تكفروني
وكنا إخوة نرمي جميعاً
…
ونرمي كل مرتاب ظنين
فما برح التكلف أن تراءت
…
بشأن واحد فرق الشئون
فأوشك أن يخر عماد بيت
…
وينقطع القرين من القرين
قال مصعب: رأيت أهل بلدنا - يعني أهل المدينة - ينهون عن الكلام في الدين. اهـ.
* قال الدارمي رحمه الله (ج1ص102):
أخبرنا سعيد بن عامر عن إسماعيل بن إبراهيم عن يونس (1) قال: كتب إليَّ ميمون بن مهران: إياك والخصومة والجدل في الدين ولا تجادلن عالماً ولا جاهلاً، أما العالم فإنه يخزن عنك علمه ولا يبالي ما صنعت، وأما الجاهل فإنه يخشن بصدرك ولا يطيعك.
* قال الدارمي رحمه الله (ج1ص102):
أخبرنا يحيى بن حسان ثنا عبد الله بن إدريس عن إسماعيل بن أبي حكيم قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل.
* * *
(1) يونس هو ابن عبيد.