المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌أدلة الجرح قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ - نشر الصحيفة في ذكر الصحيح من أقوال أئمة الجرح والتعديل في أبي حنيفة

[مقبل بن هادي الوادعي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌ما يكره من التعمق والتنازعفي العلم والغلو في الدين

- ‌تحريم التقليد في الدين

- ‌ما جاء في ذم الرأي

- ‌ما يكره من كثرة السؤال وتكلف ما لا يعنيه

- ‌ذم الجدل والخصومات في الدين

- ‌ما جاء في القياس

- ‌التحذير من البدع

- ‌البعد عن أصحاب الأهواء

- ‌أدلة الجرح

- ‌السؤال عن حال الرجل

- ‌الجرح الذي لا يجوز إلا لحاجة دينية

- ‌إذا لم يلزم التخصيص قال:«ما بال أقوامٍ»

- ‌جرح الأحياء والأموات لمصلحة دينية

- ‌إذا جُرِح من ليس بمجروح دُوفِع عنه

- ‌الرد على من أخطأ في الحديث

- ‌المتكلمون في أبي حنيفة على ترتيب المعجم

- ‌1 - (عبد الله بن إدريس)

- ‌2 - (عبد الله بن الزبير الحميدي)

- ‌3 - (عبد الله بن أبي داود السجستاني)

- ‌4 - (عبد الله بن عدي صاحب الكامل)

- ‌5 - (عبد الله بن عون بن أرطبان)

- ‌6 - (عبد الله بن المبارك عالم خراسان ومفتيها)

- ‌قصة أبي حنيفة مع ابن المبارك في رفع اليدين

- ‌7 - (ابن أبي شيبة)

- ‌كتاب الرد على أبي حنيفة [من المصنف لابن أبي شيبة]

- ‌1 - مسألة رجم اليهودي واليهودية

- ‌2 - مسألة الصلاة في أعطان الإبل

- ‌3 - مسألة سهام المجاهدين

- ‌4 - مسألة السفر بالقرآن إلى أرض العدو

- ‌5 - مسألة العدل بين الأولاد

- ‌6 - مسألة بيع المدبر

- ‌7 - مسألة الصلاة على القبر وصلاة الغائب

- ‌8 - مسألة إشعار الهدي

- ‌9 - صلاة المنفرد خلف الصف

- ‌10 - مسألة ملاعنة الحامل

- ‌11 - مسألة العتق ما فوق الثلث

- ‌12 - إقامة الحدود على ملك اليمين

- ‌13 - مسألة نجاسة الماء

- ‌14 - مسألة قضاء الصلاة

- ‌15 - مسألة المسح على الخفين والخمار

- ‌16 - مسألة سجدتي السهو

- ‌17 - مسألة ملابس الإحرام

- ‌18 - مسألة جمع وتقديم الصوات المكتوبة

- ‌19 - مسألة رد الوقف

- ‌20 - مسألة النذر في الإسلام

- ‌21 - مسألة النكاح بغير ولي

- ‌22 - قضاء النذر عن المتوفي

- ‌23 - مسألة الحكم في زنا البكرٍ

- ‌24 - مسألة بول الرضيع

- ‌25 - مسألة التفريق بين المتلاعنين

- ‌26 - مسألة إمامة من صلى جالساً

- ‌27 - مسألة شهود الرضاع

- ‌28 - مسألة إسلام الزوجة قبل الزوج

- ‌29 - مسألة تقديم وتأخير المناسك

- ‌30 - مسألة الطهارة بالإستحالة

- ‌31 - مسألة الزنا بالمحارم

- ‌32 - مسألة ذكاة جنين الذبيحة

- ‌33 - مسألة لحم الخيل

- ‌34 - مسألة استعمال الرهن والإستفادة منه

- ‌35 - مسألة الخيار في البيع

- ‌36 - مسألة الكلام في الصلاة

- ‌37 - مسألة المهر

- ‌38 - مسألة جعل العتق صداقاً

- ‌39 - مسألة إعادة الفجر في الجماعة

- ‌40 - من مسائل الجماعة

- ‌41 - مسألة القود في ملك اليمين

- ‌42 - الصلاة في آخر الوقت

- ‌43 - مسألة رد الكفارة على العيال

- ‌44 - مسألة إثبات العيد

- ‌45 - مسألة الخيار في المصراة

- ‌46 - مسألة الجمع بين النوعين في النبيذ

- ‌47 - مسألة المحلل والمحلل له

- ‌48 - مسألة اللقطة

- ‌49 - مسألة بيع ثمر النخل بلحاً

- ‌50 - مسألة سن الإجازة

- ‌51 - مسألة خرص التمر

- ‌52 - مسألة كسب الولد

- ‌53 - مسألة أبوال الإبل

- ‌54 - مسألة حرم المدينة

- ‌55 - مسألة ثمن الكلب

- ‌56 - مسألة نصاب القطع

- ‌57 - مسألة غسل اليدين عند القيام من النوم

- ‌58 - مسألة غسل ما ولغ في الكلب

- ‌59 - مسألة بيع الندي بالجاف كيلاً

- ‌60 - مسألة تلقي البيوع

- ‌61 - مسألة كفن الحاج إذا توفي

- ‌62 - مسألة الطعن في عين من لم يستأذن

- ‌63 - مسألة اقتناء الكلب

- ‌64 - مسألة في زكاة البقر

- ‌65 - مسألة في أضحية المسافر

- ‌66 - مسألة في العمرة والحج للحائض

- ‌67 - مسألة التسبيح والتصفيق في الصلاة

- ‌68 - مسألة قتل من يشتم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم

- ‌69 - مسألة عوض المستعار إذا كسر أو فسد

- ‌70 - مسألة في بيع العرايا والمحاقلة والمزابنة فيها

- ‌71 - أي الزوجات يستبقي الرجل بعد أن يسلم

- ‌72 - مسألة البيع مع الشرط الفاسد

- ‌73 - مسألة في كم يجزيء في التيمم

- ‌74 - مسألة في البيع بغير أمر صاحب المال

- ‌75 - مسألة في إتمام القيام والقعود في الصلاة

- ‌76 - مسألة في الزرع بغير إذن صاحب الأرض

- ‌77 - مسألة فيما يضمن صاحب الماشية عن ماشيته

- ‌78 - مسألة في العقيقة

- ‌79 - مسألة في إسناد البناء على البناء

- ‌80 - مسألة في الاستطابة

- ‌81 - مسألة في الطلاق قبل النكاح

- ‌82 - مسألة في القضاء باليمين والشاهد

- ‌83 - مسألة في مال العبد

- ‌84 - مسألة في رد البيع

- ‌85 - مسألة في ركوب الهدي

- ‌86 - في الأكل من الهدي

- ‌87 - مسألة في العفو في الحد

- ‌88 - مسألة في الوتر على الراحلة

- ‌89 - مسألة في سؤر الهر

- ‌90 - مسألة في المسح على النعلين

- ‌91 - مسألة في الوتر فرض هو أم سنة

- ‌92 - مسألة في خطبتي الجمعة

- ‌93 - مسألة في قضاء ركعتي سنة الفجر

- ‌94 - مسألة في الصلاة بين القبور

- ‌95 - مسألة في زكاة الفرس والعبد

- ‌96 - مسألة في التأمين خلف الإمام

- ‌97 - مسألة في الوتر كيف يصلي

- ‌98 - مسألة في الوتر كم ركعة هو

- ‌99 - مسألة في جلود السباع

- ‌100 - مسألة في الكلام مع الإمام وهو يخطب

- ‌101 - مسألة في صلاة الاستسقاء

- ‌102 - مسألة في وقت صلاة العشاء

- ‌103 - مسألة في القسامة

- ‌104 - مسألة في الصلاة بعد العصر

- ‌105 - مسألة في بيع السيف المحلى

- ‌106 - في تأخير سنة صلاة الظهر

- ‌107 - مسألة في الصلاة على الشهيد

- ‌108 - مسألة في تخليل اللحية في الوضوء

- ‌109 - مسألة في ما يقرأ في الوتر من السور

- ‌110 - مسألة في ما يقرأ في الجمعة والعيدين

- ‌111 - مسألة في نضح الثوب من الإحتلام

- ‌112 - مسألة في ركعتي تحية المسجد إذا صعد الإمام للخطبة

- ‌113 - مسألة في شاهدي الزور

- ‌114 - مسألة في قتل المرتدة

- ‌115 - مسألة في صلاة الخسوف

- ‌116 - مسألة في الأذان والإقامة عند قضاء الصلاة إذا فاتت

- ‌117 - مسألة في بيع الحاضر بالغائب

- ‌118 - مسألة فيمن تحل له الصدقة

- ‌119 - في بيع الدابة مع شرط ركوبها إلى البلد

- ‌120 - مسألة فيمن وجد متاعه بعينه عند المفلس

- ‌121 - مسألة في المزارعة

- ‌122 - مسألة في بيع الحاضر للبادي

- ‌123 - مسألة في حليَّة الصدقة لموالي بني هاشم

- ‌124 - مسألة في السلام على المصلي

- ‌125 - مسألة في صدقة الزروع

- ‌تخريج الرد على أبي حنيفةمن المصنف لابن أبي شيبة

- ‌1 - مسألة رجم اليهودي واليهودية

- ‌2 - مسألة الصلاة في أعطان الإبل

- ‌3 - مسألة في سهام المجاهدين

- ‌4 - مسألة السفر بالقرآن إلى أرض العدو

- ‌5 - مسألة العدل بين الأولاد

- ‌6 - مسألة بيع المدبر

- ‌7 - مسألة الصلاة على القبر وصلاة الغائب

- ‌8 - مسألة إشعار الهدي

- ‌10 - مسألة في ملاعنة الحامل

- ‌11 - مسألة العتق ما فوق الثلث

- ‌13 - مسألة نجاسة الماء

- ‌14 - مسألة قضاء الصلاة

- ‌15 - مسألة المسح على الخفين والخمار

- ‌16 - مسألة سجدتي السهو

- ‌17 - مسألة ملابس الإحرام

- ‌18 - مسألة جمع وتقديم الصلوات المكتوبة

- ‌19 - مسألة رد الوقف

- ‌20 - مسألة النذر قبل الإسلام

- ‌21 - مسألة النكاح بغير ولي

- ‌23 - مسألة الحكم في زنا البكر

- ‌24 - مسألة بول الرضيع

- ‌25 - مسألة التفريق بين المتلاعنين

- ‌26 - مسألة إمامة من صلى جالساً

- ‌27 - مسألة شهود الرضاع

- ‌28 - مسألة إسلام الزوجة قبل الزوج

- ‌29 - مسألة تقديم وتأخير المناسك

- ‌30 - مسألة الطهارة بالإستحالة

- ‌31 - مسألة الزنا بالمحارم

- ‌32 - مسألة ذكاة جنين الذبيحة

- ‌33 - مسألة لحم الخيل

- ‌34 - مسألة استعمال الرهن والاستفادة منه

- ‌35 - مسألة الخيار في البيع

- ‌36 - مسألة الكلام في الصلاة

- ‌37 - مسألة المهر

- ‌38 - مسألة جعل العتق صداقاً

- ‌39 - مسألة إعادة الفجر في جماعة

- ‌40 - من مسائل الجماعة

- ‌41 - مسألة القود في ملك اليمين

- ‌42 - الصلاة في آخر الوقت

- ‌43 - مسألة رد الكفارة على العيال

- ‌44 - مسألة إثبات العيد

- ‌45 - مسألة الخيار في المصراة

- ‌46 - مسألة الجمع بين النوعين في النبيذ

- ‌47 - مسألة المحلل والمحلل له

- ‌48 - مسألة اللقطة

- ‌49 - مسألة بيع تمر النخل بلحاً

- ‌50 - مسألة من الإجازة

- ‌51 - مسألة خرص التمر

- ‌52 - مسألة كسب الولد

- ‌53 - مسألة أبوال الإبل

- ‌54 - مسألة حرم المدينة

- ‌55 - مسألة ثمن الكلب

- ‌56 - مسألة نصاب القطع

- ‌57 - مسألة غسل اليدين عند القيام من النوم

- ‌58 - مسألة غسل ما ولغ فيه الكلب

- ‌59 - مسألة بيع الندي بالجاف كيلاً

- ‌60 - مسألة تلقي البيوع

- ‌61 - مسألة كفن الحاج إذا توفي

- ‌62 - مسألة الطعن في عين من لم يستأذن

- ‌63 - مسألة اقتناء الكلب

- ‌64 - مسألة في زكاة البقر

- ‌65 - مسألة في أضحية المسافر

- ‌66 - مسألة في العمرة والحج للحائض

- ‌67 - مسألة التسبيح والتصفيق في الصلاة

- ‌68 - مسألة قتل من يشتم الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم

- ‌69 - مسألة عوض المستعار إذا كسر أو فسد

- ‌70 - مسألة في بيع العرايا والمحاقلة والمزابنة فيها

- ‌71 - أي الزوجات يستبقي الرجل بعد أن يسلم

- ‌72 - مسألة البيع مع الشرط الفاسد

- ‌73 - مسألة في كم يجزيء في التيمم

- ‌74 - مسألة في البيع بغير أمر صاحب المال

- ‌75 - مسألة في إتمام القيام والقعود في الصلاة

- ‌76 - مسألة في الزرع بغير إذن صاحب الأرض

- ‌77 - مسألة فيما يضمن صاحب الماشية عن ماشيته

- ‌78 - مسألة في العقيقة

- ‌79 - مسألة في إسناد البناء على البناء

- ‌80 - مسألة في الإستطابة

- ‌81 - مسألة في الطلاق قبل النكاح

- ‌82 - مسألة في القضاء باليمين والشاهد

- ‌83 - مسألة في مال العبد

- ‌84 - مسألة في رد البيع

- ‌85 - مسألة في ركوب الهدي

- ‌86 - في الأكل من الهدي

- ‌87 - مسألة في العفو في الحد

- ‌88 - مسألة في الوتر على الراحلة

- ‌89 - مسألة في سؤر الهر

- ‌90 - مسألة المسح على النعلين

- ‌91 - مسألة في الوتر فرض هو أم سنة

- ‌92 - مسألة في خطبتي الجمعة

- ‌93 - مسألة في قضاء ركعتي سنة الفجر

- ‌94 - مسألة في الصلاة بين القبور

- ‌95 - مسألة في زكاة الفرس والعبد

- ‌96 - مسألة في التأمين خلف الإمام

- ‌97 - مسألة في الوتر كيف يصلى

- ‌98 - مسألة في الوتر كم ركعة هو

- ‌99 - مسألة في جلود السباع

- ‌100 - مسألة في الكلام مع الإمام وهو يخطب

- ‌101 - مسألة في صلاة الإستسقاء

- ‌102 - مسألة في وقت صلاة العشاء

- ‌103 - مسألة في القسامة

- ‌104 - مسألة في الصلاة بعد الصلاة

- ‌105 - مسألة في بيع السيف المحلى

- ‌106 - في تأخير سنة صلاة الظهر

- ‌107 - مسألة في الصلاة على الشهيد

- ‌108 - مسألة في تخليل اللحية في الوضوء

- ‌109 - مسألة فيما يقرأ في الوتر من السور

- ‌110 - مسألة في ما يقرأ في الجمعة والعيدين

- ‌111 - مسألة في نضح الثوب من الإحتلام

- ‌112 - مسألة في ركعتي تحية المسجد إذا صعد الإمام للخطبة

- ‌113 - مسألة في شاهدي الزور

- ‌114 - مسألة في قتل المرتدة

- ‌115 - مسألة في صلاة الخسوف

- ‌116 - مسألة في الأذان والإقامة عند قضاء الصلاة إذا فاتت

- ‌117 - مسألة في بيع الحاضر بالغائب

- ‌118 - مسألة فيمن تحل له الصدقة

- ‌119 - في بيع الدابة مع شرط ركوبها إلى البلد

- ‌120 - مسألة فيمن وجد متاعه بعينه عند المفلس

- ‌121 - مسألة في المزارعة

- ‌122 - مسألة في بيع الحاضر للبادي

- ‌123 - مسألة في حلّية الصدقة لآل هاشم

- ‌124 - مسألة في السلام على المصلي

- ‌125 - مسألة في صدقة الزروع

- ‌8 - (عبد الله بن نمير الهمداني)

- ‌9 - (أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد المقريء)

- ‌10 - (أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الشهير بابن الجوزي)

- ‌11 - (أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي)

- ‌12 - (عبد الرحمن بن مهدي)

- ‌13 - (إبراهيم بن إسحاق الحربي رحمه الله

- ‌14 - (إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الفزاري)

- ‌15 - (أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني)

- ‌16 - (الإمام النسائي أحمد بن شعيب)

- ‌17 - (الإمام أحمد بن علي بن ثابت أبو بكر الخطيب)

- ‌18 - (أحمد بن علي الأبار رحمه الله

- ‌19 - (أحمد بن محمد بن حنبل)

- ‌20 - (أحمد بن محمد بن عيسى البرتي)

- ‌21 - (أسد بن موسى)

- ‌22 - (أيوب السختياني)

- ‌23 - (بشر بن المفضل رحمه الله

- ‌24 - (الحارث بن عمير أبو البصري نزيل مكة)

- ‌25 - (الحسن بن صالح بن حي الهمداني)

- ‌26 - (الحسين بن إبراهيم الجورقاني الهمذاني أبو عبد الله الحافظ)

- ‌27 - (حفص بن غياث)

- ‌28 - (حماد بن زيد)

- ‌29 - (حماد بن سلمة)

- ‌30 - (رقبة بن مصقلة)

- ‌31 - (سعيد بن عبد العزيز التنوخي)

- ‌32 - (ويحيى بن حمزة الحضرمي)

- ‌33 - (سعيد بن مسلم بن بانك المدني أبو مصعب)

- ‌34 - (سفيان بن سعيد الثوري)

- ‌35 - (سفيان بن عيينة رحمه الله

- ‌36 - (سلمة بن عمرو القاضي)

- ‌37 - (سليمان بن حرب رحمه الله

- ‌38 - (سليمان بن حيان أبو خالد الأحمر)

- ‌39 - (سليمان بن مهران الأعمش)

- ‌40 - (سوار)

- ‌41 - (شريك بن عبد الله النخعي)

- ‌42 - (شعبة بن الحجاج)

- ‌43 - (عبد الوارث بن سعيد التنوري)

- ‌44 - (إلامام أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم رحمه الله

- ‌45 - (عثمان البتّي)

- ‌46 - (علي بن عاصم)

- ‌47 - (الإمام علي بن عمر الدارقطني رحمه الله

- ‌48 - (عمار بن رزيق)

- ‌49 - (عمر بن أحمد بن عثمان)

- ‌50 - (عمرو بن علي أبو حفص الفلاس)

- ‌51 - (أبو القطن عمرو بن الهيثم)

- ‌52 - (أبو نعيم الفضل بن دكين)

- ‌53 - (الفضل بن موسى السيناني)

- ‌54 - (القاسم بن حبيب)

- ‌55 - (قيس بن الربيع)

- ‌56 - (مالك بن أنس)

- ‌57 - (الذهبي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان)

- ‌58 - (الشافعي محمد بن إدريس رحمه الله

- ‌59 - (البخاري)

- ‌60 - (الإمام محمد بن حبان البستي)

- ‌61 - (محمد بن سعد صاحب الطبقات)

- ‌62 - (الحاكم الكبير أبو أحمد محمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق)

- ‌63 - (الإمام مسلم بن الحجاج)

- ‌64 - (معاذ بن معاذ العنبري)

- ‌65 - (المفضل بن غسان أبو عبد الرحمن الغلابي)

- ‌66 - (مغيرة بن مقسم وأبو بكر بن عياش والأعمش)

- ‌67 - (النضر بن شميل)

- ‌68 - (هدية بن عبد الوهاب)

- ‌69 - (هشيم بن بشير أبو معاوية السلمي رحمه الله

- ‌70 - (أبو عوانة وضاح بن عبد الله اليشكري)

- ‌71 - (وكيع بن الجراح)

- ‌72 - (يحيى بن سعيد القطان)

- ‌73 - (الإمام أبو زكرياء يحيى بن معين رحمه الله

- ‌74 - (يعقوب بن شيبة)

- ‌75 - (يونس بن يزيد الأيلي)

- ‌76 - (شريك وأبو بكر بن عياش)

- ‌77 - (أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم صاحب أبي حنيفة)

- ‌الكلام في أبي يوسف صاحب أبي حنيفةوفي حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة

- ‌المدافعونعن أبي حنيفة

- ‌الخاتمة

- ‌شكر ودعاء

الفصل: ‌ ‌أدلة الجرح قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ

‌أدلة الجرح

قال الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللهِ} [التوبة: 34].

وقال سبحانه وتعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الجمعة: 5].

وقال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [الأعراف]

وقال سبحانه وتعالى في قصة موسى: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ}

[سورة القصصً: 18]

وقال سبحانه وتعالى حاكياً عن قول يوسف لإخوانه: {أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا} .

وقال سبحانه وتعالى: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ} .

وقال سبحانه وتعالى: {وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ (10) هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ (11) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} [القلم].

وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [سورة الحجرات:6].

ص: 61

والآيات في ذم أهل المعاصي كثيرة جداً.

* قال البخاري رحمه الله (ج2 ص192) حديث (701):

وحدثني محمد بن بشار قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن عمرو قال سمعت جابر بن عبد الله قال: كان معاذ بن جبل يصلي مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم يرجع فيؤم قومه فصلى العشاء فقرأ بالبقرة فانصرف الرجل فكأن معاذاً تناول منه فبلغ النبي صلى الله عليه وعلى وآله وسلم فقال: «فتان، فتان، فتان (ثلاث مرار) أو قال: فانتاً، فاتناً، فاتناً» .

وأمره بسورتين من أوسط المفصل، قال عمرو: لا أحفظهما.

أخرجه مسلم (ج1ص339) فقال رحمه الله:

حدثني محمد بن عباد حدثنا سفيان عن عمرو به.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج4ص405) حديث (2211):

حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن هشام عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت هند أم معاوية لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن أبا سفيان رجل شحيح فهل عليّ جناح أن آخذ ماله سراً؟ قال: «خذي أنت وبنوك ما يكفيك بالمعروف» .

أخرجه مسلم (ج3 ص1338 - 1339).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج9 ص317) حديث (5219):

حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن فاطمة عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(ح) وحدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام حدثتني فاطمة عن أسماء أن امرأة قالت: يا رسول الله إن لي ضرة فهل عليّ جناح إن تشبعت من

ص: 62

زوجي غير الذي يعطيني فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» .

أخرجه مسلم (ج3 ص1681).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج5 ص289) حديث (2682):

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا إسماعيل بن جعفر عن أبي سهيل نافع بن مالك ابن أبي عامر عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا اؤتمن خان، وإذا وعد أخلف» .

أخرجه مسلم (ج1ص78) وزاد: وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6 ص279) حديث (3178):

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها» .

أخرجه مسلم (ج1 ص78).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6 ص89) حديث (2898):

حدثنا قتيبة حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا فلما مال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى عسكره ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل لا يدع لهم شاذة ولا فاذة إلا اتبعها يضربها بسيفه

ص: 63

فقالوا: ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أما إنه من أهل النار» فقال رجل من القوم: أنا صاحبه، قال: فخرج معه كلما وقف وقف معه وإذا أسرع أسرع معه، قال: فجرح الرجل جرحاً شديداً فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم فقال: أشهد أنك رسول الله؟ قال: «وما ذاك؟» قال: الرجل الذي ذكرت آنفاً أنه من أهل النار، فأعظم الناس ذلك فقلت: أنا لكم به فخرجت في طلبه ثم جرح شديداً، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه في الأرض وذبابه بين ثدييه ثم تحامل عليه فقتل نفسه فقال رسول الله صلى لله علي وعلى آله وسلم عند ذلك:«إن الرجل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة» .

أخرجه مسلم (ج4 ص2042) بسند البخاري مختصراً.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6 ص81) حديث (2886):

حدثنا يحيى بن يوسف أخبرنا أبو بكر عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «تعس (1) عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة إن أعطي رضي وإن لم يعط لم يرض» .

لم يرفعه إسرائيل ومحمد بن جحادة عن أبي حصين.

(1) قال الحافظ في الفتح في كتاب «الرقاق» على شرح هذا الحديث: قوله: تعس بكسر العين المهملة ويجوز الفتح أي: سقط والمراد هنا: هلك قوله (عبد الدينار) أي طالبه الحريص على جمعه القائم على حفظه فكأنه كذلك خادمه وعبده.

والقطيفة: (هي الثوب الذي له خمل) والخميصة: (الكساء المربع). أهـ مختصراً.

ص: 64

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج10 ص452) حديث (3132):

حدثنا عمرو بن عيسى حدثنا محمد بن سواء حدثنا روح بن القاسم عن محمد بن المنكدر عن عروة عن عائشة أن رجلاً استأذن على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلما رآه قال: «بئس أخو العشيرة وبئس ابن العشيرة» ، فلما جلس تطلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في وجهه وانبسط إليه، فلما انطلق الرجل قالت له عائشة: يا رسول الله حين رأيت الرجل قلت له كذا وكذا، ثم تطلقت له في وجهه وانبسطت إليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«يا عائشة متى عهدتني فاحشاً إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره» .

أخرجه مسلم (ج4 ص2002).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج8ص562) حديث (4817):

حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله رضي الله عنه قال: اجتمع عند البيت قرشيان وثقفي، أو ثقفيان وقرشي، كثيرة شحم بطونهم قليلة فقه قلوبهم فقال أحدهم: أتدرون أن الله يسمع

ما نقول؟ قال الآخر: يسمع إن جهرنا ولا يسمع إن أخفينا. وقال الآخر: إن كان يسمع إذا جهرنا فإنه يسمع إذا أخفينا فأنزل الله عز وجل: {وَمَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِن ظَنَنتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِّمَّا تَعْمَلُونَ} [فصلت: 22].

وكان سفيان يحدثنا بهذا فيقول: حدثنا منصور أو ابن أبي نجيح أو حميد أحدهم أو اثنان منهم ثم ثبت على منصور وترك ذلك مراراً غير واحدة.

حدثنا عمرو بن علي حدثنا سفيان الثوري قال حدثني منصور عن مجاهد عن أبي معمر عن عبد الله

بنحوه.

أخرجه مسلم (ج4 ص2141).

ص: 65

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج7 ص487) حديث (4234):

حدثني عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق عن مالك بن أنس قال حدثني ثور قال حدثني سالم مولى ابن مطيع أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهباً ولا فضة وإنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط، ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى وادي القرى ومعه عبد له يقال له: مدعم أهداه له أحد بني الضباب فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذ جاءه سهم عائر حتى أصاب ذلك العبد فقال الناس: هنيئاً له الشهادة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «بلى والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه ناراً» ، فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بشراك أو بشراكين فقال: هذا شيء كنت أصبته فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «شراك أو شراكان من نار» .

أخرجه مسلم (ج1 ص108).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج8 ص322) حديث (4658):

حدثنا محمد بن المثنى حدثنا يحيى حدثنا إسماعيل حدثنا زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة فقال: ما بقي من أصحاب الآية إلا ثلاثة ولا من المنافقين إلا أربعة - فقال- أعرابي: إنكم أصحاب محمد تخبرونا فلا ندري فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلافنا، قال: أولئك الفساق، أجل لم يبق منهم إلا أربعة، أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج8 ص426) حديث (4729):

حدثني محمد بن عبد الله حدثنا سعيد بن أبي مريم أخبرنا المغيرة قال

ص: 66

حدثني أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إنه ليأتين الرجل العظيم السمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة» وقال: «اقرأوا: {فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}» .

وعن يحيى بن بكير عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد .... مثله.

أخرجه مسلم (ج4 ص2147).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج8 ص662) حديث (4918):

حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة بن وهب الخزاعي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «ألا أخبركم بأهل الجنة كل ضعيف متضعف لو أقسم على الله لأبره، ألا أخبركم بأهل النار كل عتل جواظ مستكبر» .

أخرجه مسلم (ج4 ص2190).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6 ص553) حديث (3531):

حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: استأذن حسان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في هجاء المشركين قال: «كيف بنسبي؟» ، فقال حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين.

وعن أبيه قال: ذهبت أسب حسان عند عائشة فقالت: لا تسبه فإنه كان ينافح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أخرجه مسلم (ج4 ص1935) بسند البخاري به.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6 ص304):

حدثنا حفص بن عمر حدثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء رضي الله عنه

ص: 67

قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لحسان: «اهجهم أو هاجهم وجبريل معك» .

أخرجه مسلم (ج4ص1933).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج3 ص163):

حدثنا أبو نعيم حدثنا زبيد اليامي عن إبراهيم عن مسروق عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية» .

أخرجه مسلم (ج1 ص99).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج4 ص81):

حدثنا أبو النعمان حدثنا ثابت بن يزيد حدثنا عاصم أبو عبد الرحمن الأحول عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «المدينة حرم من كذا إلى كذا لا يقطع شجرها ولا يحدث فيها حدث من أحدث حدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» .

أخرجه مسلم (ج2 ص994).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج4 ص81):

حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: ما عندنا شيء إلا كتاب الله وهذه الصحيفة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «المدينة حرم ما بين عائد إلى كذا من أحدث أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل، وقال: ذمة المسلمين واحدة فمن أخفر مسلماً لا يقبل منه صرف ولا عدل، ومن تولى قوماً بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل» .

ص: 68

قال أبو عبد الله: عدل: فداء.

أخرجه مسلم (ج2 ص999).

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج1 ص86):

حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر المصري أخبرنا الليث عن ابن الهاد عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الإستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار» ، فقالت امرأة منهن جزلة (1)، وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟ قال:«تكثرن اللعن وتكفرن العشير، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن» ، قالت: يا رسول الله وما نقصان العقل والدين؟ قال: «أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين» .

وحدثنيه أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب عن بكر بن مضر عن ابن الهاد بهذا الإسناد نحوه.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج2 ص594) حديث (870):

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم أن رجلاً خطب عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«بئس الخطيب أنت قل: ومن يعص الله ورسوله» .

قال ابن نمير: فقد غوى.

(1) في «النهاية» : أي تامة الخلق، ويجوز أن تكون ذات كلام جزل أي قوي شديد ومنه الحديث:{اجمعوا لي حطباً جزلاً} أي: غليظاً قوياً.

ص: 69

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج10 ص485) حديث (6067):

حدثنا سعيد بن عفير حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا شيئاً» .

قال الليث: كانا رجلين من المنافقين.

حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بهذا وقالت: دخل عليّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوماً وقال: «يا عائشة ما أظن فلاناً وفلاناً يعرفان من ديننا الذي نحن عليه» .

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج5 ص106) حديث (2457):

حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن أبغض الرجال إلى الله الألد (1) الخصم» .

أخرجه مسلم في كتاب «العلم» (ج4 ص2054) والترمذي (ج8 ص258) مع التحفة.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج5 ص258) حديث (2651):

حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا أبو جمرة قال سمعت زهدم بن مضرب قال سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» -قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعده قرنين أو ثلاثة - قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن بعدكم قوماً يخونون ولا يؤتمنون

(1) في «تحفة الأحوذي» (الألد) أفعل تفضيل من اللدد وهو شدة الخصومة (الخصم) بفتح الخاء وكسر الصاد أي الشديد اللدود الكثير الخصومة.

ص: 70

ويشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يفون ويظهر فيهم السمن».

أخرجه مسلم (ج4 ص1964).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج5 ص259) حديث (2652):

حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته» .

قال إبراهيم: وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد.

أخرجه مسلم (ج4 ص1964).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6 ص272) حديث (3169):

حدثنا عبد الله بن يوسف حدثنا الليث قال حدثني سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتحت خيبر أهديت للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شاة فيها سم فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «اجمعوا لي من كان ههنا من يهود، فجمعوا له فقال: إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه؟» فقالوا: نعم، فقال لهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«من أبوكم؟» قالوا: فلان، فقال:«كذبتم، بل أبوكم فلان» ، قالوا: صدقت، قال:«فهل أنتم صادقي عن شيء إن سألت عنه؟» ، فقالوا: نعم يا أبا القاسم وإن كذبنا عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا، فقال لهم:«من أهل النار؟» قالوا: نكون فيها يسيراً ثم تخلفونا فيها، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«اخسئوا فيها والله لا نخلفكم فيها أبداً» ، ثم قال:«هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه؟» قالوا: نعم، قال:«ما حملكم على ذلك؟» ، قالوا: إن كنت كاذباً نستريح وإن كنت نبياً لم يضرك.

ص: 71

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6 ص350) حديث (3301):

حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم» .

أخرجه مسلم (ج1 ص72 - 73).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6ص350) حديث (3032):

حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن إسماعيل قال حدثني قيس عن عقبة بن عمرو أبي مسعود قال: أشار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بيده نحو اليمن فقال: «الإيمان يمان ههنا، ألا إن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين (1) عند أصول أذناب الإبل حيث يطلع قرنا الشيطان في ربيعة ومضر» .

أخرجه مسلم (ج1 ص71).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6ص187) حديث (3074):

حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمرو عن سالم بن أبي الجعد عن عبد الله بن عمرو قال: كان على ثقل (2) النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجل يقال له: كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «هو في النار» فذهبوا ينظرون إليه، فوجدوا عباءة قد غلها.

قال أبو عبد الله: قال ابن سلام: كركرة يعني بفتح الكاف وهو مضبوط كذا.

(1) قال النووي رحمه الله: وهو من الفديد، وهو الصوت الشديد فهم الذين تعلو أصواتهم في إبلهم وحروشهم ونحو ذلك. أهـ.

(2)

بمثلثة وقاف مفتوحتين، العيال وما يثقل حمله من الأمتعة. أهـ من «فتح الباري» .

ص: 72

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6ص179) حديث (3062):

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري. (ح) وحدثني محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شهدنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال لرجل ممن يدعي الإسلام:«هذا من أهل النار» ، فلما حضر القتال قاتل الرجل قتالاً شديداً فأصابته جراحة، فقيل: يا رسول الله الذي قلت إنه من أهل النار، فإنه قاتل اليوم قتالاً شديداً وقد مات فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله

وسلم: «إلى النار» ، قال: فكاد بعض الناس أن يرتاب فبينا هم على ذلك إذ قيل إنه لم يمت ولكن به جراحاً شديداً فلما كان من الليل لم يصبر على الجراح فقتل نفسه فأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بذلك فقال: «الله أكبر أشهد أني عبد الله ورسوله، ثم أمر بلالاً فنادى في الناس: إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر» .

أخرجه مسلم (ج1ص105).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج4 ص369) حديث (2155):

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال عروة بن الزبير قالت عائشة رضي الله عنها دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكرت له فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «اشتري وأعتقي فإنما الولاء لمن أعتق» ، ثم قال: قام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من العشي فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «ما بال أناس يشترطون شروطاً ليس في كتاب الله؟، من اشترط شرطاً ليس في كتاب الله فهو باطل وإن اشترط مائة شرط شرط الله أحق وأوثق» .

أخرجه مسلم (ج2 ص1141 - 1142 - 1143 - 1144).

ص: 73

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج3 ص1310):

حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن عبيد بن نضيلة الخزاعي عن المغيرة بن شعبة قال: ضربت امرأة ضرتها بعمود فسطاط وهي حبلى فقتلتها قال: وإحداهما لحيانية قال: فجعل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم دية المقتولة على عصبة القاتلة وغرة لما في بطنها فقال رجل من عصبة القاتلة: أنغرم دية من لا أكل ولا شرب ولا استهل فمثل ذلك يطل، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«أسجع كسجع الأعراب؟» .

قال: وجعل عليهم الدية.

وحدثني محمد بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا مفضل عن منصور عن إبراهيم عن عبيد بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة أن امرأة قتلت ضرتها بعنود فسطاط فأتى فيه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقضى على عاقلتها بالدية وكانت حاملاً فقضى في الجنين بغرة، فقال بعض عصبتها: أندي من لا طعم ولا شرب ولا صاح ولا استهل ومثل ذلك يطل؟ قال: فقال: «سجع كسجع الأعراب؟» .

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج2 ص595) حديث (874):

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عمارة بن رؤيبة قال: رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا وأشار بإصبعه المسبحة.

وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن حصين بن عبد الرحمن قال: رأيت بشر بن مروان يوم جمعة يرفع يديه فقال عمارة بن رؤيبة ...... فذكر نحوه.

ص: 74

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج10 ص595) حديث (6213):

حدثنا محمد بن سلام أخبرنا مخلد بن يزيد أخبرنا ابن جريج قال ابن شهاب أخبرني يحيى بن عروة أنه سمع عروة يقول: قالت عائشة: سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن الكهان فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ليسوا بشيء» ، قالوا: يا رسول الله فإنهم يحدثون أحياناً بالشيء يكون حقاً؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فيقرها في أذن وليه قر الدجاجة، فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة» .

أخرجه مسلم (ج4 ص1750).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج11 ص333) حديث (6497):

حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب حدثنا حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثين رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر حدثنا «أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم علموا من القرآن ثم علموا من السنة» ، وحدثنا عن رفعها قال:«ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه فيظل أثرها مثل أثر الوكت ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط فتراه منتبراً وليس فيه شيء فيصبح الناس يتبايعون فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان» ولقد أتى عليّ زمان وما أبالي أيكم بايعت لئن كان مسلماً رده عليّ الإسلام وإن كان نصرانياً رده عليّ ساعيه، فأما اليوم فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً.

قال الفربري: قال أبو جعفر: حدثت أبا عبد الله فقال: سمعت أبا أحمد

ص: 75

ابن عاصم يقول: سمعت أبا عبيد يقول: قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما: جذر قلوب الرجال، الجذر الأصل من كل شيء، والوكت: أثر الشيء اليسير منه، والمجل: أثر العمل في الكف إذا غلظ.

أخرجه مسلم (ج1 ص126).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج12 ص210) حديث (6882):

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امريء بغير حق ليهريق دمه» .

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج13 ص81) حديث (7121):

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن عبد الرحمن عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان يكون بينهما مقتلة عظيمة دعوتهما واحدة وحتى يبعث دجالون كذابون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج - وهو القتل - وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه عليه فيقول الذي يعرضه عليه لا أرب لي به وحتى يتطاول الناس في البنيان وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس يعني آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً، ولتقومن الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه ولا يطويانه ولتقومن الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه ولتقومن الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها» .

أخرجه مسلم مختصراً (ج4ص2057).

ص: 76

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج1ص36):

حدثني أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا وكيع عن كهمس عن عبد الله بن بريدة عن يحيى بن يعمر (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري وهذا حديثه حدثنا أبي حدثنا كهمس عن ابن بريدة عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال في القدر بالبصرة معبد الجهني فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين أو معتمرين فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر بن الخطاب داخلاً المسجد فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إليّ فقلت: أبا عبد الرحمن إنه قد ظهر قبلنا ناس يقرءون القرآن ويتقفرون العلم وذكر من شأنهم وأنهم يزعمون أن لا قدر وأن الأمر أنف قال: فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم وأنهم براء مني والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر.

ثم قال: حدثني أبي عمر بن الخطاب قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» ، قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال فأخبرني عن الإيمان؟ قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه

ص: 77

ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره»، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال فأخبرني عن الساعة؟ قال:«ما المسئول عنها بأعلم من السائل» ، قال: فأخبرني عن أمارتها؟، قال:«أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان» ثم انطلق فلبثت ملياً ثم قال: «يا عمر أتدري من السائل؟» قلت: الله ورسوله أعلم قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم» .

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج2 ص1114):

حدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال: والله ما لك علينا من شيء فجاءت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكرت ذلك له فقال: «ليس لك عليه نفقة فأمرها أن تعتد في بيت

أم شريك» ثم قال: «تلك امرأة يغشاها أصحابي اعتدي عند ابن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك فإذا حللت فآذنيني» ، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد» ، فكرهته ثم قال:«انكحي أسامة» فنكحته فجعل الله فيه خيراً واغتبطت.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج1ص69):

حدثني عمرو الناقد وأبو بكر بن النضر وعبد بن حميد واللفظ لعبد قالوا حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثني أبي عن صالح بن كيسان عن الحارث عن جعفر بن عبد الله بن الحكم عن عبد الرحمن بن المسور عن أبي رافع عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:

ص: 78

«ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل» .

قال أبو رافع فحدثت عبد الله بن عمر فأنكره عليّ فقدم ابن مسعود فنزل بقناة فاستتبعني إليه عبد الله بن عمر يعوده فانطلقت معه فلما جلسنا سألت ابن مسعود عن هذا الحديث فحدثنيه كما حدثته ابن عمر.

قال صالح: وقد تحدث بنحو ذلك عن أبي رافع.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج1ص453):

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن بشر العبدي حدثنا زكرياء بن أبي زائدة حدثنا عبد الملك بن عمير عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض إن كان المريض ليمشي بين رجلين حتى يأتي الصلاة وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه.

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الفضل بن دكين عن أبي العميس عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وعلى آله وسلم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى

ص: 79

مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج2ص785):

حدثني محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب يعني ابن عبد المجيد حدثنا جعفر عن أبيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فصام حتى بلغ كراع الغميم فصام الناس ثم دعا بقدح من ماء فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب فقيل له بعد ذلك إن بعض الناس قد صام، فقال:«أولئك العصاة أولئك العصاة» .

وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني الدراوردي عن جعفر بهذا الإسناد وزاد فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت فدعا بقدح من ماء بعد العصر.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج5 ص34) حديث (2358):

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش قال سمعت أبا صالح يقول: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم، رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال: والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل» ثم قرأ هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} .

ص: 80

الحديث من رواية عبد الواحد بن زياد عن الأعمش وفيها ضعيف ولكنه قد توبع.

أخرجه البخاري أيضاً رقم (2369) من طريق سفيان عن عمرو عن أبي صالح السمان به.

وأخرجه أيضاً في كتاب «الأحكام» (13 ص201) من طريق عبدان عن أبي حمزة عن الأعمش به.

وأخرجه أيضاً من طريق أخرى. أهـ.

والحديث من طريق عبد الواحد بن زياد عن الأعمش وفيها ضعف ولكنه قد توبع كما ترى.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج1ص93) حديث رقم (91):

وحدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار وإبراهيم بن دينار جميعاً عن يحيى به حماد قال ابن المثنى حدثني يحيى بنحماد أخبرنا شعبة عن أبان بن تغلب عن فضيل الفقيمي عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر» ، قال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً؟ قال: «إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر (1) الحق وغمط الناس» (2).

(1) هو أن يجعل ما جعله الله حقاً من توحيده وعبادته باطلاً وقيل هو أن يتجبر عند الحق فلا يراه حقاً، وقيل هو أن يتكبر عن الحق فلا يتبعه.

(2)

أي احتقار الناس.

ص: 81

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج1ص86):

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى واللفظ له أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر قال: قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج1ص107):

حدثني زهير بن حرب حدثنا هشام بن القاسم حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثن سماك الحنفي أبو زميل قال حدثني عبد لله بن عباس قال حدثني عمر ابن الخطاب قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقالوا: فلان شهيد حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة» .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «يا ابن الخطاب اذهب فناد في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون» ، قال: فخرجت فناديت ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج4 ص317) حديث (2091):

حدثني محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال: كنت قيناً (1) في الجاهلية وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه، قال: لا أعطيك حتى تكفر بمحمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقلت: لا أكفر حتى يميتك الله ثم تبعث،

(1) أي حداداً. أهـ نووي.

ص: 82

قال: دعني حتى أموت وأبعث فسأوتي مالاً وولداً فأقضيك فنزلت: {أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا (77) أَطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا}

أخرجه مسلم (ج2 ص2153).

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4 ص2235):

حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن مثنى) قالا: حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسلمة قال سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري قال أخبرني من هو خير مني أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعمار حين جعل يحفر الخندق وجعل يمسح رأسه ويقول: «بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية» .

وحدثني محمد بن معاذ بن عباد العنبري وهريم بن عبد الأعلى قالا حدثنا خالد بن الحارث (ح) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وإسحاق بن منصور ومحمود ابن غيلان ومحمد بن قدامة قالوا أخبرنا النضر بن شميل كلاهما عن شعبة عن أبي مسلمة بهذا الإسناد نحوه غير أن في حديث النضر: أخبرني من هو خير مني أبو قتادة وفي حديث خالد بن الحارث قال: أراه يعني أبا قتادة وفي حديث خالد ويقول: ويس أو يقول: يا ويس ابن سمية.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج5ص279) حديث (2691):

حدثنا مسدد حدثنا معتمر قال سمعت أبي أن أنساً رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لو أتيت عبد الله بن أبيّ فانطلق إليه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وركب حماراً فانطلق المسلمون يمشون معه - وهي أرض سبخة - فلما أتاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك، فقال رجل من الأنصار منهم:

ص: 83

والله لحمار رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أطيب منك، فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتما فغضب لكل واحد منهما أصحابه فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال فبلغنا أنها أنزلت:{وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} .

أخرجه مسلم (ج3 ص1424).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج1ص194) برقم (100):

حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا» .

أخرجه مسلم (ج4 ص2058) فقال رحمه الله: حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا جرير عن هشام بن عروة فذكر مثله.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج3 ص1688):

حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وأحمد بن حنبل وأبو بكر بن أبي شيبة واللفظ لأحمد قال الأشعثي أخبرنا وقال الآخران حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن أخنع اسم عند الله رجل تسمى ملك الأملاك» .

قال الأشعثي: قال سفيان: مثل شاهان شاه.

وقال أحمد بن حنبل: سألت أبا عمرو عن أخنع فقال: أوضع.

ص: 84

حدثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه رجل كان يسمى ملك الأملاك لا مالك إلا الله» .

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6 ص48) حديث (2842):

حدثنا محمد بن سنان حدثنا فليح حدثنا هلال عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قام على المنبر فقال: «إنما أخشى عليكم من بعدي ما يفتح عليكم من بركات الأرض» ثم ذكر زهرة الدنيا فبدأ بإحداهما وثنى بالأخرى فقام رجل فقال: يا رسول الله أو يأتي الخير بالشر فسكت عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قلنا: يوحى إليه وسكت الناس كأن على رؤوسهم الطير ثم إنه مسح عن وجهه الرحضاء (1) فقال: «أين السائل آنفاً؟ أو خير هو» ثلاثاً؟ «إن الخير لا يأتي إلا بالخير وإنه كل ما ينبت الربيع ما يقتل حبطاً أو يلمّ أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت وبالت ثم رتعت وإن هذا المال خضرة حلوة ونعم صاحب المسلم لمن يأخذه بحقه فجعله في سبيل الله واليتامى والمساكين ومن لم يأخذها بحقه فهو كالآكل الذي لا يشبع ويكون عليه شهيداً يوم القيامة» .

أخرجه مسلم (ج2 ص729).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج1ص15) برقم (66):

حدثنا إسماعيل قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أن

(1) هو عرق يغسل الجلد لكثرته وكثيراً ما يستعمل في عرق الحمى والمرض. أهـ نهاية.

ص: 85

أبا مرة مولى عقيل بن أبي طالب أخبره عن أبي واقد الليثي أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بينما هو جالس في المسجد والناس معه إذ أقبل ثلاثة نفر فأقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فأما أحدهما فرأى فرجة فجلس فيها وأما الآخر فجلس خلفهم وأما الثالث فأدبر ذاهباً فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:«ألا أخبركم عن النفر الثلاثة أما أحدهم فآوى إلى الله فآواه، وأما الأخر فاستحيا فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه» .

أخرجه البخاري أيضاً (ج1ص563) ومسلم (ج4ص1713) والترمذي

(ج5ص73) من طريق مالك بن أنس .... به وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج1ص186) برقم (90):

حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا سفيان عن ابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود الأنصاري قال: قال رجل يا رسول الله لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان، فما رأيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في موعظة أشد غضباً من يومئذٍ فقال:«أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة» .

أخرجه مسلم (ج1ص340) فقال رحمه الله: وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا هشيم عن إسماعيل بن أبي خالد فذكر مثله.

* قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى (7038):

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن ابن إسحاق حدثني أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن مقسم أبي القاسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل قال:

ص: 86

خرجت أنا وتليد بن كلاب الليثي حتى أتينا عبد الله بن عمرو بن العاص وهو يطوف بالبيت معلقاً نعليه بيده فقلنا له: هل حضرت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين يكلمه التميمي يوم حنين؟ قال نعم أقبل رجل من بني تميم يقال له ذو الخويصرة فوقف على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو يعطي الناس قال: يا محمد قد رأيت ما صنعت في هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أجل فكيف رأيت؟» ، قال: لم أرك عدلت، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قال: «ويحك إن لم يكن العدل عندي فعند من يكون؟» ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله ألا نقتله، قال:«لا» ، دعوه فإنه سيكون له شيعة يتعمقون في الدين حتى يخرجوا منه كما يخرج السهم من الرمية ينظر في النصل فلا يوجد شيء ثم في القدح فلا يوجد شيء ثم في الفوق فلا يوجد شيء سبق الفرث والدم».

قال أبو عبد الرحمن: (هو عبد الله بن أحمد): أبوعبيدة هذا اسمه محمد ثقة وأخوه سلمة بن محمد بن عمار لم يرو عنه إلا علي بن زيد ولا نعلم خبره، ومقسم ليس به بأس.

هذا حديث حسن.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج3ص1517):

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي أخبرنا عبد الله بن المبارك عن وهيب المكي عن عمر بن محمد بن المنكدر عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه مات على شعبة من النفاق» . قال ابن سهم: قال عبد الله بن المبارك: فنرى أن ذلك كان على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

ص: 87

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج1 ص532):

حدثنا أبو اليمان قال أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة أن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها عن وجهه فقال - وهو كذلك - «لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» ، يحذّر ما صنعوا.

أخرجه مسلم (ج1 ص377).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج1ص532):

حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «قاتل اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد» .

أخرجه مسلم (ج1 ص376).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج4ص414):

حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار قال أخبرني طاووس أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول: بلغ عمر أن فلاناً باع خمراً فقال: قاتل الله فلاناً ألم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «قاتل الله اليهود حرمت عليهم الشحوم فجملوها (1) فابعوها» .

أخرجه مسلم (ج3 ص1207).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج4ص414):

حدثنا عبدان أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس عن ابن شهاب سمعت سعيد بن

(1) قال الحافظ: قوله «فجملوها» بفتح الجيم والميم أي أذابوها يقال: جمله إذا أذابه، والجميل الشحم المذاب.

ص: 88

المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «قاتل الله يهوداً حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها» .

قال أبو عبد الله: قاتلهم الله لعنهم، قتل: لعن، الخراصون: الكذابون.

أخرجه مسلم (ج3 ص1208).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج4ص314):

حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة قال: رأيت أبي اشترى عبداً حجاماً فسألته فقال: نَهى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن ثمن الكلب وثمن الدم ونهى عن الواشمة والموشومة وآكل الربا وموكله ولعن

المصور.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج4ص424):

حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول وهو بمكة عام الفتح: «إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام» ، قيل: يا رسول الله أرأيت شحوم الميتة فإنه يطلى بَها السفن ويدهن بها الجلود ويستصبح بها الناس فقال: «لا هو حرام» .

ثم قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند ذلك: «قاتل الله اليهود إن الله لما حرم شحومها جملوه ثم باعوه فأكلوا ثمنه» .

وقال أبو عاصم حدثنا عبد الحميد حدثنا يزيد كتب إليّ عطاء سمعت جابراً رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أخرجه مسلم (ج3ص1207) بسند البخاري.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج5ص34):

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش قال

ص: 89

سمعت أبا صالح يقول: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ثلاثة لا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل كان له فضل ماء بالطريق فمنعه من ابن السبيل، ورجل بايع إمامه لا يبايعه إلا لدنيا فإن أعطاه منها رضي وإن لم يعطه منها سخط، ورجل أقام سلعته بعد العصر فقال: والله الذي لا إله غيره لقد أعطيت بها كذا وكذا فصدقه رجل» ، ثم قرأ هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً} .

أخرجه مسلم (ج1ص103) من طريق أبي معاوية عن الأعمش به.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4ص1971):

حدثنا عقبة بن مكرم العمي حدثنا يعقوب -يعني ابن إسحق الحضرمي- أخبرنا الأسود بن شيبان عن أبي نوفل رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة قال: فجعلت قريش تمر عليه والناس حتى مر عليه عبد الله بن عمر فوقف عليه فقال: السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب السلام عليك أبا خبيب أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا أما والله لقد كنت أنهاك عن هذا، أما والله إن كنت ما علمت صواماً قواماً وصولاً للرحم أما والله لأمة أنت أشرها لأمة خير، ثم نفذ عبد الله بن عمر، فبلغ الحجاج موقف عبد الله وقوله، فأرسل إليه فأنزل عن جذعه فألقي في قبور اليهود ثم أرسل إلى أمه أسماء بنت أبي بكر فأبت أن تأتيه فأعاد عليها الرسول لتأتيني أو لأبعثن إليك من يسحبك بقرونك، قال: فأبت وقالت: والله لا آتيك حتى تبعث إلي من يسحبني بقروني، قال: فقال: أروني سبتي فأخذ نعليه ثم انطلق يتوذف حتى دخل عليها فقال: كيف رأيتني صنعت بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدت عليه دنياه وأفسد عليك آخرتك، بلغني أنك تقول له: يا ابن ذات النطاقين، أنا والله ذات النطاقين، أما أحدهما فكنت أرفع به طعام

ص: 90

رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وطعام أبي بكر من الدواب وأما الآخر فنطاق المرأة التي لا تستغني عنه. أما إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حدثنا أن في ثقيف كذاباً ومبيراً فأما الكذاب فرأيناه وأما المبير فلا أخالك إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يراجعها.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج10ص419) حديث (5990):

حدثنا عمرو بن عباس حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم جهارا غير سر يقول: «إن آل أبي - قال عمرو في كتاب محمد بن جعفر-: بياض ليسوا بأوليائي إنما وليي الله وصالح المؤمنين» .

زاد عنبسة بن عبد الواحد عن بيان عن قيس عن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ولكن لهم رحم أبلها ببلاها» (يعني أصلها بصلتها).

أخرجه مسلم (ج1 ص197).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج9ص132) حديث (5091):

حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا ابن أبي حازم عن أبيه عن سهل قال: مر رجل على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: «ما تقولون في هذا؟» قالوا حريٌّ إن خطب أن ينكح وإن شفع أن يشفّع وإن قال أن يستمع، قال: ثم سكت، فمر رجل من فقراء المسلمين، فقال:«ما تقولون في هذا؟» ، قالوا: حريٌّ إن خطب أن لا ينكح وإن شفع أن لا يشفّع وإن قال أن لا يستمع، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«هذا خير من ملء الأرض مثل هذا» .

ص: 91

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج3ص1461):

حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إن شر الرعاء الحطمة (1) فإياك أن تكون منهم؟» فقال له: اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: وهل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج1ص1449):

حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا حاتم وهو ابن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال: كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: فكتب إليّ سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول: «لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» وسمعته يقول: «عصيبة من المسلمين يفتتحون البيت الأبيض بيت كسرى أو آل كسرى» وسمعته يقول: «إن بين يدي الساعة كذابين فاحذروهم» وسمعته يقول: «إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته» وسمعته يقول: «أنا الفرط (2) على الحوض» .

(1) قال محمد فؤاد في «النهاية» : الحطمة هو العنيف برعاية الإبل في السوق والإيراد والإصدار يلقي بعضها على بعض ويعسفها وضربه مثلاً لوالي السوء ويقال أيضاً حطم، بلا هاء. أهـ.

(2)

قال الجوهري في «الصحاح» : (الفرط) بفتحتين الذي يتقدم الواردة فيهيئ لهم الأرسان والدلاء ويمدر الحياض ويستقي لهم وهو فعل بمعنى فاعل مثل تبع بمعنى تابع. أهـ.

ص: 92

حدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك حدثنا ابن أبي ذئب عن مهاجر بن مسمار عن عامر بن سعد أنه أرسل إلى ابن سمرة العدوي (1) حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فذكر نحو حديث حاتم.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6ص626) حديث (3620):

حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن عبد الله بن أبي حسين حدثنا نافع بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم مسيلمة الكذاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجعل يقول إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته وقدمها في بشر كثير من قومه فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعه ثابت بن قيس بن شماس وفي يد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قطعة جريد حتى وقف على مسيلمة في أصحابه فقال: «لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتكها ولن تعدو أمر الله فيك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وإني لأراك الذي أريت فيك ما رأيت» ، فأخبرني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:«بينما أنا نائم رأيت في يدي سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلي في المنام أن انفخهما فنفختهما فطارا فأولتهما كذابين يخرجان بعدي فكان أحدهما العنسي والآخر مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة» .

أخرجه مسلم (ج4ص1780).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج2ص164) حديث (678):

حدثنا إسحاق بن نصر قال حدثنا حسين عن زائدة عن عبد الملك بن عمير

(1) قال الإمام النووي رحمه الله: كذا هو في جميع النسخ: العدوي قال القاضي: هذا تصحيف فليس هو بعدوى، إنما هو عامري من بني عامر بن صعصعة فتصحف بالعدوى. أهـ.

ص: 93

قال حدثني أبو بردة عن أبي موسى قال مرض النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فاشتد مرضه فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس؟» فقالت عائشة: إنه رجل رقيق إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس، قال:«مروا أبا بكر فليصل بالناس؟» فعادت فقال: «مري أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف» فأتاه الرسول في حياة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

أخرجه مسلم (ج1 ص316) فقال رحمه الله: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حسين بن علي به.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج2ص164) حديث (679):

حدثنا عبد الله بن يوسف قال أخبرنا مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال في مرضه: «مروا أبا بكر يصلي بالناس؟» قالت عائشة: قلت: إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل بالناس، فقالت عائشة: فقلت لحفصة: قولي له إن أبا بكر إذا قام في مقامك لم يسمع الناس من البكاء فمر عمر فليصل للناس ففعلت حفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مه إنكن لأنتن صواحب يوسف مروا أبا بكر فليصل للناس» ، فقالت حفصة لعائشة: ما كنت لأصيب منك خيراً. * قال الإمام البخاري رحمه الله (ج2ص164) حديث (682):

حدثنا يحيى بن سليمان قال حدثنا ابن وهب قال حدثني يونس عن ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله أنه أخبره عن أبيه قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجعه قيل له في الصلاة فقال: «مروا أبا بكر فليصل بالناس؟» قالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق إذا قرأ غلبه البكاء قال: «مروه فيصلي» فعاودته، قال:«مروه فيصلي إنكن صواحب يوسف» .

تابعه الزبيدي وابن أخي الزهري وإسحاق بن يحيى الكلبي عن الزهري

ص: 94

وقال عقيل ومعمر عن الزهري عن حمزة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج3ص228) حديث (1367):

حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول مرّوا بجنازة فأثنوا عليها خيراً، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«وجبت» ثم مرّوا بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال:«وجبت» ، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟ قال: «هذا أثنيتم عليه خيراً فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض» .

أخرجه مسلم (ج2 ص655) فقال رحمه الله:

وحدثنا يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وعلي بن حجر السعدي كلهم عن ابن علية (واللفظ ليحيى) قال حدثنا ابن علية أخبرنا عبد العزيز بن صهيب به.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج5ص252) حديث (2643):

حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا داود بن أبي الفرات حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود قال أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتا ذريعا فجلست إلى عمر رضي الله عنه فمرت جنازة فأثني خيرا فقال عمر وجبت ثم مر بأخرى فأثني خيرا فقال وجبت ثم مر بالثالثة فأثني شرا فقال وجبت فقلت وما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة» ، قلنا وثلاثة؟ قال:«وثلاثة» ، قلنا: واثنان؟ قال: «واثنان» ، ثم لم نسأله عن الواحد.

ص: 95

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج7ص411) حديث (4196):

حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى خيبر فسرنا ليلا فقال رجل من القوم لعامر يا عامر ألا تسمعنا من هنيهاتك وكان عامر رجلا شاعراً فنزل يحدو بالقوم يقول:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا

ولا تصدقنا ولا صلينا

فاغفر فداء لك ما أبقينا

وثبت الأقدام إن لاقينا

وألقين سكينة علينا

إنا إذا صيح بنا أبينا

وبالصياح عولوا علينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من هذا السائق؟» قالوا: عامر بن الأكوع، قال: يرحمه الله، قال رجل من القوم: وجبت يا نبي الله لولا أمتعتنا به، فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ثم إن الله تعالى فتحها عليهم فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم أوقدوا نيرانا كثيرة فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«ما هذه النيران؟ على أي شيء توقدون؟» قالوا: على لحم، قال:«على أي لحم؟» قالوا: لحم حمر الإنسية، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«أهريقوها واكسروها» ، فقال رجل: يا رسول الله أو نهريقها ونغسلها؟ قال: «أو ذاك» ، فلما تصاف القوم كان سيف عامر قصيراً فتناول به ساق يهودي ليضربه ويرجع ذباب سيفه فأصاب عين ركبة عامر فمات منه قال: فلما قفلوا قال سلمة: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيدي قال: «ما لك؟» قلت له: فداك أبي وأمي زعموا أن عامراً حبط عمله، قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«كذب من قاله، إن له لأجرين» وجمع بين إصبعيه «إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله» .

ص: 96

حدثنا قتيبة حدثنا حاتم قال نشأ بها.

أخرجه مسلم (ج3 ص1427).

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4 ص1942):

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث (ح) وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أن عبداً لحاطب جاء رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يشكو حاطباً فقال: يا رسول الله ليدخلن حاطب النار، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«كذبت لا يدخلها فإنه شهد بدراً والحديبية» .

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4 ص1963):

حدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم عن أبي بشر (ح) وحدثني إسماعيل بن سالم أخبرنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم ثم الذين يلونهم - والله أعلم أذكر الثالث أم لا؟ - ثم يخلف قوم يحبون السمانة يشهدون قبل أن يستشهدوا» .

حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثني أبو بكر بن نافع حدثنا غندر عن شعبة (ح) وحدثني حجاج بن الشاعر حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عوانة كلاهما عن أبي بشر بهذا الإسناد مثله غير أن في حديث شعبة قال أبو هريرة فلا أدري مرتين أو ثلاثة.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4ص2144):

حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا قرة بن خالد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل» .

ص: 97

قال: فكان أول من صعدها خيلنا خيل بني الخزرج ثم تنام الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «وكلكم مغفور له إلا صاحب الجمل الأحمر» فأتيناه فقلنا له: تعال ليستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال: والله لأن أجد ضالتي أحب إليّ من أن يستغفر لي صاحبكم.

قال: وكان رجل ينشد ضالة له.

وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا قرة حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله

وسلم: «من يصعد ثنية المرار» أو المرار، بمثل حديث معاذ غير أنه قال: وإذا هو أعرابي جاء ينشد ضالة له.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4 ص2145):

حدثني أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا حفص يعني ابن غياث عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قدم من سفر فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة تكاد أن تدفن الراكب فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «بعثت هذه الريح لموت منافق» ، فلما قدم المدينة فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4 ص2146):

حدثني عباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا أبو محمد النضر بن محمد بن موسى اليمامي حدثنا عكرمة حدثنا إياس حدثني أبي قال عدنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلا موعوكا قال: فوضعت يدي عليه فقلت: والله ما رأيت كاليوم رجلاً أشد حراً، فقال نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«ألا أخبركم بأشد حراً منه يوم القيامة هذين الرجلين الراكبين المقفيين» لرجلين حينئذ من أصحابه.

ص: 98

*قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4ص243):

حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان حدثني أبو حصين عن الشعبي عن عاصم العدوى عن كعب بن عجرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو دخل ونحن تسعة وبيننا وسادة من أدم فقال: «إنها ستكون بعدي أمراء يكذبون ويظلمون فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد علي الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وهو وارد علي الحوض» .

هذا حديث صحيح.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص299):

حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن أبيه حدثني عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا دُعي لجنازة سأل عنها، فإن أثني عليها خير قام فصلى عليها وإن أثني عليها غير ذلك قال لأهلها:«شأنكم بها» ولم يصل عليها.

حدثنا أبو النضر حدثنا إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه فذكر نحوه.

هذا حديث صحيح.

الحديث أخرجه عبد بن حميد في «المنتخب» (ج1ص209).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج1ص349) برقم (240):

حدثنا عبدان قال أخبرني أبي عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ساجد.

(ح) قال وحدثني أحمد بن عثمان قال حدثنا شريح بن مسلمة قال حدثنا

ص: 99

إبراهيم بن يوسف عن أبيه عن أبي إسحاق قال حدثني عمرو بن ميمون أن عبد الله بن مسعود حدثه أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس إذ قال بعضهم لبعض أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان فيضعه على ظهر محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم فجاء به فنظر حتى سجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وضعه على ظهره بين كتفيه وأنا أنظر لا أغني شيئا لو كان لي منعة، قالوا: فجعلوا يضحكون ويحيل بعضهم على بعض، ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ساجد لا يرفع رأسه حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره فرفع رأسه ثم قال:«اللهم عليك بقريش» ثلاث مرات، فشق عليهم إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة ثم سمى «اللهم عليك بأبي جهل وعليك بعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط» وعد السابع فلم نحفظه قال: فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صرعى في القليب قليب بدر.

أخرجه مسلم (ج3ص1418) فقال رحمه الله: وحدثنا عبد الله بن عمر ابن محمد بن أبان الجعفي حدثني عبد الرحيم (يعني ابن سليمان) عن زكرياء عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون .. الحديث.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج1 ص541) حديث (447):

حدثنا مسدد قال حدثنا عبد العزيز بن مختار قال حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة قال لي ابن عباس ولابنه علي: انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا فإذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال: كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينفض التراب عنه ويقول: «ويح عمار تقتله

ص: 100

الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار»، فقال عمار: أعوذ بالله من الفتن.

* قال الإمام أبو عبد الله بن ماجه رحمه الله (ج2ص1331):

حدثنا العباس بن الوليد الدمشقي حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد الخزاعي حدثنا الهيثم بن حميد حدثنا أبو معيد حفص بن غيلان الرعيني عن مكحول عن أنس بن مالك قال: قيل يا رسول الله متى نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: «إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم» ، قلنا: يا رسول الله وما ظهر في الأمم قبلنا؟ قال: «الملك في صغاركم والفاحشة في كباركم والعلم في رذالتكم» .

قال زيد: تفسير معنى قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: والعلم في رذالتكم إذا كان العلم في الفساق.

هذا حديث حسن.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج3ص1680):

حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «صنفان من أهل النارلم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» .

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج3ص1681):

حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا وكيع وعبدة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن امرأة قالت: يا رسول الله أقول إن زوجي أعطاني ما لم يعطني فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» .

ص: 101

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص364):

حدثنا يزيد أخبرنا ابن عون عن مجاهد قال: كنا ست سنين علينا جنادة بن أبي أمية فقام فخطبنا فقال: أتينا رجلاً من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخلنا عليه فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا تحدثنا ما سمعت من الناس، فشددنا عليه فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينا فقال: «أنذرتكم المسيح وهو ممسوح العين - قال: أحسبه قال: اليسرى - يسير معه جبال الخبز وأنهار الماء علامته يمكث في الأرض أربعين صباحا يبلغ سلطانه كل منهل لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى، والطور، ومهما كان من ذلك فاعلموا أن الله عز وجل ليس بأعور» .

وقال ابن عون: وأحسبه قد قال: يسلط على رجل فيقتله، ثم يحييه ولا يسلط على غيره.

هذا حديث صحيح.

وأخرجه أحمد (ج5ص434 - 435)، وأخرجه ابن أبي شيبة (ج15 ص147) فقال:(1) حسين بن علي عن زائدة عن مصور عن مجاهد به.

* قال الترمذي رحمه الله (ج6 ص539):

حدثنا قتيبة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقف على أناس جلوس فقال: «ألا أخبركم بخيركم من شركم؟» قال: فسكتوا فقال ذلك ثلاث مرات، فقال رجل بلى يا رسول الله أخبرنا بخيرنا من شرنا، قال:«خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره» .

هذا حديث صحيح.

(1) كذا بحذف صيغة التحديث.

ص: 102

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسن.

وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج2 ص368) فقال: حدثنا هيثم ثنا حفص بن ميسرة يعني الصنعاني عن العلاء عن أبيه به.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (3844):

حدثنا معاوية حدثنا زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن شقيق عن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد» .

هذا حديث حسن.

ومعاوية هو ابن عمرو.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (4143): حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا زائدة به.

وأخرجه أبو يعلى (ج9ص216)، والبزار كما في «كشف الأستار» (ج4 ص151).

الحديث من أوله إلى قوله: وهم أحياء في «الصحيحين» .

*قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4ص2143):

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أسود بن عامر حدثنا شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس قال: قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي أرأياً رأيتموه أو شيئاً عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيئاً لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «في أصحابي اثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم

ص: 103

الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهمٍ».

حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس بن عباد قال: قلنا لعمار: أرأيت قتالكم أرأياً رأيتموه فإن الرأي يخطئ ويصيب أو عهداً عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟، فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم شيئاً لم يعهده إلى الناس كافة، وقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن في أمتي» ، قال شعبة: وأحسبه قال: حدثني حذيفة.

وقال غندر: أراه قال في أمتي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط، ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة، سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم من صدورهم.

حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل قال: كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال: أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة؟ قال: فقال له القوم: أخبره إذ سألك، قال: كنا نخبر أنهم أربعة عشر فإن كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وعذر ثلاثة، قالوا: ما سمعنا منادي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا علمنا بما أراد القوم وقد كان في حرة فمشى فقال: «إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد» فوجد قوماً قد سبقوه فلعنهم يومئذ.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4ص2230):

حدثنا أبو كامل الجحدري وأبو معن زيد بن يزيد الرقاشي واللفظ لأبي معن قالا حدثنا خالد بن الحارث حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن الأسود بن العلاء

ص: 104

عن أبي سلمة عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «لا يذهب الليل والنهار حتى تعبد اللات والعزى» فقلت:

يا رسول الله إن كنت لأظن حين أنزل الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} أن ذلك تاما قال: «إنه سيكون من ذلك ما شاء الله ثم يبعث الله ريحاً طيبة فتوفى كل من في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم» .

وحدثناه محمد بن المثنى حدثنا أبو بكر وهو الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر بهذا الإسناد نحوه.

* قال الإمام النسائي رحمه الله (ج6 ص148):

أخبرنا علي بن حجر قال أنبأنا هشيم قال أنبأنا يحيى بن أبي إسحق عن سليمان بن يسار عن عبيد الله بن عباس أن الغميصاء أو الرميصاء أتت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تشتكي زوجها أنه لا يصل إليها فلم يلبث أن جاء زوجها فقال: يا رسول الله هي كاذبة وهو يصل إليها ولكنها تريد أن ترجع إلى زوجها الأول فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ليس ذلك حتى تذوقي عسيلته» .

هذا حديث صحيح رجال رجال الصحيح وعبيد الله بن عباس توفي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وله اثنا عشرة سنة على الصحيح قاله الحافظ في «تهذيب التهذيب» .

الحديث أخرجه أحمد (ج1ص214) ومنه أصلحت بعض الخطأ في السند وبعض السقط في المتن عند النسائي.

ص: 105

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص480):

حدثنا حسين بن محمد البصري حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن حبيب بن الزبير قال سمعت عبد الله بن أبي الهذيل يقول: كان ناس من ربيعة عند عمرو بن العاص فقال رجل من بكر بن وائل: لتنتهين قريش أو ليجعلن الله هذا الأمر في جمهرة من العرب غيرهم، فقال عمرو بن العاص: كذبت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قريش ولاة الناس في الخير والشر إلى يوم القيامة».

هذا حديث حسن غريب صحيح.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث صحيح ورجاله ثقات.

الحديث أخرجه ابن أبي عاصم في «السنة» (ج2ص527) فقال رحمه الله: حدثنا عبيد الله بن معاذ ثنا أبي ثنا شعبة به.

* قال أبو داود رحمه الله (ج2 ص93):

حدثنا محمد بن حرب الواسطي حدثنا يزيد يعني ابن هارون حدثنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن عبد الله (1) بن الصنابحي قال: زعم أبو محمد أن الوتر واجب فقال عبادة بن الصامت: كذب أبو محمد أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «خمس صلوات افترضهن الله تعالى من أحسن وضوءهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ومن لم يفعل فليس له على الله عهد إن شاء غفر له وإن شاء عذبه» .

(1) كذا في «سنن أبي داود» و «مسند أحمد» عبد الله بن الصنابحي وفي «تهذيب التهذيب» عبد الله بن الصنابحي، والصواب: أبو عبد الله

عبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وهو تابعي راجع «تهذيب التهذيب» ترجمة عبد الرحمن بن عسيلة.

ص: 106

هذا حديث صحيح.

وقد رواه الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص317) فقال: ثنا حسين بن محمد ثنا محمد بن مطرف به.

وأخرجه محمد بن نصر في «الصلاة» (ج2ص755) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد ابن مطرف به.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص221):

حدثنا أبو النضر حدثنا حشرج حدثني سعيد بن جمهان عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «ألا إنه لم يكن نبي قبلي إلا قد حذر الدجال أمته، هو أعور عينه اليسرى بعينه اليمنى ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يخرج معه واديان أحدهما جنة والآخر نار، فناره جنة، وجنته نار، معه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء لو شئت سميتهما بأسمائهما وأسماء آبائهما، واحد منهما عن يمينه والآخر عن شماله، وذلك فتنته فيقول الدجال: ألست بربكم ألست أحي وأميت؟ فيقول له أحد الملكين: كذبت، ما يسمعه أحد من الناس إلا صاحبه فيقول له: صدقت، فيسمعه الناس فيظنون إنما يصدق الدجال وذلك فتنته ثم يسير حتى يأتي المدينة فلا يؤذن له فيها فيقول: هذه قرية ذلك الرجل ثم يسير حتى يأتي الشام فيهلكه الله عز وجل عند عقبة أفيق (1)» .

هذا حديث حسن.

* قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج11ص338):

حدثنا مصعب بن عبد الله قال حدثني ابن أبي حازم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم رأى في المنام كأن بني

(1) في «معجم البلدان» أفيق بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وقاف، قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق. اهـ المراد منه.

ص: 107

الحكم ينزون على منبره وينزلون فأصبح كالمتغيظ، وقال:«ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة» . قال: فما رؤى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مستجمعاً ضاحكاً بعد ذلك حتى مات.

هذا حديث حسن.

* قال الإمام أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار رحمه الله كما في «كشف الأستار» (ج1ص97):

حدثنا محمد بن عبد الملك ثنا خالد بن الحارث ثنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة عن عمران بن حصين قال: حذرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كل منافق عليم اللسان.

قال البزار: لا نحفظه إلا عن عمر وإسناد عمر صالح فأخرجناه عنه وأعدناه عن عمران لحسن إسناد عمران. أهـ.

قال أبو عبد الرحمن: حدث عمران حديث صحيح رجاله رجال الصحيح. محمد بن عبد الملك هو ابن أبي الشوارب.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (143) بتحقيق أحمد شاكر:

حدثنا أبو سعيد حدثنا ديلم بن غزوان عبدي حدثنا ميمون الكردي حدثني أبو عثمان النهدي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان» .

هذا حديث حسن.

الحديث أخرجه البزار كما في «كشف الأستار» (ج1ص97).

* قال أبو يعلى رحمه الله (ج7ص118):

حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا معتمر عن أبيه عن أنس عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه قال: «ليلة أسري بي رأيت قوماً تقرض ألسنتهم

ص: 108

بمقاريض من نار»، أو قال:«من حديد قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: خطباء أمتك» .

* وقال أبو يعلى رحمه الله (ص180):

حدثنا محمد بن المنهال حدثنا يزيد حدثنا هشام الدستوائي عن المغيرة ختن مالك بن دينار عن مالك بن دينار عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أتيت على سماء الدنيا ليلة أسري بي فرأيت فيها رجالاً تقطع ألسنتهم وشفاههم بمقاريض من نار، فقلت: يا جبريل ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء من أمتك» .

هذا حديث صحيح.

ويزيد هو ابن زريع، ومغيرة هو ابن حبيب.

* وقال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6ص537):

حدثنا هارون بن إسحق الهمداني حدثني محمد بن عبد الوهاب عن مسعر عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونحن تسعة خمسة وأربعة أحد العددين من العرب والآخر من العجم فقال: «اسمعوا هل سمعتم أنه سيكون بعدي أمراء فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبِهم وأعانَهم على ظلمهم فليس مني ولست منه وليس بوارد عليّ الحوض ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبِهم فهو مني وأنا منه وهو وارد عليّ الحوض» .

هذا حديث صحيح غريب لا نعرفه من حديث مسعر إلا من هذا الوجه.

قال هارون: فحدثني محمد بن عبد الوهاب عن سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم العدوي عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نحوه.

ص: 109

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيح ورواته ثقات.

الحديث أخرجه النسائي (ج7ص190).

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص163):

حدثنا ابن نمير حدثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو قال: كنا جلوساً عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده: «ليدخلن عليكم رجل لعين» ، فوالله ما زلت وجلاً أتشوف داخلاً وخارجاً حتى دخل فلان - يعني الحكم -.

هذا حديث صحيح.

وقد أخرجه البزار كما في «كشف الأستار» (ج2ص247) فقال رحمه

الله:

حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد ثنا عبد الله بن نمير ثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله بن عمرو قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبينا نحن عنده إذ قال: «ليدخلن عليكم رجل لعين» ، وكنت تركت عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني، فما زلت أنظر وأخاف حتى دخل الحكم بن أبي العاص.

قال البزار: لا نعلم هذا بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج4 ص5):

حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: سمعت عبد الله بن الزبير وهو مستند إلى الكعبة وهو يقول: ورب هذه الكعبة لقد لعن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلاناً وما ولد له.

هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح.

ص: 110

الحديث أخرجه البزار كما في «كشف الأستار» (ج2 ص247) فقال رحمه الله: حدثنا أحمد بن منصور بن سيار ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول وهو مستند إلى الكعبة: ورب هذا البيت لقد لعن الله الحكم وما ولد على لسان نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

قال البزار: لا نعلمه عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد ورواه محمد بن فضيل أيضاً عن إسماعيل عن الشعبي عن ابن الزبير.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص264):

حدثنا يزيد أخبرنا ابن عون عن مجاهد قال: كنا ست سنين علينا جنادة بن أبي أمية فقام فخطبنا فقال: أتينا رجلا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخلنا عليه فقلنا: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا تحدثنا ما سمعت من الناس فشددنا عليه فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينا فقال: «أنذرتكم المسيح وهو ممسوح العين - قال: أحسبه قال: اليسرى - يسير معه جبال الخبز وأنهار الماء علامته يمكث في الأرض أربعين صباحاً، ويبلغ سلطانه كل منهل لا يأتي أربعة مساجد: الكعبة، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى، والطور، ومهما كان من ذلك فاعلموا أن الله عز وجل ليس بأعور» .

وقال ابن عون: وأحسبه قد قال: يسلط على رجل فيقتله ثم يحييه ولا يسلط على غيره.

هذا حديث صحيح.

ص: 111

وأخرجه أحمد (ج5 ص434) و (ص435)، وأخرجه ابن أبي شيبة (ج15 ص147) فقال:(1) حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن

مجاهد به.

* قال الإمام أبو يعلى رحمه الله (ج10ص125):

حدثنا أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا إسرائيل حدثنا عبد الله بن عصمة قال: سمعت ابن عمر يقول: أنبأنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن في ثقيف مبيراً وكذاباً.

هذا حديث حسن. وهو بسند الإمام أحمد والترمذي يرتقي إلى الصحة.

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج6 ص87): ثنا أبو كامل ثنا شريك عن عبد الله بن عاصم (2) عن ابن عمر به.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ص91): ثنا حجاج وأسود بن عامر قالا ثنا شريك بن عبد الله بن عصم بن علوان الحنفي به.

وقال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6 ص467): حدثنا علي بن حجر أخبرنا الفضل بن موسى عن شريك عن عبد الله بن عصم به.

ثم الترمذي رحمه الله: حدثنا عبد الرحمن بن واقد أخبرنا شريك نحوه.

هذا حديث حسن غريب من حديث ابن عمر لا نعرفه إلا من حديث

شريك (3)، وشريك يقول: عبد الله بن عصم وإسرائيل يقول: عبد الله بن عصمة ويقال: الكذاب المختار بن أبي عبيد الثقفي، والمبير الحجاج

بن يوسف.

(1) كذا بحذف صيغة التحديث.

(2)

كذا في الأصل وصوابه: عبد الله بن عصم كما في «التهذيب» .

(3)

كيف لا نعرفه إلا من حديث شريك ثم يقول الترمذي وشريك يقول: عبد الله بن عصم وإسرائيل يقول: عبد الله بن عصمة، والواقع أنه من حديث شريك ومن حديث إسرائيل.

ص: 112

وأخرجه الترمذي (ج10ص443) بهذين السندين ثم قال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث شريك وشريك يقول: عبد الله بن عصم وإسرائيل يروى عن الشيخ ويقول: عبد الله بن عصمة.

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج4ص404):

حدثنا أبو حفص عمرو بن علي أخبرنا يزيد بن زريع أخبرنا عمارة بن أبي حفصة أخبرنا عكرمة عن عائشة قالت: كان على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثوبان قطريان غليظان فكان إذا قعد فعرق ثقلا عليه فقدم بَزٌ من الشام لفلان اليهودي فقلت: لو بعثت إليه فاشتريت منه ثوبين إلى الميسرة، فأرسل إليه فقال: قد علمت ما يريد إنما يريد أن يذهب بمالي أو بدراهمي فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «كذب قد علم أني من أتقاهم لله وآداهم للأمانة» .

حديث عائشة حديث حسن صحيح غريب.

وقد رواه أيضاً شعبة عن عمارة بن أبي حفصة سمعت محمد بن فراس البصري يقول: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: سئل شعبة يوماً عن هذا الحديث فقال: لست أحدثكم حتى تقوموا إلى حرمي (1) بن عمارة فتقبلوا رأسه قال: وحرمي في القوم.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيح على شرط البخاري.

الحديث أخرجه النسائي (ج7ص294)، وأخرجه الإمام أحمد (ج6ص147) فقال: ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن عمارة يعني ابن أبي حفصة به.

(1) كذا وفي «تهذيب التهذيب» حتى تقوموا إلى عمارة بن أبي حفصة فتقبلوا رأسه، وهو أقرب إذ هو شيخ شعبة فيه عند الإمام أحمد.

ص: 113

* قال الإمام البزار كما في «كشف الأستار» (ج4ص122):

حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة ثنا عبيد الله يعني ابن موسى ثنا إسرائيل عن عاصم عن شقيق عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن بين يدي الساعة كذابين» .

قال البزار: لا نعلمه يروي عن حذيفة بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد.

هذا حديث حسن.

وعاصم هو ابن أبي النجود.

* قال الحاكم رحمه الله:

حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا العباس بن محمد الدوري ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي حدثني الجريري عن أبي عبد الله الجسري ثنا جندب قال: جاء إعرابي فأناخ راحلته ثم عقلها فصلى خلف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أتى راحلته فأطلق عقالها ثم ركبها ثم نادى: اللهم ارحمني ومحمداً ولا تشرك في رحمتنا أحداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«ما تقولون أهو أضل أم بعيره؟ ألم تسمعوا ما قال؟» قالوا: بلى، فقال:«لقد حظر رحمة واسعة، إن الله خلق مائة رحمة فأنزل رحمة تعاطف بها الخلائق جنها وإنسها وبهائمها وعنده تسعة وتسعون تقولون: أهو أضل أم بعيره؟» .

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث صحيح.

والجريري وهو سعيد بن أياس اختلط بآخره لكن عبد الوارث سمع منه قبل الإختلاط كما في «الكواكب النيرات» .

وأبو عبد الله الجسري اسمه حميري بن بشير كما في «تهذيب التهذيب»

ص: 114

وثقه ابن معين.

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج3ص124):

حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا عبد العزيز بن صهيب وقال مرة أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: كان معاذ بن جبل يؤم قومه فدخل حرام وهو يريد أن يسقي نخله فدخل المسجد ليصلي مع القوم فلما رأى معاذاً طوّل تجوّز في صلاته ولحق بنخله يسقيه فلما قضى معاذ الصلاة قيل له: إن حراماً دخل المسجد فلما رآك طوّلت تجوّز في صلاته ولحق بنخله يسقيه، قال: إنه لمنافق أيعجل عن الصلاة من أجل سقي نخله، قال: فجاء حرام إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومعاذ عنده فقال: يا نبي الله إني أردت أن أسقي نخلاً لي فدخلت المسجد لأصلي مع القوم فلما طوّل تجوّزت في صلاتي ولحقت بنخلي أسقيه فزعم أني منافق فأقبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على معاذ فقال: «أفتان أنت؟ أفتان أنت؟ لا تطوّل بِهم اقرأ بسبح اسم ربك الأعلى، والشمس وضحاها ونحوهما» .

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

الحديث أخرجه النسائي في «التفسير» (ج2ص269) فقال: أنا عمرو بن زرارة أنا إسماعيل به.

وهذا من باب التأديب لمعاذ وليس تجريحاً له، وإنما ذكرناه ليعلم أنه يجوز للمعلم أن يقول للتلميذ نحو هذا الكلام إذا احتيج إلى ذلك.

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج10ص300):

حدثنا أبو مصعب المدني حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أبشر عمار تقتلك الفئة الباغية» .

هذا حديث صحيح غريب من حديث العلاء بن عبد الرحمن.

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسن.

ص: 115

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4ص2236):

وحدثني محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عقبة بن مكرم العمي وأبو بكر بن نافع قال عقبة: حدثنا وقال أبو بكر أخبرنا غندر حدثنا شعبة قال سمعت خالداً يحدث عن سعيد بن أبي الحسن عن أمه عن

أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لعمار: «تقتلك الفئة الباغية» .

وحدثني إسحق بن منصور أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا شعبة حدثنا خالد الحذاء عن سعيد بن أبي الحسن والحسن عن أمهما عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بمثله.

وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون عن الحسن عن أمه عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله

وسلم: «تقتل عماراً الفئة الباغية» .

* قال الإمام النسائي رحمه الله (ج5ص30):

أخبرنا هارون بن زيد بن يزيد - يعني ابن أبي الزرقاء - قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث ساعياً فأتى رجلاً فآتاه فصيلاً مخلولاً فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «بعثنا مصدق الله ورسوله وإن فلاناً أعطاه فصيلاً مخلولاً اللهم لا تبارك فيه ولا في إبله» ، فبلغ ذلك الرجل فجاء بناقة حسناء فقال: أتوب إلى الله عز وجل وإلى نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«اللهم بارك فيه وفي إبله» .

هذا حديث حسن.

ص: 116

وقد أخرجه الطبراني في «الدعاء» (ج3ص170) فقال رحمه الله:

حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو حذيفة ثنا سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر رضي الله عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم رجلاً على صدقة فجاء بفصيل مخلول سيء الحال مهزول فقال: هذا من صدقة فلان الفلاني، فصعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:«إني بعثت رسولي على الصدقة فذهب إلى فلان بن فلان فجاء بهذا الفصيل المخلول لا بارك الله له في إبله» ، فبلغ الرجل دعاء النبي صلى الله فجاء بناقة كوماء يتلها حتى انتهى إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدفعها إليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:«إن فلان بن فلان الفلاني بلغه دعاء النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فجاء بهذه الناقة الكوماء بارك الله فيه وفي إبله» .

* قال الإمام أبو داود رحمه الله (ج2 ص314):

حدثنا محمد بن مسعود المصيصي أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع طاوساً عن ابن عباس عن عمر أنه سأل في قضية النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في ذلك فقام حمل بن مالك بن النابغة فقال: كنت بين امرأتين فضربت إحداهما الأخرى بمسطح فقتلها وجنينها فقضى رسول الله صلى بغرة وأن تقتل.

هذا حديث صحيح.

واعلم أنه قد اختلف في وصل هذا الحديث وانقطاعه فابن جريج عند أحمد وأبي داود وابن ماجه يرويه موصولاً، وابن عيينة عن عبد الرزاق (ج10 ص58)

ص: 117

وعند الطبراني (ج4 ص9) يرويه موصولاً، وقد جاء عن ابن عيينة وابن جريج ومعمر عند عبد الرزاق منقطعاً، وعن سفيان بن عيينة عند أبي داود كما في «تحفة الأشراف» منقطعاً، وعن حماد بن زيد عند النسائي كما

في «تحفة الأشراف» منقطعاً.

فالظاهر أنه قد جاء عن عمرو بن دينار الراوي عن طاوس وكذا عن طاوس موصولاً ومنقطعاً.

ولعل طاوساً تارة يرويه متصلاً وأخرى منقطعاً فالحديث صحيح، والحمد لله.

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج9ص317) حديث (5219):

حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن هشام عن فاطمة عن أسماء عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

(ح) حدثني محمد بن المثنى حدثنا يحيى عن هشام حدثتني فاطمة عن أسماء أن امرأة قالت: يا رسول الله إن لي ضرة فهل عليّ جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني! فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» .

أخرجه مسلم (ج3 ص1681).

* قال أبو داود رحمه الله (ج11 ص358):

حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا ثور بن يزيد قال حدثني خالد بن معدان قال حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي وحجر بن حجر قالا أتينا العرباض بن سارية وهو ممن نزل فيه: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} فسلمنا وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين فقال العرباض: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم

ص: 118

ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا؟ فقال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبداً حبشياً، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» .

هذا حديث حسن.

عبد الرحمن بن عمرو السلمي روى عنه جماعة ولم يوثقه معتبر فهو مستور الحال، وحجر بن حجر ما روى عنه إلا خالد بن معدان ولم يوثقه معتبر فهو مجهول العين ولكن الحديث له طرق أخرى ستأتي إن شاء الله.

الحديث أخرجه الترمذي (ج7 ص428) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه (ج1 ص16).

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج6 ص618) حديث (3611):

حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال: قال علي رضي الله عنه: إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلأن أخِرَّ من السماء أحب إليّ من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة، سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:«يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة» .

أخرجه مسلم (ج2ص746).

ص: 119

* قال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في «السنة» (ج1

ص455):

حدثنا أبو موسى حدثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن قتادة عن عقبة بن وساج قال صاحب لي يحدثني عن شأن الخوارج وطعنهم على أمرائهم فحججت فلقيت عبد الله بن عمرو فقلت له: أنت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقد جعل الله عندك علماً وأناس بهذا العراق يطعنون على أمرائهم ويشهدون عليهم بالضلالة فقال لي: أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، أتى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقليد من ذهب وفضة فجعل يقسمها بين أصحابه فقام رجل من أهل البادية فقال: يا محمد والله لئن أمرك الله أن تعدل فما أراك أن تعدل فقال: «ويحك من يعدل عليه بعدي؟» ، فلما ولى قال:«ردوه رويداً» ، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«إن في أمتي أخاً لهذا يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم كما خرجوا فاقتلوهم» ثلاثاً.

هذا حديث صحيح.

وقد أخرجه البزار كما في «كشف الأستار» (ج2ص359) قال البزار

رحمه الله: حدثنا عمرو بن علي ثنا معاذ بن هاشم به.

وقال ابن أبي عاصم رحمه الله في «السنة» (ج2ص460): ثنا أبو موسى حدثنا عبد الله بن حمران ثنا عبد الحميد بن جعفر عن عمر بن الحكم عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: أتاه رجل - يعني النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وهو يقسم تبراً يوم حنين فقال: يا محمد اعدل، فقال:«ويحك إن لم أعدل عند من يلتمس العدل!» ، ثم قال:«يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يسألون كتاب الله وهم أعداؤه يقرأون كتاب الله محلقة رؤوسهم إذا خرجوا فاضربوا أعناقهم» .

ص: 120

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5ص253):

حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال سمعت أبا غالب (1) يقول: لما أتي برءوس الأزارقة (2) فنصبت على درج دمشق جاء أبو أمامة فلما رآهم دمعت عيناه فقال: كلاب النار، ثلاث مرات هؤلاء شر قتلى قتلوا تحت أديم السماء، وخير قتلى قتلوا تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء، قال فقلت: فما شأنك دمعت عيناك، قال: رحمة لهم إنهم كانوا من أهل الإسلام، قال: قلنا أبرأيك، قلت: هؤلاء كلاب النار، أو شيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، قال: إني لجريء بل سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غير مرة ولا ثنتين، ولا ثلاث قال: فعد مراراً.

الحديث أخرجه الحميدي رحمه الله (ج2 ص404) فقال رحمه الله: ثنا سفيان قال ثنا أبو غالب صاحب المحجن قال: رأيت أبا أمامة الباهلي أبصر رؤوس الخوارج على درج دمشق فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: «كلاب أهل النار، كلاب أهل النار، كلاب أهل النار» ، ثم بكى ثم قال:«شر قتلى تحت أديم السماء وخير قتلى من قتلوه» .

قال أبو غالب: أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قال: نعم إني إذا لجريء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث.

(1) اسمه خزوّر مشهور بكنيته.

(2)

طائفة من الخوارج ينسبون إلى نافع بن الأزرق من رؤوس الخوارج.

ص: 121

* قال الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص259):

حدثنا أنس بن عياض قال سمعت صفوان بن سليم يقول: دخل أبو أمامة الباهلي دمشق فرأى رءوس حروراء قد نصبت فقال: كلاب النار وكلاب النار، ثلاثاً شر قتلى تحت ظل السماء، خير قتلى من قتلوه، ثم بكى فقام إليه رجل فقال: يا أبا أمامة هذا الذي تقول من رأيك أم سمعته؟ قال: إني إذا لجريء كيف أقول هذا عن رأي قد سمعته غير مرة ولا مرتين، قال: فما يبكيك؟ قال: أبكي لخروجهم من الإسلام هؤلاء الذين تفرقوا واتخذوا دينهم شيعاً.

هذا حديث جيد، فأبو غالب حسن الحديث.

وحديث صفوان بن سليم الظاهر أنه منقطع لم يذكروا من مشائخه أبا أمامة صدي بن عجلان لكنه يتقوى به حديث أبي غالب والله أعلم.

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج8 ص251):

حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن الربيع بن صبيح وحماد ابن سلمة عن أبي غالب قال: رأى أبو أمامة رؤوساً منصوبة على درج مسجد دمشق فقال أبو أمامة: كلاب النار، شر قتلى تحت أديم السماء خير قتلى من قتلوه، ثم

قرأ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} إلى آخر الآية.

قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟ قال: لو لم أسمعه إلا مرة أو مرتين أو ثلاثاً أو أربعاً حتى عد سبعاً ما

حدثتكموه.

هذا حديث حسن.

وأبو غالب اسمه حزوّر.

وأبو أمامة الباهلي اسمه صدي بن عجلان وهو سيد باهلة.

الحديث أخرجه ابن ماجه (ج1 ص62) مختصراً.

ص: 122

وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص253): ثنا عبد الرزاق أنا معمر سمعت أبا غالب به.

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج5 ص256): ثنا وكيع ثنا حماد بن سلمة عن أبي غالب به.

* قال الإمام احمد رحمه الله (ج4 ص382):

حدثنا أبو النضر حدثنا الحشرج ابن نباتة العبسي كوفي حدثني سعيد بن جمهان قال: أتيت عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر فسلمت عليه قال لي: من أنت؟ فقلت: أنا سعيد بن جمهان، قال: فما فعل والدك؟ قال: قتلته الأزارقة، قال: لعن الله الأزارقة، لعن الله الأزارقة، حدثنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنهم كلاب النار، قال: قلت: الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها، قال: بل الخوارج كلها.

قال: قلت: فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم؟ قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال: ويحك يا ابن جمهان عليك بالسواد الأعظم إن كان السلطان يسمع منك فأته في بيته فأخبره بما تعلم فإن قبل منك وإلا فدعه فإنك لست بأعلم منه.

هذا حديث حسن.

* قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج6 ص424):

حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم

من الرمية».

هذا حديث حسن صحيح.

ص: 123

قال أبو عبد الرحمن: هو حديث حسن.

وقد رواه ابن ماجه (ج1ص59)، والإمام أحمد (ج5ص319) وزادا:

«فمن أدركهم فليقتلهم فإن في قتلهم أجراً عظيماً لمن قتلهم» ولفظ الزيادة لأحمد.

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج2 ص750):

حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن بعدي من أمتي أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرءون القرآن لا يجاوز حلاقيمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة» .

فقال ابن الصامت: فلقيت رافع بن عمرو الغفاري أخا الحكم قلت: ما حديث سمعته من أبي ذر كذا وكذا فذكرت له هذا الحديث؟ فقال: وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

* قال الإمام أبو بكر أحمد بن عمرو بن أبي عاصم في «السنة»

(ج2 ص456):

حدثنا هارون بن محمد حدثنا أبي عن سعيد عن قتادة عن نصر بن عاصم عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن في أمتي قوماً يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم، فإذا خرجوا فاقتلوهم فإذا خرجوا

فاقتلوهم».

حدثنا أبو بكر ثنا وكيع عن عثمان الشحام حدثني مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «سيخرج من أمتي ناس ذلقة ألسنتهم بالقرآن لا يجاوز تراقيهم فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنه يؤجر

قاتلهم». هذا حديث صحيح.

ص: 124

تحري الصدق في الرواية

* قال الإمام مسلم رحمه الله (ج4 ص2012):

حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت أبا إسحق يحدث عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: إن محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «ألا أنبئكم ما العضة؟ هي النميمة القالة بين الناس» .

وإن محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن الرجل يصدق حتى يكتب صديقاً ويكذب حتى يكتب كذاباً» .

* قال الإمام البخاري رحمه الله (ج10ص507):

حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: «إن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقاً وإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً» .

أخرجه مسلم (ج4 ص2012).

* * *

ص: 125