الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عادة الله سبحانه كما يدل عليه الاستقراء برفع شأن من عودي لسبب علمه وتصريحه بالحق وانتفاع الناس بعلمه، وهكذا كان أمر السيوطي، فإن
مؤلفاته
انتشرت في الأقطار وسارت بها الركبان إلى الأنجاد والأغوار ورفع الله له من الذكر الحسن والثناء الجميل ما لم يكن لأحد من معاصريه والعاقبة للمتقين (1).
حياته العلمية:
لم ينصرف السيوطي إلى تدريس اللغة العربية على ما يظهر، بل باشر تدريس الفقه بالجامع الشيخوني الذي لم تنقطع عنه وظيفته حتى ناهز الأربعين، وكان تعيينه هناك بسفارة شيخه البلقيني في سنة 1465م، ثم تصدى السيوطي للإفتاء وإملاء الحديث، ووظف الإسماع بالخانقاه الشيخونية في سنة 1472م بمساعدة الأمير إينال الأشقر، كما تولى مشيخة التصوف بتربة برقوق نائب الشام، التي بباب القرافة الحالية، بعناية بلديه أبي الطيب، وبقي السيوطي متولياً تلك الوظائف كلها حتى ناهز الأربعين، ثم انتقل عنها إلى مشيخة الخانقاه البيبرسية في سنة 1486م وهي أكبر خوانق القاهرة وأوسعها أوقافاً في عصره، ومن ثم انقطع عن التدريس والإفتاء والإملاء والإسماع، وأخذ في التجرد للعبادة وشرع السيوطي منذئذ في تحرير مؤلفاته (2).
مؤلفاته:
كان السيوطي غزير التصنيف مكثراً من التأليف، وأجمع من جاء بعده -ممَّن ترجم له- على أن تصانيفه كانت كثيرة، واختلفوا في عدد ما أخرج من الكتب والرسائل، قال ابن إياس:"وبلغت عدد مصنفاته نحواً من ستمئة تأليف".
وقال النجم الغزي: "وألّف المؤلفات الحافلة، الكثيرة الكاملة، الجامعة،
(1) البدر الطالع (1/ 238).
(2)
المؤرخون في القرن الخامس عشر د/ محمَّد مصطفى زيادة (ص 59، 60)، جلال الدين السيوطي للأستاذ محمَّد عبد العظيم خاطر صـ (21).
النافعة، المتقنة، المحررة المعتمدة، المعتبرة، نيّفت عدتها على خمسمئة مؤلف".
وقال الشمس ابن طولون: "بلغت عدة مصنفاته نحو ستمئة".
وقال الشرف موسى بن أيوب الأنصاري: "وتصانيفه كثيرة، قال بعضهم: إنها بلغت الألف". وبعد أن ذكر عدداً من أشهرها، قال:"وكل مصنفاته مليحة مشهورة بين الناس، ولا يحتاج إلى تعدادها لشهرتها وجودتها، وفضائله كثيرة، رحمه الله تعالى".
وجمعها صاحب "هدية العارفين" فبلغت ثمانية وثمانين وخمسمئة كتاب.
وقد ذكر السيوطي نفسه في "حسن المحاضرة"، أنه أحصى مؤلفاته فبلغت ثمانية وثمانين ومئتي كتاب.
وقال في كتابه "التحدث بنعمة الله": إنه صنف أربعين وثلاثمئة مؤلف، وألحقها باسم ثلاثة وثمانين مؤلفاً قال فيها:"إنه شرع فيها وفتر العزم عنها".
وعدّ مُؤَلِّفَيْ كتاب: "دليل مخطوطات السيوطي وأماكن وجودها"، فبلغ ما أحصياه (981 واحداً وثمانين وتسعمئة كتاب).
وقد تبيّن لي بعد الحصر أن للسيوطي (1194) عنوانًا، طُبع منها (331) عنوانا) و (431) عنوانا ما زال مخطوطاً، والباقي وقدره (432) عنوانًا ما زال مفقوداً أو مجهول المكان، ولعلّ ظُهور فهارس للمخطوطات جديدة ترشدنا إلى مكان وجود بعضها (1).
واستقامت له في فترة تكونه العلمي أسباب التلقي والأخذ من فنون تلك المعارف، المبتدعة منها والموروثة، حتى إذا ما آنسَ في نفسه القدرة على العطاء، وعندما صارت لديه ملكة التصنيف والتأليف دخل إلى حلبة العلماء الموسوعيين يجاريهم منذ أن كان في السنة السابعة عشرة من عمره، يقول:
(1) نشر بعض الإخوة أسماء مؤلفاته في موقع: ملتقى أهل الحديث، ورجعت إليها في هذا الموضوع.