الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تصحفت بعض الرموز فصار من الواجب عدم الاعتماد عليها، وقد نبّه على ذلك كثير من العلماء، فعلى طالب العلم التأكد من صحتها، وهذا هو رأي الصنعاني فيها كما هو رأي أكثر العلماء، وقد بيّن الصنعاني منهج السيوطي وهدفه منها بقوله تحت حديث (5464) "علموا رجالكم سورة المائدة
…
":
واعلم أن هذه الرموز قد صار يكتفي بها المصنف عن ذكر علة الحديث لأن بيان الإعلال نافع لذكر الإسناد وبنى كتابه على حذفه والشارح (المناوي) صار يعترضه في كل حديث ذي علة بأنه ما علله وبعد أن اكتفتى به بالرمز لا يرد عليه ذلك وقد أشرنا إلى هذا فيما سبق إلا أنه كثر من الشارح ذكره فنبهنا عليه.
وقال كذلك تحت حديث (3399): "التيمم ضربتان ضربة للوجه
…
": قال الشارح (المناوي): وبذلك يعرف أن رمز المصنف لصحته غير صواب، قلت (الصنعاني): بل أكثر الرموز غير صحيحة، وما عرفنا أنها للمصنف إلا من كلام الشارح، وإلا فقد ترددنا في الجزء الأول قبل الوقوف على الشرح.
وفيما يلي نقد الصنعاني للسيوطي في هذه الرموز:
فقال تحت حديث (9726)"لا تجعلوا على العاقلة من قول .. ": قال الشارح: رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه الحارث بن نبهان وهو منكر الحديث. قلت (الصنعاني): ومن هذا وأمثاله لا يوثق برموز المصنف رحمه الله.
وقال تحت حديث (5721): "العنكبوت شيطان مسخه الله فاقتلوه"(عد) عن ابن عمر (ض) ".
.. (عد (1) عن ابن عمر) سكت المصنف عليه مع أنه لم يسكت عليه مخرجه ابن عدي بل أورده في ترجمة مسلمة بن أبي الخشني وقال: عامة أحاديثه غير
(1) أخرجه ابن عدى في الكامل (6/ 316)، وانظر الميزان (6/ 425)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3898)، والضعيفة (151): موضوع.
محفوظة، وفي الميزان: هو شامي واه تركوه، وقال النسائي: متروك، والبخاري: منكر الحديث، وعدم تعرض المصنف للرمز عليه يدل على أنه لم ينقل أحاديث الجامع من أصوله بعينها بل من كتب أخر قد نقلت إليها متون الحديث والله أعلم.
وقال تحت حديث (5647)"العباس وصيي ووارثي". (خط) عن ابن عباس (ض) ".
…
(خط (1) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه وأورده ابن الجوزي في "الموضوعات" وتبعه على ذلك المصنف ساكتاً عنه فالعجب إيراد هنا مع تصريحه في الخطبة أنه جرَّده عن الموضوعات.
وقوله عند حديث (287)"اختلاف أمتي رحمة"
…
ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا".
قال الصنعاني: وكأنه سقط من قلم المصنف ولم يذكر هذا الحديث أصلاً في الكبير، وهذا الحديث مع عدم صحة طرقه مخالف للآيات القرآنية الدالة على ذم الاختلاف والتفرق فإن الاختلاف منشأ كل بلاءً وشرّ في الدنيا والدين، والتفرقة بين الاختلاف في الفروع والأصول فيما لا دليل عليه بل الكل مذموم، فالحديث لو ثبت لتأول وكيف ولم يثبت، وقول المصنف ولعله قد خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا، كلام لا يليق بسعة اطلاعه، كيف وقد ذكر في خطبة الجامع الكبير أنه جمع فيه الأحاديث النبوية بأسرها وقد ترجم الإِمام أبو عبد الله البخاري في صحيحه "باب كراهة الاختلاف"، فلو كان رحمة لكان محبوبًا لا مكروهًا، والأحاديث النبوية الواسعة دالة على ذم الاختلاف
(1) أخرجه الخطيب في تاريخه (13/ 137)، وانظر الموضوعات (1/ 232)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (3843)، والضعيفة (787): موضوع.
وهؤلاء الأئمة الذين ذكروه قد أوردوه بغير إسناد بل ما أنهوه إلى صحابي يكون إليه الاستناد فهو منقطع ....
- وقال عند حديث (4688): "سلوا الله لي الوسيلة فإنه لا يسألها لي عبد في الدنيا إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة". (ش طس) عن ابن عباس (صح) ".
.. (ش طس)(1) عن ابن عباس) رمز المصنف لصحته وليس كما ظن بل هو حسن لأن في سنده من فيه خلاف.
- وقال تحت حديث (4687): "سلوا الله لي الوسيلة، أعلى درجة في الجنة، لا ينالها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكون أنا هو"(ت) عن أبي هريرة (صح) ".
.. (ت)(2) عن أبي هريرة) وقال: غريب إسناده ليس بالقوي وكعب غير معروف انتهى. فرمز المصنف لصحته غير صحيح.
- وعند حديث (4692)"سلوا الله كل شيء حتى الشسع، فإن الله إن لم ييسره لم يتيسر". (ع) عن عائشة".
قال الصنعاني: رمز المصنف لضعفه [ليس عليه أي رمز في المطبوع]. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن عبد الله بن المنادى وهو ثقة انتهى. فالعجب من المصنف تضعيف ما ليس بضعيف وتصحيح ما ليس بصحيح وتحسين ما ليس بحسن.
- وعند حديث (4735)"سيد القوم خادمهم". عن أبي قتادة (خط) عن ابن عباس (ض) ".
(1) أخرجه ابن أبي شيبة (29590)، والطبراني في الأوسط (633)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3637).
(2)
أخرجه الترمذي (3612)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (3636).
(عن أبي قتادة) واعلم أنه لم يرمز المصنف لمخرجه في نسخته وعزاه المصنف في الدرر المنتثرة (1) لابن ماجه عن أبي قتادة فلا يبعد أنه سقط رمزه من نسخة الجامع سهوا لخفائه وعزاه في در ابن النجار للترمذي وقد ثبت في نسخة الجامع، (خط) (2) عن ابن عباس) قال في المواهب: وفي سنده ضعف وانقطاع.
- وعند حديث (5101) "صيام يوم عرفة إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده
…
(ت هـ حب) عن أبي قتادة (صح) ".
قال الصنعاني: رمز المصنف لصحته، قال الشارح: ظاهره أنه لم يخرجه من الأربعة إلا هذان وليس كذلك بل خرجه الجماعة جميعاً إلا البخاري. وعجيب من المصنف كيف خفي عليه حديث ثابت في مسلم (3).
- وعند حديث (5242)"طعام أول يوم حق، وطعام يوم الثاني سنة، وطعام اليوم الثالث سمعة، ومن سمّع سمّع الله به". (ت) عن ابن مسعود (صح) ".
.. (ت (4) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته وليس كما قال فقد ضعفه مخرجه الترمذي صريحاً وقال: لم يرفعه إلا زياد بن عبد الله [3/ 38] وهو ضعيف كثير المناكير والغرائب انتهى، وتبعه عبد الحق جازماً به، وأعله ابن القطان بعطاء بن السائب فإنه اختلط، قال الحافظ ابن حجر: وزياد لم يسمع منه إلا بعد الاختلاط.
(1) انظر: الدرر المنتثرة (ص: 272).
(2)
أخرجه الخطيب في تاريخه (10/ 187)، وانظر: المقاصد الحسنة (ص: 395)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3323)، والضعيفة (1502).
(3)
أشار إليه ما أخرجه مسلم (1162).
(4)
أخرجه الترمذي (1097)، وانظر فتح الباري (9/ 243)، وبيان الوهم والإيهام (816)، والتلخيص الحبير (3/ 195)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (3616).