المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌3 - إخبار أهل الكتاب بنبوته صلى الله عليه وسلم - الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين - جـ ٣

[مقبل بن هادي الوادعي]

فهرس الكتاب

- ‌10 - كتاب البُيوع

- ‌1 - المنهوم في الدنيا لا يشبع

- ‌2 - ترك ما فيه شبهة

- ‌3 - لعلك ترزق بسببه

- ‌4 - التوكل على الله في التجارة

- ‌5 - فتنة هذه الأمة المال

- ‌6 - القضاء باليمين مع الشاهد

- ‌7 - حث التجار على الصدقة

- ‌8 - عقوبة من يغش في البيع

- ‌9 - الترغيب في إنظار المعسر أو الوضع عنه

- ‌10 - الترهيب من الدخول في أسعار المسلمين ليغليها

- ‌11 - التسعير مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌12 - ترك الحيل في البيع

- ‌13 - لا خلابة

- ‌14 - تحريم البيع والشراء في المسجد

- ‌15 - إنما البيع عن تراض

- ‌16 - إذا وزنتم فأرجحوا

- ‌17 - الترغيب في إقالة المسلم

- ‌18 - لا يبيع حاضر لباد

- ‌19 - البيعان بالخيار ما لم يتفرقا

- ‌20 - الزعيم غارم

- ‌21 - يحرم بيع الخمر والميتة والخنزير

- ‌22 - لا يجوز بيع الماء والكلإ والنار

- ‌23 - الإشهاد في البيع

- ‌24 - تصرف الوكيل نافذ في البيع إذا أجاز الموكل

- ‌25 - النهي عن مهر البغي وثمن الكلب وثمن الخمر

- ‌26 - الوزن وزن أهل مكة والمكيال مكيال أهل المدينة

- ‌27 - الشفعة فيما لم يقسم

- ‌28 - كراهية كسب الحجام

- ‌29 - إن الله إذا حرم أكل شيء على قوم حرم عليهم ثمنه

- ‌30 - ما جاء في عسب الفحل

- ‌31 - النهي عن بيع المغانم حتى تقسم

- ‌32 - لا يباع التمر قبل صلاحه للأكل

- ‌33 - النهي عن بيعتين في بيعة

- ‌34 - بيع السراري وأمهات الأولاد

- ‌35 - رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسلف

- ‌36 - خيركم خيركم قضاء

- ‌37 - السلف في حبل الحبل ربا

- ‌38 - إذا قضى بكثير مما استسلف بدون شرط فلا يكون ربا

- ‌39 - لعن الله آكل الربا وموكله

- ‌40 - عقوبة آكلي الربا

- ‌41 - الربا ثلاثة وسبعون بابا

- ‌42 - لا يباع التمر بالرطب

- ‌43 - الترخيص في العرايا

- ‌44 - الرهن

- ‌45 - ما جاء في العمرى

- ‌46 - عارية مؤداة

- ‌47 - الرق

- ‌48 - العتق

- ‌11 - كتاب النكاح والطلاق وشيء من أحكام النسوة

- ‌1 - اختيار المرأة الصالحة

- ‌2 - أحساب أهل الدنيا المال

- ‌3 - الكفاءة في الدين

- ‌4 - البعد عن المرأة الفاسقة

- ‌5 - خطبة النكاح

- ‌6 - حب النبي صلى الله عليه وسلم النساء

- ‌7 - لا تنكح اليتيمة إلا بإذنها

- ‌8 - إذا زوجها أبوها بغير كفء فلها الخيار

- ‌9 - لا نكاح إلا بولي

- ‌10 - اعتذار الولي إذا لم يرغب أن يزوج الخاطب

- ‌11 - ليس للولي ولاية إذا كان كافرا

- ‌12 - إذا عضل الولي تولى السلطان العقد

- ‌13 - تحريم الزواج بأكثر من أربع

- ‌14 - المهر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌15 - يجزيء ما تيسر من المهر

- ‌16 - يجزيء أن يدفع المهر رجل آخر

- ‌17 - تأخير الصداق في ذمة الزوج إذا لم يجد

- ‌18 - للمرأة صداق المثل إذا لم يفرض لها

- ‌19 - صداق أم سليم رضي الله عنها

- ‌20 - تحريم مهر البغي

- ‌21 - جواز الغناء إذا لم يكن فيه فتنة

- ‌22 - الدعاء للمتزوج بالبركة

- ‌23 - تحريم نكاح التحليل

- ‌24 - تحريم الشغار

- ‌25 - تحريم نكاح المتعة

- ‌26 - تحريم نكاح العفيف الزانية والعكس

- ‌27 - المصة والمصتان ليس لهما حرمة الرضاع

- ‌28 - وجوب إجابة الداعي إلى الوليمة

- ‌29 - الوليمة بدون ذبح

- ‌30 - الرجوع من الوليمة إذا رأى منكرا

- ‌31 - الرد على من يقول بتحديد النسل

- ‌32 - الزواج بأكثر من واحدة إلى أربع

- ‌33 - العدالة في القسم بين الزوجات

- ‌34 - يجوز للرجل ألا يقسم لبعض نسائه إن رضيت

- ‌35 - الإحسان إلى النساء

- ‌36 - حق الزوج على امرأته

- ‌37 - حق المرأة على الزوج

- ‌38 - المرأة تقوم بالضيافة إذا لم يكن زوجها موجودا إذا أمنت الفتنة

- ‌39 - شبه الولد بأحد أبويه

- ‌40 - غيرة النساء

- ‌41 - غض البصر

- ‌42 - ترهيب المرأة من الخروج من بيت زوجها متبرجة

- ‌43 - الترهيب من خروج المرأة متعطرة ليجد الرجال ريحها

- ‌44 - تحريم تشبه النساء بالرجال

- ‌45 - المرأة تصلح رأس زوجها

- ‌46 - الرجل يؤدب ابنته في حضرة زوجها

- ‌47 - الترهيب من أن يزني الرجل أمه

- ‌48 - الرجل يمد يده إلى امرأة تحرم عليه

- ‌49 - تحريم دخول الحمام بدون ضرورة

- ‌50 - نساء النبي صلى الله عليه وسلم يمزحن بحضرته

- ‌51 - تشجيع المرأة الصالحة زوجها على الخير

- ‌52 - القليل من النساء اللاتي يدخلن الجنة

- ‌53 - طيب النساء

- ‌54 - إباحة تحلي النساء بالذهب المحلق

- ‌55 - المملوكة الحبلى من غير سيدها لا توطأ حتى تضع

- ‌56 - خير صفوف النساء في الصلاة آخرها

- ‌57 - المرأة تسقي الرجل

- ‌58 - تحريم المحارشة بين المرأة وزوجها

- ‌59 - المرأة عورة

- ‌60 - فضل صبر المرأة إذا مات ولدها

- ‌61 - تحريم الوشم والوصل

- ‌62 - مؤانسة الرجل امرأته

- ‌63 - الحضانة

- ‌64 - طلاق السنة

- ‌65 - إذا أمره أبوه بطلاقها

- ‌66 - رغبة الرجل في بقاء ابنته مع الرجل الصالح

- ‌67 - عدة المختلعة

- ‌68 - أولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن

- ‌69 - عدة الأمة التي ملكت نفسها

- ‌70 - الرجعة

- ‌71 - لا ترجع إلى زوجها الأول حتى تزوق عسيلة الثاني

- ‌72 - الظهار

- ‌12 - كتاب الحدود

- ‌1 - الحدود مكفرات

- ‌2 - البعد عن حدود الله

- ‌3 - الحد يقام بالاعتراف

- ‌4 - إقامة الحد على الكتابي

- ‌5 - تحريم الزنا

- ‌6 - فضل ترك الزنا لمن قدر عليه

- ‌7 - من وقاه الله الزنا

- ‌8 - الزنا يسقط كفاءة صاحبه

- ‌9 - الترهيب من الزنا

- ‌10 - إذا كانت الفاحشة في الكبار

- ‌11 - موعظة من تاع في الزنا

- ‌12 - الاستعاذة من الزنا

- ‌13 - بعض الجوارح تزني فيجب المحافظة عليها

- ‌14 - ولد الزنا إذا عمل بعمل أبويه

- ‌15 - إثم من ادعى على أمه أنها زنت

- ‌16 - حد الزاني المحصن الرجم حتى يموت

- ‌17 - رجم من تزوج زواج المتعة

- ‌18 - تحريم السرقة

- ‌19 - السارق يصلي

- ‌20 - ليس على المختلس قطع

- ‌21 - تحريم الخمر

- ‌22 - قتل شارب الخمر الذي لا ينتهي عنه مستحلا له

- ‌23 - حد الخمر

- ‌24 - بعض الآنية التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الانتباذ فيها ثم نسخ

- ‌25 - حديث مشكل

- ‌26 - وحديث مشكل أيضا

- ‌27 - تخريج قتل النفس الني حرم الله إلا بالحق

- ‌28 - طلب العفو من ولي المقتول

- ‌29 - النفس بالنفس

- ‌30 - من قتل له قتيل فأهله بين خيرتين

- ‌31 - قتل المحارب

- ‌32 - في الجنين غرة عبد

- ‌33 - لا تجني أم على ولد

- ‌34 - ليست جناية الأب على الولد ولا جناية الولد على أبيه

- ‌35 - لا يغدر بمن وجب عليه حد الردة

- ‌36 - ما يجوز أن يقاتل عنه

- ‌37 - حد الردة

- ‌38 - من سب النبي صلى الله عليه وسلم فدمه هدر

- ‌39 - درء الحدود بالشبهات

- ‌40 - لا يقام الحد على من لم يبلغ

- ‌41 - رفع القلم عن ثلاثة

- ‌42 - تحريم الشفاعة في إسقاط الحد إذا بلغ السلطان

- ‌43 - لا يتجسس على أصحاب المنكرات

- ‌13 - كتاب الجهاد والغزوات

- ‌1 - فضل الجهاد في سبيل الله

- ‌2 - وجوب الجهاد في سبيل الله

- ‌3 - أي الجهاد أفضل

- ‌4 - الإخلاص في الجهاد في سبيل الله

- ‌5 - من هو المجاهد الكامل

- ‌6 - التدريب

- ‌7 - الحارس للمجاهدين

- ‌8 - أمن المسلمين في إقامة علم الجهاد

- ‌9 - في الجهاد فائدة للمقاتلين

- ‌10 - ليس على النساء جهاد

- ‌11 - ليس على أولي الضرر جهاد

- ‌12 - المجاهد يبدأ بقضاء الدين

- ‌13 - الترغيب في تجهيز المجاهد

- ‌14 - الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة

- ‌15 - الفسطاط للمجاهدين

- ‌16 - المجاهد يأخذ حصانة مع الاعتماد على الله

- ‌17 - صبر المجاهد في سبيل الله على الجوع والمتاعب

- ‌18 - الدعوة قبل القتال

- ‌19 - فضل الشهداء

- ‌20 - الترغيب في طلب الشهادة

- ‌21 - سهولة موت الشهيد

- ‌22 - بعض الشهداء الذين لا يُقْتَلُون

- ‌23 - من أسباب النصر الإحسان إلى الضعفاء

- ‌24 - لا غدر في الجهاد

- ‌25 - اتخاذ الراية السوداء في الحرب

- ‌26 - الشعار للمجاهدين وقت المعركة

- ‌27 - لا يُقَاتَلُ لأجل المُلْكِ

- ‌28 - فضل الرباط في سبيل الله

- ‌29 - ترك الجهاد هلكة

- ‌30 - ترك النفقة في سبيل الله هلكة

- ‌31 - للجيش أن يختاروا أميرًا إذا لم يقم بالواجب من أمَّره الإمام

- ‌32 - الاستعانة بالكافر في الحرب لمصلحة الإسلام

- ‌33 - التقرب إلى الله سبحانه وتعالى في وقت الحرب من أجل استنزال النصر

- ‌34 - دعاء الإمام للجيش وتوديعه

- ‌35 - الدعاء للغزاة

- ‌36 - التقوي للعدو

- ‌37 - لا يغزى في الشهر الحرام

- ‌38 - لا يترك بجزيرة العرب دينان

- ‌39 - لا تُقْتَلُ الرسل

- ‌40 - لا يُقْتَلُ من اعتصم بالسجود

- ‌41 - لا يقتل الأسير الذي لم ينبت

- ‌42 - المرأة الأسيرة تقتل إذا عملت ما يوجب قتلها

- ‌43 - الأسير يعفى عنه ولا يؤخذ منه فدية

- ‌44 - الأُسَرَاءُ

- ‌45 - عقوبة من قتل نبيا أو قتله نبي

- ‌46 - لا يغتر بالكثرة ولكن يعتمد على الله

- ‌47 - الغارة من المسلمين على الكفار

- ‌48 - فضل الرمي بالسهام

- ‌49 - ذم الجبن

- ‌50 - الترهيب من الفرار يوم الزحف

- ‌51 - الاستعاذة من الفرار من المعركة

- ‌52 - لا إكراه في الدين ولكن تطلب الجزية إن لم يقبل الإسلام

- ‌53 - التجمع في القيلولة في سفر الغزو

- ‌54 - عدم المبالاة بتهديد الكفار

- ‌55 - من جعل جمله في سبيل الله

- ‌56 - تأخير القتال حتى يتقوى المسلمون

- ‌57 - كان صلى الله عليه وسلم يحب الخيل

- ‌58 - اقتناء الخيل وإكرامها

- ‌59 - يُمْنُ الخيل في شُقْرِهَا

- ‌60 - قتال الروم

- ‌61 - مناظرة البغاة

- ‌62 - شهادة أن لا إله إلا الله تعصم دم قائلها

- ‌63 - القسم في الغنائم وفي الخراج على الإسلام

- ‌64 - أخذ المجاهد نصيبه من الغنيمة لا ينافي إخلاصه

- ‌65 - لا يخمس السلب بل هو للقاتل كله

- ‌66 - لا نفل إلا بعد الخمس

- ‌67 - الإمام يترك الغنيمة كلها للمجاهدين

- ‌68 - يعطى المملوك من خرثي المتاع من الغنيمة

- ‌69 - للآهل حظان وللأعزب حظ

- ‌70 - خمس الغنيمة للإمام يتولى صرفها في مصارفها

- ‌71 - للإمام أن ينفل الجيش أو السرية

- ‌72 - إعطاء الحرة والأمة شيئا من الغنيمة

- ‌73 - لا تنتهب الغنيمة

- ‌74 - الترهيب من الغلول من الغنيمة

- ‌75 - لا يقبل الله صدقة من غلول

- ‌76 - النهي عن بيع الغنائم حتى تقسم

- ‌77 - الغزو في سبيل الله

- ‌78 - الرغبة في الغزو

- ‌79 - تعيين الإمام أمير الغزوة

- ‌80 - الإمام يبعث السرية

- ‌81 - غزوة بدر

- ‌82 - أمر بني النضير

- ‌83 - وقعة أحد

- ‌84 - ذكر جبل أحد

- ‌85 - يوم الخندق

- ‌86 - وقعة بني قريظة

- ‌87 - غزوة بني المصطلق

- ‌88 - غزوة الحديبية

- ‌89 - غزوة عسفان

- ‌90 - غزوة ذي قَرَد

- ‌91 - غزوة خيبر

- ‌92 - عمرة القضاء

- ‌93 - غزوة مؤتة

- ‌94 - فتح مكة

- ‌95 - لا تغزى مكة ولا المدينة

- ‌96 - غزوة حنين

- ‌97 - محاصرة أهل الطائف

- ‌98 - غزوة تبوك

- ‌14 - كتاب الشمائل المحمدية

- ‌1 - كُتِبَ نبيًّا قبل أن يُخْلَقَ

- ‌2 - العام الذي ولد فيه

- ‌3 - بعض أحواله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام

- ‌4 - تنام عينه ولا ينام قلبه

- ‌5 - كرامته صلى الله عليه وسلم على ربه

- ‌6 - هو ربيعة في الرجال

- ‌7 - كثرة تبسمه صلى الله عليه وسلم

- ‌8 - لم يكن صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا

- ‌9 - حسن أخلاقه صلى الله عليه وسلم

- ‌10 - بعثه الله رحمة للعالمين

- ‌11 - تطرأ عليه صلى الله عليه وسلم الأعراض البشرية

- ‌12 - سحره صلى الله عليه وسلم اليهود

- ‌13 - تواضعه صلى الله عليه وسلم

- ‌14 - رقة قلبه صلى الله عليه وسلم

- ‌15 - لا يتمثل به الشيطان

- ‌16 - حالته صلى الله عليه وسلم عند نزول الوحي عليه

- ‌17 - ما جاء في تهلل وجهه صلى الله عليه وسلم

- ‌18 - لا يقول إلا الحق

- ‌19 - خشيته صلى الله عليه وسلم ربه

- ‌20 - محبة أصحابه صلى الله عليه وسلم إياه لإحسانه إليهم وإلى أولادهم وغير ذلك من الخصال الحميدة التي توفرت فيه صلى الله عليه وسلم

- ‌21 - أخلاقه صلى الله عليه وسلم مع أهله

- ‌22 - زهده في الدنيا

- ‌23 - محبته صلى الله عليه وسلم للخيل والنساء

- ‌24 - خصال يحبها صلى الله عليه وسلم

- ‌25 - رحمته صلى الله عليه وسلم بساكني المدينة

- ‌26 - يجيب صلى الله عليه وسلم الدعوة

- ‌27 - رحمته صلى الله عليه وسلم بأمته

- ‌28 - هو صلى الله عليه وسلم أتقى أمته وأعلمهم بحدود الله

- ‌29 - صبره صلى الله عليه وسلم على الجوع

- ‌30 - صبره صلى الله عليه وسلم على عبادة ربه

- ‌31 - صبره صلى الله عليه وسلم على الجهال

- ‌32 - صبره صلى الله عليه وسلم على الدعوة إلى الله

- ‌33 - يأبى الله له صلى الله عليه وسلم البخل

- ‌34 - اعتماده صلى الله عليه وسلم على الله

- ‌35 - كراهيته صلى الله عليه وسلم أن يبقى في بيته شيء من المال المعد للصدقة

- ‌36 - لا يستبد بحق غيره

- ‌37 - يقبل الهدية

- ‌38 - يمشي أصحابه أمامه

- ‌39 - يتكيء على الوسادة

- ‌40 - لباسه صلى الله عليه وسلم البردين الأخضرين

- ‌41 - خضابه صلى الله عليه وسلم رأسه بالحناء

- ‌42 - قميصه صلى الله عليه وسلم مطلق الأزرار

- ‌43 - صفة نعله صلى الله عليه وسلم

- ‌44 - لباسه صلى الله عليه وسلم من أحسن الحلل

- ‌45 - ماذا يعمل عند عطاسه صلى الله عليه وسلم

- ‌46 - كنايته صلى الله عليه وسلم عن بعض الأمور

- ‌47 - أمره صلى الله عليه وسلم بالعفو

- ‌48 - لا يعاتِب على ما لم يُفْعَل

- ‌49 - أسماؤه صلى الله عليه وسلم

- ‌50 - آخر ما عَهِدَ صلى الله عليه وسلم

- ‌51 - لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم

- ‌52 - وفاته صلى الله عليه وسلم

- ‌15 - كتاب دلائل النبوة

- ‌1 - عقوبة من كذب بالآيات

- ‌2 - توفيق الله له قبل البعثة بعدم التمسح بالأصنام

- ‌3 - إخبار أهل الكتاب بنبوته صلى الله عليه وسلم

- ‌4 - إذعان أهل الكتاب لما يقوله صلى الله عليه وسلم ولما أتى به ولم يمنعهم من الإسلام إلا العناد

- ‌5 - إسلام النجاشي وقوله في القرآن

- ‌6 - إيمان الجن به صلى الله عليه وسلم

- ‌7 - إكرام الله له صلى الله عليه وسلم عن أن تُرى عورته حيا وميتا

- ‌8 - عصمة الله له من الكفار

- ‌9 - ما جاء في خاتم النبوة

- ‌10 - جنين الجذع

- ‌11 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن أمور مُغيَّبة فوقعت كما أخبر

- ‌12 - التبرك به صلى الله عليه وسلم، والبركة من الله

- ‌13 - شكوى الجمل إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌14 - شهادة الذئب له صلى الله عليه وسلم بالنبوة

- ‌15 - وافد الذئاب إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌16 - تسابق الإبل إليه لينحرها صلى الله عليه وسلم

- ‌17 - الشاة التي لم ينز عليها الفحل

- ‌18 - البركة الإلهية في سفينة

- ‌19 - إتيان الشجرة إليه صلى الله عليه وسلم

- ‌20 - فتح الله أسماع الناس ليسمعوا خطبته صلى الله عليه وسلم

- ‌21 - البركة الإلهية في الطعام القليل

- ‌22 - رفع بيت المقدس إلى مكة ليراه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌23 - الدعوات المستجابة

- ‌24 - كرامات الأولياء

- ‌ذكر الأنبياء عليهم السلام

- ‌25 - عدد الرسل وفترة ما بينهم

- ‌26 - أبونا آدم عليه السلام

- ‌27 - نبي الله نوح عليه السلام

- ‌28 - نبي الله هود عليه السلام

- ‌29 - نبي الله إبراهيم عليه السلام

- ‌30 - نبي الله يوسف عليه السلام

- ‌31 - نبي الله موسى عليه السلام

- ‌32 - نبي الله يوشع عليه السلام

- ‌33 - نبي الله داود عليه السلام

- ‌34 - نبي الله سليمان بن داود عليهما السلام

- ‌35 - نبي الله عيسى عليه السلام

- ‌36 - نبي الله يحيى عليه السلام

- ‌37 - نبي مبهم

- ‌38 - مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم رحمهما الله

- ‌39 - إخباره صلى الله عليه وسلم بأناس من أهل الجنة فلم يُنْقَل أنهم غيروا أو بدلوا

- ‌الإخبار عن أمور مستقبلة فوقعت كما أخبر صلى الله عليه وسلم

- ‌40 - إخبار أن المنافقين سيخرجون على عثمان رضي الله عنه

- ‌41 - إخباره صلى الله عليه وسلم ببعض ما حصل لأبي ذر

- ‌42 - إخباره صلى الله عليه وسلم بقتل عمار

- ‌43 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالحجاج والمختار بي أبي عبيد الثقفيين

- ‌44 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن فتح الشام

- ‌45 - إخباره صلى الله عليه وسلم بفتح الحيرة

- ‌46 - إخباره صلى الله عليه وسلم بفتح فارس

- ‌47 - إخباره صلى الله عليه وسلم بخروج عائشة على علي رضي الله عنهما

- ‌48 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأنصار أنها لا تزيد

- ‌49 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن قوم يأتون بعده يؤمنون به ولم يروه

- ‌50 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالشهادة لعمر وعثمان رضي الله عنهما

- ‌51 - ومنها: إخباره صلى الله عليه وسلم أن معاذا ما سيلقاه

- ‌52 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن عبد الله بن بسر أنه سيعيش قرنا

- ‌53 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالخوارج

- ‌54 - إخباره صلى الله عليه وسلم بفتح خيبر

- ‌55 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن رفع العلم

- ‌56 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن الاختلاف الواقع بين أمته

- ‌57 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن افتراق أمته

- ‌58 - إخباره صلى الله عليه وسلم بأن قريشًا أسرع قبائل العرب فناء

- ‌59 - إخباره صلى الله عليه وسلم بتسمية الخمر بغير اسمها

- ‌60 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالأمراء الظلمة

- ‌61 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن الأمراء الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها

- ‌62 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالأمراء السفهاء

- ‌63 - إخباره صلى الله عليه وسلم بتأمر الفسقة

- ‌64 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالتباهي بالمساجد

- ‌65 - إخباره صلى الله عليه وسلم بقوم يخضبون بالسواد

- ‌66 - ومنها: إخباره بأن هذا الدين سيبقى ويسمع

- ‌67 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن أمور لا تزال في أمته

- ‌68 - إخباره صلى الله عليه وسلم بفشو المال وكثرته

- ‌69 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالكذابين الذين يدعون النبوة بعده

- ‌70 - إخباره صلى الله عليه وسلم بقتال المسلمين الترك

- ‌71 - إخباره صلى الله عليه وسلم بانتشار الفاحشة

- ‌72 - إخباره صلى الله عليه وسلم بوقوع بعض الفتن

- ‌73 - إخباره صلى الله عليه وسلم بكثرة أمته

- ‌74 - إخباره صلى الله عليه وسلم بأن ميمونة لا تموت بمكة

- ‌75 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن حالة الناس إذا ذهبت الخلافة القرشية

- ‌76 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالطائفة المنصورة

- ‌77 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالأمن الذي سيكون بعده

- ‌78 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالنعيم الذي حصل لأمته

- ‌79 - إخباره صلى الله عليه وسلم بالطائفة القرآنية

- ‌80 - ومنها: إخباره صلى الله عليه وسلم عما يحصل لأمته من البعد عن الدين بسبب التكاثر

- ‌81 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن تقارب الزمان

- ‌82 - إخباره صلى الله عليه وسلم عن عاقبة المكثرين من الربا

- ‌83 - إخباره صلى الله عليه وسلم بتهاون المسلمين بالدين

- ‌84 - إخباره صلى الله عليه وسلم بكثرة الزلازل

- ‌85 - أخباره صلى الله عليه وسلم بالمتأكلة بالقرآن

- ‌86 - الإخبار بأن الروم ستغلب فارس وهذا من إعجاز القرآن أيضًا

الفصل: ‌3 - إخبار أهل الكتاب بنبوته صلى الله عليه وسلم

السفرة التي كان فيها الشواء، فقال: ما هذه؟ فقلنا: هذه شاة ذبحناها لنصب كذا وكذا. فقال: إني لا آكل ما ذبح لغير الله.

وكان صنمًا من نحاس يقال له: إساف ونائلة، يتمسح به المشركون إذا طافوا. فطاف رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وطفت معه، فلما مررت مسحت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"لا تمسه"، قال زيد: فطفنا، فقلت في نفسي: لأمسنه حتى أنظر ما يقول. فمسحته، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"ألم تنه؟ " قال زيد: فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب، ما استلمت صنمًا حتى أكرمه الله بالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب، ومات زيد بن عمرو بن نفيل قبل أن يبعث، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:"يأتي يوم القيامة أمة وحده".

صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ومن تأمل هذا الحديث عرف فضل زيد وتقدمه في الإسلام قبل الدعوة.

قال أبو عبد الرحمن: هذا حديث حسنٌ، وليس على شرط مسلم؛ فإن مسلمًا لم يرو لمحمد بن عمرو بن علقمة إلا في الشواهد، كما في "تهذيب التهذيب".

‌3 - إخبار أهل الكتاب بنبوته صلى الله عليه وسلم

-

2237 -

قال الإمام الترمذي رحمه الله (ج 10 ص 90): حدثنا الفضل بن سهل أبو العباس الأعرج البغدادي أخبرنا عبد الرحمن بن غزوان أبو نوح أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى

ص: 427

موسى الأشعري عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في أشياخ من قريش فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم فخرج إليهم الراهب وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت قال فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم الراهب حتى جاء فأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال هذا سيد العالمين هذا رسول رب العالمين يبعثه الله رحمة للعالمين فقال له أشياخ من قريش ما علمك فقال إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق شجر ولا حجر إلا خر ساجدًا ولا يسجدان إلا لنبي وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم رجع فصنع لهم طعامًا فلما أتاهم به وكان هو في رعية الإبل قال أرسلوا إليه فأقبل وعليه غمامة تظله فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء الشجرة فلما جلس مال فيء الشجرة عليه فقال انظروا إلى فيء الشجرة مال عليه قال فبينما هو قائم عليهم وهو يناشدهم أن لا يذهبوا به إلى الروم فإن الروم إذا رأوه عرفوه بالصفة فيقتلونه فالتفت فإذا بسبعة قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم فقال ما جاء بكم قالوا جئنا إن هذا النبي خارج في هذا الشهر فلم يبق طريق إلا بعث إليه بأناس وإنا قد أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا فقال هل خلفكم أحد هو خير منكم قالوا إنما أخبرنا خبره بطريقك هذا قال أفرأيتم أمرًا أراد الله أن يقضيه هل يستطيع أحد من الناس رده قالوا لا قال فبايعوه وأقاموا معه قال أنشدكم بالله أيكم

ص: 428

وليه قالوا أبو طالب فلم يزل يناشده حتى رده أبو طالب وبعث معه أبو بكر بلالًا وزوده الراهب من الكعك والزيت.

هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

قال أبو عبد الرحمن: ذكر أبي بكر وبلال في الحديث وهم، كما قاله الحافظ في "الإصابة" في ترجمة بحيرى الراهب (ج 1 ص 179)، وكما قاله الجزري كما في "تحفة الأحوذي".

2238 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 3 ص 467): حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ -أَخِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ- عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ -وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ- قَالَ: كَانَ لَنَا جَارٌ مِنْ يَهُودَ فِي بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ فَخَرَجَ عَلَيْنَا يَوْمًا مِنْ بَيْتِهِ قَبْلَ مَبْعَثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِيَسِيرٍ فَوَقَفَ عَلَى مَجْلِسِ عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَ سَلَمَةُ وَأَنَا يَوْمَئِذٍ أَحْدَثُ مَنْ فِيهِ سِنًّا عَلَيَّ بُرْدَةٌ مُضْطَجِعًا فِيهَا بِفِنَاءِ أَهْلِي فَذَكَرَ الْبَعْثَ وَالْقِيَامَةَ وَالْحِسَابَ وَالْمِيزَانَ وَالْجَنَّةَ وَالنَّارَ فَقَالَ ذَلِكَ لِقَوْمٍ أَهْلِ شِرْكٍ أَصْحَابِ أَوْثَانٍ لَا يَرَوْنَ أَنَّ بَعْثًا كَائِنٌ بَعْدَ الْمَوْتِ فَقَالُوا لَهُ وَيْحَكَ يَا فُلَانُ تَرَى هَذَا كَائِنًا إِنَّ النَّاسَ يُبْعَثُونَ بَعْدَ مَوْتِهِمْ إِلَى دَارٍ فِيهَا جَنَّةٌ وَنَارٌ يُجْزَوْنَ فِيهَا بِأَعْمَالِهِمْ قَالَ نَعَمْ وَالَّذِي يُحْلَفُ بِهِ لَوَدَّ أَنَّ لَهُ بِحَظِّهِ مِنْ تِلْكَ النَّارِ أَعْظَمَ تَنُّورٍ فِي الدُّنْيَا يُحَمُّونَهُ ثُمَّ يُدْخِلُونَهُ إِيَّاهُ فَيُطْبَقُ بِهِ عَلَيْهِ وَأَنْ يَنْجُوَ مِنْ تِلْكَ النَّارِ غَدًا قَالُوا لَهُ وَيْحَكَ وَمَا آيَةُ ذَلِكَ قَالَ نَبِيٌّ يُبْعَثُ مِنْ نَحْوِ هَذِهِ

ص: 429

الْبِلَادِ وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ مَكَّةَ وَالْيَمَنِ قَالُوا وَمَتَى تَرَاهُ قَالَ فَنَظَرَ إِلَيَّ وَأَنَا مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا فَقَالَ إِنْ يَسْتَنْفِدْ هَذَا الْغُلَامُ عُمُرَهُ يُدْرِكْهُ قَالَ سَلَمَةُ فَوَاللهِ مَا ذَهَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى بَعَثَ اللهُ تَعَالَى رَسُولَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ حَيٌّ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فَآمَنَّا بِهِ وَكَفَرَ بِهِ بَغْيًا وَحَسَدًا فَقُلْنَا وَيْلَكَ يَا فُلَانُ أَلَسْتَ بِالَّذِي قُلْتَ لَنَا فِيهِ مَا قُلْتَ قَالَ بَلَى وَلَيْسَ بِهِ.

هذا حديث حسنٌ.

2239 -

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج 5 ص 441): حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيُّ عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ قَالَ: كُنْتُ رَجُلًا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا يُقَالُ لَهَا جَيٌّ وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللهِ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ أَيْ مُلَازِمَ النَّارِ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً قَالَ وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ قَالَ فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا فَقَالَ لِي يَا بُنَيَّ إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ وَكُنْتُ لَا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ قَالَ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ

ص: 430

وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ وَقُلْتُ هَذَا وَاللهِ خَيْرٌ مِنْ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ فَوَاللهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي وَلَمْ آتِهَا فَقُلْتُ لَهُمْ أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ قَالُوا بِالشَّامِ قَالَ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ قَالَ فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ أَيْ بُنَيَّ أَيْنَ كُنْتَ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ قَالَ قُلْتُ يَا أَبَتِ مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ فَوَاللهِ مَازِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتْ الشَّمْسُ قَالَ أَيْ بُنَيَّ لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ قَالَ قُلْتُ كَلَّا وَاللهِ إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا قَالَ فَخَافَنِي فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ قَيْدًا ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ قَالَ وَبَعَثَتُ إِلَى النَّصَارَى فَقُلْتُ لَهُمْ إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنْ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ قَالَ فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنْ الشَّامِ تُجَّارٌ مِنْ النَّصَارَى قَالَ فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ قَالَ فَقُلْتُ لَهُمْ إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ قَالَ فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلَيَّ ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ.

فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ قَالُوا الْأُسْقُفُّ فِي الْكَنِيسَةِ قَالَ فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ وَأُصَلِّي مَعَكَ قَالَ فَادْخُلْ فَدَخَلْتُ مَعَهُ قَالَ فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ

ص: 431

حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلَالٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ قَالَ وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ ثُمَّ مَاتَ فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ فَقُلْتُ لَهُمْ إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا قَالُوا وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ قَالَ قُلْتُ أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ قَالُوا فَدُلَّنَا عَلَيْهِ قَالَ فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ قَالَ فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا قَالَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا وَاللهِ لَا نَدْفِنُهُ أَبَدًا فَصَلَبُوهُ ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ ثُمَّ جَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ بِمَكَانِهِ.

قَالَ يَقُولُ سَلْمَانُ فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَا يُصَلِّي الْخَمْسَ أَرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَلَا أَرْغَبُ فِي الْآخِرَةِ وَلَا أَدْأَبُ لَيْلًا وَنَهَارًا مِنْهُ قَالَ فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَهُ وَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ فَقُلْتُ لَهُ يَا فُلَانُ إِنِّي كُنْتُ مَعَكَ وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مَنْ قَبْلَكَ وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللهِ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي وَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ أَيْ بُنَيَّ وَاللهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ وَبَدَّلُوا وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ وَهُوَ فُلَانٌ فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ فَالْحَقْ بِهِ قَالَ فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ الْمَوْصِلِ فَقُلْتُ لَهُ يَا فُلَانُ إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ قَالَ فَقَالَ لِي أَقِمْ عِنْدِي فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قُلْتُ لَهُ يَا فُلَانُ إِنَّ فُلَانًا أَوْصَى بِي

ص: 432

إِلَيْكَ وَأَمَرَنِي بِاللُّحُوقِ بِكَ وَقَدْ حَضَرَكَ مِنْ اللهِ عز وجل مَا تَرَى فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي وَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ أَيْ بُنَيَّ وَاللهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلًا بِنَصِيبِينَ وَهُوَ فُلَانٌ فَالْحَقْ بِهِ قَالَ فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نَصِيبِينَ فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ بِخَبَرِي وَمَا أَمَرَنِي بِهِ صَاحِبِي قَالَ فَأَقِمْ عِنْدِي فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ فَوَاللهِ مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ فَلَمَّا حُضِرَ قُلْتُ لَهُ يَا فُلَانُ إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلَانٍ ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي وَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ أَيْ بُنَيَّ وَاللهِ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ فَإِنَّهُ بِمِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فَإِنْ أَحْبَبْتَ فَأْتِهِ قَالَ فَإِنَّهُ عَلَى أَمْرِنَا قَالَ فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي فَقَالَ أَقِمْ عِنْدِي فَأَقَمْتُ مَعَ رَجُلٍ عَلَى هَدْيِ أَصْحَابِهِ وَأَمْرِهِمْ قَالَ وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ لِي بَقَرَاتٌ وَغُنَيْمَةٌ قَالَ ثُمَّ نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللهِ فَلَمَّا حُضِرَ قُلْتُ لَهُ يَا فُلَانُ إِنِّي كُنْتُ مَعَ فُلَانٍ فَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ وَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي وَمَا تَأْمُرُنِي قَالَ أَيْ بُنَيَّ وَاللهِ مَا أَعْلَمُهُ أَصْبَحَ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ النَّاسِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ هُوَ مَبْعُوثٌ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا نَخْلٌ بِهِ عَلَامَاتٌ لَا تَخْفَى يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ الْبِلَادِ فَافْعَلْ.

ص: 433

قَالَ ثُمَّ مَاتَ وَغُيِّبَ فَمَكَثْتُ بِعَمُّورِيَّةَ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ أَمْكُثَ ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تُجَّارٌ فَقُلْتُ لَهُمْ تَحْمِلُونِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ قَالُوا نَعَمْ فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا وَحَمَلُونِي حَتَّى إِذَا قَدِمُوا بِي وَادِي الْقُرَى ظَلَمُونِي فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَبْدًا فَكُنْتُ عِنْدَهُ وَرَأَيْتُ النَّخْلَ وَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي وَلَمْ يُحَقَّ لِي فِي نَفْسِي فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنْ الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ فَابْتَاعَنِي مِنْهُ فَاحْتَمَلَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي فَأَقَمْتُ بِهَا وَبَعَثَ اللهُ رَسُولَهُ فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ لَا أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَاللهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ عَذْقٍ لِسَيِّدِي أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ وَسَيِّدِي جَالِسٌ إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ فُلَانُ قَاتَلَ اللهُ بَنِي قَيْلَةَ وَاللهِ إِنَّهُمْ الْآنَ لَمُجْتَمِعُونَ بِقُبَاءَ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ الْيَوْمَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ قَالَ فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي قَالَ وَنَزَلْتُ عَنْ النَّخْلَةِ فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِابْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ مَاذَا تَقُولُ مَاذَا تَقُولُ قَالَ فَغَضِبَ سَيِّدِي فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً ثُمَّ قَالَ مَا لَكَ وَلِهَذَا أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ قَالَ قُلْتُ لَا شَيْءَ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَ عَمَّا قَالَ.

وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ قَدْ جَمَعْتُهُ فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ ثُمَّ ذَهَبْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُبَاءَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ لَهُ إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي

ص: 434

أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ ذَوُو حَاجَةٍ وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ عِنْدِي لِلصَّدَقَةِ فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ قَالَ فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ «كُلُوا» وَأَمْسَكَ يَدَهُ فَلَمْ يَأْكُلْ قَالَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَذِهِ وَاحِدَةٌ ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ فَجَمَعْتُ شَيْئًا وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ثُمَّ جِئْتُ بِهِ فَقُلْتُ إِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أَكْرَمْتُكَ بِهَا قَالَ فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا مَعَهُ قَالَ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي هَاتَانِ اثْنَتَانِ ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ قَالَ وَقَدْ تَبِعَ جَنَازَةَ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَيْهِ شَمْلَتَانِ لَهُ وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أَنْظُرُ إِلَى ظَهْرِهِ هَلْ أَرَى الْخَاتَمَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ اسْتَدَرْتُهُ عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ فِي شَيْءٍ وُصِفَ لِي قَالَ فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ فَعَرَفْتُهُ فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «تَحَوَّلْ» فَتَحَوَّلْتُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ حَدِيثِي كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بَدْرٌ وَأُحُدٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ» فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلَاثِ مِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا لَهُ بِالْفَقِيرِ وَبِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ «أَعِينُوا أَخَاكُمْ» فَأَعَانُونِي بِالنَّخْلِ الرَّجُلُ بِثَلَاثِينَ وَدِيَّةً وَالرَّجُلُ بِعِشْرِينَ وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ وَالرَّجُلُ بِعَشْرٍ -يَعْنِي الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ- حَتَّى اجْتَمَعَتْ لِي ثَلَاثُ مِائَةِ

ص: 435

وَدِيَّةٍ فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ «اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُونُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدَيَّ» فَفَقَّرْتُ لَهَا وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ مَعِي إِلَيْهَا فَجَعَلْنَا نُقَرِّبُ لَهُ الْوَدِيَّ وَيَضَعُهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ فَأَدَّيْتُ النَّخْلَ وَبَقِيَ عَلَيَّ الْمَالُ فَأُتِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ بَعْضِ الْمَغَازِي فَقَالَ «مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ الْمُكَاتَبُ؟ » قَالَ فَدُعِيتُ لَهُ فَقَالَ «خُذْ هَذِهِ فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ يَا سَلْمَانُ» فَقُلْتُ وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللهِ مِمَّا عَلَيَّ قَالَ «خُذْهَا فَإِنَّ اللهَ عز وجل سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ» قَالَ فَأَخَذْتُهَا فَوَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا وَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً فَأَوْفَيْتُهُمْ حَقَّهُمْ وَعُتِقْتُ فَشَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ الْخَنْدَقَ ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ.

هذا حديث حسنٌ.

2240 -

قال الإمام البزار رحمه الله كما في "كشف الأستار"(ج 4 ص 207): حدثنا محمد بن عبد الرحيم، قال: ثنا عفان، قال: ثنا عبد الواحد، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن خاله (1)، قال: كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المجلس، فشخص بصره إلى رجل في المسجد يمشي، فقال:«أيا فلان» قال: لبيك يا رسول الله. ولا ينازعه الكلام إلا قال: يا رسول الله. قال له: «أتشهد أني رسول الله؟ » قال: لا. قال: «أتقرأ

(1) وهو الفلتان، كما في "موارد الظمآن"(ص 518) و"البداية والنهاية"(ج 6 ص 181).

ص: 436