الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول: أحوال العالم الإسلامي قبل الدعوة الإصلاحية
أولا: حال العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري
…
أولا: حال العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري
تمهيد:
تفيد دراسة حال العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري في تشخيص أوضاع المسلمين ومعرفة الانحرافات التي كانت سائدة، لندرك جيدا أهمية الدعوة على الله تعالى وضرورة القيام بها لتصحيح الأوضاع الفاسدة. ت
كما ندرك أهمية الجهد الذي بذله الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في معالجة تلك الانحرافات سائرا في ذلك على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ليقتدي به المسلمون اليوم وبمن سبقه من سلف الأمة، للمضي قدما في طريق الدعوة وإبلاغ الحق للناس وحملهم عليه، حتى يتحقق لهم العز والنصر والتمكين والأمن والرخاء بإذن الله تعالى.
وسيكون تركيزنا في دراسة حالة العالم الإسلامي على أهم حالتين تندرج بقية الأحوال تحتهما، وهاتان الحالتان هما:
* الحالة السياسية.
* الحالة الدينية.
أـ الحالة السياسية:
كان معظم العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري قبيل دعوة الشيخ محكوما بثلاث دول هي:
1ـ الدولة العثمانية:
وهي دولة تنتسب إلى السنة بدأت على يد عثمان بن أرطغرل سنة 687هـ، وسقطت سنة1341هـ، ووصلت إلى ذروة مجدها السياسي في القرن العاشر الهجري وبسطت سلطتها على كثير من الأقطار الإسلامية، ودخلت جيوشها العديد من البلاد الأوربية، أما في القرن الثاني عشر، فقد تدهورت أحوالها واضطربت أمورها.
فقد كان سلاطينها ـ في ذلك الوقت ـ من الضعف بمكان بحيث لم يكن لهم من أمر الدولة شيء، بل كان الأمر استبداديا بيد وزرائهم ورؤساء الجيش الإنكشاري1الذين لا يعرفون من أمور السياسة شيئا، وفوق ذلك فقد كان سلاطينها في ذلك الوقت مع زعماء الدولة الآخرين قد اشتغلوا بالملذات والشهوات، وأهملوا شؤون الدولة، واهتم الكل بأموره الخاصة، وكان بعض الوزراء من عناصر أجنبية لا تهمهم مصلحة الدولة وعزها بقدر مصلحة أنفسهم، أما الولاة على
1 الإنكشارية: هم عماد الجيش العثماني، ويشكلون قوة ضخمة في الدولة، انظر: التاريخ الإسلامي، العهد العثماني، محمود شاكر، ص 112.
أقاليم الدولة فقد ساءت إدارتهم، فهمهم الأكبر جمع الأموال من ولاياتهم على حساب شعوبها، مقابل ما بذلوه من رشاوى في سبيل حصولهم على إدارة هذه البلاد أو الولايات، لذلك لم يهتموا بتطوير ولاياتهم تلك، أو إقامة الأمن والعدل فيها، كما أن الحاميات العسكرية التي توجد في هذه الولايات المختلفة كانت تحدث من الفوضى والنهب عند تأخر رواتبها الشيء الكثير، وهكذا تأخرت الزراعة والتجارة والحرف، وما زاد حال الدولة سوءا التدهور العسكري الذي منيت به في ذلك العصر، فقد أخذت دول أوربا تتألب عليها من كل جانب، فقامت حروب بين الدولة العثمانية وبين دول"النمسا روسيا وبلونية والبندقية" انتهت بمعاهدة "كارلوفتش" المشهورة في يناير عام 1110هـ (1699م) والتي حرمت الدولة من كثير من ممتلكاتها في أوربا، وقد زادت هذه المعاهدة من أطماع دول أوربا في أقاليم الدولة العثمانية، وظهر ما يسمى عند المؤرخين بـ" المسألة الشرقية" أي تقسيم ممتلكات الدولة العثمانية بين الدولة الأوربية الطامعة، وهي مسألة تقوم على أساس الاستيلاء على البلاد الإسلامية باسم الاستعمار السياسي، وإخفاء ما ينطوي تحته من محاولة القضاء على الدين الإسلامي، لأنه هو الذي يقف في وجه هذه المحاولة الاستعمارية1.
1 انظر: رشيد رضا ودعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، محمد السلمان، ص 20ـ21.
وقد قامت دول في العالم الإسلامي الخاضعة لهذه الدولة بإعلان استقلالها عنها والبعض الآخر ارتبط بها ارتباطا اسميا فقط كما هو الحال في مصر وبلاد المغرب.
2ـ الدولة الصفوية:
وهي دولة رافضية مغالية في الرفض حكمت بلاد فارس وما جاورها، وكانت شديدة العداء للدولة العثمانية باعتبار الثانية دولة تنسب إلى أهل السنة، وكانت بدايتها على يد الشاه إسماعيل بن صفي الدين العلوي سنة906هـ وسقطت عام 1135هـ.
والغالب على أحوال الدولة الصفوية السياسية والعسكرية الاضطراب والحروب الداخلية.
3ـ الدولة المغولية:
وبدأت على يد بابر شاه سنة 937هـ في الهند، وسقطت سنة 1274هـ، وهي دولة خرافية تجمع بين التشيع والتصوف والوثنية، وحالها هو حال سابقتها من الحروب والفتن والاضطراب سقطت بعد ذلك لتخضع الهند إلى حكم الإنجليز سنة1274هـ.
أما حال المسلمين على حدود العالم الإسلامي فلم يكن بحال أحسن من داخله، فالإمارات الإسلامية على حدود روسيا القيصرية تعرضت لضغوط خارجية ومحن داخلية انتهى أمرها إلى خضوعها للسيادة الروسية، وفي الصين: اضطهد المسلمون اضطهادا شديدا
على يد أسرة المانشو الحاكمة هناك، وفي أندونيسيا كانت هناك إمارات صغيرة لا حول لها ولا قوة أصبحت فيما بعد لقمة سائغة للهولنديين والإنجليز، وهكذا بقية البلاد الأخرى لم تعش سوى الاضطراب والحرمان والتفكك وغياب السلطة الإسلامية القوية1.
ب ـ الحالة الدينية:
يعد هذا القرن أشد القرون التي سبقته من حيث سوء حالة المسلمين الدينية فيه، ويتمثل سوء الحالة الدينية في هذا القرن من خلال المظاهر التالية?.
1ـ انتشار أنواع الشرك وظهورها بين المسلمين، سواء بتعظيم القبور والمزارات والمشاهد، ودعاء أهلها أو تقديس الأولياء والصالحين، ووضعهم في مقام العبودية، وصرف أنواع العبادات لهم، أو الحلف بغير الله، أو التعامل مع الكهنة والسحرة والعرافين وتصديقهم، وغير ذلك من أبواب الشرك وطرقه.
2ـ انتشار البدع في الدين، بأنواعها، كبدع الموالد والمناسبات ونحوها، واضمحلال السنن وغربتها.
1 انظر: رشيد رضا ودعوة الشيخ، محمد السلمان، ص 22ـ24، انتشار دعوة الشيخ، محمد جمعة، ص25ـ39، احتساب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مرفت أسره، ص32ـ36.
? تحدث عن هذه المظاهر: د. عبد الله المجلي، في مذكرة: محاضرات عن الدعوة الإصلاحية.
3ـ غلبة الصوفية وتغلغلها في حياة كثير من المسلمين، وانشغالهم بخرافاتها وضلالاتها وانتصارهم لها.
4ـ ضعف الالتزام بشعائر الإسلام الظاهرة، وشيوع المنكرات الكثيرة في السلوك والأخلاق.
5ـ قلة الدعاة والمصلحين على علم وبصيرة.
وفيما يلي نتحدث عن كل مظهر من هذه المظاهر بإيجاز:
1ـ انتشار الشرك:
الشرك أعظم الذنوب عند الله تعالى، وهو رأس المنكرات وأقبح السيئات، قال تعالى:{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} [النساء:48]، وقال سبحانه:{إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الذنب أعظم؟ قال:" أن تجعل لله ندا وهو خلقك" 1، ولا يقبل الله معه عمل عامل، قال تعالى:{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ} [الزمر: 65]، وقال سبحانه:{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} [الأنعام: 151] ، فجعله سبحانه وتعالى على قائمة المحرمات والمنهيات كما دلت عليه هذه الآية
1 رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قوله:{فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَندَادًا..} ، رقم: 4117، ورواه مسلم، كتاب الإيمان، باب كون الشرك أقبح الذنوب، رقم: 124، وغيرهما من أهل السنن.
الكريمة، والمشرك بالله خالد مخلد في النار وتحرم عليه الجنة، قال عز وجل {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ} [المائدة: 72] ، ولعظم خطره وكبر جرمه عند الله فإن الله عز وجل لا يغفر لصاحبه، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48]، وقال صلى الله عليه وسلم:" من مات وهو يدعو لله ندا دخل النار"1.
والشرك: ضد التوحيد، والمشرك هو: من يجعل لله شريكا في عبادته، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
والموحد هو: من يعتقد قولا وعملا بأن الله تعالى هو الرب المالك المتصرف المحيي المميت، ويؤمن بكل أسماء الله وصفاته التي وردت في كتابه الكريم أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وينزهه سبحانه عن الشبيه والنظير، فيؤمن بكل ما وصف الله به نفسه ووصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم، ويتقرب إلى الله وحده بكل أنواع العبادة ويصرفها له دون من سواه لكونه المستحق للعبادة، وأنواع العبادة كثيرة، منها: الذبح، الدعاء، الرجاء، الخوف، المحبة، التوكل، الخشية، الرغبة، النذر، الاستغاثة، الاستعاذة، والركوع، والسجود، والخشوع، وغيرها، فمن صرف شيئا من أنواع العبادة لغير الله فقد اتخذه ربا وإلها،
1 رواه البخاري، كتاب التفسير، باب قوله:{وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا} رقم:4137.
وأشرك مع الله غيره1.
وللشرك بالله تعالى أنواع كثيرة، ووسائل متعددة من أهمها وأعظمها مما هو منتشر في بعض البلدان الإسلامية: تعظيم القبور وبناء المساجد عليها، ودعاء أهلها من دون الله، واتخاذهم شفعاء عند الله، والتقرب إليهم: بالنذر، والذبح، والصدقة، والدعاء، ونحو ذلك، من أنواع العبادة التي من صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك، بغض النظر عن صاحب القبر أو الضريح، سواء أكان نبيا مرسلا أو وليا صالحا، لأن الله سبحانه وتعالى يقول:{وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]، وقال سبحانه:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ} [البينة: 5]، وقال سبحانه:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23] ، والنصوص في هذا كثيرة جدا كلها تؤكد على وجوب كون العبادة خالصة لله تعالى وحده لا شريك له من الأنبياء أو غيرهم، يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:" كل من دعا غير الله أو استغاث به أو نذر له أو ذبح له أو صرف له شيئا من العبادة فقد اتخذه ندا لله سواء كان نبيا أو وليا أو ملكا أو جنيا أو صنما أو غير ذلك من المخلوقات"2.
1 انظر: دلائل التوحيد، للشيخ محمد بن عبد الوهاب، ص9ـ10.
2 إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين، ص11ـ 12.
وهذا المظهر العظيم من مظاهر الشرك ـ اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد ـ حذر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته منه وشدد في ذلك، حتى لعن صلى الله عليه وسلم فاعله، وبين صلى الله عليه وسلم أن ذلك من عقائد اليهود والنصارى المحرفة والباطلة، وفي ذلك تقول عائشة رضي الله عنها:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" قالت: " فلولا ذاك أبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدا"1، وعنها قالت: لما كان مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة، يقال لها: مارية ـ وقد كانت أم سلمة وأم حبيبة قد أتتا أرض الحبشة ـ فذكرتا من حسنها وتصاويرها، قالت: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فقال: " أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا، ثم صوروا تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة" 2.
وعن جندب بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: " قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاء، وإني أبرأ إلى الله أن يكون لي فيكم خليل، وإن الله عز وجل قد اتخذني خليلا
1 رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور، رقم 1244، ورواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور، رقم 826.
2 رواه البخاري، كتاب الصلاة، باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية..؟ رقم 409، ورواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور، رقم:822.
كما اتخذ إبراهيم خليلا، ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا، ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاهم عن ذلك" 1.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم لا تجعل قبري وثنا، لعن الله قوما اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"2.
وما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر إلا لكونه يخلف ضررا ومفاسد كثيرة وجليلة، علمها من علمها وجهلها من جهلها، وقد تحدث الإمام ابن القيم رحمه الله عن المفاسد والمخالفات الكثيرة التي توجد وتقع عن اتخاذ القبور مساجد والمغالاة فيها، ومما ذكره في ذلك: تعظيم هذه القبور في القلوب والنفوس مما يوقع الفتنة بها، واتخاذ زيارتها عيدا في أوقات محددة في الزمان، وشد الرحال إليها، والتشبه بعُباد الأصنام بما يفعل عندها: من العكوف عندها، ومجاورتها، ووجود السدنة حولها، وصرف النذر وتقديمه لهذه القبور وأصحابها، واعتقاد المتقربين إلى هذه القبور بكونها تعين على
1 رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور، رقم:827.
2 رواه أحمد في المسند، رقم: 7311، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر: تحذير الساجد، ص 18.
دفع الضر وجلب النفع، ويطلبون منها النصر على الأعداء، وتفريج الكرب، وقضاء الحوائج1، ولا شك أن كل هذا وما شابهه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وطريقته، وقد توعد الله عز وجل المخالفين له بقوله سبحانه وتعالى:{فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]، واتخاذ القبور مساجد يعني: بناء المساجد عليها، والسجود إليها، واستقبالها بالصلاة والدعاء، وكل ما فيه تعظيم لها2.
ويوضح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " أن نهيه صلى الله عن اتخاذ القبور مساجد يتضمن النهي عن بناء المساجد عليها، وعن قصد الصلاة عندها، وكلاهما منهي عنه باتفاق العلماء، فإنهم قد نهوا عن بناء المساجد على القبور، بل صرحوا بتحريم ذلك
…
، واتفقوا على أنه لا يشرع قصد الصلاة والدعاء عند القبور
…
، وقد صرح كثير منهم بتحريم ذلك، بل وببطلان الصلاة إذا كان ذلك حالها.."3.
ويقول أيضا رحمه الله " اتفق الأئمة أنه لا يبنى مسجد على
1 انظر: إغاثة اللهفان، 1/308ـ310، وتحدث عن ذلك أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية، في كتاب: اقتضاء الصراط المستقيم في مواضع متعددة من الجزء الثاني، فليراجع.
2 انظر: تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد، الشيخ الألباني، ص 31ـ 32.
3 انظر: اقتضاء الصراط المستقيم، 2/184، وانظر:: 2/187ـ193.
قبر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك" 1، وأنه لا يجوز دفن ميت في مسجد، فإن كان المسجد قبل الدفن غيِّر، إما بتسوية القبر، وإما بنبشه إن كان جديدا، وإن كان المسجد بني بعد القبر، فإن أن يزال المسجد، وإما أن تزال صورة القبر، فالمسجد الذي على القبر لا يصلى فيه فرض ولا نفل، فإنه منهي عنه"2.
ويقول أيضا رحمه الله: " ويحرم الإسراج على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وبينها، ويتعين إزالتها، ولا أعلم فيه خلافا بين العلماء المعروفين"3.
وإذا نظرت إلى حالة المسلمين في ذلك القرن ـ قبيل قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالدعوة الإصلاحية ـ وما لحقه وما سبقه من قرون تجدا أمورا عظاما في هذا الشأن، فلقد انتشرت في كثير من بلدان المسلمين الأضرحة التي يتقرب إليها كثير من أهل الجهل الضلالة ويتخذون أصحابها شفعاء عند الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ففي القاهرة في مصر أكثر من مائتين وأربعة وتسعين ضريحا، من أشهرها
1 رواه مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب النهي عن بناء المساجد على القبور، رقم:826.
2 مجموع الفتاوى، 1/107.
3 تحذير الساجد، للشيخ الألباني، ص 45.
ضريح رأس الحسين، وضريح السيدة سكينة، وضريح السيدة نفيسة، وضريح السيدة زينب، وضريح الإمام الشافعي، وضريح الليث بن سعد، وأشهر الأضرحة خارج القاهرة ما يسمى بضريح السيد البدوي في طنطا، وكل هذه الأضرحة قد بني عليها جوامع ومساجد.
وفي بلاد الشام عدد كبير من الأضرحة والمزارات، ففي دمشق وضواحيها هناك ما يزيد على مائة وأربعة وتسعين موضعا، يُزعم أن للصحابة منها أكثر من سبعة وعشرين قبرا لكل واحد منها قبة، تزار ويتبرك بها.
ومن المزارات والقبور المشهورة في بلاد الشام بعامة: مزار يحيى بن زكريا في صيدا في جنوب لبنان، ومزار شمعون في الجانب الشرقي منها، ومزار صيدون ومزار داود عليه السلام في الجنوب الغربي منها، ومزار أيوب وصالح في يافا بفلسطين، وضريح الخليل وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام وكلها داخل مسجد كبير في مدينة الخليل، وضريح يونس عليه السلام في حلحول، وقبور أخرى كثيرة يزعم أنها للأنبياء ولغيرهم أيضا من الصحابة، حتى ذكرت قبور لبعض الصحابة وهم قد دفنوا في المدينة.
وفي العراق عدد كبير من الأضرحة والمزارات، ففي البصرة عدد كبير من الأضرحة المنسوبة إلى الصحابة، كضريح الزبير بن العوام، وضريح عتبة بن غزوان، وضريح طلحة الخير، وضريح المقداد بن الأسود، وضريح عبد الرحمن بن عوف، وضريح أنس بن مالك
رضي الله عنهم أجمعين.
هذا إضافة إلى المزارات والمشاهد والأضرحة في النجف وكربلاء والتي يحج لها الرافضة ويعظمونها أكثر من تعظيمهم للكعبة المشرفة.
وفي الآستانة " استنبول" عاصمة السلطنة العثمانية يوجد أربعمائة وواحد وثمانون جامعا لا يخلو جامع فيها من ضريح، وفي الهند يوجد أكثر من مائة وخمسين ضريحا كبيرا مشهورا1.
وأينما اتجهت إلى البلاد الإسلامية وجدتها تعج بالأضرحة والمزارات يستغاث بأصحابها ويستعان بهم في الشدائد والأزمات ويدعونهم من دون الله ويذبح لهم وينذر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.
2ـ انتشار البدع:
انتشرت البدع والمحدثات في هذا القرن انتشارا ذريعا، حتى لا تكاد تخلو عبادة من العبادات إلا ودخلتها البدعة، وخبت فيها أنوار السنة، إضافة إلى بدع المآتم والجنائز والأعراس.
1 انظر: انتشار دعوة الشيخ، محمد جمعة، ص32، وعقيدة الشيخ السلفية، د. العبود، 1/48-105، واحتساب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مرفت أسرة، ص52-66، وانظر: دمعة على التوحيد حقيقة القبورية وآثارها، ص24-37، وقد ناقش هذه المسألة وبسطها ببيان موجز الشيخ الألباني رحمه الله في كتابه: تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد، فليراجع.
ومن تلك البدع التي راجت وانتشرت: بدعة الاحتفال بمناسبة المولد النبوي، وبدعة الاحتفال بالإسراء والمعراج، وبدعة الاحتفال بالهجرة النبوية، وبدعة إحياء ليلة النصف من شعبان1، وبدعة المحمل2، والاحتفال بيوم عاشوراء وبدع الأذكار والمدائح النبوية، وهكذا انتشار الخرافات والخزعبلات بأنواعها الكثيرة والمختلفة، مع أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حذر من البدع وتوعد أصحابها3، إلا أن قلة العلم
1 لمعرفة الحكم في هذه البدع متضمنا الأدلة عليها، انظر: كتاب أربع رسائل في التحذير من البدع، للشيخ ابن باز رحمه الله، وانظر: فتاوى اللجنة الدائمة، 3/10-59.
2 المقصود بهذه البدعة: ما كان يفعل في زمن الخلافة العثمانية من حمل كسوة الكعبة من مدينة الآستانة " استنبول" إلى مكة المكرمة.
3 قال صلى الله عليه وسلم: " فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة.." رواه مسلم في كتاب الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، رقم:1435.
وقال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه البخاري، كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على جور، رقم2498، ورواه مسلم، كتاب الأقضية باب نقض الأحكام، رقم: 3243، وقال صلى الله عليه وسلم:"من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" رواه البخاري، كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على جور، رقم: 2499، ورواه مسلم كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، 3242.
وقال عليه الصلاة والسلام: "إنه من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن ابتدع بدعة ضلالة لا ترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا ينقص ذلك من أوزار الناس شيئا"، رواه الترمذي في كتاب العلم عن رسول الله باب ما جاء في الأخذ بالسنة واجتناب البدع، رقم: 2677، وقال الترمذي:"هذا حديث حسن".
والله سبحانه وتعالى أكمل دينه وأتمه على أحسن وجه فلا يحتاج إلى زيادة يقول تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: جزء من الآية3] .
والفهم وغلبة الجهل والمنافع الشخصية للقائمين عليها تعين على انتشارها في المجتمعات.
3ـ غلبة الصوفية وتغلغلها في حياة المسلمين:
الصوفية باب شر عظيم دخل على الأمة الإسلامية منذ القرون المتقدمة، فقد زرعت الصوفية في الأمة حب الخرافة ونزعة الخمول والركون إلى الدعة، وقلما يخلو بلد إسلامي من انتشار الطرق الصوفية بمعتقداتها وطقوسها الفاسدة المنحرفة التي يصل كثير منها إلى درجة الكفر والشرك، كما تمتليء بالبدع والخرافات الضالة والمنحرفة.
وكتبهم كثيرة ومنتشرة وللأسف الشديد في كثير من بلدان العالم الإسلامي اليوم، ومنها كتاب: دلائل الخيرات وشوارق الأنوار لمؤلفه: محمد الجزولي وغيره من كتب الصوفية في القديم والحديث1.
1 وقد أصدرت اللجنة الدائمة في رئاسة البحوث العلمية والإفتاء فتوى بتحريم قراءة هذا الكتاب وعدم جواز نشره لكونه مليئا بالبدع وهو على شكل أوراد أو أحزاب تقرأ يوميا تتضمن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، انظر: فتاوى اللجنة الدائمة، 1/348، وللتفصيل في عقائد الصوفية وحكمها انظر: فتاوى اللجنة الدائمة، 2/182ـ209، وكتاب: هذه هي الصوفية، للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، وكتاب الشيخ عبد القادر الجيلاني وآراؤه، د. سعيد مسفر القطحاني، وغيرها.
ومن الطرق الصوفية المشهورة: الجيلانية والرفاعية والبدوية والدسوقية والأكبرية والشاذلية والبكداشية والمولوية والنقشبندية والملامتية وغيرها كثير من الطرق التي ابتعدت عن دين الله تعالى ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم.
4ـ ضعف الالتزام بشعائر الإسلام الظاهرة:
إذا كانت العقيدة قد اضمحلت وفسدت عند كثير من المسلمين في هذا القرن ـ القرن الثاني عشر الهجري ـ فإن ما دونها من باب أولى، فكثير من شعائر الإسلام قد تهاون فيها المسلمون وتكاسلوا، وخفت عندهم الحمية الدينية، وحب الجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ مما كان سببا في انتشار كثير من المنكرات والمخالفات في العبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك.
5ـ قلة الدعاة والمصلحين على علم وبصيرة:
قلنا: قلة الدعاة والمصلحين ولم نقل انعدام؛ لأن الخير باق في الأمة إلى يوم القيامة، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ولأنه لا يخلو عصر من العصور في الأمة من وجود الدعاة والمصلحين لكنهم يقلون ويكثرون بحسب الظروف والأحوال، وقد سبق أن ذكرنا قوله عليه الصلاة والسلام:" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله"1، ولأنه الله قد تكفل بحفظ دينه كما قال سبحانه:
1 سبق تخريجه.
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9] .
لكن مقصودنا أن الجهود الدعوية المبذولة في ذلك القرن لم تكن لتواكب تلك الانحرافات الخطيرة في حياة المسلمين، وعقائدهم وبعدهم عن التطبيق الصحيح لدين الإسلام.
وبعد ذكر الحالة الدينية الضالة التي كانت قبل قيام الشيخ محمد بالدعوة نسوق فيما يلي مثالا لأقوال المنصفين، وذلك فيما يقوله لوثروب ستودارد الأمريكي في كتابه "حاضر العالم الإسلامي" بترجمة الأستاذ عجاج نويهض، وتعليق شكيب أرسلان.
فيذكر في الفصل الأول تحت عنوان: "اليقظة الإسلامية" ما نصه:
"في القرن الثامن عشر الميلادي ـ الثاني عشر الهجري ـ كان العالم الإسلامي قد بلغ من التضعضع أعظم مبلغ، ومن التدني والانحطاط أعمق دركة؛ وأطبقت الظلمة على كل صقع من أصقاعه، وانتشر فيه فساد الأخلاق والآداب، وتلاشى ما كان باقيا من آثار التهذيب العربي، واستغرقت الأمم الإسلامية في اتباع الأهواء والشهوات، وماتت الفضيلة في الناس، وساد الجهل، وانطفأت قبسات العلم الضئيلة، وانقلبت الحكومات الإسلامية إلى مطايا استبداد وفوضى واغتيال؛ فليس يرى في العالم الإسلامي ذلك العهد سوى المستبدين
الغاشمين كسلطان تركيا
…
"إلخ.
إلى أن قال: " وأما الدين؛ فقد غشيته غاشية سوداء، فألبست الوحدانية التي علمها صاحب الرسالة سجفا من الخرافات وقشور الصوفية، وخلت المساجد من أرباب الصلوات، وكثر عديد من الأدعياء والجهلاء وطوائف الفقراء والمساكين يخرجون من مكان إلى مكان؛ يحملون في أعناقهم التمائم والتعاويذ والسبحات، ويوهمون الناس بالباطل والشبهات، ويُرغبون في الحج إلى قبور الأولياء1، ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور، وغابت عن الناس فضائل القرآن، فصار يشرب الخمر والأفيون في كل مكان، وانتشرت الرذائل، وهتكت ستر الحرمات على غير خشية ولا استحياء، ونال مكة المكرمة والمدنية المنورة ما نال غيرهما من سائر مدن الإسلام، فصار الحج المقدس الذي فرضه النبي2على من استطاعه ضربا من المستهزآت، وعلى الجملة؛ فقد بدل المسلمون غير المسلمين، وهبطوا
1 من ذلك: كتاب إحياء المقبور من أدلة استحباب بناء المساجد والقباب والقبور، مؤلفه: أبو الفيض أحمد الغماري، يقول الشيخ الألباني عن هذا الكتاب:"وهذا الكتاب من أغرب ما ابتلي به المسلمون في هذا العصر، وهو أبعد ما يكون عن البحث العلمي النزيه،.. ومؤلفه صوفي محارب لأهل التوحيد.."، انظر: تحذير الساجد، ص 55ـ56.
2 هكذا قال الكاتب الأمريكي، والحقيقة أن الحج أحد أركان الإسلام، التي بني عليها، وما محمد صلى الله عليه وسلم إلا مبلغ عن ربه عز وجل.
مهبطا بعيد القرار1.
وعند ذلك؛ علق الأمير شكيب أرسلان على وصفه هذا للعالم الإسلامي بقوله: " لو أن فيلسوفا نقريسا من فلاسفة الإسلام أو مؤرخا عبقريا بصيرا بجميع أمراضه الاجتماعية أراد تشخيص حالته في هذه القرون الأخيرة؛ ما أمكنه أن يصيب المحز وأن يطبق المفصل تطبيق هذا الكاتب الأمريكي ستودارد"2، ويقول المستشرق الإنجليزي "ادواردلين":
" ويحمل المسلمون ـ وبخاصة المصريون ـ على اختلاف مذاهبهم ـ ما عدا الوهابيين3ـ للأولياء المتوفين احتراما وتقديسا لا سند لهما في القرآن أو الأحاديث أكثر مما يحملون للأحياء منهم، ويشيدون فوق أغلب قبور الأولياء المشهورين مساجد كبيرة جميلة، وينصبون فوق قبور من هم أقل شهرة منهم بناء صغيرا مبيضا بالكلس ومتوجا بقبة، ويقام فوق القبر مباشرة نصب مستطيل من الحجر أو القراميد يسمى
1 يلاحظ شدة قوة تعبير الكاتب "ستودارد" ونظرته القاتمة لبلدان المسلمين، على الرغم من توضيحنا السابق أن الأمة لا تعدم الخير ولا تفقده بالكلية.
2 انظر: د. صالح العبود، عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، 1/98.
3 هذه الجملة الاعتراضية من الكاتب، ويقصد بقوله الوهابيين: الموحدين الذي يتبعون منهج أهل السنة والجماعة، فانظر رحمك الله إلى نظرة هؤلاء فهم يلقون كلمة "الوهابية" لكل معتمد على النص وكل موحد، فهذا مما يحمد لدعوة الشيخ الإصلاحية التي يصفونها بالوهابية.
"تركيبة" أو من الخشب ويسمى تابوتا، ويغطى النصب عادة بالحرير أو الكتان المطرز بالآيات القرآنية، ويحيط به قضبان أو ستر من الخشب يسمى مقصورة، وأكثر أضرحة الأولياء في مصر مدافن إلا أن أكثرها يحتوي على آثار قليلة لهم، وبعضها ليست إلا قبور فارغة، أقيمت تذكارا للميت ـ إلى أن يقول ـ وقد جرت العادة أن يقوم المسلمون "يعني المنتسبين إلى الإسلام" ـ كما كان يفعل اليهود بتجديد بناء قبور أوليائهم، وتبييضها، وزخرفتها، وتغطية التركيبة أو التابوت أحيانا بغطاء جديد، وأكثر هؤلاء يفعلون ذلك رياء1كما كان يفعل اليهود"2.
وكل ما سبق يدل وبشكل لا جدال فيه على انحراف واقع المسلمين الديني قبل قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالدعوة الإصلاحية، سواء بشهادات هؤلاء المستشرقين أو غيرهم، وقد تعرفنا على جوانب متعددة من مظاهر هذا الانحراف عند الحديث عن الحالة الدينية في العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري.
*****
1 يقول الشيخ الألباني: "هذا من بعضهم، وأما الآخرون فيفعلونه تعبدا أو تقربا إلى الله بزعمهم" تحذير الساجد، ص110.
2 انظر: المرجع السابق، بنفس الموضع.