الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- ملأوه بِمَا يستنكف عَنهُ النبلاء فَذكرُوا فِيهِ المعايب والمثالب تَرْجَمَة من هُوَ عِنْدهم من الْمَجْرُوحين المقبوحين وان كَانَ جَامعا للمفاخر والمناقب وَهَذَا من اعظم المصائب تفْسد بِهِ ظنون الْعَوام وتسري بِهِ الاوهام فِي الاعلام وَمن عاداتهم الخبيثة انهم كلموا ناظروا وَاحِدًا من الافاضل فِي مسالة من الْمسَائِل توجهوا الى جرحه بافعاله الذاتية وَبَحَثُوا عَن اعماله العرضية وخلطوا الف كذبات بِصدق وَاحِد وفتحوا لِسَان الطعْن عَلَيْهِ بِحَيْثُ يتعجب مِنْهُ كل ساجد وغرضهم مِنْهُ اسكات مخاصمهم بالسب والشتم والنجاة من تعقب مقابلهم بِالتَّعَدِّي وَالظُّلم بِجعْل المناظرة مشاتمة والمباحثة مخاصمة وَقد نبهت على قبح هَذِه الْعَادَات باوضح الْحجَج والبينات فِي رسالتي تذكرة الراشد برد تبصرة النَّاقِد
ايقاظ - - فِي شَرط الْجَارِح والمعدل
يشْتَرط فِي الْجَارِح والمعدل الْعلم وَالتَّقوى والورع والصدق والتجنب عَن التعصب وَمَعْرِفَة اسباب الْجرْح والتزكية وَمن لَيْسَ كَذَلِك لَا يقبل مِنْهُ الْجرْح وَلَا التَّزْكِيَة
- قَالَ التَّاج السُّبْكِيّ من لَا يكون عَالما باسبابهما أَي الْجرْح وَالتَّعْدِيل لَا يقبلُونَ مِنْهُ لَا باطلاق وَلَا بتقييد انْتهى وَقَالَ الْبَدْر بن جمَاعه من لَا يكون عَالما بالاسباب لَا يقبل مِنْهُ جرح وَلَا تَعْدِيل لَا بالاطلاق وَلَا بالتقييد انْتهى وَقَالَ الْحَافِظ ابْن حجر فِي شرح نخبته ان صدر الْجرْح من غير عَارِف باسبابه لم يعْتَبر بِهِ وَقَالَ ايضا تقبل التَّزْكِيَة من عَارِف باسبابها لَا من غير عَارِف وَيَنْبَغِي ان لَا يقبل الْجرْح الا من عدل متيقظ انْتهى وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة ابي بكر الصّديق من كِتَابه تذكرة الْحفاظ
- حق على الْمُحدث ان يتورع فِيمَا يؤدبه وان يسال اهل الْمعرفَة والورع ليعينوه على ايضاح مروياته وَلَا سَبِيل الى ان يصير الْعَارِف الَّذِي يُزكي نقلة الاخبار ويجرحهم جهيذا الا بادمان الطّلب والفحص عَن هَذَا الشان وَكَثْرَة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مَعَ التَّقْوَى وَالدّين المتين والانصاف والتردد الى الْعلمَاء والاتقان والا تفعل فدع عَنْك الْكِتَابَة لست مِنْهَا وَلَو سودت وَجهك بالمداد فان انست من نَفسك فهما وصدقا ودينا وورعا والا فَلَا تفعل وان غلب عَلَيْك الْهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لَا تتعب وان عرفت انك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فارحنا مِنْك انْتهى وَفِي فواتح الرحموت شرح مُسلم الثُّبُوت لَا بُد للمزاكي ان يكون عدلا عَارِفًا باسباب الْجرْح وَالتَّعْدِيل وان يكون منصفا ناصحا لَا ان يكون متعصبا ومعجبا بِنَفسِهِ فانه لَا اعْتِدَاد بقول المتعصب كَمَا
- قدح الدَّارَقُطْنِيّ فِي الامام الْهمام ابي حنيفَة رضي الله عنه بانه ضَعِيف فِي الحَدِيث واي شناعة فَوق هَذَا فانه امام ورع تَقِيّ نقي خَائفًا من الله وَله كرامات شهيرة فَبِأَي شَيْء تطرق اليه الضَّعِيف فَتَارَة يَقُولُونَ انه كَانَ مشتغلا بالفقه انْظُر بالانصاف أَي قبح فِيمَا قَالُوا بل الْفَقِيه اولى بَان يُؤْخَذ الحَدِيث مِنْهُ وَتارَة يَقُولُونَ انه لم يلاق ائمة الحَدِيث انما اخذ مَا اخذ من حَمَّاد وَهَذَا ايضا بَاطِل فانه روى عَن كثير من الائمة كالامام مُحَمَّد الباقر والاعمش وَغَيرهمَا مَعَ ان حمادا كَانَ وعَاء للْعلم فالاخذ مِنْهُ اغناه عَن الاخذ عَن غَيره وَهَذَا ايضا آيَة على ورعه وَكَمَال تقواه وَعلمه فانه لم
- يكثر الاساتذه لِئَلَّا تتكثر الْحُقُوق فيخاف عَجزه عَن ايفائها وَتارَة يَقُولُونَ انه كَانَ من اصحاب الْقيَاس والرأي
- وَكَانَ لَا يعْمل بِالْحَدِيثِ حَتَّى وضع ابي بكر بن ابي شيبَة فِي كِتَابه بَابا للرَّدّ عَلَيْهِ تَرْجَمَة بَاب الرَّد على ابي حنيفَة
- وَهَذَا ايضا من التعصب كَيفَ وَقد قبل الْمَرَاسِيل
- وَقَالَ مَا جَاءَ عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فبالرأس وَالْعين وَمَا جَاءَ عَن اصحابه فَلَا اتركه وَلم يخصص بِالْقِيَاسِ عَام خبر الْوَاحِد فضلا عَن عَام الْكتاب وَلم يعْمل بالاخالة والمصالح الْمُرْسلَة وَالْعجب انهم طعنوا فِي هَذَا الامام مَعَ قبولهم الامام الشَّافِعِي رحمه الله وَقد قَالَ فِي اقوال الصَّحَابَة وَكَيف اتمسك بقول من لَو كنت فِي عصره لحاججته ورد الْمَرَاسِيل وخصص عَام الْكتاب بِالْقِيَاسِ وَعمل بالاخالة وَهل هَذَا الا بهت من هَؤُلَاءِ الطاعنين وَالْحق ان الاقوال الَّتِي صدرت عَنْهُم فِي حق الامام الْهمام كلهَا صدرت من التعصب لَا تسْتَحقّ ان يلْتَفت اليها وَلَا ينطفىء نور
- الله بافواههم فاحفظ وَتثبت انْتهى وَفِي تنوير الصحيفه بمناقب الامام ابي حنيفَة لَا تغتر الْخَطِيب فان عِنْده العصبية الزَّائِدَة على جمَاعَة من الْعلمَاء كابي حنيفَة وَاحْمَدْ وَبَعض اصحابه وتحامل عَلَيْهِم بِكُل وَجه وصنف فِيهِ بَعضهم السهْم الْمُصِيب فِي كبد الْخَطِيب واما ابْن الْجَوْزِيّ فقد
- تَابع الْخَطِيب وَقد عجب سبطه مِنْهُ حَيْثُ قَالَ فِي مرْآة الزَّمَان وَلَيْسَ العجيب من الْخَطِيب فان طعن فِي جمَاعَة من الْعلمَاء وانما الْعجب من الْجد كَيفَ سلك اسلوبه وَجَاء بِمَا هُوَ اعظم انْتهى قلت الْحَاصِل انه اذا علم بالقرائن المقالية اَوْ الحالية ان الْجَارِح طعن على اُحْدُ بِسَبَب تعصب مِنْهُ عَلَيْهِ لَا يقبل مِنْهُ ذَلِك الْجرْح وان علم انه ذُو تعصب على جمع من الاكابر ارْتَفع الامان عَن جرحه وعد من اصحاب الْقرح وَسَيَأْتِي لهَذَا مزِيد بسط فِي المرصد الرَّابِع ان شَاءَ الله فانتظره مفتشا