الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
- انه قدم كَلَام المادحين واكثر مِنْهُ وَمن نقل مآثيره ثمَّ عقبه بِذكر كَلَام القادحين فِيهِ وَمِمَّا يدل على ذَلِك ايضا ان الاسانيد الَّتِي ذكرهَا للقدح لَا يَخْلُو غالبه من مُتَكَلم فِيهِ اَوْ مَجْهُول وَلَا يجوز اجماعه عرض الْمُسلم بِمثل ذَلِك فَكيف بامام من ائمة الْمُسلمين
وبفرض صِحَة مَا ذكره الْخَطِيب من الْقدح عَن قَائِله لَا يعْتد بِهِ فانه اذ كَانَ من غير اقران الامام فَهُوَ مقلد لما قَالَه اَوْ كتبه اعدائه اَوْ من اقرانه فَكَذَلِك لما مر ان القَوْل الاقران بَعضهم فِي بعض غير مَقْبُول وَقد صرح الحافظان الذَّهَبِيّ وَابْن حجر بذلك انْتهى
فَائِدَة
قد صَرَّحُوا بِأَن كَلِمَات المعاصر فِي حق المعاصر غير مَقْبُولَة وَهُوَ كَمَا أَشَرنَا إِلَيْهِ مُقَيّد بِمَا إِذا كَانَت بِغَيْر برهَان وَحجَّة وَكَانَت مَبْنِيَّة على التعصب والمنافرة فَإِن لم يكن هَذَا وَلَا هَذَا فَهِيَ مَقْبُولَة بِلَا شُبْهَة فاحفظه فَإِنَّهُ مِمَّا ينفعك فِي الاولى وَالْآخِرَة
- وَلما بلغ الْكَلَام الى هَذَا الْمقَام فانمسك عنان الْقَلَم ونختم الرقم فان خير الْكَلَام مَا قل وَدلّ لَا مَا طَال وامل والمرجو من عُلَمَاء الْعَصْر وطلباء الدَّهْر الا يبادرو الى الْوُقُوع فِي مضايق الْجرْح وَالتَّعْدِيل الا بعد مُحَافظَة مَا اوردته فِي هَذَا السّفر الْجَلِيل
وَالله اسْأَل ان ينفع عباده بِهَذَا التَّأْلِيف وَسَائِر تأليفاته ويجعلها نافعة فِي دنياي واخرتي
وَكَانَ الاختتام لَيْلَة يَوْم الاحد الثَّانِي من اول الاشهر الْحرم المتوالية ذِي الْقعدَة الْعَالِيَة من السّنة الْحَادِيَة بعد الف وَثَلَاث مائَة من هِجْرَة ليلاه لما دارت الْكَوَاكِب الدائرة صلى الله عليه وسلم وعَلى اله وَصَحبه وَمن تَبِعَهُمْ الى يَوْم يحْشر النَّاس فِي الساهرة