الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حسن بن عبد الباقي
(1)
واحد الادباء، وخاتمة الشعراء، ونادرة الفضلاء حسن بن عبد الباقي أديب جليل، وحسن جميل، وكامل له في جباه الكمال أكاليل. مشاطة المعارف والأدب، مرجع دهاة بلغاء العرب.
صاحب النظام الفريد المبتكر، والقريض البليغ المستهزئ باللالي
(1) ترجم له صاحب منهل الأولياء (1: 297) فقال: «الأديب الفاضل واحد وقته ادبا حسن بن عبد الباقي. كان شاعر عصره، ونادرة دهره، فصيح العبارات، لطيف الاسلوب، بديع السبك، جزل المعاني، فخم الكلمات.
مدح ملوك الموصل. وحظي عند الوزير الكبير حسين باشا (الجليلي)، وكان له منه القبول الحسن، وحصل منه على العطاء الجزيل، والنيل الغزير، الى ان صدر منه ما اوجب تغير قلب الوزير عليه، فخرج هاربا. وانحدر الى بغداد، وجعل يرسل الاعتذارات الرائقة، والمدائح الفائقة الى حضرته.
ومدح ملوك العراق وأكابرها، وصارت له شهرة تامة واسم كبير اكبر من أدبه.
وكان له خبرة تامة بالعلوم العقلية والنقلية. ونثره متوسط وأشعاره أعلى طبقة من منثوراته.
وكان فيه لهو ومجون، ودعابة وخفة دين ومات بعد الحصار». ثم ذكر له قطعة من القصيدة الرائية التي سيذكرها صاحب الروض ومطلعها:
نظرت ورنحت القوام لتزدرى
…
بين الملاح بابيض وباسمر
وترجم له صاحب الشمامة (ص 142 - 155) فقال عنه: «حسن بن عبد الباقي الملقب بعبد الجمال ريوان الدهر، وقائد زمام الفخر وحجة اهل الادب .. ابو تمام المعاني. ولكنه ابو نواس في الخمريات والمتنبي في الحكم، ولكنه البحتري في التغزلات الخ
…
وذكر له ست قصائد طوال.
وترجم له صاحب قرة العين فقال «حسن عبد الباقي الموصلي. احد أدباء عصره، وفضلاء دهره. له خبرة تامة بالعلوم العقلية والنقلية. كان يدمن شرب الخمر، فاذا سكر ينظم القصيدة الجيدة السبك، واذا صحا يعجز عن نظم البيتين. اتصل اولا بخدمة الوزير الحاج حسين باشا الجليلي وحظي عنده. ثم ظهر منه ما أوجب غضب الوزير عليه، قيل لكثرة شرب الخمر، وقيل غير ذلك، فهرب من الموصل الى بغداد وسكنها الى ان مات سنة 1157. وكان فيه دعابة ومجون.
وله ترجم في العلم السامي: 11، 172، 275. وفي غاية المرام ايضا وطبع ديوانه الدكتور محمد صديق الجليلي في الموصل سنة 1967. وترجم له ترجمة جيدة في مقدمة الديوان.
والدرر. فكم له من برود معارف نسجتها يد الفكر. وطيلسانات لطائف أظهر بوشيها العبر، تاهت برائق نسجها العقول. لو تصدى لنعتها ووصفها لسان بليغ لاعتراه فلول.
أنى تضاهيه فرسان الكلام ومن
…
غباره في هواديهن ما نفضوا
جرت على مستو من طبعه كلم
…
هي المشارب لكن ما لها فرض
كأن منشدها نشوان من طرب
…
أو بلبل بسقيط الطل ينتفض
فمعجز نظمه من دلائل المتنبي وآياته. وحلاوة نثره أحلى في المذاق من نثر ابن نباتة (1) وأبياته. فكماله كمال الكمال، وهو في أعلى مقام من المعال.
وزر البلاغة حين يعضل حادث
…
وشهابها في المكرمات الواقد
فهو الناظم لعقود الأدب، والراقم لبرود القريض والأرب.
فمقامه من البلاغة السماك، ومحله من الفصاحة هامة الأفلاك.
حسن النثر وروقه، ورصف الشعر وفوقه، فنظمه ارق من النسيم العليل، وآنق من الروض الزاهر البليل.
أحلى وأجلى للفؤاد من المنى
…
وألذ من ريق الأحبة في الفم
فهو صاحب الأدب المنساب، والكمال الذي لا يعاب، والمالك لأعنة البيان والفائق على وائل سحبان. حلو السبك والمساق، بديع التلفيق والاتساق. رائق النظم والإنشاء، المتصرف في فنون الإبداع كيف يشاء.
(1) يقصد عبد الرحيم بن محمد بن نباتة مرت ترجمته في حاشية ص 336 ج 1
مد باعه في ميدان الإعجاز، وأرخص متاع المجاز في سوق الإطناب والإيجاز. فهو في البلاغة الحسن، المخلوع الرسن.
العابث في وهاد القريض، والمقتطف من أزهاره السائغ المريض.
فكم بليغ أنشاه، وكم سحر فصيح أفشاه، وكم برد في الأدب زينه ووشاه.
فهو قبلة الأدب، وحجة لسان العرب. الموصوف بالفصاحة، والمنعوت بالرجاحة، ناظم الشعر البليغ، وناثر الكلام العذب المسيغ، واحد الأدب وإمامه، وسيد النظم وهمامه، وأسد الإبداع وضرغامه.
له من النظم ما يشاكل النور، ويصلح أن يكون قلادة لجيد الحور. قد أثبت منه الزاهد المنير، والواحد الذي لم يقبل النظير.
فمن ذلك قوله في مديح الوزير الحاج حسين باشا الجليلي، وهو:
حذار فسهم الأعين النجل صائب
…
وقبلك منها كم دهتني المصائب
وعج دون أنهار الجنوب ولا تقف
…
إذا ما بها للخود طاب التلاعب
الست تراني ثاكلا إنني امرؤ
…
فقدت فؤادا أزعجته الكواعب
بضائع أبكار الجنوب محاسن
…
عليها من الشعر الاثيث سحائب
فنوحي على تلك البضائع ضائع
…
وقلبي على تلك الذوائب ذائب
وبصرية ترضى إذا أبصرت دما
…
دموعي وأن جفت جفوني تعاتب
هي الشمس والبدر الجبين وعقدها
…
نجوم أضاءت والليالي الذوائب
تغيب وتبدي الصبح تحت ذوائب
…
فما هي إلا مشرق ومغارب
هبوا كان كنز اللؤلؤ الرطب ثغرها
…
ألم يك أرصادا عليه الحواجب
ظفرت بها بين النخيل بحندس
…
بوقت سها عنها الحريص المراقب
كأن الدجى سوداء تزهو عقودها
…
لها البدر شنف والعقود الكواكب
فنم حلي بات يستصرخ العدى
…
وغير سواريها الجميع يحارب
ولي مذهب في العشق مجد وعفة
…
مضى زمن عفو الكرام مؤمل
…
أرى مستحيلا أن تغيب الحقائب
عفا الله عني لم يك الدهر تائبا
…
عن المكر بي يوما ولا أنا تائب
فما زلت نماما على سوء فعله
…
فما الدهر ذو أفك ولا أنا كاذب
ولا عتب للكائدين مسرتي
…
تسيء ذوي القربى فكيف الأجانب
وفي هذا البيت رائحة من قول القاضي أبي أحمد منصور بن محمد الازدي الهروي (1) من قصيدة:
إذا كنت مضروبا بسيف تعزز
…
به فعلى من ليت شعري أعتب
(1) في الاصول: منصور بن احمد وهو خطأ. وهو أبو أحمد منصور بن محمد بن محمد الازدي الهروى الشافعي. قاضي هراة. كان اديبا شاعرا. له رقائق. تفقه ببغداد، ومدح القادر بالله العباسي. يبلغ «ديوان شعره» اربعين الف بيت. وكان مغرى بالشراب. له خمريات وغزليات فائقة. وبلغ ارذل العمر توفي سنة اربعين واربعمائة.
ارشاد الاريب (7: 189) ويتيمة الدهر (4: 243) وتتمة اليتيمة (2: 46) وطبقات السبكي 4: 26 ودمية القصر للباخرزي 124 وفيها «المروي» تصحيف الهروي والاعلام 8: 243 وبروكلمان، التكملة 1: 154 ودار الكتب 3: 397.
اذا انحط قدري عند من أنا بعضه
…
فماذا أرجي عند من هو أجنب
وهذه القصيدة بديعة في بابها وقد تقدم منها أبيات ومطلعها:
أأضحك أم أبكي وأرضى أم اغضب
…
وأعذر فيما قلته أم أؤنب
حياء لما ادعى وأنى لما أرى
…
ومعذرة مما أروم وأخطب
ينفذ هذا العذر لم تقض حاجة
…
ويذهب مني الدهر لم يلف مكسب
أيقشع هذا الغيم لم يهم قطرة
…
وينجاب هذا الليل لم يبد كوكب
ألام ومم العجز لا الهم قاعد
…
ولا الرأي منحل ولا العزم لولب
وكيف أرجي الوقت لا موضعي يرى
…
ولا سعد لي يرجي ولا نحس يرهب
وفيم اصطناعي دون قاصية المنى
…
إذا لم يكن عن مذهب الجد مذهب
اكرع في الاوشال والبحر معرض
…
واقنع بالأخفاف والنجح مكسب
سأهجر أسباب الهويني وأذهب
…
بوجهي إلى الوجه الذي هو أصوب
وأبعد عن أرض تهز بها العصا
…
فتمضي وينبو المشرفي المجرب
ومنها:
أفي الحق أني كلما رمت رتبة
…
تعرض قومي دون ما أنا اطلب
يريدون لي الأمر الذي لا أريده
…
ويأبون لي ما فيه أسعى وأنصب
يؤمون بي أدنى الحضيض وهمتي
…
إلى حيث أفراد الكواكب تذهب
فلو كانت الأخلاق تحوى وراثة
…
ولو كانت الأهواء لا تتشعب
لأصبح كل الناس قد ضمهم هوى
…
كما أن كل الناس قد ضمهم أب
ولكنها الأقدار كل ميسر
…
لما هو مخلوق له ومقرب
ويقول بعدها:
سيبدو لمن فارقت أي ذخيرة
…
أضاع إذا ما كان يوم عصبصب
ويعلم من يمسي ويضحي مهذبا
…
رويته أي الرجال المهذب
ومن يحسب الاكداء ضربة لازب
…
علي فإني غير ذلك أحسب
تنفس محرورا وسار لطية
…
سيصدر عنها غانما أو يجنب
وأن جمعتنا الدار يوما فربما
…
وأن يكن الأخرى فكاسا سنشرب
وللكاس خير من حياة مهينة
…
يعذبني فيها المهين المعذب
وكنت أرى أني أزين عشيرتي
…
فإن شنتهم فالصرم أولى وأوجب
ففي الأرض عن دار القلا متحول
…
وللحر مرعى حيث كان ومشرب
وأن أنا أحسنت الزمان بأسره
…
تجاوز عن ذكري مقل ومسهب
فتعس ونحس عند كل إساءة
…
وليس لدى الاحسان أهل ومرحب
تقضمني من لوحوى الماء شخصه
…
لا عرضت عنه والصدى يتلهب
وما زال بي إقصاؤه واطراحه
…
وإبعاده والمرء حيث يرتب
…
وجانبني منهم قريب وأجنب
وهي طويلة، ويكفي منها هذا المقدار. وتتمة القصيدة المترجمة
فما خولي إلا حتوف وإنما ال
…
أقارب في عسر ويسر عقارب
سأصبر حتى يرجع الدهر تائبا
…
وترتد عن دين النفاق الأقارب
ومن يرتدد منهم يمت وهو كافر
…
على رأيهم ما تلك إلا عجائب
ألا أن طعم الصبر مر مذاقه
…
ويرغم مجبور كما قيل شارب
فما أدبي إلا غريمي وفطنتي
…
عدوي ومن شعري دهتني المصائب
فلم تنل الأولى فلاحا ولم اكن
…
بمتقى حتى تنيل العواقب
وان يد الأقدار الوت أعنتي
…
كقوداء نحاها عن السرب جاذب
أحن لوادي الدير حتى تخيلا
…
صفت لي على ذاك الغدير المشارب
أظن أبا نعمان وهو يذيقني ال
…
قناني كأني بالتجارب راهب
عليكم بني الحدباء مني تحية
…
فإني إلى أقصى المدائن ذاهب
كفى حزنا أن حال بيني وبينكم
…
بحار ويكفي للتلاقي السباسب
ولم أكره الأوطان أو قرب أهلها
…
وعن ملتي والله ما أنا راغب
ولكن من بحر النوال أخي الندى
…
أبي حسن رعبا إلى البحر هارب
مشى هذا الأديب في حسن تخلصه في جميع قصائده على طريقة المتقدمين من غير ملاحظة تورية فيه. وقد تعين أن نورد سلك هذا المجموع فمنهم أبو نواس (1) فإنه قال من قصيدة:
تقول التي من بيتها خف مركبي
…
عزيز علينا أن نراك تسير
أما دون مصر للغنى متطلب
…
بلى أن أسباب الغنى لكثير
فقلت لها واستعجلتها بوادر
…
جرت فجرى في اثرهن عبير
(1) مرت ترجمته في حاشية ص 111 ج 1
ذريني أكثر حاسديك برحلة
…
إلى بلد فيها الخصيب أمير
وللبديع الهمداني (1) ومطلع قصيدته:
على أن لا أريح العيس والقتبا
…
والبس البيد والظلماء واليلبا
وأترك الخود معسولا مقبلها
…
واترك الكأس تغدو شربها طربا
حسبي الفلا مجلسا والبوم مطربة
…
والسير يسكرني من مسه نصبا
ومنها يقول:
قالت وقد أعلقت ذيلي تودعني
…
والوجد يخنقها بالدمع منسكبا
لادر در المعالي لا يزال بها
…
برق يشوقك لا هونا ولا كتبا
إلى أن قال منها:
غضي عليك قناع الصبر أن لنا
…
إليك آوية مشتى ومنقلبا
أبى المقام بدار الذل لي كرم
…
وهمة تصل التخويد والخببا (2)
وعزمة لا تزال الدهر ضاربة
…
دون الأمير وفوق المشتري طنبا
وللباخرزي (3) في وصف المطي وحسن التخلص، منها:
أعجب بفلك لها روم تفرقها
…
مخاضة الآل في ماء بلا بلل
والجد نهزة ذي جد يطير إلى ال
…
قتود عند وقوع الحادث الجلل
يغشى الفلا والفيا في والمطي لها
…
ضربان من هزج فيها ومن رمل
حتى تقرب اطناب الخيام إلى
…
منجى اللهيف وملجا الخائف الوجل
(1) مرت ترجمته في حاشية ص 111 ج 1.
(2)
في الاصول: التحويد والخببا. وصوابه التخويد وهو سرعة السير. والخبب محركة: ضرب من العدو أو كالرمل وهو أن ينقل الفرس أيامنه جميعا وأياسره جميعا. أو أن يراوح بين يديه.
(3)
الباخرزي هو ابو الحسن علي بن الحسن المتوفى سنة سبع وستين واربعمائة. وهو صاحب «دمية القصر وعصرة اهل العصر» وقد مرت ترجمته في حاشية ص 352 ج 1.
وللنيسابوري (1) من قصيدة:
وبهماء لو هبت بها الريح نذرة
…
لما صادفت فيها مكان ركود
ولو شهدت فيها القطا بمعالم
…
لما صدقت إلا بألف شهيد
تسديتها والليل داج شبابه
…
يروع بشيب رأس كل وليد
وقد لمعت فيها النجوم كأنها
…
مسامير تبر في محن حديد
بعيس كأمثال الأهلة أرملت
…
بأقمار ركب في بروج قتود
تؤم سمي المصطفى ركني الذي
…
أريد به في قهر كل مريد
ويسوغ ذكر شيء من مديحها، منها قوله:
وإن زاره حادي المطي اعاضه
…
أعنة جرد من أزمه قود
ويفضي الورى من ربعه وجنابه
…
إلى روض جود بالسماح مجود
وكم لحياة الراغبين لديه من
…
مجال سجود في مجالس جود
إذا ما انتضى آراءه استحيت القنا
…
وضاعت ظبا الأسياف بين غمود
وللشيخ محمد الخازن (2) من قصيدة ومطلعها:
سمراء تخطر في الوشاح الماهب
…
وتميس بين ربائب أو ربرب
ومنها قوله:
في ظل ليل راع من ظلماته
…
بسرادق نحو السماء مطنب
ارعيه طرفا ساهرا لم يكتحل
…
في جنحه إلا بأثمد غيهب
فكأنما شرك المجرة جوشن
…
نقطت حواشيه أسنة قعضب (3)
والمشتري في لازورد سمائه
…
متلألئ عن درة لم تثقب
والبدر كالملك المهيب تمنطقت
…
قدامه الجوزاء كالمتعجب
(1) لعله يريد بالنيسابوري صاحب «يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر» وهو أبو منصور عبد الملك ابن محمد بن اسماعيل الثعالبي النيسابوري المتوفى سنة تسع وعشرين واربعمائة.
(2)
مرت ترجمته في حاشية ص 378 ج 1.
(3)
قعضب اسم رجل كان يصنع الاسنة.
والنسر يطمح وهو يسبح في الدجى
…
والقطب يجمع دائرا في لولب
ما زلت ارقب صبحه حتى بدا
…
يفتر عن سمطي شتيت أشنب (1)
وكأنه يجلو عهود حبائبي
…
أيام أندية التصابي ملعبي
والمقصود منها:
وتحثني نغمات حاد مطرب
…
ثقف بآداب الفلاة مجرب
ويقول لي ادن المهاري وانتدب
…
عجلا وقرر ما عزمت وقترب
حتى تحط بحضرة ملكية
…
غراء رائد أهلها لم يكذب
فهناك شعب الجود غير محجر
…
وهناك فخر الملك غير محجب
وله من أخرى:
رب ليل نجومه كقلاص
…
في أزاهير جوه رائعات (2)
خضت أحشاءه إلى أن أقام ال
…
صبح غربي عموده المنضاة (3)
وبدا الشرق وهو يجلو على الأف
…
ق من الشمس صفحة المرآة
وركابي تطوي البسيطة بالوخ
…
د وتفلي مفارق الفلوات (4)
حيث لا ماء غير ماء حسامي
…
لا ولا ظل غير ظل قناتي
حيث حث الحادي وغرد إثر ال
…
عيس شدوا بذكر كافي الكفاة
(1) يريد بالشتيت الثغر المفلج. والأشنب ذو الشنب. والشنب ماء ورقة وبرد وعذوبة في الاسنان او نقط بيض فيها.
(2)
القلاص جمع قلوص وهي الشابة من الابل.
(3)
الغرب نوع من الشجر والمنضاة الهزيلة.
(4)
في الاصول: بالوخذ وصوابه بالدال المهملة. والوخد للبعير الاسراع. أو ان يرمى بقوائمه كمشي النعام أو سعة الخطو. وتفلي تبحث عن القمل والمفارق جمع مفرق وهو وسط الرأس حيث يفرق الشعر.
وله أيضا من أخرى:
ولرب ليل خلت بدر سمائه
…
تاجا وعالية المجرة مفرقا (1)
وخرقت جلباب الدجى بيد السرى
…
حتى أثرت له الصدوح الافرقا
وبدا الصباح مرنحا فكأنه
…
نشوان قارب أن يفيق ويفرقا
وطويت ماء الدحرضين ولم أكن
…
أرد البكيء مصردا ومرنقا (2)
وقربت ماء العيش ماء متالع
…
فشربته وسقيت قلبي الانيقا
ورأيت صبح الملك من أفق العلى
…
متبلجا وسناءه متألقا
ولأبي سعيد الرستمي من قصيدة طويلة: (3)
تبدت مع الأتراب تدعو على النوى
…
وإن لم يكن في الغانيات لها ترب
تسيل على الخد الأسيل دموعها
…
وصب دموع العين يروى بها الصب
وقد وكلت إحدى يديها بقلبها
…
مخافة أن يرفض من صدرها القلب
وعضت بدر الثغر فضة معصم
…
يكاد يثنيه من الذهب القلب
وكادت تحط الرحل لولا عزيمتي
…
قسي جفون العين أسهمها الهدب
وقائلة أذرت مع الكحل دمعها
…
وجيهية قب ومهرية نجب (4)
(1) الصدوح: الصياح الصيت. والافرق صفة للديك يقال ديك أفرق: عرفه مفروق.
(2)
في الاصول ماء الدحضرين وهو خطأ وصوابه ماء الدحرضين. والدحرض ووسيع ماء ان وثناهما عنترة ابن شداد فقال: شربت بماء الدحرضين. والبكيء: الناقة قل لبنها والمصرد: الماء القليل الذي لا يبلغ الري. والمرنق: المكدر.
(3)
هو محمد بن محمد الرستمي. سبقت ترجمته في حاشية ص 235 ج 1.
(4)
الوجيهية ذات الحدبتين. القب جمع القباء وهي الدقيقة الخصر.
إلى أي ارض ترحل العيس ظاعنا
…
وخلفك أفراخ بها ظمأ زغب
تق الله فينا لا تزدنا صبابة
…
ببعد فما نلقاه من كثب حسب
فقلت ثقي بالله يا أم معمر
…
فبعض الصدى ري وبعض النوى قرب
إذا ما أنخت العيس بالري سالما
…
فمشرعنا عذب ومرتعنا خصب
وله أيضا من أخرى:
وفارقت اذ أفرقت من نشوة الصبا
…
وقلت لشمس الحذر لا تتبرجي
ولذت من الدهر الفسوق بحضرة
…
تحاط بأطراف الوشيج المزجج (1)
هي الحضرة الغناء تهتز نضرة
…
وتزري بأنواع الربيع المثجج (2)
هنالك لا زند الرجاء لمرتج
…
بكاب ولا باب العطاء بمرتج (3)
حططت رحالي بل حططت منازلي
…
بها وادعا في ظلها غير مزعج
ولما تجلت سدة الملك لاح لي
…
سنا ملك بالكبرياء متوج
(1) الوشيج: شجر الرماح. والمزجج ذو الزج وهي الحديدة في اسفل الرمح.
(2)
المثجج: الدائم السيلان.
(3)
المرتج: المغلق.
وللقاضي الازدي (1) من قصيدة:
سأتبعها والجو بالشهب ابلق
…
واحتثها والليل بالشهب اشيب
ولا أتوخى الظل وهو مطيب
…
ولا أتوقى الشمس وهي تذوب
وأني في ظل المقام وبرده
…
وظني أن العيش في البيت أطيب
لكا لمكتفي بالماء يرويك صفوه
…
ولم يدر ان الراح تروي وتطرب
إلى أن أحط الرحل في مبنت العلى
…
بحيث الثرى يبتل والعود يرطب
وحيث الندى ينهل والحمد يقتنى
…
وحيث جناب المجد ريان معشب
وأما المتأخرون فإنهم لم يرضوا في حسن التخلص إلا بالتورية كقول ابن نباتة (2) من قصيدة في مدح تاج الدين السبكي (3)، وقد أبدع:
قد أسرج الحسن خديه فدونك ذا
…
سراج خد على الأكباد وهاج
والجم العذل فاركض في محبته
…
طرق الهوى بعد الجام واسراج
(1) هو ابو محمد عبد الغني بن سعيد كان عالما متفننا مولده في القاهرة سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة وتوفي فيها سنة تسع واربعمائة.
وفيات الاعيان 1: 305 وبروكلمان، التكملة (1: 281) والاعلام (4: 159).
(2)
هو ابن نباتة المصري، محمد بن محمد المتوفى سنة ثمان وستين وسبعمائة وقد مرت ترجمته في حاشية ص 336 ج 1.
(3)
هو قاضي القضاة تاج الدين ابو النصر عبد الوهاب ابن ابي الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي. ولد بالقاهرة سنة سبع وعشرين وسبعمائة ولازم الاشتغال على والده وغيره حتى مهر وهو شاب وانتهت اليه رئاسة القضاء والمناصب بالشام وامتحن في اواخر ايامه ثم تداركه اللطف وتوفي سنة احدى وسبعين وسبعمائة. وهو صاحب «طبقات الشافعية الكبرى» مطبوع وغيره من الكتب: ترجمته في الدرر الكامنة 2: 425 وحسن المحاضرة 1: 182 والخطط الجديدة 17: 8 وجلاء العينين 16 وبروكلمان 2:
108 وتكملته 2: 105 والاعلام 4: 335 وفيه مصادر أخرى. ومعجم المطبوعات العربية 1002.
وقسم الشعر فاجعل في محاسنه
…
شذر القلائد وأهد الدر للتاج
وقوله من قصيدة مدح بها القاضي جمال الدين (1).
حبذا منه مقلة لست ادري
…
أبهدب تصول أم بنبال
صنفت شجونا بغزال جفن
…
فقرأنا مصنف الغزال
وحوينا حلو القوام فنادت
…
لا عجيب حلاوة العسال
من معنى على هوى زاد حتى
…
أهملته نصائح العذال
لو رأى عاذلي حقيقة أمري
…
لرثاني ولا أقول رثى لي
في جمال الحبيب مت شجونا
…
وبروحي افدي تراب الجمال
وكقول الجزار (2) في مدح الأمير جمال الدين موسى بن يغمور (3)
وهيفاء تحكي الظبي جيدا ومقلة
…
رنت وانثنت فارتعت بالبيض والسمر
(1) هو القاضي جمال الدين ابو محمد عبد الرحيم بن الحسن بن علي الأموي الأسنوي، فقيه انتهت اليه رئاسة الشافعية ولد باسنا سنة اربع وسبعمائة وقدم القاهرة وتولى المناصب وتوفي سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة ترجمته في الدرر الكامنة 2: 354 وبغية الوعاة 304 والبدر الطالع 1: 352 والاعلام 4: 119 وفيه مصادر أخرى.
(2)
هو يحيى بن عبد العظيم بن يحيى بن محمد. ابو الحسين الجزار، جمال الدين. شاعر مصري ظريف ولد في السنة الاولى بعد الستمائة. كان جزارا بالفسطاط وكذلك ابوه. واقبل على الأدب واوصله شعره الى السلاطين والملوك. وتوفي سنة تسع وسبعين وستمائة.
ترجمته في المغرب في حلى المغرب 1: 296 وفوات الوفيات 2: 319 وشذرات الذهب 5: 364 والنجوم الزاهرة 7: 345 والبداية والنهاية 13: 293 والغدير 5: 426 وبروكلمان 1: 335 وتكملته 1: 574 والأعلام 9: 190 وفيه مصادر أخرى.
وجمع له الشيخ السماوي ديوانا يربو على 1250 بيتا.
(3)
هو جمال الدين موسى بن يغمور بن جلدك بن بليمان بن عبد الله. ابو الفتح. ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة بالقرب (أو قربة ابن يغمور) من اعمال قوص بصعيد مصر وسمع الحديث وتنقل في الولايات الجليلة مثل نيابة السلطنة بالقاهرة، ونيابة دمشق ولم يكن في الأمراء من يضاهيه في منزلته وشجاعته وقربه من الملوك. وكان أميرا جليلا خبيرا حازما جوادا ممدحا توفي سنة ثلاث وستين وستمائة. وله شعر ترجمته في النجوم الزاهرة 7:218.
جسرت على لثم الشقيق بخدها
…
ورشف رضاب لم أزل منه في سكر
ولست أخاف السمر من لحظاتها
…
لأني بموسى قد أمنت من السحر
فتى أن سطا فرعون فقر وجدته
…
يفرقه من جود كفيه في بحر
وكقول ابن حجة (1) من قصيدة في مدح ابي بكر قاضي القضاة تقي الدين (2)
فيا ساكني مغنى حماة نعمتم
…
صباحا ولو ألغيتم في الورى ذكري
فودي ود مثل ما تعهدونه
…
ولكن صبري عنكم عاد كالصبر
وقد كنت أخشى هجركم قبل بعدكم
…
فلما بعدتم قلت آها على الهجر
وان جلت في ميدان نظمي تشوقا
…
تسابقني حمر المدامع بالنثر
وشيعي همي كلما رام بعدكم
…
يحاربني ناديت يا لأبي بكر
(1) هو ابن حجة الحموي سبقت ترجمته في حاشية ص 40 ج 1.
(2)
هو الشيخ تقي الدين ابو الحسن علي بن عبد الكافي بن تمام السبكي الانصاري الخزرجي شيخ الاسلام في عصره وهو والد التاج السبكي صاحب الطبقات ولد في سبك سنة ثلاث وثمانين وستمائة وانتقل الى القاهرة وتولى قضاء الشام. وتوفي في القاهرة سنة ست وخمسين وسبعمائة.
ترجمته في الدرر الكامنة 3: 63 وطبقات الشافعية 6: 146 وبغية الوعاة: 342 ومعجم المطبوعات العربية 1004 والاعلام 5: 116 وفيه مصادر أخرى.
وكقوله من قصيدة في مدح المقر الأميني صاحب ديوان الإنشاء:
يا نزولا حمى الفراديس بال
…
شام وأعلامهم على قاسيونا
بالنسيم العليل منكم إذا هـ
…
ب على الغور والربا عللونا
وارحموا سائل الدموع وبا
…
لله عليكم لا تنهروا السائلينا
وإذا ما نهرتم الدمع نهرا
…
لا تخوضوا فيه مع الخائضينا
حبكم فرضنا وسيف جفاكم
…
قد غدا في بعادنا مسنونا
والحشى لم يخن عهود وفاكم
…
فاسألوا من غدا عليها أمينا
ومن تتمة القصيدة المترجمة:
أراني وإن كنت الطليق مقيدا
…
كأن لم تكن قد أبعدني الركائب
وزير على صمصامة الموت راقم
…
حساب المنايا من عصاه يحاسب
إذا قال قف للبدر لم يك آفلا
…
وغب فهو من دون الكواكب غائب
فلم تر عيبا فيه غير تقاوة
…
وعدل واعطاء فنعم المعائب
وشرف ملك الروم فهو مصانه
…
ولم يك ممن شرفته المناصب
وقائلة لا تستدل بخارج
…
على عدله يكفيك أنك سائب
فلم يستطع صبرا لديه لأنني
…
أراك شقيا والشقي يعاتب
فما قلت خاقان بوصفي ولم اقل
…
نبي وإن كان المقام يناسب
لكم يا بني عبد الجليل شمائل
…
فما هي إلا منحة ومواهب
جزمتم بخفضي لم يك الكسر فعلكم
…
وأني على التمييز للمدح ناصب
جنيت مذ استخدمتموني تعمدا
…
من الود أثمارا حماها التحابب
قضيتم كما شئتم حقوق انتقامكم
…
ألم يك حق العفو دينا يطالب
عليكم صلاتي كالصلاة فريضة
…
وايضاح منهاج التودد واجب
كأني بكم يوم الحساب وفي يدي
…
كتابي ويخفى البعض من هو كاتب
فلا شك عندي أن ذلك كائن
…
ومن قال أني في القيامة غالب
أيطربكم بالله نوح قرابتي
…
إذا عددت يوما خصالي النوادب
فكونوا كما كنتم اسودا وسادتي
…
فإني على عين الحسود حواجب
وله في حضرة المشار إليه يستعطفه عن جناية جناها، وقد أغرب.
نظمنا بشعر كالليالي لآليا
…
وظفرنا فوق اللآل اللياليا
كواعب علمن الغصون تمايلا
…
وضوعن من بين البرود الغواليا
ويوم تنزهن الغواني بروضة
…
واذكر منها الساقيات الجواريا
تقطع قلبي حين اعرض قسوة
…
ولم يستطع صبرا ولا كان ساليا
بغير المواضي خفة ما تغامرت
…
ولم تعبأ الهيفاء إلا العواليا
روى رقة عن خصرها بعض عذلي
…
وعن قدها لينا فشدد مابيا
ولما التقينا بالعذيب وبارق
…
وأسكر راح الثغر من كان صاحيا
رأتني كأيام ائتلافي متيما
…
وأبصرته تهوى تلافي كماهيا
وقلت لذات الخال لم نخل ساعة
…
فقالت تأهب قد أبحتك خاليا
كمنت لها بين الورود فأكمنت
…
من الشعر لي بين النهود الافاعيا
ولم يحل لي إلا مرارة هجرها
…
دلالا وذا حال لمن ذاق حاليا
تسعر قلبي إذ تسعر وصلها
…
على ضعف حالي كم أساوم غاليا
أقيم لقولي في سلوى دلائلا
…
وطول المدى دأبي أناسي اناسيا
كلانا بتذكار المحبة والع
…
وما الفت منا الطباع التناسيا
ففي الدهر اما أن ألائم لائما
…
واما أوري أو أقاسي القواسيا
سقتنا الرزايا حنظلا من دنانها
…
فما للنوى ما زال ساق وماليا
وما استخلفت ودي سوى محنة النوى
…
وفوق عليها بالخلوص التنائيا
وعهدي بقلبي لا يمر به العنا
…
فأغوتهما الأيام حتى تواخيا
هجرت سويدا قلب قومي ولم يلج
…
سويدا فؤادي المستهام وحاليا
وأن أعدمتني بالبصيرة ثروتي
…
ومالي فما قد أعدمتني لسانيا
ولو لم أزل عني الأذى بتجاهلي
…
لما كنت فيهم لا علي ولا ليا
وهبني كروض أيبس الظما زهره
…
واهصر غصنا كان بالزهر زاهيا
ألا بلغا بالله مجدي وسؤددي
…
وكيف الليالي بلغتني الامانيا
فلله دري إذ نجوت بمهجتي
…
ولا آسف إن أتلف الدهر ماليا
اذا ما سطا عسر علي التقيته
…
وجهزت في مدح الوزير القوافيا
وزير به الدين المبين محصن
…
وكان لنا بعد النبيين هاديا
سراج منير ان دجى ليل أزمة
…
يبشر ذا تقوى وينذر عاصيا
ولا ريب أن الله أرسل للندى
…
حسينا رسولا فهو لا زال هاديا
إذا قابلته الشمس أبصرت نوره
…
بها رائحا طبق المسير وغاديا
وقد كان مشهورا تلوح بروقه
…
ومن يومه سيفا يبيد الاعاديا
وسيان فعل السيف والرسل بالعدى
…
يجهز جيشا أو يراسل باغيا
وما ازداد مجدا بالوزارة حادثا
…
واكسبها فخرا أعز المواليا
فما كل من نال الوزارة ضيغم
…
وقد قل من أضحى وليا وواليا
نعم آل عثمان أسود وكلهم
…
كأشبال من يحمي الأسود الضواريا
أبا المجد ذا العفو الذي كان نعمة
…
وأن التلاقي فوق ما كنت راجيا
وهبت المعالي فاستمرت سجية
…
ولم ترم العافون إلا المعاليا
وما خاب منك السائلون ولم يكن
…
تخيب عبدا أم عفوك عافيا
غضبت فما يهوى الشفيقان رؤيتي
…
رضيت فكان الدهر خلا موايتا
غضبت فأبصرت السموأل خائنا
…
رضيت فوافيت ابن سلكة وافيا (1)
غضبت فأرضيت الخزائن طالما
…
رضيت فأضحى من يدي المال ساعيا
سطت خيل أشعاري عليه مغيرة
…
وظافرها جود يفوق الغواليا
فلم أر لا والله حلفة صادق
…
ولم ير غيري في الملا لك ثانيا
فما كنت إلا ضيغما وابن ضيغم
…
وأصبحت في غمد الوزارة ماضيا
ولم تبق للغر الكرام مآثرا
…
كذلك لم تبق الشموس الدراريا
ولما رأتك الروم ليث كريهة
…
وآلك في الحرب الجبال الرواسيا
دعتك كما يدعي الطبيب لعلة
…
ويستخلص القرم الحسام اليمانيا
عقلت بعيري مخلصا متوكلا
…
لعلي ألاقي منك ما كنت لاقيا
ومن الاعتذارات والاستعطاف الذي يأخذ بمجامع القلوب، ويكاد له صم الصخر يذوب، ما كتبه أبو محمد الخازن (2)
(1) يريد السموأل بن عاديا ويضرب به المثل بالوفاء. ويريد السليك بن سلكة وكان لصا عداء فاتكا شاعرا وكلاهما جاهلي.
(2)
مرت ترجمته، في حاشية ص 378 ج 1.
إلى الصاحب بن عباد (1) وكان قد غضب عليه:
أيا من عفوه داني السحاب
…
صدوق البرق ثقاب الشهاب
مديد الظل معقود الاواخي
…
على الجانين مضروب القباب (2)
فكيف حجبت عنك وأنت شمس
…
تجل عن التستر بالحجاب
أيرتج باب عفوك دون ذنبي
…
وعفوك لم يشن برتاج باب
وأعراض الوزير أشد بأسا
…
على الأحرار من ضرب الرقاب (3)
ثنى عزمي وذل شبا شبابي
…
وصب علي أسواط العذاب (4)
ولم تبق الليالي في بقيا
…
لعتب منك فضلا عن عقابي
فهب لزيارتي خطئي وعمدي
…
لقصدي واغتراري لاغترابي
فما في الأرض إلا من يراني
…
بعين المختوي الضرم الضباب (5)
كأني قد أردت بهم ذيابا
…
أو استنفرت منهم أسد غاب
حصلت وكنت ضيفك في الثريا
…
وصرت ولست ضيفك في التراب
أعدني للقرى واجعل جوابي
…
وإيجابي جفانا كالجواب
وجد برضاك فهو العيش غضا
…
وكلا فهو ريعان الشباب
(1) مرت ترجمته في حاشية ص 156 ج 1.
(2)
الاواخي جمع أخية كأبية عود في حائط أو في حبل يدفن طرفاه في الارض ويبرز طرفه كالحلقة تشد فيها الدابة.
(3)
في اليتيمة أشد ما.
(4)
في اليتيمة ثنى غربي.
(5)
المختوى: الذاهب العقل. والضرم: المشتعل. والضباب الغيظ والحقد وفي التيمة بعين المحقق
ولو رعت الحسام العضب سخطا
…
لذاب ذبابه بين القراب
أعيذك أن تصيخ إلى عدوي
…
وسمعك عن هنات القول نابي
علي أني أتوب إليك مما
…
كرهت فرق لي واقبل متابي
وإن لم تعف عن ذنبي سريعا
…
فها أني وحق أبي لما بي
سألثم من ثراك الروض غضا
…
ومن يمناك منهل السحاب
أصبت بخاطري فأتى بشعر
…
عليل مسه ألم المصاب
ومالي غير مدح أو ثناء
…
مشيد أو دعاء مستجاب
وله من قصيدة أخرى قال الثعالبي (1) في اليتيمة هي عندي أحسن من اعتذارات النابغة (2) إلى النعمان بن المنذر (3) وإبراهيم ابن المهدي (4) إلى المأمون (5) وابن الجهم (6) إلى المتوكل (7) وهي:
لنار الهم في قلبي لهيب
…
فعفوا أيها الملك المهيب
فقد جاز العقاب عقاب ذنبي
…
وضج الشعر واستعدى النسيب
وفاضت عبرة مهج القوافي
…
وغصصها التذلل والنحيب (8)
(1) هو ابو منصور عند الملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي النيسابوري المتوفى سنة تسع وعشرين واربعمائة وقوله الذي ينقله المؤلف في اليتيمة (3: 331) تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد.
(2)
يريد النابغة الذبياني زياد بن معاوية الشاعر الجاهلي المشهور مات نحو سنة 18 قبل الهجرة.
(3)
هو النعمان بن المنذر اللخمي ابو قابوس ملك الحيرة وهو ممدوح النابغة الذبياني وحسان بن ثابت وغيرهما من الشعراء نقم عليه كسرى ابرويز فعزله ونفاه الى خانقين وسجنه فيها الى ان مات في نحو سنة 608 ميلادية وكان آخر الملوك اللخميين في الحيرة.
(4)
ابراهيم بن المهدي الخليفة العباسي المشهور بابن شكلة بويع بالخلافة في بغداد حين كان المأمون في خراسان واشتهر بالغناء وتوفي سنة مائتين واربع وعشرين.
(5)
هو عبد الله المأمون بن هارون الرشيد المتوفى سنة ثمان عشرة ومائتين وهو أشهر من أن يعرف.
(6)
هو علي بن الجهم بن بدر ابو الحسن شاعر أديب اختص بالمتوكل العباسي ثم غضب عليه المتوكل ونفاه الى خراسان مات سنة تسع واربعين ومائتين وله ديوان شعر مطبوع ترجمته في الاغاني 10: 203 وفيات الاعيان 1: 349 وتاريخ بغداد 11: 367 والمرزباني 286. والاعلام 5: 77 وفيه مصادر اخرى.
(7)
هو الخليفة العباسي جعفر (المتوكل على الله) بن محمد (المعتصم بالله بن هارون الرشيد) بويع بالخلافة بعد وفاة اخيه الواثق سنة اثنتين وثلاثين ومائتين. اغتيل في سامراء باغراء ابنه المنتصر سنة سبع واربعين ومائتين
(8)
في الاصول: التلذذ والنحيب. والتصحيح من اليتيمة.
وقد قصمت عراها واعتراها
…
بسخطك بعد نصرتها شحوب (1)
وقالت ما لعفوك ليس يندى
…
لنا وسماء مجدك لا تصوب
ومن يك شوط همته بعيدا
…
فمثنى عطفه سهل قريب
تجاوزت العقوبة منتهاها
…
فهب ذنبي لعفوك يا وهوب
وأحسن إنني أحسنت ظني
…
وارجو أن ظني لا خيب
أترضى أن أكون لقى مقيما
…
على خسف أذوب ولا أثوب (2)
أبيت ومقلتي أبق كراها
…
وفي ألحاظها صاب صبيب (3)
وقيذا لا يلائمني طعامي
…
ولا ينساغ لي الماء الشروب (4)
صببت علي سوطا من عذاب
…
يذل لبأسه الدهر الغلوب (5)
فأرهقني نكيرك لي صعودا
…
من الأشجان ليس له صبوب
وما عوني على بلواي إلا
…
رجائي فيك والدمع السكوب
فان تعطف على رجل غريب
…
فإني ذلك الرجل الغريب
عليك أنيخ آمالي فرحب
…
بها، وإليك من ذنبي أتوب
وأخطو ما يريب إذا دهتني
…
غوامضه إلى ما لا يريب
فأي طروبة للعفو أن ال
…
كريم وأنت معناه طروب (6)
فإني نشء دارك والمغذى
…
بسيبك والصنيعة والربيب (7)
وأبت إليك من غفر مدلا
…
بما يقضي علاك لمن يئوب
ولذت ببابك المعمور علما
…
بأن ذراك لي مرعى خصيب
(1) في الاصول: وقد قصت، وبعد نظرتها.
(2)
في الاصول: لقا. ولقى كفتى: المطروح. وفي الاصول: على خشف، ولا ألوب.
(3)
في الاصول: ابقى كراها. والأبق: الهارب. والصاب: شجر مر واحدته صابة.
(4)
في الاصول: وقيد لا بلا ثمني.
(5)
في الاصول: يذل لباسه.
(6)
في الاصول: فان طروبة. وفي اليتيمة: فاية طربة.
(7)
في الاصول: فاني نشوى ذلك والمغذا.
وأن شعابه أندى شعاب
…
إليها يلجأ الرجل الأديب
وسقت بنات آمالي اليها
…
وقد حفيت وأنضاها الذروب (1)
فبوئني اختصاصك حيث تجنى
…
ثمار العز والعيش الرطيب
ولكن كادني خب حقود
…
لعقرب كيده نحوي دبيب
وما لجموع الفته جنيب
…
وما لشمال فرقته جنوب
وما يشفيه مني لو رآني
…
وقد أخذت بحلقومي شعوب (2)
بلوت الناس من ناء ودان
…
وخالطني القبائل والشعوب
فكل عند مغمزة ركيك
…
وكل عند مشربه مشوب
فجد لي بالرضا واقبل متابي
…
وعذري، أنني آسف كئيب
طريح في فنائك مستضام
…
غريب لا يكلمني غريب (3)
أأمنع من بوادي العلم منعا
…
كأني ليس لي فيها نصيب
واحرم من كلامك كل بدع
…
تناهيه النواظر والقلوب (4)
فلم لا تنتهي وتكف عني
…
عقابك بعد ما انتهت الذنوب (5)
وغاية ما يصير إليه شعر
…
إذا استقصيت أو مدح مصيب (6)
ومن سقيا سحابك جاء طبعي
…
ولولا الغيث لم ينبع قليب (7)
ومن شعر صاحب الترجمة مضمنا لبعض أبيات
نظرت ورنحت القوام لتزدري
…
بين الملاح بأبيض وبأسمر
لم أنس إذ زارت لتنظر من به
…
بعد النوى قلق ومن لم يصبر
(1) في الاصول: وقد جذبت وانضاها.
(2)
في الاصول: بحلتومي جنوب.
(3)
في الأصل: مستظام.
(4)
في الأصل: تناهيه النواظر.
(5)
في اليتيمة: فلم لا ينتهي ويكف عني.
(6)
في الاصل: وغاية ما تصير اليه شعرا.
(7)
في الاصل: فلولا الغيث. والقليب: البئر، أو العادية القديمة.
فنضت دمقسا من حرير ازرق
…
وجلت صفاء مخلخل ومسور
فرأيت في ضمن الزبرجد جوهرا
…
والشعر بين مجعد ومضفر
جاءت وقد مد الظلام سرادقا
…
والصبح شيء بيننا لم يذكر
في روضة ضحك الاقاح وغامزت
…
أحداق نرجسها البهي المزهر (1)
فهي الجنان وماء كوثرها ال
…
غدير فلا نبع نقد الهنا بمؤخر
خطرت فنم حليها ولقد أتى
…
صبح الجبين بعرف مسك أذفر
هذا يتم لحارس وضياء ذا
…
يهدي الرقيب وذا دليل المفتري
باتت تردد ويلها ويدي لها
…
طوق وتبدي فكرة المتذكر
وغدت تنشف طرفها بيمينها
…
وتحل باليسرى عقود تصبري
فرأيت ما في نحرها بجبينها
…
خجلا وينثر من كحيل احور
قامت تودعني فلجلج نطقها
…
خوف الرقيب كلكنة المتضجر
وتنهدت جزعا فأثر كفها
…
أثرا يدل على جوى وتحسر
طبعت بمخضوب البنان علامة
…
في صدرها فنظرت ما لم أنظر
أقلام ياقوت كتبن بعنبر
…
بصحيفة البلور خمسة أسطر
فكأنها الحدباء بلدتنا التي
…
تزهو وتزهر بالرداء الأخضر
إذ غاب عن غاباتها أسد الشرى
…
نعم العرين غدت بغير غضنفر
والبصرة الفيحاء زال ظلامها
…
وبها بدا نور الصباح المسفر
إذ خادم الحرمين قال بنصه
…
لأبي أمين يا أمين تبصر
تبت يدا من قال لي جهلا ألا
…
هن ابن أندى الخلق وأنظم وأنثر
كل الهناء لبصرة ما أبصرت
…
كأبي أمين في جميع الأعصر
ولسوف يرعى ذئبها مع شاتها
…
وسوادها ترعى أمام الجؤذر
(1) في الاصل: احدق نرجسها.
أن كان يعقب مدها جزر ففي
…
كفيه مد من ندى لم يجزر
هذا من الماء الأجاج وأن ذا
…
مد تدفق من نضار أحمر
بخل البحار الجزر والمد الندى
…
حاشاه في يمناه خمسة أبحر
فهو السحاب ونحن أغصان زهت
…
ما بين ريان الأصول ومثمر
لو حاتم وافاه أبصر نفسه
…
متساخيا ونداه بذر مبذر
أنسى أحاديث الذين تقدموا
…
بشمائل ومآثر لم تحصر
وعدالة وبلاغة وجلالة
…
ووسامة وديانة وتجسر
عدل ابن سابور ومجد جذيمة
…
وجلالة تروي لنا عن قيصر
ودهاء قيس مع وفاء سموأل
…
وسخاء معن مع جسارة عنتر
وسناء دحية مع ذكاء اياسهم
…
ورياسة تروي عن ابن المنذر
هذا مثل قول البديع الهمذاني (1) من قصيدة:
فما السموأل عهدا والخليل قرى
…
ولا ابن سعدى ندى والشنفري غلبا
من الأمير بمعشار إذا انقسموا
…
مآثر المجد فيما أسلفوا نهبا
ولا ابن حجر ولا ذبيان يعشرني
…
والمازني ولا القيسي منتدبا
هذا لركبته وذا لرهبته
…
وذا لرغبته وذا إذا طربا
ومثله لأبي سعيد الرستمي (2)
إذا عد كعب في السماح أبت له
…
يمين له في كل أنملة كعب
وان الذي يرويه طي لحاتم
…
إذا نحن أنشدنا فواضله ذنب
ومن القصيدة المترجمة:
الكل قطرة وابل في بحره
…
أو صيغة مشتقة من مصدر
(1) مرت ترجمته في حاشية ص 111 ج 1.
(2)
مرت ترجمته في حاشية ص 235 ج 1.
لو سابقوه على جياد فنوبهم
…
علموا بان الفضل للمتأخر
لا زال نشوانا إذا اشتبك القنا
…
وتراه في الهيجاء كالمتبختر
أيتيمة الوزراء أنت الأشهر ال
…
حرم العظام وهم كباقي الأشهر
وحماك مأوى مستجير لائذ
…
وغياث ملهوف ويسر المعسر
خذها من العرب الكواعب غادة
…
حسناء قد جاءت برى العنبر
وله في حضرة المشار اليه أيضا يعارض قصيدة السيد علي خان (1) على هذا الوزن والروي:
خذها معتقة تروي عن السلف
…
عطرا لمنتشق أنسا لمرتشف
من كف أهيف بادي الغنج مبتسم
…
حلو الشمائل ظبي بين الوطف
تقول للبيض ذا فتكي لواحظه
…
والقد مال لسمر الخط ذا هيفي
والبدر قد غره البدر الأغر إلى
…
أن رام يحكيه لولا خجلة الكلف
عاتبته إذ أمالته الصبا هيفا
…
فقال لي أي غصن غير منعطف
من ضيق عينيه لما أن رأى جلدي
…
أعدى بجفنيه جسم الناحل الدنف
(1) هو السيد علي صدر الدين المدني بن الامير نظام الدين احمد بن محمد معصوم الحسيني المعروف بعلي خان بن مرزا احمد. الشهير ب بن معصوم. عالم بالأدب والشعر والتراجم شيرازي الاصل، مكي المولد وأقام بالهند مدة وتوفي بشيراز سنة تسع عشرة ومائة والف. من مؤلفاته «سلافة العصر في محاسن اعيان العصر» مطبوع. و «أنوار الربيع» شرح بديعية له. مطبوع. له ديوان شعر.
نزهة الجليس 1: 209 وايضاح المكنون 1: 144 وبروكلمان التكملة 2: 627 ومقدمة انوار الربيع تحقيق شاكر هادي شكر والاعلام 5: 64 وفيه مصادر أخرى.
لم أنس ليلة أنس بات معتنقي
…
وعنده فوق ما عندي من الشغف
سقى عقيقا بدر حين أرشفني ال
…
لمى العقيق ودرا جل عن صدف
شربت من يده ما فوق وجنته
…
وما بيمناه من خديه مقتطف
أحنى بقامته قدي وعانقني
…
وما نهى حين ضم اللام للألف
فلم تهب حدقا بالزهر يرقبنا
…
كلا ومن ألسن النمام لم تخف
والروض مكتمل بالآس عارضه
…
والغصن ما بين ملوي ومنعكف
والورق يسجع بالأوراق من طرب
…
ما بين متفق لحنا ومختلف
حتى تبسم ثغر الصبح عن فلق
…
كأغيد بظلام الشعر ملتحف
أو قينة لقطت درا تنظمه
…
وقد طوت شعرها الجعدي في كنف
كأنما الليل غمد والصباح له
…
سيف الوزير حسين ذي النجا الثقف
لا عيب فيه سوى أن لا يرى سرفا
…
بالجود والدين في صون عن السرف
وهذا البيت كقول النابغة الذبياني من قصيدة:
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم
…
بهن فلول من قراع الكتائب
وهذا النوع يقال له تأكيد المدح بما يشبه الذم. فإنه قال: ولا عيب في هؤلاء القوم أصلا الا هذا العيب وهو فلول أسيافهم من المقارعة والمضاربة، وهذا ليس بعيب بل نهاية المدح. فهو تأكيد المدح بما يشبه الذم، لأن قوله غير أن سيوفهم يوهم أن ما يأتي بعده ذم فاذا كان مدحا فقد تأكد المدح.
يروى أن عروة بن الزبير سأل عبد الملك بن مروان أن يرد عليه سيف أخيه عبد الله بن الزبير فأخرجه إليه في سيوف منتضاة، فأخذه عروة من بينها. فقال له عبد الملك بم عرفته؟ فقال:
بقول النابغة وأنشده البيت.
وهذا النوع مستعمل جدا ومن جيده قول أبي هفان (1).
ولا عيب فينا غير أن سماحنا
…
أضر بنا والبأس من كل جانب
فأفنى الورى أرواحنا غير ظالم
…
وأفنى الندى أموالنا غير غائب
ولبعضهم ويسند إلى الفاضل الرومي ملا زاده:
ولا عيب فيكم غير أن ضيوفكم
…
تلام بنسيان الأحبة والوطن
ومثله قول ابن نباتة (2):
ولا عيب فيه غير أني قصدته
…
فانستني الأيام أهلا وموطنا
(1) في الاصول: ابن هفان وصوابه ابي هفان. وهو عبد الله بن أحمد بن حرب الهزمي العبدي البصري.
ابو هفان: راوية، عالم؛ بالشعر والأدب وكان شاعرا من أهل البصرة وسكن بغداد، واخذ عن الأصمعي وغيره. وكان متهتكا فقيرا، يلبس ما لا يكاد يستر جسمه. له «أخبار الشعراء» و «صناعة الشعر» و «اخبار ابي نواس» مطبوع توفي سنة سبع وخمسين ومائتين. ترجمته في ارشاد الاريب 12: 54 وتاريخ بغداد 9: 370 واللباب 3: 194 وسمط اللآلي 335 وبغية الوعاة 277 ونزهة الالبا 267.
ولسان الميزان 3: 249 والأعلام 4: 188 وتأسيس الشيعة 98.
(2)
مرت ترجمته في حاشية ص 336 ج 1
وللصفي (1) من قصيدة:
وافى وقد عاد السماح وأهله
…
رمما فكان له المسيح الثاني
فالطير تلجأ بالحصون لأنها
…
بنداه لم تأمن من الطوفان
لا عيب في نعماه إلا أنها
…
يسلو الغريب بها عن الأوطان
شاهدته فشهدت لقمان الحجى
…
ونظرت كسرى العدل في الإيوان
وقوله أيضا:
لا عيب فيهم سوى أن النزيل بهم
…
يسلو عن الأهل والأوطان والحشم
وفيه لبعضهم:
لا عيب فيه سوى مكارمه التي
…
نسبت لحاتم نجل كل كريم
وفيه:
لا عيب فيه غير أن يمينه
…
تدع العديم مهنئاً بيساره
ومثله:
ولا عيب في معروفهم غير أنه
…
يبين عجز الشاكرين عن الشكر
ولابن الرومي (2)
ليس له عيب سوى أنه
…
لا تقع العين على شبهه
وما أحسن قول ابن الحاج
أتوني فعابوا من أحب جهالة
…
وذاك على سمع المحب خفيف
وما فيه عيب غير أن جفونه
…
مراض وإن الخصر فيه ضعيف
(1) مرت ترجمته في حاشية ص 148 ج 1
(2)
مرت ترجمته في حاشية ص 112 ج 1
ولأبي جعفر القرطبي:
فتى لم نسافر عنه آمال آمل
…
وكان لها إلا إليه إياب
ولا عيب فيه لامرئ غير أنه
…
تعاب له الدنيا وليس يعاب
ومن تتمة القصيدة المترجمة:
أمنت يداه بيوتاً من خزائنه
…
وإنما ساد بيت المجد والشرف
ترى لديه من العافين مزدحما
…
كالمنهل العذب من حاس ومغترف (1)
كأن سائله المسئول في شرف
…
هذا الكريم فلا تذكر أبا دلف
مسلسلا مسندا تروي مآثره
…
بين الملا السن الأشعار والصحف
لم يخلق الله في أخلاقه ملكاً
…
والله والله أني صادق الحلف
لا غرو إن فخرت فيه الملوك فقد
…
أبداه خالقه فردا من التحف
ولا عجيب إذا ما خاف سطوته
…
خلق وما ليس بالمخلوق كالنطف
من عصبة كنجوم الليل زاهرة
…
من كل متشح بالمجد متصف
ينسى البنون أحاديث الذي سلفوا
…
ونحن نروي حديث المجد للخلف
أبا مراد بنو فني متى طعنت
…
صدور شعري بهذا الضرب تعترف
ما كل صهباء خمراً يستطاب به
…
من الهموم وليس الدر كالخزف
لا زلت منتصفا من كل مغترف
…
بدراً بلا كلف بحرا بلا طرف
(1) في الاصول: من ماس ومغزف.
ومن مديحه في حضرة المشار إليه أيضا:
إن أنكر القلب يوما حبكم وأبى
…
لا تثبتوا نسبا لي بينكم وأبا
فما التهى وتسلى بالغضا وبه
…
لقد تسلى من الأشواق والتهبا (1)
بمنحنى أضلعي ما ليس يخمدها
…
عقيق دمع حكى في سفحه السحبا (2)
لم أنس مجلس أنس حيث ما فرجت
…
به الظلا ولدت شمس الضحى الشهبا
صهباء طاف بها ذو لثغة غنج
…
وقد ألانت لنا منه الذي صعبا
أخذ معنى هذين البيتين الأخيرين من قول صفي الدين الحلي (3) من قصيدة:
صعب القياد فإن راضت خلائقه
…
كأس المدام ألانت منه ما صعبا
من قهوة كشعاع الشمس مشرقة
…
إذا جرى الماء فيها اطلعت شهبا
ومنه أيضا للصفي من قصيدة أخرى:
عجوز إذا ما أبرزت من حجابها
…
تريك نشاطاً كالغلام إذا شبا
هي الشمس إلا أنها في شروقها
…
إذا مزجت في كأسها اطلعت شهبا
(1) في الاصول: ونسلا بالغضا. لقد تسلا.
(2)
في الاصول: بمنحى أضلعي.
(3)
تقدمت ترجمته في حاشية ص 148 ج 1.
ومن القصيدة المترجمة:
تضرجت وجنتا خديه حين سقى
…
من كأسه ولماه الراح والشنبا
فقلت ما في كئوس كاللجين ألم
…
تخف رقيباً يراها؟ قال لي ذهبا
كأن ما فوق خديه براحته
…
وكفه الغض من كلتيهما خضبا
هذا البيت قد أخذ معناه من قول السري الرفاء الموصلي (1):
وساق بحب الكأس أصبح مغرماً
…
تلألأ منها مثل ضوء جبينه
سقاني بها صرف الحميا عشية
…
وثنى بأخرى من رحيق جفونه
عظيم الحشى ذو وجنة عندمية
…
تريك احمرار الورد في غير حينه
فأشرب من يمناه ما فوق خده
…
والثم من خديه ما في يمينه
ومن هنا أخذ ابن النبيه (2) قوله:
ساق صحيفة خده ما سودت
…
عبثاً بلام عذاره أو نونه
جمد الذي بيمينه في خده
…
وجرى الذي في خده بيمينه
(1) تقدمت ترجمته في حاشية ص 485 ج 1.
(2)
تقدمت ترجمته في حاشية ص 41 ج 1.
ولديك الجن (1) في هذا المعنى:
وساق يكاد الكأس يخضب كفه
…
فتحسبه من وجنتيه استعارها
موردة من كف ظبي كأنما
…
تناولها من خده فأدارها
وفيه لابن القيم (2):
أهلا بشمس مدام من يدي قمر
…
تكامل الحسن فيه فهو تياه
كأن خمرته إذ قام يمزجها
…
من خده عصرت أو من ثناياه
وفيه أيضا لأبي الفضل ابن أبي الوفا الموصلي
والراح في يد ساقيها مشعشعة
…
كأن وجنة ساقيها بها نضحت
ساق إذا اغتبقت ندمان قهوته
…
أضاء مبسمه الصبحي فاصطبحت
(1) عبد السلام بن رغبان بن عبد السلام بن حبيب الكلبي ابو محمد، المعروف بديك الجن، شاعر مجيد. فيه مجون. وسمي بديك الجن لان عينيه كانتا خضراوين. أصله من مؤتة، وقيل من السلمية. ولد بحمص سنة احدى وستين ومائة وتوفي بها سنة خمس وقيل ست وثلاثين ومائتين. لم يفارق بلاد الشام ولم يتكسب بشعره. الاغاني 14: 49 ووفيات الاعيان 2: 356 والكنى والالقاب 2: 215 وحياة الحيوان للدميري: 1: 349 واعيان الشيعة 37: 29 وتاسيس الشيعة 201 والاعلام 4: 128 ومقدمة ديوان ديك الجن تحقيق أحمد مطلوب وعبد الله الجبوري.
(2)
هو شمس الدين أبو عبد الله بن أيوب بن سعد الزرعي الدمشقي أحد كبار العلماء ويعرف بابن قيم الجوزية. ولد في دمشق سنة احدى وتسعين وستمائة. وتتلمذ لشيخ الاسلام ابن تيمية وهو الذي هذب كتبه ونشر علمه، وسجن معه في قلعة دمشق. وأهين وعذب. واطاق بعد موت ابن تيمية.
والف تصانيف كثيرة. وكان لا يخرج عن شيء من اقوال ابن تيمية. وتوفي في دمشق سنة احدى وخمسين وسبعمائة. ترجمته في الدرر الكامنة 3: 400 والنجوم الزاهرة 10: 249 والبداية والنهاية 14: 234.
وبغية الوعاة 25 وشذرات الذهب 6: 168. وبروكلمان انظر فهرسته وجلاء العينين 20 ومعجم المطبوعات العربية 222 والاعلام 6: 280 وفيه مصادر اخرى.
وقوله في الأبيات المترجمة «وكفه الغض من كلتيهما اختضبا» أخذه من قول الصفي:
فاترع الكأس حتى فاض فاضلها
…
بكفه وسقاني بعد ما شربا
فمذ رأينا سرورا في أسرته
…
يبدو وكفاً له بالنور مختضبا
كلنا له فضة بالكف فاضلة
…
عنا وكان له من دنه ذهبا
ولبعضهم في هذا المعني من قصيدة:
بقلبي ساق رد طرفي ساهرا
…
وقلبي من فرط الغرام معذبا
تبدى بكأس وردت لون خده
…
فخلناه من أنواره قد تخضبا
وقابلها خد له فتشابها
…
ولكن ورد الخد زاد تلهبا
يطوف بها محمولة في بنانه
…
فتحسب بدر التم قارن كوكبا
وفيه أيضا:
ألا ربما ساق سقاني سلافة
…
بديع التثني واضح الثغر أشنب
إذا اختضبت أطرافه من شعاعها
…
رأيت لجينا بالمدام مذهب
ومن القصيدة المترجمة:
فماس من عجبه في الروض في حلل
…
ليزدري غصناً مهما التوى حطبا
لم أدر من كأسه قد صب في فمه
…
أو كان في الكأس ما في فيه منسكبا
يسوؤني اذ سقيم الفكر قد ضرب ال
…
صهباء في مثل ما بالريق اضربا
سقيته خمرة من خده عصرت
…
صرفاً وحيا بريق مثل ما شربا
فقال لي هاتها عذراء صافية
…
واسكر بسكري كسكري وانهب اللقبا
هات اسقنيها على ناي علانية
…
مع فتية يعلنون اللعب والطربا
حتى الكرى خاط جفنيه فكف يدي
…
عن جيده ثم أبدى الدل والغضبا
وقد تلجلج واختلت خلائقه
…
سكرا ويلحن أن غنى وأن ضربا
فقلت خذ قال لالا أستطيع لقد
…
أرخى المدام يدي والنطق والركبا
ما فاز من وصله إلا فمي ويدي
…
فأسال من الروض زهراً كان مرتقبا
وأكتم أخا الأنس أمري لا تبوح به
…
ولا تكن لافتضاحي عامدا سببا
أن الوزير حسينا جاء منتقما
…
لله منتصراً للحق مرتقبا
إن يحتم الليل فيه ما بدا فلق
…
أو الصباح نجا من غاسق وقبا
ولصاحب النفحة (1) في هذا المعنى من قصيدة:
دعواته تجلو الكروب وعزمه
…
لو يلتقيه الموت مات توهما
ولو استجار به النهار من الدجى
…
لم تبصر الاحداق شيئا مظلما
متوقد كالبدر ليلة تمه
…
فإذا تحرك للعطاء تبسما
وللأديب فتح الله ابن النحاس (2) في هذا المعنى:
مجرد العزم فرنده التقى
…
وغمده تبسم الاجياد
أما ولو ببابه احتمى الدجى
…
لما اختشى خطب صباح عادي
أو دخل النهار تحت ذيله
…
ما زحف الليل على العباد
وهذه الأبيات من قصيدة
…
بديعة يمدح بها أبا الإسعاد
الوفائي ومطلعها:
قد نفدت ذخائر الفؤاد
…
فلم أربي الدمع للسهاد
(1) صاحب النفحة هو محمد أمين بن فضل الله بن محب الله بن محمد محب الدين المحبي، الحموي الاصل الدمشقي المولد والدار. ولد بدمشق سنة احدى وستين والف ونشأ بها في كنف والده ثم سلك طريق المعرفة. وتلقى العلم على شيوخ اجلاء. ورحل الى الاقطار. واشتغل بالقضاء والتدريس وتولى تدريس الامينية.
وتوفي سنة احدى عشرة ومائة والف.
ترجمته في سلك الدرر 4: 86 وخلاصة الاثر 8: 277، 308، 422. وترجم له عبد الفتاح محمد الحلو في مقدمة «نفحة الريحانة» للمحبي التي قام بتحقيقها.
(2)
هو فتح بن عبد الله، الشهير بابن النحاس شاعر رقيق من أهل حلب. قام برحلة طويلة دخل دمشق مرارا واقام في القاهرة مدة. ودخل الحجاز واستقر بالمدينة المنورة.
كان في حداثته من احسن الناس منظرا. فلما تبدلت محاسنه، اندرج في مقولة الكيف وتزيا بزي الفقراء من الدراويش حدادا على حسنه وتوفي بالمدينة سنة اثنتين وخمسين والف. ودفن ببقيع الغرقد.
وكان أبي النفس فيه شيء من العجب. لم يكن احد يوازيه في اسلوبه وشغل النقاد بالمفاضلة بينه وبين الامير منجك.
اشهر شعره حائيته المرقصة التي مطلعها «بات ساجي الطرف والشوق يلح» له ديوان شعر مطبوع.
ترجمته في اعلام النبلاء 6: 69 وخلاصة الاثر 3: 257 ونزهة الجليس 1: 321 وسلافة العصر 272، ونفحة الريحانة 2: 507 وهدية العارفين 1: 815 وايضاح المكنون 1: 300 وبروكلمان التكملة 2: 510 والاعلام 5: 333.
فؤاد من يحب مثل دمعه
…
ودمعه مظنة النقاد
اذا هدا الليل فطفل مقلتي
…
يبيت بالنزيف غير هادي
ومن بكى من النوى فقد رأى
…
بعينه تقطع الأكباد
تمايلوا على الجمال ميله
…
فعلموها مشية التهادي
وما سمعت بالغصون قبلهم
…
مشت بها اكثبة البوادي
فإن تجد يدي على ترائبي
…
فلا تقل لفيأة الفؤاد
وإنما رفعتها لأنها
…
كانت لهم حمائل الاجياد
حمر الخدود ان تغب فشكلها
…
بناظري داخل السواد
لأجل ذا الدمع جرى بشوقها
…
فنظم الياقوت في نجاد
لا وأبي ومن يقل لا وأبي
…
فقد تلي إليه الأمجاد
ما عثر الغمض بذيل ناظري
…
ولا انثنت لطيفهم وسادي
وهب رشاش مقلتي حبائلا
…
فأين منها زلق الرقاد
آه وآه أن تكن ملء فمي
…
فإنها مضمضة الصوادي
قد نفض السمع كلام غيرهم
…
كما نفضت الصبر من مزادي
أعاذلي وللهوى غواية
…
بعت بها كما ترى رشادي
ولعت بي وشعلتي كمينة
…
بقادح يعبث في زنادي
دع الهوى يعبث بي وأن نشأ
…
فعدني من عذبات وادي
ما لحق اللوم غبار عاشق
…
حدا به من المشيب حادي (1)
أما ترى الاقاح حول لمتي
…
حكى ابتسام البرق في البوادي
بشرني طلوعه بان لي
…
صبح وصال لدجى بعادي
ولم أقل مناصل تجردت
…
واركزت بجانب الأغماد (2)
(1) في الاصول: حدى به.
(2)
في الاصول: ولم أقل مناصلا والصحيح في خلاصة الاثر.
كأن شيب الشعرات ألسن
…
على ضياع رونقي تنادي (1)
لبست ما أضاعني فأسوتي
…
كأسوة الجمرة في الرماد
وحاك في الرأس ضياء خيمة
…
ذات طنابين إلى الافواد (2)
كأنها عمامة لبستها
…
من يد مولاي أبي الإسعاد
وهي طويلة كلها غرر. ومنها يقول:
كم أزرع الشكر وما لزرعه
…
إذا أتى الابان من حصاد
واتبع الهوى بكل غادر
…
ليس هواه في سوى عنادي
فأنفث الرقى على مخبل
…
وأطلب الحراك من جماد
ولي خطوط لا تفيد جملة
…
كما يخط الطفل في المداد (3)
تشعبت مني الصبا وناصبت
…
على السرى مخارم البلاد (4)
بين هوى لخاتل ومدحه
…
لباخل وفرقة لعادي
نفرت من قصائدي لأنها
…
إلى الكثير سلم التعادي
ومن تتمة القصيدة المترجمة:
رقى لمنزلة عذراء ما وجدت
…
كفؤا إذا انتسبت إلا إذا انتسبا
وكل ما وهبت حتى كرام بني
…
عبد الجليل يد بعض الذي وهبا
ولو جمعت هبات السابقين من ال
…
كرام من أذخروا الأشعار والخطبا
كانت قياسا على إنعامه لمما
…
وفي رياض نداه الطل والحببا
(1) في الاصول: علا ضياع رونقي بناد.
(2)
جمع الشاعر فودا على أفواد. والفود: معظم شعر الرأس مما يلي الأذن، وناحية الرأس.
(3)
في الاصل: وبي حظوظ.
(4)
في الاصل: محارم البلاد.
أو ساعة ناظر الطائي نائله
…
وفي يديه كنوز الأرض لاضطربا
وأن سحبان كالأمي لو بلغت
…
أدني بلاغته أذنيه ما خطبا
يظنه وهو في الهيجاء منفرد
…
أخو الجسارة جيشا زاخرا لجبا
فما المراد بمدحي أن أحيط بما
…
فيه من المجد أو اقضي الذي وجبا
أن يكتب الثقلان الدهر ما نفدت
…
خلايق نسخت آياتها الكتبا
وللمحبي (1) قريب من هذا المعنى:
ما عسى يبلغ المديح علاهم
…
لو تناهى في الحصر والإغراق
آل بيت هم معدن الجود والح
…
لم وخير الأنام بالاتفاق
أن قلبي لهم مقيم على الميثا
…
ق من قبل ساعة الميثاق
وانتسابي منهم لأحمد يقضي
…
أنني عبده بغير شقاق
وللشاهيني (2) في هذا المعنى:
ماذا أقول وأنت صنع الله من
…
قد خص بالآراء والتسديد
أن الذي يرجو لفضلك غاية
…
ليروم شيئا ليس بالموجود
(1) هو محمد أمين بن فضل الله المحبي المتوفى سنة احدى عشرة ومائة والف وقد مرت ترجمته في ص 102
(2)
هو أحمد بن شاهين القبرصي الاصل الدمشقي. ولد سنة خمس وتسعين وتسعمائة. وكان أبوه من اجناد دمشق. وكان هو جنديا ثم تركها واتجه الى العلم والأدب. وكان مليح العبارة، جيد الفكرة حسن التصرف بالنظم والنثر. واشتغل بالتدريس والقضاء والتأليف. وتوفي سنة ثلاث وخمسين والف.
تراجم الاعيان 1: 139 وخلاصة الأثر 1: 210 وريحانة الالبا 1: 228 وسلافة العصر 375 وهدية العارفين 1: 159 ونفحة الريحانة 1: 96.
وفيه لصاحب النفحة (1):
تحلت بنا الأعناق عقد مواهب
…
إذا ما هطلن استحيت المزنة الوطفا
فما تنطق الأفواه إلا بمدحه
…
ولا ترفع الآمال إلا له كفا
فديتك يا من لو صرفت بمدحه
…
جميع وجودي رحت أحسبه قذفا
ومثله قول الرقباوي (2) في مدح شريف مكة:
أنت أولى الناس بالمدح ولو
…
لم يكن للبحر عن وصيفك نزح
هاك نظم الدر من معدنه
…
رائق المعنى له بالمدح مدح
ضمن الدهر لها التخليد في
…
صفحات الكون والأيام فسح
ومنه أيضا قول ابن الحنائي: (3)
ومن لي بأن أحصي ثناه وقد غدا
…
كمال الورى من عشر أوصافه قسطا
أمولاي أن الشعر عبد ملكته
…
ففي مذهب الآداب تحرزه ضبطا
(1) يريد صاحب نفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة، وهو محمد أمين بن فضل المحبي المتوفي سنة 1111 هـ.
(2)
هو محمد بن حجازي بن أحمد بن محمد الرقباوي الانبابي المصري. ولد بانبابة ونشأ بمصر واشتغل بعلوم الأدب حتى فاق اقرانه ورحل الى الحرمين وتوطنها مدة ومدح الشريف زيد بن محسن بمدائح كثيرة بليغة. وكان يعطيه العطايا الجمة. وجعل له في كل سنة مرتبا ومعلوما. ثم توجه الى اليمن فمدح الأئمة من بني القاسم وله باليمن شهرة عظيمة. وكانت وفاته في سنة ثمان وسبعين والف بمدينة ابي عريش من اليمن وهذه الأبيات التي ذكرها صاحب الروض من قصيدته الحائية المشهورة التي مطلعها «كل صب ماله في الخد سفح» وقد عارض بها حائية ابن النحاس التي مطلعها «بات ساجي الطرف والشوق يلح» . ترجمته في خلاصة الاثر 3: 415 ونفحة الريحانة 4: 599 والاعلام 6: 308.
(3)
في الاصول: الحناني وصوابه ابن الحنائي وهو علي بن الحنائي بن أمر الله الحميدي الرومي.
ومن تتمة القصيدة المترجمة:
والكاتبان الكريمان اللذان على
…
أعماله أبصرا من فعله العجبا
فكاتب الحسنات الخير أتعبه
…
أما أخاه فما أملى ولا كتبا
هب الوزارة كالضرغام فهي له
…
رأس وأضحى الذي قد نالها الذنبا
ما كل أيامنا في فضلها جمع
…
ولا الشهور تضاهي الصوم أو رجبا
قليلة القدر خير في فضائلها
…
من الف شهر بها كم نال من طلبا
أبا مراد أبا ليث أبا قمر
…
أبا أديب أبا خير الأنام أبا
أبا أمين أبا بدر بلا كلف
…
إذا بدا غار منه البدر واحتجبا
يا خير من أينعت أنواء نائله
…
روض الأماني فيه وهو خير ربا
فلم يزل غيثها المنهل متصلا
…
ولم نزل نزرع الآمال والاربا
فما اشتكت ظما يوما كصارمه
…
ولا اشتكى الوحش في أرض العدى السغبا
بآل عثمان محمود وأنت بنا
…
علا كما شرف الأتراك والعربا
لولا كما لم يك الإسلام منتصرا
…
ولا ازدرى المسلم الأوثان والصلبا
مهما التوى من وزير سوط همته
…
على جواد وقد جاراك فيه كبا
لو لم يكن خير من في الروم قاطبة
…
ما كنت من خير من في العرب منتخبا (1)
يهنيك آلك والأشبال قد بزغت
…
شمس المنى وتدانى الأنس واقتربا (2)
هم النجوم وهم زهر الرياض وهم
…
أسد العرين وهم أعلى الورى رتبا
شم الأنوف وآساد الصفوف وكم
…
من مرة كشفوا الأحزان والكربا
(1) في الأصول: ما كنت من خير في العرب
(2)
في الأصول: شمس المنا.
بكل أنملة بحر وكل يد
…
سحابة أمطرت للمرتجي النشبا
أني عقلت بعيري واتكلت لدى
…
بحر وخلفت غيري يرقب القلبا
وكم جنيت عناقيد المرام وما
…
جنى أخو الكيد فليستحمض العنبا
كم غارة شن حسادي على أدبي
…
فما تأخر من خوف ولا رهبا
فلم يصب طاعن يوم الرهان دمي
…
منها ولا ثائر من حيها السلبا
وأن أبكار فكري خرد عرب
…
من أكرم العرب من أعلاهم نسبا
خذها أبا النصر بكرا بين أخبية
…
لم يقطع الناقد الواعي لها طنبا
فلو رأى حليها الحلي إذ خطرت
…
ما ماس منعطفا في قرطق وقبا
ان كان قبلي تثنى شاعر فلقد
…
نطقت بالحق في مدحي وقد كذبا
وله وقد عرضت عليه قصيدة أنشأها أحد أدباء بغداد فكتب عليها مقرضا، وكانت تلك القصيدة في صدر كتاب:
حكيت كتابا جاء يا مدمعي نثرا
…
ولم تحك ذاك النثر حسنا ولا قدرا
كتابا طوى نشري رقيق تغزلي
…
وفاق سحيق المسك طيا كذا نشرا
وقائله ماذا تروم بمدحه
…
أذلك أجراً منك قلت لها أجرا
وقالت دع الأعراض آنا وعارض ال
…
أديب ولا تعجب فأوسعتها زجرا
وقالت تدفق أيها البحر إنما
…
سواك سراب قلت لا تكذبي نهرا
وقلت لها هلا نهاك تعقبي
…
جهارا لمن قد قال ممتدحا جهرا
ونظم عقدا من لآل ولم نزل
…
نمد رقابا كي نكون لها نحرا
وزفت من الأعراب بكرا تغزلت
…
وحاكت نسيما بعد أن طيبت عطرا
لقد خطرت غصنا، أضاءت غزالة
…
رنت ظبية، فاحت عبيرا بدت بدرا
نعم تنظم الشعر الرحيق محسنا
…
ولكن كهذا لم نكن نعلم السحرا
فلا زال من حان القريحة عاصرا
…
عتيق نظام مسكر حادث عطرا
قوله: لقد خطرت غصنا إلى آخره هو كما قال أبو الطيب المتنبي.
بدت قمرا ومالت خوط بان
…
وفاحت عنبرا ورنت غزالا
وجارت في الحكومة حين أبدت
…
لنا من حسن منظرها اعتلالا
كأن الحزن مشغوف بقلبي
…
فساعة هجرها يجد الوصالا
وتبعه أبو القاسم الزاهي (1) فقال:
سفرن بدورا وانتقبن أهلة
…
ومسن غصونا والتفتن جآذرا
وأطلعن في الاجياد بالدر أنجما
…
جعلن لحبات القلوب ضرائرا
وممن نسج على هذا المنوال أبو عامر إسماعيل بن أحمد الشاشي (2) من قصيدة:
رأيت على اكوارنا كل ماجد
…
يرى كل ما يبقى من المال مغرما
ندوم أسيافا، ونعلو قواضبا
…
وننقض عقبانا، ونطلع أنجما
وقال أبو الحسن الجوهري (3) في الخمر إلا أنه ثلث التشبيه:
يقولون بغداد التي اشتقت برهة
…
دساكرها والعكبري المقيرا (4)
إذا فض عنه الختم فاح بنفسجا
…
واشرق مصباحا ونور عصفرا
ولبعضهم في غلام مغن:
فديتك يا أتم الناس ظرفا
…
وأصلحهم لمتخذ حبيبا (5)
فوجهك نزهة الأبصار حسنا
…
وصوتك متعة الاسماع طيبا (6)
(1) هو علي بن اسحاق بن خلف ابو القاسم المعروف بالزاهي شاعر وصاف محسن، كثير الملح، من اهل بغداد. اكثر شعره في آل البيت. وله مدائح في سيف الدولة والوزير المهلبي وغيرهما ولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وتوفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة.
وفيات الاعيان 1: 355 والمنتظم 7: 59 ويتيمة الدهر 1: 249 والاعلام 5: 68.
(2)
ورد ذكره في اليتيمة 1: 249 اثناء ترجمة ابي القاسم الزاهي ومنها نقل المؤلف هذا.
(3)
هو ابو الحسن علي بن أحمد الجوهري: من شعراء جرجان ذكره صاحب اليتيمة 4: 27 وقال عنه نجم جرجان في صنائع الصاحب وندمائه وشعرائه. وكان الصاحب يعجب به أشد الاعجاب ويصطنعه لنفسه.
ويصرفه في الاعمال والسفارات. ورد الى نيسابور رسولا في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وحين عاد وجهه الصاحب الى اصبهان رسولا ايضا. ولما انقلب من اصبهان الى جرجان لم تطل به الأيام حتى أصبح مقبورا.
(4)
في الاصل والعكبري المغبرا. والصواب ما اثبتناه وكذلك هو في اليتيمة 1: 249.
(5)
في الاصول: طرفا والصواب ما اثبتناه.
(6)
في الاصول: وسمعك متعة الاسماع والصواب ما اثبتناه.
وسائله تسائل عنك قلنا
…
لها في وصفك العجب العجيبا
رنا ظبيا وغنى عندليبا
…
ولاح شقائقا ومشى قضيبا (1)
ولصاحب الترجمة في مدح الأديب عبد الرحمن بن يوسف البغدادي:
شغلتنا قلوبنا والعيون
…
تلك تخفي الجوى وتلك تبين
جعفر الدمع راح يروي حديثي
…
وفؤادي هو الرشيد الأمين
أسكرتني مدامة العتب حتى
…
قيل لي أنت شاعر مجنون
ومعاني بديع حسن بياني
…
أعربت أن ذا الجنون فنون
والصبابات من صبابات قلبي
…
ناقلا هكذا الجناس يكون
ليس لي راحة مذ استخدموني
…
طول عمري بشربها استعين
من أقام الجوى لقلبي فصبري
…
مثل قومي مع السرور ظعين
لم يغب عن تخيلي شخص بدري
…
والحشى مطلع وبرج حصين
وقريب من هذا قول الماردينلي (2):
حبيبي لقد أودعت بالقلب جمرة
…
وما ودع القلب الوداد وما قلى
وأوحشت طرفا طالما بت راتعا
…
بوجه كساه الحسن من افخر الحلى
(1) في الاصول: رني ظبيا وغنا.
(2)
كذا في الاصول: وصوابه المارديني وسيأتي ذكره كذلك وهو محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن فخر الدين الانصاري المارديني. اصل اجداده من القدس ولد ونشأ في ماردين، وانتقل الى دمشق وسافر الى حلب. وحظي عند الظاهر، واستقر في ماردين، وتوفي بآمد سنة اربع وتسعين وخمسمائة: الوافي بالوفيات 3: 255 وطبقات الاطباء 1: 299 وابن العبري 417 والاعلام 7: 77.
تنقلت من عيني إلى وسط مهجتي
…
ومن عادة الأقمار أن تتنقلا
ومن أمثاله للصفي الحلي:
أيا من ضاع فيه نفيس عمري
…
وصبري بين إعراض وبين
أراك ممثلا بسواد قلبي
…
فما لي أن يراك سواد عيني
وللمقر اليوسفي:
حضرت فكنت في بصري مقيما
…
وغبت فكنت في صم الفؤاد
وما شطت بنا دار ولكن
…
نقلت من السواد إلى السواد
وفيه أيضا:
يا غائب الشخص عن عيني ومسكنه
…
على الدوام بقلب الواله العاني
أضحى المقدس لما أن حللت به
…
لكنه ليس فيه عين سلوان
وفيه لابن نباتة:
فديت محيا قد خلا منه ناظري
…
ولم يخل منه من فؤادي موضع
مقيم بأكناف الغضا وهي مهجة
…
وإلا بوادي المنحنى وهي أضلع
أطال حجاز الصد بيني وبينه
…
فمقلته الحورا وجفني ينبع
واسكن قلبي فهو بيت مودة
…
ولكنه بين العروض مقطع
ومنه أخذ ابن حجة قوله:
في عروض الهوى بحور دموعي
…
ما أفادت قلبي سوى التقطيع
ودعوني ورجعوني عنهم
…
يا أخا الوجد لا رجعت رجوعي
وصلوا بي مطولات جفاهم
…
ورموني بقلبي المقطوع
ومنه قول القاضي الارجاني:
راع الفؤاد نوى الخليط ولم يكن
…
قبل الهوى ما حادث بمروع
وأرى فؤادي في الزمان كأنه
…
بيت العروض يراد للتقطيع
وتتمة الأبيات المترجمة
حسن الحاسدون بالذم شعري
…
فحلا لي من العرى التحسين
ليت لو يعلم المرخص شعري
…
أن دري ببحر فكري ثمين
ليت لوزف ثيبا أو عجوزا
…
وقريضي المحجب المكنون
قيل لي هل تصون بالله عنا
…
عينك البالغات قلت أصون
قال من ذى الورود بع يا ضعيف
…
قلت للآن لم يبع ياسمين
لست ممن يبيع عينا بعين
…
هكذا كل موصلي ضنين
جاءني صاحب ليخطب بكرا
…
بنت يوم فقلت أين القرين
قال عبد الرحمن قلت كريم
…
أنني الموصلي والمأمون
حلف البحر لم يكن غير سح
…
حل يمناه حبذاك اليمين
إن أبناء يوسف كأبيهم
…
وأبو يوسف الهلال الحزين
هم ظباء رعوا كناس قليبي
…
واسود لهم فؤادي عرين
أو يكن بالعقيق غيري كئيب
…
أن مجراه مقلتي والجفون
وعلى هذا الهموع، وذكر العقيق والدموع، يستحسن ذكر أبيات حسين العاملي (1)
ما صاح صاحي الورق في أفنانه
…
إلا وأسكره بديع بيانه
(1) هو الشيخ حسين بن شهاب الدين الحسين بن محمد بن حيدر العاملي الكركي. ولد سنة احدى عشرة والف. سكن أصفهان مدة ثم استوطن حيدرآباد، وتوفي فيها سنة ست وسبعين والف.
اشتغل بعلم الطب وبرز بالفقه والتفسير والأدب، وله شرح نهج البلاغة، ومختصر الاغاني، وأرجوزة في المنطق، ومسائل في الطب، وحاشية على تفسير البيضاوي، وديوان لشعره احدهما للمدائح والآخر للأهاجي ترجمته في سلافة العصر 855 وهدية العارفين 1: 327 وأمل الآمل 1: 70 والذريعة 9: 248 وخلاصة الأثر 2: 90 والاعلام 2: 254 وفيه ذكر لمؤلفات أخرى.
وإذا تنازعه اللوائم في الهوى
…
ذكر العقيق فسح من أجفانه
كلف إذا هبت به نجدية
…
يذكر (كذا) بها ما باح من أشجانه
وللطالوي (1) في هذا المعنى من قصيدة:
ذكر العقيق فسال من أجفانه
…
وأشتاقه وجداً إلى سكانه
وأشتم في ريح الصبا أرج الصبا
…
فصبا حليف جوى إلى أوطانه
ولابن نباتة فيه:
إذا لم تفض عيني العقيق فلا رأت
…
منازله بالقرب تنهى وتنهر
وأن لم تواصل عادة السفح مقلتي
…
فلا عادها عيش بمغناه أخضر
ولطيف هنا قول الماردينمية:
وظبي افاض الدمع في يوم نفرة
…
ومن خده أدمى الفؤاد بجمرة
فنار الغضا في منحنى أضلعي ذكت
…
وبان عقيق الدمع من سفح مقلتي
تراسلني الحاظه بسهامها
…
ومن جفنها تأتي على حين فترة
ترى خده الوردي تحت عذاره ال
…
حريري يبدو حاديا كل بهجة
أقول له ياقوت قلبي لقد أبي ال
…
كرى ناظري فاعطف على ابن مقلة
(1) هو درويش محمد بن أحمد الطالوي الأرتقي، ابو المعالي أديب له شعر وترسل. ولد في دمشق سنة خمسين وتسعمائة ووالده رومي المحتد درس علوم البلاغة والتفسير والأدب والمنطق والرياضي والحكمة والتصوف ولبس خرقة التصوف وسافر الى الروم ثم عاد الى دمشق وتوفي فيها سنة اربع عشرة والف.
ترجمته في خلاصة الاثر 2: 149 والفهرس التمهيدي 280 والاعلام 3: 15.
تتمة الأبيات المترجمة:
دار بدر الدجى على كل برج
…
سائلا كل ما لديهم يزين
كي يرى رابع الثلاثة قدرا
…
وهو والله حاجب مقرون
قلت يا بدر قد مللت تنقل
…
وتكلفت أيها المفتون
لي على منبر اليراع بنان
…
جامع قد أعاقه المضمون
فصفت بانة النقا تترامى
…
تحت رجليه إن بدا وتلين
حاتم طيء كل نجل جواد
…
حاتم العصر حين رفد معين
كل صبح مبارك عبد مولى
…
وجهه الشمس والصباح الجبين
أن أبكار فكرتي جافلات
…
لم تطعني لها الهموم حصون
خفقت راية المديح ووافى
…
من ندى الاكرمين فتح مبين
عمر الله ساحة أينعوها
…
أنها للأنام حرز مكين
وله وقد اختبره بعض الأدباء:
مالي أرى أدباء العصر قد ولعوا
…
بالاختبار وأني فوق ما سمعوا
أن العيان وما يرويه منتقد
…
من فتية الفضل يا أزكى الورى شرع
فلا تصدق إذا قالوا نناظره
…
لا يستوي سارق منا ومخترع
أين اللآلي لدى أهليه من سبج
…
أين المساجد عند الله والبيع
ما كل بيت هو البيت الحرام ولا
…
جميع أيامنا في فضلها جمع
إذا تجمع قومي قلت يا أدبي
…
ألق العصا تتلقف كل ما صنعوا
تذكرت بهذه الأبيات ما اتفق للأديب مصطفى البابي (1) مع أديب الزمان محمد القاسمي (2). وذلك أنه وقف على قصيدة للبابي جيدة فاتهمه بها وبامتحانها. فكتب إليه البابي قصيدة وأرسلها اليه.
منها يقول:
وسل أثلات الجزع تخبرك أننا
…
نعمنا بعيش في ذراهن ناعم
إذ الروض مخضر الربا وغصونه
…
تقلد من قطر الندى بتمائم
وفي خلل الأغصان نور كأنه
…
مجامر ند في حجور الكمائم
ومنها يقول بعد التخلص:
ولولا مقال جاءني منه أطرقت
…
حياء له الآداب إطراق واجم
وقطع أمعاء القريض لهوله
…
ورد القوافي وهي سود العمائم
إمام العلى إني أحاشيك أن ترى
…
بديع المعاني عرضه للوائم
زعمت باني سارق غير شاعر
…
صدقت بمعنى ساحر غير ناظم
لقد قالها من قبل قوم فالقموا
…
بأيدي الهجا حاشاك صم الصلادم
رأوا مثل ما عاينت إبداع أحمد
…
وبادرة الطائي وشعر كشاجم
(1) هو مصطفى بن عبد الملك (او عثمان) البابي الحلبي نشأ بحلب وأخذ عن علمائها ودخل دمشق ودرس على مشايخها ورحل الى البلاد الرومية فدرس بها وانتفع. وتولى قضاء طرابلس الشام، ثم مغنيسيا ثم بغداد ثم المدينة المنورة في سنة احدى وتسعين والف. وحج في هذه السنة فتوفي بمكة.
واشعاره كلها نفسية فائقة مطربة رائقة.
خلاصة الأثر 4: 377 واعلام النبلاء 6: 362 والاعلام 8: 139 وفيه مصادر أخرى.
(2)
هو محمد بن أحمد بن قاسم الشهير بالقاسمي الحلبي ولد بحلب ودخل الروم وصار بها من كبار المدرسين ثم كف بصره فتقاعد. فانزوى في بيته فهرعت اليه الافاضل فاشتهر فضله وانتشر علمه واستمر يقرئ انواع العلوم. وكانت وفاته بدار الخلافة في سنة اربع او خمس وخمسين والف.
خلاصة الاثر 3: 376 وريحانة الالبا 1: 78 والبديعي والفيومي واعلام النبلاء 6: 275 وخبايا الزوايا الورقة 25 ب.
حنانيك بعض البغي لا بدع أن أتى
…
بشعر حبيب من رأى جود حاتم
وأن ندى نجل الحسام لروضة
…
أينكر فيها طيب سجع الحمائم
فدونكها أبكار فكر تزفها
…
يد الشوق عن ود من الريب سالم
مشيدة البنيان لا يستريبها
…
حسود ولا يقوى بها كف هادم
والقصيدة المتهم بها أظن أنها هذه (1):
سرى عائدا حيث الضنى راع عودي
…
سرى البدر ضيف بالدجنة مرتدي
ومنها يقول:
وعاتبته والظن أيأس طامع
…
فجاوبني والقلب أطمع مجتد
ولا طفته حتى استملت فؤاده
…
فيا لك صلداً بعضه لين جلمد
وبت كأن الدهر ألقى زمامه
…
إلي وصافاني فأحرزت مقصدي
وحكمني من جيده وهو عاطل
…
فحلاه دمعي بالجمان المنضد
إلى أن نعى بالبين صبح كأنه
…
غراب النوى لكنه غير اسود
ومنها من مديحها:
أتى وظلام الظلم فيها كأنه
…
وساوس شرك في فؤاد موحد
فأشرق بدر العدل في عرصاتها
…
بوجه أغر مبرق العزم مرعد
(1) هذا وهم من المؤلف فالقصيدة التي اتهمه محمد القاسمي بانتحالها نونية يمدح بها ابن الحسام ومطلعها:
أفي كل يوم لوعة وحنين
…
ومن كل فج للفراق كمين
تردت بثوب بالصيانة معلم
…
وحفت ببحر بالمكارم مزبد
والبابي نسبة إلى الباب. وهي قرية من قرى حلب لها واد مشهور بطيب الهواء، ولكثرة الرياض، وتلون الأزهار، وفيها يقول الزين ابن الوردي (1).
أن وادي الباب قد ذكرني
…
جنة المأوى فلله العجب
فيه روح يحجب الشمس إذا
…
قال للنسمة جوزي بالأدب
طيرة معربة في لحنها
…
تطرب الحي كما تحيي الطرب
مرجه مبتسم مما بكت
…
سحب في ذيلها الطيب انسحب
فيه روضات أنا صب بها
…
مثل ما أصبح فيها الماء صب
نهره أن قابل الشمس ترى
…
فضة بيضاء في نهر ذهب
ولصاحب الترجمة قصيدة لما قصد زيارة أمير المؤمنين، ونتيجة الموحدين، وإمام المتقين، وزين الأخبار المصطفين، زوج البتول، ابن عم الرسول، حضرة أسد الله الغالب، علي بن أبي طالب، رضي الله عنه وأرضاه، أنشأها بجواره، واستمد بإنشائها من أشعة أنواره، وهي:
نعم بلغت يا صاح نفسي سؤالها
…
وليس عليها في النفوس ولا لها
فزمزم ودع ذكر المقام وزمزم
…
فقد جعلت ذكر المقام مقالها
مقام هو الفردوس نعتا ومشهدا
…
وجنة خلد قد سقيت زلالها
(1) هو زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي المتوفى سنة تسع واربعين وسبعمائة وقد مرت ترجمته في ص 137 ج 1.
فياقبة الأفلاك لست كقبة ال
…
مقام مقالا بل ولست ظلالها
فكم هبطت للارض منك كواكب
…
لتنظم حصباء بها ورمالها
وكم ود بدر التم حين حججنها
…
رجال حفاة أن يكون نعالها
فتلك سماء بالمصابيح زينت
…
وأن فخرت كان الهلال هلالها
وتأمن عين الشمس كسفا ولا ترى
…
اذا اكتحلت ذاك التراب زوالها
فهاتيك في وجه الوجود كجنة
…
وقبر ابن عم المصطفى كان خالها
وصي وصهر وابن عم وناصر
…
وحامي الورى طرا وماحي ضلالها
علي أمير المؤمنين ومن حوى
…
مقاما محا قيل الظنون وقالها
فمن يوم إسماعيل جد محمد
…
إذا عدت الاحساب كان كمالها
وضرغامها والمرتجى ويمينها
…
وأعلامها والملتجى وشمالها
فكيف نرى مثلا لأكرم عصبة
…
إذا كنت تدري بالوصي اتصالها
فلا تسم الأعصاب من صلب آدم
…
وأن سمت لا تسوى جميعا عقالها
لها السؤدد الأعلى على كل عصبة
…
ولم تر بين العالمين مثالها
لقد حازت السبطين بدري محمد
…
وبضعتها الزهراء نوراً وآلها
فيا خير من أرخت أزمة نوقها
…
إليه حداة زاجرات جمالها
ويا خير من حجت إليه من الورى
…
بنو أمل ألقت إليه رحالها
ويا خير ثاو للنزيل وملتجى
…
إذا أزمة أبدى الزمان عضالها
ألا أيها الممتاز من آل هاشم
…
ومن كان فيه عزها واكتمالهما
ألا يا أبا السبطين يا خير من رقى
…
لمنزلة حاشا الورى أن تنالها
أزلت ظلام الشرك يا آية الهدى
…
وأفنيت أصنام العدى ورجالها
وأطلعت شمس الحق والكفر قد دجى
…
ولولاك يا فخر الوجود أزالها
أتيناك نسعى والذنوب بضائع
…
وقد حملت منا الذنوب ثقالها
ولما تنافسنا ببذل نفائس
…
وأنفسنا أهدت إليك ابتهالها
عفا الله عني لم أجد غير مهجة
…
وأدري إذا ما قد رضيت امتثالها
فو الله مهما حل حضرتك التي
…
تحج بنو الآمال نال نوالها
أغثني أغثني من هوى النفس علني
…
أرى للتقى بعد الشقاء مآلها
أجرني أجرني من ذنوب تراكمت
…
فما لي سوى الألطاف منك وما لها
فدهم الليالي العاتيات مغيرة
…
وقد أوسعت أيام عمري مجالها
وضاق فسيح الأرض حتى كأنني
…
حملت على ضعفي الفلا وجبالها
كأن الدواهي حرة قد تزوجت
…
بقلبي ولم تبذل لغيري وصالها
بذلت لها عمري صداقا ولم تلد
…
سوى حرقة قد أرضعتها اشتعالها
وسوف أراها طالقا بثلاثة
…
على يدهم أني اعتقدت زوالها
أبا حسن والمرتضى وحسينهم
…
وفاطمة هبني لمدحي عيالها
فمن مطلعي حتى الختام بمدحهم
…
نعم بلغت يا صاح نفسي سؤالها
وله لما ألوى عنان مطاياه لزيارة قبر شهيد الشهداء، وخلاصة الأتقياء، وصفوة الأولياء، نور الحق والدين، وبدر سماء الصدق واليقين، شمس أفق النبوة والرسالة، صاحب المحامد والمكارم والبسالة، أبي عبد الله الإمام الحسين بن الإمام الهمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنهما وعن ذريتهما، وجعلنا تحت ظلالهما والويتهما، ولكونها مرثية لحضرته، رسمها على باب حجرته وهي:
قد فرشنا لوطئ تلك النياق
…
ساهرات كليلة الآماق
وزجرنا الحداة ليلا فجدت
…
ثم أرخت أزمة الأعناق
حبذا السير يوم قطع الفيافي
…
ما أحيلي الوداع عند الفراق
والإمام الهمام نجل علي
…
فخر آل البتول يوم السباق
لم تلد بعد جده وأبيه
…
أمهات بسائر الآفاق
بسناء الحسين يا حبذا الخلق
…
ويا حسن أحسن الأخلاق
أي أم تكون فاطمة الزهرا
…
ء من والد على الحوض ساقي
أي جد يكون أفضل خلق الل
…
هـ والمجتبى على الإطلاق
هل علمتم بما أهيم جنونا
…
ولماذا تأسفي واحتراقي
يوم قتل الحسين كيف استقر
…
ت هذه الأرض بل وسبع الطباق
أيها الأرض هل بقي لك عين
…
ودماء الحسين بالاهراق
كيف لا تنسف الشوامخ نسفا
…
وتجن الوجود للامحاق
أغرق الله آل فرعون لكن
…
لم يكن عندهم كهذا النفاق
أن قلبي يقول قد كان أولى
…
من سبي الغانيات بالإغراق
يا سماء قد زينت واستنارت
…
وبها البدر زائد الإشراق
هكذا يوم كربلا كان يزهو
…
فرقد فيك والنجوم البواقي
كيف بالله ما غدت كعيون
…
سابحات بأنهر الاحداق
كيف لا تجعل النجوم رجوما
…
ورميت العداة بالإحراق
جعل الرجم للشياطين لكن
…
أي فرق لهم سوى الأطواق
وإحياء الزمان من آل طه
…
وعتاب البتول يوم التلاقي
ما تذكرت يا زمان عليا
…
كيف ترجو بان ترى لك واقي
وترى جيد ذلك الجيد يوما
…
ودماء على المحاسن راقي
كل عرق فيه الهداية تزهو
…
لعن الله قاطع الأعراق
أنت تدري بمن غدرت فأضحى
…
بدماء مزمل بالعراق
هكذا كان لائقا مثل شمر
…
يلتقي الآل بالسيوف الرقاق
حرم المصطفى وآل علي
…
سائبات على متون النياق
ناثرات الشعور بين نحيب
…
وافتراق من بعد حسن اتفاق
هذه تخضب البنان دماء
…
ثم هاتيك أيقنت بالتراقي
بين ضم الحسين وهو قتيل
…
واعتناق الوداع أي اعتناق
بين نهب وغارة واستلاب
…
وسبايا تقاد بعد الوثاق
يا ابن بنت الرسول قد ضاق أمري
…
من ثناء وغربة وافتراق
ودجى الخطب والمصائب ألقت
…
رحلها فوق ضيق الخناق
جئت أسعى إلى حماك ومالي
…
لك والله ما سوى الأشواق
وامتداحي مرصع برثائي
…
فتقبل هدية العشاق
وعلى جدك الحبيب صلاة
…
ما شدا طائر على الأوراق
ومن نفثاته، والغريب من أبياته، هذا الموشح في المديح وهو:
من ملاح الترك أغيد
…
خده كالجلنار
غصن بان مذ تأود
…
في هواه القلب طار
قهقه الكون المجسد
…
وانثنى يسقى العقار
خلت فوق الغصن غرد
…
يا أخا الوجد الهزار
وهو أسنى إذ تجرد
…
وسنى الغصن الثمار
مربي يوما وسلم
…
وله البدر توأم
وبموسى اللحظ كلم
…
ثم داوى بالكلام
مذ رأى وهو المعظم
…
هجره أبلى العظام
عد أضلاعي ليرحم
…
ويرى قتلي حرام
ظل يبكي حين عدد
…
ورثى بعد النفار
فوق خديه شقيق
…
وله البدر شقيق
صير الخصر الرقيق
…
ردفه الباغي رقيق
قلت في الثغر بريق
…
مزج الشهد بريق
قال لا هذا رحيق
…
ودواء للحريق
فانثنى والردف عربد
…
واعترى الخصر اختصار
قال دع ما قيل عنا
…
واغتنم صفو الزمان
وأرح قلبا معنى
…
واجتل بنت الدنان
أن طير الأنس غنى
…
فوق أغصان الأمان
حن قلبي حين حنا
…
بالطلا الصرف البنان
وسقى الراح المبرد
…
من لمى الثغر جهار
قلت لو تسمع عذري
…
كنت مثلي في نفاق
فلقد قضيت عمري
…
في اصطباح واغتباق
وأنا مثلك دهري
…
قبل أن جئت العراق
فرأيت الشرب يزري
…
بالفتى بين الرفاق
عند مولانا المؤيد
…
ذي التقى والاقتدار
خير من ولي الوزارة
…
وتدابير الأمور
عين إنسان الإمارة
…
وسداد للثغور
علم الأسد الجسارة
…
فروى عنه الحبور
فلنا كل البشارة
…
ولنا كل السرور
حزت إقبالا وسؤدد
…
بامتداح ووقار
فالشريف الحر أنصف
…
مذ رأى الوجه الأغر
قال ما في الدهر أشرف
…
من حسين وأبر
وعن الأهل تخلف
…
ولدى البحر استقر
فاسألوه فهو أعرف
…
وبصدقي قد أقر
أنا عبد لست أجحد
…
وبذا نلت الفخار
وله:
جنى من قال عنك البدر يحكي
…
لماذا ازور لحظك دعه يحكي
***
فلولا الثغر والخد الشقيق
…
نعم قلنا لذلك ذا شقيق
أريق في بريق أم رحيق
…
وخدك ماس أم غصن وريق
جعلت الناس في شرك وشرك
…
فأنت غريم أفئدة ونسك
***
فهبني في الهوى استعذبت ذلك
…
وما خصصت فاك بلى وكلك
لحى الله المفند كيف دلك
…
على هجري وعني قال ملك
وقد أصبحت في ريب وشك
…
إلى أن رمت يا تركي بتركي
***
فلست بأشعبي في الأماني
…
وفي الآداب ما أحد علاني
وأني الباز في صيد المعاني
…
ولي جنحان من سن المعاني
واقنع بالشتاء بصيد كركي
…
وذلك من ندى ملك وملك
وزير فيه أينعت العدالة
…
وأورق روضه روض الجلالة
له المنن العظام بكل حالة
…
مجددة بجيدي كالغلالة
وكم قد فك عني ضيق ضنكي
…
فلست أهاب من جور وإفك
***
مليك أن رآه البدر بادي
…
تواقع كالغلام على الأيادي
ان الدهر الخئون أبى مرادي
…
أنادي ما تهاب أبا مراد
فكم قد ذقت فتكا بعد فتك
…
أما قد تبت عن غدر وسفك
***
أيا أندى البنين أبا سليم
…
أنيس جاء بالقلب السليم
أبا در ودري كريم
…
جواد باسل أسد كريم
لأنت الفرد في ملك وملك
…
وعبدك خير ذي نظم وسبك
*** وبالمناسبة فمن لطائف الموشحات لابن حجة ما سنذكره. وقد التزم أن يأتي في آخر كل خرجه بنصف بيت من كلام الغير مضمنا، وزعم أن ذلك مما لا يقدر عليه غيره، وهو:
جاءت تغازل بالأجفان والمقل
…
فاهتز عطف غرامي وانجلى غزلي
فيا لها لحظات للحظا نسبت
…
تصيب باللمح قلب الفارس البطل
فقلت ما منيتي وزيني
…
بتربة الصبر يوم بيني
كحل بعينيك قالت وهي في خجل
…
ليس التكحل في العينين كالكحل
***
ماست بقامتها يوما بذي سلم
…
والشعر كالعلم المنصوب للأمم
فقلت يا قلب أعلام الهدى نصبت
…
ها أنت تخطر بين البان والعلم
فغرقتني بدمع طرفي
…
وقالت اسمع كفيت خلفي
ألم تخف بللا ناديت يا أملى
…
أنا الغريق فما خوفي من البلل
***
سألتها برد ما عندي من الكمد
…
فقلت نار الجوى قد أضعفت جلدي
قالت بريقي اطفيها اذا التهبت
…
يا برد ذاك الذي قالت على كبدي
ولاح في خدها لسعدي
…
خال تمسكت فيه وحدي
قالت وطلعتها كالشمس في الحمل
…
في رؤية البدر ما يغنيك عن زحل
***
إنسان مقلتها لما رأى كلفي
…
بسيفه قد أقام الحد في تلفي
فمت بالسيف قهرا والحشا نهبت
…
لكنني عند موتي قد قوي شغفي
ناديتها والدموع طوفان
…
وقلت ماذا فعال إنسان
إلى م تعجل في قتلي بلا زلل
…
فقال لي خلق الإنسان من عجل
***
والله يا برق ان أو مضت في السحر
…
وحارس اللحظ في شك من الخبر
قف بالثنيات واذكرني اذا عذبت
…
منيهلات عذيب الثغر في السحر
وأرسل عليل النسيم خلفي
…
معرفا بالشذا ومشفي
ولا تقل أنه المعتل في شغل
…
فربما صحت الأجسام بالعلل
***
رقم السوالف يروي ما بمسنده
…
عن رقمتي حيهم يا طيب مورده
وثغرها قد روى من قبل ما احتجبت
…
عن برد ذاك السنا عن أم معبده
والريق أمسى عن المبرد
…
يروي حديث العذيب مسند
عن الصفا عن مذاق الشهد والعسل
…
عن ذوق سيدنا قاضي قضاة علي
وعارضه القاضي رشيد الدين يحيى بن العطار (1) على منواله ملتزما ما التزمه، وأجاد:
من لي به رشأ في الجيد والمقل
…
ناء عن الأهل رجاع إلى العذل
رنا إلى القضب إذ حاكته فاضطربت
…
أما ترى أنها تهتز للوجل
حاشاك يا واضح الجلالة
…
وفاضح البدر والغزالة
أن يشبه الغصن يوما قدك الاسلي
…
وهل يطابق معوج بمعتدل
***
أعربت حسنك من عطفيك بالألف
…
لما تثنيت من فيه ومن صلف
ورحت تسكر أجفانا قد انتصبت
…
لقتلتي فغرامي غير منصرف
فانظر لنحوي وكن عذيري
…
واستنجز الحال عن ضميري
ينبيك أني لم اجنح إلى البدل
…
ولا ترقت إليه همة الأمل
***
(1) في الاصل شرف الدين. وهو يحيى بن علي بن عبد الله بن مفرج بن رشيد الدين القرشي الأموي النابلسي ثم المصري المعروف بالرشيد العطار، محدث من الحفاظ اصله من نابلس. وولد في القاهرة سنة اربع وثمانين وخمسمائة. وانتهت اليه رئاسة الحديث بالديار المصرية، وولي مشيخة الكاملية وتوفي بالقاهرة سنة اثنتين وستين وستمائة ذيل مرآة الزمان 2: 314 والنجوم الزاهرة 7: 217 وشذرات الذهب 5: 311 وكشف الظنون 374 ونيل الابتهاج، بهامش الديباج 354 والاعلام 9:199.
لو أوتي الريم ما أوتيت من حور
…
وحق عينيك لم ينفر من البشر
ولو درت عذلي معناك ما اكتسبت
…
بعذل مثلي ذنبا غير مغتفر
ولو رأى الظبي كيف عربد
…
تركي جفنيك كان أنشد
ما ضر ذا الصارم المسنون بالكحل
…
لو أنه مغمد عنا ظبا المقل
***
يا من نضى عن جفوني حلة الوسن
…
وعاض عنها بثوب السقم للبدن
رفقا بعين غواد سحبها انسكبت
…
وهب لنا نظرة من وجهك الحسن
ولم نكلها إلى خيالك
…
فإنها لم تكن هنالك
هيهات مرقد جفني بالسهاد بلي
…
لا سيما وهو من عينيك في شغل
***
بسقم جفنيك جد فضلا على سقمي
…
وبالمنام تصدق لي فلم أنم
وصل فوجنتك الحمراء مذ حجبت
…
لم ترع عهدي وما بالعهد من قدم
واقصر من الصد والتجني
…
وقل لمن لام فيك عني
أنا ألذ بما تبديه من عذلي
…
وأن وجدت لسانا قائلا فقل
*** وله أيضا (1)، وقد اخترعه والفه من كلام الغير نصف كل بيت من قصيدة وهو غريب لطيف:
أجاب دمعي وما الداعي سوى طللي
…
وظل يسفح بين العذر والعذل
يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت
…
ملء الزمان وملء السهل والجبل
قلب معنى ومدمع صب
…
يجر أذياله ويسحب
يشكو إلى القلب ما فيه من العلل
…
والقلب يسحب أذيالا من الوجل (2)
***
(1) لا يمكن ان ينسب هذا الموشح الى القاضي الرشيد لان بعض مقاطعيه لشعراء جاءوا بعد وفاته.
(2)
فالمصرعان الاولان والرابع للمتنبي (انظر الديوان 328، 330 وهي قصيدة في مدح سيف الدولة) فالصراع الاول صدر افتتاحية القصيدة. والعجز: فكياه قبل الركب والابل*
والمصراع الثاني عجز البيت فيها وصدره: * ظللت بين اصيحابي اكفكفه* وقد جاء في الاصل هذا البيت:
ظللت بين اصيحابي اكفكفه
…
دعا فلباه قبل الركب والابل
بعد البيت الاول من هذا الموشح فحذفناه لانه ليس من الموشح- والمصراع الرابع عجز بيت في قصيدة المتنبي وصدره* ضاق الزمان ووجه الأرض عن ملك*
والمصراع الثالث لابن النبيه كمال الدين ابي الحسن علي بن محمد بن الحسن المتوفى سنة تسع عشرة وستمائة وهو صدر افتتاحية قصيدة له في مدح الملك الاشرف والعجز:
* نزحتم فهي بعد البعد ما نزحت
والمصراع الخامس للشريف الرضي كما ذكر صاحب نفحة الريحانة 1: 810 ولكنا لم نعثر عليه في ديوانه.-
لتهن عين غدت بالدمع في لجج
…
وكل جفن إلى الإغفاء لم يعج
ومهجة فيك للأشجان قد صلحت
…
لا خير في الحب أن أبقى على المهج
لم تبق لي في الهوى ملاذا
…
يا ليتني مت قبل هذا
تركتني أصحب الدنيا بلا أمل
…
فما أقول لشيء ليت ذلك لي (1)
***
ما جال بعدك طرفي في سنا القمر
…
فإن ذلك ذنب غير مغتفر
لي همة لولي قط ما طمحت
…
لما تواضع أقوام على غرر
- والمصراع السادس لابن اللبانة وهو ابو بكر ابن محمد بن عيسى اللخمي شاعر اندلسي توفي سنة سبع وخمسمائة.
ولم نعثر على تتمة هذا المصراع.
والمصرعان الاخيران لابن سناء الملك وهو ابو القاسم هبة الله بن جعفر السعدي المصري المتوفى سنة ثمان وستمائة. ولم اجد المصراع السابع في ديوانه.
اما المصراع الثامن فهو عجز بيت له صدره: والعين تسحب ذيلا من مدامعها*
(1)
المصراع الاول للعز الموصلي وهو علي بن الحسين عز الدين المتوفى سنة تسع وثمانين وسبعمائة ولم اعثر على تكملته.
والمصراع الثاني والرابع لابن الفارض، فالثاني عجز بيت صدره* وكل سمع عن اللاحي به صمم* والرابع عجز بيت صدره* وخذ بقية ما ابقيت من رمق*
والثالث لابن النبيه وليس في ديوانه المطبوع.
والخامس لابن الخراط وهو ابو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن سلمان القاضي أديب، شاعر. تنقل في مناصب القضاء والانشاء وبين حلب وطرابلس والقاهرة. توفي سنة اربعين وثمانمائة ولم اعثر على المصراع المتمم للمصراع الخامس.
والسادس لابن نباتة المصري محمد بن محمد المتوفى سنة ثمان وستين وسبعمائة. وهذا المصراع عجز بيت صدره* وقال جفن له سقيم*.
والمصراعان الاخيران للمتنبي فالسابع والثامن عجز بيت روايته في الديوان:
تمسي الاماني صرعى دون مبلغه
…
فما يقول لشيء ليت ذلك لي
وأينما كنت كنت عبدك
…
فإن قلبي أقام عندك
على بقايا دعاوى في الهوى قبلي
…
وأنت تعلم أني بالغرام ملي (1)
***
بما بعطفيك من تيه ومن صلف
…
تلاف مضناك قد أشفى على التلف
فالموت أن غضت الأجفان أو فتحت
…
يا اكحل الطرف أو يا ازرق الطرف
لسائل الدمع صرت قاهر
…
وسرت والقد منك خاطر
يزري الطعين وصدر الرمح لم يصل
…
ما خاب من سأل الحاجات بالأسل (2)
***
وغادة أشرقت كالبدر في الظلم
…
وقبلتني على خوف فما لفم
(1) الاول لابن زيدون الاندلسي أحمد بن عبد الله المتوفى سنة ثلاث وستين واربعمائة وهو صدر بيت له له عجز: * الا ذكرتك ذكر العين بالأثر*.
والثاني والرابع لابي العلاء المعري. المصراع الثاني عجز بيت له صدره* لا تطويا السر عني يوم نائبة* والمصراع الرابع عجز بيت صدره: * علوتم فتواضعتم على ثقة*.
والثالث لابن نباتة. وليس في ديوانه.
والخامس والسادس للبهاء زهير وفي ديوانه:
ان كان قد سار عنك شخصي
…
فان قلبي اقام عندك
وحيثما كنت كنت مولى
…
واينما كنت كنت عبدك
والسابع للقرافي بدر الدين محمد بن يحيى بن عمر القرافي المصري، المتوفى سنة ثمان بعد الالف والثامن لابن الجوزي وهو ابو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي التيمي البكري المتوفى سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
(2)
الاولان والرابع لابن الوردي ولا يوجد شيء من ذلك في ديوانه. والثالث لابن نباتة المصري وهو عجز بيت له، صدره ذو ناظر بالحيا والسحر مكتحل.
والآخران للشريف الرضي وليسا في ديوانه.
لا بل هي الشمس زالت بعد ما جنحت
…
فلم تدم لي وغير الله لم يدم
كم اختلسنا من العناق
…
ونحن في الأنس بالتلاقي
وكم سرقنا على الأيام من قبل
…
خوف الرقيب كشرب الطائر الوجل
*** ومن لطائف موشحات ابن نباتة قوله:
إلي بكأسك الأشهى اليا
…
ولا تبخل بعسجدها عليا
معتقة تدار على الندامى
…
كأن على ترائبها نظاما
من الراح التي محت الظلاما
…
أضاءت وهي صاعدة المحيا
فقلت عصير عنقود الثريا
…
أدرها بين الحان وزمر
على درين من زهر وقطر
…
كأن حديثه في كل قطر
حديث ندى المؤيد في يديا
…
يطيب رواية ويضوع ريا
وغانية يحن لها الجنان
…
يضيئ اذ ابتسمت منها المكان (1)
خلوت بها وقد سمح الزمان
…
فألقيت الحيا عن منكبيا
وغافلت الرقيب وقلت هيا
ومما نظمته من الموشحات قولي:
بشراك يا قلب فاطرب بابنة العنب
…
واشرب على خد من تهوى بلا نصب
(1) كذا في الاصول وهو مختل الوزن ولعل صوابه: يضيء اذا تبسمت المكان.
وغازلن لغزلان النقا طربا
…
وارشف لريق لهم أحلى من الضرب
واترك ملامة عذالي وان عذلت
…
واجهر بلا حذر باللهو واللعب
فغادتي تخجل الغزالة
…
ووجهها البدر لا محالة
وأنهب لأوقات عيش زانها فرح
…
مع غادة فتكت بالعجم والعرب
***
بالله يا قلب أن وافيت في سحر
…
وحاجب الحب لا يخلو من الضرر
فلا تبال إذا اخفت لما وعدت
…
فانهض إلى العيش واشرب في سنا القمر
وانظر إليها بلا حجاب
…
وامزج الريق بالشراب
وعج إلى وصل من تهوى بلا حذر
…
واجنح إلى حرم المحبوب في أدب
***
هيفاء أن بزغت كالبدر في الظلم
…
وأوعدتني كما أملت من نعم
فهي الغزالة في أفق العلى جنحت
…
إلى الوصال فلا أرجو سوى الكرم
وغيمها خلب النوال
…
فرم حماها ولا تبال
فإذ منعت وصالا من مقبلها
…
فالجأ إلى ذروة تعلو على القطب
***
إلى الحسين الذي فاق الورى رتبا
…
وعم في جوده الأتراك والعربا
أكفه بالمعالي والعلى سمحت
…
أن جاد فالغيث بل والبحر أن وهبا
أخلاقه الغر في الزمان
…
كثيرة اللطف والمعاني
صدر الوزارة من بالفضل قد غرست
…
أغصان نائلة فانهل كالسحب
***
لتهن بلدتنا الحدباء بالفرح
…
مذ غاب عنها جنت للهم والترح
ومذ أتى سكبت للجود وانتصبت
…
للهطل راحتها واستظرفت منحي
وهكذا فضله تعالى
…
أناله في العلى كمالا
لا زال يسمو إلى الجوزاء مرتقيا
…
بسؤدد مجده يعلو على الشهب
*** ولنا أيضا على أسلوب آخر وهو:
غزال ناعس الأجفان جاني
…
يريك تلفتا حسن المعاني
تبسم ثغره عن عقد در
…
حبيب لا يراعي اليوم بري
يهز قوامه من غير فكر
…
ويعبث بالمتيم وهو يزري
وجل عن التحول من جناني
…
مليح حسنه يسبي الحسان (كذا)
يعلم جيده الجاني نفارا
…
ويكشف عن محاسنه الخمارا
هلال في المحاسن لا يباري
…
شغفت بحسنه السامي جهارا
كغصن مجتنى من غصن بان
…
يجل عن المثالث والمثاني
يدير علينا كاسات الحميا
…
ويحكي نظمها عقد الثريا
نجيب كلما مرت علينا
…
كئوس مدامه فأقول هيا
أضاء جبينه في كل حان
…
سهيل بان في الركب اليماني
يجر رداءه ويطوف فيها
…
ويفتك في القوام بمجتليها
فأطرب في المدام واشتهيتها
…
وأطلب أن أكون بها نبيها
يغض جفونه كي لا يراني
…
ويشرب من معتقة الدنان
مليح فيه قد عدم اصطباري
…
عليه من الورى وقع اختياري
وقد علمته طرق النضار
…
فأحرق مهجتي بشرار نار
اعلمه الرماية كل آن
…
فلما اشتد ساعده رماني
فما لك يا كئيب إلى النوال
…
سوى المولى حسين أخي النوال
وزير فيه أينعت المعالي
…
وأورق غصنها في كل حال
تجلى في المكارم عن مداني
…
فريد ماله في الجود ثاني
جليل فضله في كل ناد
…
وبدر هل في كل البلاد
هزبر مفرد بين العباد
…
فكم سلفت لنا منه الأيادي
مليك لم يزل للمجد باني
…
يؤسس للمكارم في الزمان
فدم بالسعد يا عين الوزارة
…
ويا روح المعالي والإمارة
فمنك تعلم الناس الجسارة
…
وكم لك في المحاسن من مهارة
وكم لك في الوزارة من معاني
…
تجل عن الشريك بلا مداني
*** ومن لطائف هذا الباب، الشامل لجميع أنواع الآداب، الموشح المشهور، المستهزئ بالشموس والبدور، موشح ابن المعتز (1) فلا بأس بذكره:
أيها الساقي إليك المشتكى
…
قد دعوناك وأن لم تسمع
ونديم همت في غرته
…
وبشرب الراح من راحته
كلما استيقظ من سكرته
…
جذب الكأس إليه واتكأ
وسقاني أربعا في أربع
(1) هذا الموشح الذي ينسب أحيانا الى عبد الله بن المعتز المتوفى سنة ست وتسعين ومائتين. ليس له وانما هو للحفيد ابن زهر اذ لم يكن الموشح قد عرف في المشرق أيام بن المعتز. والحفيد بن زهر هو الوزير الحكيم الأديب أبو بكر محمد بن عبد الملك بن زهر الأيادي واشتهر بالحفيد بن زهر ولد باشبيلية سنة سبع وخمسمائة واصبح من نوابغ الطب والأدب في الاندلس. وخدم دولتي الموحدين والملثمين. ولم يكن في زمانه أعلم منه بصناعة الطب. وله شعر رقيق وموشحات انفرد في عصره باجادة نظمها منها هذه الموشحة وأخرى مطلعها «ما للموله من سكره لا يفيق» . توفي بمراكش سنة خمس وتسعين وخمسمائة:
طبقات الاطباء 2: 67 وعيون الانباء 3: 109 ووفيات الاعيان 2: 9 وارشاد الاريب 18: 216 والتكملة لابن الأبار 1: 270 والمغرب 1: 266 والوافي 4: 39 وزاد المسافر 39 ودائرة المعارف الاسلامية 1: 185 وبروكلمان التكملة 1: 893 والاعلام 7: 129.
ما لعيني عشيت بالنظر
…
أنكرت بعدك ضوء القمر
وإذا ما شئت فاسمع خبري
…
عشيت عيناي من طول البكا
وبكى بعضي على بعضي معي
…
غصن بان مال من حيث استوى
مات من يهواه من فرط الجوى
…
خفق الأحشاء موهون القوى
كلما فكر في البين بكى
…
ماله يبكي لما لم يقع
ليس لي صبر ولا لي جلد
…
يا لقومي عذلوا واجتهدوا
أنكروا شكواي مما أجد
…
مثل حالي حقها أن تشتكي
كمد الياس وذل الطمع
…
كبد حرى ودمع يكف
يعرف الذنب ولا يعترف
…
أيها المعرض عما أصف
قد نما حبي بقلبي وزكا
…
لا تخل في الحب أني مدعي (1)
وعارضه الشيخ صلاح الدين (2) ومشى على طريقته واسلوبه فقال
هلك الصب المعنى هل لكا
…
في تلافيه بوعد مطمع
أيها البدر الذي لما بدا
…
غاب عن عشاقه فيه الهدى
أنت في قلبي مقيم أبدا
…
فلك الأحشاء أمست فلكا
فاستقم في الأوج منها واطلع
…
يا عذولي أنت لم تدر الهوى
فلذا أنكرت مابي من جوى
…
خل قلبي ما لك منك دوا
(1) في عيون الانباء 3: 117
قد نما حبك عندي وزكا
…
لا يظن الحب اني مدعى
(2)
هو الشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي المتوفى سنة اربع وستين وسبعمائة وقد تقدمت ترجمته في حاشية ص 105 ج 1.
كلما تعذله أنت انتكا
…
فاسترح من عذل من لم يسمع
صاح ما أصنع قد خاب الرجا
…
وجنى قلبي ولكن ما نجا
بعد دمعي وتثنى في الدجا
…
قل لصوت العتب دع عنك البكا
ولورقاء الحمى لا تسجعي
…
كنت في هجعة طرف قد رقد
لست أخشى من لظى هجر وقد
…
ثم لم أشعر به إلا وقد
نصبت مقلته لي شركا
…
أي قلب عندها لم يقع
قمر مهما رنا أو رمقا
…
لم يدع للصب منه رمقا
آه من طول عنائي والشقا
…
هو لا يسمع مني مشتكى
وأنا للنصح فيه لا أعي
…
رب خود علق القلب بها
فهمت عيني توالي حبها
…
لست أنسى قولها في صحبها
كلما قالوا علنت بالبكا
…
فحديثي لك يا جارة اسمعي
فائدة جليلة
ذكر المحبي (1) في تاريخه إن أول من نظم الموشح المغاربة، وهذبه القاضي الأجل هبة الله ابن سناء الملك (2) وتدواله الناس الى الآن.
(1) المحبي هو محمد أمين بن فضل الله بن محب الدين محمد المحبي المتوفى سنة احدى عشرة ومائة والف وقد تقدمت ترجمته في حاشية ص 102.
وتاريخه هو «خلاصة الأثر في اعيان القرن الحادي عشر» وقد طبع الكتاب بالمطبعة الوهبية بمصر سنة 1284، في اربع مجلدات ويبلغ عدة ما ذكر من تراجم الرجال في الأجزاء الأربعة 1290 ترجمة، كما جاء في آخر فهرست الجزء الرابع من الكتاب المطبوع غير ان المرادي يقول في سلك الدرر (4: 86) انه ترجم فيه زهاء ستة آلاف.
(2)
هو هبة الله بن جعفر بن سناء الملك ابي عبد الله محمد بن هبة الله السعدي. ابو القاسم، القاضي السعيد: شاعر من النبلاء ولد سنة خمس واربعين او خمسين وخمسمائة كان وافر الفضل، رحب النادي، -
وسمي موشحا لأن خرجاته وأغصانه كالوشاح له. وسبب تقدمه على ما بعده لإعرابه كالشعر لكن يخالفه بكثرة أوزانه، فتارة يوافق أوزان الشعر وتارة يخالفها.
وأول من اخترع الدو بيت الفرس ونظموه بلغتهم، ومعناه بيتان ويقال له الرباعي لأربعة مصاريعه. وهو ثلاثة أقسام: يكون بأربع قواف كالمواليا، واعرج بثلاث قواف. ومردوفاً بأربع أيضا. وكله على وزن واحد. وتقدم على ما بعده لإعرابه أيضا.
وأول من اخترع الزجل رجل اسمه راشد، وقيل أبو بكر ابن قزمان المغربي (1)، وهو في اللغة الصوت، سمي به زجلا لانه يلتذ به، ويفهم مقاطيع أوزانه، ولزوم قوافيه حتى يغني فيه ويصوت.
وهو خمسة أقسام: ما تضمن الغزل والزهر والخمر وحكاية الحال يخص بالزجل. وما تضمن الهزل والخلاعة يقال له بليق. وما تضمن الهجو والنكت يقال له الحماق. وما بعض ألفاظه معربة وبعضها ملحونة فاسمه مزيلج. وما تضمن الحكم والمواعظ فاسمه المكفر بكسر الفاء المشددة. والاول أصعب.
- جيد الشعر، بديع الانشاء. كتب في ديوان الانشاء بمصر مدة وجرت بينه وبين القاضي الفاضل مراسلات وتوفي بالقاهرة سنة ثمان وستمائة. وله «دار الطراز» في عمل الموشحات مطبوع. وديوان شعر وكتب أخرى.
وفيات الاعيان 5: 112 ومعجم الادباء 19: 265 والنجوم الزاهرة 6: 204 وخريدة القصر قسم شعراء مصر 1: 64 وشذرات الذهب 5: 35 والاعلام: 9: 57 وفيه مصادر أخرى.
(1)
في الاصول: قزمان وصوابه ابن قزمان وهو ابو بكر ابن قزمان، محمد بن عيسى بن عبد الملك بن عيسى امام الزجالين بالاندلس وله شعر. وقد يلقب بابن قزمان الاصغر (تمييزا له عن عمه محمد بن عبد الملك) وهو من اهل قرطبة وكان يتردد الى اشبيلية. له «اصابة الاغراض في ذكر الاعراض» مطبوع بالتصوير الشمسي وهو جزء من ديوان ازجاله وتوفي سنة خمس وخمسين وخمسمائة. انظر: المغرب 1: 100 و 167 ودائرة المعارف الاسلامية 1: 262. والاعلام 7: 414 وفيه مصادر أخرى.
وقال مخترعه ابن قزمان لقد جردته من الإعراب كما يجرد السيف من القراب. وسبب تقدمه على ما بعده كثرة أوزانه وصعوبة نظمه، وقربه من الموشح، في أغصانه وخرجانه.
وأول من اخترع المواليا أهل واسط. وهو من بحر البسيط، اقتطعوا منه بيتين وقفوا كل شطر منه بقافية، ونظموا فيه الغزل والمديح وسائر الصنائع، على قاعدة القريض. وكان سهل التناول، تعلمه عبيدهم المتسلمون وعمارتهم والغلمان، وصاروا يغنون به في رءوس النخل وعلى سقي المياه، ويقولون في آخر كل صوت يا مواليا إشارة إلى سادتهم فسمي بهذا الاسم انتهى كلامه.
وعلى هذه النكتة التي ذكرناها يحسن أن نذكر بعض من ظهرت على يديه الأشياء.
فقد ذكر الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد البسطامي (1) في كتابه «الفوائح المسكية والفواتح المكية» ، في الباب السابع عشر قال:
أول من شق نهر البصرة أبو عبد الرحمن ابن عامر القرشي (2)
(1) الشيخ الامام عبد الرحمن بن محمد بن علي الحنفي البسطامي مولده في خراسان. وله مصنفات كثيرة منها «مناهج التوسل في مناهج الترسل» مطبوع وكتاب شمس الآفاق في علم الحروف والاوفاق، وكتاب الادعية وكتاب الادوية الجامعة وغير ذلك. توفي في بروسة سنة ثمان وخمسين وثمانمائة. ترجمته في الشقائق النعمانية 1: 108 وشرح المجاني 872 وجرجي زيدان تاريخ آداب اللغة 3: 249 ومعجم المطبوعات العربية 564 وذكر صاحب كشف الظنون كتابه الفوائح المسكية في الفواتح المكية فقال الشيخ عبد الرحمن بن محمد البسطامي الحنفي المتوفى سنة
…
» والكتاب يحوي فنونا من المعارف الربانية توفر على جمعها من سنة خمس وتسعين وسبعمائة حتى سنة أربع وأربعين وثمانمائة. وقد رتبها على مائة باب ولكنه انتهى الى ثلاثين ولم يكملها.
(2)
في الاصول عبد الرحمن بن عامر وهو خطأ والصواب ما اثبتناه وهو عبد الرحمن عبد الله بن عامر بن كريز الأموي. أمير فاتح ولد بمكة وتولى البصرة في ايام عثمان سنة تسع وعشرين. وفتح فتوحا كثيرة وقتل-
وأول من اختط مدينة القيروان بالمغرب عقبة بن نافع الفهري (1) وأول من سماه رسول الله صلى الله عليه تعالى عليه وسلم بذي الشهادتين خزيمة بن ثابت الأنصاري (2).
وأول من خمس الغنائم عبد الله بن جحش (3) ثم نزل القرآن بتقريره.
وأول من فتح بلاد الجزيرة والرها وحران عياض بن غنم (4) وأول من حفر دجلة العرب دانيال الاكبر (5).
- عثمان وهو على البصرة. وشهد وقعة الجمل ولم يحضر صفين وولاه معاوية البصرة ثلاث سنين ثم صرفه عنها فاقام بالمدينة ومات بمكة سنة تسع وخمسين طبقات ابن سعد 5: 30 ونسب قريش 147 وتاريخ الاسلام للذهبي 2: 266 والاعلام 4: 228 وفيه مصادر اخرى.
(1)
في الاصول عقبة بن نافع المهدي والصواب ما اثبتناه وهو من كبار القادة في صدر الاسلام.
ولد في حياة النبي ولا صحبة له شهد فتح مصر وكان ابن خالة عمرو بن العاص فوجهه عمر والى افريقية سنة اثنتين واربعين واليا فاختط مدينة القيروان. وولاه معاوية افريقية سنة خمسين ثم عزله وولاه يزيد على المغرب سنة اثنتين وستين فاوغل في الغرب حتى بلغ البحر المحيط. وقتل سنة ثلاث وستين انظر الاستقصاء 1: 36 والبيان المغرب 1: 19 والاعلام 5: 37 وفيه مصادر أخرى.
(2)
خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الأنصاري من أشراف الأوس في الجاهلية والاسلام من السابقين الأولين شهد بدرا وما بعدها. وجعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين لانه شهد حين ابتاع النبي فرسا من أعرابي ولم يكن حاضرا. واختلف في وفاته فقيل مات في زمان عثمان وقيل شهد الجمل وصفين انظر الاصابة 2: 111 و 112.
(3)
عبد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر الاسدي صحابي من المسلمين الاولين هاجر الى الحبشة ثم الى المدينة وهو اخو زينب بنت جحش ام المؤمنين. وكان من امراء السرايا. وكان اول مغنم في الاسلام هو مغنم عبد الله بن جحش حين قتل عمرو بن الحضرمي. قتل شهيدا يوم احد فدفن هو والحمزة في قبر واحد.
الاصابة ترجمه 4574 وحلية الاولياء 1: 108 والاعلام وفيه مصادر اخرى.
(4)
عياض بن غنم بن زهير الفهري صحابي جليل وقائد شهد بدرا واحدا والخندق ونزل الشام وفتح بلاد الجزيرة في ايام عمر. وهو اول من اجتاز «الدرب» الى الروم غازيا، وكان يقال له زاد الراكب مكرمة توفي سنة عشرين وهو ابن ستين سنة.
الاصابة ترجمه 6142 وصفوة الصفوة 1: 277 والبلاذري 179 وما بعدها والاعلام 5: 282.
(5)
في معجم البلدان «دجلة» . روى عن ابن عباس رضي الله عنه انه قال: أوحى الله تعالى الى دانيال النبي عليه السلام وهو دانيال الاكبر أن احفر لعبادي نهرين، واجعل مغيضهما البحر، فقد أمرت الارض أن تطيعك. فأخذ خشبة فجعل يجرها في الأرض والماء يتبعه، وكلما مر بأرض يتيم أو أرملة أو شيخ كبير ناشدوه الله فيحيد عنهم. فعراقيل دجلة والفرات من ذلك.
وأول من ملك من المشرق إلى المغرب من الأنبياء سليمان ابن داود عليهما السلام ومن الملوك ذو القرنين ونمرود.
وأول من حج آدم عليه السلام. وأول من وضع مائة في مائة من الصحابة علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وهو أيضا أول من تكلم في علم الكيمياء. وفي علم النحو والنجوم (1).
وأول من أهدى البدن إلى الكعبة الياس بن مضر (2).
وأول من تكلم في علم الأسماء آدم عليه السلام (3).
وأول من صنف الخافية في علم الحروف (4) جعفر الصادق
(1) في مناقب آل ابي طالب لابن شهرآشوب 3: 266 علي اول هاشمي ولد من هاشميين. وأول من ولد في الكعبة، وأول من آمن، وأول من صلى، وأول من بايع وأول من جاهد، وأول من تعلم من النبي، وأول من صنف، وأول من ركب البغلة في الاسلام بعد النبي. ولم يذكر شيئا مما ذكره البسطامي.
(2)
هو الياس بن مضر بن نزار ويكنى بأبي عمر. وهو من سلسلة النسب النبوي. قيل انه اول من اهدى البدن الى البيت الحرام. انظر الروض الأنف 1: 7 و 8 وابن الاثير 2: 10 والطبري 2: 189 وسبائك الذهب 19 والاعلام 1: 349.
(3)
علم الاسماء: اي الأسماء الحسنى وأسرارها وخواص تأثيراتها. قال البوني: ينال بها كل مطلوب، ويتوسل بها الى كل مرغوب، وبملازمتها تظهر الثمرات، وصرائح الكشف والاطلاع على أسرار المغيبات.
واما افادة الدنيا فالقبول عند أهلها، والهيبة والتعظيم، والبركات في الارزاق، والرجوع الى كلمته، وامتثال الأمر منه، وخرس الألسنة عن جوابه إلا بخير، الى غير ذلك من الآثار الظاهرة باذن الله تعالى في المعاني والصور. وهذا سر عظيم من العلوم لا ينكر شرعا ولا عقلا ويعتبر علم الأسماء فرعا من علم الحروف ومن أثار هذا العلم التصرف في عالم الطبيعة بالحروف والاسماء فان تأثر الاكوان عن ذلك أمر لا ينكر لثبوته عن كثير منهم تواترا انظر كشف الظنون 1: 86 و 650.
(4)
علم الحروف: قال الشيخ داود الانطاكي: هو علم باحث عن خواص الحروف افرادا وتركيبا.
وموضوعه الحروف الهجائية. ومادته الأوفاق والتراكيب. وصورته تقسيمها كما وكيفا، وتأليف الأقسام والعزائم وما ينتج منها. وفاعله المتصرف. وغايته التصرف على وجه يحصل به المطلوب ايقاعا وانتزاعا.
ومرتبته بعد الروحانيات والفلك والنجامة.
وقال ابن خلدون في المقدمة: علم أسرار الحروف وهو المسمى لهذا العهد بالسيميا، نقل وضعه من الطلسمات اليه في اصطلاح أهل التصرف من المتصوفة فاستعمل استعمال العام في الخاص. وحدث هذا العلم بعد الصدر الأول عند ظهور الغلاة منهم، وجنوحهم الى كشف حجاب الحس، وظهور الخوارق على أيديهم، والتصرفات في عالم العناصر.-
رضي الله عنه. (1)
وأول من صنف في علم الكيمياء جابر بن حيان الطرسوسي (2) وأول من صنف في علم الحروف من الصوفية سهل بن عبد الله التستري (3).
وأول من تكلم في علم الكيمياء من المشايخ الصوفية ذو النون المصري. (4)
- وزعموا ان الكمال الاسمائي مظاهر أرواح الأفلاك والكواكب. وأن طبائع الحروف وأسرارها سارية في الأسماء فهي سارية في الأكوان. وهو من تفاريع علوم السيمياء، لا يوقف على موضوعه، ولا يحاط بالعدد مسائله. تعددت فيه تآليف البوني وابن عربي وغيرهما .. وحاصله عندهم وثمرته تصرف النفوس الربانية في عالم الطبيعة بالاسماء الحسنى والكلمات الالهية الناشئة عن الحروف المحيطة بالاسرار السارية في الاكوان. انظر كشف الظنون 1:650.
والخافية في علم الحرف: مختصرات منسوبة الى افلاطون وسامور الهندي.
(1)
هو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن ابي طالب وهو سادس الائمة الاثني عشر عند الامامية. ولد في المدينة المنورة سنة ثمانين وتوفي فيها سنة مائة وثمان واربعين.
ولقب بالصادق لانه لم يعرف عنه الكذب قط. وكان من اجلاء التابعين وله منزلة في العلم رفيعة وينسب اليه كتاب «الخافية في علم الحرف» ذكر البسطامي انه جعل فيه الباب الكبير اب ت ث الخ والباب الصغير مصوب ومقلوب وهرمس وفيات الاعيان 1: 105 وصفوة الصفوة 2: 94 وحلية الاولياء 3: 192 واليعقوبي 3: 115 ونزهة الجليس للموسوى 2: 35 والجمع 70 والاعلام 2: 121 وكشف الظنون 1: 699.
(2)
هو جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي، أبو موسى فيلسوف كيمياوي كان يعرف بالصوفي. من اهل الكوفة، واصله من خراسان. اتصل بالبرامكة وانقطع الى جعفر بن يحيى وتوفي بطوس سنة مائتين. وله تصانيف كثيرة. فهرست ابن النديم 1: 254 واخبار الحكماء 111. وهدية العارفين 1: 249 ومعجم المطبوعات 664 والاعلام 2: 90 وفيه مصادر اخرى.
(3)
هو ابو محمد سهل بن عبد الله بن يونس التستري أحد أئمة الصوفية وعلمائها والمتكلمين في علوم الاخلاص والرياضيات وعيوب الافعال. له كتاب في تفسير القرآن مطبوع. وكتاب «رقائق المحبين» وغير ذلك.
طبقات الصوفية 206 ووفيات الاعيان 1: 218 وحلية الاولياء 10: 189 والشعراني 1: 66 والمناوي 1: 137 والأعلام 3: 210.
(4)
اسمه ثوبان بن ابراهيم الاخميمي المصري ابو الفياض، أو أبو الفيض، أحد المتصوفة الزهاد العباد المشهورين، من أهل مصر نوبي الأصل من الموالي. كانت له فصاحة وحكمة وشعر، وهو أول من تكلم بمصر في «ترتيب الاحوال ومقامات أهل الولاية» فانكر عليه عبد الله بن عبد الحكم. واتهمه المتوكل العباسي بالزندقة، فاستحضره، وسمع كلامه، ثم اطلقه، وعاد الى مصر، وتوفي بجيزتها سنة خمس واربعين ومائتين.
وفيات الاعيان 1: 101 تاريخ بغداد 1: 393 وحلية الاولياء 9: 331 والشعراني 1: 59 وميزان الاعتدال 1: 331 ولسان الميزان 2: 437 والاعلام 2: 88.
وأول من تكلم في علم الطلسمات بليناس الحكيم. (1)
وأول من تفلسف بمصر فاليس الحكيم. (2)
وأول من علم الطب بقراط الحكيم (3) وهو أول من استعمل في الطب الحقنة.
وأول من استخرج خصائص الأحجار ارسطو الحكيم (4) وأول من صنف كتاب الحشائش سيقور يدوس الحكيم (5) وأول من صنف كتاب منافع الحيوانات بقراطيس الحكيم (6) وأول من وضع الاكحال أفلاطون الحكيم (7) الكحال اليوناني وهو أول من استخرج علاج الكي.
وأول من بين خواص الأعداد المتحاببة والمتباغضة افلاطون الالهي (8).
(1) كذا في الاصول بليناس وورد اسمه في الكتب العربية بلينوس ولم تترجم له وله كتب في الهندسة ترجمها العرب قديما انظر تاريخ الحكماء لابن القفطي فهرسة.
(2)
هو ثاليس الملطي من قدماء الحكماء صحب فيثاغورس وأخذ عنه ورحل الى مصر وأخذ عن علمائها علم الطبيعة والفلسفة وهو اول من قال إن الموجود لا موجد له تعالى الله العظيم انظر ابن القفطي 107)
(3)
كذا في الاصل وفي عيون الانباء (1: 41) ابقراط وهو السابع من الاطباء الكبار. وهو ابقراط بن ايرقليدس. يرجع نسبه الى قريساميس الملك. تعلم صناعة الطب من ابيه وجده وعاش خمسا وتسعين سنة.
وهو الذي دون الطب وله وصية للاطباء وهو اول من اوجد البيمارستان واصل اسمه في اليونانية ايفوقراطيس، ويقال هو بقراطيس فخففت العرب هذا الاسم فقالوا ابقراط وبقراط.
(4)
هو ارسطوطاليس بن نيقوماخس الجراسي الفيثاغوري. ومعنى ارسطوطاليس تام الفضيلة. واتصل بفيليس ملك مقدونيا وكان مقدما عنده كما كان مقدما عند والده الاسكندر.
والى ارسطو انتهت فلسفة اليونان وله في جميع العلوم الفلسفية كتب انظر عيون الانباء 1: 84 - 105
(5)
ويسمى ايضا دياسقوريدس وهو من عين زربي وينسب اليها فيقال له دياسقوريدس العين زربي.
وهو مقتبس علوم الادوية المفردة من البراري والحشائش. وكان ينتقل في البلدان لمعرفة الحشائش والف كتابا فيها وفي خصائصها في خمس مقالات انظر عيون الانباء 1: 57.
(6)
هو بقراطيس الجوارشني: كان من الاطباء الذي جاءوا بين أبقراط وجالينوس.
(7)
ويعرف بافلاطون صاحب الكي، يقال إنه أخذ عنه جالينوس، وله تصانيف منها كتاب الكي مقالة نقلت الى العربية ولا يعرف من نقلها. (ابن بطوطة 54).
(8)
هو أفلاطون بن ارسطو أحد أساطين الفلسفة اليونانية ولد سنة 427 ق. م وتتلمذ على فيثاغورس وسقراط واشتهر بعد موت سقراط وبنى الآكاديمية وتوفي سنة 341 ق. م انظر ابن القفطي 17 والمعجم الكبير.
وأول من استنبط علم الفراسة افليمون (1).
وأول من شرح الكتب الحكيمة (وخرج شيء من شروحه) إلى العربية مقسطيس الحكيم (2).
وأول من علم الإسطرلاب بطليموس القلوذي (3).
وأول من سخر الشيطان جمشيد (4).
وأول من حفظ القرآن من الخلفاء العباسيين المأمون (5). وهو أول من وضع كتابا في علم القرعة (6). وهي مشهورة بالقرعة المأمونية.
وأول من وضع صور الكواكب المرصودة وهي ألف واثنان وعشرون كوكبا اقراطيس الحكيم (7).
وأول من وضع رحى الماء، ودولاب الماء، فيملون الحكيم (8) وأول من زرع البطيخ آدم عليه السلام.
(1) عالم من علماء الطبيعة كان معاصرا لبقراط شامي الدار كان خبيرا بالفراسة عالما بها وله في ذلك تصنيف انظر ابن القفطي 60.
(2)
كذا في الاصل ولعله تخفيف مقسطراطيس وهو فيلسوف يوناني شرح كتب- ارسطوطاليس انظر ابن القفطي 330.
(3)
في الأصول الفلورى وهو خطأ من علماء الرياضيات وهو صاحب كتاب المجسطى. وهو أول من عمل الاسطرلاب الكرى. عاش بعد عصر أغسطس بنحو 160 سنة. (ابن القفطي 65).
(4)
جمشيد هو الملك الرابع من ملوك الطبقة الاولى من الفرس واسمه جم ولقبه شيد أي النير.
(5)
هو الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن هارون الرشيد المتوفى سنة 218 هـ.
(6)
علم القرعة علم يعرف به الاستدلال على الأحوال الحادثة في الاستقبال بكتابة الحروف على شكل من الأشكال، ثم يستدل بوقوعه، وهو كالرمل لكن دلالته أضعف من دلالة الرمل انظر كشف الظنون 2: 1326
(7)
ورد اسمه اقريطس وهو من قدماء حكماء اليونان انظر ابن القفطي ص 180.
(8)
كذا في الأصول وسماه ابن القفطي فيلون وهو من غلمان أرسطو وقد أوصى أرسطو بعتقه انظر ابن القفطي ص 34.
وأول من حذا النعل جذيمة بن مالك (1).
وأول من أذن في الإسلام بلال الحبشي (2).
وأول من بنى مسجدا في الإسلام عمار بن ياسر (3).
وأول مسجد قرئ فيه القرآن مسجد بني زريق (4).
وأول من جمع في المدينة مصعب بن عمير (5) وقيل اسعد بن زرارة (6). وهي أول جمعة جمعت في الاسلام.
وأول من جلس في الخطبة يوم الجمعة معاوية (7) وقيل عثمان رضي الله عنهما (8).
وأول من اتخذ مقصورة في الجامع معاوية رضي الله عنه.
وأول عربية كست الكعبة نتيلة بنت جناب أم العباس بن
(1) لعله جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم التنوخي ثالث ملوك الحيرة وكان يقال له الوضاح والأبرش توفي سنة 356 ق. هـ. أو لعله جذيمة بن مالك بن نصر من بني اسد بن خزيمة جد جاهلي انظر سبائك الذهب 58 واللباب 1: 216.
(2)
هو أبو عبد الله بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخازنه على بيت ماله وهو من مولدي السراة وأحد السابقين للاسلام. ولم يؤذن بلال بعد وفاة رسول الله. توفي بدمشق سنة 20 هـ انظر:
ابن سعد 3: 169 وصفة الصفوة 1: 171 وحلية الأولياء 1: 147 وكتب الصحابة.
(3)
هو عمار بن ياسر بن عامر الكناني المذحجي من السابقين للاسلام. وهو أول من بنى مسجدا في الاسلام بناه في المدينة وسماه قباء. وعمر طويلا قتل في صفين وهو مع علي سنة 37 هـ وعمره ثلاث وتسعون سنة. ترجمته في كتب الصحابة وحلية الأولياء 1: 139 وصفة الصفوة 1: 175.
(4)
بنو زريق من الأنصار وهم بنو زريق بن عامر بن زريق الخزرجي.
(5)
هو مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف القرشي صحابي من السابقين للاسلام وكان يلقب مصعب الخير هاجر الى الحبشة ثم الى المدينة واسلم على يده جماعة منهم سعد بن معاذ شهد بدرا. وحمل اللواء يوم أحد فاستشهد فيها سنة 3 هـ. انظر كتب الطبقات وصفة الصفوة 1: 152 وحلية الأولياء 1: 102.
(6)
هو أسعد بن زرارة من بني النجار من الخزرج أسلم في مكة وعاد الى المدينة وهو أحد النقباء الاثنا عشر وكان نقيب بني النجار ومات قبل وقعة بدر سنة 1 هـ فدفن في البقيع. طبقات ابن سعد 3/ 2: 138 وكتب الصحابة.
(7)
هو معاوية بن أبي سفيان الخليفة الأموي.
(8)
هو عثمان بن عفان الخليفة الثالث.
عبد المطلب (1). وهي أول من عمل المحامل وحمل فيها الحجاج.
وأول من سرد الدروع وحلقها داود عليه السلام، وكانت قبل ذلك صفائح.
وأول من ربى الخيل العربية إسماعيل عليه السلام.
وأول من وضع المنجنيق جذيمة بن مالك (2).
وأول من سمي بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأول راية عقدت في الإسلام راية عبد الله بن جحش (3)، وهو أول أمير أمر في الإسلام.
وأول من سل سيفا في سبيل الله في الإسلام الزبير بن العوام.
وأول من رمى بسهم في سبيل الله في الإسلام سعد ابن أبي وقاص وهو أول من أراق دما في سبيل الله.
وأول من استشهد في الإسلام سمية أم عمار (4).
(1) في الأصل نقيله وصوابه نتيله كجهينة. وهي نتيلة بنت جناب (وفي تاج العروس خباب) من كلب (او كليب) بن مالك من نساء بني النمر بن قاسط. ضاع ابنها العباس وهو صغير فنذرت امه إن وجدته أن تكسو البيت، فوجدته فكست البيت الحرير وابنها العباس بن عبد المطلب بن هاشم عم النبي صلى الله عليه وسلم ولد قبل النبي بسنتين وأسلم وهاجر قبل الفتح بقليل. وتوفي سنة 32 بالمدينة وترجمته في كتب الصحابة.
(2)
هو جذيمة بن مالك الأبرش ثالث ملوك الحيرة وقد تقدمت ترجمته في ص 148.
(3)
هو عبد الله بن جحش بن رئاب الاسدي حليف بني عبد شمس وهو أخو زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم من السابقين للإسلام هاجر الى الحبشة ثم إلى المدينة وبعثه النبي في سرية إلى نخلة فكان أول أمير في الاسلام استشهد في أحد سنة 3 هـ ودفن هو والحمزة في قبر واحد. ترجمته في كتب الصحابة وحليه الأولياء 1: 108 ثم 5: 120 وكتب السيرة.
(4)
هي سمية بنت خباط وقيل خبط مولاة أبي حذيفة بن المغيرة المخزومي وهي أم عمار بن ياسر كانت سابع سبعة في الاسلام أسلمت مع زوجها ياسر بن عامر وابنها عمار عذبها أبو جهل وطعنها في قلبها فماتت وكانت عجوزا كبيرة ضعيفة. نحو سنة 7 ق. هـ انظر الإصابة 8: 113 والروض الأنف 1: 203.
وأول من سن صلاة عند القتل خبيب بن عدي (1). وهو أول من صلب في الإسلام.
وأول من قطع الأيدي والأرجل من خلاف فرعون.
وأول رأس حمل في الإسلام رأس عمرو بن الحمق (2). وذلك أنه لدغ فمات فخشوا أن يتهموا، فقطعوا رأسه وحملوه.
وأول من وضع الخراج عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأول أنبياء بني إسرائيل موسى عليه السلام. وهو أول من تكلم في علم العدد من الأنبياء عليهم السلام، وهو أول من علمه الله الكيمياء.
وأول من اطلع قمرا في السماء ثانيا، يرى من مسيرة شهرين من السحرة المقنع وقيل الملفع الخراساني (3).
وأول من بنى مصر بعد لطوفان بصير بن حام.
وأول ملوك اليونان فليبس (4).
(1) هو خبيب بن عدي بن مالك الأوسي الأنصاري صحابي شهد بدرا وكان في سرية عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح فأسره المشركون وباعوه في مكة فقتلوه وصلبوه. وبعث النبي صلى الله عليه وسلم المقداد بن الأسود والزبير بن العوام في انزال خبيب من خشبته ففعلا. انظر الاصابة 2: 104.
(2)
هو عمرو بن الحمق الخزاعي الكعبي، صحابي سكن الشام وانتقل الى الكوفة. وكان ممن شارك في قتل عثمان وشهد مع علي حروبه. ورحل الى مصر ثم إلى الموصل. فطلبه معاوية فدخل غارا فنهشته حية فمات سنة 50 هـ. (وفي سبب موته روايات أخرى) فأخذ عامل الموصل رأسه فأرسله الى زياد فبعث به زياد الى معاوية.
(3)
هو عطاء المعروف بالمقنع الخراساني، كان قصارا من أهل مرو وتعلق بالشعوذة فادعى الربوبية زاعما أنها انتقلت اليه من أبي مسلم الخراساني فتبعه قوم، وكان مشوه الخلقة فاتخذ وجها من ذهب تقنع به.
وأظهر لا تباعه صورة قمر يطلع ويراه الناس من مسيرة شهرين واشتهر أمره سنة 161 هـ وثار الناس به وأرادوا قتله فاعتصم بقلعة في سبام بما وراء النهر. فلما أيقن بالهلاك تناول سما فمات سنة 162 هـ انظر وفيات الاعيان 1: 319 وابن الاثير 6: 17 والملل والنحل 1: 248.
(4)
ويسمى فيلبس أيضا وفيليب وفيبلوبس وهو فيلبس المقدوني والد الاسكندر المقدوني أخضع بلاد اليونان لسلطته سنة 338 ق. م ومات قتيلا سنة 336 ق. م.
وأول من أمر بنقل التوراة من العبرانية إلى اليونانية فيلودنوس (1) وأول من ترجم التوراة الى العربية حنين بن اسحاق العبادي (2).
وأول من خرب مصر من ملوك العجم بخت نصر (3).
وأول ملوك الروم رومولس (4).
وأول من دعي قيصر أغسطس (5)، وهو الذي بنى قيصرية (6) وأول من اظهر دين النصرانية قسطنطين (7).
وأول من خرب القدس من ملوك الروم فيطوس (8).
وأول ملوك اليمن قحطان (9).
(1) لم نعثر له على ترجمة.
(2)
هو حنين بن اسحاق العبادي كان أبوه صيدلانيا وهو من أهل الحيرة ولد سنة 194 هـ وتعلم اليونانية والسريانية والفارسية وجعله المأمون رئيسا لديوان الترجمة وله كتب ومترجمات كثيرة مات في بغداد سنة 260 هـ. انظر ابن خلكان 1: 167 وابن النديم. وطبقات الاطباء 1: 184 وابن القفطي 117.
(3)
ويقال له نبوكد نصر أيضا. ملك البابليين (604 ق. م- 561 ق. م) أغار بحملاته على مصر وفتح أورشليم وأجلى أهل يهوذا الى بابل. ولم يذكر عنه انه أحرق مصر كما ورد في الأصل وانما أحرق أورشليم.
(4)
في الأصل روبس وصوابه رومولس مؤسس روما الأسطوري وأول ملوكها (753 - 715 ق. م) غذته ذئبة بحليبها مع أخيه التوأم ريموس. ورباه أحد الرعاة ونشأ بطلا شجاعا، واستعان بصعاليك القوم في القبض على زمام الامور.
(5)
هو أغسطس أوكتافيوس (63 ق. م- 14 م) أول امبراطور روماني وفي أيامه ولد المسيح عليه السلام.
(6)
في الأصول القيصرية. ويسميها العرب قيسارية. وهي مدينة عظيمة في بلاد الروم فتحت في أيام معاوية انظر معجم البلدان 7: 194.
(7)
هو قسطنطين الأكبر (274 - 337) امبراطور روما (306 م) نقل عاصمة الامبراطورية من روما الى بيزنطة فسميت القسطنطينية. أعلن حرية الدين المسيحي في قرار ميلانو (سنة 313 م).
(8)
دمر الرومان القدس عام 70 م. وقد أعيد بناؤها في القرن الثاني للميلاد.
(9)
هو عند النسابة العرب قحطان بن عابر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح ويسمى بالعبرانية يقطن وبالسريانية يقطان. ويقال إنه أول من لبس التاج من ملوك اليمن. وكان من سكان حضرموت وانتقل الى ارض صنعاء، وهاجم العراق وقاتل بعلوسى ملك الآشوريين في عهده وتوفي في حروبه. انظر المسعودي والروض الأنف 1: 13 والسبائك 14 وجمهرة الانساب 310 وابن خلدون 2: 46.
وأول من سبك الزجاج كلكي الحكيم (1)، وهو أول من أجمد الزئبق.
وأول من تسمى بفرعون الوليد العملاقي (2).
وأول ملوك العرب في الحيرة مالك بن فهم (3).
وأول من كسى الكعبة من ملوك اليمن تبع الأصفر (4).
وأول ظهور الروم كان في سنة ست وسبعين وخمسمائة من وفاة موسى عليه السلام.
وأول من بنى دمشق الضحاك (5). وهو أول من سن الصلب والقطع.
وأول من احدث النوروز جمشيد (6). وهو أول من رتب الوزراء والحجاب والأمراء.
(1) لم نعثر له على ترجمة.
(2)
هو الوليد بن مصعب بن الريان بن الوليد بن بردان بن يراش بن قاران بن يلمع بن اسليما ابن لادذ ابن سام بن نوح من ملوك العمالقة وهو صاحب موسى عليه السلام وجده الريان صاحب يوسف الصديق عليه السلام. وقيل في نسبه غير ذلك انظر تاج العروس 9: 200.
(3)
هو مالك بن فهم بن غنم بن دوس. من الأزد أول من ملك على العرب بأرض الحيرة. أصله من قحطان وهاجر من اليمن بعد سيل العرم في جماعة من قومه فنزل بالعراق، وابتنى بستانا في موقع الحيرة وعاش فيها نحو عشرين سنة. قتله سلمة بن مالك غيلة نحو سنة 480 ق. م (157 م) انظر المسعودي 3: 182 واليعقوبي 169 والنويرى 15: 315 وجمهرة الانساب 358 والعرب قبل الاسلام 173.
(4)
هو تبع بن حسان بن تبان من ملوك حمير في اليمن قيل اسمه مرثد، وهو آخر التبابعة قيل كان ملكه 38 سنة انظر التيجان 299. غير ان الذي كسى الكعبة هو حسان بن أسعد بن أبي كرب الحميري وكان من أعظم تبابعة اليمن وأكثرهم غارات وهو الذي قضى على قبائل جديس باليمامة بعد طغيانهم على طسم. وقتله أخوه عمرو في مؤامرة عليه مع بعض القادة من حمير ويظن انه كان في القرن الرابع قبل الميلاد. وتبع لقب لملوك الدولة الحميرية الثانية وفي بلاد اليمن ولا يسمى تبعا حتى ينقاد اليه أهل الشحر وحضرموت ومن تخلف عن ملكه بعض هؤلاء يسمى ملكا. انظر تهذيب ابن عساكر 3: 325 والتيجان 297.
(5)
الضحاك قيل هو معرب دهاك ومعناه ذو عشر آفات وقيل هو معرب أزدها أي تنين لسلعتين كاننا به فوق كتفيه وهو لقب بيوراسف خامس ملك من ملوك الطبقة الأولى من الفرس وكان طاغية فقتل. ولم يرد في أخبار دمشق ان الضحاك هو الذي بناها انظر معجم البلدان دمشق
(6)
تقدم التعريف به في ص 147.
وأول من ذلل الفيل فريدون (1).
وأول من استخرج المعادن والجواهر من البحار جمشيد.
وأول من اظهر القوس والنشاب افراسياب (2).
وأول من وضع النرد اردشير بن بابك (3).
وأول من جمع كتب الفلسفة اليونانية، وأمر بنقلها إلى اللغة الفارسية سابور الثاني (4). وفي أيامه استخرج العود.
وأول من بنى إيوان كسرى بالمدائن سابور الملقب بذي الأكتاف (5) وأول من وضع الشطرنج صصه بن راس الهندي ملك شهران وأول من وضع كليلة ودمنة بيدبا الفيلسوف الهندي لدبشليم ملك الهند (6).
(1) فريدون ويقال له أفريدون أيضا ولقبه المؤيد وهو سادس ملوك الطبقة الأولى من الفرس وقد ملك بعد مقتل الضحاك.
(2)
هو تاسع ملك من ملوك الطبقة الأولى من ملوك الفرس. ولم يكن هذا من الفرس وانما كان تركيا ومعنى اسمه جناح الطاحونة. ولم يكن له لقب كغيره من ملوك الفرس.
(3)
هو أردشير بن بابك بن ساسان ولقبه بابكان أي ابن بابك وهو أول ملوك الدولة الساسانية وهم ملوك الطبقة الرابعة من الفرس وهي الأسرة التي قضى عليها الفتح العربي لمملكة الفرس.
(4)
هو سابور الثاني وهو تاسع ملك من ملوك الساسانيين ولقبه هو به سنبا. وهو به اسم الكتف بالفارسية وسنبا: الثقاب وهو الذي تسميه العرب ذا الاكتاف.
(5)
في معجم البلدان (مادة ايوان) أن الايوان الباتي بالمدائن هو من بناء سابور بن أردشير. وهو ليس بذي الاكتاف. وقيل بل هو من بناء كسرى أبرويز.
(6)
بيديا معناه بالسنسكريتية صاحب العلم وهو فيلسوف هندي كان رأس البراهمة واليه ينسب كتاب كليلة ودمنة لدبشليم ملك الهند. ولا يعرف عهد هذا الملك وكليلة ودمنة كتاب في تهذيب النفس واصلاح الخلق والإرشاد الى حسن السياسة. جعلوه على السنة الحيوانات. نقله عبد الله بن المقفع الى العربية عن الفهلوية وقد طبع مرارا. وفي مقدمته ذكر السبب الذي وضع من أجله هذا الكتاب.
وأول من استخرجها من بلاد الهند وجعلها بالفارسية برزويه الحكيم (1).
وأول من جعلها بالعربية عبد الله بن هلال الاهوازي.
وأول من تكلم في المهد عيسى عليه السلام.
وأول منبر وضع في الإسلام منبر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم.
وأول من اسرج في المسجد سراجا تميم الداري (2).
وأول من سن الدية مائة من الإبل عبد المطلب (3) وقيل أبو سيارة العدواني (4).
وأول من قطع في السرقة في الجاهلية الوليد بن المغيرة (5)
(1) برزويه: رأس اطباء فارس، كان ابوه من المقاتلة وأمه من عظماء بيوت الزمازمة وقد أنفذه كسرى أنوشروان بن قباذ بن فيروز ملك الفرس الى بلاد الهند لاستنساخ الكتاب فتلطف في ذلك حتى نال بغيته (انظر مقدمة كليلة ودمنة).
(2)
هو تميم بن أوس بن خارجة الداري نسبة الى الدار بن هاني من لخم. صحابي أسلم سنة 9 هـ وسكن المدينة وانتقل الى الشام بعد مقتل عثمان فنزل بيت المقدس وهو أول من أسرج السراج بالمسجد وكان عابد أهل فلسطين مات في فلسطين سنة 40 هـ. تهذيب ابن عساكر 2: 344 وصفة الصفوة 1: 310 وكتب الصحابة.
(3)
هو عبد المطلب بن هاشم جد النبي صلى الله عليه وسلم توفي في مكة نحو سنة 44 قبل الهجرة عن نحو ثمانين عاما.
(4)
في الاصول أبو سيار وصوابه سيارة وهو أبو سيارة عمبلة بن خالد العدواني كان له حمار أسود أجاز الناس عليه من المزدلفة الى منى أربعين سنة وضرب بحماره المثل فقيل أصح من عير أبي سيارة (انظر تاج العروس (سير).
(5)
هو أبو عبد شمس الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم. والد خالد بن الوليد كان من زعماء قريش وقضاة العرب في الجاهلية وكان ممن حرم الخمر في الجاهلية. وأدرك الاسلام وهو شيخ هرم فعاداه وقاوم دعوته. وهلك بعد ثلاثة أشهر ودفن بالحجون. وكان من زنادقة قريش وقد أخذوا الزندقة من نصارى الحيرة. انظر الكامل لابن الأثير 2: 26 واليعقوبي 1: 215 والنويرى 16: 273 ورغبة الآمل 5: 29 والمحبر 161.
وهو أول من قضى في القسامة (1) في الجاهلية فأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأول من أوصى بخمسين ألفا في سبيل الله عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
وأول من كان له أربع نسوة فأصاب امرأة منهن ألف ألف ومائة ألف الزبير بن العوام.
وأول عربي قسم للذكر مثل حظ الأنثيين عامر بن جشم (2) فنزل الإسلام بذلك.
وأول لعان (3) كان في الإسلام لعان هلال بن أمية (4) الواقع مع زوجته.
(1) القسامة اليمين كالقسم وحقيقتها أن يقسم من أولياء الدم خمسون نفرا على استحقاقهم دم صاحبهم إذا وجدوه قتيلا بين قوم ولم يعرف قاتله. فإن لم يكونوا خمسين أقسم الموجودون خمسين يمينا ولا يكون فيهم امرأة ولا صبي ولا عبد ولا مجنون فاذا حلف المدعون استحقوا الدية وإن أبوا ان يحلفوا حلف المدعى عليه خمسين يمينا وبرئ. وإن نكل المدعى عليه عن اليمين خير ورثة القتيل بين قتله أو أخذ الدية من مال المدعى عليه.
(2)
هو عامر بن جشم بن غنم وفي التاج ابن حبيب بدل غنم، ذو المجاسد اليشكري ولقب بذي المجاسد لأنه أول من صبغ ثيابه بالزعفران كان حكما للعرب في الجاهلية. قال الهمداني وابن حبيب هو أول من فرض للذكر مثل حظ الأنثيين. انظر المحبر 232 و 324 والجمحي 92.
(3)
اللعان: مصدر لاعن امرأته ملاعنة ولعانا، وذلك اذا قذف امرأته أو رماها برجل أنه زنى بها فالامام يلاعن بينهما ويبدأ بالرجل فيقفه حتى يقول: أشهد بالله أنها زنت بفلان وإنه لصادق فيما رماها به.
فاذا قال ذلك أربع مرات قال في الخامسة: وعلي لعنة الله إن كان من الكاذبين فيما رماها به من الزنا. ثم تقام المرأة فتقول أيضا أربع مرات أشهد بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا، ثم تقول في الخامسة وعلى غضب الله إن كان من الصادقين. فاذا فعلت ذلك بانت منه ولم تحل له أبدا. سمي ذلك كله لعانا لقول الزوج عليه لعنة الله إن كان من الكاذبين ..
(4)
في الأصول هلال بن لقية وهو خطأ وصوابه ابن امية وهو هلال بن أمية بن عامر بن قيس الأنصاري الواقفي صحابي شهد بدرا وهو احد الثلاثة الذين خلفوا وتيب عنهم.
انظر الاصابة 6: 289.
وأول ظهار (1) كان في الإسلام ظهار اوس بن الصامت (2) مع زوجته.
وأول خلع (3) كان في الإسلام خلع امرأة ثابت بن قيس (4) مع زوجها.
وأول من رجم في الإسلام ماعز بن مالك (5).
وأول من ارتد عن الإسلام ذو الخمار. واسمه عبهلة بن كعب العنسي (6).
وأول من ارتشى في الإسلام المغيرة بن شعبة (7).
(1) الظهار من النساء قول الرجل لامرأته أنت علي كظهر أمي أو كظهر ذات رحم وكانت العرب تطلق نساءها بهذه الكلمة، وكان في الجاهلية طلاقا. فلما جاء الإسلام نهوا عنه وأوجب الكفارة على من ظاهر من امرأته.
(2)
هو أوس بن الصامت بن قيس بن أصرم الخزرجي الأنصاري، وهو أخو عبادة بن الصامت. صحابي شهد بدرا والمشاهد، مات في أيام عثمان سنة 34 هـ بالرملة. وكان قد ظاهر من امرأته خويلة أو خولة وهي ابنة عم له. (انظر الاصابة 1: 87).
(3)
الخلع بالضم: طلاق المرأة ببدل منها أو من غيرها، وفائدة الخلع إبطال الرجعة إلا بعقد جديد وفيه بين الفقهاء خلاف هل هو طلاق أو فسخ.
(4)
لعله ثابت بن قيس بن شماس الخزرجي الأنصاري خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد أحدا وما بعدها من المشاهد. قتل يوم اليمامة شهيدا في خلافة أبي بكر سنة 12 هـ. أو لعله ثابت بن قيس بن الخطيم الظفري الأنصاري شهد أحدا والمشاهد بعدها. واستعمله علي على المدائن وعزله عنها المغيرة بن شعبة حين ولي الكوفة لمعاوية ومات أيام معاوية. أو لعله ثابت بن قيس بن النعمان الخزرجي مات في أول خلافة عثمان.
(5)
هو ماعز بن مالك الأسلمي. صحابي اعترف بانه زنا فرجم في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يقال إن اسمه غريب وماعز لقب له. الاصابة 6: 16.
(6)
في الاصول عبهان بن كعب العضبى وهو خطأ وصوابه ما اثبتناه. وهو عبهلة (او عبهلة) بن كعب بن بن غوث العنسي المشهور بالأسود العنسي ارتد في اليمن في السنة الحادية عشرة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغلب على اليمن كلها من حضرموت الى عمل الطائف. ثم قتل في منزله قتله فيروز وقد استمرت فتنته ثلاثة أشهر انظر الطبري وابن الأثير حوادث سنة 11 هـ.
(7)
هو المغيرة بن شعبة بن ابي عامر بن مسعود الثقفي. من دهاة العلم من أهل الطائف صحابي أسلم سنة 5 هـ وشهد الحديبية واليمامة وفتوح الشام وشهد القادسية ونهاوند وهمدان وغيرها وولاه عمر على البصرة ثم عزله ثم ولاه الكوفة وأقره عثمان عليها ثم عزله. واعتزل الفتنة مع علي ومعاوية، وحضر مع الحكمين ثم ولاه معاوية الكوفة فلم يزل فيها الى أن مات سنة 50 هـ. وهو أول من وضع ديوان البصرة وأول من سلم عليه بالامرة في الاسلام ترجمته في كتب الصحابة واخباره في كتب التاريخ العامة وانظر المرزباني 360 ورغبة الأمل 4:
204 والمحير 184 وانظر فهرسته.
وأول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصالحة.
وأول من عبر الرؤيا من الأنبياء عليهم السلام إبراهيم عليه السلام وأول ما علم جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء.
وأول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن اقرأ باسم ربك الأعلى.
وأول من حيا النبي صلى الله عليه وسلم بتحية الإسلام أبو ذر الغفاري (1) رضي الله عنه.
وأول من هاجر إلى المدينة من الرجال مصعب بن عمير (2). ومن النساء أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط (3).
وأول من أحدث المصافحة أهل اليمن.
وأول من أجد اللواطة أهل سدوم (4).
وأول من أوصى بثلث ماله البراء من معرور (5).
(1) هو أبو ذر الغفاري جندب بن جنادة صاحب رسول الله توفي سنة 32 هـ وقد تقدمت ترجمته في ص 108 ج 1.
(2)
في الأصول مصعب بن عمرو وهو خطأ وصوابه ما أثبتناه.
(3)
هي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط الأموية وهي أخت الوليد بن عقبة وأمها أروى بنت كريز بن زمعة والدة عثمان. وكانت ممن أسلم قديما وبايعت وحبست عن الهجرة الى أن خرجت إلى المدينة مهاجرة تمشى سنة سبع عام الحديبية فجاء أخواها عمارة والوليد يطلبانها فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يردها. وكانت قبل أن تهاجر بلا زوج فتزوجها زيد بن حارثة ثم تزوجها الزبير بعد مقتل زيد ثم فارقها فتزوجها عبد الرحمن ابن عوف ثم مات عنها فتزوجها عمرو بن العاص فمكثت عنده شهرا وماتت (انظر الإصابة 8: 274 وتهذيب التهذيب 12: 477.
(4)
سدوم: قرية قوم لوط: وقد ذكرها أمية بن أبي الصلت فقال:
ثم لوط أخو سدوم أتاها
…
إذ أتاها برشدها وهداها
(5)
في الاصل: البراء بن مالك بن مضور وهو خطأ والصواب ما اثبتناه وهو البراء بن معرور بن صخر ابن سنان الخزرجي الأنصاري. كان من النفر الذين بايعوا البيعة الأولى بالعقبة وهو أول من بايع وهو أحد النقباء وتوفي قبل قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بشهر. وكان قد أوصى بثلث ماله إلى النبي صلى الله عليه وسلم يصرفه حيث شاء فقبل وصيته ثم ردها على ولده. وصلى على قبره. وهو أول من فعل ذلك. انظر الإصابة 1: 149.
وأول من دفن بالبقيع عثمان بن مظعون (1).
وأول من وضع ديوان البصرة المغيرة (2).
وأول من قضى بالجاهلية في الخنثى بالميراث حيث تبول عامر ابن الظرب (3).
وقيل هو أيضا أول من سن الدية من الإبل.
وأول امرأة جعل لها النعش مثل القبة فاطمة الزهراء رضي الله عنها. وقيل زينب (4)
وأول من لقب بالصاحب من الوزراء أبو القاسم إسماعيل بن عباد وزير فخر الدولة (5).
(1) في الاصول عثمان بن مضعون والصواب ما اثبتناه وهو عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب الجمحي، أبو السائب. كان من حكماء العرب في الجاهلية يحرم الخمر. وأسلم بعد ثلاثة عشر رجلا. وهاجر الى الحبشة مرتين. وأراد التبتل والسياحة في الأرض زهدا بالحياة فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم. وشهد بدرا مات سنة اثنتين للهجرة. وهو أول من مات من المهاجرين في المدينة وأول من دفن بالبقيع منهم. انظر ابن سعد 3: 286 وكتب الصحابة وصفة الصفوة 1: 178 وحلية الأولياء 1: 102 وتاريخ الخميس 1: 411 وفيه أنه رضيع رسول الله.
(2)
هو المغيرة بن شعبة الثقفي. تقدمت ترجمته في ص: 156
(3)
في الأصول عامر بن الضرب والصواب ما اثبتناه وهو عامر بن الظرب بن عمرو بن عياذ العدواني.
جاهلي. كان رئيس مضر وحكمها وفارسها، وممن حرم الخمر في الجاهلية. وكانت العرب لا تعدل بفهمه فهما ولا يحكمه حكما. وهو أحد المعمرين في الجاهلية وأول من قرعت له العصا وكان يقال له ذو الحلم.
وفيه قول الشاعر: إن العصا قرعت لذي الحلم. انظر البيان والتبيين 1: 213 والميداني 1: 25 والتيجان 244 والآمدي 154 وابن هشام 1: 41 والمير انظر فهرسته والعقد الفريد انظر فهرسته.
(4)
لم يبين لنا من هي: أهي زينب بنت سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم توفيت سنة ثمان للهجرة. أم زينب بنت خزيمة الهلالية أم المؤمنين ويقال لها أم المساكين توفيت في السنة الرابعة للهجرة. أم زينب بنت جحش أم المؤمنين توفيت سنة عشرين للهجرة انظر تراجمهن في الإصابة: الجزء الثامن.
(5)
هو ابو القاسم اسماعيل بن عباد بن العباس الطالقاني استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي ثم اخوه فخر الدولة. ولقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة منذ صباه. ولد في الطالقان سنة 326 هـ وتوفي بالري سنة 385 ونقل إلى اصبهان فدفن فيها. وكان من نوادر الدهر علما وفضلا وتدبيرا وجودة رأى وتواقيعه آية في الانشاء. له تصانيف وشعر عذب. انظر ارشاد الاريب 2: 273 ووفيات الأعيان 1: 75 ويتيمة الدهر 3: 31 وانظر الاعلام للزركلي 1: 312 ففيه مصادر أخرى. ونال منه أبو حيان التوحيدي في الامتاع والمؤانسة 1: 53 في فصل طويل ممتع.
وأول من سمي بعبد الله في المدينة بعد الهجرة عبد الله بن الزبير.
وأول من طوى ثلاثة أيام من العلماء سفيان الثوري (1)
وأول من طوى أربعين يوما من الصوفية أبو سعيد المغربي (2).
وأول من أكل أكلة بعد سبعين يوما سهل بن عبد الله التستري.
وأول من ختم القرآن في ركعة واحدة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وأول من قرأ في اليوم والليلة ثلاث ختمات كرز بن وبرة (3).
وأول من تكلم من الشافعية في علم الفراسة (4) الشافعي رضي الله عنه، ومن الحنفية الشيباني (5).
(1) هو سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري من بني ثور بن عبد مناة من مضر. ولد بالكوفة سنة 97 هـ ونشأ فيها وتعلم حتى كان سيد زمانه في علوم الدين والتقوى وأراده المنصور على القضاء فأبى. وخرج من الكوفة سنة 142 هـ. وسكن مكة والمدينة. وطلبه المهدي فتوارى وانتقل إلى البصرة. فمات فيها مستخفيا سنة 161 هـ وله كتب. انظر طبقات ابن سعد 6: 257 ووفيات الأعيان 1: 210 وتهذيب التهذيب 4: 111 وتاريخ بغداد 9: 151 وحلية الأولياء 6: 356 والجواهر المضيئة 1: 250 والمعارف 217 وابن النديم 1: 225 وذيل المذيل 105.
(2)
لم نعثر له على ترجمة فيما تيسر لنا من مصادر.
(3)
هو كرز بن وبرة: تابعي له حديث مرسل.
(4)
علم الفراسة: علم يعرف منه أخلاق الناس من أحوالهم الظاهرة من الألوان والأشكال والأعضاء، وبالجملة الاستدلال بالخلق الظاهر على الخلق الباطن. وعد صاحب مفتاح السعادة من فروع العلم الطبيعي.
(5)
في الاصل: ومن الخلفاء والصواب ما اثبتناه. والشيباني هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني مولاهم تلميذ أبي حنيفة وأصله من قرية حرسه في غرطة دمشق وولد في واسط سنة 131 هـ ونشأ بالكوفة فسمع من أبي حنيفة فغلب عليه مذهبه، وانتقل الى بغداد فولاه الرشيد القضاء بالرقة ثم عزله ولما خرج الرشيد الى خراسان صحبه فمات بالري سنة 189 هـ. وله كتب كثيرة في الفقه والأصول بعضها مطبوع. انظر الفهرست لابن النديم 1: 203 وتاريخ بغداد 2: 172 ووفيات الأعيان 1: 453 والجواهر المضية 2: 42 ومفتاح السعادة 2: 107 ولسان الميزان 5: 121 وبروكلمان التكملة 1: 288، 298. ومعجم المطبوعات العربية.
والاعلام 6: 309.
وأول من تكلم في علم الكشف (1) وصنف من فلاسفة الاسلام يعقوب بن اسحاق الكندي (2).
وأول من تكلم في الكنجفة (3) ملوك الترك بمصر.
وأول من جعل النيروز عند نزول الشمس في أول درجة من الحمل ملكشاه السلجوقي (4) وكان قبل ذلك عند نزولها إلى نصف الحوت.
وأول من بنى بغداد المنصور الدوانيقي (5)
وأول من بنى اردبيل (6) محمد بن مروان (7).
(1) علم الكشف علم يستخدم الأعداد للكشف عن الغيبيات، الخبيات، وللكندي في ذلك رسالة في استخراج الخبيء، والضمير، ورسالة في الزجر والفأل من جهة العدد. ورسالة في الخطوط والضرب ورسالة في الحيل العددية وعلم إضمارها.
(2)
هو يعقوب بن إسحاق بن الصباح الكندي. نشأ في البصرة وانتقل الى بغداد فعلم واشتهر بالطب والفلسفة والموسيقى والفلك وألف وترجم وشرح كتبا كثيرة وأصاب عند المأمون والمعتصم منزلة وإكراما. وكان في عصره فيلسوف العرب والاسلام وقد احتذى في تآليفه حذو أرسطو. وقد طبعت بعض كتبه وتوفي نحو سنة 260 هـ انظر ابن النديم 255 طبعة فلوجل وطبقات الاطباء 1: 206 وأخبار الحكماء للقفطي وكتاب فيلسوف العرب والمعلم الثاني للشيخ مصطفى عبد الرازق وبروكلمان 1: 230 وتكملته 1: 372.
(3)
لم يتبين لنا المعنى المقصود منها.
(4)
هو جلال الدين ابو الفتح ملكشاه السلجوقي تولى الملك بعد وفاة ألب أرسلان سنة 465 هـ حتى توفي سنة 485 هـ. والنيروز هو أول يوم من شهور السنة الشمسية عند الفرس ويسمى هذا التاريخ بالتاريخ الجلالي انظر التهانوى 1: 59.
(5)
هو أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد ثاني خلفاء بني العباس ولقب بالدوانيقي لانه كان بخيلا يدقق ويستقصي فيما ينفق والدوانيقي نسبة الى الدوانيق جمع دانق وهو سدس الدرهم. وقد بدأ ببناء بغداد سنة 145 هـ.
(6)
أردبيل من مدن أذربيجان وكانت قبل الاسلام قصبة الناحية قال ياقوت قيل إن أول من أنشأها فيروز الملك وقال ولعلها منسوبة إلى أردبيل بن أرميني بن لنطى بن يونان. ولعل محمد بن مروان جدد قلعتها.
(7)
هو محمد بن مروان بن الحكم الأموي اخو الخليفة عبد الملك بن مروان كان والي الجزيرة والموصل وأرمينية واذربيجان واشتهر بالشجاعة وقوة الباس وكان أخوه عبد الملك يحسده على ذلك. وله وقائع وحروب مع الروم. وهو والد محمد بن مروان الحمار آخر ملوك الأمويين. انظر دول الاسلام للذهبي 1: 52 وفتوح البلدان للبلاذري 340 ولسان الميزان 4: 375 والطبري وابن الاثير انظر فهرستها.
وأول من أمر بعمارة طرسوس (1) هارون الرشيد.
وأول ابتداء أمر القرامطة في سنة ثمان وسبعين ومائتين (2).
وأول من قلع باب الكعبة والحجر الأسود من الركن ونقله إلى هجر وهي مدينة باليمامة (3) أبو طاهر القرمطي (4).
وأول حكام بني إسرائيل طالوت.
وأول من عمل السيوف جمشيد (5). وهو أول من عمل السروج وهو أول من دل على صنعة الابريسم.
أول ملوك الحجاز جرهم بن قحطان (6).
أول خليفة من الأمويين معاوية رضي الله عنه (7).
أول خليفة من العباسيين عبد الله السفاح (8).
(1) طرسوس: مدينة بثغر الشام بين انطاكية وحلب وبلاد الروم. أحدثها سليمان وكان خادما للرشيد في سنة نيف وتسعين ومائة. وبها قبر المأمون عبد الله بن الرشيد جاءها غازيا فأدركته منيته فمات فيها سنة 218 هـ
(2)
القرامطة أصحاب مذهب من مذاهب الباطنية سموا باسم أول داعية له وهو حماد قرمط ونشر مذهبه في الكوفة وسوادها اول الامر ثم ظهر ابو سعيد الحسن الجنابي في هجر وقاد الجيوش وعبث واتسع أمرهم في العراق والبحرين والشام.
(3)
في الأصول اليمن. وهجر بلد باليمامة بينها وبين عثر يوم وليلة من جهة اليمن كما يقول ياقوت في معجم البلدان وليست هي المقصودة هنا وانما المقصودة هنا هي هجر قاعدة البحرين حيث ظهر القرامطة
(4)
هو أبو طاهر سليمان بن الحسن بن بهرام الجنابي تولى أمر القرامطة بعد وفاة ابيه سنة 301 وكان أبوه قد استولى على هجر والقطيف وسائر بلاد البحرين. وجرت بينه وبين العباسيين حروب. وقد سار سنة 317 هـ بجنوده إلى مكة فوافاها يوم التروية فقتل الحاج ونهب اموالهم وقلع الحجر الأسود وانفذه الى هجر وبقي فيها عدة سنين ثم رده القرامطة إلى مكة سنة 339 وكان مكثه عندهم اثنتين وعشرين سنة. وقالوا: أخذناه بأمر وأعدناه بأمر.
(5)
تقدمت ترجمته في ص: 147
(6)
هو جرهم بن قحطان بن عاثر بن شالح بن ارفخشذ بن سام بن نوح وهو أبو حي من اليمن نزلوا مكة وتزوج فيهم اسماعيل عليه السلام. ثم ألحدوا في الحرم وغلبت عليهم خزاعة انظر المسعودي 3: 99 ونهاية الأرب للقلقشندي 178 والتيجان 177 وتاج العروس (جرهم).
(7)
هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب المتوفى سنة 60 هـ. بويع له بالخلافة سنة 41 هـ بعد ان تنازل له عنها الحسن بن علي عليهما السلام.
(8)
هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب. أبو العباس السفاح بويع له بالخلافة جهرا في الكوفة سنة 132 وتوفي سنة 136 هـ شابا بالانبار وعمره 32 عاما.
أول ملك من العلويين (مصر) المعز بن المنصور (1).
أول ملك من العلويين بأفريقية عبيد الله المهدي (2).
أول ملك من الديلميين بشيراز عماد الدولة على بن بويه (3).
أول من ملك من السلجوقيين طغرل بك بن ميكائيل (4).
أول من ملك بمصر من الترك المعز ايبك (5).
(1) هو المعز لدين الله معد بن اسماعيل (المنصور) ابن القائم بن المهدي عبيد الله الفاطمي أبو تميم.
والصواب في النص أن يقول: أول ملك من العلويين في مصر. ولد بالمهدية سنة 319 هـ. وبويع بالخلافة بعد وفاة أبيه سنة 341 هـ وافتح قائده جوهر مصر سنة 358 هـ، واختنط مدينة القاهرة سنة 358 - 361 وسماها القاهرة المعزية. ودخل المعز مصر سنة 362 هـ. وتوفي سنة 365 هـ.
(2)
في الأصل عبد الله وصوابه ما اثبتناه. وهو عبيد الله بن محمد بن الحبيب بن جعفر المصدق بن محمد المكتوم الفاطمي العلوي من ولد جعفر الصادق. وفي نسبه خلاف طويل. كان يسكن سلمية بالشام ومولده فيها (أو الكوفة) سنة 249 هـ بويع له بالخلافة في القيروان سنة 297 هـ واختط مدينة المهدية سنة 303 هـ واتخذها عاصمة له. ومات بها سنة 332. وهو مؤسس دوله العلويين بافريقية وجد الفاطميين أصحاب مصر.
(3)
في الأصول على بن أيوب، والصواب ما اثبتناه. وهو علي بن بويه بن فنا خسرو الديلمي أبو الحسن عماد الدولة. وهو أخو ركن الدولة الحسن ومعز الدولة أحمد. وكان أبوهم صياد سمك وتقدمت بهم الأحوال فملكوا وسادوا، وكان عماد الدولة قد ملك بلاد فارس وعاصمته شيراز واستمر في ملكه 16 سنة حتى مات بشيراز عقيما سنة 338 هـ. وعمره 57 سنة. انظر وفيات الاعيان 1: 364 وكتب التاريخ العامة. وشيراز قصبة بلاد فارس وهما مدينة قديمة، جدد عمارتها في الاسلام محمد بن القاسم الثقفي. والديلم جنس من الناس يقال انهم من العنصر التركي وتسمى بلادهم بلاد الديلم أو بلاد جيلان وهي واقعة في الجنوب الغربي من شاطئ بحر الخزر سهلها للجبل وجبالها للديلم.
(4)
هو ركن الدين أبو طالب طغرل بيك محمد بن ميكائيل بن سلجوق بن تقاق والسلاجقة ينتسبون الى جدهم سلجوق بن تقاق هذا وهم من الغز. وكانوا يقيمون في التركستان تحت حكم ملك الترك. ثم هاجر سلجوق الى ديار الاسلام مع عشيرته واعتنق الاسلام وقد ملك طغرل بيك من سنة 429 هـ حتى سنة 445 هـ. واستولى على بغداد سنة 447 هـ وقضى بذلك على آخر سلاطين بني بويه.
(5)
هو الملك المعز أيبك بن عبد الله الصالحي النجمي، عز الدين التركماني، أول سلاطين المماليك البحرية في مصر والشام. كان مملوكا للملك الصالح نجم الدين أيوب وأعتقه فصار في جملة الأمراء عنده، وجعل مقدما للعساكر بعد مقتل الملك المعظم تورانشناه وقيام زوجة أبيه شجرة الدر بالأمر. وتزوج بشجرة الدر فنزلت له عن الملك وتولاه بمصر سنة 648 هـ وتلقب بالملك المعز. وقتله خدام شجرة الدر في الحمام خنقا سنة 656 هـ. حين علمت أنه خطب بنت الملك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل. انظر ابن اياس 1: 90 والسلوك للمقريزي 1: 368 والنجوم الزاهرة 7: 3 - 41 وفيه وفاته سنة 655 هـ.
أول ملوك الخاقانية هولاكو بن طولين بن جنكيز خان (1).
أول من اتخذ الحمام بالشام ونقل البطارق والأجناد نور الدين الشهيد (2).
أول من عين أربعة قضاة بمصر ركن الدين بيبرس البندقداري الظاهر (3).
أول شيء من أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب. وطلوع الشمس من مغربها.
أول طلوع النجم الأحمر تقوم القيامة.
أول قيام الساعة يوم الجمعة.
أول ما يرفع من صدور الرجال القرآن.
أول أمة تهلك الجراد.
(1) في الأصل الغافانية وهم الخاقانية نسبة الى خاقان وخاقان لقب ملوك الترك وهم التتر. وهولاكو هو ابن طولين (تولى) بن جنكيز خان تولى الملك بعد وفاة ابيه تولى سنة 654 هـ وفي سنة 656 هـ زحف على بغداد فاستولى عليها وقتل الخليفة المستعصم وخرب بغداد فقضى بذلك على الدولة العباسية. ولم يكن هولاكو أول الملوك الخاقانية بل إن جده جنكيز خان كان أولهم. وقد جاء في الأصل هلاكو بن طولين جنكيز خان فصححناه.
(2)
هو الملك العادل محمود بن عماد الدين زنكي بن أقسنقر، أبو القاسم نور الدين. ولد في حلب سنة 511 هـ وانتقلت اليه إمارتها بعد وفاة أبيه سنة 541 هـ. وكان تابعا للسلاجقة فاستقل وضم دمشق الى ملكه واتسع ملكه. وكان مداوما للجهاد يباشر القتال بنفسه موفقا في حروبه مع الصين وكان يتمنى ان يموت شهيدا يلقب بالشهيد مات بعلة الخوانيق في قلعة دمشق سنة 561 هـ ودفن في المدرسة النورية فيها. وهو الذي بنى الجامع النوري بالموصل انظر كتاب الروضتين 1: 227 وابن الاثير 11: 151 وابن خلدون 5: 253 وابن الوردي 2: 83، ووفيات الأعيان 2: 87 والنجوم الزاهرة 6: 71 والدارس في المدارس 1: 99 وانظر فهرسته.
(3)
هو الملك الظاهر ركن الدين بيبرس العلائي البند قداري الصالحي، مولده بأرض الفيجات وأسر فبيع في سيواس ثم نقل الى حلب ثم الى القاهرة فاشتراه علاء الدين أيدكين البندقدار. وأخذه الملك الصالح نجم الدين أيوب فجعله في خاصة خدمه ثم اعتقه وأصبح أتابك العساكر بمصر أيام الملك المظفر قطز وقاتل معه التتار في فلسطين ثم اتفق مع أمراء الجيش على قتل قطز. فقتلوه وتولى بيبرس سلطة مصر والشام سنة 658 وكانت له وقائع مع التتار والافرنج توفي في دمشق سنة 676 هـ ومرقده فيها معروف أقيمت حوله المكتبة الظاهرية.
أول علم يرفع علم الفرائض.
أول خراب الأرض قبل الساعة بأربعين سنة.
أول من تنشق عنه الأرض محمد صلى الله تعالى عليه وسلم.
أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم عليه السلام.
أول من يرد الحوض فقراء المهاجرين.
أول ما يقضى بين الخلائق في الدماء.
أول ما يحاسب به العبد صلاته.
أول أمة تدخل الجنة أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
أول ما يشفع بأهل المدينة ومكة والطائف.
أول من يقرع باب الجنة محمد صلى الله عليه وسلم.
أول من يكسى من النار إبليس اللعين.
أول ما يذبح يوم القيامة الموت بين الجنة والنار.
أول من فتح الأهرام بمصر المأمون (1).
أول من عاش من الحكماء ألف سنة لقمان الحكيم (2).
أول من رأى الخضر (3) من الصحابة علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
(1) هو الخليفة العباسي عبد الله المأمون بن هارون الرشيد المتوفى سنة 218 هـ وقد فتح المأمون الاهرام حين قدم مصر.
(2)
لقمان الحكيم: هو الذي اثنى الله عليه في كتابه العزيز. اختلف في نبوته فقيل كان حكيما لقوله تعالى: ولقد آتينا لقمان الحكمة. وقيل كان رجلا صالحا، وقيل كان خياطا وقيل نجارا وقيل راعيا. وقيل كان حبشيا غليظ المشافر مشقق الرجلين وهو غير لقمان بن عاد بن ملطاط من بني وائل من حمير. وهذا هو المعمر كان من ملوك حمير في اليمن يلقب بالرائش الأكبر زعم أصحاب الأساطير انه عاش عمر سبعة نسور مبالغة في طول حياته. انظر: الروض الأنف 1: 261 وشرح ديوان زهير 288 والتيجان 69. وتجد الكلام على لقمان الحكيم في تفسير القرطبي 14: 49 والكشاف 2: 412 وأنوار التنزيل 2: 113.
(3)
هو أبو العباس أحمد على الأصح وقيل بليا وقيل الياس وقيل اليسع وقيل عامر وقيل خضرون بن مالك بن فالغ بن عامر بن شالح بن أرفخشذ بن سام بن نوح .. واختلف في اسم ابيه. قال جماعة كان في زمن-
أول بغلة ركبت في الإسلام الدلدل (1).
أول سيف ملكه رسول الله صلى الله عليه وسلم المأثور (2).
أول فرس ركبه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم السكب (3)
أول من قنن قوانين الخلوة جنيد البغدادي (4).
أول من قاتل بالمقلاع داود عليه السلام (5).
- سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقيل بعده بقليل أو كثير جزم جماعة بنبوته وإنما الخلاف هلى هو رسول ولمن أرسل. وأنكر نبوته جماعة من المحققين.
وقالوا انه عبد صالح. وخضر لقب له. واختلف في سبب تلقيبه. قيل لانه جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحنه خضراء، وقيل لأنه كان اذا جلس في موضع قام وتحته روضة تهتز .. وقيل كان اذا صلى في موضع اخضر ما تحته وقيل ما حوله. وفي البخاري: وجده موسى على طنفسة خضراء على كبد البحر. وقيل سمى خضرا لحسنه واشراق وجهه. قال الزبيدي في تاج العروس: والصحيح من هذه الأقوال أنه نبي معمر محجوب عن الأبصار، وأنه باق الى يوم القيامة لشربه من ماء الحياة وعليه الجماهير واتفاق الصوفية واجماع كثير من الصالحين. وانكر حياته جماعة منهم البخاري وابن المبارك والحربي وابن الجوزي. وفي الفتوحات المكية أنه يؤخر حتى يكذب الدجال وأنه في كل مائة سنة يصير شابا، وأنه يجتمع مع الناس في موسم كل عام. ويزعم ابن عربي أنه لقيه باشبيلية. وقال الشعراني: هو حي باق الى يوم القيامة يعرفه كل من له قدم الولاية، لا يجتمع بأحد الا لتعليمه أو تأديبه، وقد أعطى قوة التصوير في أي صورة شاء، ولكن من علاماته أن سبابته تعدل الوسطى ومن شأنه ان يأتي للعارفين يقظة وللمريدين مناما. (انظر تاج العروس 3: 181).
(1)
بغلة شهباء للنبي صلى الله عليه وسلم. قيل هي التي أهداها له المقوقس وكان يركبها في المدينة وفي الاسفار. وكبرت وزالت أضراسها فكان يجش لها الشعير وعاشت طويلا.
وصرح أئمة السير وبعض المحدثين ان دلدل ذكر وقال ابن الصلاح هي انثى.
(2)
المأثور احد سيوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكره الطبري فيما ذكر من اسماء سيوفه وقال أصحاب السير: يقال أنه قدم به المدينة في الهجرة.
(3)
السكب أول فرس ملكه النبي صلى الله عليه وسلم اشتراه بالمدينة من أعرابي من بني فزارة بعشرة أواق وهو أول فرس غزا عليه يوم أحد. وكان أغر محجلا طلق اليمين كميتا. وقال ابن الاثير كان أدهم.
(4)
هو أبو القاسم الجنيد بن محمد بن الجنيد البغدادي الخزاز صوفي من العلماء بالدين مولده ومنشؤه ببغداد وأصل أبيه من نهاوند وهو أول من تكلم في علم التوحيد ببغداد توفي سنة 297 هـ. انظر وفيات الأعيان 1: 117 وتاريخ بغداد 7: 241 وحلية الأولياء 10: 255 وصفة الصفوة 2: 235 وطبقات السبكي 2: 28 وطبقات الصوفية للسلمي 155 وطبقات الشعراني 1: 98 ومرآة الجنان 2: 231.
(5)
المقلاع كمحراب: آلة يرمى بها الحجر. ويسميه البغداديون المعجال بالجيم الفارسية.
أول من دخل بالخرقة العمرية إلى الشام عقيل المنبجي (1).
أول من شرب من عين الحياة الخضر عليه السلام.
أول من أنكر كرامة الأولياء أبو هاشم عبد السلام بن محمد ابن عبد الوهاب الجبائي (2).
أول من زعم أن عليا حي لم يقتل عبد الله بن سبأ (3).
أول ما ظهر علم المساحة من القبط.
أول علم الموسيقى من يونان.
أول علم الطبائع من دمشق.
أول علم السحر من سريان الشام.
أول من سخر روحانية الكواكب السبعة من فلاسفة الإسلام أبو معشر البلخي (4).
(1) الخرقة: من لباس الصوفية، وعقيل المنبجي: شيخ شيوخ الشام في وقته. تخرج بصحبته جمع من الأكابر منهم الشيخ عدي بن مسافر. وهو أول من دخل بالخرقة العمرية إلى الشام وعنه أخذت. وكان يسمى الطيار سكن منبج واستوطنها نيفا وأربعين سنة وبها مات وقبره بها ظاهر يزار.
ومنبج من العواصم من أعمال حلب بينها وبين حلب يومان والى الفرات يوم واحد فتحها عياض بن غنم بعد فتح حلب وأنطاكية.
(2)
هو أبو هاشم المعتزلي من أبناء أبان مولى عثمان. كان من كبار المعتزلة وله آراء انفرد بها وتبعته فرقة سميت البهشمية نسبة الى كنيته أبي هاشم. وله مصنفات في الاعتزال كما لأبيه من قبله. ولد ببغداد سنة 247 هـ وتوفي فيها سنة 321 هـ. انظر وفيات الأعيان 1: 292 والمقريزي 2: 348 والبداية والنهاية 11: 176 وتاريخ بغداد 11: 55 وميزان الاعتزال 2: 131.
(3)
في الأصول: علي بن سبأ والصواب ما اثبتناه. وهو عبد الله بن سبأ رأس الطائفة السبئية من غلاة الشيعة. أصله من اليمن. قيل كان يهوديا وأظهر الاسلام ورحل الى الحجاز فالبصرة فالكوفة. ودخل دمشق في أيام عثمان فاخرجه أهلها فانصرف الى مصر وجهر ببدعته. وقال يقول ان عليا حي في السحاب. وقيل ان عليا نفاه الى ساباط المدائن. وكان يقال له ابن السوداء لسواد أمه مات نحو سنة 40 هـ انظر البدء والتاريخ 5: 129 ولسان الميزان 3: 289 وعقيدة الشيعة 58 و 59 وتهذيب ابن عساكر 7: 428.
(4)
هو أبو معشر جعفر بن محمد بن عمر البلخي عالم فلكي مشهور أصله من بلخ وأقام زمنا في بغداد كان أولا من أصحاب الحديث وتعلم النجوم بعد سبع وأربعين سنة من عمره وكان أعلم الناس بتاريخ فارس وأخبار سائر الأمم تصانيفه كثيرة وبعضها مطبوع. ويعرف عند الغربيين في القرون الوسطى باسم (البوماسر) مات بواسط سنة 272 انظر: الفهرست لابن النديم 1: 277 والقفطي 106 ووفيات الأعيان 1: 112 ودائرة المعارف الاسلامية 1: 404.
أول شجرة آمنت بالله الباذنجان.
أول جنة يدخلها الناس جنة النعيم
أول خليفة بايع ولده معاوية (1) وهو أول من وضع البريد.
أول من أبطل سب علي رضي الله عنه على المنبر عمر بن عبد العزيز.
أول ما يكشف لصاحب الخلوة آيات العالم قبل آيات نفسه.
أول من خوطب في الإسلام بشاهنشاه عضد الدولة بن حسن ابن بويه الديلمي (2).
أول من ضحك في بطن أمه الضحاك بن مزاحم الهلالي (3).
أول حرف من حروف اسم الله الأعظم حرف القاف.
وهذا آخر ما نقلناه من الكتاب المذكور. والله أعلم بما تكن الصدور.
*** ومن مقاطيع صاحب الترجمة قوله في مليح ذي خال (4) قاتله خاله:
لله ظبي كالغزالة مقبلا
…
أضنى فؤاد الصب حسن دلاله
يشكو الذي يلقاه من خال له
…
ياما بقلبي من فعائل خاله
(1) هو معاوية ابن أبي سفيان الخليفة الأموي. وقد أخذ البيعة في حياته لابنه يزيد.
(2)
هو (عضد الدولة) فنا خسرو بن الحسن (ركن الدولة) ابن بويه الديلمي أبو شجاع ولد سنة 324 هـ تولى ملك فارس ثم ملك الموصل وبلاد الجزيرة والعراق. وهو أول من خطب له على المنابر بعد الخليفة. وأول من لقب في الاسلام شاهنشاه وكان جبارا أديبا ينظم الشعر. الف له ابو علي الفارسي الايضاح والتكملة ومدحه فحول الشعراء كالمتنبي والسلامي. وهو الذي أظهر قبر الامام علي بالنجف وأقام عليه المشهد. وأقام مأتم عاشوراء. توفي ببغداد سنة 372 هـ وحمل الى مشهد النجف فدفن هناك.
انظر ابن الاثير (فهرسته) ووفيات الأعيان 1: 416 وابن الوردي 1: 305 والبداية والنهاية 11: 299 ومرآة الجنان 2: 398 ويتيمة الدهر 2: 2.
(3)
هو الضحاك بن مزاحم الهلالي البلخي الخراساني ابو القاسم كان يؤدب الاطفال وقيل كان في مدرسته عشرة آلاف صبي وله كتاب في التفسير توفي سنة 105 هـ.
انظر ميزان الاعتدال 1/ 471 وتاريخ الخميس 2/ 317 والمجد 475 والاعلام 3/ 310.
(4)
في الأصول ذو خال.
وله فيه:
وغزال حير الناس بخال
…
اسود الوجه بقتلى ما تأنى (1)
خاله الظالم قد جار عليه
…
مثل ما جار على قلب المعنى (2)
وله فيه:
رب ظبي عنبري الخال يشكو
…
خاله الظالم من سوء فعاله
جاء يرجو النصر مني وهو باك
…
فرآني أضعف الناس لخاله
وله فيه:
لم اشتكي من خاله
…
من خاله الناس قتل
أجبت أن الله قد
…
جازاك من جنس العمل
وله فيه:
وأغيد نقطت بالمسك وجنته
…
أضفاه من خاله التفريط والقال
فصدقوه إذا ما قال يقتلني
…
خالي الظلوم فإن الخال قتال
وللشعراء في الخال فنون، تورث الجنون، لا بأس بإيراد شيء منها.
فمن ذلك لابن نباتة في مليح على شفته خال، يحكي برشفه الماء العذب الزلال، وكان ملازما لعمه:
وأغيد فوق مرشفيه
…
خال رمى القلب في نكاله
لولا سطا عمه لفزنا
…
ويلاه من عمه وخاله
وله:
عرج على حرم المحبوب منتصبا
…
لقبلة الحب واعذرني على سهري
(1) في الأصول: ماتانا.
(2)
في الأصول: المعنا.
وانظر إلى الخال دون الثغر فوق لمى
…
تجد بلالا يراعي الصبح في السحر (1)
ولبعضهم فيه:
لا تحسبن الذي في الجيد شامته
…
مخلوقة من دجى صدغيه والغسق
لكنها حبة القلب التي احترقت
…
من جوره فغدت للجور في العنق
وفيه:
في خده اليمنى له شامة
…
من أجلها اليسرى لها تحسد
طلعته كعبة حسن وفي
…
الركن اليماني الحجر الأسود
وفيه:
قد صاد طائر قلبي يوم ودعني
…
يا كعبة الحسن قد حللت ما حرما
يا كعبة ظل فيها خالها حجرا
…
كم ذا الطواف ولا ألقاك مستلما
وللحاجري (2) فيه:
ومهفهف من شعره وجبينه
…
تغدو الورى في ظلمة وضياء
لا تنكروا الخال الذي في خده
…
كل الشقيق بنقطة سوداء
(1) في الأصول: فوق الماء.
(2)
أبو يحيى وأبو الفضل. حسام الدين عيسى بن سنجر بن بهرام الاربلي، الحاجري. جندي من اولاد الاجناد، له شعر تغلب عليه الرقة قتل سنة اثنتين وثلاثين وستمائة غدرا باربل وينسب الى حاجر من بلاد الحجاز، ولم يكن منها، لانه اكثر من ذكرها في شعره. له ديوان شعر مطبوع ومسارح الغزلان الحاجرية ونزهة الناظر وشرح الخاطر.
وفيات الاعيان 3: 169 والنجوم الزاهرة 6: 290 وشذرات الذهب 5: 165 وهدية العارفين 1: 809 وآداب اللغة لزيدان 3: 24 والأعلام 5: 287 وبروكلمان 1/ 289.
وللمظفر الأعمى (1) فيه
لا تحسبوا شامة في خده طبعت
…
على صحيفة خد راق منظره
وإنما خده الصافي تخال به
…
سواد عينيك خالا حين تنظره
ولمحمود الدمشقي (2) فيه
كأنما تحت دجى شعره
…
بدر تبدى في الليالي الطوال
أسفر ضوء الصبح من وجهه
…
فقال خال الخد فيه بلال
وللتنوخي فيه (3):
بأبي ابيض كالأسمر في
…
خده الأحمر خال أسود
وجهه ما زال صبحا طالعا
…
فبلال الخال ماذا يرصد
ولعفيف الدين التلسماني (4)
أدنته لي سنة الكرى فلثمته
…
حتى تبدل بالشقيق السوسني
ما راعني إلا بلال الخال من
…
خديه في صبح الجبين يؤذن
وللحاجري فيه:
نبي جمال كل ما فيه معجز
…
من الحسن لكن وجهه الآية الكبرى
أقام بلال الخال في صحن خده
…
يراقب من لألاء طرته الفجرا
وللمشد (5) فيه:
لئن تمسكت بحبي رشا
…
تقبيله فرض على الواله
(1) هو ابو العز مظفر بن ابراهيم بن جماعة موفق الدين العيلاني. شاعر مصري وأديب ينتسب الى قيس عيلان. كان ضريرا مولده في القاهرة سنة اربع واربعين وخمسمائة وتوفي فيها سنة ثلاث وعشرين وستمائة. له ديوان شعر ومختصر في العروض. نكت الهميان 290 ووفيات الاعيان 2: 98 وشذرات الذهب 5: 110 وارشاد الاريب 7: 160 وبغية الوعاة 392 والاعلام 8: 162.
(2)
لعله الشهاب محمود وقد مرت ترجمته في حاشية ص. 217 ج 1
(3)
التنوخي هو علي بن محسن التنوخي المتوفي وقد مرت ترجمته في حاشية ص 470 ج 1
(4)
مرت ترجمته في حاشية ص. 167 ج 1
(5)
مرت ترجمته في حاشية ص. 219 ج 1
فالعروة الوثقى بأصداغه
…
والحجر الأسود في خاله
وفيه:
حجت الى وجهك أبصارنا
…
طائفة يا كعبة الحسن
نلثم خالا منك في وجنة
…
كالحجر الأسود في الركن
وللذهبي (1):
مهفهف يتثنى قده غصنا
…
يبدى به من ثنايا ثغره زهرا
كأنه كعبة للحسن أو صنم
…
والخال والقلب كل يشبه الحجرا
وفيه:
يا رشأ صفحته كعبة
…
قد تخذ الحاج بها موسما
خالك عندي حجر اسود
…
فاجعل بها ثغرك لي زمزما
ومن اللطائف قول الصفدي (2):
ما عاينت عيناي أحسن منظرا
…
فيما رأت من سائر الأشياء
كالشامة الخضراء فوق الوجنة ال
…
حمراء تحت المقلة السوداء
ولابن وكيع (3):
أن الشقيق رأى محاسن وجهه
…
فأراد أن يحكيه في أحواله
فأفاد حمرة لونه من خده
…
وأفاد لون سواده من خاله
(1) مرت ترجمته في حاشية ص 224 ج 1
(2)
مرت ترجمته في حاشية ص. 105 ج 1
(3)
هو ابو محمد الحسن بن علي بن أحمد بن محمد بن خلف الضبي المعروف بابن وكيع التنيسي ووكيع لقب لجده محمد بن خلف. كان شاعرا بارعا. اصله من بغداد مولده بتنيس بمصر سنة ست وثلاثمائة. وتوفي فيها سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة. له ديوان شعر مطبوع وكتاب المنصف في سرقات المتنبي. وفيات الأعيان 1: 377 ويتيمة الدهر 1: 356 والكنى والالقاب 1: 437 وهدية العارفين 1: 273 واعيان الشيعة 22: 207.
ولأبي عبد الله أحمد بن عامر البكي الحنبلي من قصيدة:
تخال الخد من ماء وخمر
…
وفيه الخال نشوان يجول
وكم لام العذول عليه جهلا
…
وآخر ما جرى عشق العذول
وفيه:
في الجانب الأيمن من خدها
…
نقطة مسك اشتهى شمها
حسبته لما بدا خالها
…
وجدته من حسنها عمها
ولعمي عبد الباقي العمري (1):
خال المفند أن خال معذبي
…
خال عن الفحوى بوجنة خده
هيهات ليس كما يخال وإنما
…
عم الجمال فذاك خاتم جده
وله رحمه الله:
وقائل عرض لي
…
في خال محبوبي وجر
بأنه ليس كما
…
قالوه حلوا ذا حور
لأنه اسود به
…
قلت له فيه نظر
وله فيه:
وخال تحت حاجبه تبدى
…
كنقطة عنبر من فوق نون
يشير لنا بإيماء خفي
…
حذارا من مقاومة العيون
ولابن ربان فيه:
لاحت على مبسمه المشتهى
…
ثلاث شامات غدت بالتئام
لا تعجبوا أن كثرت حوله
…
فالمنهل العذب كثير الزحام
(1) مرت ترجمته في ص 51 ج 1
وفيه:
انظر إلى سطر عذار بدا
…
من فوقه الشامة مثل النقط
صحت به نسخة حسن بمن
…
قد راحت الأرواح فيه غلط
وفيه:
بروحي خده المحمر أضحت
…
عليه شامة شرط المحبة
كأن الحسن يعشقه قديما
…
فنقطه بدينار وحبه
وفيه:
يا صائد اللحظ كم ذا
…
باللحظ تسبي وتصبي
نصبت نقطة خال
…
فصدت طائر قلبي
وفيه:
قلت للخال إذ بدا
…
في نقا جيده السعيد
فزت يا عبد قال لي
…
أنا عبد لكل جيد
وفيه:
أهلا بوجه كالبدر حسنا
…
صيرني حبه هلالا
قدرت حتى لحظت فيه
…
سواد عيني فخلت خالا
وللصفدي (1):
في عذار الحب خال
…
قد حكى عند النفوس
بلبلا قد أودعوه
…
قفصا من أبنوس
ولابن تميم (2)
ومهفهف خالاته وعذاره
…
قد جاوزا حد الكمال فأفرطا
وكأنما كتب العذار بخده
…
سطرا بحبات القلوب فنقطا
(1) مرت ترجمته في حاشية ص 105 ج 1
(2)
مرت ترجمته في حاشية ص 126 ج 1
ولبعض الأدباء:
ولا عجب أن كان صدغك عقربا
…
فحل به في برجه وجهك البدر
بلى عجبي من مسك خالك لم يذب
…
ومن تحته في صحن وجنتك الجمر
وفيه لسيف الدين المشد (1):
طرفي لبعدك لا يمل من البكا
…
والقلب ذاب من الغرام وما شكا
يا من تعنبر خده بعذاره
…
لما غدا بالخال منه ممسكا
إبراهيم بن سهل الاشبيلي (2)
وجه يغض عرى الورى لضيضه
…
مني ويذهب عقله تذهيبه
يذكي الحياء بوجنتيه جمره
…
فكأن ند الخال يعبق طيبه
الصلاح الصفدي:
أقدك أم غصن ترنحه الصبا
…
فعطفك هذا ليس يعرفه ند
ويا حسن خال فوق خدك قد غدا
…
من الند الا أنه ماله ند
القيراطي (3) مضمنا
في خد من همت به شامة
…
ما الند في نفحته ندها
والعنبر الورد غدا قائلا
…
لا تدعني إلا بيا عبدها
وقال في مطلع قصيدة:
في كل حي من صدودك ميت
…
يا غصن بان فيه ورد ينبت
والعنبر المسكي لما أن رأى
…
خالا بخدك لم يزل يتفتت
(1) مرت ترجمته في حاشية ص 219 ج 1
(2)
مرت حاشيته في ترجمة ص 217 ج 1
(3)
مرت ترجمته في حاشية ص 144 ج 1
ولابن نباتة (1) من قصيدة:
وحامل الكأس تحت الدجن يعلمها
…
كأنه مدلج يمشي بمصباح
يا عنبر الخال في ريحان سالفه
…
هل باب عيشي مسرور بمفتاح
وللمارديني (2):
من أيما صورة إعجاب صورته
…
من نون حاجبه أوصاد مقلته
وقاتلي من محاريب المحاسن من
…
حاميم أصداغه أو نور طلعته
وهذه شامة سوداء أم سمة
…
لآية الحسن في بيضاء صفحته
أم نقطة بدم المقتول فيه رقت
…
إليه فاحترقت في نار وجنته
ولشهاب الدين (3) مضمنا:
رأيت ما بين اخضرار عارض
…
وبين ذاك الثغر خالا قد سكن
كخادم منعم في لذة
…
بالماء والخضراء والوجه الحسن
وفيه أيضا:
بريك بوجنتيه الورد غضا
…
ونور الأقحوان على الثنايا
تأمل فيه تحت الصدغ خالا
…
لتعلم كم خبايا في الزوايا
(1) هو ابن نباته المصري وقد مرت ترجمته في ص 336 ج 1
(2)
مرت ترجمته في ص. 111
(3)
هو شهاب الدين محمود وقد مرت ترجمته في ص 217 ج 1
وفيه للقيراطي (1)
أشتاق شامات مسكي بوجنته
…
حباتها لقلوب الناس أقوات
يا حسنها حسنات لم تزل أبدا
…
تمحى بها من تجنيه إساءات
مخبوة تحت أصداغ معقربة
…
وفي الزوايا كما قالوا خبايات
وللصفدي مضمنا:
أفدي حبيبا له في كل جارحة
…
مني جراح بسيف اللحظ والمقل
تقول وجنته من تحت شامته
…
لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل
وله أيضا:
يا أيها الرشأ الذي لما بدا
…
حيت لديه محاسن الأقمار
ما راح خدك وهو دارات المنى
…
إلا وخالك نقطة البركار
ولمحاسن الشواء (2):
ما على الحاظه أن فتكت
…
بالورى في ملة الحسن قود
كرة الخال غدا يرشقها
…
صولجان الصدغ في ميدان خد
ولابن نباتة (3):
يا مجريا دمعي وموقف لوعتي
…
من جسمي المضني على أطلال
يا من إذا سألوه عن بدر الدجى
…
والمسك قال أخي الشقيق وخالي
(1) مرت ترجمته في حاشية ص 144 ج 1.
(2)
في الاصول: محاسن الثورى. وصوابه محاسن الشواء وقد مرت ترجمته في حاشية ص 167 ج 1
(3)
هو ابن نباتة السعدي وقد مرت ترجمته في ص 336 ج 1.
وفيه:
سألته عن قومه فانثنى
…
يعجب من إسراف دمعي السخي
وأبصر المسك وبدر الدجى
…
فقال ذا خالي وهذا أخي
وللذهبي (1):
والعس داوى غلتي برحيقه
…
فما زادني إلا لهيب حريق
ومن عجبي أني خذلت بخده
…
وليس سوى خال به وشقيق
وللنواجي (2) فيه
ذو مبسم سكري جد قرقفه
…
أما تراه بنار الخد قد طبخا
وعمه حسن خال في الخديد غدا
…
له الشقيق شقيقا والهلال أخا
وللتلعفري:
أبديت شعرك فوق وجهك لي ضحى
…
فأريتني في الخال بدرا مقمرا
وجعلت حظي مثل خالك أسودا
…
فأذقتني موتا كخدك احمرا
وفيه ايضا:
في خده الروضي لا تحسبوا
…
ثلاث شامات بدت عن حقيق
بل كاتب الحسن على خده
…
نقط بالعنبر شين الشقيق
(1) مرت ترجمته في ص 224 ج 1.
(2)
مرت ترجمته في ص 151 ج 1.